قصة انصهار قلب البارت السابع7 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت السابع7
بقلم فاطمة سلطان



فَلِيلْعِنْ اللَّهِ قَلْبِي اذَا مَازَالَ يُفَكِّرُ بِمَنْ ذَبْحُهُ وَ مَشْيٌ فِي دِمَائِهِ ، فَلِيلْعِنْ اللَّهُ حُبِّي اذًا سَيدْفَعْنِي اشَّفِقْ عَلَيْكَ فِي يَوْمًا ، مَاذَا فَعَلُتْ حَتَّي اسْتَحَقَّ هَذَا مِنْكَ فَوَاللَّهِ كُنُتْ مُسْتَعِدَّةً اَنْ امُوَتْ وَ اَنْ تَكُنْ رُوحِي فِدَاءً لَكَ اذَا اِحْتَاجتَهَا ، مَاذَا حَدَثَ لَكَ مِنْ اَنَتَ  ؟؟
 _________________________

فتحت باب الشقة و اغلقته و توجهت الي غرفتها و هي تضع يديها علي فمها و تجاول كتم شهقاتها و بكائها لا تريد لأحد يسمع صوتها المجروح و كرامتها ماذا سيفعل بعد بها دائماً يقص جناحاتها
هل كان يخونها ؟؟؟ هل كانت بذلك الرُخص علي ما يبدو مادونا مُحقة، تريد تكسير اي شيءٍ كأنها طُعنت مره اخري فهي تصنعت في الخارج اللا مبالاة و لكن قلبها ينزف من الدماء ليصنع بحور من الألم تريد تكسير اي شي قد يشفي غليلها
و لكن بعد ربع ساعة افاقت من نوبة البكاء علي هذا الصوت؛  صراخ و بكاء طفل صغير و صوت شيئاً ما وقع علي الأرض
خرجت مذعورة فمن معها في الشقة من الاساس فوجدت زين مرمي علي الارض و يبكي و يصرخ علي الاغلب انه كان نائم علي الاريكة و قد سقط ارضاً
حملته بتلقائية و حاولت أن تتفحصه هل به شيءٍ ام لا ؟ هل جُرح ؟ و لكن ليس به شيء علي ما يبدو انه لدية كدمات فقط
واستغربت جداً من وجوده وأخذت تدخل غُرف الشقة و المطبخ و الحمام وكل مكان ولكن لا أثر لها ابداً ؟ اخذت تتسأل هل من الممكن أن تكون تركته و ذهبت و كان نائم في وقتها ؟؟؟ خرجت من الشقة ووجدت المفتاح موجود من الخارج مثلما تركته علي الأغلب هي استغلت ذلك و استغلت بعد الغُرفة عن باب الشقة، صعدت وظلت تدق باب شقتهما علي أمل ان يكن كل ذلك مزحة، و كل ذلك بلا فائدة فقد ذهبت منذ زمن
وتعلم ان همس مع نجاح و رجب في الإسماعيلية ماذا تفعل به؟؟ كيف ذهبت و تركته هذه الشيطانة وكيف لم تشعر بها الكثير من التساؤلات تدور في عقلها؛ هبطت مره اخري الي شقة نجاح  و هي تحمله و كانت  تمسك هاتفها وترن علي مصطفي لا يجيب و كذلك نجاح، لا تدري ما أصاب الجميع، كان زين يجلس في حضنها و يعبث في خصلات شعرها بسعادة و كأنه وجد لُعبة جديدة بعدما توقف عن البكاء
زينة بغضب و نظرت له بملامح غاضبه تماماً و بصوتٍ مُنفعل
" متلعبش في شعري انا مش طايقة نفسي "
ترك خصلاتها و نظر لها نظره تكاد تقطع قلب أي شخص يشعر و تشعره بتأنيب الضمير و كأنه حُزن بسبب صراخها به و كان علي وشك البكاء مره اخري
زينة أردفت بسرعه وندم فبالتأكيد ليس ذنبه ان افرغ غضبها به، مدت يديها بخصلاتها
" خلاص اسفة ارجوك متعيطش أمسكها "
قبض علي خصلاتها وشدها منها وهو يبتسم و كأنه لم يبكي او ينزعج أبداً يا ليت الدنيا بسهولة التعبير التي يوجد عند الاطفال، و سهولة نسيانهم ما يؤلمهم  
اتصلت رحمة بها لتجيبها زينة
- ايوه يا رحمة
- انتِ فين يا زينة كل ده ؟؟ انا خلصت الجلسة و مستنياكي و كمان الدكتور هيمشي مش هيلحق يشوف الإشاعات كده
- اسفة يا رحمة تلت ساعة بالظبط و هتلاقيني عندك
اغلقت معها بعدما اظهرت رحمة انزعاجها وكانت  زينة لا تعلم اذا ذهبت الي مصطفي و اعطته الولد سوف تتأخر اكثر علي رحمة و لن تلحق الطبيب فأخذت الإشاعات و خرجت بعدما قررت ان تأخذه معها، ركبت اول تاكسي قابلها، وكان زين يبتسم لها و يشد شعرها كأنه يشاغبها، لا تدري زينة لما بادلته الابتسام و هل لها الحق في أَنَّ تُقَسِّي قَلْبُهَا  علي طفل صغير مهما كان والده فعل بها و مهما كرهت والدته فأردفت بخفوت لا يسمعة السائق الذي يستمع إلي الأغاني بصوتٍ مُرتفع
- انا بكره امك و نفسي اقتل ابوك
ليضحك، لا ارادياً ابتسمت  زينة لتقول " شكلك اهبل او نفسك في اللي نفسي فيه  انا مش عارفة هي ازاي سابتك و مشيت ازاي محستش انها دخلت و سابتك بنت الجزمة دي "
لتنزل من التاكسي و تدخل العيادة واستغربت رحمة من وجود  زين معها و لكنها تجاهلت الأمر حتي ينتهوا من حديثهما مع الطبيب الذي أخبرها  بالتحسن الملحوظ في حالتها و في مدة قصيرة ما يقارب شهر و نصف تقريباً و أخبرها انها قريباً تستطع ان تمشي بدون عُكاز
بعد دقائق حينما انتهوا من حديثهما مع الطبيب خرجوا من العيادة ووجدوا التاكسي منتظرهم حتي يعيدهم الي مكانهم بعدما طلبت زينة منه ذلك
و كان زين قد نام في احضانها لا تدري كيف لا يفتقد امة و مازال قابض علي خصلاتها حتي و هو نائم
رحمة بتساؤل " هو بيعمل ايه معاكي  زينة "
زينة قصت لها ما حدث ولكن اكتفت بإخفاء ما أخبرتها به ايتن تلك الكلمات التي طعنت قلبها
رحمة بصدمة شديدة  " ازاي يعني معقول سافرت عند اختها و سابت الولد و من غير ما تقول ازاي بجد مش مستوعبة ان في حد كده "
زينة بغضب كلما تتذكر ما تفوهت به ايتن دمرت اخر ما تبقي من قلبها المكسور و كأنها قضت علي ما تحاول ترميمه و أن اجابت بكل الإجابات التي تستطع ان تؤلم الجميع لا تستطيع ان تكذب وتقول لم يفرق معها
- والله كل حاجة تتوقع منها دي شيطانة
ثم اخبرت سائق التاكسي بان يوصلهما الي مكان معرض مصطفي الذي يبعد عن المنزل بما يقارب ربع ساعة سيراً الي الأقدام
___________________________________

نعود الي معرض عائلة العدوي
مصطفي " من ساعة ما جيت يا حمصه باشا و انا بيجيلي زيارات زفت و انا بقلق من دخلتك و اللي بيدخل بعدك، دخله ربنا يسترها "
يدخل رجل يتكأ علي عكازة في اوائل السبعون من عمرة
عمران " انتَ مصطفي العدوي ؟ "
مصطفي " ايوه مين حضرتك "
عمران " انا عم زينة "
مصطفي بنبرة هادئة و مرحبة به رغم انه غير مطمئن بدخوله و دخل بعده شابان
" اهلا بيك اعذرني اني معرفتكش بس انا مشوفتش حضرتك و لا مره  "
عمران بنبرة هادئة او بارده
" اهو جه الوقت اللي اشوفك فيه "
مصطفي " تشربوا ايه طيب "
عمران " احنا مش جايين نشرب  بس ياريت نتكلم علي انفراد "
أردف مصطفي بهدوء
- خالد صاحبي و زي اخويا مش غريب
تحدث خالد مسرعاً
- لا طبعا انا كده كده خارج رايح اشتري حاجة، خدوا راحتكم
فخرج خالد ليتحدث عمران مستكملاً حديثه
- انا عايز اشوف بنت اخويا و حفيدتي، علشان اعرف ازاي ابن اخويا يموت و محدش يعرفني شهر عدي و شوية و لا بنت اخويا  فكرت تقولي
مصطفي بنبرة هادئة وواثقة
- انا مقدرش اقول لحضرتك حاجه و موضوع انكم متعرفوش دي كانت رغبة زينة ان انتم متحضروش، دي وصيه رؤوف ان محدش فيكم يحضر جنازته ده اللي اعرفه انا معرفش ايه نوع الخلافات ما بينكم بس ده اللي سمعته و اعتقد مكنش حد ليه يتكلم الا زينة ومحدش يقدر يعمل حاجة هي مش موافقه عليها
ليتحدث هشام البالغ من العمر ثمانية و عشرون عام وهو حفيد عمران بينما اكتفي حسن أخيه البالغ من العمر ثلاثون عام الصمتُ
- والله بقي دي وصيه رؤوف ؟؟ ان رجاله عيلته متحضرش دفنته يا سلام بجد، وانتَ تقرب ايه لزينة وله لرؤوف يعني علشان تتكلم وله ايه اللي دخلك في الموضوع
مصطفي باستفزاز  " والله رؤوف كان يُعتبر جاري لمده سنين و نسيبي، اما زينة انا جوزها عرفت اقربلها ايه ؟ "
صمت هشام و هو يشعر بالغضب الشديد تجاه مصطفي، ولكنه صمت مُجبراً حينما تحدث عمران و هذا يعني أن يصمتُ
- انا عرفت بالصدفة من واحد من صحاب رؤوف ان هو مات و لما جينا الراجل صاحب السوبر ماركت اللي تحت العمارة قالنا ان زينة عندك بعد ما صاحب العمارة مشاها وأنه معرفش حاجة عنها تاني  ، اتجوزتم امته ؟؟
مصطفي بنبرة واثقه و هادئة تماماً
- انا  وزينة كُنا مخطوبين و سبنا بعض فتره و رجعنا تاني و طبعا لما رؤوف اتوفي؛ حصل ظروف و كان لازم  زينة تمشي من شقتهم و اخذتها البيت فعلاً و قعدت تحت في شقة امي و بعد أيام من قعادها عندنا  كتبنا كتب الكتاب
عمران بنبرة هادئة " انا عايز اشوف زينة و رحمة  "
___________________________________

أمام المعرض كان يقف خالد و يتكأ علي الدراجة النارية الخاصة به فتوقف تاكسي فجاءه أمام المعرض وهبطت منه زينة و التي تحمل زين و هو نائم لا يشعر بما يحدث حوله و بأن والدته ليست موجوده  فقط يحاوط عُنقها و يمسك خصلات شعرها و يتشبث بها، ثم هبطت بعدها رحمة و أعطت زينة للسائق أجرته
ذهب خالد ناحيتهم مُتلهفاً
خالد قائلاً باستغراب " زينة ؟ في حاجه "
زينة باستغراب هل هو له الحق ان يسألها علي سبب مجيئها
- هو ايه اللي فيه حاجه ؟؟ 
كانت علي وشك أن تستكمل حديثها و تخبره انها اتت لزوجها  هل له اعتراض او يحق له من الأساس ان يسألها و لكن لم يطاوعها قلبها و لا عقلها بأن تتفوه بأنه زوجها فهو خانها في كل لحظة كانت بها معه و السبب في بكائها و رقم اثنين في حياته لم تكن يوماً الأولى علي ما يبدو
خالد بِانْزِعَاج و غَيْظ لَمْ يَسْتَطِعْ إخْفَائِهِمَا
- انتِ داخله فيا شمال كده ليه يعني انا بسأل يعني لان مش عوايدك تيجي و بعدين مين اللي انتِ شيلاه ده
ربما لا تظهر ملامحه بسبب نومه ولكنه استنتج انه زين
- ده زين ؟ بيعمل ايه معاكي
زينة بانزعاج من أحاديثه و اسئلته فيكفي ما مرت به طوال اليوم و ما سمعته،  فهي ليست مُجبره ان تتحمل الجميع هي إنسانه والله إنسانه لا تستطع تحمل كل ذلك الأسي والضغط علي أعصابها
- ممكن تندهلي مصطفي وله مش ممكن ؟؟ اعتقد التحقيق ده ملوش لزمه
رحمة مالت عليها و همست لها بخفوت
- يا زينة براحة شوية الراجل مش قصده حاجه مش ده اللي هطلعي فيه غضبك يعني 
زينة حاولت ان تتحدث بنبرة هادئة و ان تُحسن ما فعلته
- انا اسفه انا متنرفزة شويه ممكن يعني تندهلي مصطفي علشان  مستجعله 
خالد  " من الافضل انتِ تدخلي اهلك جوا يا زينة بقالهم حوالي ساعة و اكتر "
الجمتها الصدمة فما كانت تخاف منه قد حدث و ما هي الا ثواني وخرج مصطفي و معه عمران، هشام وحسن
وكان في طريقه الي البيت وكان يُخرج هاتفه الذي كان صامتاً و كان علي وشك الاتصال بزينة حتي يعلم هل عادت الي المنزل هي و رحمة او لا، ولكنه وجدها تقف مع خالد
ذهب اليها غاضباً وكأنها استطاعت إشعال الغضب و الغيرة في قلبه و كأنه يمنعها من الحديث مع غيره و رُبما أصبح حتي الحديث مُعه مُحرم بالنسبة لها، لم يكن ركز عمران و لم يستطع تحديد هوية الاشخاص الذي ذهب لهم مصطفي 
مصطفي بانزعاج و استغراب حينما وجد زين معها
"انتِ بتعملي ايه هنا و زين بيعمل ايه معاكي "
زينة بسخرية و غضب و هي تحاول ان تتفادي نظرات عينيه التي تخترقها كالرصاص والتي اصبحت سبب عذابها و كأنها حينما رأته تذكرت ما تفوهت به تلك الشيطانة
- خطفاه مثلا؛ مراتك سابته و مشيت و انا مكنتش عارفة اهبب ايه واتصلت بيك كتير مردتش
صدم مصطفي للغاية ورُبما خالد  ايضاً وكان مصطفي علي وشك التحدث و الاستفهام عما حدث و لكن قاطعه مجيء عمران حينما استطاعوا معرفة هويتها من بعيد فلم تتغير ملامحها كثيرا ربما ظهرت معالم النضج و معالم الأنثى حينما تتقدم في عمرها فبالكاد آخر لقاء بينهم قبل سبعة أعوام من الآن
عمران بنبرة مستفهمه " زينة  "
زينة بصدمة وقلق و كأن أخيها هو مصدر راحتها و عدم قلقها منهما 
" عمي "
عمران بعتاب رُبما لم تعلم زينة لما تغيرت نبرته هو لما هذا التصنع أمام الناس
- عمك يا زينة اللي نستيه كبرتي انتِ و رحمة 
احضتن رحمة و لاحظ عكازها
- ألف سلامة يا بنتي عرفت انك كنتِ مع ابوكي في الحادثة
رحمة بتوتر و قلق منهما " الله يسلمك "
جاء هشام فصافحهما و أردف منزعجاً
" عمي احنا تعبنا من السفر النهاردة ايه رايك لو نرجع الفندق و نجيلهم تاني بكرا الوقت أتأخر "
عرض عليهما مصطفي ان يمكثوا هذه الليلة في بيته في الشقة الفارغة و لكن رفض هشام و بشده اكثر من عمران  و أصر ان يذهبوا الي اي فندق حتي الصباح و اخذوا رقم مصطفي للتواصل عموماً
عاد مصطفي الي المنزل مع رحمة وزينة  التي قصت له بسطحية في الطريق ما حدث دخلوا بوابة المنزل و دخلت رحمة شقة نجاح هي وزينة التي  حاولت ان تجعل زين يستيقظ و بالفعل نجحت في ان تجعله يستيقظ ولكن لا يريد تركها ابدا و لكن ارتاح قليلا مع رحمة و جلس معها 
فصعد مصطفي الي شقته كالمجنون يبحث عن اي شي قد يدله عن مكان هذه الملعونة كيف اتت لها الجراءة ان تذهب و تكسر حديثه، و فوق ذلك تركت الطفل وحيدا ، فهو لا يعرف مكان شقيقتها سوي انها بطنطا و ليس معه رقمها وبالطبع قد كسر هاتف ايتن، نزل مرة اخري و بداخله كل مشاعر الغضب و الغيظ يقسم انه يريد قتلها، كانت زينة تنتظره في الفناء عند باب شقة نجاح
زينة بسخرية  " هتكون فوق مثلا  و قالتلي خدي الولد ساعتين و انا قولت اشيلع  شوية و اساعدكم علي تربيته ده ابن الغالي "
مصطفي بانزعاج و غضبٍ شديد
" انا مش عارف ازاي مشيت مقالتش اصلا انها رايحه عند اختها دي بقالها عشر سنين متجوزه و انا معرفش عنها حاجة  و عمرها ما جت زارتنا و لا عي راحتلها قسما بالله ماهتدخل البيت ده التاني و هخليها تشوا السواد كله
زينة  و هي عاقده ساعديها و تهز رأسها بسخريه
" فعلا وريها السواد، ابنك تدخل  تأخذه انا مش البيبي سيتر بتاعته و لا مجبره استحمل صوته حتي لولا انه ملوش ذنب و انه طفل انا مكنتش شيلته و مشيت بيه مهانش عليا رغم انه هان علي أمه تاخده و تمشي و في اقرب فرصه هبعد وشك اللي بقا عذاب بالنسبة ليا "
مصطفي بانزعاج و غضب فيكفيه ما يشعر به
" زينة ارجوكِ بلاش كلامك ده دلوقتي "
زينة بانفجار و غضب شديد لا يقل عنه بَلْ يَزِيدُهُ اضِّعافٌ مُضَاعَفَةِ
-  فعلا بلاش كلامي يا مصطفي كلام  زينة وحش انه يتسمع، بلاش كلامي ده انا من كتر ما انا في كلام حيشاه هنفجر، هنفجر انا مكرهتش في حياتي قدك  مكرهتش قد الظروف اللي خلتني اجي القاهرة و اشوفك انا كرهت كل حاجة  كانت السبب في اني اعرفك انا مش عارفة انا عملت ايه غلط في حياتي علشان ربنا يبتليني بيك و بوجع القلب ده طول عمري، كل يوم بتثبتلي اني كنت غلط لما بحاول التمس ليك اعذار من جوايا و بحاول اجدلك ألف حجه ز
و حجه حتي لو مش هتشفعلك
مصطفي  باستغراب فلما تتحدث بهذه الطريقة فعلي ما يبدو ليس ابنه ما يزعجها هناك شيء اخر لا يعرفه
" هو ايه اللي حصل ايه اللي جد يعني علشان تتكلمي كده مش فاهم "  
- ايه اللي جد ؟؟؟  انت عارف انا بجد فرحانه فيك انتَ حلك الوحيد واحده زي ايتن واحده رمت ابنها و مشيت من غير ما تفكر ، واحده مريضه نفسيا زبالة ده حلك الوحيد، واحدة مبتتكسفش من حاجة واحده مبتتكسفش و بتتباهي انك كنت ماشي معاها
ثم اقتربت منه و نظرت في عينه و امسكته من ياقه قميصه و نظرت في عينه بحده و بألم شديدو تحدث شبه صارخة
-  قالتلي و هي باصه في عيني زي ما انتَ كنت بتبص في عيني و بتكدب عليا و كنت انا حتي مش قادره انطقها، قالتلي كده انك كنت بتتسلي معاها و انتَ معايا و بتوهمني ان فرحنا قرب و لما حملت اتجوزتم لانك لقيت الموضوع بقي جد، عرفت ايه اللي جد اني كل يوم بكتشف حاجة توجع قلبي انا عايزه افهم انا كنت رخيصه في نظرك كده ليه فهمني ازاي كنت بتبص في عيني و انتَ بتخوني ازاي كنت بتحكي عن حياتنا الجاية و انتَ عايش مع غيري ده انتَ خلتني الوم و اعاتب نفسي علي مسكه ايدك و لا حتي علي كلمة حلوه قولتها
مصطفي  بتوتر و تلعثم و هو يحاول ان يبعد يديها عن ياقته 
" انتِ جبتي الكلام ده منين والله ... "
زينة بغضب شديد و نفضت يديها التي لمسها 
- والله انتَ لسه هتحلف باية قولي هتحلف باية متجبش سيرة ربنا علي لسانك انا عملتلك ايه قولي انتَ عارف يوم ما سبتني و سمعت انك بتتجوز من كتر سذاجتي كنت بفكر انا عملت ايه خلاك تسبني ده انا فكرت في لمسة ايدي ليك ياتري دي اديتك انطباع وحش عني انتَ عارف انا كنت بفكر فايه
طب انتَ عارف انا حسيت بايه وانتَ كنت مقضيها  و فرحان انتَ تستاهل ايتن لكن انا مستاهلش كده منك انا محبتش قدك عمري ما سلمت قلبي لغيرك كنت بصدق اي كلمة تقولها  كأنها كتاب مقدس  الكل كان بيستغرب انا ازاي بحبك كده
مصطفي  بوجع قلب و عينه تترقرق فيها الدموع و كذلك زينة ايضاً كلا منهما يعاني بطريقة اخري
"والله العظيم يا زينة الموضوع مش زي ما انتِ فاكره "
زينة  بغضب " اه الموضوع مش زي ما انا فاكرة يا شيخ، ملعون قلبي انه حبك في يوم ملعونة زينة انها فكرت فيك في يوم "  
مصطفي  حاول الاقتراب منها  " زينة انا  محبتش حد قدك والله العظيم عمري ما حبيت... "
قاطعته زينة قائله بوجع و هي تبتعد عنه و لم تستطع ان تسيطر علي دموعها
"متحاولش تقرب مني و احفظ المسافة اللي ما بينا و متحاولش تخطيها ارجوك اياك اياك تفكر تستغلني تاني لانه مش هيحصل مش هسمح لقلبي انه حتي يصدق تاني اي كلمة منك اموت ساعتها اهون حسبنا الله ونعم الوكيل بسبب اللي عملته فيا عمري ما هسامحك  "
دخلت نجاح و حاولت زينة مسح دموعها و كذلك مصطفي
مصطفي  " ماما، والده همس عامله ايه ؟؟ هي مجتش معاكي "
نجاح علمت ان هناك شيئا فكل منهما وجهه متغير
" تعبانه لسه في المستشفي و همس بايته معاها هناك "
مصطفي بنبرة هادئة " ربنا يشفيها "
نجاح باعتذار و هي تنظر الي زينة
" معلش يا زينة يا بنتي مكنتش مركزه مع التليفون خالص هو انتِ كنت بترني ليه في حاجة "
زينة اخبرتها بما حدث و ما فعلته ايتن
نجاح بغضب شديد  " بنت الجزمة والله العظيم ما تدخل بيتي تاني علي حركتها دي شوف مراتك راحت فين من غير اذنك يا استاذ مصطفي و سابت حفيدي "
دخلت زينة و بعد وقتٍ لحقتها نجاح و بات زين معهما و كان ذلك اسوء ليله تمر بها زينة بسبب ما عرفته و لتعلق زين بها بدون اسباب لا يريد تركها و يبتسم لها و كأنه يؤلمها و يذكرها بما حدث
_______________________________

في صباح اليوم التالي ولنكون صادقين لم يستطع مصطفي النوم و كذلك زينة كلاً منهما قضي ليلته في التفكير او البكاء والندم هناك من ندم علي خطئه وهناك ما ندم علي مشاعرة التي شعرت برخصها ولكن لما القلب يخفق، حاولت نجاح ان تجد رقم اخت ايتن و لكنها لم تكن تجد شيئا أبداً ...
جاء علي أذان الظهر عمران و هشام بعدما أعطاهم مصطفي العنوان مظبوط  ولكن لم يأتي حسن
وتركتهم نجاح و صعدت الي شقة مصطفي ومعها زين
كان مصطفي يجلس مع زينة و رحمة و معهم
هشام بتساؤل وخبثٍ" هو صحيح مين الولد اللي كان امبارح معاكي "
توترت زينة من ان تجيبهم بأنها الزوجة الثانية، فأجاب مصطفي بدلاً عنها
- ده زين ابني، انا كنت متجوز و حاليا مراتي عند اهلها و هنطلق علشان مفيش بينا توافق و الولد معايا و هي عارفة اني اتجوزت
هشام بسخرية " هو انتَ متجوز زينة علشان تخدمك انتَ و ابنك وله ايه "
عمران " اسكت يا هشام الراجل ميعبوش حاجة و مدام بنتنا راضية و من حقه بتجوز و يكون ابنه معاه مش انتِ راضيه يا زينة "
زينة أجابت بما لا يُرضي نفسها
- راضية و بعدين الولد علطول مع الحجة نجاح بس امبارح كان في ظرف و كان معايا
عمران بنيرة حاسمة " مش دي مشكلتنا، انتِ اتجوزتي بس رحمة بنتنا احنا مينفعش نسيبها هنا "
زينة " يعني ايه "
رحمة بخوفٍ شديد من ان يفرقوها عن زينة او تتخلي هي عنها فهي لا تريدهم ابدأ 
" انا مش هسيب زينة أبدا و لا هرجع معاكم مهما حصل  "


تعليقات