قصة جهاد وسلامه البارت الخامس5 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الخامس5 
بقلم مريم نصار



الست نبوية في زيارة عند بنتها نعمه وقاعدين في الصاله و تولادها عاملين دوشه تلات أطفال سنهم قريب من بعض، نبويه صدعت م الدوشه وندهت ع بنتها:- يانعمه، تعالي شوفي العيال دي عامله دوشه ليه! انا راسي ورمت منهم اعوذ بالله دي خلفة شيطاين دي ولا إيه؟
خرجت بنتها من المطبخ ومعاها أطباق اكل للأطفال وقعدت تأكلهم واتكلمت:- هما بس جعانين ياماما مكلوش م الصبح، هياكلو ويخشوا يناموا شوية، يارب كده عقبال ما تشيلي عيال حليم أخويا.
اتنهدت نبوية بحزن واتكلمت بوجع ع حال أبنها:
- حليم!!! كبدي عليه مغلوب ع أمره ،والله منا عارفه يابنتي؟ هيفضل بخته مايل لحد امتى؟

ردت عليها نعمه وقالت:- والله ياماما انتوا اللي مدلعين شفاعه دي ع الآخر، قال خايفه تروح وتكشف قال، وانتي بردوا يخيل عليكي كلامها ده؟ أقطع دراعي من هنا لو مكنتش كاشفه ومتاكده إن العيب منها، ومش عايزه تعرف حد علشان اخويا ميتجوزش واحده تانيه، ويخلف ويفرح بعياله مع أنه لا عيب ولا حرام.
فكرت في كلامها وسرحت لحظات واتكلمت بإستفسار:- معقول يابت يانعمه؟ معقول شفاعه تكون هى اللي مبتخلفش! وعامله اللعبه دي كلها علشان تحرم أبني من الخلف؟
رفعت نعمه حاجبها وقالت:- ومش معقول ليه؟ اديني سبب يخليها متروحش تكشف غير أنها متاكده أنها أرض بور ومش هتشيل عيال.

سكتت شوية وكملت بحماس:- بقولك ايه ياماما أنا عندي الحل اللي يخليكي تتطمني ع حليم و تشيلي أحفادك كمان.
أمها اتعدلت بتركيز وقالت بقلب ام نفسها تطمن ع ابنها:- حل ايه يابت يا نعمه؛ وساكته ليه يابت الفقري، قولي اتكلمي الحقيني بيه.
ابتسمت نعمه بخبث وقالت:- نجوز حليم، وسنه واحده بس وهيكون حفيدك في حجرك، وأنا عندي العروسه.
كشرت عينيها وفكرت ف كلام بنتها كويس وقالت:- ايوه يابت بس فكرك شفاعه هتسكت؟ دي مش بعيد بس أول ما تعرف تولع فينا كلنا، دي بت محاسن وقلبها ميت، وانا أخاف ع ابني منها، اه ع رأي المثل حرص ولا تخونش.
ردت عليها نعمه:- ياماما استني بس واسمعيني للآخر، انتي قولتي لو عرفت؛ بس إحنا مش هنجبلها خبر ولا هتعرف بجواز حليم خااالص.

سألتها بتعجب:- ايه الفزوره دي يابت يانعمه؟ إزاي يعني مش هتعرف! ايه هيتجوز ف السر؟

ابتسمت نعمه وقالت:- ايوووه،الله ينور عليكي، وانا عندي العروسه ومضمونه وخلفت قبل كده ومطلقه وجوزها خد عياله يعني فرصه لاخويا ع طبق من دهب.
كشرت عينيها وقالت:- هى مين دي يابت؟

ردت بمكر:- عواطف، أخت جوزي أبو حماده إسم الله عليه، واسمعي مني هتكسبي، حليم أخويا لازم يتجوز.

حليم طالع ع السلم يجري علشان يصالح شفاعه وقرر أنه يراضيها وف نفس الوقت يقنعها انه لا عايز يكشف ولا هى تكشف،وفتح الباب بسرعه لكن وقف مكانه بصدمه، شفاعه كانت قاعده ع الأرض ف الانتريه وجمبها الكاسيت ومشغله اغنية حسن الأسمر سألوني انا مين،وحاطه أيدها ع خدها وبتهز راسها ع كل كلمه ف الاغنيه كأنها مكتوبه علشانها، حليم واقف وحط أيديه في وسطه ومتابع ريأكشن وشها اللي بيعشق تفاصيله ونفسه يضحك بس كتم ضحكته علشان متخدش بالها.

أنا اللي كلي جروح، ومن الزمن مجروح
أنا الزمان هدني، ولا حد بيودني
ولما أقول آه، في ناس تقول الله
أنا الزمان هدني، ولا حد بيودني
(ولما أقول (آه) في ناس تقول (الله
آه ولما أقول (آه) في ناس تقول
أنا مين، أنا مين، أنا مين، أنا مين
أنا اللي تايه أنا، ويوم عذابي بسنة
أنا اللي تايه أنا، ويوم عذابي بسنة
أنا مين، أنا مين، أنا مين، أنا مين.

شفاعه مغمضه عينيها وبتسمع بتركيز وكأنها بتندب حظها، وحليم اتحرك خطوه وحب يخضها وهى مندمجه:
ـ شفاااعه.

شفاعه سمعت صوته وفتحت عينيها ونفخت بخنقه وبصت بعيد وبتهمهم بضجر مصطنع، وهو قرب منها وقعد جمبها واتكلم بتريقه بعض الشىء:
ـ الزمان هدك ف ايه يابنت الحاوي؟ وانتي مين؟ انتي شفاعه بت محاسن هههههه.

شفاعه مردتش عليه وعوجت بُقها ونفخت بخنقه وتجاهلت وجوده، وقفلت الكاسيت وشالته وقامت واتكلمت وهى ماشيه:
ـ اوووف الواحد مش عارف يطلع خنقته ولا ياخد راحته في بيته! اروح فين بس يارب، ناس بترمي بلاويها علينا وخلاص، انا عارفه ايه ده؟ تلاقيح جتت.
ضحك حليم وقال:
ـ هى بقت كده يابت محاسن؟ ماااشي بشوقك ياغالية،بكرة تندم ياجميل.
شفاعه لفت ليه وحطت أيدها ف جمبها واتكلمت ببرود مصطنع:
ـ هييي، إسم الله عليك ياحنين، ولا عاش ولا كان اللي يخلي شفاعه بنت سلامة الحاوي تندم، دي محصلتش ولا هتحصل يابن بركات! وطرقنا بقى مش عايزين انهردا، ولا هى تلاقيح جتت علينا وخلاص!
حليم قام وهو بيضحك وقرب منها يصالحها، لكن هى دخلت بسرعه وقفلت باب الاوضه ف وشه وهو خبط كأنه بيطبل وغنى ليها وقال: 

اه يا واد يا حته مني ايه اخرة البعاد
من عطفك ليه حارمنى ومزود فى العناد
اااه
سهرني الشوق،حيرنى الشووق
وغلوبت معاك وانت المحقوق
والحق عليه،الحق عليه
كان عامل انه بيهواني قال وانا صدقته
كان ايه ع المُر اللي رماني خلاني عشقته
اااااه
عشمنى وتاااه اااه،توهنى معاه،وازاى انساااه؟ وانا دايب فيه.
والحق عليه،يزعل كتير،الحق عليه،يغضب كتير،الحق عليه،مع انه جارحنى، الحق عليه،ولا يوم فرحنى،
الحق عليه، الحق علييييه.

شفاعه واقفه ورا الباب بتضحك وترقص ع صوته وبتغني معاه بصوت واطي، حليم سكت لثواني، ومسح ع شعروا واتكلم بضحكه صافيه:
ـ بت ياشفاعه، انتي عارفه يابت اني مش قاصد ازعلك مني، انا عارف إنك خايفه عليا، وبعدين مش عارف أنا الخناقه قامت ازاي! دي عين امك باين.

فتحت الباب بقوه وزعقت لأنها كانت في الأول بتسمعه وابتسامتها مرسومه على وشها، لكن لما قال الكلام ده ع والدتها اتحولت وفتحت الباب وزعقت:

ـ نعم ياخوياااا؟ عين امي؟هو انت أصلا ولا ف عيلتك كلها حد زي امي؟ طول عمرها عينيها مليانه يكش بس المرض اللي بيهد، قال عين امك قال؟ وليه متكونش عين امك انت؟ اهى كانت بتتغدا معانا امبارح وا......
قاطعها حليم وحط ايدو ع بُقها لأنه عارف ومتأكد أنها مش هتسكت واللي يمس أمها بكلمه تاكله بسنانها، واتكلم بدهشه:
ـ هشش هشش بس يخربيت البكابورت اللي فتح ده! ايه ياولية انتي مصدقتي فتحتي ومش عايزه تقفلي، خلاااص فوضيها بقى، وتعالي اقعدي هنا، يابت انا بهزر معاكي، دي محاسن دي الحته اللي ف الشمال.

شفاعه زقت ايدو وقعدت ع الكنبه اللي تحت الشباك وبصت ع الشارع وهو قعد جمبها واتكلمت هى بغيظ:
ـ اه ياخويا تحرقلي دمي وتقول بهزر! وانت طالع ليه أصلا؟ انت مش قولت إنك هتغور من البيت ومش راجع تاني؟ جاي تتمسح فينا ليه تاني؟ يلا خف خف وروح اقعد عند امك سنه كده ولا حاجه.
ـ غمزلها وقال:
ـ واهون عليك ياجميل؟ انا عارف إن كل كلمه بتقوليها من ورا قلبك، يابت دانا العشق يابت، انا عبد الحليم حافظ ياشوشو، فوكيها بقى ساعة شيطان وراح لحاله.
لفت بجسمها كله بسرعه لدرجة إن حليم اتخض من هجومها وخبطت بايديها واتكلمت بنرفزه:

ـ اااه ياخويااا تعكها وتقول ساعة شيطان وراح لحاله؟ ده الشيطان اتبرا من افعالكوا، دي اي العيشه دي ياارب، ع رأي المثل عيني فيه واقول أخييه، ولما انت مش قد إنك تسيب البيت بتقول هغور منه ليييه؟ وبعدين انا ياخويا مش عايزه حد يصالحني، انا زي الفل معاش ولا كان اللي يحرق دمي، ده غُلب ايه ده يااارب، وتكشف ولا متكشفش انا استاهل ضرب المركوب، لو خوفت عليك تاني ياحليم، ايه رأيك بقى!

حليم مبتسم وشايف في عينيها عتاب لأنها أضعف ما يكون من أنها بتزعق بالشكل ده ومن غير سبب، هى ايوه بتزعق بس اكيد مش ده السبب الحقيقي ورا لمعة عينيها بالشكل ده، هى بس مجروحه منك ياحليم لأنك حطيت كشفها في مقارنه بكشفك مع إنك عارف أنها بتخاف من العمليات وخصوصاً إن ابوها مات ف العمليات يعني عندها رهبه، لكن جوه عينيها تمني ورجاء كبير أنها مستعده تعمل المستحيل علشان تفرحك، دي شفاعه دي ست البنات ومتستاهلش كل ده، ابتسم ابتسامة عريضة، وسابها تقول كل اللي جواها ومسك أيدها وطبطب عليها واتكلم:

ـ حقك عليا ياست البنات،ورحمة ابويا وابوكي عارف إنك خايفه عليا، معلش ياشفاعه انا مش عارف ليه قولت إنك لو مروحتيش للدكتور انا مش كمان مش رايح، انا بس مبحبش الدكاتره انتي عارفه، وبعدين منا روحت لدكتور عظام وقالي لازم عمليه علشان معرفش فقرة ايه؟ واعصاب إيه، وانا مش مصدقه أصلا، يابت منا زي الفل اهو، الحوار كله اني عندي برد شديد إحنا في الشتا وضهري مابيشدش عليا غير ف الشتا، وبعدين انا بهزر ياعم اسيبك يعني واروح فين، يابت دانا ف البيت ده من أول يوم ليا ف الدنيا وكبرت وانتي قدام عينيا، اروح فين بس! حقك عليا، واشرطي واؤمري وانا من ايدك دي لايدك دي، بس متزعليش من حليم يابت.

داب الجليد من أسلوب حليم لشريكة عمره لكن بردوا نفسه ومنى عينه ف ذرية، بس مش هيفضل ف خناق معاها مهما كان هى حب عمره، وعشرة طويله مع بعض هى شافت قد ايه صدق في كلامه، لكن مش مقتنعه إن تعبه مجرد برد وخلاص ، هى فعلاً خايفه عليه،وفكرت بسرعه واتكلمت بمكر:
ـ يعني اتصالح بأي حاجة اقولها؟وهتسمع كلامي ياحليم؟
حليم وافقها ع كلامها، وهى ابتسمت بخبث وقالت:
ـ يبقى تكشف ياحليم، ونشوف دكتور كبير واسمع منه بوداني أنه برد، غير كده يبقى مات الكلام يابن بركات.

هز راسه بإستسلام وقال:
ـ وماله ياست البنات كلامك هيتنفذ، بس مش دلوقتي اصل......
شفاعه لفت ضهرها الناحيه التانيه بزعل حقيقي وربعت أيديها، حليم حط ايدو ع كتفها واتكلم بحنان:
ـ ياشفاعه استني واصبري واسمعي للآخر، انا هروح للدكتور؛ والله بس قدام شوية انتي عارفه اني داخل ف جمعيه كبيرة علشان اشتري شوية حاجات لزوم الورشه،واللي جاي ع قد اللي رايح وعندي شغل متلتل اخلص بس كل حاجه وع السنه الجديده هروح انا وانتي لأي دكتور تشاوري عليه.
بصتله بزهول واتكلمت:
ـ لسه هنستنى سنه كمان ياحليم؟
حليم ولع سيجاره وكمل:
ـ يستي مفيش اسرع من الأيام حد يصدق أننا داخلين ع سبع سنين جواز!
شفاعه بصتله بوجع وسألته بخوف داخلي:
ـ انت ندمان على جوازك مني ياحليم؟
كشر عينيه بتعجب من سؤالها، وهى كملت بصوت حزين، ندمان علشان لحد دلوقتي مخلفتش ليك حتة عيل وا.......
قاطعها حليم بحده واتكلم بجديه:

ـ شفاعه..! انتي اتهبلتي ولا جرا لمخك حاجه؟ اندم ع جوازي منك انتي ياشفاعه؟ دانتي الحاجه الحلوه اللي مصبراني ع الحاره باللي فيها، مصبراني ع قسوة الأيام، ومشاكلي اللي مبتخلصش بين أهل الحاره وافضل اراضي بين الناس، دانا لما ببقى مهموم بصه واحده لوشك بنسى فيها تعبي وهمي.
وبعدها ابتسم بتهكم وكمل:
ـ واحنا هنضحك ع بعض ولا ايه ياشفاعه؟ إحنا بنفسر من نفسنا وع مزاجنا إن العيب من كل واحد فينا، مع أننا لا كشفنا ولا عرفنا سبب عدم الخلفه ايه؟ يبقى متشليش اكتر من طاقتك، وزي ما انتي قلقانه ف أنا مرعوب اني اكون.......!

حطت شفاعه أيدها ع بُقه أنه ميكملش، وندمت ع سؤالها الغبي ده، واتكلمت بسرعه:
ـ بس ياحليم متكملش، أنت زي الفل وصاغ سليم، يارب لو في حاجه مانعه وفي سبب؟ يكون مني انا، وحقك عليا انا حماره مبفهمش.

أبتسم حليم واخد نفس عميق جدََا، واكتفى بأنه مسح ع شعرها بابتسامة شارده، وقام وقف وسابها وخارج من الأوضه، لكن وقف ع سؤالها:
ـ رايح فين ياحليم؟
لف ليها وعينيه مليانه عتاب ليها، ورد عليها بهدوء:
ـ رايح اشوف اكل عيشي، لأننا ف دايرة مش مفهومه ياشفاعه ع رأي عم طلعت.

سابها ونزل وسط أفكاره، و وقف قدام الورشه وشاف أطفال الحاره كلها بتجري ورا بعض وبتلعب، وفاجاة جة طفل صغير مسك ف بنطلون حليم وقال:
ـ بابا بابا الحق يابابا إبن عم مدني ضربني وخد مني العجلة بتاعتي.
جري حليم وهو ماسك ايد الطفل وقال بزعيق:
ـ هو راح فين ياض ياسلامة، وانت خايب مضربتوش ليه ع طول لما هو بياخد حاجتك، انا مش عايزك تبقى جبان ياض.
رد عليه الطفل وقال:
ـ اعمل ايه يابابا ابنه اكبر مني وامي شفاعه قالت متضربش حد علشان معملش مشاكل في الحاره، قالتلي تعالى انت بس وقولي وانا هفرج عليهم الحاره.
اتنرفز حليم وقال بتريقه:
ـ اه امك شاطره في الخناقات هى وراها غير المشاكل علشانك؟ ده بدل ما تسيبك انت تاخد حقك بأيديك علشان لما تكبر تبقى راجل زي ابوك! ومحدش يضحك عليك ؟ انت سلامة إبن حليم بركات فاهم ياااض! ولسه متخلقش اللي يكسر عين ابني وانا ع وش الدنيا.
ـ الطفل مسك ايد حليم وقال:
ـ عمو حليم عمو حليم انا بكلمك من بدري خلي شقاوه يرجعلي العجلة بتاعتي.
هنا فاق حليم واكتشف انه كان بيتخيل، وفاق من الحلم الجميل حتى لو جواه مشكله، ياااااه مجرد التخيل خلا الحنين يزيد جواه، واتنهد بتعب ورفع راسه للسما كأنه بيبوح بكل اللي جواه لربه وهو سامع صوت قلبه، ومسح وشه بايدية وبص للطفل وابتسم ولعب في شعرو ونده ع شقاوه وشاور ليه يرجع العجله للطفل ورجع يكمل شغله.

كانت شفاعه واقفه ف شباك الاوضه وشافت اللي حصل وشافت حيرة جوزها، ولعنت نفسها وغبائها أنها سألت سؤال زي ده، ولازم تاخد خطوة وتقوي قلبها، جوزها ميستاهلش خوفها ده ابدا، لازم تعرف ايه السبب مش يمكن متوصلش لعمليات؟ ورفعت عينيها للسما وكملت أمنيات حليم ودعت بكل جوارحها.

ف الزمالك 

في شقة فاروق والد رجاء وكانت ارقى من شقة نضال، وخديجه عامله حفله عائليه لجهاد حفيدها أنه تم السنه، وعازمين العيله، نضال وفاروق بيودعوا المعازيم عند باب الشقه، رجاء قاعده جمب مامتها وجهاد ف سرير متحرك قدامهم وبيلعب ف اللعب المتعلقه ف السرير ، وخديجه بصت ع نضال واتكلمت بنفور:
ـ انا بجد مش عارفه يارجاء انتي متحمله نضال ازاي؟ 
كشرت رجاء عينيها بعدم فهم واستيعاب لأنها مش فاهمه تقصد ايه وسألتها بهدوء:
ـ مش فاهمه يا ماما تقصدي ايه حضرتك بأني متحملاه إزاي؟
لفت وبصت لبنتها وابتسمت بتهكم وتريقه وشاورت عليها وعليه وكملت:
ـ بقى ده شكل واحد يناسب عيلتنا؟ ده جاي من الريف يا رجاء الريييف يعني فلاح، لأ هو من متسوانا ولا شكلنا، انا اتكلمت معاكي كتير جدا وانتي مش قادرة تشوفي اللي أنا شايفاه.
ابتسمت رجاء رغم أنها اضايقت جداً ورفعت عينيها ل نضال وكان بيعزم ع حماه بسجاره وبيضحكوا ومبسوطين وبيشاور ع إبنه ، وابتسمت واتكلمت بقلبها:
ـ فعلاً ياماما حضرتك عندك حق، انا مش هقدر اشوف نضال زي ما حضرتك شايفاه، لأنك شايفاه بعقلك وقفلتي قلبك، لكن لو حضرتك شوفتي نضال بقلبك زي ما انا شايفاه هتكتشفي شخص تاني خالص، طيب وجنتل وبيحبني، ايوه فيه شوية حاجات صغيره مش قادرة اغيرها ، لكن ده مش سبب اني اتنازل وابعد عنه، نضال هو الشخص الوحيد اللي قدر يخلي قلبي مبسوط، ومعيشني ف مستوى كويس، اما بقى هو من الريف أو من قلب الريف نفسه دي مش مشكله خالص بالنسبالي مدام مش عايشين هناك في بلده، انا اللي عشت مع نضال وشوفت قد ايه هو عفوي وجميل واجمل راجل شافته عينيا، وبعدين لابس بدله شيك جدا فين بقى الشكل اللي حضرتك بتتكلمي عليه؟مش بالمظاهر صدقيني ياماما، يعني عاجبك حمدي إبن طنط شاديه اللي حضرتك كنتي مصممه اني اتجوزه غصب عني؟ اهو مالوش مستقبل ومراته واقفه ع الطلاق ده غير أسلوبه الهمجي وانه بيضرب مراته منتهى الوحشيه، لكن الراجل الريفي عارف يعني ايه قيمة الست والام ف حياته، ف ارجوكي مش كل فترة تفتحي معايا موضوع نضال! انا بحب نضال وكمان بقيت ام لابنه.

خديجه قاعده ورافعه راسها بكبرياء وهى بتسمع بنتها وبتسرق النظرات ل نضال لكن مش قادرة تتقبله، وبصت لبنتها ولحفيدها وابتسمت بتهكم وقالت:
ـ الفلاح اللي انتي شايفاه ده مالوش أمان ومنهم كمان بيتجوزو بدل الواحده أربعه وبيقولوا لا هو عيب ولا حرام ،خليكي انتي ورا العواطف والمشاعر بتاعتك دي لما تلاقيه داخل عليكي بواحده تانيه .

شهقت رجاء وفتحت عينيها ع الآخر وهمست:
ـ اووو نووو واحده تانيه! ايمبوسيبل!!! 

نضال جه ومبتسم ورايح يشيل ابنه، لكن رجاء مسكت ايدو واتكلمت بتهكم:
ـ نضال..!
نضال أبتسم وقال:
ـ سوري ههههه بس متقلقيش انا معقم نفسي كويس وا.....
قاطعته رجاء بصدمه وكملت:
ـ هو انت ممكن تتجوز عليا؟ أنت ممكن ف يوم تدخل عليا في ايدك واحده تانيه؟
خديجه تنحت وبلعت ريقها بتوتر وبصت بعيد تداري توترها، ع عكس فاروق اللي اتعجب من كلام بنته ف وسط مناسبه زي دي ومبسوطين، لكن شك في إن مراته تكون السبب، وبص ليها وشكه اتحول ليقين وهز راسه بزهق، ع عكس نضال اللي واقف مش عارف يرد لأن مفيش سبب لكلامها ده! لأنهم خارجين مبسوطين لأنه اترقى وكمان عازمها بكره ع غدا ف مكان راقي ع زوقها، وهز راسه بعدم استيعاب، وكرر كلامها بصوت هادي:
ـ اتجوز عليكي؟ أو ادخل عليكي وف أيدي واحده تانيه؟ 
وكمل بصوت جهوري:
ـ ايه التخلف اللي بسمعه ده؟ انا مش فاهم حاجه انتي بتتحولي بليل ولا ايه يارجاااء فوووقي.

رجاء لعنت نفسها وبتفرك في أيديها ومش عارفه تبرر اللي قالته ازاي وخصوصاً أنه جنتل معاها وبيحبها، ردت خديجه وهى بتقوم وزعقت:
ـ صوتك مايعلاش في بيتي،اهو شوفتي بعينك أنه همجي وفلاح! عرفتي أنه مش شكلنا ولا مستوانا! 
فاروق زعق:
ـ خديجه وبعدهااالك.

نضال هز راسه وفهم أنها السبب ومط شفايفه بتفكير ومسح كف بكف وقرب خطوه من حماته، وهى خافت وبلعت ريقها بتوتر وهمست وهى بتستنجد بجوزها:
ـ فـ، فاروق الحقني أرجوك.

نضال قرب من وشها لدرجة انها رجعت قعدت مكانها وعينيها بتراقبه خايفه، ونضال حط ايدو ع ايد الكرسي وضغط عليه واتكلم من بين أسنانه:
ـ الفلاح ده فاتح بيت ناس كتير في عيلتك مش عارفه تفتح نصه، الفلاح ده اترقى وبقى مدير الحسابات في شركة محترمه عكس ناس كتير في عيلتك بيدورا ع واسطه علشان وظيفه، الفلاح ده عندو أرض لو باع جزء منها بس يعيش ملك، الفلاح ده مش مخلي بنتك تحتاج لأي حاجه ومتصانه، الفلاح ده لابس ومتشيك عكس ناس كتير ف وسط الموجودين، الفلاح ده عايش وبنتك مبسوطه معاه، ولو مكانتش مبسوطه؟ كان زمانها ف حضنك،فبلاش تبُخي سِمكٌ ف عقل رجاء علشان متوصليش الأمور بينا لطريق مسدود. 
اتعدل وبيقفل زورار البدله وبص ل رجاء بجديه وكلمها بأسلوب أمر:
ـ رجاء!! هاتي ابنك وحصليني هستناكي تحت.
وجه يمشي لكن بص لحماه ونفخ بخنقه واتكلم باعتذار:
ـ انا بتأسف ياعمي عن اللي حصل وعن اسلوبي لكن صدقني، انا بحاول ع قد ما اقدر اني اسعد رجاء بأي شكل من الأشكال، وأكيد حضرتك شايف بعينيك، لكن توصل إن مراتي يدخل جواها الشك من ناحيتي، وقتها مش عارف ايه اللي ممكن يحصل لحياتنا، انا عايز انا ومراتي نعيش في سلام نفسي، هل كده انا غلط؟
اتنهد فاروق وربت ع كتفه وحاول يبتسم واتكلم بجديه:
ـ حافظ على بيتك ومراتك يا ابني، انت ونعم الزوج لبنتي رجاء، ومتزعلش من حماتك هى بس موسوسه حبتين، لكن انا هتصرف.
هز نضال راسه وحاول يبتسم واستاذن منه، ونزل ورجاء راسها ف الأرض ومحرجه، وابوها قرب منهم وزعق:
ـ ايه اللي انتي قولتيه ده بس يارجاء يابنتي! في واحده عاقله تقول كلام ذي ده وتفتح عيون جوزها ع حاجات ممكن متكونش ع باله، وتدخلي الشك بينكم.
وبص لمراته بغيظ وكمل:
ـ اخزي الشيطان يابنتي ومتسمعيش كلام حد، امك دي انا لو مش واثق أنها مندفعه وبتحبك! كنت اتهمتها أنها عايزه تخرب عليكي! 
شهقت خديجه وعيطت لأنها خايفه من العواقب واتكلمت:
ـ ايمبوسيبل، انا عايزه اخرب ع بنتي؟ كل ده كذب وافتراء عليا، اهىء اهىء انتوا تصدقوا اني اكون كده؟
محدش رد عليها، ورجاء ضغطت على شفايفها بندم، وقربت تشيل ابنها وهى بتتكلم:
ـ سوري يا بابا انا لازم الحق نضال علشان متأخرش عليه اكتر من كده، اورفوار بعد اذنكم.
وبصت لامها بزعل وسابتهم ومشيت، وخديجه رفعت أيدها تنده ع بنتها وهمست:
ـ رجاء بنتي اسمعي بس.
زعق فاروق بجديه: 
ـ مبسوطه كده؟ مبسوطه لما تعملي مشكله بين بنتك وجوزها؟ ماله يختي نضال؟ مش عاجبك ف ايه؟ مش أحسن من حمدي إبن امه.
شهقت خديجه بصدمه وكملت:
ـ يختي؟ انا بعد العمر ده كله بتقولي يختي؟ وحمدي إبن مامته؟ أووو نووو اووو نووو أنا مصدومه مصدومه بجد، انا خديجه شوكت يتقالي يختي ع آخر الزمن؟ انا برفض أسلوب الحوار بينا لو سمحت!

شوح ايدو ليها بزهق واتكلم بتريقه وغيظ:
ـ تصدقي بالله انا اكتر واحد مبسوط إن نضال اتجوز بنتك، ع الأقل هيقدر يعمل مع بنتك اللي انا مقدرتش اعمله معاكي يابتاعة ايمبوسيل انتي! جاتك الهم.

وسابها وخل جوه وهى واقفه فاتحه بقها من الصدمه وحطت أيدها ع قلبها وقعدت ع الكرسي وهزت راسها بتحاول تستوعب وقالت:
ـ انا بتاعة ايمبوسيل! وجاني الهم؟اووو نووو أنا عايزه اعيط، لأ انا هعيط، اهىء اهىء.

ف المهندسين.

نضال رايح جاي ف اوضته ومخنوق من حماته وغباء مراته، ومتغاظ واول ما دخلت رجاء انفجر فيها وزعق:
ـ اسمعي بقى حسك عينك تقولي اني اروح هناك تاني، واسمعي لو فضلتي تسمعي لكلام أمك صدقيني هتخسري!
اتخضت رجاء لكن كشرت عينيها لزعيقه وكمان سألته:
ـ أمك؟ ارجوك يانضال خليك هادي ياحبيبي، اهدا مفيش داعي لكل ده، حصل سوء تفاهم وخلاص.
وصل لاخرو ومسح وشه بايدية ومتغاظ وزعق:
ـ سوء تفاهم؟ سوء تفاااهم ايه ياهانم؟ انتي صدمتيني فيكي يعني راجع مبسوط وفرحان وجاي اخد ابني علشان نروح اسمع منك انت ممكن تتجوز عليا؟ايييييه! مفيش مخ بيفكر؟ انا استحملت من امك اللي محدش استحمله، علشان نتجوز، وف الآخر تقولي اتجوز عليكي.؟ انتي عايزاني اكون هادي ازااااي؟
رجاء قعدت ع طرف السرير بتعب وانفجرت في العياط وحطت أيديها ع وشها، قعد جمبها وحاوطها وعياطها مضايقه، وهى مش ذنبها حاجه، كل الذنب ع مامتها اللي عايزه تخرب عليها لمجرد أنه مش نفس المستوى، ومسح دموعها وباس راسها واتكلم:
ـ تصدقي عندك حق الموضوع سوء تفاهم فعلاً، خلاص روقي وبطلي عياط.
سحبت رجاء منديل ومسحت دموعها واتكلمت بعتاب:
ـ انا رايقه وكويسه قوي، وبليز انا عايزه انام الوقت أتأخر.
ابتسم نضال و وكزها ف كتفها وقال:
ـ مش قبل ما نشرب كوبايتين شاي ف الخمسينا واخد شفطه من طرف الكوبايه يسلاااااام ولا بقى........!

رجاء حطت أيدها ع بقه وقالت:
ـ أرجوك متكملش مستحيل تاكل ملوخيه ودن القطه مستحيل! 
ضحك نضال وضمها وهى بتضحك ومسحت دموعها وسط ضحكتها وهو قال:
ـ نشرب كوبايتين شاي ونروح ننيم الواد جهاد! 

ـ انت متعقم!
ضحك اكتر وقال:
ـ انا متعقم لدرجة اني بقيت ديتول نفسه، وافتكر حماته واتغاظ وكمل كلامه من بين أسنانه بغيظ:
طيب علشان تعرفي أني مثقف في جملة عظيمة جدا بتتقال في إعلان ديتول 
« نحن محاطون بالاوساخ دائما في كل مكان وبشكل يومي»
رجاء:- ههههههههه قصدك ايه؟ 

نضال بغمزه هفهمك بعدين زمان أمك بتبكي ع ليلاها أحسن احسن تستاهل.
ـ وبعدين معاك يانضال! 
ـ قلب نضال.

ف الحاره.

شفاعه ف المطبخ بتعمل الأكل، وحليم قاعد ع ترابيزه الأكل ف الصاله،وماسك ورقه وقلم بيكتب مصاريف الورشه وقدامه فلوس الجمعيه اللي قبضها، وبعدها بص لشفاعه وحاسس بتأنيب ضمير وافتكر لما اخته نعمه اتصلت عليه يروحلها لأنها هى وأمها عايزينه ف موضوع ضروري ، وساب شغله وراح ليها...

فلاش باك.

حليم بيشرب العصير واخته وامه قاعده ومتوترين، وحط كوباية العصير في الصينيه وقال:- اهو يستي شربت العصير ممكن تقولوا بقى ايه الحوار المهم اللي خلاكوا تتصلوا عليا وتجبوني ع ملا وشي م الشغل؟ 
وبص ليهم وكانوا بردوا ساكتين وشك إن ف حاجه حصلت وقال:- نعمه؟ جوزك زعلك ولا كلمك؟
ردت نعمه وهى بتبتسم ومتلخبطه وقالت:- لأ ياخويا الشر برة وبعيد ابو حماده زي الفل وشايلنا فوق راسه.
خبط كف بكف وقال بتعجب:- اللاه، طيب مدام الدنيا تمام، مالكوا مش ع بعضكوا ليه؟ ماتتكلمي يام حليم وقولي ف ايه؟ انا سايب زباين في الورشه وقولتلهم خمسه وراجع مش هتأخر، هتتكلموا ولا اتكل ع الله.
نعمه حاولت تتكلم لكن معندهاش الشجاعه لأنها عارفه حبه لمراته، لكن من وجهة نظرها أنها نفسها تفرح وتشوف ولاد أخوها، واستعانت بأمها اللي اتكلمت وجواها قلق من رد فعله وقالت:- شوف ياحليم يابني، بقى سلامه ف خير! 
رد عليها بشك:- وخير ف سلامه، كملي ياست الكل خيرر الدخله دي مش مريحاني.
بلعت ريقها وعزمت الأمر وقالت:- انت متجوز من سنين طويله والعمر بيعدي بيك ولا شوفنا ليك عيل، ولا حتى سقط، وانت ساكت ع مراتك، لابتشد عليها ولا بتخليها تكشف غصب عنها علشان نعرف ايه المشكله، هى خايفه تروح للدكتور دي مشكلتها هى،وانا مقدرش عليها، بس اقدر عليك انت ياحليم.
حليم كشر عينيه وحاسس إن اللي هيسمعه بعد كده حاجه هتعمل مشكله كبيره، لكن قال:- المعنى يام حليم، عايزه توصلي لأيه؟
أخدت نفس طويل وقالت:- أنت لازم تتجوز واحده تانيه ياحليم.! 

باك

فاق حليم من افكاره ع صوت الأطباق اللي بتتحط قدامه، واخد نفس عميق واتنهد ، عكس شفاعه اللي اتكلمت بغيظ: 
ـ السنه خلصت اهي ياحليم وانت قبضت الجمعيه هتروح تكشف امتى بقى؟

حليم بيتعدل وضهرو شد عليه، واتكلم حاضر يا شفاعه، اديني يومين بس اجيب عدة الورشه وهروح معاكي زي ما انتي عايزه، المهم انا عايزك ف موضوع كده اقعدي.
شفاعه قعدت قدامه باهتمام:
ـ خير ياحليم موضوع ايه


                    البارت السادس من هنا 


تعليقات