قصة ساتزوج منحرفا البارت الخامس5 بقلم امانى عطيه


قصة ساتزوج منحرفا
البارت الخامس5 
بقلم امانى عطيه


جلس فؤاد فى غرفة مكتبه يراجع بعض الحسابات الخاصة بأعماله التى قام بها مؤخراً عندما طرقت ليلى بابه وهى تحمل له كوباً من الشاى ، تهلل وجهه قائلاً  :
ـ يا لسعادتى ، دكتورة ليلى بنفسها تحمل الشاى إلىَ 
ـ ومن لى أغلى منك يا أخى الحبيب 
ـ أشكرك يا حبيبتى 
توقع بعدها أن تنصرف ، لكنها جلست على أحد الكراسى القريبة من مكتبه 
رفع بصره إليها قائلاً : 
-  أهناك شئ يا ليلى ؟
- نعم ، أريد التحدث معك قليلاً 
طوى أوراقه جانباً ، ونظر إليها فى اهتمام قائلاً :
- حسناً ، كلى آذان صاغية 
قالت فى ارتباك حاولت أن تخفيه :
- أريدك أن تخبر الحاج سالم بأننى قبلت الزواج من ولده 
نهض عن كرسيه قائلاً :
-  ماذا ؟!  لابد وأنك جننت .. ألم ننته من هذا الأمر سابقاً ؟
أبعدت وجهها عنه صامتة فتابع فى غضب :
-  اسمعينى جيداً يا ليلى .. أفضل أن تمضى عمرك كله بلا زواج .. على أن ترتبطى بـ حيوان مثل ممدوح سالم هذا
غمغمت دون أن تجرؤ بالنظر إليه :
-  اسمعنى أنت يا فؤاد ، فأنا لم أعد طفلة صغيرة ، كما أننى لست إحدى فتيات هذه القرية اللواتى لا هم لهن سوى الزواج والإنجاب ، أنا أستطيع أن أحدد ما أريده جيداً 
اتجه إليها وراح يهزها بعنف قائلاً :
- وهل ممدوح سالم هو ما تريدينه ؟  ثقافتك العلمية لا تعنى أنك أصبحت خبيرة فى شئون الحياة ، لن أسمح لك بدخول هذا الجحيم أبداً 
غمغمت فى عناد :
-   ربما هو ليس سيئاً بالقدر الذى تتخيله 
صرخ فيها قائلاً :
- بل هو أسوأ كثيراً مما أتخيل .. ما أعرفه عنه يكفينى لأعلن أنه شيطان .. وما خفى كان أعظم بلا شك !
هز يديه فى حيرة قبل أن يعض على شفتيه قائلاً :
- هل ستصدقيننى إن قلت لك بأننى أشعر بالخجل عندما يأتى ذكره فى جلسة ما ؟ 
عاد يحدق فى وجهها قائلاً فى تردد :
- ماذا أقول لك ؟  هل أخبرك بأنه أرغم والده .. الحاج سالم الذى يهابه الجميع .. أرغمه على أن يوفر حجرات فى منزله لاستقبال رفاقه وعشيقاته اللواتى لا تخلو زيارة  لوالده منهن .. إحداهن ترافقه منذ سنوات طويلة ، ويقولون أنها جميلة أيضاً ، كلهن جميلات يا ليلى 
نظر إليها قبل أن يردف :
- اسألى أهل القرية لماذا يخفون بناتهم وزوجاتهم أثناء زياراته لها ، اسألى عنه كل راقصات المنصورة والإسكندرية .. يكفى أن تذكر المرأة اسمه لتغدو مطمعاً للرجال جميعاً  
ضمها إليه فى حنان قائلاً :
- لن تحتملى يا ليلى ، صدقينى لن تحتملى 
ظلت صامتة فعاد يصرخ فى دهشة :
- لماذا هذا الوقح هو من قبلت الزواج منه دوناً عن سائر الرجال الذين تقدموا لخطبتك ؟  رجال أقلهم شأناً .. أفضل منه ملايين المرات .. ما الذى جذبك إليه وأنت لم تريه بعد ؟  
غمغمت بصوت مرتبك :
- إنه مهندس وثرى و ...........
ـ وماذا أيضاً ؟ ويسحر ناقصات العقل بوسامته وعضلاته المفتولة
ـ إذا استطعت أن أغيره سيكون .......
ـ لن تستطيعى يا ليلى ، لن تستطيعى أبداً  ،  بل أنت من سوف تتغيرين ، ستتبدلين تماماً ، ستغدين مسخاً لا حول له ولا قوة .. سيضمك إلى قفص الحريم الذى حاربت طويلاً كى لا تدخلينه 
صرخت فى عناد قائلة :
- كلا .. كلا 
ـ بل نعم .. وألف نعم 
قالت فى إصرار :
- سأرغمه أن لا يرى فى الكون امرأة غيرى ، سيحبنى وحدى ، سأجعل منه قيساً جديداً 
هتف ساخراً :
- وكيف ستفعلين هذا ..؟  بأن تقدمى نفسك هدية له .. وهكذا بلا ثمن
هزها بعنف قبل أن يردف يائساً :
- أفيقى يا ليلى .. بزواجك من هذا القذر ستغدين ملكه .. سيتوجب عليك طاعته .. وسيصبح المجتمع كله ضدك فى حال عصيانك له 
ـ تقاليدكم اللعينة هى ما يفرض على هذه الطريقة للتقرب منه ، أنا لا أملك حيلة أخرى ، مجرد محاولة رؤيته خارج نطاق الزواج سيثير زوبعة من الأقاويل التى لن تنتهى أبداً 
حدق فيها وهو يضرب كفاً بأخرى قائلاً :
- يا إلهى ، ماذا حدث لك ؟  ما هذا الذى تقولينه ؟ أين عقلك الراجح ؟! 
صمت قليلاً وعاد يصرخ مستنكراً :
ـ  إن كنت تتحدثين وكأنك عاهرة قبل أن تريه ، فماذا ستفعلين بعد رؤيته ؟!
همت أن تقول شيئاً ، لكنه أزاحها بعنف لتصطدم بباب الحجرة قائلاً : 
ـ أذهبى  ، أذهبى من أمامى 

                  البارت السادس من هنا 

تعليقات