قصة ساتزوج منحرفا البارت الثالث والخمسون 53 البارت الرابع والخمسون 54 بقلم امانى عطيه


قصة ساتزوج منحرفا
البارت الثالث والخمسون 53
البارت الرابع والخمسون 54
بقلم امانى عطيه


مرت الأيام التالية كالجحيم ، ووصلت قسوة ممدوح إلى حد لا يحتمل ، استنفزت ليلى كل الأعذار له ، كان يمضى يومه خارج المنزل ثم يعود فجراً ليوقظها ساخطاً ويأمرها بخدمته حتى يخلد للنوم ، واليوم جاء كعادته وأيقظها لتعد له كوباً من الشاى ، وما أن وضعت الغلاية على النار حتى قذفها بملابسه قائلاً : 
ـ اغسلى هذه الملابس .. الآن
حدقت بنظرات شاردة فى الملابس التى لطختها مساحيق النساء وفاح منها عطرهن صارخاً وكأنه يوقظها من سباتها العميق ويفتح عينيها التى أغلقتهما طواعية ، انحنت وأمسكت بسترته ، وفى لحظة مجنونة قربتها من نيران الموقد المشتعلة وهى تغمغم فى هيستيريا :
- هذه الملابس لن يطهرها الماء أبداً 
استدار إليها واتسعت عيناه فى قلق وهو يتجه نحوها ، لكنها تابعت بنفس النبرة الهستيرية : 
ـ لاتقترب أكثر من هذا ، وإلا أشعلت النار فى نفسى 
توقف هاتفاً فى جزع :
- تعقلى يا ليلى 
ـ ومن أين لى بالعقل ، لقد سلبتنى كل شئ ؟
ظل يرقبها متأهباً وهى تنتحب صارخة :
- ماذا خسرت أنت ، بعضاً من كبريائك ؟ هل خدشت غرورك الذى لا نهاية له ؟ أنا خسرت كل شئ ولكنك ما زلت تتفنن في الانتقام منى ، إن كان جمالى هو ما يزيدك رغبة في إذلالى فأنا لا أريده ، سوف أجبرك على تطليقى كما أجبرتك على الزواج منى
همس دون أن يرفع عينيه عنها :
- كفى يا ليلى لقد اقتربت النار من يدك كثيراً .... دعينا نبدأ من جديد 
افقدتها دموعها القدرة على التمييز وهى تصرخ :
- بل دع النار تقترب منى ... دعها تطهرنى من توحدى مع فاسق مثلك ، دعها تحررنى من ذنب لا غفران له ..!

أظلم الدمع عينيها فلم تعد ترى النار التى التهمت السترة عن أخرها وأتجهت إليها عدواً ، وبرغم أن يداه كانت الأقرب فلم تدعها تمسها ، إلا أنها ظلت تصرخ فى هستيريا حتى فقدت وعيها تماماً ، أخبرهم الطبيب أنها مصابة بانهيار عصبى شديد ، وأنه سبب مباشر فى هذا ، عليه أن يبتعد حتى لا تزداد حالتها سوءًا
أنت عبقرى ، لقد أفقدت رسوماتك الرجل صوابه 
هتف شوقى بهذه الكلمات فى إعجاب شديد وهو يجلس قبالة ممدوح فى مكتبه بالإسكندرية ، ولكنه عاد ليغمغم فى حسرة :
- آهٍ ... لو تبتعد عن النساء ، فهن الحاجز الرئيسى بينك وبين مستقبل رائع
نظر إليه ممدوح فى ضيق قائلاً :
- هات ما عندك بلا نصائح 
هز شوقى رأسه وهو يتأمله متحسراً .. ثم ما لبث أن زفر قائلاً :
- لقد أعجب الثرى الفرنسى بتصميماتك إعجاباً شديداً كما أخبرتك ، لذا فقد قرر أن يمنحك فرصة قلما تتاح لمهندس فى مثل عمرك
تنهد ممدوح وهو ينظر إليه فى صبر نافذ فتابع الأخير قائلاً :
- لقد وقع اختياره عليك لتصميم قرية سياحية كاملة فى الساحل الشمالى
قال ممدوح فى لا مبالاة :
- وأنا قبلت 
نظر إليه شوقى وهتف مستنكراً :
- بهذه البساطة ..!
قدم إليه ممدوح علبة سجائره قائلاً :
- عمولتك محفوظة
ـ أنا لا أتحدث عن هذا 
ـ ماذا تريد إذاً ؟
ـ أعلم أنك لست في حاجة إلى المال ولكن ...... 
- متى سنبدأ العمل ؟
تأمله شوقى بدهشة قائلاً 
- إن كان الحافز المادى لا يسعدك ، فماذا عن الحافز المعنوى ؟
نفث ممدوح دخان سيجارته صامتاً بينما غمغم شوقى وهو يتفرس فى وجهه : 
ـ لم أرك من قبل مهموماً بهذا الشكل ، هل يتعلق الأمر بامرأة ؟

نظر إليه ممدوح بضيق وقبل أن يعلق دق جرس التليفون فتناول سماعته وما أن سمع صوت محدثته على الجانب الآخر من الخط حتى أسرع كالبرق يغادر مكتبه غير مكترث لنداء شوقى الذى قارب الصراخ

****

ـ ليلى تحتضر يا ولدى 
ـ كيف بلغت هذا السوء دون أن أعلم 
ـ لقد امتنعت عن تناول الطعام منذ عشرة أيام ، واضطر الأطباء إلى تغذيتها بالمحاليل ، لكن هذا لم يعد يفلح الآن ، يقول الأطباء أن لا رغبة لها فى الحياة
ـ لماذا لم تعلمينى بهذا من قبل ؟ ألم تخبرينى حتى الأمس أنها بخير ؟
ـ كنت أعلم أنك تتعذب ولم أشأ أن أزيد عذابك
غمغم فى سخرية مريرة :
- أتعذب !! وما أدراك أنت بعذابى ، حتى هذه البلهاء الغبية التى تحاول قتل نفسها دون أن تدرى بما تفعله بى ، أنا ...........

لم يستطع أن يكمل عبارته ، نظر إلى أعلى الدرج فى تردد ثم ما لبث أن قال فى حزم :
- سأصعد إليها ، لابد أن أتحدث معها ولا ظنى أنها ستكون أسوأ حالاً مما هى عليه
فوجئت الممرضة التى تقوم برعاية ليلى بدخول ممدوح إلى الحجرة ، أغمض عينيه فى ألم وهو يحدق فى وجهها الذى حاكى وجوه الموتى ، اقترب منها ، احتضن كفها الصغير وراح يقبله وقد تحجر الدمع فى عينيه للمرة الأولى فى حياته هامساً باسمها فى مزيج من اللوعة والرجاء 
حاولت الممرضة أن تعترض لكنها هتفت فجأة وهى تحدق فى ليلى التى تحرك جفناها للمرة الأولى منذ وقت طويل :
ـ يا إلهى ، وكأن روحها متعلقة بروحك
تطلعت ليلى إليه بنظرات زائغة قبل أن تبتعد بوجهها عنه فى ألم ، فتصنع هو ابتسامة قائلاً :
ـ لا أصدق أنك تريدين الموت 
تحولت إليه وغمغمت بصوت واهن :
- ستصدق قريباً 
ـ لماذا تريدين الموت ؟
ـ ولماذا أعيش ؟
تنحنحت الممرضة قبل أن تغادر الغرفة قائلة : 
ـ لابد أن أتصل بالطبيب ، هناك تطورات بالغة الأهمية يجب أن أخبره بها
سحبت ليلى كفها من بين يديه قائلة :
- ما الذى آتى بك إلى هنا ؟ 
ـ لا أريدك أن تموتى 
ـ لم تترك لى شيئاً أعيش لأجله 
ـ هل كل هذا لأننى منعتك عن العمل ؟
ـ العمل !! العمل فقط ؟ 
عادت الممرضة و بين يديها بعض المحاليل التى حاولت بها إسعافها ولكن ليلى كانت ترفضها بإصرار وحزم ولم تنجح المحاولات المستمينة التى قامت بها الممرضة بمعاونة ممدوح فى إقناعها بالعدول عن قرارها المجنون بالانتحار ، همس ممدوح أخيراً فى مزيج من الجزع والتوسل : 
ـ كفاك عناداً ، ما تفعليه بنفسك ، ذنباً لن يغتفر
ـ لا أريد سوى أن يغفر الله لى زواجى منك ، هو يعلم أنك قاتلى
ابتسم بمرارة قائلاً :
- حسناً ، دعينى أبرئ نفسى إذاً ، اخبرينى بما تريديه وسوف أنفذه لك مهما بدا مستحيلاً 
ـ طلقنى 
ـ ماذا ، أطلقك ؟
ـ لا ظنى أننى طلبت المستحيل 
ابتسم فى عصبية قائلاً :
- ألا يوجد حل آخر ؟
ـ الموت
ـ يا إلهى ، هل تكرهيننى إلى هذا الحد ؟
أشاحت بوجهها صامتة بينما أردف فى ألم :
- حسناً ، أعدك بأن أنفذ رغبتك ما أن تستعيدى عافيتك
ـ هل تتوقع منى أن أصدقك ؟
ـ ألم تعرفى بعد أن الصدق ربما كان حسنتى الوحيدة ؟
ـ اقسم بأنك ستطلقنى
ـ اقسم برأس أبى أن أفعل كل ما تريديه
نظرت إليه فى بعض الريبة وعدم التصديق ، لكنها ما لبثت أن استسلمت للممرضة التى حقنتها بالمحاليل تمهيداً لإطعامها فيما بعد
****
أقبلت والدة ممدوح نحوه متهللة وهى تهتف فى سعادة :
- حمداً لله ، لقد بدأت ليلى تتعافى ، كانت ترفض مجرد النظر إلى الطعام لكنها ما أن رأتك حتى أقبلت عليه وتحسنت حالتها ، هل تعرف لماذا ؟
أجابها ساخراً وهو يغادر الغرفة :
- لأننى وعدتها بالطلاق عندما تسترد صحتها 
ضربت المرأة صدرها بعنف وهى تغمغم :
- طلاق !! 

تجاوزت عقارب الساعة الثانية عشر مساءً وليلى تجلس على الأريكة فى الردهة الكبيرة منتظرة عودة ممدوح من الإسكندرية ، لقد اتصل فى الخامسة ظهراً وأخبر والدته أنه سيأتى هذا المساء ، علم بأنها غادرت الفراش بالأمس ، لابد أن يأتى لينفذ وعده لها ، لقد أقسم برأس والده ، ستتحررمن قبضته أخيراً ، ستعود إلى حياتها السابقة وإلى عملها الذى تعشقه ، ستضحك وتلهو وتمرح بحياتها كما تشاء 
فلماذا شعورها البغيض هذا ؟ لماذا هذا الحزن الذى يملؤها ؟ ربما لأنها خسرت تجربتها معه ، ستبحث عن أى عنوان آخر لرسالتها وتبدأ من جديد ، لكنها لن تكرر هذه التجربة أبداً .....
انتفضت فى ذعر عندما فوجئت به يحدق فيها وبلغ مسامعها صوته حانياً يقول :
ـ حمداً لله على سلامتك
ابتلعت ريقها قائلة :
- أشكرك 
أربكتها ابتسامته وبريق عينيه الذى لن تنساه أبداً ، تظاهرت بالنظر إلى حقائبه وهى تحاول التحكم فى أعصابها قائلة :
ـ الفضل يعود إلى الوعد الذى قطعته لى 
تأملها قليلاً قبل أن يقدم لها أحد الحقيبتين اللتين عاد بهما من الإسكندرية ويحمل هوالأخرى متجهاً بها إلى الدرج قائلاً :
- برهنى لى أولاً أنك تعافيت واحملى معى هذه الحقيبة إلى غرفتى
دلف إلى إحدى الحجرات فى الطابق الثانى واضطرت مرغمة أن تتبعه ، ألقت بالحقيبة أرضاً وهى تهتف به فى صبر نافذ :
- هل صدقت الآن ، هيا عليك أن تنفذ ما وعدتنى به 
تجاهل نبرتها الغاضبة قائلاً :
- ما رأيك فى حجرتى ، كانت لى قبل الزواج ، وها أنا عدت إليها من جديد 
تجاهلت بدورها عبارته قائلة فى غضب أشد :
- لقد أقسمت برأس والدك
تأملها صامتاً وقالت عيناه لها الكثير لكنها لم تصدق ، عادت تهتف فيه من جديد :
- طلقنى
أشاح بوجهه قائلاً :
- سأفعل كل ما تريدى ، ولكن ليس الآن 
جذبته ليواجهها صارخة :
- لقد خدعتنى ، أنت تتملص من وعدك لى ، لقد أقسمت
أزاحت يديه عندما هم بوضعهما على كتفيها ، فابتسم قائلاً :
- اسمعينى جيداً أيتها الشرسة ، لم يمض على زواجنا سوى شهور قليلة ، لم تتعد الخمسة أشهر بعد ، لمَ لا ننتظر قليلاً ؟
صرخت فى انفعال :
- إن كنت تخشى على سمعتى يمكنك أن تطمئن
نظر إليها فى مزيج من الغضب والقلق قائلاً :
- هل ستتزوجين ما أن تنتهى شهور العدة ؟
حدقت فيه قائلة فى سخط :
- أهذا ما تخشاه ؟
ظل يتأملها صامتاً فتنهدت قائلة :
- اطمئن ، لقد زدتنى بغضاً للرجال 
ابتسم هامساً :
- أيعنى هذا أنك لن تتزوجى أبداً ؟
رفعت وجهها قائلة :
- أنا لم أقل هذا
قال فى لهجة زادتها جنوناً :
- لا داع للعجلة إذاً 
همت أن تعترض ، لكنه أكمل بسرعة :
- يمكنك هنا أن تفعلى ما شئت ، يمكنك العودة إلى عملك ، ابحثى لك عن أى موضوع آخر واكملى رسالتك 
ثم أردف محذراً :
- شرط أن يكون بعيداً عنى وبلا تهور
ـ ها قد بدأت شروطك قبل أن نبدأ 
ـ لا تنسى أنك ما زلت زوجتى 
ـ هذا ما أريد أن أنساه وعليك أن تساعدنى
أربكتها نظرة العتاب فى عينيه فثارت كطفلة قائلة :
- طلقنى ... طلقنى الآن
ـ إن لم تكفى عن جنونك هذا ، فلن أطلقك أبداً ، لقد أخبرتك بأنك حرة وتستطيعين العودة إلى عملك ودراستك متى شئت ، ومن جهتى .. فأنا لن أحاول إزعاجك ، طوال إقامتى فى المنزل سأبقى فى هذه الغرفة ، وباستطاعتك أن تمتنعى عن رؤيتى إن شئت
ـ هل أفهم من هذا أنك لن تطلقنى قريباً ؟
زفر بضيق وهو يجلس خلف مكتبه ويمسك بقلمه قائلاً :
- سأسافر قريباً إلى الساحل الشمالى ، وسأبقى هناك لفترة طويلة إلى حد ما ، سأطلقك عندما أعود ، إن رغبت فى هذا ، أما الآن فاذهبى واتركينى لعملى 
ـ هل تظن أننى سأتراجع عن موقفى ؟
ـ جربى ، ربما تروق لك الإقامة هنا عندما تتأكدين أننى سأتركك وشأنك ، سيكون هذا أيسر كثيراً من حياة المطلقة على أية حال .. إلا إن كنت تخططين للزواج قريباً ..
ـ هل ستأتى للعمل هنا كثيراً ؟
ـ أنا مجبر على هذا ، أمامى مشروع ضخم يحتاج إلى تفرغ تام بعيداً عن ضجيج المدينة 
ـ بعيداً عن ضجيج المدينة أم بعيداً عن نسائها ؟
ابتسم وهو ينظر إليها قائلاً :
- لم يعد لك شان بهذا الآن 
ـ لا تنسى أنك ما زلت زوجى 
اتسعت ابتسامته حتى ملأت وجهه كله بينما أسرعت فى خجل تغادر الغرفة ، فى قلبها رقصة من سعادة تعجبت لكونها ما زالت تشعر بها 

ألقت ليلى بالكتاب الذى بين يديها جانباً فى ضجر ، شعرت بالسخط من غضبها الذى لا مبرر له ، لقد وفى ممدوح بوعده ، فلم يحاول رؤيتها أو الأحتكاك بها طيلة فترة تواجده فى المنزل والتى تجاوزت الأسبوع ، حتى وجباته كان يتناولها فى حجرته التى اتخذها له حصناً كما أخبرها .........
أفاقت من شرودها على صوت حماتها تناديها ، تقدمت منها .. فابتسمت المرأة قائلة :
ـ لقد ذهبت سعدية لتطعم الطيور ، وأنا مشغولة فى إعداد الطعام ، هل يمكن أن تسدى لى خدمة ؟
ابتسمت ليلى قائلة :
- بالطبع ، فأنا فى حاجة لعمل أى شئ
ـ هل أعددت كوباً من الشاى وذهبت به إلى ممدوح ؟
نظرت إليها فى تردد لكنها لم تجد سبيلاً للرفض أمام ابتسامة المرأة المشجعة ، ولمَ لا ؟ فهى فى غاية الشوق لرؤيته ، لم يعد باستطاعتها أن تنكر هذا 
طرقت باب الغرفة التى يشغلها برفق حتى سمعت صوته يدعوها للدخول ، كان منهمكاً فى رسوماته فلم يكلف نفسه عناء النظر إليها ، ظلت تتأمله لحظات صامتة حين قال فجأة :
- أتريدين شيئاً يا سعد......
لكنه ما أن وقع بصره عليها حتى برقت عيناه فى سعادة هامساً فى حنين :
- ليلى ...!
غمغمت فى ارتباك :
- لقد أعددت لك الشاى ، سعدية تطعم الطيور ، ووالدتك مشغولة فلم .....
زادتها نظراته ارتباكاً فأسرعت لتغادر الغرفة عندما أمسك بها قائلاً فى شبه رجاء : 
ـ ألم تنتظرى حتى أنتهى منه ؟
غمغمت دون أن تنظر إليه :
- لا أريد أن أعطلك عن عملك
ـ لحظات قليلة لن تضر ، بل ربما تكون حافزاً لى
هربت من النظر إليه بالنظر إلى لوحاته ، فابتسم قائلاً :
- ما رأيك ؟
ـ جيدة 
ـ ما هى معلوماتك عن الرسومات الهندسية ؟
ـ لا شئ ، لكن خطوطك تبدو واثقة
تأملها قائلاً :
- من بين أكثر من عشرين مكتب وشركة هندسية ، وقع الاختيار على مكتبى لتصميم قرية سياحية كبيرة فى الساحل الشمالى 
ابتسمت قائلة :
- تقول والدتك أنك كنت طالباً متفوقاً 
ـ جداً
حدقت فى وجهه ، يا لها من ثقة تصل حد العجرفة والغرور ، لكم تبغضها وتعشقها فى آن واحد ، غرقت فى بحر عينيه الذى لا ينتهى .. ارتجفت فجأة وكأنها استيقظت من حلم جميل قائلة : 
ـ ألم تنته بعد ؟
ناولها الكوب صامتاً فاتجهت فى خطوات متعثرة إلى باب الغرفة حتى كادت تسقط ، وإن كانت قدماها لم تعد تقوى على حملها ، فهناك شئ ما حلق بها فوق السحاب


تعليقات