قصة انصهار قلب البارت الثالث والعشرون23 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت الثالث والعشرون23
بقلم فاطمة سلطان



أُرِيد امْرَأَة قَوِيَّةٌ لَيْسَت ضَعِيفَةٌ ، فَأُرِيدها تُحَارِب الْكَوْنُ مِنْ أَجْلِي مِثْلَمَا أُحَارِب مِنْ أَجْلِهَا
فَمَا يَحْتَاجُه قَلْبِك هُو الثَّوَرَان والانصهار مَع قَلْبِي واعدك أَنَّ فِي الْحَرِيق الَّذِي يلازمنا فِي أَيِّ مَكَان
ستجدي الْأَمَان فَلَا يَخْدَعُكَ اصحاب السَّلَاَمَ الْمُزَيَّفَ انَّ سُلَّامَكَ وامانك بِجَانِبِيٍّ
نَعَمِ انا لَسْتَ الافضل فِي الْعَالَمِ، وَلَكِنَّ وُجُودَكَ مَعْي يُؤَكِّدُ لِي انني شَخْصَ اِسْتَحَقَّ وَاِمْلِكِ الْكَثِيرَ
#فاطمة_طه_سلطان 
__________________________________
في صيدلية خالد دخل حمصه وأعطاه ورقة بها بعض الأدوية التي تحتاجها والدته لكنه لم يأتي بسبب ذلك
- حلوة العربية الجديدة بتاعتك يا أستاذ خالد
- مش بتاعتي يا اسلام بتاعت جوز اختي بعت فلوسها وجبتها عقبال ما يجي
- اومال دفعت 60 الف جنيه بتوع أجهزة المعرض في ايه ؟؟؟؟
تحدث خالد بنبرة باردة حاول اخفاء الكثير من الشكوك خلفها
- مش فاهم فلوس معرض واجهزة ايه ؟؟
تحدث حمصه بنبرة هادئة
- الاجهزة بتاعت المعرض اللي اتسرقت من المخزن ايه اربع شهور اتمسحوا من ذاكرتك وله ايه
- انا مش فاهم يا اسلام انتَ قصدك ايه
- قصدي واضح ومعروف مين اللي اختار نفس اليوم اللي استاذ مصطفي مسافر فيه واللي كان عايز يرجعه وقريب جدا هتفهم قصدي اكتر لما استاذ مصطفي يكلمك بنفسه
- ايه ده هو مصطفي مش بيكلمني وله ايه  ؟ خليك في حالك يا اسلام واعرف انتَ بتكلم مين وبتقول ايه علشان شكلك بتخرف 
أردف حمصه ساخراً
-بكلم مين يعني ؟؟
-لما تعرف ابقي قولي   
ثم وجه خالد حديثه الي ذلك الشاب الذي يعمل معه وطان يقف في نهاية  الصيدلية علي الدرج ليأتي بالأدوية 
-خلص يا ابني اديله العلاج  بتاع أمه  الا صحيح هي عاملة ايه
- بتسلم علي امك !
________________________________ 
في بيت عائلة العدوي / شقة نجاح 
كان مصطفي يصفف شعره أمام المرآة بعد ان استمع الي تلك المُبررات  من زينة بخصوص موضوع ايتن، وفالواقع لم يقتنع كثيراً بما تفوهت به وحاول أن يقنع نفسه بأنه اصبح يشك في الجميع اكثر من اللازم وان زينة تحاول التصرف بشكل حسن لانها قريبته مهما حدث   
وحاول أن يزيل شوقه بقدر الإمكان مع تلك الفتاة الغريبة التي تضعه في حيره دائما وما جعله يتركها قبل مجيء أي شخص حينما اتصل به محمد وأخبره  ان هناك شيء ما بخصوص عملهم لم يكن هام كثيراً، حتي يُسرع مصطفي من خروجه 
زينة كانت تجلس علي الفراش فأردفت بنبره مرحة
-شكلي حسدتك وقولتلك هتقعد كتير وجبتك ورا
أردف بابتسامة هادئة وانزعاج
-قولتلك ان في حد باصص في حياتي بس مكنتش اعرف انه انتِ، نص الوقت كلام حب والنص التاني تبريرات
ابتسمت قائلة بمرح ومشاكسة
- بس هتوحشني حقيقة لا يمكن إنكارها وياريت تيجي علي العشاء متاكلش برا
ابتسم لها بعد أن اغلق قميصه وانهي من تصفيف شعره وبدأ في أخذ محفظته وهاتفه والمتعلقاته الشخصية، أردف قائلا بمكر
- انا بوحشك لما بمشي ليه ؟؟ 
عقدت ساعديها قائلة وهي تتصنع التفكير
-لانك معايا أكيد بتوحشني لما بتبعد 
وضع وجهها بين يديه قائلا بنظرة صادقة
-بس انتِ بتوحشيني وانتِ جنبي لان مفيش شيء بيكفيني منك ان كان ضحكة او كلمة او حتي لمسه دايما مش بيكفيني حاجة منك وعايزك معايا طول الوقت يمكن لان في وقت كتير ضاع في حياتنا، ولأن السرقة اللي احنا عايشين فيها دي حاسس اني جاي من ورا أهلك واتاكد ان مفيش حد
ابتسمت قائلة بخجل ومرح في انن واحد
-مش يمكن كدا أحسن يعني علشان تشتاق ليا أكتر وتسمعني كلام زي ده، بكرا هتزهق مني متقلقش
قبل رأسها قائلا
-يمكن فعلا زمان كنت بقولك ان بعد الجواز الملل هيجي وكل حاجة مش هيبقي ليها طعم بس يمكن ان الحياة التقليدية اللي احنا شوفناها مملة  اتحرمنا منها، واضح ان فعلا كانت نعمة الواحد مش مقدرها انه يكون مع اللي بيحبه تحت سقف واحد من غير مشاكل ولا بعد 
أردفت قائلة بنبرة هادئة
-بحبك يا مصطفي، عايزاك تعرف اني بحبك في كل وقت عارفة اني بقيت بقولها كتير بس عايزاك تعرف اني بحبك دايما كل دقيقة اعرف اني بحبك وانك سندي وضهري ومش عايزة اي حاجة في الدنيا غيرك
-وانا بحبك يا زينة ومش مجرد كلام، انا عرفت اني بحبك لما بعدت عنك، عرفت اني بحبك اكتر في البعد يمكن مكنتش هموت من غيرك هتموتي من غيري بس الأكيد ان الحياة مش هيكون ليها طعم غير وأحنا سوا  
احتضنته زينة وحاوطت عنقه وكأنه هو المكان الوحيد التي تنتمي له، يعطيها مصطفي في حضنه الأمان والاحتواء والحب وتلك العاطفة القوية بين الاحبة والابوية والاخوية والصداقة وكل شيء تريده منه فأردف مصطفي بنبرة مرحة وهو يحاوط خصرها ويشدها عليه اكثر
-ياااه بلاش تجريني للرذيلة وانا وعهد الله بموت فيها معاكي
ابتعدت عنه قائلة
-خلاص ياله علي معرضك 
- ماشي ياستي اطرديني، المهم ردي عليا في الحاجات اللي بعتها واختاري اللي انتِ عايزاه وبسرعة
- ماشي  
ليقبل جبهتها ثم يودعها ليذهب الي المعرض لقضاء مهمة عاجلة وحينما خرج لم تمر نصف ساعة وكانت رحمة قد أتت وجلست تقص لزينة عن يومها وكيف مر في دروسها واغتسلت وقضت فروضها، وكانت زينة تجلس علي الفراش وتصفف لرحمة شعرها الغزير والطويل فهي تفوق زينة في طوله ودائما تصنع لها زينة تلك الضفيرة منذ الصغر وكأنها طفلتها حقاً
-المهم انا عيزاكي متشغليش بالك بأي حاجة في الدنيا غير مذاكرتك  
تحدثت رحمة بحماس قائلة
-ان شاء الله انا ناوية اني أشرف بابا وهو في قبره هو وماما وهرفع رأسهم صدقيني هقولك كده لاني لما بقول لاصحابي كده بيتريقوا عليا انا ان شاء الله ناوية اكون حاجة كبيرة واني اخلي إسمي واسم بابا مرفوع دايما في كل حاجة في الدنيا مش انا عملهم اللي في الدنيا فلازم اكون عمل صالح
ترقرقت الدموع في عين زينة وكذلك رحمة، تحدثت زينة بنبرة حزينة ولكن تملؤها الفخر
- الله يرحمهم، أكيد  فخورين بيكي وان شاء الله أشوفك احسن واحدة في الدنيا ويديكي قد ما بتتمني واكتر تعالي نقرا ليهم الفاتحة
قرأت زينة ورحمة الفاتحة لهما، وجلست رحمة تستكمل حديثها عن يومها فزينة طوال عمرها تؤجل اي شيء وتتحمل اي شيء وتجعل رحمة تفرغ ما بداخلها، علي امل ان تكن افضل منها لطالما كانت تريد شخص ما تشكي له كل شيء قبل معرفتها بمادونا، فهي تعلم ان تلك المرحلة يحتاج فيها كل شاب وفتاة شخص ما يستمع الي تفاصيلهم التي يكاد البعض يظن انها هراء ولكنها تفرق معهما .
____________________________
بعد مرور اسبوع تقريبا 
في الساعة السادسة مساء / شقة رجب وهمس 
جاء رجب اليوم وكانت ايتن منذ يومين تقريبا ذهبت الي شقيقتها في طنطا، وكان رجب قد نام ساعتين تقريبا ثم استيقظ وجلس يشاهد التلفاز وكانت همس تقص له ما حدث الفترة الماضية مثل مكوث ايتن معها 
فأردف رجب قائلاً وهو يحتسي قهوته
- ختوا رقم اختها وله  لا ؟
اجابت همس بنبرة هادئة فهي تعلم ان العلاقات كانت منقطعة بينهما تقريبا
- اه حتي اختها جت بنفسها هي وجوزها هنا وسلموا علينا ومشيت معاهم
- ربنا يهدي   
أردفت همس باستغراب من نفسها فلا تعلم لما تشعر بتلك الشفقة
- مش عارفة  اقولها ليك ازاي  
رفع رجب حاجبيه تلقائيا قائلاً
-في ايه
تحدثت همس باستغراب وجدية فهي تشعر بغرابة ايتن وبغرابه مشاعرها تجاها
- انا اول مرة اتعاطف مع ايتن في حياتي، وصعبت عليا جدا، حسيت كسرة فيها مش طبيعية وشكلها كان غريب يعني حصل حاجات كتيره اوي ليها زي تعبها بعد الولادة ويمكن مصطفي ضربها اكتر من مره، اول مره اشوفها كده واول مره تصعب عليا واشوفها بتعيط
تنهد رجب تنهيدة مطوله فهو أيضا في عقله الكثير من الأشياء بعد ان وضع ذلك الكوب علي الطاولة، ثم نظر لها
- اللي حصل مش سهل برضو ابنها مات وهو يعتبر في ايديها وطبيعي تنكسر مهما بلغ جحودها هي في الاخر ام حتي لو سابته او عملت اي حاجة في النهاية كل شخص في حاجات لازم يحزن عليها مفيش شخص حجر مهما عمل، ربنا ما يكتبها علي حد، وربنا يعوض مصطفي بغيره، ربنا ليه حكمة في كل حاجة في الدنيا احنا منعرفهاش
أردفت همس باقتناع بكلمات زوجها فهو حكيم عنها بكثير وفي كثير من الأحيان يبث الراحة بها في حديثه وبكلماته في اي شئ
- الله اعلم فعلا ربنا يكرم الكل، عندك حق اساسا الفترة الي فاتت فترة العجايب وهو خلاص اعتقد فاق من اللي هو  فيه وبيوضب الشقة اللي تحت علشان يعيش فيها هوة وزينة هي مش حابة تعيش فوق والدنيا اتظبطت بينهم يعني وتمام سامحته يعني
- هو انا غايب بقالي كتير وله ايه
- يعني فايتك أهداف ومواويل كتير، اصل انا قاعدة في البيت بعمل ايه من غيرك اديني بسمع الحكاوي، ودلوقتي امك وامي مقعدني ومش عايزني اعمل اي حاجة والله حتي الشاي لو عملته تحت امك تزعق وماما بتيجي كتير من ساعة ما الدكتورة قالتلي اهدي شوية والموضوع جاي علي هوايا بصراحة بس اديني بضرب من كل الاتجاهات
قهقه رجب قائلاً نظر عليها متفحصاً جسدها وتحدث وكأنه بالفعل يظهر ازدياد وزنها، فهمس كثيرة الحركة فمن الصعب جلوسها هادئة
-خت بالي فعلا
نظرت له بصدمة ثم أردفت قائلة
-لاحظ ان كلامك جارح يا جدع لاغيني  لو شايفني فيل وله بقيت مكعبرة قولي انتِ لسه زي ما انتِ قمر في عيني، انتَ مبتسمعش عمرو وله ايه ؟؟؟
-لا مش بسمع آسف
-انا مش عارفة ليه كابس علي تفسي هرمونات الانفصال واكتشفت اننا مننفعش لبعض، يا عم ده ماما نجاح بدلعني اكتر منك ده زينة عملتلي ورق عنب امبارح مخصوص
أردف قائلا بمرح
-هو انا مبدلعش خالص ؟
-لا
أردف قائلا بمشاكسة وبابتسامة بسبب ملامحها العابثة بدون سبب
-ادلعك ازاي طيب ؟
-في حاجات تتحس ومبتتقالش احنا مش في الجيش علشان اقولك انتَ بتتعامل مع جنس ناعم
-دي نانسي عجرم صح !
قالتها بنبرة غاضبة
-يا نهارك أسود وملهوش ملامح
-ايه يا جاموسه بتسودي النهار ليه
-انتَ بتسمع لنانسي ومبتسمعش لعمرو افهم من كده انك بتاع أغاني عادي بس نانسي واكله دماغك،  قفشتك فين الحجة اللي راحت بيت ربنا تشوف الباشا اللي واقف بيحمي بلده اتاريه بيسمع نانسي سمعت اليسا وله لسه
-سمعتها محمل الألبوم الجديد
-هو انا قولتلك اهتم بالجنس الناعم بس مش نانسي واليسا، قارورتك اسمعني انا وراضي ضميرك يا شيخ
-تامر ده ؟؟
جلست وتنهدت بارتياح ومرح
- الحمدلله اطمنت انك بتسمع لكله المهم راضيني هاتلي ورق عنب
رفع حاجبية قائلا
-يا بنتي انتِ حياتك كلها ورق عنب احنا بنتكلم في الورق عنب اكتر ما بنتكلم في جوازنا، ده احنا لو اتخانقنا بنتخانق بسببه، صارحيني انا جوزك ايه مشكلتك مع ورق العنب يعني
-بص يا رجب يا ابني نجاح اي علاقة بيبدأ من الورق عنب مكنتش حابة اصارحك واقولك الماضي القذر بتاعي
كاد ان يتحدث بكلمات لاعنه ويلقي الإهانات عليها فأردفت قائلة
-الماضي القذر مع الورق عنب والنعمة انتَ دماغك راحت فين !!
انا في سنة تالته لما كنت في الجامعة يوم ظهور النتيجة ماما كانت عازمة العيلة كلها وقعدت  لاول مرة في حياتي احاول ألف  ورق عنب الحمدلله كنت الوحيدة في مصر اللي نجحت في اختراع  برجر ورق عنب وطبعا إحنا بلد مش بتقدر العقول المفكرة 
-عقول ايه يا ماما ؟؟
-العقول المفكرة علشان كده في حاجة اسمها هجرة العقول المفكرة صحيح انتَ رجل في الجيش علي عيني وعلي رأسي بس لازم اقول الحق   
المهم امي اتريقت والطويلة والقصيرة والتخينة والرفيعة اتريقت علي العبد لله، صاحبتي اتصلت امي ردت عليها والبعيدة قالت لماما اني جايبة مادة   
ساعتها اتسف عليا سف مقولكش ومن ساعتها وانا بحاول اثبت جدارتي فيه تار بيني وبينه وقالتلي اني ولا نافعة اذاكر ولا نافعة أكون ست بيت ومن واقعي ده احب اقول اني وصلت ونجحت واتخرجت وبقيت ست بيت
أردف قائلا بسخرية
-عارفة مغذي قصتك جميل ياه علي النجاح بعد الفشل
- مش قولتلك هبهرك انا جوايا قصص كتيرة، بس انتَ لو تقدرني وتحبني كده وتحب محاولاتي علشان ربنا يباركلك في بنتك والله متقلقش كله سلف ودين وهيقعد في عيالك
- انتِ ولدتي امته ؟
- حلمت حلم وملك قالتلي اني هجيب بنت 
- كل اللي يجيبه ربنا كويس بنت او ولد المهم تقومي بالسلامة ويكون صحتكم كويسة انتِ وهو
- وهي !
- افرضي جه ولد
-لو ولد هعذبه هطفي السجاير تحت باطه
كاد رجب ان يجيب عليها ليُعلن هاتفه عن اتصال ما ..
_____________________________________
قبل منتصف الليل
كان  مصطفي في المسشتفي ( يجبس ) الطبيب ذراعه بعد تعرضه لحادث سير هو واسلام عند عودتهم من الاسكندرية، في الطريق الصحراوي صدمتهم سيارة نقل 
تأذي اسلام اكثر منه فشعر مصطفي بالدوران الذي يلازمه عند ارتفاع سكره، فقال له إسلام انه سيقود السيارة مكانه
ما أصاب مصطفي كسر في ذراعه الأيمن وجرح في جبهته مما أدي الي خياطتها أربعة غُرز وكدمات في جسده ولكن مازال حمصه في الطوارئ لا يعلم عنه شئ فهو يتذكر ذلك الحادث البشع ويمر في ذاكرته
أردف مصطفي بنبرة قلقه ومُرهقه
- قولي يا دكتور اسلام اللي كان معايا مفيش اخبار عنه
- والله لو اعرف هقولك خليك بس في نفسك دلوقتي 
- انا كويس وفايق المهم هو ايه اخباره انا عايز اروح ليه
- حتي لو روحت محدش هيدخلك ليه ولا هتشوفه وبعين متقلقش خير ان شاء الله
- لا معلش خلص دراعي وانا هقوم اشوفه، انا كويس
أردف الطبيب بنبرة مستسلمة
- هخلص دراعك واشوف السكر اتظبط وله لا لأخر مره وهسيبك تعمل اللي انتَ عاوزه
ثم استكمل عمله وكان هناك ممرض يساعده ..
______________________________
بعد مرور ساعة تقريبا
كان مصطفي يقف امام الطوارئ وحينما يشعر بالألم يجلس
فهو لا يدري اين ذهب هاتفه فقد دمر كل شيء وشكل السيارة حينما جاءت الإسعاف لهم لا يوحي بان من داخلها مازالوا علي قيد الحياة، يحاول ألا يفكر في تلك الأفكار في عقله يعلم ان صديقه كذب في موضوع الأموال الذي أعطاها له ومن الممكن انه صاحب تلك المزحة السخيفة مع أصدقائه ولكن ايعقل ان يحاول فعل ذلك به ؟
وجد زينة ورجب ووالدته يتقدموا تجاهه بعد أن سألوا الكثير عنهما فكانت زينة علي وشك ان تفقد وعيها حينما علمت بوضع من كان يقود السيارة فكانت تظن انه مصطفي ولكن لم تصدق رغم حالته انه يجلس هكذا، تقدم الجميع منه  وعلي وشوشهم الذعر
اول من أخذه في أحضانه  كانت نجاح التي لم تصدق انها تراه فلم تفهم جيدا من رجب الوضع فهو أيضا استمع الي كلمات غير مُرتبه من محمد، بكت كثيرا رُبما لم تقول كلمات مفهومه ولم يفهم مصطفي او سمع سوي همساتها التي تتفوه بها قائلة  ( الحمدلله .. الحمدلله )، لم يكن  قادراً علي إحصاء عدد المرات التي تفوهت نجاح بها وهي تحمد ربها ان ولدها بخير، ثم احتضنه رجب قائلا
-الحمدلله انك بخير يا مصطفي قدر الله ما شاء فعل
ابتعد الجميع عنه لتقترب زينة منه وتضع يدها علي وجهه لم تخجل ولم تفكر سوي ان تتأكد انه امامها ليس خيالاً دفنت رأسه في صدره ببكاء شديد وشهقات وكأن هناك شخص قد مات الآن فهو بخير علي الأقل 
ولكنها قد شعرت بالموت، لم تعي المكان ولم تخجل من ان يراها شخصاً ما كل ما يهمها هو البكاء فهي الآن طفلة كانت خائفة من فقدان سند آخر لها، لتبتعد عنه فقال مصطفي بنبرة هادئة حاول ان يبث بها الطمأنينة
-الحمدلله يا زينة اهدي انا كويس قدامكم اهو
قبل راسها  محاولاً تهدئتها، فهو أيضا لا يبالي فقد هدأت نجاح ورجب كالعادة متماسك ولأنه علم ان أخيه بخير ولكن كانت زينة منهارة تماماً
- خلاص يا زينة اهدي بطلي عياط ما انا قدامك اهو اهدي
ابتعدت عنه زينة اخيراً، فأردف رجب قائلا
- هو ايه اللي حصل يا مصطفي وحمصه عامل ايه
مصطفي " في الطواري عنده جرح كبير في بطنه ونزف جامد وبينقلوا ليه دم،  كنا راجعين من إسكندرية كان عندنا مشوار سوا مش عارف عربية دخلت فينا وحدفت مره واحدة وكان الأذي الاكبر علي حمصه كان زماني مكانه انا دوخت شوية وحسيت اني تعبان فساق هو واحنا راجعين "
رجب " والعربية وقفت ؟ "
مصطفي " لا خدوا اقوالي لما لاقوني فايق  قعدوا ياخدوا مواصفات العربية وفضلوا يسألوا اسئلة كتير مش فاكر ومش قادر اتكلم بصراحة، وبعدين هو محمد اللي قالكم صح "
رجب " اه كلمني وقالي ان اهل حمصه اساسا مسافرين البلد  ومفيش حد منهم علشان يقوله "
مصطفي " انا اتصلت بالمعرض لاني مش حافظ تليفونات ومكنتش عايزة يخضكم "
نجاح " الحمدلله يا ابني الحمدلله ربنا يقومه بالسلامة مش مهم اي شيء المهم انكم انتم الاتنين كويسين في داهية العربية وفي داهية اي حاجة ربنا يقومه بالسلامة "
ليقول الجميع " يارب "
وبعد فترة خرج حمصه واخبره الطبيب انه لن يفيق قبل ان يحل الصباح وأخبره ان الوضع ليس حرج وأنه سيكون بخير، فذهبوا الي البيت علي أن يأتي مصطفي له غداً
_________________________________
في بيت عائلة العدوي/ شقة مصطفي
كان  يجلس في فراشه بعد ان ساعدته زينة في تغير ملابسه للمرة التانيه بعد ما فعلته به وهي تجعله يتناول الطعام بيديها فلم يستطع ان يتناول بيده اليسرى، وكانت زينة تجلس في نهاية الفراش بملامح غريبة علي مصطفي يعلم انها حزينة ومازالت خائفة عليه ولكن كانت ملامح وجهها هادئة شكلاً ولكنه يعلم ان بداخلها تخفي الكثير من الأشياء
فأردف قائلا بنبرة حاول تصنع المرح بها لعله يجعلها تتحدث وتفرغ تلك الطاقة او الكلمات التي تخزنها ويكسر ذلك الصمت
- انا اعرفك بقالي سنين عمر ما شوفت عنف بالشكل ده انا كان الاكل بيقف في زوري يا مفتريه  وقاعدي كابسه عليا ده مش آكل ده إعدام
- هو انا لسه هتحايل عليك يعني وتقولي مش قادر انا كنت بعمل في رحمة كده ...  
كادت ان تستكمل حديثها فأردف مصطفي مقاطعا اياها 
-انا مشفق علي رحمة والله الله يكون في عونها   
- اشفق يا حبيبي ما اصل انا مبحبش الدلع في المواقف اللي زي دي   
- مش بدلع، انا شوفت الموت بعنيا ..
قاطعته زينة بهبوط دموعها التي كانت تحاول ان تسيطر عليها، تحدثت من بين دموعها قائلة
- بعد الشر عليك يا مصطفي الحمدلله انك بخير، الحمدلله  ان حمصه كمان الدكتور طمنا وقال انه هيفوق اه هيحتاج فترة راحة طويله وعلاجات، بس الحمدلله انكم كويسين واي حاجة تانية تتعوض
تحدثت وهي تنظر له بتلك الأعين التي يكره مصطفي ان يراها باكيه
-مصطفي انا لو كان جرالك  حاجة والله ما كنت هتحمل لما قولتلك انتَ ابويا واخويا وجوزي مكنش كلام لما رجب قالنا انا قلبي وجعني مش بس علشان انتَ حبيبي وجوزي لا حسيت ان مرة تانية ده خبر حادثة رؤوف للمرة التانيه حسيت أنك ابويا كمان، انتَ كلهم يا مصطفي انتَ سندي بجد
- قربي يا زينة مني وبطلي عياط بقا
لتقترب منه ويحتضنها بذراعه الاخر ويقبل رأسها بحنان واحتواء ودفئ الاب والاخ والزوج فهو ينجح في ان يعطيها تلك المشاعر كلها 
- خلاص اهدي بقا ده اللي يشوف شكلك يقول انك انتِ اللي عملتي حادثة مش انا، انا كويس يا بنتي انتِ لما بتصدقي تفتحي في العياط
لتبكي اكثر  فاستكمل مصطفي حديثه بعد ان قبل رأسها مره اخري فهي تدفن وجهها في صدره
- يا بنتي بطلي عياط هديكي علي وشك
حاولت مسح دموعها قائلة بعتاب
- يعني بعيط انتَ كده بتهديني   
حاول ان يرفع رأسها جاهداً لتنظر له فأردف قائلا بنبرة مرحه اجاد تصنعها
- خلاص واحد ومراته في اوضة النوم في الجو المميت ده المفروض ميقولش كده، تعالي اقولك حاجة في بوقك علشان تهدي انا عارف  انك عماله تعملي حوارات علي كده   
خبطته في صدره ليتأوه قائلا
-يا بنت المجنونة انا جسمي متفشفش بلاش افتراء بقا
-خلاص اسفة يعني ما انتَ مفيش حل وسط يا تطول ايدك يا تطول لسانك يا ابني اتقي الله ده انتَ مفيش فيك نفس متفشفش اهو يبقي مطولش لسانك   
أردف قائلا
- ميغركيش متدشمل اه بس نينجا وبعدين خدشت حيائك لما قولتلك اقولك حاجة في بوقك انا عملت وقولت اسخن واوقح من كده
- لا انتَ كان لسانك محتاج يتأخذ فيه غرزتين مش دماغك، بس الحق عليا   
لتحاول ان تبتعد من أحضانه ليشدد قبضه ذراعه عليها فتحدث بإرهاق
-متفرهديش امي هتقومي تروحي فين والله حتي الكلام بطلعه بالعافية، ومش عايز اشوفك بتعيطي خلاص الحمدلله علي كل شيء انا معاكي وجنبك وقاعد علي  قلبك صدقيني مش هتخلصي مني بسهوله خلاص لبستيني العمر كله ريحي نفسك
- خليك في قلبي مش علي قلبي   
- والله حاسس اني في الجنة حاليا أكيد مسمعتش صح   
- بطل رخامة علي أساس انك مش عارف كده يعني ؟؟   
ثم استكمل حديثها قائلا بتعجب من حالهما
-تفتكر ايه مشكلتنا يا مصطفي ليه دايما كل ما بننبسط يومين بترجع الدنيا تورينا ان لسه في حاجات توجع اكتر، عارفه انه نصيبنا و .. 
قاطعها مصطفي قائلا
-ربنا ليه حكمة اكيدالحمد لله علي كل شيء، بس يمكن علشان نعرف غلاوة بعض،  يمكن عشان كل يوم نتأكد اننا اختارنا صح ممكن الشخص يحب حد ويعيش معاه قصة جميلة اوي وعند اول موقف يسيبه، سهل اوي اننا نحب ونتجوز لكن صعب نختار حد يتقبلنا ويحبنا في اكتر المواقف اللي مبنحبش فيها نفسنا سهل اننا نقول كلام حب بس صعب تلاقي حد تحس انه فعلا جرحه بيوجعك اكتر منه
شعرت بالسكينة  في أحضانه وحاوطته بتملك شديد وأردفت قائله 
-عارف يا مصطفي طول عمري بيقولوا عليا انطوائية مش بصاحب بسهولة ومش بحب اللمة وحواليا ناس قليلة بس الناس دي عارفة انها  تضحي بعمرها علشاني، النهاردة حسيت فعلا اني بحبك عن اي موقف حصل قبل كده لما خوفت عليك بالشكل ده، حسيت ان في لحظة هحس نفسي مكشوفة لكل الناس انتَ ضهري وستري
تحدث مصطفي بنبرة هامسه
-  لما مسحتي دموعي هنا وقولتيلي محبش اشوفك مكسور، عرفت اني معايا جوهرة وان فعلا انتِ تستاهلي كل شيء حلو
انا حسيت اني عايش وانتِ جنبي وانا بلمسك وشايفك وعارف اتكلم معاكي، انتِ مش بس فرحتيني وحسستيني اني عايش لا
انتِ ورحمة فرحتم البيت كله،  همس  لما كان رجب بيسافر كانت بتروح عند مامتها وماما كانت بتروح المنصورة كتير اوي يمكن ميعديش اسبوع الا وتمشي، حتي يوم الجمعة مكناش بنجتمع فيه، وجودكم عاد الحياة في البيت مرة تانية
تحدثت زينة والدموع تنزل منها بهدوء ولكنها كانت متماسكة ليست منهارة ولكنها مازالت تشعر بألم
- الخائن لا يؤتمن كنت لما دخلت بيتك بقول كده ، بس انا امنتك انتَ واهلك عليا وعلي رحمة اكتر من اهلي، كنت بقدر اقعد معاك في مكان لوحدنا وكنت عارفة  انك هدافع عني، بقيت عاجزة أوصف انتَ ايه بالنسبالي، انتَ تستاهل كل حاجة حلوة يا مصطفي
- علشان كده انتِ معايا 
ابتسمت زينة بهدوء ثم أردفت قائلة بنبرة حانية وصادقة وقلقة في انن واحد عليه وتحاول ألا تخبره اشياء كثيرة وترتب افكار كثيرة في عقلها ولكنها تحدثت بقلبها في تلك اللحظة
-بعيدا عن اي حاجة عارف انا مكمله معاك ليه ؟؟
-لاني حلو، او متقدريش تعيشي من غيري مجرد ما تشوفيني قلبك بيرقص من الفرحة كمان
رفعت عينيها له تنظر له بصدمة فتفوهت بسخرية
-انتَ مش حلو ولا عامل حادثة انتَ بقيت مغرور وقليل الأدب وحاجات كتير اوي
-مع اني مكدبتش في اي حاجة قولتها بس مكمله ليه
-لأن انا مش مثالية ولا انتَ مثالي ومفيش منك وممكن فعلا لو كنت سبتك ومكملناش هتجوز غيرك
قاطعها قائلا بتهكم وغيره
-هشتم  وهطول لساني فعلا
-كنت هتجوز غيرك ممكن الله واعلم ويمكن كنت اضحي بحاجات كتير علشان اي حد، بس انا مش هلاقي راجل بيقدر كل كلمة بقولها زيك مش هلاقي راجل بيعترف بتقصيره في حقي في اي حاجة زيك، مش هلاقي راجل لو حسيت نفسي وحشه او فيا عيوب الدنيا ابص في عينه احس اني ملكة وبيحاول يبسطني دايما بأقل شيء حتي لو بكلمة في ستات كتيره بضحي بس رجاله قليلة بتقدر
-ممكن لو تكرمتي تديني شفايف امك دي علشان مش قادر انزلها 
أردفت بنبره حانقه
-بص بقا انا بتكلم في ايه وانتَ بتتكلم في ايه   
تحدث مصطفي قائلا
-يا بنتي هاتي شفايفك بالذوق ابوسها بدل ما أقل ادبي وانا متفشفش كده بوسه بريئة بيقولك مره واحدة جوزها عامل حادثة مرضيتش تبوسه ربنا انتقم منها   
هبط برأسه رغم انه يشعر بالألم ليقبل شفتيها بقبلة هادئة ولكنها ممتلئة بالكثير من المشاعر والعاطفة القوية، ليبتعد عنها قائلا وهو يلهث
-عجز اللسان عن الرد علي ست النساء   
ابتسمت قليلاً وقبلت وجنتيه ثم أردفت قائلة بنبرة جادة فهي حسمت أمرها
- انا عايزة اقولك حاجة واتكلم معاك في موضوع عارفة انه مش في وقته بس انا لازم اتكلم بعد اللي حصلك النهاردة
نظر لها مصطفي باستغراب من تغير لهجتها وملامحها فأردف قائلا
- موضوع ايه
تحدثت بنبرة مندفعة
- خالد صاحبك
رفع حاجبيه قائلا باستغراب وغموض واعتدل قليلا لتبتعد عن احضانه وتجلس في مواجهته
- ماله ؟
- متأمنش  ليه لانه ممكن يعمل اي حاجة في الدنيا علشان يأذيك 
تحدث بنفس النبرة الغامضة 
- انتِ تعرفي ايه عنه وله عمل معاكي ايه علشان تقولي كده ؟؟
تنهدت زينة تنهيدة طويلة لتحاول تجميع كلمات مناسبة والا تتفوه بكل شيء فلن تخرج من فمها كلمات تجعله يشك في نسب زين له ليس من اجل خداعه او انه ليس شيء هام ولكنها لا تريد كسر رجولته اكسر من ذلك ولا تريده ان يُغرق في الانتقام فعي لا تضمن ردة فعله وفي تفس الوقت لا تستطيع الصمت اكثر من ذلك   
- اعرف انه كان بيراقب مادونا لفترة كبيرة وانا خلتها تحرق  الورق لما خوفت انه يأذيك بسبب الورق ده ومعنديش دليل علي اي حاجة بقولها ولا ليا علاقة بيه ولا هعرف افسرلك انا بيقول كده ليه وشاكه انه خاينك في حاجات كتيره ومش بعيد حتي انه في شغلك يكون سبب ليك ضرر لانه دايما بيحاول يقرب مننا من حتت بعيدة سواء كانت رحمة او انه يكلم مادونا ويخلي واحد يراقبها انا خايفة عليك منه ده تعبان وعقرب
- ايه اللي خلاكي تقولي كده وبعدين هيراقب مادونا ليه ؟؟ وايه اللي يخليكي تفكري انه ممكن يأذيني بصرف النظر انه مش جديد عليا
تحدثت باستغراب
- مش جديد عليك ازاي ؟؟
تحدث مصطفي قائلا
-نفس الشكوك دي عندي يمكن شبه متاكد ومش عارف ليه صاحب عمري اللي كان بياكل معايا في طبق واحد اللي ساعدته  هو اللي مكنتش بتردد اني اقف جنبه في اي موقف 
انا كنت مخدوع بس عارفة ان خالد ده اخونا التالت ياما بات عندنا هنا، خالد ده انا كنت بقوله كل حاجة بفكر فيها حتي يوم ما حبيتك قولتله قبل ما اقولك انتِ
تحدثت زينة بلهفة بعدما قص عليها ما يعرفه
- انا خايفة يا مصطفي اللي فكر يسرقك
وفكر يكدب علي ابوه انسان مريض نفسي انه يغير منك لدرجة انه مش عايزة يعرف ابوه انك ساعدته مش بعيد يكون فكر في قتلك ومش بعيد هو اللي يكون ورا الحادثة دي كلها
- مش عارف يا زينة لسه مش مصدق ان شاء الله لا بتمني ان كل ده يطلع كذب
أردفت زينة بارهاق وتفكير فقد تأخر الوقت ولم تكن تتوقع ان مصطفي لديه علم بنصف الحقيقة يعتبر
- ياله نام بقا متشغلش بالك
- علشان تنزلي صح، خليكي يا زينة معايا ومتركزيش انتِ فين ممكن تباتي هنا النهاردة
 
أردفت بهدوء فهي علي الاقل تريد ان تطمئن بوجوده
- ممكن 
رفع مصطفي حاجبيه قائلا
- ايه السهولة دي 
- لاني عايزة احس انك جنبي 
اخذها في أحضانه ثم خلدوا علي النوم ونامت زينة بسهولة جدا اصبحت لا تدري كل المبادئ والقوانين التي تضعها لنفسها تكسرها من أجله الي اين سيذهب بها ؟؟
___________________________________
بعد اذان الظهر
(( في شقة مصطفي))
كانت زينة تساعده في ارتداء ملابسه فهو يصرع لي الذهاب مع رجب الي المستشفي لحمصه فعرض عليه رجب ان يجلس ويذهب هو بمفرده  ولكنه لم يرضي
كانت زينة تقف بجانبه بعد انتهت من تلك المهمة 
-  همس ورجب عند الدكتور ولسه مخلصوش
لبست بدري ليه كده ؟؟
- هعدي علي العرض ورايح عند خالد 
تحدثت بقلق
- معرض ايه دلوقتي ده وقت معرض وهتعدي علي خالد تعمل ايه يا مصطفي  
- ملكيش دعوة اعمل ايه بقا ياله انزلي تحت اقعدي معاهم لغايت ما ابقي ارجع هخلي رجب يوصل همس ويجيلي علي هناك


تعليقات