قصة ساتزوج منحرفا البارت التاسع والخمسون 59 البارت الستون 60 بقلم امانى عطيه


قصة ساتزوج منحرفا
البارت التاسع والخمسون 59
البارت الستون 60
بقلم امانى عطيه


جلست ليلى تنظر إلى التلفاز شاردة ، لم يمض بعد أسبوع واحد على سفر ممدوح .. لكنها تشعر وكأن دهراً كاملاً مضى ، لكم تشتاق إليه ..! 
أيقظها من شرودها جرس الباب ورنينه المتواصل ، اتجهت لتفتحه ظناً منها بأنه البواب أو أحد أبنائه ، لكنها فوجئت بـ نجوى التى رسمت على شفتيها ابتسامة مصطنعة قائلة : 
ـ هل أستطيع الدخول ؟
غمغمت ليلى بصوت مختنق دون أن ترفع عينيها عن وجهها :
- ممدوح ليس هنا 
اتسعت ابتسامة نجوى قائلة :
- ومن قال بأننى أريد ممدوح ..؟ لقد جئت من أجلك أنت 
تطلعت ليلى إليها بدهشة ثم ما لبثت أن أفسحت لها الطريق للدخول ، أخرجت نجوى علبة سجائرها وأشعلت إحداها بينما رفضت ليلى التدخين وهى تنظر إليها فى ترقب 
قالت نجوى بعد فترة من الصمت : 
ـ لقد علمت بأن العلاقة بينك وبين ممدوح قد تطورت كثيراً ، وبأنه أعلن خبر زواجه بك على الملأ 
غمغمت ليلى فى قلق :
- حمداً لله 
أردفت نجوى فى حزن لم تكن فى حاجة إلى تصنعه :
- أيقنت الآن أن لا مكان لى بينكما ، فقررت قبول عرض الزواج المقدم لى ونسيان الماضى تماماً ، وها أنا جئت أهنئك لأثبت لك حسن نيتى 
تنهدت ليلى فى ارتياح قائلة :
- تهنئتى القلبية يا نجوى ، أنا سعيدة جداً لأجلك 
ـ أتمنى أن تقبلى صداقتى وتبدأى معى عهداً جديداً يا ليلى 

استعدت لترحل فنهضت ليلى فى بلاهة تحتضنها .. صدقت دموعها الخادعة وهى تدعى التوبة وتطلب الصفح منها ، قبلتها فى براءة جعلت نجوى تشعر بالرثاء لها ، وهى تحدث نفسها غير مصدقة ، كيف سقط ممدوح هكذا .. فى عشق بلهاء مثلها ..؟! محال أن يكون قد عشقها بالفعل ، لكن هذا لم يمنعها من الانتقام ، لابد أن تدفع هذه البلهاء ثمناً لكل ما سببته لها من عذاب .. وكذلك ممدوح أيضاً ، هذا الوقح ، الوغد الذى تلاعب بقلبها وحبها كل هذه السنوات ، سيعرف من هى نجوى ، نجوى التى تركها وكأنه لم يعرفها يوماً ، وكأنها لم تهبه أجمل سنوات العمر انتظاراً لحبه بلا جدوى 
جففت دموعها التى سقطت رغماً عنها فى ذروة انفعالها ، أسرعت ليلى تهدئ من روعها وقد شعرت كعادتها بالشفقة عليها ، اتجهت إلى المطبخ لتحضر لها كوباً من الليمون عله يخفف من حدة توترها

ولم تشعر حينئذ بباب الشقة حين فتحته نجوى ، ولا بذلك الغريب الذى تسلل كالثعبان إلى غرفة نومها فى غفلة منها 

ارتشفت نجوى القليل من كوب الليمون الذى قدمته لها ليلى قبل أن تنهض قائلة : 
ـ أتركك الآن حتى تستعدى لعودة ممدوح 
نظرت إليها ليلى فى دهشة ما لبثت بعدها أن ابتسمت قائلة :
- ممدوح فى فرنسا 
بادلتها نجوى ابتسامتها قائلة :
- أعلم هذا ، لكن يبدو أنك لم تعلمى بعد أنه فى طريقه إلى هنا الآن 
نظرت فى ساعتها وأردفت :
- وصلت طائرته منذ خمس دقائق 
غمغمت ليلى فى مزيج من السعادة والعتاب :
- أحقاً ..؟! من أخبرك بهذا ؟
ضحكت نجوى فى ميوعة قائلة :
- هذا لا يهم ، المهم الآن هو أن تستعدى لاستقباله 
أشاحت بوجهها فلم تر ليلى بريق الشر الذى توهج فى عينيها وهى تكمل : 
ـ يجب أن تفاجئيه قبل أن يفاجئك ، وأنا على يقين بأن مفاجأتك له .. ستكون أكبر كثيراً من مفاجأته لك

أسرعت ليلى إلى خزانة ملابسها وأخرجت منها ثوباً للنوم من تلك التى اشتراها لها ممدوح مؤخراً ، فهو يحب هذا الثوب كثيراً ، وجدت نفسها تنظر حولها فى توتر لم تدر له سبباً .. لازمها وهى تجلس أمام مرآتها لتتزين ببعض المساحيق ، هزت رأسها وهى تغمغم فى عصبية :
- يا لحماقتى ماذا حدث لى !

ومن تحت السرير كانت عيناه النارية ترقبها فى رغبة عارمة .. حتى أنه فكر فى التخلى عن خطته الجهنمية التى دبرها مع نجوى للإطاحة بزواجها من ممدوح والانتقام منهما سوياً . العينان ذاتها .. تلك التى تبعتهما من الساحل الشمالى إلى هنا

دق جرس الباب فأسرعت ليلى فى مرح الأطفال لتفتحه .. وما أن تأكدت من كونه ممدوح حتى ارتمت بين ذراعيه فى سعادة بالغة .. قبلها مبتسماً وهو يغمغم :
- أخبرك أشرف إذاً ، هذا الوغد لقد طلبت منه أن لا يخبرك ، عندما أراه سوف .......
همست :
- لا تظلمه ، فهو لم يخبرنى بل نجوى 
تأملها فى قلق قائلاً :
- نجوى ..! هل أتت نجوى إلى هنا ؟

وقبل أن تجيبه ليلى بلغ مسامعهما صوت كالصاعقة قائلاً :
- من بالباب يا حبيبتى ؟

تطلع ممدوح إلى ليلى فى دهشة .. تحولت إلى ذهول وهو يحدق فى الرجل الذى خرج من حجرة نومه .. لا يستر جسده سوى سروال قصير .. لم تكن صدمة ليلى أقل من صدمته .. بل ربما كانت أضعافاً ، حاولت الالتصاق به فى ذعر لكنه أزاحها بعيداً وفى عينيه بدا اتهامه واضحاً ، فتحت فاها لتقول شيئاً لكنه أوقفها بإشارة من يده قبل أن يحول بصره إلى الرجل قائلاً فى هدوء يسبق انفجار البركان :
- ارتد ملابسك 
ذهب الأخير لارتداء ملابسه ، ها قد نجحت خطته ، لقد استقبل ممدوح الأمر فى هدوء ، لابد أنه يخشى الفضيحة كما أخبرته نجوى ، كبرياءه سوف يمنعه من أى ردة فعل عنيف ، كان محقاً عندما قرر الاستعانة بها لتنفيذ خطة انتقامه من ممدوح .. وماذا ينتظر من سافل مثله سوى التستر على الأمر ..؟ 
سيقع لوم الناس جميعاً فوق رأسه وحده ، سيقولون أنه جزاء عادل ، لقد فعلت به زوجته ما يفعله بالجميع ، لا بديل للخيانة سوى الخيانة ، المهم الآن هو أن يطلقها ، هل سيفعل ؟
لابد أن يفعل حتى يستطيع هو الإيقاع بها ، سيكون ملجأها الوحيد ، لن يجعل لها ملجأ آخر سواه ، بالتهديد أو بالوعيد ، لابد أن يحصل على هذه الجميلة .. 
غادر الحجرة وراح يتأمل ممدوح فى شماتة ، كان الأخيرقد ألصق وجهه بالجدار وأغمض عينيه فى ألم ، يبدو أن ما يشعر به من ألم .. أضعاف ما شعر به هو من آلام حين راح ممدوح يسلبه نساءه واحدة تلو الأخرى ، ولمَ لا .. وهذه المرأة زوجته والوحيدة التى يبدو أنها لمست مشاعره بالفعل ؟
استدار ممدوح إليه فجأة وتحول السكون إلى عاصفة .. وانفجر البركان الهادئ فى جسد الرجل حتى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة لولا تدخل ليلى التى راحت تجذبه بعيداً فى استماتة وهى تصرخ : 
ـ بالله كفى ، كفى يا ممدوح سوف تقتله 
بادلها صراخها قائلاً :
- هل تخافين عليه لهذا الحد ؟
هتفت فى لوعة :
- بل أخاف عليك أنت 
ـ كفى خداعاً وكذباً

أسرع يفتح باب الشقة ويلقى بالرجل ركلاً خارجها ، وهو يصرخ : 
ـ اطمئنى ، لن أقتله .. ليس خوفاً عليه أو عليك .. بل خوفاً على نفسى ، أما أنت فلا أريد رؤيتك بعد اليوم 
أسرعت تتعلق بذراعه قائلة فى جزع :
- ممدوح ، صدقنى لم أفعل شيئاً ، أنا ....
أزاحها بعيداً قبل أن يخرج ويغلق الباب خلفه قائلاً :
- أنت طالق

بقيت وحدها تنتحب حتى أرهقها النحيب فنامت ، عندما استيقظت كان الظلام دامساً حتى انتابها خوف طردته سريعاً ، وماذا سيحدث لها أكثر مما قد حدث ؟ أمسكت بالهاتف مراراً فى حيرة ، ماذا يمكنها أن تفعل ؟ أين تبحث عنه ؟ من يمكنه أن يساعدها الآن ؟ 
تذكرت أشرف .. نعم .. لكن هل سيصدقها ؟ هل سيقتنع بأنها بريئة بالفعل ..أم أنه سيتهمها بالخيانة هو أيضاً ؟
لم يمض وقت طويل حتى وصل أشرف وسألها بقلق عما حدث بينها وبين ممدوح ، أغفلت زيارة نجوى إليها ، ما أن انتهت من سرد قصتها حتى زفر أشرف بضيق وهو ينظر إليها قائلاً : 
ـ هناك شئ مبهم فى هذا الأمر لا يمكننى استيعابه ، كيف وصل هذا القذر إلى غرفة نومك .. خاصة وأنك الوحيدة التى تمتلك مفاتيح للشقة ؟
هزت رأسها فى حيرة دون أن تجيب فأردف أشرف :
- حسناً سيتضح هذا الأمر فيما بعد .. ولكن أول ما يجب عليك فعله الآن هو العودة إلى المنصورة 
هتفت فى عناد :
- كلا ، سأنتظر ممدوح 
ـ ممدوح لن يأتى يا ليلى 
ـ لا تقل هذا ، ممدوح سيعود ، سيعود من أجلى 
ربت أشرف على كتفها قائلاً :
- ليلى ، على الأقل فى الوقت الراهن ، يجب أن تصلى إلى المنصورة قبل أن تصل ورقة طلاقك إليها 
انهارت فوق أحد المقاعد القريبة وهى تغمغم فى جنون :
- ممدوح لن يفعل هذا 
ـ ممدوح صديقى منذ زمن بعيد وأنا أعرفه خير منك 
هتفت في هيستيريا
- أخبرنى بأنه يحبنى بالفعل ، لم يكن يخدعنى ، لم يكن في حاجة لخداعى ، كنت سأبقى معه في كل الظروف ، كان يعلم أننى وافقت على البقاء معه من دون عقل أو شروط .. ورغم هذا أخبرنى أنه يحبنى ، لم يكن يخدعنى ، ألم تلحظ في المطار كم كان متيماً بى ..؟! 
بالله يا أشرف .. قل أنه يحبنى صدقاً ، قل أنه سوف يعود من أجلى ، قل أنه لن يتخلى عنى أبداً ...
انهارت باكية بين ذراعيه ، ربت على ظهرها في حيره ويأس ، كان يعرف ممدوح جيداً ، بقدر حبه لها سوف ينتقم منها

****

وصلت ليلى إلى منزل الحاج سالم بصحبة أشرف الذى نصحها بذلك ، احتضنتها حماتها فى جزع وهى ترى دموعها المنهمرة و الانفعال الذى يكسو وجه أشرف وهو يحاول تصنع الهدوء دون جدوى 
فهتفت جزعاً : 
ـ ماذا حدث ، أين ممدوح ، ما الذى أتى بكما فى مثل هذا الوقت ؟
ازدادت ليلى نحيباً بينما تنحنح أشرف وهو لا يدرى من أين يبدأ ، انتقل قلق المرأة إلى زوجها فسأل أشرف فى لهفة :
- هل حدث مكروه لولدى ؟ 
انتهت ليلى بصعوبة من سرد قصتها وللمرة الثانية أغفلت ذكر نجوى وقد صدقت أنها ستتزوج وتبتعد عن طريقها للأبد ، أقسمت أنها لا تعرف شيئاً عن هذا الرجل ، ولم تره من قبل أبداً ، لا تعرف كيف تسلل إلى حجرة نومها ، وأن صدمتها لرؤيته لم تقل عن صدمة ممدوح لرؤيته 
ساد الصمت طويلاً حتى قطعه الرجل الكبير قائلاً :
ـ اذهبى إلى حجرتك واستريحى يا ليلى ، غداً نرى ما سوف نفعله 

حاول الحاج سالم الاتصال بولده من دون جدوى ، علم من مكتبه أنه عاد إلى فرنسا مرة آخرى ومن غير المنتظر أن يعود قريباً ، أيام قليلة انقطع بعدها الأمل خاصة بعد أن وصلت ورقة الطلاق إلى القرية واضطرت ليلى إلى مغادرة منزل الحاج سالم والعودة إلى منزل أخيها ، أنتشر الخبر كما تنتشر النار فى الهشيم ، وعاد فؤاد من السفر عند سماعه به ، آلمتها تلك القسوة التى تحدث بها ، برغم كل ما قصته عليه من أحداث هتف فى لا مبالاة :
- حمداً لله أن الأمر توقف عند هذا الحد .. حمداً لله على سلامتك

****
 ثمن الشر
أخيرًا ... وبعد محاولات مستميتة من قِبل الحاج سالم عاد ممدوح من فرنسا واتجه مباشرة إلى القرية ، ما إن رأته والدته حتى لطمت صدرها في صدمة وجزع ، وجهه شاحب .. وزنه فقد منه الكثير .. وعيناه امتلأت ببريق الجنون والغضب .. مرهقًا وكأنه لم يذق للنوم طعمًا منذ أمد بعيد 
ضمته والدته إليها في لهفة ولوعة شعر معهما برغبة في البكاء ، زادت رغبته إلحاحًا بين ذراعي والده الذي هتف ساخطًا وهو يرى دموع زوجته المنهمرة :
- كفى يا امرأة ، من الحزن يولد الرجال يا ولدي 
غمغم ممدوح في ألم :
- حزني أنا سيقتلني يا أبي
جلس على الأريكة وأخرج علبة سجائره ، أشعل إحداها غير مبالٍ بوجود والده الذي هتف مستنكرًا : 
ـ أهذا ما تعلمته في فرنسا ؟!
نفث دخان سيجارته في حرقة قائلًا :
- آسف يا أبي ، لكن أرجوك لست في حال تسمح بمعاتبني 
تنهد والده بضيق قائلًا :
- حسنًا ، اذهب الآن لتستريح ، وغدًا سنذهب لتعيد ليلى 
حدق فيه ممدوح قائلًا :
- ألم تصلها ورقة الطلاق ؟
ـ بلى وصلت ، لكنك يجب أن تعيدها إليك من جديد 
ابتسم في سخرية مريرة وهو يغمغم :
- أنت لا تدري ماذا حدث 
ـ بل أخبرتنا ليلى بكل شيء 
ـ وماذا قالت عن هذا القذر الذي رأيته عاريًا في غرفة نومي ؟
ـ أقسمت بأنها لا تعرف عنه شيئًا 
ضرب كفًا بأخرى وصاح متهكمًا :
- أقسمت ..! وهل صدقتها ؟
نظر والده في عينيه قائلًا :
- نعم 
ضحك ممدوح في هستيريا قائلًا :
- لا ألومك ، وكيف أفعل إن كنت أنا نفسي قد صدقتها ؟
أطلق آهة طويلة يملؤها الألم ثم ضغط على أسنانه قائلًا :
ـ لست أدري ، كيف صدقت مخلوقة تتنفس كذبًا مثلها ؟!
ربت والده على كتفه قائلًا :
- الأمر الآن لم يعد متعلقًا بـ ليلى وحدها ، بل بطفلك أيضًا 
هتف مصدومًا :
- ماذا ؟
ـ ليلى حامل يا ممدوح ، ليلى تحمل حفيدي الذي ......
قاطعه ممدوح في ريبة :
- كيف حدث هذا الحمل ؟
ـ كيف حدث هذا الحمل ..؟! ألست رجلًا ؟
تجاهل سخرية والده قائلًا :
- متى حدث هذا الحمل ؟
ـ علمت أنها في شهرها الثالث 
ثم أردف وهو يحدق في وجهه :
- ألم تتحسن الأمور بينكما في الساحل الشمالي ؟

صمت شاردًا في تلك الأيام المعدودة التي أمضياها معًا في الساحل الشمالي بعد صلحهما ، هل هذا الطفل له بالفعل ؟ أم أنه لذلك الوغد الذي رآه معها في غرفة نومه ؟ أو ربما لغيرهما من يدري ؟ كلهن عاهرات ، ما كان يجب أن يسلم نفسه لامرأة أبدًا .. مهما تظاهرت بالبراءة والعفة
راح يضحك في هيستيريا جعلت والدته تنتحب وهي تضمه إلى صدرها وتهتف من بين دموعها : 
ـ ماذا أصابك يا ولدي ؟
ربت ممدوح على ظهرها وقبل رأسها ثم صعد مترنحًا إلى غرفته متخبطًا فوق الدرج .. ما إن ابتعد حتى لطمت المرأة صدرها قائلة :
- ولدي سيجن يا حاج ، ولدي سيجن 
نظر إليها الرجل في ألم وقبل أن يعلق فوجيء بـ ممدوح يهبط الدرج من جديد قائلًا :
ـ دعنا نذهب ونحضرها الآن
نظر إليه والده في دهشة وصاح مستنكرًا :
- الوقت تأخر ، دعنا ننتظر للصباح 
أجابه في حزم :
- كلا ، إذا لم نذهب الليلة فلن أذهب أبدًا ، بل سأعود إلى فرنسا في الصباح 
غمغم والده وهو يحدق في وجهه :
- يبدو أنك جننت بالفعل ..!


تعليقات