قصة ساتزوج منحرفا البارت الواحد والعشرون21 البارت الثاني والعشرون 22 بقلم امانى عطيه


قصة ساتزوج منحرفا
البارت الواحد والعشرون21
البارت الثاني والعشرون 22
بقلم امانى عطيه



حركت ليلى جفنيها فى بطء ، الأنوار عادت إلى الحجرة من جديد ، وابتعدت الجدران عن بعضها البعض مرة أخرى ، رائحة العطر تملأ أنفاسها بينما انحنى ممدوح فوقها وراح يسألها فى نبرة يشوبها القلق :
ـ  ليلى ... ليلى ..هل أنت بخير ؟
تنبهت إلى أنها ترقد على فراشها وهو يجلس على حافته ،  ممسكاً بزجاجة من العطر فى إحدى يديه بينما يمسح شعرها بيده الأخرى ، لمساته أكثر نعومة هذه المرة .. عاد ليكرر سؤاله من جديد فهزت رأسها صامتة 
تابع فى قلق أعمق : 
ـ هل أنت مريضة ؟
نظرت إليه فى تساؤل فأردف :
- لقد انخفضت درجة حرارتك فجأة ، وأصبحت بشرتك بلون الثلج . هل تعرضت لمثل هذه الحالة من قبل ؟
تطلعت إليه ساخطة .. كيف تخبره عن طريقته العنيفة فى تفتيح مشاعرها .. كم توقع منها أن تصمد وهو يضمها ويقبلها بتلك الوحشية ؟!
حاولت النهوض قائلة :
- اطمئن ، أنا لست مريضة .
ـ لماذا سقطت مغشياً عليك إذاً ؟
ابتلعت ريقها صامته ، فابتسم بطريقة أربكتها قائلاً :
- ألن تقولى شيئاً ؟
قالت بصوت مرتبك :
- أنت تعلم  أننى لم أتناول طعاماً منذ أمس ، وربما كان هذا هو السبب 
شدها إلى مائدة الطعام قائلاً فى خبث :
- حسناً ، ظننتك ستحاولين إيهامى بشئ آخر 
نظرت إليه قائلة :
- ماذا تعنى ؟
أجابها وهو يحدق فى عينيها :
- يبدو أننى أكثر أهل الدنيا حظاً ، أو أنك ممثلة بدرجة امتياز ..!

جلسا يتناولان طعامهما ، حاول إطعامها فانتهرته قائلة :
- أظن أننى فى سن يسمح لى بتناول الطعام بمفردى
عض على شفتيه قائلاً :
- كاد صبرى أن ينفد 
- جيد
- كلا .. ليس جيداً أبداً

تجاهلت غضبه وراحت تتناول طعامها صامتة ، حانت منها التفاتة إليه ، فاتسعت عيناها وتوقفت عن تناول الطعام وهى تحدق فيه مستنكرة .. لم تصادف أحداً من قبل يتناول طعامه بهذه الشراهة والسرعة .. وكأنه سيلتهمها هى أيضاً بعد قليل ..!
 التفت إليها وغمغم ساخراً :
ـ لماذا تنظرين إلىَ هكذا ، هل تتعلمين الأكل منى ؟
صاحت قائلة :
- مستحيل 
ابتسم فأردفت مستنكرة :
- أنت تأكل كالأسد 
أجابها فى لا مبالاة :
- الأسد هو مثلى الأعلى دائماً 
توقف عن تناول الطعام .. فبرقت عيناها قائلة :
- هل أشعرتك بالخجل ؟ 
قال متهكماً :
- الخجل ...!   هذه الكلمة خارج قاموسى 
ـ أتعنى أنك لا تخجل أبداً ؟
ـ وماذا أترك للنساء إذاً ؟
ـ الخجل ليس من شيم النساء وحدهن ... الخجل إحساس آدمى 
ثم تمتمت فى سخط :
- كونك تفتقده ، فهذا يعود لطبيعتك الوحشية 
نظر إليها وضاقت عيناه محذراً .. قالت وهى تنهض مسرعة :
- سأعد الشاى ، هل تريد كوباً ؟
أمسك يدها قائلاً :
- أكملى طعامك أولاً 
ـ لقد شبعت 
- بهذه السرعة ..!  دعينى أطعمك أنا
جذبت يدها وابتعدت عنه ، وعندما انحنى للإمساك بها من جديد ، مال كرسيه فسقط أرضاً ، تشبث بمفرش المائدة فسقط فوقه بما عليه من طعام ، زفر فى ضيق بالغ بينما أطلقت ليلى ضحكة مدوية أقل ما يقال عنها أنها خليعة حتى أن ممدوح نسى وضعه الحرج وظل يحدق فى وجهها مصدوماً فانتهرته قائلة : 
ـ لماذا تحدق فى بهذه الطريقة ؟ 
سألها فى ريبة :
- أين تعلمت هذه الضحكة ؟ 
قالت مستفزة :
- هل تزعجك ضحكتى إلى هذا الحد ؟ 
قال فى لهجة تهكمية يملؤها الشك :
- هذه الضحكة تذكرنى بصديقة لى ، لكنها لا تعمل بالجامعة ، بل ربما لم تدخلها أبداً 
ضغطت على أسنانها وهى تنظر إليه فى غضب لكنه تابع بنفس اللهجة القاسية : 
ـ ربما أحتاج إلى رؤية أوراقك يا ليلى 
همت أن تعترض لكنه دفعها إلى الأريكة وهو يخلع عنه ملابسه التى تناثر فوقها الطعام ويلقى بها جانباً قبل أن يحدق فى عينيها قائلاً :
- من أنت بالضبط ؟ 
قالت فى عناد :
- لمَ لا تكتشف هذا بنفسك ؟
********

أمسك ذراعها بقوة آلمتها :
- كفى عن المراوغة ؟
صاحت ساخطة :
- اترك ذراعى
تركها فى خشونة محذراً :
- لا تجادلينى 
زفرت بضيق عندما جذب أحد الكراسى وجلس فى مواجهتها .. صدره العارى وكأنه لمصارع محترف زادها قلقاً .. لم تتخيله هكذا عندما أخبروها بأنه يمتلك جسد الثيران ..!
أشعل سيجارة قبل أن يحدق فى وجهها منتظراً فصاحت فى عصبية :
- أنا لا أطيق رائحة التبغ 
ـ لا تستنشقيها إذاً 
اتسعت عيناها وارتجفت شفتاها لتقول شيئاً لكنه قال بسرعة :
- أين تعلمت هذه الضحكة ؟ 
ظلا يحدقان كلاهما فى الآخر فترة ليست بالقصيرة حتى قالت فى استسلام :
- فى منزل خالى 
قال فى تهكم :
- هل كانت زوجته راقصة ؟
اشتعلت غيظاً قائلة :
- ماذا ستفعل لو صفعتك ؟
تراقصت ابتسامة على شفتيه قائلاً :
- لا أعلم .. ولكننى أنصحك بأن لا تجربى 
اتسعت ابتسامته الشرسة حين تفحصت عيناها عضلاته المفتولة فى يأس قبل أن تهتف غاضبة :
ـ أى مبدأ هذا الذى تتعامل به ؟  
ـ اطلقى عليه ما شئت 
ـ أنت ديكتاتور 
ـ أكملى 
ـ وهمجى ومتوحش و ......
ـ أكملى قصتك وليس السباب 
نفث دخان سيجارته فى بطء قبل أن يردف قائلاً:
- كم أمضيت فى بيت خالك ؟ 
ـ عمرى بأكمله 
أطلقت تنهيدة طويلة وشردت بأفكارها بعيداً قبل أن تقول :
- منذ كان عمرى ثلاثة أيام أخذنى معه إلى القاهرة ولم أعد إلى هذه القرية إلا منذ شهور قليلة 
نظر إليها بصبر نافد فأردفت :
- كان خالى وقتها متزوجاً منذ عشرة أعوام ولم يرزق طفلاً .
قال بطريقته التهكمية البغيضة :
- وهل كانت والدتك تبيع الأطفال ؟ 
تتطاير الشرر من عينيها قائلة :
- أنت أكثر من رأيت وقاحة 
تراجعت فى فزع حين لوح بقبضته فى وجهها محذراً .. قال ساخراً :
- وماذا تسمين ما فعلته والدتك ؟           
ثم أردف فى لهجة أشد سخرية :
- تضحية أم صدقة ....!
ـ أنت لا تفهم شيئاً 
ـ الخطأ ليس فى عقلى بل فى طريقة الشرح ، يبدو أنك أستاذة سيئة ، أراهن بأن طلابك لا يفهمون منك شيئاً 
صاحت بعصبية :
- طلابى لا يتركون محاضرة لى ، وينصتون إلى بكل اهتمام وتركيز
ابتسم وهو يتأملها فى وقاحة قائلاً :
- بدون عصبية ، أنا أصدقك فى هذا  
تجاهلت عبارته بصعوبة قائلة :
- لماذا أتيت باللوم على أمى وحدها وكأن الرجال معصومون من الخطأ ؟
حدق فيها لحظة قبل أن يقول فى هدوء :
- أم تترك طفلتها بعد ثلاثة أيام من ولادتها ، ماذا تريديننى أن أقول عنها ؟
ـ ربما فعلت هذا لتنقذنى من الموت 
تمتم فى مزيج من السخرية والدهشة :
ـ  تنقذك من الموت !! لا ظنى أن قومك ، هؤلاء العمالقة يتضورون جوعاً 
زفرت فى وجهه ساخطة قبل أن تنهض من مكانها وتبتعد عنه قليلاً .. ربما هرباً .. قبل أن تتابع قصتها بمرارة قائلة
- لقد رزقت والدتى فى بداية زواجها بأنثتين ، واحدة تلو الأخرى ، جن جنون والدى وكاد أن يتزوج من جديد بامرأة تنجب له الذكر ، ولكن لكون والدتى ابنة عمه ، قرر أن يمنحها فرصة أخيرة ..!  وينتظر نتيجة الحمل الثالث ، ظلت والدتى المسكينة تدعو الله طوال فترة حملها الثالث حتى استجاب الله لها ورزقها بأخى فؤاد الذى أسعد والدى ولكنه لم يكتف .. بل اعتبرها البداية وأراد المزيد من الذكور، رغم صحة والدتى التى تدهورت ..!  حملت المسكينة بعد ولادة فؤاد بأقل من شهرين ، وجئت أنا إلى هذه الدنيا لأصدم الجميع ، لم أكن أنثى فحسب .. بل كنت ضعيفة جداً حتى أجمع كل من رآنى بأننى لن أظل على قيد الحياة  
ـ  وماذا قال الأطباء ؟ 
أجابته فى سخرية مريرة :
- أطباء !!  ولماذا الأطباء لقد كنت أنثى وموتى خير من بقائى 
تطلع إليها صامتاً فتابعت بنفس لهجتها المريرة :
- لست أعلم إن كان لحسن حظى أم لسوئه ، تصادف وجود خالى عبد الله فى القرية وقتها ، ما أن رآنى حتى قال لأبى معاتباً :
- أرى أنك مقصر فى واجبك نحو هذه الطفلة 
أجابه والدى فى لا مبالاة :
- وماذا سأفعل لها ؟ ستحتاج إلى معجزة للبقاء على قيد الحياة ، وإذا حدثت المعجزة فسوف تحتاج إلى عناية كبيرة من والدتها ، وكما ترى فؤاد ما زال صغيراً ويحتاج إلى كل رعاية والدته واهتمامها 
ـ إن كنت لا تريدها اعطنى إياها إذاً .
ـ وماذا ستفعل بها ؟ 
ـ أنت تعلم أننى لم أرزق أطفالاً ، وسوف تسعد بها زوجتى كثيراً 
ـ لكنها لن تعيش طويلاً 
ـ الأعمار بيد الله ، ومن ناحيتى سأبذل قصارى جهدى وأعرضها على أشهرالأطباء فى القاهرة وربما تنجو من الموت ويكون لى فيها خيراً .
وهكذا اصطحبنى خالى معه إلى منزله بالقاهرة بعد أن أخذ تعهداً من أبى أمام رجال العائلة جميعاً بعدم المطالبة بى مرة أخرى إذا ما بقيت على قيد الحياة 
كان ممدوح ينصت إليها فى اهتمام وما إن انتهت من سرد قصتها حتى سألها قائلاً :
- ماذا كان يعمل خالك ؟
ـ كان موظفاً فى إحدى شركات السياحة 
ابتسمت ثم أردفت فى حنان قائلة :
- وما إن تيقن بأننى سأبقى على قيد الحياة حتى افتتح لنفسه مكتباً صغيراً للرحلات بالإضافة إلى وظيفته التى استقال منها فيما بعد .. حين ازدهرت أعماله وتحول المكتب الصغير إلى شركة سياحية كبرى 
ابتسم ممدوح قائلاً :
- وماذا عن زوجة خالك  ؟ 
ضغطت ليلى على كلماتها قائلة :
- كانت تعمل معلمة ، تعرف إليها خالى فى إحدى الرحلات المدرسية وأعجبته أخلاقها فتزوجها ، كانت أماً رائعة تعلمت منها كل شيء 
تراقصت ابتسامة هازئة على شفتيه قائلاً :
- كل شيء؟!
نظرت إليه بضيق ثم أشاحت بوجهها قائلة :
- لقد اعتاد خالى على إقامة الكثير من الحفلات فى منزله ، وفى إحداها كانت إحدى الراقصات تضحك هذه الضحكة فتدير رؤوس الرجال من أمثالك 
ابتسم فى تهكم قائلاً :
- هل تهوين إغواء الرجال ؟ 
ضغطت على أسنانها قائلة :
- بل أهوى إذلال الرجال 
ضحك قائلاً :
- أنت معقدة إذاً 
نهض واحتضن وجهها الساخط ، ثم أردف فى مكر :
- على أية حال هذا أفضل كثيراً مما ذهبت إليه
أتسعت عيناها قائلة :
- ماذا ظننت ؟
ابتسم فى لا مبالاة وهو يتأملها قائلاً :
- لقد اخترت الطبيب المناسب يا ليلى ، فأنا الوحيد القادر على فك عقدك واحدة تلو الأخرى 
صاحت فى عصبية :
- كف عن غرور الرجال هذا ، اللعنة عليكم جميعاً 
قال متهكماً :
- جميعاً !! وماذا عن فؤاد أو خالك عبدالله ، وكلاهما دلالاك حتى أفسدا تربيتك 
هتفت فى لا مبالاة :
- فؤاد يحاول التحرر من الذنب الثقيل الذى يعانى منه كلما شعر بأنه السبب المباشر فى نشأتى بعيداً عن منزلى  ، أما خالى عبدالله فلا أظن أن أمرى كان ليشغله لو أنه رزق أطفالاً من زوجته 
غمغم مستنكراً :
- أيتها الجاحدة ، ماذا فعلت بوالدك ؟
أجابته فى لا مبالاة :
- لقد توفى وأنا فى التاسعة من عمرى  ، رحمه الله من انتقامى 
ـ ممن جئت تنتقمين هنا ؟ وهل تركت خالك بعد هذا العمر كنوع من الانتقام أيضاً ؟
ـ لست جاحدة إلى هذا الحد 
ـ لماذا عدت إذاً ؟ ولا تقولى عشقاً لهذه القرية 
ـ كلا بالطبع ، لقد عدت إليها مرغمة بعد وفاة خالى رحمه الله ، لقد رأى رجال العائلة إنه من غير اللائق أن استمر فى الحياة مع امرأة غريبة عنى !!
ـ ولماذا استسلمت لأمرهم ، أين كان لسانك السليط هذا ؟
صاحت فى يأس :
- لقد ظللت أقاوم مع زوجة خالى لأكثر من عام كامل حتى أشفقت عليها بعد كثرة المضايقات التى تعرضت لها 
ـ لماذا لم تتزوجى خلال هذه الفترة ؟
ـ لم أكن أفكر فى الزواج أبداً لولا هذه الفكرة المجنونة التى .....
توقفت عن الحديث عندما لاحظت أنه ينظر إليها فى ترقب واهتمام فتنبهت إلى حماقة ما سوف تقوله وتذكرت تحذيرات نادية لها فتمالكت نفسها قائلة :
- التى أوقعتنى فى قبضتك 
تأملها فى ريبة قائلاً :
- بما أنك قد وضعت الرجال جميعاً فى قائمتك السوداء ، لماذا تزوجت من رأس القائمة ؟
نظرت إليه فى تحد قائلة :
- ألم تفهم بعد ؟
ابتسم فى طرب قائلاً :
- أريد أن أسمع من بين شفتيك الجميلتين ما الذى تنتظرينه منى بالضبط ؟
قالت فى ثقة :
- سأجعلك تندم على ماضيك الأسود
ضحك قائلاً :
- أحقاً ؟ وكيف سيكون هذا ؟
شعرت ببعض الغضب من سخريته ولا مبالاته فصاحت قائلة : ـ
ـ أعدك بأن تركع طالباً الصفح والغفران
هتف فى تهكم قائلاً :
- ماذا ؟ أركع طالباً الصفح والغفران ، من تظنين ذاتك ؟ إلهة أنت ولا أعلم ؟
أشاحت بوجهها فى كبرياء قائلة :
- سنرى
أصابته ثقتها الزائدة ببعض الدهشة ،  فقال محذراً :
- من تصبح إلهتى سيكون قتلها أولى طقوسى ..!
قالت فى لا مبالاة :
- وأنا لا يهمنى الموت ، ما دمت سأحقق ما أريد 
قال ساخراً :
- إن كانت علاقتنا قد أصبحت شرعية فى غفلة منى ، فهذا لا يعنى شيئاً آخر 
تجاهلت وقاحته قائلة فى مكر :
- هذه العصبية التى تتحدث بها ،  خير برهان على نجاحى 
هز رأسه قائلاً :
- أيتها البلهاء ... لم تولد بعد المرأة التى تتحدى ممدوح سالم 
قالت ساخرة وقد راق لها توتره :
- ربما كنت نائماً أو سكيراً عندما ولدت هذه المرأة ، لكنها ولدت وأرغمتك على الزواج منها باعترافك أنت .. وها هى تقف أمامك الآن .. تناطحك رأساً برأس ولن تدعك أيها الطاووس إلا وقد نزعت عنك ريشك هذا الذى تتباهى به 
ضاقت عيناه وهو يتأملها فى تهكم .. وما أن انتهت من حديثها حتى استمر يضحك طويلاً قبل أن يضرب كفاً بأخرى .. اقترب لينظر فى عينيها قائلاً : ـ 
ـ وسأمنحها الآن نصراً آخر وأشاركها هذه المهزلة 

رفعت وجهها فى كبرياء ولم تعلق .. فأردف فى يقين المحترف الذى يبارز طفلاً صغيراً :
- أعدك بأن يقتلك الشوق لى قبل أن تنتهى الأيام القليلة التى سأمضيها معك هنا .. ستنتظرين بصبر نافد وقلب يحترق شوقاً .. تلك العطلة الأسبوعية التى تريننى فيها .. وكأنك ولدت لهذه الأيام فقط 
التوت شفتيها فى تهكم بينما تابع بنفس النبرة الواثقة :
- ستزحفين راضية إلى قفص حريمى يا ليلى ، وتشعرين بزهو تتعجبين له ، لكونك الوحيدة التى حظيت بالزواج منى 
همت أن تعترض لكنه حملها فجأة بين ذراعيه فصرخت قائلة :
- ماذا تفعل ؟ 
طرحها على الفراش قائلاً :
- سنبدأ التحدى 
هتفت بصوت مرتجف :
- لمَ لا تتسم ببعض الرجولة وتتركنى حتى أزحف إليك كما تدعى ؟ 
ضحك ساخراً وهو يزداد اقتراباً منها قائلاً :
- رجولة !!  أنا لا أرى فى هذا أية رجولة ، بل حماقة لا تغتفر ...


تعليقات