قصة انصهار قلب البارت الثلاثون30 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت الثلاثون30
بقلم فاطمة سلطان

 
الساعة الثانية بعد الظهر / في الفندق
كانت زينة تجلس بجانب مصطفي علي الفراش بعد ان ارتدت ملابسها وتجهزت فهي مستيقظة منذ مدة
تحاول ان تجعله يستيقظ ولكن كالعادة نومة ثقيل، فتارة تنادي عليه وتارة اخري تخبط برفق علي كتفه
تقلب مصطفي ليصبح نائم علي ظهره، ويحاول فتح عينيه بانزعاج من الحاحها، فأردف قائلا باستغراب وهو يعبث في عينيه فهو كان يظن انه سوف يستيقظ قبلها
- هي الساعة كام يا زينة !
- الساعة ٢ وشوية ياله فوق بقا
اعتدل قليلا واخيرا اتضحت الرؤية أمامه فمهلا، الي اين هي ذاهبة فهي ترتدي ملابس الخروج وكأنها علي وشك الذهاب الي مكان ما، فأردف قائلا وهو يرفع حاجبيه بسخرية
- هو في حد جاي يزورنا وله ايه
ابتسمت قائلة بمرح وهي تقبل وجنتيه
- لا طبعا يا حبيبي يعني مين هيجي الفندق هو حد يعرفنا هنا بس ما شاء الله حبيبي قمر علي ريق النوم حبيبي قمر والباقي نجوم
ابتسم مصطفي قائلا وهو يحتضنها، فأردف بنبرة مرحة
- محصلوش نجوم
ابتعدت زينة قائلة بغيظ
- يارب نبطل غرور شوية ده ايه ده
أردف قائلا بابتسامة هادئة ونبرة ساخرة
- هحاول بس انتِ رايحة فين ان شاء الله
أردفت قائلة بمشاغبة وحيوية
- مش انا اللي رايحة احنا نازلين انا وانتَ
رفع حاجبيه قائلا باستغراب وسخرية
- للأسف معنديش فكرة يعني لو تكرمتي احنا رايحين فين
أردفت قائلة بانزعاج ولوت شفتيها بتهكم
- مش قولنا اننا هنتمشي الصبح لما مرضتش تنزل بليل
- وانتِ مسكتي في الكلمة ليه
أردفت قائلة وهي تنهض وممسكه بيديه وتحثه علي النهوض
- عارفة انك كنت بتقول كلام في الهوا وفاكرني هنسي بس انا مش هقضي الاسبوع نايمة ياله يا مصطفي قوم بقا
نهض مصطفي وأردف بملل
- انتِ صاحية من امته معلش سؤال يعني
- من ساعتين كدة وزهقت من القعدة لوحدي، وبعدين معاك ياله قوم بقا
- طب مفيش صباح الخير اصحي الاقيكي باصه عليا قال يعني مشتاقة ليا وانا نايم اومال فين المسلسلات بتاعت زمان
أردفت قائلة بمرح وهي تحاوط عنقه
- كان ماضي يا مصطفي، متكبرش الموضوع بذمتك انتَ لو صحيت لقتني باصه في وشك هتتخض وبعدين ابص في وشك ليه هستفيد ايه
حاوط خصرها قائلاً بمشاكسة
- خلاص بدأتِ تتصرفي التصرفات الروتينية ياه علي الانسان لما بياخد غرضه من الانسان التاني
تنحنحت قائلة بنبرة حاولت جعلها جادة
- هي الدنيا كده يا مصطفي معلش، وياله بطل رغي
- صالحيني
أردفت قائلة بغيظ
- هنهزر صح ياله يا مصطفي خلص علشان ننزل
- صلحي غلطتك فيا بقا انا وش ميتبصش فيه
- افهمني انا خوفت عليك يجيلك صرع مني خلاص هصلح موقفي ايكش ننزل علشان جعانة
أردف مصطفي قائلا
- نطلب الأكل
قاطعته برفض تام
- لا هننزل ناكل تحت، بص يا مصطفي
كان ينظر علي شفتيها ومال قليلا، لتبعده قائلة
- بص في عنيا انتَ بتبص فين
- اي حته كلك واحد ياستي، صلحي موقفك
أردفت قائلة بمكر
- انا مرضتش تصحي تلاقيني باصه في عينك وانا قريبه منك علشان انا مقدرتش اتحمل كمية الحلاوة دي، سامحني يارب
نظر لها بنبرة ذات معني بعد ان مان يبتسم علي طريقتها ولكنها قد أفسدتها في النهاية فاستكملت حديثها قائلة
- اقصد يسامحني اني مش عارف اوصف ارتباكي قدام الجمال ده كله
- برغم انك بتهبدي ووسعت منك بس ما علينا انا اتثبت خلاص سامحتك هاتي بوسة بقا
- مفيش ..
لتبتعد عنه حينما سمعت رنين هاتفها ليقطع حديثهما فعلي ما يبدو ان رحمة قد اشتاقت لها فحتي حينما سافرت الي الاسماعلية بمفردها كانت تتحدث اكثر من ثلاثة مرات مع زينة في اليوم
أردف مصطفي وهو يحاول إحصاء الساعات التي قد نامتها بعد تلك الليلة واستيقظت قبل
- هي مالها دي بتقوم من النوم تخلع حنفيات يا عايزة تلف الدنيا واضح اني مكدبتش بحضن واحد تقوم تهد الدنيا
كانت تتحدث مع رحمة فأغلقت معها قائلة وهي تحاول سماع كلماته فهو يتحدث بصوت منخفض
- انتَ كنت بتقول ايه عليا ؟
- بحسد نفسي ما شاء الله بصدر طاقات
- انا مش هرد عليك وجهزت لبسك وياريت تفوق بسرعة وننزل ياله
- انتِ كويسة يا بنتي، والله نفسي اديكي بوسة بس قلقان
أردفت زينة باستغراب وخجل وعدم فهم
- هو مش فاهمة ايه اللي جاب سيرة البوس في اللي قولته وبرضو قلق ايه
- تاخدي power اكتر هيبقي صعب السيطرة علي الوضع
توجه الي المرحاض تاركاً إياها تفهم مغذي كلماته فهي لم تكن تعطي تركيزها الكامل لحديثه وكانت منشغلة في هاتفها حينما اخبرتها رحمة انها سترسل لها شيئا ما علي الواتساب، فلم تكن مستوعبة وأخيرا أردفت قائلا
- ماشي يا مصطفي لما تطلعلي
فأردف مصطفي قائلا بخبث وبنبرة تفهمها جيداً وهو مازال في المرحاض يغسل وجهه
- خلاص انا طالع لك انتِ جيتي في ملعبي
- لا متكلفش نفسك علي ايه
__________________
بعد مرور شهرين ونصف تقريبا
في بيت عائلة العدوي تحديداً في شقة نجاح التي كانت في المنصورة فقد مرضت شقيقتها قليلاً ليس المعني الحرفي للمرض
ولكنها حزينة بسبب سفر بشار فقد جاءت لبشار فرصة للعمل في امريكا ولم تكن راضية كل الرضي عن تلك الفكرة فذهبت لتحاول اخراجها من تلك الحالة منذ ايام فكل شيء جاء له بسرعة كبيرة ولم يستطع ان يضيع تلك الفرصة عليه
اما رحمة كانت قد دخلت كلية الآثار وكانت سعيدة بالكلية وبتلك النتيجة وقد بدأت الدراسة وهي بدأت مرجلة جديدة كلياً وبأهداف جديدة، وكانت تجلس مع صديقتها في الغرفة
زينة أردفت بنبرة متحمسة لكثير من الأخبار السعيدة، وتوجه حديثها الي همس التي تحمل طفلتها قائلة
- اخيرا النهاردة خلصت الكورس
- هتشتغلي يعني بيه وله واخداه لنفسك
- مش عارفة انا كنت حابة الفكرة الاول واللي شجعني اني كنت بشتغل وبضيع وقت في حاجة مفيدة وان الكورسات دي هتفيدني علشان اشتغل في مكان كويس، بس انا مدورتش يعني الفترة الأخيرة كان في حاجات كتير في دماغي
- ربنا يوفقك، انا مليش في الشغل ابدا
فأرفت زينة قائلة بتخمين
- رجب يعني اللي مخليكي متفكريش انك تشتغلي
فأردفت همس بنبرة هادئة وهي تحتضن ابنتها النائمة
- انا من قبل ما اتجوز ولا اعرف رجب حتي وانا مش حاطه في دماغي اني هخلص الجامعة ادور علي شغل وكده ولما اتجوزنا مجتش مناسبة نتكلم في النقطة دي علشان اشوف رايه سيرة يعني علشان اشوف رايه
اكيد لو حبيت مش هيمانع بالعكس رجب من النوع اللي بيحب الشغل والطموح وكده وبيشجع الي يعرفه وميعرفوش في موضوع التعليم والشغل، بس انا كائن مرقوع
قهقهت زينة علي ما تفوهت به همس في نهاية حديثها
- فظيعة يا همس فصلتيني
ابتسمت ثم استكملت حديثها
- اه والله انا كائن ممرقع مش بتاع شغل صحتي علي قدي انا يعني مقدرش اني اشتغل ومقصرش في بيتي يعني انا لو روحت مشوار هنام اليوم كله حرفيا
فاللي هو بجد انا بحيي اي واحدة قادرة تعمل الاتنين خصوصا لو عندها عيال تستاهل جائزة عارفة ان في ناس بتبقي مجبرة علشان الظروف ودي ربنا يعينها بس في ناس اللي هي حابة الفكرة نفسها ان يكون ليها كيان فربنا يوفقهم كلهم
- اول مرة اشوف واحدة مش بتشتغل تقول كده
أردفت ساخرة حينما تذكرت بعض من صديقاتها واقاربها
- اه انتِ هتقوليلي انا لما بقابل صحابي سواء اتجوزوا او حتي لسه خناقات لو الموضوع ده اتفتح محدش بيعرف يخليه في نفسه
اللي بتشتغل تقولك تحقيق ذات وازاي الست تقعد في البيت ملهاش ملهاش لزمة مع ان اللي بتربي عيالها دي احلي وظيفة في الدنيا
يا اما اللي في البيت تتكبر ان جوزها مريحها يعني دول عالم فاضية لكن انا بحب الصراحة ومبحبش الهري كل واحد حر حسب حياته وتفكيره وظروفه
- عندك حق احلي حاجة ان الانسان يكون عارف هو عايز ايه وميدخلش في حياة حد وفعلا الموضوع ده الناس بترغي فيه كتير
فأردفت همس قائلة باستفهام
- صاحبة رحمة لسه جوا ؟
- اه شوية وهتمشي اكيد قبل ما الساعة تيجي 8 ابوها هيرن ويقولها اتاخرتي ليه بس انا مبسوطة انها دخلت الكلية مع رحمة ومبسوطة اكتر ان رحمة خرجت من قوقعتها بقا ليها اهداف وبقا ليها اصحابي حاسة ان بقا ليها حياة عن الاول
- فعلا بقت بتهزر وبتضحك، فكت شوية فعلا حتي ملك بتقول كده
فاردفت زينة قائلة حينما جاءت سيرة ملك
- ملك خلاص فرحها قرب صح ؟ مش عارفة كنت باعته ليا رساله علي الفيس مش عارفة يوم ايه كده
- يوم 15 الشهر الجاي انتِ بجد مشوفتش المسخرة ونصايح خالتي نفس النصايح اللي قالتهالي قبل جوازي والحمدلله نفدت منها
تحدثت زينة بعدم فهم
- نصايح ايه دي
- خالتي كانت يوميا تقوم تفطر جوزها الله يرحمه عارفة لغايت يمكن ما تم 60 سنة ولغايت اخر يوم ليه في الشغل كانت تقوم تعمله الفطار لما كنت ابات عندهم والله كنت اتريق عليهم كان ليها حكمة
- ايه
- فطري جوزك وقوليله صباح الخير الصبح احسن ما واحدة في الشغل تفطه وتقوله صباح الخير يا بيبي وانا الحمدلله جوزي مقدرش افطره والجيش كله عساكر بشنبات
ضحكت زينة بشدة علي طريقة همس المسرحية في الحديث
- مش قادرة
أردفت همس بنبرة جادة
- لا والله انا كنت بقول هي مالها الست دي يعني واحدة عندها خمسين سنه كانت تقوم من النوم تعمل فطار وعندها اربع عيال وراها بلاوي بعناية اللي يخليها تقوم الصبح يعني قولي في المدارس غصب عنها تصحي لكن حتي في الاجازات والكل نايم كانت تقوم
- لا انا مشوفتهاش الا مره واحدة بس ما شاء الله شكلها زيك
____________________________
في منتصف الليل
دخلت زينة شقتها بعد ان تركت رحمة وهمس فهي تبيت في الاسفل حينما يكن رجب في الجيش، وكانت زينة علي وشك الاتصال بمصطفي ولكنها ما إن دلفت الي الشقة وجدته نائم علي الأريكة ولم يغير ملابسه بعد
ذهبت وحاولت افاقه بابتسامة هادئة ولكنها كانت مستغربة من انها لم تشعر بمجيئه وحتي انه لم يخبرها انه اتي، استيقظ مصطفي فأردفت زينة بنبرة هادئة
- انتَ جيت امته ؟
أردف مصطفي قائلا وهو ينهض ويتوجه الي غرفة النوم

- من ساعة كده وكنت سامع صوتكم فقولت مجيش اقيدكم وقولت انك اكيد هتسمعي الباب، وبس نمت تعبان شوية ومصدع
أردفت زينة بقلق ولهفة من ان يكن به شيء
- لا مسمعتش الباب بس ما علينا تعبان مالك
- عادي مصدع شوية ومرهق وعايز انام
كان اقترب من الفراش بعد ان خلع حزامه وساعته ولكنه يتوجه للنوم بتلك الملابس استغربت زينة
فمصطفي مهما كان يشعر بالتعب والإرهاق وحتي اذا ذهب لاي مكان او كان حتي لم ينم لايامٍ طويلة لم يكن يستطيع النوم بدون استحمامه وتغيير ملابسه مهما كانت درجة الحرارة منخفضة او عالية
فكان شيء عجيب غير ان نبرته كانت جافة وحادة بعض الشيء لا تقبل النقاش ويتحدث بكلمات قليلة فكان الوضع مقلق فظنت زينة انه يشعر بالمرض الشديد الذي لم يأتي له من قبل، اما هناك شيء يشغل عقله
- طب غير هدومك علي الاقل
انتهت من جملتها لتضع يده علي جبهته تحاول ان تتحسس حرارته لم يكن به شيء
فابتعد مصطفي عنها واخذ ملابس من الدولاب، وغير ملابسة في اقل من خمسة دقائق، دون قول اي شيء، وهي لم تكن تريد ان تضغط عليه، صعد الي الفراش بعد ان أغلق الضوء وحاول ان يستكمل نومه فأردفت زينة قائلة بعدما صعدت بجانبه
- مصطفي انتَ تعبان وله في حاجة تانية ؟
- مرهق يا زينة وعايز انام
- انا بطمن عليك بس
قالتها زينة بخفوت حينما تأكدت من نبرته ان هناك شيء آخر ولكن اذا لا يريد الحديث لا تستطيع ان تجبره
- ماشي تصبحي على خير
- وانتَ من أهل الخير
تركته زينة حينما وجدته لا يريد الحديث، وحاول كلاهما النوم
_________________
الساعة الخامسة فجراً
تقلبت زينة في نومها لتشعر بخلو مكانه، ففتحت عينيها لم تجده في الغرفة ونظرت علي هاتفها لمعرفة الساعة اطمأنت بعدما نهضت ووجدت هاتفه هنا ومفتاح سيارته ومحفظته بالتأكيد لم يذهب الي مكان وسيكون في المرحاض ولكنها لم تنتظر
فخرجت من الغرفة ووجدته يجلس علي الارض وبجانبه سجادة الصلاة مفروشة وعلي ما يبدو انه انتهي من صلاته منذ دقائق قليلة ولكنه كان شارد حتي انه لم يشعر بوجودها الا حينما جلست بجانبه
- ايه اللي مصحيك يا مصطفي
- فوقت علي صوت أذان الفجر فقولت اصليه وحسيت اني مش عارف انام بعدها فقولت اقعد بدل ما افضل اتقلب جنبك وانتِ بتقلقي وتفوقي
أردفت زينة متجاهلة ما يتفوه به، فهي علي يقين ان هناك شيء يزعجه ويقلق راحته فهي تعلم حبيبها هو ليس رجل مُرهق من عمله فقط
- مالك بجد ؟؟ الموضوع مش موضوع انك مرهق وعايز تنام هو انا هتوه عنك يعني
لم يتحدث مصطفي ولم يرد عليها حتي لو بكلمة فقط ينظر أمامه مما جعلها، تستكمل حديثها بنبرة هادئة وحانية حاولت جعلها مرحة بالرغم من قلقها
- اعتبرني صاحبتك يعني حتي لو بتخوني مع واحدة ومنكده عليك احكي ليا وانا هكون متفهمة الوضع
- بجد
- عيب عليك اوعدك هكون open minded وهتقبل فكرة ان واحدة نكدت عليك غيري
ابتسم مصطفي علي دعابتها ليتنهد تنهيدة طويلة وكأنه بحاجة ليأخذ نفس عميقاً فلقد ضاق صدره بسبب ما مر به اليوم، أردف بنبرة مجهدة نفسياً وليس جسدياً
- انا كنت في المسشتفي النهاردة
قاطعته قائلة بلهفه فهل يشتكي من شيء ما
- مستشفي ايه انتَ تعبان ؟؟؟
- ياستي والله ما تعبان انتِ لما بتصدقي تتخضي
مازالت قلقة ولكنه جعلها تشعر بالطمأنينة بأنه ليس به شيء
- اومال ايه اللي وداك المستشفي
- كنت بزور دكتور محمد
- ده ابو خالد وله واحد غيره ؟
أومأ برأسه موافقاً لأجابتها الاولي، فهو اصبح لا يريد ان ينطق اسمه حتي فما الذي له قيمة لتلك الدرجة ليدفع خالد صديق عمره الا يستطيع ان يترحم عليه كباقي الأموات، او حتي نطق اسمه
- هو ده اللي مضايقك، طب هو تعبان وله ايه
- هو تعبان من ساعة موت خالد اساسا بس انا مكنتش مزرتهوش رحت مرة العزاء سلمت عليه ومشيت علطول كنت مخنوق ساعتها وكنت لسه عارف ومتخانق معاكي.. ومعرفش ايه اللي خلاني اروح في عز اللي انا فيه بس المهم اني يعتبر من ساعتها مشفتهوش
أردفت زينة باستغراب فهي لم تفهم ما المشكلة الحقيقية
- اومال ايه اللي جد ؟ يعني تعب اكتر وعلشان كدة صعبان عليك وله افتكرت اللي فات ..
أردف مصطفي قائلا وهو ينظر له ويحاول ان يخرج ما بداخله
- كنت عارف من الاول انه تعبان وكنت بحاول كل فترة اكلم عماد في التليفون وأطمن عليه بس لقيت عماد جالي وقالي ان ابوه تعبان اوي وفي المسشتفي وعايز يشوفني
- عايزك ليه
قالتها زينة بفضول واستغراب، ليجيب عليها مصطفي بنبرة مُتعبة
- روحت فعلا وعرفت انه تقريبا بقا عاجز عن الحركة وعنده شلل نصفي، قعدنا لوحدنا بيقولي انه عرف قبل موت خالد باللي عمله معايا وانه عايزني اسامحه علي كل حاجة عملها، حاول يبوس ايدي يا زينة يبوس يا زينة علشان اقوله مسامح ابنك

ترقرقت الدموع في عين زينة فأردفت قائلة باستغراب هل من الممكن انه قد فعلها ؟
- قولت ؟
أردف مصطفي بغضب مكتوم ومشاعر كثيرة بداخله مبهمة ولا يستطيع حتي تفسيرها فمنه غاضب ومنه حزين علي ذلك الرجل
- كنت عايز اريحه بس معرفتش انطقها انا مش هقدر اسامحه حلفني ان علي الاقل اسامحه في يوم من الأيام
وانه قال لعماد نفس الشيء ولأي حد ابنه غلط في حقه وعمال يقول انا اللي كنت بقارنه وكلام اغلبه مش مفهوم بيتكلم بالعافية كده، انا مستغرب
قالتها زينة بخفوت وصوت منخفض تماما، حزنت علي ما قصه مصطفي بحق رجل في هذا العمر، فقط تغير مزاجها تماما
- مستغرب من ايه
- خالد عمل فيا كده ؟؟ ايه اللي يخليه يفكر يضرني بالشكل ده ويضر اخوه ويفضح صحابه وسط الناس ويعيش كل واحد فينا اسود ليله في حياته
انا مبقولهاش مبالغة انا كان ممكن اضحي بنفسي علشان وكان اقرب صاحب ليا، اخ تاني بعد رجب عمري ما اتوقعت ان ممكن حد يضرني كده ويوم ما يضرني حد يكون هو
- الحقد وحاجات كتيرة اوي توصل الانسان لكده، صحيح انا قابلت ايتن كتير لما عرفت الحقيقية وتقريبا مفيش مرة حسيتها خايفة من ربنا او تايبه عن ذنبها
ياريت يكونوا حتي قبل ما يموتوا يكونوا انكروا اللي عملوه صحيح انا مش ملاك وعملت حاجات كتير غلط في حياتي ولسه من قريب انتظمت في الصلاة بس علطول بستغفر ربنا وبعاتب نفسي كتير وبتمني لو هنام يوم مظلومة احسن ما انام ظالمة
أردف مصطفي قائلا بتفكير
- النهاردة رجع فيا كل حاجة حاولت انساها ذل الراجل وهو مش قادر ينطق وجعني، الراجل ده كنت بحترمه وطول عمره ليه هيبه وراجل محترم مكنتش اتخيل في يوم انه يتذلل علشان حد يسامح ابنه بالشكل ده
- مش عارفة هقولها ازاي، بس انا مسامحاهم
قالها مصطفي باستغراب شديد وكأنه لم يسمع جيدا
- مسامحة !
تحدثت زينة قائلة بنبرة هادئة
- احنا دلوقتي بنعيش حياتنا اللي كنا هنعيشها من سنين ويمكن فاهمين اننا لبعض ومتمسكين ببعض اكتر من زمان، مفيش حاجة راحت احنا مع بعض صحيح عيشونا كتير بس في النهاية احنا سوا محدش قدر يمنع حاجة ربنا كتبها احنا كان لينا نصيب مع بعض، سامحهم يا مصطفي واترحم عليهم هما اكيد محتاجين ده بلاش تقهر في نفسك او تكره حد مش هتستفيد حاجة بكرهه روح وقول لابوه انك مسامح ابنه يمكن ربنا يكرمك لما تريح راجل كبير مريض
تحدث بنبرة رجولية تظهر انها جامدة ولكنها تحمل الكثير
- مش هقدر يا زينة مش سهلة ياريتها كانت سهلة ولو سامحت
ربنا هيسامح ؟
أردفت زينة قائلة وهي تضع يدها علي احدي وجنتيه وتمرر أصابعها
- ملكش دعوة برحمة ربنا او بعذابه هيسامح وله لا ، لكن سامح انت يا مصطفي كرهك ليهم مش هيغير حاجة كلهم راحوا
- استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم يارب
جالت زينة ببصرها في أرجاء الشقة، ونظرت ناحية حوض السمك، فاردفت قائلة
- فاكر اليوم اللي رجعت لما زين كان معاك يوم ما كنت عاملي مفاجأة بالسمك
- اه فاكر
اردفت زينة قائلة بحب وهي تشبك اصابعها بأصابعه وتستند برأسها علي كتفيه
- ساعتها حسيت ان فعلا انتَ اتغيرت
- مش فاهمك
أردفت زينة بتوضيح وتفسير لحديثها
- لما كنت بتروح وتيجي الشغل وانتَ واخذه معاك حتي انك بتلبسه وتغيرله وبتتحمل عياطه حسيت انك تغيرت بقيت اب فعلا ممكن هو مش ابنك بالفعل ولا شايل دمك
بس انا شوفتك ابوه فعلا وحبيته اكتر من ابوه شوفتك اب مسؤول وشوفت ضحكتك وانتَ شايله والاب هو اللي بيربي، انا فاكرة مرة خلتنا نمشي من مطعم علشان في بنتين توأم بيعيطوا وانتَ صدعت
مكنتش بتحب تستحمل مسؤولية اي موقف ، منكرش اني غيرت
- من ايه
- مكنتش اعرف الحقيقة وعارفة ان لما نكمل حياتنا واسامحك هيفضل هو ابنك الاول وهيفضل اول واحد شيلته لاني كنت حابة اول طفل تشيله يكون ابننا بس ساعتها علي قد ما غيرت علي قد ما مكنتش مصدقه فرحتك بيه وانبساطك معاه كانت ضحكتك تفرح صدقني هما فادوك غير انتَ كمان بقيت بتصلي وحاجات فيك اتغيرت
أردف قائلا بألم ووجع
- وحاجات اتكسرت برضو، مش عارف انتِ عايزة تنكدي عليا اكتر وبتفكريني بيه ليه ؟، انا كنت ببقي مخنوق من كل حاجة كنت بشيله بنسي الدنيا كلها ولا مرة حسيت انه مش ابني .
- لانه فعلا كان ابنك الاب اللي بيحب وبيربي يا مصطفي هو ابنك الاول مفيش حاجة هتغير ده، واكيد في ميزان حساناتك
تنهد بانزعاج فهو لا يريد ان يغرق في الحزن اكثر
- ياله هيفيد بايه الكلام ده ياريت نقفل علي الموضوع
أردفت زينة قائلة وهي ترفع رأسها من فوق كتفه لتنظر في عينيه قائلة
- ماشي انا كنت حابة اكلمك في موضوع تاني اساسا ولما لقيتك نايم كنت هاجله لبكرا
- موضوع ايه
أردفت قائلة بخفوت
- مش عيزاك تتعصب يعني الحياة اخذ وعطا حاول تتقبل الموضوع بصدر رحب اللي حصل حصل ومش هنقدر نغيره
أردفت مصطفي بغيظ وغضب مكتوم
- هو ده وقته تلعبي معايا بالكلام ما تقولي ايه ده مش وقت كلام ومقدمات ما تقولي في ايه علطول
- اقول علطول
ذفرمصطفي بضيق
- يارب نخلص متخلنيش اتنرفز و .....
قاطعته زينة قائلة دفعة واحدة دون المرح الذي يصنع نتيجة عكسية معه
- مفيش انا حامل
عم الصمت لدقيقتين لم يتحدث مصطفي بهما فأردفت زينة قائلة بمرح
- هو الخط قطع يا مصطفي وله ايه ؟
أردف مصطفي مازال مصدوما ليس لصعوبة استيعاب الخبر فكان يعرف ان ما يؤجل حملها قبل زفافهم هو، ولكن لحالته النفسية وتلك المواضيع الذي يتحدثوا به لتدخله في شيء اخر تماما
- بتتكلمي بجد ؟
أردفت زينة بحماس وكانت مبتسمة ابتسامة جميلة جدا شعر بها قلبها قبل ان ترسم علي شفتيها
- لا بهزر، بتكلم بجد طبعا انا عملت الاختبار بتاع الصيدلية من اربع ايام بس مقولتش لحد خالص احسن يطلع غلط وله حاجة بيقولوا ان ساعات مبيكونش مظبوط، فروحت عند مادونا في معملها وعملت التحليل والنتيجة طلعت شهر ونصف، ايه لسة الارسال قاطع وله ايه ؟
ابتسم مصطفي قليلا لتبادله الابتسام وانتظرت ان يتحدث بأي كلمة ولكنه أخذها في احضانه وقبل رأسها بحب شديد فلقد أكرمه الله ومازال يكرمه حتي في عمله هناك فرص تأتي له لم يتوقعها من قبل واشياء كثيرة يحصل عليها ولا يعلم كيف فكيف لا يثق بعض الناس بعوض رب العالمين بعد احزانهم بالتأكيد كان هناك درس او رسالة يوصلها في كل كرب لنا، أردف مصطفي قائلا والسعادة تغمره
- الحمدلله
ابتعدت زينة قليلا لتنظر في عينيه وكالعادة لاحقتها الدموع
- الحمدلله يا مصطفي كنت فرحانة زي الهبلة بس معرفتش اقول لحد قبلك كان لازم تعرف اول واحد حتي مثولتش لهمس ولا رحمة مفيش الا مادونا بس علشان عملته عندها
- يعني بقالك ساعة عماله تستفزيني علشان تقولي كده يا شيخة اقول عليكي ايه
- حبيت اهزر معاك كنت ناوية استني للصبح بس اعتقد ان مفيش وقت افرحك فيه اكتر من دلوقتي وتخرج من كئابتك دي نجحت وله لا
أردف قائلا وهو يمرر اضايعة علي ةجنتيها بحنان ولنيظر في عينيها التي تترقرق بالدموع
- فرحتيني بس أنتِ ادتيني الدنيا كلها
- فرحان بجد ؟
أردف متعجبا لسؤالها وأضاف بعض من السخرية في كلماته
- أنتِ هبلة يا زينة عيزاني مفرحش، قومي اديكي قلمين طيب مفرحتنيش
أردفت زينة وهي متصنعة الجدية
- علي فكرة بقيت تطول لسانك وتمد ايدك وده شيء ميتسكتش عليه
- فعلا بقيت بطول لساني بس للاسف أنتِ اللي بتجبريني لكده اما ايدي بمدها تحرش ودي عادي وله ايه
غمز بعينه حينما قال اخر كلماته، فأردفت قائلة
- فعلا في سبيل التحرش عادي ما فيها شيء، وعلي فكرة انا هدهولك او اديهالك الشغل مش هشيل حد انا مطمنه انك هتعرف تتصرف
أردف مصطفي وهو يضيق عينيه
- بقالك ساعة بتقولي المقدمات دي علشان تعرفيني اني انا اللي هشيله ياه علي اللؤم
ثم استكمل حديثه قائلا وهو يتمني من الله ان يديم سعادته
- يجي او تجي بالسلامة الاول بس يا زينة والله مش عارف اوصفلك فرحتيني قد ايه
- من حقك تفرح يا مصطفي، ان شاء الله هيبقي لينا عيلة صغيرة لوحدنا
- انا هدبح ان شاء الله علشان الخبر ده ونصلي ركعتين شكر لله
- ربنا يجعله في ميزان حسناتك ويكون بار بينا ونكون اب وام صالحين ليه وكل شيء هيتعدل ان شاء الله مهما اتخانقنا واكيد هنمر بمشاكل وظروف ويمكن نختلف في حاجات كتير بس الاكيد اننا هنكمل عمرنا سوا في الحلوة والمرة احنا سوا
أردف مصطفي قائلا بحب
- ان شاء الله يا زينة، اطلبي ما تتمني مني
- مش عايزة غير ان ربنا يديم علينا النعم دي ونفضل سوا والحزن ميعرفش لينا طريق ويخليك ليا يا احلي حاجة حصلت في حياتي واحلي صدفة، متهايقلي لولا المشاكل اللي حصلت لرؤوف الله يرحمه من عيلتي مكنتش جيت القاهرة ولا قابلتك حته سبحان الله ربنا ليه ترتيب وحسابات منعرفهاش، انت الحاجة الحلوة اللي في حياتي يا مصطفي افتكر الكلمة دي دايما حتي لو زعلتني وقولت عكس كده ببقي من جوايا عارفة كده كويس
- ويخليكي ليا يا زينة
قبل رأسها ووجنتيها وابتعدت عن حضنه وأردفت قائلة
- وعلشان الخبر ده توعدني انك تروح لدكتور محمد وتقوله انك مسامح ابنه حتي لو مش من قلبك بس ريح الراجل ومن بعدها حاول تسامحه بجد مع الايام
لم يجيب عليها مصطفي فأردفت بالحاح
- ايه قولت ايه توعدني ؟
تحدث بتفكير
- وعد
- احضني تاني
- لا للاسف متوضي
تحدثت زينة ساخرة
- انا هنقض وضوءك يعني وبعدين انا كنت في حضنك من ثواني
أردف قائلا بمكر
- ايه ده بجد مدام الموضوع سهل اهو انا مكبرها ليه
حضنها مرة اخري لساعة تقريبا يتحدثوا بهدوء ان كان في الماضي او اشياء ستحدث في المستقبل او تعبير عن فرحتهما ثم صلوا سويا ركعتين شكر لله وبعد يومين تقريبا، ذهب الي والد خالد ونفذ وعده لزينة وعلم الجميع بخبر حملها ودعوا الله ان يكمل فرحتهما
_________________
بعد مرور سبعة سنوات
كانت قد تخرجت الاثار بل انها اصبحت معيدة في الجامعة وتسعي لان تصبح دكتورة جامعية
اما مادونا فقد انجبت بنتين، وهمس انجبت بعد ضحي فتي يدعي احمد ويبلغ من العمر اربع سنوات واصبح رجب مقدم في الجيش
ومصطفي مازال في اعماله ونجح اكثر في توسيع عمله وتكبيره، مازال يحب زوجته المجنونة ويعشقها لربما يختلفوا كثيرا ويتشاجروا بسبب المسؤوليات التي زادت وعصبية زينة بسبب شقاوة اطفالها ولكن بالنهاية يتصالحوا وتختلف طريقة التعبير عن حبهما وتقديرهما بمرور السنوات وارتدت الحجاب أثناء حملها بطفلها الاول ( زيد )
خرجت زينة من غرفة رحمة بعد صراخها بسبب عبث حمزة ( طفلها الثاني الذي يبلغ من العمر ما يقارب أربع سنوات ) في كتب رحمة وأدوات تجميلها وهي تغلق الباب بالمفتاح
- مش قولتلك ملكش دعوة بكتب رحمة مفيش فايدة
فأردف حمزة بمكر طفولي
- انا كنت هنام جوا
زينة أردفت ساخرة وكأنها لا تعرفه فهو جيد في العبث في اي شيء
- يا سلام هتنام علي المكتب ؟؟
اقعد ياله جنب تيته واهدي شوية
أردف حمزة بتساؤل فهو يعشق رحمة وهي تعشقه كثيراً
- طب هي رحمة هتيجي امته ؟
أردفت زينة بخفوت وحاولت ان تهدأ من اعصابها التي اصبحت مشكلتها الرئيسية مع مصطفي الاونة الأخيرة
- لسه بدري يا حمزة عقبال ما تيجي اقعد كده هادي
حمزة أردف قائلا
- طب هروح اجيب المكعبات بتاعتي من شقتنا
أردفت زينة بغيظ فهي تعلم انه من الممكن ان يفعل مصيبة هناك ان ذهب بمفردة فلا تنسي ما فعله أمس
- خليك انتَ هروح اجبهالك انا اقعد بقا
جلس حمزة لتذهب زينة الي شقتهما وتأتي بتلك المكعبات ووضعت الايباد الخاص بزيد في الشاحن فنست ان تضعه ليلة أمس قبل نومها، أعطته المكعبات حتي جلس علي الأرض يحاول ان يصنع بعض الاشكال فهو ذكي جدا رغم سنة في كثير من الاشياء .
أردفت نجاح بعد ان نامت ( زمزم ) ابنه مصطفي وزينة الصغيرة التي تبلغ من العمر ثلاثة أشهر فقط، وكانت تحملها علي قدمها حتي تخفف الحمل علي زينة فيكفي الصبيان عليها
- اقعدي يا زينة يا بنتي شوية انتِ طول النهار بتجري وراهم
- اعمل ايه بس مبيقعدوش خمس دقايق علي بعض
أردفت نجاح قائلة بنبرة هادئة فهي كانت مثلها يوماً ما تقريبا نفس الفارق بين رجب ومصطفي في الصغر
- انتِ بقيتي عصبية زيادة يا زينة هي العيال كده يا بنتي مش بيكبروا بالساهل بالعكس كل لما بيكبروا مشاكلهم بتكتر ده انتِ كده لسة بتقولي يا هادي ومشاكلهم بسيطة
تحدثت زينة باستغراب حينما لاحظت غياب زيد
- هو زيد فين هو مش كان هنا قبل ما امشي
- راح يجيبلي مية من الثلاجة
دخلت زينة المطبخ بسرعة بعد ان انتهت نجاح من كلماتها وجدته يقف بجانب الثلاجة
- انتَ بتعمل ايه هنا
-بجيب ميه لستو يا زينة قلبي
أردفت ساخرة من طفلها النسخة المصغرة من مصطفي ويقلده في كل شيء يقوله او يفعله او حتي في طريقة - هو انتَ حافظ مش فاهم اي كلام بتسمعه بتردده
فأردف زيد قائلاً
- انا بحبك علشان كدة بقولها، بس انا عايز الايباد بتاعي
خرجت ليخرج خلفها وأعطت نجاح زجاجة المياة
- هو انتَ خلصت Home work بتاعك اساسا والايباد مش هتمسكه الا ساعة واحدة بس علشان عينك ونظرك
أردفت زيد قائلا بتذمر طفولي وهو يعقد ساعديه
- والله هكلم بابا اقوله
- قوله يعني هخاف
جلس بجانب حمزة غاضباً، فأردفت نجاح قائلة
- خدي بقا زمزم حطيها علي السرير جوا نامت
زينة أردفت برفض رأي نجاح
- لا دول عفاريت ممكن يستغلوا لو دخلت الحمام او بعمل حاجة ويروحوا يعملوا مصيبة امبارح صوت قبل ما مصطفي يجي واتخانقنا بسبب كده، دخلت لقيت حمزة ماسك البقسماط وعلي وشك يحشرة في بقها
- لا ركزي يا زينة هو غيران
فجاء زيد قائلاً وهو يعقد ساعديه
- ممكن الايباد بتاعي
أردفت زينة قائلة بملل
- بيشحن لسه حطاه في الشاحن يا زيد استني يشحن شوية
- طب طلعيلي العجلة بتاعتي العب بيها برا في الحوش
- مهي وقعت مش عارفة ايه اللي باظ فيها ومصطفي قال انه هيوديها تتصلح ونسي
أردف زيد غاضباً
- هو كل حاجة لا
أردفت زينة بنبرة هادئة وحانية وهي تقبل وجنتيه
- لا مش كل حاجة لا يا حبيبي طب خد التليفون بتاعي العب عليه دلوقتي بس مش هتلعب علي الايباد بليل لان يا ده يا ده
- لا هلعب دلوقتي وهلعب بليل ولو مدتنيش الايباد هاخد التليفون بتاع بابا لما يجي والعب عليه
أردفت زينة بقلق وهي تنظر لنجاح بعدما ركض زيد ليأتي بهاتفه
- بصي يا ماما ابنك عامل ايه في الواد ده بيهدنني انه هيشتكيني ليه وبليل لو اتمسكن عليه يديله التليفون بتاعه كاني الساحرة الشريرة في الاخر بيمشي رأيه ويخليه يعند معايا
أردفت نجاح وهي تحاول ان تهدأ الوضع
- انتِ عارفة ان مصطفي مبيحبش يزعله وبعدين هو مبيكملش نصف ساعة بعد ما مصطفي يجي ويروح نايم علشان بيصح بدري
أردفت زينة قائلة بتساؤل
- هو همس ورجب راجعين يوم الاتنين صح
- اه
- ربنا يتقبل يارب كان نفسي تروحي معاهم
- والله احلي ايام في عمري كله اللي كنت بروح فيها واشوف الكعبة انا روحت يجي اربع مرات بس خلاص تعبت مبقتش حمل سفر
انا بمشي خطوتين رجلي بتتعبني بقا كبرت خلاص الحمدلله اني عملتها وانا لسه في صحتي
أردفت زينة بابتسامة هادئة
- ربنا يديكي طوله العمر ويخليكي لينا يارب
- يارب يا بنتي
ليدق جرس البوابة لتبحث زينة علي الاسدال وارتدته ولفت حجابها بعشوائية وخرجت من الشقة ليخرج خلفها زيد قائلاً
-شعرك باين
أردفت غير مستوعبة حديثه
- افندم ؟؟ يا بني هو انتَ جوزي وله ضرتي
أردف وهو يضع يده في جانبيه
- بابا كان هيزعق علي شعرك اللي باين ده
لفت حجابها بطريقة مضبوطه ودارت تلك الخصل التي ازعجت زوجها الصغير كما تسميه
- انا هفتح بس وهوريك علي لسانك ده انا مكنتش واخده بالي
ليركض ويفتح هو الباب ويقف أمامها
أردفت زينة باستغراب ...
- بشار !!


تعليقات