قصة ساتزوج منحرفا البارت الواحد والخمسون 51 البارت الثاني والخمسون 52 بقلم امانى عطيه


قصة ساتزوج منحرفا
البارت الواحد والخمسون 51
البارت الثاني والخمسون 52
بقلم امانى عطيه


وصل ممدوح إلى المبنى الذى أشارت إليه نادية وراح يرتقى درجاته القليلة بخطوات واسعة عندما استدار فجأة على صوت إحداهن وهى تستوقفه قائلة :
- أنت .... نعم أنت أيها الوسيم 
تطلع إليها مبتسماً فتابعت :
- هل يمكننى مساعدتك ؟
اتسعت ابتسامة ممدوح قائلاً :
- أبحث عن ليلى ، دكتور ليلى فاضل
غمغمت الفتاة فى سخط قائلة :
- ليلى .. لماذا يسأل الرجال دائماً عن ليلى ؟!
حدجها فى تهكم ولم يعلق .. فأردفت قائلة :
- هل تعلم أن ليلى لا تهتم بشئ سوى العمل ؟
ابتسم بثقة قائلاً
ـ ربما أجبرها على الاهتمام بأشياء أخرى
ـ وهل تعلم أنها متزوجة ؟
ـ نعم أعلم هذا
ـ وهل تعلم أيضاً أن زوجها هو أكثر رجال المنصورة شراسة ووحشية ؟
ضاقت عيناه قائلاً :
- يا إلهى إلى هذا الحد !!
أردفت المرأة فى حماسة :
- بل أكثر من هذا ، ربما لو رآك معها لقتلك ، وقتلها هى أيضاً
تفحصها ممدوح وقال مستنكراً :
- هل أخبرتكم ليلى بهذا ؟
ـ ولماذا تخبرنا ؟ فهذا الرجل أشهر من نجوم السينما فى بلدتنا ؟
شعر ممدوح ببعض الضيق وهم بالمغادرة عندما أردفت من جديد : 
ـ لقد حذرناها جميعاً من الزواج منه لكنها كانت مصرة على إجراء هذه التجربة حتى تحصل على الدكتوراة
غمغم فى شئ من الدهشة :
- تجربة !!
ـ نعم من أجل الحصول على الدكتوراة
حاول ممدوح التحكم فى انفعالاته قائلاً :
- هل فسرت أكثر ؟
شعرت المرأة بالزهو لكونها نجحت فى إثارة اهتمامه قائلة :
- ألم تخبرك ليلى بأنها تزوجت بهذا المنحرف للحصول على الدكتوراة بطريقة واقعية لم يسبقها إليها أحد
غمغم بصوت مختنق :
- وكيف هذا ؟
ـ ستحاول استغلال ما لها من سحر فى إصلاحه وتهذيبه ، سوف تعيد تربيته من جديد ، كلنا فى انتظار ما سيؤول إليه أمرها معه 
عاد يسألها فى مزيج من اللهفة والسخرية المريرة :
- تعيد تربيته من جديد !! ، ألم تتفقوا على ما ستفعله بعد ذلك ؟
هزت كتفيها قائلة :
- لست أدرى ، ربما تطلب الطلاق ، فزوجها كما أخبرتك منذ قليل ، رجل منحل أخلاقياً ، يسعى خلف شهواته كالحيوان البرى ، لا ظنى أن ليلى سوف تتحمله كثيراً ، يدعى ممدوح سالم ، ربما سمعت عنه

تحول البريق الذى راقها فى عينيه إلى نار متأججة أثارت فى نفسها الفزع ، لكنها حاولت تصنع اللامبالاة قائلة :
- تخيل أننى لم أتعرف بك حتى الآن 
أجابها فى صوت يشبه الرعد قائلاً :
- ممدوح سالم
حدقت الفتاة فى وجهه ثم ما لبثت أن تراجعت للخلف مذعورة فى نفس اللحظة التى أقبلت فيها ليلى وراحت تنظر إليه فى سعادة هامسة :
- ممدوح !
نظر إليها قائلاً فى حدة :
- سأنتظرك فى السيارة
حدقت به فى دهشة بينما نظرت إليها زميلتها فى العمل وهى تبتعد فى ارتباك قائلة : 
ـ آسفة يا ليلى ، لم أكن أقصد ، لم أكن أقصد أبداً ، لم أكن أعرفه
شعرت ليلى بانقباضة رهيبة ، هناك كارثة مقبلة بلا شك ، كارثة تستطيع تحديدها بلا عناء ، يا ليتها تكون على خطأ ، ليت الأمر ليس على هذا القدر من الخطورة التى تتوقعها 
قاد السيارة صامتاً ، متحاشياً النظر إليها ، لم تنجح محاولاتها فى حثه على الحديث فاستسلمت للصمت هى أيضاً حتى توقفا عند المنزل واستقبلتهما والدته مهللة :
- سأعد لكم الفطور حالاً
لكنه صعد الدرج على عجل وهو يدفع ليلى أمامه فى عنف قائلاً :
- ليس الآن 
نظرت المرأة إلى ليلى وقالت فى قلق :
- ماذا حدث ؟
تابع دفعه لها غير مبال بوالدته وصياحها .. وما أن دلفا إلى حجرتهما حتى أغلق الباب خلفه فى عنف وراح يتطلع إليها فى وحشية قائلاً :
- لماذا تزوجت منى ؟
لم يعد لديها أدنى شك فى صحة ما استنتجته ، أشاحت بوجهها تبحث عما تقول ، لكنه لم يمهلها طويلاً بل أدارها إليه فى عنف قائلاً :
- تكلمى 
غمغمت فى ارتباك محاولة أن تبدو هادئة :
- لقد أخبرتك من قبل بأنه نوع من التحدى 
هتف غاضباً :
- تحدى ، أى نوع من التحدى تقصدين ؟
عادت تشيح بوجهها من جديد ، وعاد يجذبها بعنف أشد صارخاً :
- هل أشبه فأر التجارب ؟
غمغمت بصوت مختنق :
- ممدوح ، بالله كفى 
لكنه تابع فى هستيريا :
- هل أبدو أحمق إلى الحد الذى أغراك لجعلى أضحوكة بين هؤلاء البلهاء الذين تعملين معهم 
ـ لم أكن أعرفك فى ذلك الحين 
صفعها بقوة صارخاً :
- ولماذا تتزوجين رجلاً لا تعرفين عنه شيئاً ؟
تحسست وجهها فى ألم صارخة :
- يمكنك أن تطلقنى الآن ، فأنت لم تخسر شيئاً بعد 
ضغط على ذراعها بشدة قائلاً :
- إذا كان هذا هو ما تحلمين به ، فأنصحك بأن تستيقظى يا ليلى
نظرت إليه والدمع يتحجر فى عينيها وهو يتابع فى قسوة :
- لقد دخلت إلى قفصى بإرادتك .. لكنك لن تخرجى منه إلا بإرادتى أنا ، وأقسم بأنك لن تخرجى منه سليمة يا ليلى
حاولت إزاحته بعيداً ودموعها تنهمر صارخة :
- كف عن عنفك معى ، لا تعاملنى وكأننى رجل مثلك
دفعها أرضاً حتى كادت رأسها أن تصطدم بالحائط فغمغمت فى سخط قائلة : 
ـ عندما أذهب إلى عملى غداً ، سوف ..........
قاطعها قائلاً :
- أنت لن تذهبى إلى عملك هذا مرة أخرى
صرخت مستنكرة :
- كلا .. أنا لن أسمح لك بحرمانى من عملى ، سوف أذهب لعملى ولو دفعت حياتى ثمناً لهذا
جن جنونه قائلاً :
- حسناً ، ادفعى بعضه الآن إذاً 
وقبل أن تفهم ما يعنيه كان قد حطم وجهها بقبضته وألحق به من التشوهات ما يمنعها من عبور باب الغرفة 
فصرخت وهى تنتحب فى ألم :
- طلقنى أيها المتوحش ، لن أبقى معك بعد الآن
أجابها فى وحشية قائلاً :
- بل ستبقين أيتها العنيدة ، ستبقين حتى النهاية ، وأنا من سيحدد هذه النهاية ، سأروضك يا ليلى كما روضت غيرك ، وسأبقى رجلك الوحيد شئت أم أبيت ، سوف تعيشين كأقل امرأة أعرفها
غادر الغرفة صافعاً الباب بعنف شديد ، تاركاً إياها تنتحب ، آلامها الجسدية فوق تحملها وآلامها النفسية أضعافاً ، لقد خسرت كل شئ ، كرامتها وعملها وقلبها أيضاً

****

ما أن وقعت عينا نادية على ليلى حتى شهقت فى فزع جعل الدمع يتحجر فى عينى الأخيرة فغمغمت وهى تحتضنها قائلة :
- لقد أخبرتنى سناء عن أحداث الأمس ، فشعرت بالقلق وجئت للأطمئنان عليك ، خاصة بعد أن تغيبت اليوم عن العمل
حاولت ليلى التحكم فى دموعها التى انهمرت رغماً عنها قائلة بصوت مختنق :
- هل رأيت ما فعله بى هذا المتوحش ؟
ربتت نادية على كتفها فى شفقة قائلة :
- إهدأى يا ليلى ، سوف تتحسن الأمور بإذن الله 
هتفت فى لوعة قائلة :
- تتحسن ! لا أظن هذا ، أنها تزداد سوءًا يوماً بعد آخر ، لقد منعنى من الذهاب للعمل ، فهو يحاول تدميرى يا نادية 
تنهدت نادية قائلة :
- رجل مثله يمتلك هذا الكم من الكبرياء ، لا شك أنه تلقى صدمة قاسية لدى معرفته بالأمر ، وهذه الغبية سناء أخبرته الأمر بطريقة مهينة أكثر ، فهم منها بأننا جميعاً نتآمر ضده
ـ عملى هو أخر ما تبقى لى 
ابتسمت نادية فى بعض الأمل قائلة :
- سأحاول الحصول لك على أجازة بحجة التفرغ للدراسة 
بادلتها ليلى الأمل قائلة :
- هل تظنين أن الأمر سينجح ؟
ـ سينجح بإذن الله ، ولكن لا تخبرى زوجك بهذا حتى تتحسن الأحوال بينكما ، أين هو الآن ؟
غمغمت ليلى فى مرارة :
- منذ ذهابه بالأمس لم يعد حتى الآن 
ـ ربما عاد إلى الإسكندرية 
أجابتها شاردة :
- لا أظن هذا ، كان واضحاً أن انتقامه لم ينته بعد
وبينما هما تتحدثان دلف ممدوح إلى المنزل وقد خلع سترته وأمسك بها فوق كتفه وقد بدا الإرهاق واضحاً فوق وجهه وعينيه اللتان حدقتا بهما فى عداء وضيق ، جلس قبالتهما دون أن يلقى عليهما التحية ، وجه حديثه إلى ليلى وهو ينفث دخان سيجارته قائلاً فى خشونة :
- اصنعى لى كوباً من الشاى 
حانت التفاتة من ليلى إلى نادية قبل أن تطلق تنهيدة طويلة وتنادى سعدية لتصنع له الشاى ، لكنه قاطعها فى خشونة أعنف قائلاً :
- لو أردت أن تصنعه سعدية لطلبته منها ، منذ الآن أنت خادمتى الوحيدة هنا
حدقت فى وجهه بضيق وسخط وهمت أن تعترض لولا نظرات نادية المتوسلة لها تناشدها أن تلبى ما طلبه منها ، ذهبت على مضض بينما ظل يحدق فى نادية طويلاً قبل أن ينفث دخان سيجارته قائلاً :
ـ تقابلنا من قبل .. أليس كذلك ؟
غمغمت فى اضطراب دون أن تجرؤ على النظر فى وجهه :
- نعم ، بالأمس عندما ......
قاطعها قائلاً :
- كلا ، لم أقصد الأمس
رفعت بصرها إليه وما لبثت أن أبعدته سريعاً وراحت تتلفت حولها وكأنها تبحث عن معين قبل أن تهمس قائلة
ـ كان هذا منذ زمن بعيد على أية حال
ـ أين اختفيت فجأة ؟
ـ فضلت الابتعاد خوفاً من التورط معك بعد أن أخبرتنى صراحة بأنك لن تتزوج
تأملها فى تهكم قائلاً :
- ظننتك انتحرت بعد القبلة الأولى 
حدقت فيه مستنكرة بينما أردف فى لا مبالاة :
- هل تزوجت ؟
ـ نعم ، ولدى طفلان
ـ لقد تصرفت بحكمة إذاً ، أظن أن هذا من حسن حظك
تنهدت بضيق قائلة :
- نعم ، أظن هذا
ـ لماذا لم تنصحى صديقتك بالابتعاد عن طريقى مثلما فعلت أنت ؟
ـ لقد حاولت ، لقد حاولنا جميعاً ، لكنه القدر
هتف ساخطاً :
- القدر ! القدر أم غرور صديقتك الذى لا حد له 
أقبلت ليلى فى هذه الحظة تحمل الشاى الذى طلبه ، حدق فى وجهها قائلاً :
- ما هذا ؟
ـ الشاى الذى طلبته 
ـ لقد طلبت قهوة
استدارت ليلى إلى نادية وكأنها تطلب شهادتها ، فتصنعت الأخيرة ابتسامة قائلة : 
ـ لا تجعلا من هذا مشكلة ، يمكننى أنا إعدا ..........
قاطعها فى حزم :
- كلا
تنهدت ليلى فى ضيق وذهبت مستسلمة لإعداد القهوة ، وما أن ابتعدت ، حتى نظرت نادية إلى ممدوح فى سخط قائلة :
- ليلى لا تستحق منك كل هذا 
قال والشرر يتطاير من عينيه :
- ليلى ..... أنصحك بأن تنسى وجود امرأة بهذا الأسم 
هتفت فى جزع :
- ليلى تحبك
ـ أهذه خطتكم الجديدة ، كم عدد المشتركين فيها ؟
ـ لا تكن متعنتاً ، ربما أخطأت ليلى بالفعل ، ولكن كان هذا قبل أن تراك وتحبك 
ـ بفرض أن ما تقولينه صحيحاً ، لماذا لم تخبرنى الحقيقة قبل أن أعرفها بهذه الطريقة المهينة
ـ لقد كانت تخشى هذه اللحظة ، أقسم لك بأنها صرفت النظر عن هذه الرسالة ولم يعد يهمها سواك أنت ، حبها الأول والأخير
نظر إليها ملياً قبل أن يقول متهكماً :
- هل تتوقعين منى أن أصدق هذا ؟
أقبلت ليلى تحمل القهوة وقدمتها له فى سخط قائلة :
- تفضل 
نظر إليها فى ضيق قبل أن ينهض قائلاً :
- ليس لى رغبة فى تناول القهوة ، كل ما أحتاجه هو النوم 
اتجه ليرتقى الدرج بينما ليلى تراودها رغبة مجنونة فى قذفه بالفنجان الذى فى يدها 
استدار إليها فجأة قائلاً : 
ـ عليك إيقاظى فى السابعة ، حتى لا أتأخر على من تنتظرنى 
ازدادت رغبتها جنوناً فألقت بالفنجان خلفه فى عنف ، استدار إليها فى غضب وصفعها بقسوة غير مبال بوجود نادية التى أصابها الخجل أضعافاً مما أصاب ليلى وأسرعت تغادر المنزل



تعليقات