قصة ساتزوج منحرفا البارت الحادي عشر 11بقلم امانى عطيه


قصة ساتزوج منحرفا
البارت الحادي عشر 11
بقلم امانى عطيه


طرقات خفيفة على باب الحجرة جعلتها ترتعد ، أيعقل أن يكون هو ؟  من المحال أن يكون بهذه اللباقة والتهذيب بعد كل ما سمعته عنه .. هل بالغوا فى وصف همجيته ؟!  اتجهت بخطوات جاهدت لتبدو ثابتة وهى تفتح باب الحجرة فى ترقب ......
طالعتها فتاة فى حوالى السادسة عشر من عمرها على الأكثر ، تحمل بين يديها صينية طعام تصلح لإطعام عائلة كبيرة  وليس فردين فقط ، ما أن رأتها الفتاة حتى اتسعت ابتسامتها وهى تهلل قائلة : 
ـ يا إلهى أنت جميلة جداً يا سيدتى وسيدى ممدوح يعشق النساء الجميلات 
ابتسمت ليلى فى مرارة وهى تفسح لها الطريق قائلة :
- ربما هن من يعشقنه يا ...... ما اسمك ؟
أجابتها الفتاة فى سعادة :
- خادمتك سعدية ، يسعدنى أن ألبى كل ما تطلبينه منى ، فأنت عروس الغالى التى انتظرناها طويلاً
ـ يبدو أنك تحبين سيدك ممدوح جداً يا سعدية 
ـ طبعاً ، كل من يعرفه عن قرب يحبه مثلى وأكثر ، فوجهه كالبدر ، وخفيف الظل ، متواضع القلب وكريم فى عطائه جداً و ....... 
قاطعها صوت والدته وهى تنادى عليها من الخارج ، فصاحت الفتاة بصوت أعلى : 
ـ حسناً يا سيدتى .. أنا قادمة  
أسرعت إلى باب الحجرة على عجل ، وما إن تخطت عتبته حتى عادت إلى ليلى قائلة : 
ـ عذراً يا سيدتى ، أتريدين شيئاً قبل أن أنصرف ؟
ابتسمت ليلى قائلة :
- أشكرك يا سعدية ، عندما أريد شيئاً لن أطلبه سوى منك 
ـ سأكون سعيدة جداً يا سيدتى 

انصرفت الفتاة عدواً بينما ليلى تراقبها فى رثاء ، ما هى إلا نموذجاً آخر من نماذج اضطهاد الأنثى التى لا تنتهى ، خاصة فى هذه القرية اللعينة ، فربما هى هكذا أسعد حالاً مما لو كانت قد سجنت فى بيت أحد القرويين لتعمل فيه خادمة بلا أجر،  وتنجب له أبناء واحداً تلو الآخر 
اقتربت عقارب الساعة من العاشرة مساءاً ، كان ينبغى أن تكون فى فراشها الآن ، تنهدت بعمق وهى تلقى بنفسها فوق أحد المقاعد الوثيرة قبل أن تترك لأفكارها العنان من جديد ، كم تشتاق لمواجهة هذا المجرم بقدر ما تقلق منها ..!  
أصابها الملل وهى تنظر إلى الساعة فى ترقب .. ها هى قد اقتربت من العاشرة والنصف ، لماذا يمضى الوقت بطيئاً هكذا ؟ انشغلت بعد الدقائق حتى بلغت الحادية عشر .. 
هتفت ساخطة :
" محال أن يكون هذا الوغد من لحم ودم مثل بقية البشر ، كيف لم يحرقه الشوق لرؤيتها كل هذا الوقت ؟   مضى أكثر من شهر ونصف منذ زيارته لمنزلها مع والده لتحديد موعداً للزفاف ، لم يحاول بعدها زيارتهم ولو مرة واحدة ..!  ترى ما هى أفكاره عن شريكة حياته ، هل تزوجها بالفعل مرغماً كما يقال ؟"
هل هو حقاً من أرسل كل هذه الهدايا التى قدمتها والدته لها وزعمت بأنها منه ؟  أم أن المرأة قد اختلقت هذه الأكذوبة لتقرب المسافات بينهما ؟  كل ما يفعله حتى الآن يرجح الاحتمال الأخير  
اقتربت عقارب الساعة من الثانية عشر ، كادت تجن وهى تغمغم :
" يا له من تافه ،  مستهتر ، لا يقم وزناً لأى شئ ..... "
 هل تسرعت بقبولها هذه الزيجة ؟ هل كانوا جميعاً على حق ؟ هل أى رجل آخر كان أفضل من هذا الممدوح الذى لم يعبأ بها ؟  
عضت على شفتيها وهى تكاد تبكى غيظاً ... سيكون انتقامها منه شديداً بالتأكيد .... فهو يستحق القتل.


تعليقات