قصة انصهار قلب البارت الثامن8 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت الثامن8 
بقلم فاطمة سلطان



مَا هِيَ بَشَاعَةٌ الْمَوْت مُقَابِل عيناكِ ؟
وَجُودك مَعِي يَكْفِينِي حَتَّي وَإِن كنتِ لستِ مِلْكِي يَكْفِي أَنْ أُرِي عيناكِ حَتَّي لَوْ كَانَتْ غاضبة يَكْفِي إنَّنِي أَعْرِف إِنَّك مَعِي وبخير ، إنَّنِي مَيِّتٍ فِي حُبُّك وبدونك لَن أَحْيَا مَرَّة أَخِّرِي، أَقْسَم إنَّنِي لَمْ وَلَن أَحَبّ غَيْرِك
_________________________

هشام بسخرية " هو انتَ متجوز زينة علشان تخدمك انتَ و ابنك وله ايه "
عمران " اسكت يا هشام الراجل ميعبوش حاجة و مدام بنتنا راضية و من حقه بتجوز و يكون ابنه معاه مش انتِ راضيه يا زينة "
زينة أجابت بما لا يُرضي نفسها
- راضية و بعدين الولد علطول مع الحجة نجاح بس امبارح كان في ظرف و كان معايا
عمران بنيرة حاسمة " مش دي مشكلتنا، انتِ اتجوزتي بس رحمة بنتنا احنا مينفعش نسيبها هنا "
زينة " يعني ايه "
رحمة بخوفٍ شديد من ان يفرقوها عن زينة او تتخلي هي عنها فهي لا تريدهم ابدأ
" انا مش هسيب زينة أبدا و لا هرجع معاكم مهما حصل "
هشام بانزعاج و غضبٍ شديد منهما
- هو خلاص مبقاش الا العيال وتتكلم، اتكلمي مع جدك عدل يابت انتِ
رحمة بنبرة حاده تماماً فهل أتوا من أجل ان يحنوا عليهم الآن فلا تريد شحصاً ان يشفق عليها اذا كان السبب في معاناة والدها وهو لديه حق
- جدي ده اللي قال لابويا انتم عايشين في ملكي بمزاجي و ان جدي ملوش حاجة وغربنا وجينا هنا بسببه فياريت محدش يعمل خايف علينا بعد الوقت ده كله اللي حنين كان يدي ابويا حقه
غضب هشام من لهجتها جدا لدرجه انه نهض وفي نيته صفعها ليهتف عمران بحزم وهو يمسك يديه، بينما زينة تتابع الوضع ومصطفي جالسٍ ينتظره ان يكمل خطواته ليجعله يري، ماهو معني الصفع؛ ولكن ما انقذه جده قبل ان يخطو خطوه
- اقعد يا هشام انتَ اتجننت وله ايه
مصطفي بغضب و نفاذ صبر أيضاً، وهو يجلس بجانب رحمة وزينة علي نفس الأريكة
- حاج عمان لو حفيدك مش هيقعد بأدبه ويحترم البيت اللي هو قاعد فيه، يتفضل يطلع برا لان انا اللي همد ايدي عليه و محدش فيكم يفكر انه يكلم واحده في بيتي بالشكل ده سواء كانت مراتي او قريبتها
هشام بانزعاج من هذه الجلسة فهو يرث طبع أبيه الحاد
- هو انتَ مالك اصلا بتبيع و تشتري فينا ليه من اساسه ايه دخلك بينا احنا عيله و لما مقصوفه الرقبة دي تغلط فينا يبقي تستاهل قطم رقبتها كمان واضح ان ابوها معرفش يربيها
زينة لم تكن لديها كمية كافية من البرود او التحضر او الانتظار وكل تلك المسميات السخيفة لتتحدث بنبره منزعجة
- لحد هنا واقف، رحمة متربية احسن تربية و اياك تجيب سيرة اخويا انتَ سامع وهي ...
قاطعها مصطفي ليقول ما يجب فعله من البداية
- اطلع برا بدل ما اقل ادبي انا عليك حاج عمران خليه يمشي بدل ما اعمل مشكلة واضح ان هو اللي مش عارف يحترم الناس اللي قاعد في بيتهم ولولا اني عامل خاطر ليك انتَ في مقام والدي او جدي كمان مكنتش هتقبل قله الأدب دي
كان هشام يقف بثبات وفي نيته ان جده سينصفه ولكنه أردف بحزمٍ
- اطلع استنني في العربية يا هشام
هشام بغضبٍ وإحراجٍ شديد
- جدي ده ....
عمران بنبرة حاسمة لا يوجد بعدها حديث مثلما تعود الجميع
- اطلع استناني في العربية قولت
خرج هشام متذمراً او غاضباً فلا يوجد شيئا قد يصف تلك النار التي احرقها جده بها فهو تقبل إهانته، خرج بعدما رَمَقٌ مصطفي، زينة و رحمة أيضاً بعيون يتطاير منها الشِّرَار، لَا يُظَنُّ أَنَّهُ شِعْرٌ بِهَذِه الْإِهَانَة مِنْ قِبَلِ
عمران بنبرة هادئة " انا اسف علي اللي حصل بس هشام عصبي وهي استفزته "
زينة بسخرية " لا قصدك واخد طبع أبوه "
عمران " ليكوا حق فاللي بتقولوه كل واحده فيكم طلع ليها لسان و بقت تعرف توجع علي العموم احنا عايزين المصلحة ليكم انا شايف ان رحمة بقت عروسة ومينفعش تفضل قاعدة معاكم في عز ان عيلتها موجوده "
رحمة برفض تام و بنبرة حاسمة لما تقوله فهي ليست طفلة ولن تتركهم ان يتصرفوا كما يحلو لهم في حياتها فليس لهم حرية التصرف
- انا مش همشي معاكم و متفكروش انكم هتجبروني علي كده انا مش صغيره و مش قاصر انا عندي 18 سنة
تحدث مصطفي مقاطعاً لحديثهم فهو يظل صامت ولكن حينما يتطلب الأمر ذلك سوف يتدخل
- رحمة زي اختي واولا هي عايشه في شقة والدتي مش شقتنا انا وزينة، و اخويا متجوز مع مراته في شقه فوق يعني هي مش عايشة معانا او مع رجالة غريبة في الشقة و انا والدي متوفي
وثانيا انتَ قولت رحمة بقت عروسة فهي كبيرة بما يكفي علشان تقرر هي حابه تقعد فين و متقعدش فين، او انكم تقدروا تجبروها تعيش في مكان او مع ناس هي مش عايزه تعيش معاهم
تحدثت زينة حتي قبل ان يرد عمران علي حديث مصطفي، بعدما رأت الخوف في عيون رحمة رُبما هي ليست قاصر ولكنها لا تريد حتي ان تعيش في مشاكل يكفي ماهي به

- زمان ابويا مات و انا مكملتش عشر سنين و امي ماتت وهي بتولدني، اخويا و مراته شالوني من علي الأرض شيل اخويا في عز ما كان هو ومراته في أول جوازهم ، انا كنت عايشة معاهم في شقة واحده ولا عمري حسيت اني تقيله عليهم و لا هما حسسوني بكده
اخويا اتجوز وهو عنده 21 سنة مراته كانت قده و اتحملوا مسؤوليتي رغم انه كان ممكن يطنش وبعدين اتحملوا مسؤولية رحمة
حتي لما مرات رؤوف اتوفت وبكل حاجة عنينا بسببكم منها، اخويا شالني في عينه في الحلوة و المُرة و لو هموت انا مش هخلي في يوم بنته حد يهينها او يمشي عليها كلمة مش عايزها او حتي حد يكون سبب في دموعها مش هرحمه و لو انتَ جاي علشان تأخد رحمة فانا بقولك لا
لو اتنازلنا عن حقنا اللي ضاع بسبب الورق فاللي بيني وبين رحمة دم ومش هتنازل عنه لان الدم عمره ما بيضيع
نظر لها الجميع بانبهار من تلك الكلمات التي تفوهت بها حتي مصطفي الذي يعلم انه احب امرأه ليست بهينة ولكنه لا يعلم كم الشروخ والكسور التي توجد في قلبها بسبب خيانته
حاول ان يتحدث عمران بأي كلمات قد تجدي نفعًا
- مين جاب سيرة الإهانة احنا هنعيشها مُعززه مُكرمة في شقتكم و هغيرها العفش كله كمان، انا حسيت بتأنيب الضمير
تفوهت زينة بسخريه حاولت إخفائها قدى الإمكان فمهما حدث هناك فارق في العمر يجب ان تحترمه لأخر لحظة
- نفس الكلام قولته قبل كده انتَ عايز تقعدنا تحت رحمتك ووقت ما تزهقوا مننا نبدأ في التهديد و في قله القيمة لان مفيش ورق رسمي ده انتم كنتم محسسنا اننا قاعدين في شقة مش شقتنا و بتعاملونا كأنها حسنه، لو فعلا عايز ترجع حاجة كنت رجعتها رسمي ومن زمان
عمران " احنا عايزين نعمل عزاء لرؤوف في البلد فعايزك تيجي انتِ و رحمة و طبعا استاذ مصطفي لو حابب يجي معاكم اهلا وسهلا و بالمرة الناس تعرف انك اتجوزتي من حق العيلة كلها تشوفكم والجيران يعزوا فاخوكي
و أوعدك ان مفيش حد هيضايقكم ولا يضايق رحمة ولا عمرنا هنفكر نجبرها علي حاجة، ونتكلم هناك زي ما انتِ عاوزه بخصوص الورث "
__________________________________

تحدثوا لمدة طويلة وكان عمران يستشف حقيقه زواجهما ويسأل الكثير من الاسئلة ، لنكون صادقين لم يشعر أحد بالغدر في حديثه حتي انه أراد ان يأتي مصطفي معهم ولا يأتي بدونه وعرض عليه ان يأتي هو وأسرته اذا كان يريد ذلك فهو يرحب بهم، ومن المُمكن ان يكون مصطفي وافق علي عرضه ..
بعد ذهابهم بدقائق تقريباً دخلت رحمة غرفتها بعد انزعاجها من موافقه زينة ومصطفي علي طلب عمران، ولكنها علي الأقل مطمئنة فوجود مصطفي معهم سيكون أمان بالنسبة لها وعلمت ان زينة لن تتركها مهما حدث
زينة بانزعاج وهي تقف عاقدة ساعديها
- انتَ مش مجبر تيجي معانا احنا هنسافر لوحدنا
مصطفي اردف بسخرية وغضب
- علي اساس اني هسيبكم تسافروا لوحدكم انتِ مجنونة
زينة بانزعاج من تطاوله عليها ورُبما تريد تذكيره بما فعل
- قولتلك مطولش لسانك عليا صح ؟؟؟ واه انا مجنونة يا سيدي معلش أصل انتَ وراك هم ما يتلم، وراك ابنك و لازم تشوف مراتك فين وله حتي الأنانية فدي كمان ؟؟؟ هتسافر و بالك مرتاح اووي ومتعرفش هي فين، بطل انانية شويه وله اي واحده تدخل في حياتك ملهاش قيمة كل واحده ليها فتره وتأخد منها ...
ليقاطعها مصطفي بانزعاج وغضبٍ فهي استطاعت ان تجعله يحترق من الغضب فهي علي وشك ان تكمل بكلمات تطعنه بها هل تراه بهذه الحقارة فحتي وإن خطأ يري نفسه بشر، ليتحدث في نبرة شية صارخة
- انا مش اناني متحرقيش في دمي ... عايزه ايه عايزه توصفيني باية ؟؟؟ كملي يا زينة ؟؟؟؟
صمتت ليستكمل حديثه قائلا
- انا برضو ليا طاقة تحمل واللي مشيت من غير ما تستني رايي انا هطلقها ولا تفرق معايا طول ما ابني معايا هي في داهية
زينة مازالت واقفة تتحدث بسخرية وغضب فهي معها كل العُذر رُبما كان كل شيء يجعلها تصمت الا خيانته لها فمازالت كلمات ايتن يرن صداها في عقلها واذنيها
- حلو فعلا يعني مش متوقعه انك تتمسك بحد بصراحة مسغربتش الطلاق الانفصال عندك بيخلص برسالة، هستغرب ليه انك بايعها اي حاجة ملهاش لزمه بتبعها وعندك استعداد تدوس علي أي حد
مصطفي بغضبٍ شديد لم يصل له من قبل لا تُدرك زينة بشاعة كلماتها علي قلبه، امسك يديها بعنف ربما لم يكن يقصده ولكنه غضب جدا
زينة بوجع وحده " سيب ايدي "
مصطفي بوجعٍ شديد إن كان هناك حريق فلن يكون أشد من قلبة ان كان ينصهر الكثير من الأشياء لن يدخل مقارنه مع انصهار قلبه فلقد سئم وتعب هو بشر
- ارحميني من كلامك ده .. بطلي توجعي فيا غلطت خلاص انا غلطان في حقك من هنا لحد ما أموت
وبعدين كل ده مش متمسك بيكِ كل ده وانتِ مش فارقه معايا؟؟؟؟؟ انا عمري ما فرق معايا حد قدك وعندي استعداد اقتل حد ضايقك و قابل كل حاجة بتقوليها كل نظره بتبصي بيها ليا باتهام ارحميني حتي لو غلطت انا بشر
زينة بانزعاج وهي تنظر له بنظرات حادة تحاول الا تضعف قصاد عينيه ابدا لن تظهر حزنها وانكسارها
- سيب ايدي يا مصطفي وبعدين مضايق اووي من شوية كلام اومال اللي عملته فيا ايه ؟؟؟ قولي كان ايه ؟؟ معلش اتوجع شوية ياخي يمكن ارتاح في وجعك
مصطفي نظر في عيونها بألم وحنين ليردف بكلمات طاعنه له هو قبلها ليفرغ قليلاً مما بداخله ويشدد قبضه يده علي ذراعها
- اقتلي مصطفي اللي خانك و ارحميني من نظراتك وكلامك، لو راحتك في وجعي اوجعيني يمكن ترتاحي والله مش مهم وجعي الاهم راحتك انتِ، اساسا الموت في حد ذاته هو وضعنا انك تبقي تحت سقف بيتي ومش ليا، الموت هو انك تبقي معايا و كارهاني، الموت الحقيقي هي نظرات عينك اللي كانت كلها حب بقت وجع وعتاب وزعل؛ ايه الوضع اللي هيوجعني اكتر من اللي احنا فيه شوية كلام ؟؟؟؟
اقتليني و ارتاحي و ريحيني من كل حاجة بتحصل ولا حاجة منها خطط ليها انا عايش حياة واحد ميت يوم ما بعتلك الرسالة
نظرت في الناحية الأخرى تدعي الا تبكي وتريه ضعفها وعينيها تهددها بالإفصاح فقد ترقرقت منها الدموع بالفعل ليترك يديها حينما رن هاتفه مُعلناً عن اتصال من خالد لينقذهما من ذلك العتاب الذي لا ينتهي ومن المعركة الدامية .
تركته ودخلت الي غرفتها وبكت امام رحمة تحاول الا تخرج صوتاً التي كانت تسمع صراخهم او اصواتهم في الخارج
رُبما لم تستطع تحديد الكلمات و لكنها تعلم ان زينة موجوعة بما يكفي فهي ليست صغيره لتدرك مدي الالم التي تشعر به عمتها فقامت، وهي تمشي بضعف وجلست علي الفراش بجانبها واخذتها في أحضانها لتقول بأمل لا تدري لما اتي لها
- انا حسيت ان الدنيا كلها ملكي لما دافعتي وقولتي انك مش هتسبيني وعلشان كده انا مش عيزاكي حتي تعيطي دمعه واحده لاني متأكدة ان هيجي يوم اللي هتضحكي فيه من سعادتك وهيجي اليوم اللي هنختم بيه نهاية احزانا ونهاية الماضي كفاية اني معاكي و انتِ معايا ومش مهم حاجة تانية
لتدفن راسها في حضنها و تبكي بحرقة و وجع و تحاول كتم شهقاتها في حضن رحمة لعله لا يسمع لبكائها ولكنه كان رحل ليذهب الي مكان يستطيع الماضي ان ينهش في احشائه و ينفرد به، وبعد ووقت ذهبت في النوم وقد نزلت نجاح من الأعلى وعلمت بنوم زينة ثم ذهبت ومعها زين الي همس ووالدتها
________________________________

في احد الاحياء الراقية، كانت تجلس ايتن مع ايمان و هي امراه ثلاثنية مطلقه للمرة الرابعة، لديها شركات خاصة ببيع الادوية و تعيش وحيده في لا تعلم هل هي امراه نافعه ام مؤذية ولكنها صديقة لايتن منذ سنوات
ايمان وهي تدخن
- انتِ مش هترتاحي غير لما مصطفي يخلص منك انتِ ازاي يا ماما سبتي ابنك وسبتي البيت وجيتي انا مش فهماكي والله
ايتن بانزعاج وهي تشرب أحد المشروبات الغازية
- اومال اسيبه كل شوية يقرفني، هو لما صدق بقت زينة مراته وخلاص وحتي من قبل ما تيجي فياخد ابنه وميصدعنيش
- انتِ مش طبيعية والله جالك قلب تسبيه وتمشي يا مفترية لا و كمان سبتيه مع زينة و لا تعرفي ايبه اللي حصل وإيه اللي بيحصل دلوقتي و مش خايفة حتي يوصلوا لاختك و يعرفوا انك مش عندها
- اومال اعمل ايه شهر ونصف مبشوفش الشارع ولا عارفة اكلم حد اتخنقت يا ماما تعبت
- انتِ اللي عملتي كده في نفسك يبقي تتحملي نتايج افعالك و خلاص قررتي الانفصال في لحظه اتخليتي عن كل حاجة
- منكش في حاجة معايا علشان اتخلي عنها مصطفي صلح غلطته مش اكتر لكن الحقيقة انه عمرة ما فرق معاه انه مراته ولا عاملني اني زوجة ليه و لا طايقني اصلا انا هفضل في وجع القلب ده لحد امته يولعوا كلهم و ابنه معاه مش فارق معايا حاجة هيحصل ايه اكتر من كده و متقلقيش وقت ما اعوز ارجع انا عارفه هرجع ازاي
____________________________

في المعرض كان مصطفي جالس غاضباً، وينتظر حمصه
خالد بهدوء " خلاص يا نصطفي اهدا شوية ده انا حاسس بصهد طالع منك "
مصطفي بغضب " اهدا ازاي قولي ؟؟ كسرت كلامي ومشيت لا وفوقه سابت الواد ومشيت والله اعلم ايه اللي كان ممكن يحصل دماغه تتفتح وله اي حاجة بسبب وقعته وتمشي من غير ما أعرف ده انا لو شوفتها هقتلها "
خالد بنبرة هادئة " في الاخر هي ام ابنك مهما عملت وأن شاء الله خير "
- خير !!! ، خير ايه اللي هيجي بعد اللي عملته ده الراجل لو مصلحش التليفون علشان اجيب منها النمرة بتاعت اختها
- خير ان شاء الله ياعم اهدا هو انتَ صحيح هتسافر
- ان شاء الله هسافر
- هو عايز تسافر ليه وله ايه اللي خلاك توافق علي كده اصلا
- انا عايز اعرف اهل زينة وليه بتخاف منهم يعني وهي منين وغير كده انا عايزهم يعرفوا هناك انها متجوزه
- شيء غريب بس المفروض مكنتش وافقت
- هو انتَ زعلان ليه اني اسافر
- كده يعني هزعل ليه بس علشان مكان متعرفهوش وهتروح لناس متعرفهاش فخايف عليك
- هو انا عيل صغير وله ايه متقلقش وبعدين رن علي الواد حمصه ده قوله يتصرف ويخلي الراجل يخلص بسرعه وياخد اللي هو عايزه المهم مفيش حاجة تتمسح
- اومال انتَ تليفونك فين
- والله ما انا عارف بعد ما كلمتك سبته في البيت وله عملت ايه انا مبقتش مركز في أي حاجة
____________________________

بعد مرور ثلاثة ايام وقد سافر اهل زينة علي وعد ان يلحقوا بهم ولم يجد في هاتفها رقم شقيقتها ، في بيت عائلة العدوي مازال رجب في الإسماعلية، بينما همس عادت الي المنزل بعد ان اطمأنت علي صحة والدتها، كانت زينة تتاكد من ان كل شيء كامل في شنطة سفرهاهي ورحمة وكانت همس تقف معهما وجاءت مادونا لتودعها
همس استغلت ذهاب رحمة الي الحمام
- زينة حرام عليكي المفروض تخلي رحمة تقلل من لبسها الاسود بقا
مادونا " فعلا والله معاكي حق كمان الحزن مش في اللبس "
أردفت زينة بأسي
- كلمتها كتير ومش بترضي تقلله حتي في البيت بتلبس الوان غامقة كلمتها كتير بتقولي لسة شوية قولتلها انتِ صغيرة مفيش فايده والله لو تعرفوا تتكلموا معاها في الموضوع ده يمكن تتقبل منكم
همس " ماهي طول ما هي شيفاكي لابسة اسود هتفضل هي كمان يعني انتِ كبيرة ؟؟ ما انتِ صغيره برضو علي الاسود ده يعني حاولوا تقللوه اللون ده بيكتم النفس اكتر "
زينة " لما نرجع نبقي نشوف الموضوع ده "
مادونا أردفت بحزن " هتوحشيني يا زينة كلميني لما توصلي وانا هكلمك كل شوية "
زينة "والله كلكم هتوحشوني انا نفسي اشوف بيت امي وابويا ونفسي اقابل ناس بقالي كتير مشفتهاش علشان كده وافقت "
همس " بس انا مطمنة ان مصطفي معاكي وبعدين متقلقيش اساسا خدمة رجب هناك "
مادونا " بصي انا مفيش حاجة قلقاني قد ان مصطفي معاها بصراحة "
زينة " خلاص يا جماعة انا مش رايحة احارب وخلاص هو عرف ان ولا انا ولا رحمة يقدروا يعملوا معانا حاجة و هنشوف ايه اخرتها "
همس " المهم خلي بالك من نفسك ومن اختك وكويس ان مصطفي هيمشي ونسي العقربة دي والله البيت نضف وبقيت احس اني شامه هوا نضيف كده "
مادونا " عارفة يا همس مش اسمك همس برضو اللي بتتكلمي عليه ده نفسي اقعد عليه افطسه "
همس " ليه ياختي ماله هو اه غلط لما ساب زينة زمان بس برضو هو واقف جنبها وباين جدا قلقه عليها ده نسي ام اربعه واربعين وسبها غايره في داهية ورايح معاها وهيطلقها اساسا ماما نجاح حلفت ما هدخلها البيت وقالت لمصطفي لو هيفكر يدخلها يبقي ياخدها ويمشي مش هتسامح في اللي عملته وسابت الولد ومشيت "
زينة " انا مليش دعوه ولا يهمني يطلقها وله لا ده مش هيغير حاجة حصلت زمان "
مادونا " صح "
أردفت همس باستغراب وسخرية "عايزه جنازة وتشبعي فيها لطم ، وبعدين يا زينة هو عمك فهم ايه عن جوازكم يعني فهم حقيقته ايه وله لا "
أردفت زينة بخفوت واحراج " اللي فهمه اننا كنا مخطوبين وسبنا بعد واتجوز بنت عمه وان حصل بينهم مشاكل وانفصلوا واحنا رجعنا لبعض قبل موت رؤوف وكنا ناووين نتجوز لما يطلقها بس حصلت روف لما احب البيت طردنا فكان لازم نكتب كتب الكتاب بسرعة ده اللي هو فهمه "
همس " تمام ربنا يسترها معاكم "
مادونا " زينة بقولك انا جبتلك شغل في مركز تجميل فتح جديد لما ترجعي نتكلم "
دخلت رحمة " ياله يا زينة مصطفي برا مستني "
في الخارج
كان مصطفي يحتضن ابنه ويقبله فهو سيشتاق له كثيرا
نجاح وهي توصيه
- خلي بالك منهم متسمحش حد يي عليهم ورحمة قبل زينة كمان فاهمني ؟؟
أردف مصطفي بهدوء " متقلقيش يا ماما هما يومين و هنرجع وانا اكيد مش هسيب حد يضايقهم، انا زين هيوحشني اووي "
نجاح " ما هنعمل ايه يعني مهوا مينفعش تاخدوه علشان اهلها واكيد انت مش هتعرف تراعيه وزينة مش هنقولها كمان خلي بالك من الواد مش بجاحه هي "
خرجت زينة وهي ترتدي جاكت ثقيل و وشاح فهي تشعر بالبرد الشديد اتبعتها رحمة ومادونا التي استأذنت وذهبت فورا بعدما ودعتهم خرج مصطفي بعد ان ترك ابنه و ودع امه وهمس، خرجوا وفتح بوابة المنزل وركز مصطفي بملامح زينة فهي تاركه شعرها بحرية لا يدري لما شعر بالغيرة وشكلها كان مختلف اليوم وربما لانه لا تترك شعرها كهذا كثيرا
زينة "يا سلام ليه "
مصطفي " لميه ياستي وخلاص "
زينة نظرت لرحمة ثم نظرت له بانزعاج
- والله انا الصبح وعندي برد فعلشان كده مش ناويه اجادلك اساسا
رفعت وشاحها من علي عنقها ودارت شعرها به بعشوائية، خرجوا وركبوا الساره وجلست بالخلف بجانب رحمة وكان مصطفي شغل اغنيه (( بفكر فيك ))
بفكر فيك و مش بنساك و باقية عليك و مش هيأس ومهما تغيب أنا فاكراك مادام عايشة و بتنفس
بِفِكْر فِيكَ و مِشّ بِنُسّاك و باقِيَة عَلَيكِ و مِشّ هيأس وَمُهِمّاً تُغَيِّب أَنا فَأَكَراكِ مادامَ عايِشَة و بِتَنَفُّس
حرام الحب بعد سنين يضيع في كلمة ولا اتنين حبيبي أنا و انت بني آدمين غلطنا بيبقى مش مقصود
في بعدك عايشة مهمومة و من اللي عملته مصدومة وحاسة كاني مقسومة و نصي الثاني موش موجود
حَرام الحَبّ بُعْد سَنَّينَ يَضِيع ڤِي كَلُمَّة وَلا اتنين حَبِيبَيْيَ أَنا و أَنْتِ بِنَيّ آدمين غَلِطنا بيبقى مِشّ مَقْصُود
بكل ما فيا أنا عايزاك و نفسي انك تكلمني عشان حسيت و أنا سايباك روحي بتنسحب مني
تعال قولي أي كلام أنا هصالحك أكيد بعده أنا موش عايزة بنا خصام عشان أنا قلبي مش قدو
حَرام الحَبّ بُعْد سَنَّينَ يَضِيع ڤِي كَلُمَّة وَلا اتنين حَبِيبَيْيَ أَنا و أَنْتِ بِنَيّ آدمين غَلِطنا بيبقى مِشّ مَقْصُود
كانت رحمة غفلت ونامت فهي لم تأخد كفايتها في النوم فأردفت زينة بانزعاج
- شغل لينا قرأن ينفعنا احنا علي طريق سفر
مصطفي " ماشي ياستي فولي "
زينة بانزعاج " مش بفول متقلقش مش ناوية اموت وانا معاك مش حتي الموت هتكون قارفني فيه "
مصطفي شغل محطه في الراديو خاصة بالقرأن
- بعد الشر عليكي ياستي ادينا شغلنا القرأن يمكن ربنا يهديكي
- يهديك
- ياستي ربنا يهدي الناس كلها
________________________________

خالد كان يجلس مع حمصه وبعض العاملين

أردف خالد بانزعاج " ازاي يعني المخزن اتسرق فهمني ازاي "

                    البارت التاسع من هنا 

تعليقات