قصة جهاد وسلامه البارت السادس6 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت السادس6
بقلم مريم نصار




نعمه رايحه جايه ومتغاظه ونبوية نفخت بخنقه وقالت:- خلاص يابت يا نعمه ايه اللي جرا يعني؟ ماهو هب فيا انا كمان، ومشي زعلان ومش طايق روحه ياكبد امه، اللي يمشي وراكي يروح في داهيه.
صكت نعمه ع أسنانها وقعدت بغيظ وقالت:- ايه اللي جرا ياماما؟ يعني انتي عاجبك اللي إبنك عمله فينا! ده بهدلنا وجرسنا وصوته جاب آخر الشارع، ده أول ما أنتي نطقتي بس اتحول ولا كأننا نخصه، وطلع كل اللي جواه،ولا يقول عليا بلاش تخربي بيت اخوكي؟ ويقولي عواطف مين دي اللي اتجوزها ع مراتي؟ وكمان يزعقلك ويقولك دي حياتي ومحدش يتدخل فيها زي مبتدخلش ف حياة حد؟ لأ واللي زاد وغطى ع كل ده؟ يقولي خلاص اتطلقي انتي كمان وانا موافق اتجوز ع مراتي ، أو ابو حماده يتجوز هو كمان؟انا اللي بفكر في مصلحته، يقولي كده وعايز يخرب بيت اخته؟ بقى ده جزاتي أني شايله همه وبفكر في مصلحته؟

نبوية عوجت بقها وقالت بسخرية:- مصلحته؟ حوش يابت حوش المصلحه اللي بتفكري فيها، لأ لأ باين قوي يختي إنك كنتي عايزه مصلحته،عايزه تجوزي اخوكي اخت جوزك علشان تزحلقيها من البيت وتعيشي برحتك!  والمنيل جوزك يرضى عنك ويجبلك غويشه دهب حلاوة الجوازه؟ دانتي طلعتي مش سهله انتي كمان، ولولا سمعتكوا بوداني دول والنطع جوزك وهو بيقولك الكلام ده، كان زماني لسه زعلانه من حليم واللي عمله فينا، وعايزاكي تعرفي اني اتصلت ع حليم يجي ياخدني بكره آخر النهار، وبقولك ايه؟ بعد كده فكري في مصلحتك انتي بعيد عن حليم، مالكيش دعوه بيه هو أدرى بمصلحته، أنا مش عارفه ايه اللي خلاني أمشي وراكي، دي أختك شوقيه بهدلتني هى التانيه أول ما عرفت وقالت اللي مترضهوش علينا مترضيهوش ع مرات إبنك؛ وقالت لو كنت مبخلفش والعيب مني هتستحملي جوزي يجيب لبنتك ضُره؟ وصغرتيني قدامهم يابوز الأخص انتي، وحالفه لاتجيلك البيت تهزءك ع عملتك السودا دي، انا مش هخسر ابني علشان حد، حليم شايلني فوق راسه وطول عمره إبن أصول، وشفاعه عمري ما شوفت منها حاجه وحشه ع رأي أختك، يبقى متسخنيش وداني عليهم يسترك وتولعيها اكتر، خليكي يما ف حالك وربي حماده وابوه كمان علشان انتوا الاتنين مشوفتوش ريحة التربية لا انتي ولا النطع اللي نايم جوه وصوت شخيرة واصل آخر الدنيا، داهيه تاخد الغبي.

حليم ساب القلم واتعدل باهتمام واتكلم:
ـ اسمعي يا شفاعه انتي دلوقتي عارفه إن البيت ده نصيبي من ورث ابويا الله يرحمه، وامي سابتهولي اتجوز فيه علشان عارفه إنك مش عايزه تبعدي عن أمك، وهى راحت تعيش في الشقه التانيه اللي ابويا اشتراها لأخواتي البنات، واخواتي  الحمدلله كل واحده متجوزه ومرتاحه،وزي ما انتي عارفه حالة أمك هى بتنسى وتفتكر ده غير السكر والضغط وبتمشي بالعافيه واحنا مسندينها، ف ماينفعش أنها تقعد لوحدها في بيت طويل عريض من غير ما حد يبات معاها.

ركزت شفاعه ف كلامة و وافقته وكملت بسؤال:
ـ أيوه ياخويا انا عارفه كل ده، بس أنت شايف بعينيك اني مش مقصره معاها، الأكل والعلاج ف ميعاده، وبحميها وبهتم بنضافتها ومش مخلياها محتاجه حاجه، ده غير الدكتور أنت بتاخدها وانا معاك لأي مشوار، إلهي مننحرمش منك؛ أنت مش مقصر لا معايا ولا معاها، بس يعني بردوا مفهمتش أنت عايز تقول ايه؟
اخد نفس عميق جدََا واتنهد وكمل: 
ـ اللي أنا عايزو، مش عارف هيعجبك ولا لأ، أنا....! 
كشرت عينيها وقالت:
ـ انت ايه ياحليم متتكلم وغوشتني.
هرش ف قفاه بحيره وكمل:
ـ انا عايز امي وامك يعيشوا معانا هنا، ايه رأيك؟

حل الصمت بينهم لثواني وبيقلبوا نظراتهم لبعض، وشفاعه محتاره ومش عارفه تاخد قرار، هى نفسها بس خايفه من المشاكل بتاعة امي وامك، مش عايزه تشوف نظرات حماتها طول الوقت ليها، أو تسمع كلمه تحرق دمها عن الخلفه، مهما كانت حماتها طيبه، لكن ديما نظرات اللوم والعتاب والاتهام بتبقى من نصيب الست وكأنها السبب في اللي بيحصل ليهم، حليم شاف حيرتها واتكلم:
ـ شفاعه انا مش هحط في ايديكي كلبش لو قولتي لأ، دي حريه وده بيتك والقرار قرارك بس انا بفكر معاكي بصوت عالي، يعني أمك ست كبيره وبتنام طول الليل لوحدها وبتحلف عليكي ماتنامي غير ف بيتك، والخوف أنها تتعب بليل ومفيش حد جمبها، وامي بردوا وحدانيه والاتنين مالهمش غيرنا، اه لينا قرايب كتير بس انتي عارفه مشاغل الحياة، محدش بقى فاضي للتاني، ده غير بكار اخوكي اللي كل أول شهر وقت قبض معاش أمك يحوم حوالين البيت ونفسه يطلع علشان عارف انه هيقلب امك ف قرشين وهو مش راضي يصدق إن المعاش مش مكفي علاجها حتى، بس لما تكون هنا وعايشين كلنا مع بعض، انا وانتي وامي ومحاسن صدقيني البيت هيبقى فيه روح و حس كده وا.... احم، انا مقصدش حاجه، انا بس......! 
ـ قاطعته شفاعه بوجع:
ـ ماشي يا حليم انا موافقه، بس ياريت تقنع امي انها تيجي تعيش وسطينا، أنت عارف أنا نفسي من زمان ترضى تعيش معانا بس هى رافضه،وكمان حماتي، واهو ع قولك يعملوا حس للبيت بدل ما احنا من الوحده بنكلم الحيطان كده،ومتنساش تعزم اخواتك البنات ع الغدا زي ما اتفقنا امبارح ع يوم الجمعه اهو نتلم ونتجمع بردوا، احم.. انا هقوم اجيب باقي الغدا تاكل لقمه تسند بيها طولك قبل ما تنزل الورشه.

قامت شفاعه من غير ما تبصله، ودخلت المطبخ وبتغرف باقي الأكل بشرود وبطء وسرحت إلى مالا نهايه في كلام جوزها، عكس حليم اللي غمض عينيه بأسف وشاف أنه اتسرع في الكلام، المفروض كان يختار كلمات متجرحهاش، لحد امتى هنفضل نختار كلماتنا لبعض علشان منزعلش، أوقات بنجرح أحبابنا بكلمه صغيره من غير قصد مننا،بس لو يعرفوا أننا بنحبهم قد ايه ومنقصدش!! واضايق اكتر من موضوع الجواز من واحده تانيه، نفخ بخنقه ورجع مسك القلم وكمل حسبته ورفع عينيه وشاف شفاعه بتجيب الأكل بتهالك وتعب ملحوظ، قعدوا اكلوا وكل واحد ف عالمه الخاص بيه، وشربوا الشاي والكلام بينهم محدود واتصل حليم عزم اخواته البنات شوقيه ونعمه، وكلم نعمه برسميه أكبر وهى وافقت بضغط من أمها، قفل المكالمه وقالها أنهم هيجوا بعد صلاة الجمعة، ردت عليه شفاعه برسميه:- يأنسوا ويشرفوا.
حيلم مشبك أيديه وبيفكر في حل، لامتى هيفضل كده، وخوف أمه شيء طبيعي اي أم نفسها تفرح بخلفة ولادها، وبص ليها وعزم الأمر واتكلم وقال:- في حاجه مهمه عايز اقولك عليها ياشفاعه.
ركزت معاه وهو بينفخ ومحتار لكن اتكلم بجديه لأنه مبقاش قادر يتحمل:- شفاعه انتي الأيام اللي فاتت بتاخدي اي كلمه مني بزعل وبتاخدي ع خاطرك من أقل حاجه، وتاعبه اعصابك ع الفاضي رسمنا في دماغنا مصايب لو روحنا لدكتور، تعالي ياشفاعه نجرب المرادي ومش هنروح مركز الحي يستي هشوفلك دكتور كويس ونروح نكشف، وانا راضي باللي يحصل، سواء العيب مني أو منك، اهو ع الأقل هنبقى عرفنا ونرتاح من التفكير اللي تعبنا ده، اه هنبقى زعلانين بس ادي الله وادي حكمته، هنعمل ايه يعني، وأحنا لا أول ناس ولا آخر ناس ربنا ميرزقهاش، ريحيني و وافقي يابنت الحلال ساعتها انا وانتي هنرتاح.
هى باصه ليه بجمود وعتاب وخوف ولوم وعيونها فيها لمعه، مش عارفه ترفض ولا توافق، طيب لو العيب منها؟ اي راجل مكانه هيجري يتجوز وده شرع ربنا، ومحدش هايلوم عليه، بس لو العيب منك ياحليم !! يحرم عليا اي راجل غيرك، يحرم عليا اتمد في طول حد غيرك لو روحي في العيل، دانت عشرة عمري وخِليِ ولا يهون عليا افارقك يوم واحد، أنت من حقك تطمن وأنا عارفه إنك ملهوف وده حقك، غمضت عينيها وبلعت ريقها وحمحمت وردت بصوت رايح:- مـ، ماشي ياحليم الـ،، اللي تشوفه.
هز راسه ليها وابتسم بتكليف واتنهد وقام وقالها:- ع بركة الله، انا هنزل الورشه مش عايزه اي حاجه.
ـ عايزاك بخير ياخويا.
سابها ونزل يكمل شغله، وشفاعه رضيت بالأمر الواقع و أخدت الأكل لامها، وساعدتها أنها تغير ليها هدومها، وآكلتها وادتلها الدوا، وبتنضف الاوضه.

شقاوه سمع حليم بينادي عليه! وراح عنده: 
ـ اؤمرني يسطى حليم، محتاج حاجه؟

حليم تحت العربيه بيصلح فيها وقال: 
ـ ناولني مفتاح تسعه بسرعه ياض، وخليك واقف هنا علشان العربيه دي معصلجه معايا وناولني اللي أقولك عليه عايزين نخلص.
ـ وجب يمعلم
وجابله المفتاح و واقف جمبه واي طلب يطلبه حليم؛ شقاوه يعمله وبيتعلم منه بتركيز، وبعد شوية حليم بيدور العربية يجربها واشتغلت، شقاوه بأعجاب: 

ـ والله تسلم ايدك يسطى حليم، ايديك اللهم صل ع النبي تتلف في حرير.
حليم بيمسح أيديه ف قماشه واتكلم بجديه: 
ـ خلص شغلك ياشقاوه وبلاش غلبه، وابعت اي عيل من الحاره يوصل لعمك مدني وقوله العربيه اتصلحت يبعت حد ياخدها.
شقاوه:- حاضر يسطى حليم فوريره.
جه شقاوه يخرج من الورشه، لكن شاف عربيه ملاكي موديل جديد و وقفت قدام الورشه، ونزل منها شخص لابس بدله شيك، واتكلم شقاوه بحماس كبير وإعجاب: 
ـ يصلاة النبي احسن، ابعت يااارب.
سمعه حليم ولف يشوف ف ايه، ولمح الشخص ده وهو جاي عليه، وحاسس أنه شافه قبل كده،لكن فين؟ وكشر عينيه بتدقيق، والشخص اتكلم أخيرا: 
ـ ايه مش فاكرني يسطى حليم! 
فاجأة افتكر وضحك وقال: 
ـ معقول الدكتور شفيق الحمش! مش فاكرك ازاي بس؟ يا اهلا يا اهلا نورت الحاره يا دكتره، هات كرسي بسرعه للدكتور ياض يا شقاوه.
ـ هوا يسطى حليم فوريره.
سلم عليه الدكتور بعد الترحيب، وقعد وحليم قاعد قصاده وشفيق اتكلم:
ـ أخبارك ايه يسطى حليم.
حليم مبتسم ورد برضا:
ـ اخباري زي الفل الحمدلله يادكتور، والله واحشنا، ولسه فاكرك اه هما سنتين بس الناس الاوبهه متتنساش بسهوله، بس لا مؤاخذه في السؤال! سعاتك جاي زياره لحد هنا ولا الغندوره فيها مشكله(ويقصد العربيه) 
رد عليه بابتسامة:
ـ تسلم يسطى حليم ده من زوقك يا راجل ياطيب، وبصراحه من آخر مرة صلحت فيها العربيه عندك وهى زي الفل، بس غيرتها من فترة وجبت اللي معايا دي، وكنت نازل الموسكي مشوار مهم، لقيت العربيه بتسخن ومش عارف فيها ايه خلصت مشواري وقولت مفيش غيرك هيظبطها وجتلك ع هنا تشوفهالي. 
حليم قام وراح عند العربيه وبيتكلم:
ـ يسلام! بس كده عينيا ليك يادكتور ، وإن شاء الله بسيطه.
شاف العربيه وقفل الكابوت واتكلم:
ـ سهله سهله كل ده من الريداتير عايز لحام وكل حاجه هتظبط، متقلقش انا هرجعهالك عروسه.
رد عليه بابتسامه: 
ـ والله تشكر يسطى حليم وكفايه زوقك، بس ياترى انت فاضي تعملهالي  دلوقتي ولا إيه؟ لأني عندي كشف انهاردة ف فرع اسكندريه ولازم اسافر.
حليم بتفهم:
ـ أيوه فاضي هعملهالك دلوقتي وهتلحق مش هأخرك.
وبص لشقاوه اللي كان واقف وعينه ع بدلة الدكتور وكان بيحلم يكون دكتور زيه، وانتبه ع صوت حليم:
ـ اللاه! انت ياض يا شقاوه مش بكلمك؟
ـ ها.. متأخذنيش يسطى اؤمرني.
طلع فلوس من جيبه وناولهم لشقاوه وقاله:
ـ امسك هات حاجة ساقعه، وانت راجع عدي ع عمك مدني وقوله زي ما قولتلك، يلا عايزك فوريره بلاش لكاعة.
أخد الفلوس وهز راسه وركب العجلة ومشي، وحليم راح يصلح العربيه، الدكتور بص حوالية وكان متابع شقاوه وابتسم وقال:
ـ إبنك ده يسطى حليم؟ 
أخد نفس عميق جدََا واتنهد وابتسم:
ـ لا يادكتور، عابد ده واد غلبان بيصرف ع أمه واخواته، بس انا بعتبره ابني واد جدع ويحب شغله، ههه هو اللي بيطلع يصحيني علشان اشوف اكل عيشي، بس واد لسانه متبري منه، علشان كده سمناه شقاوه.

كان بيراقب نظرة عينيه ولاحظ فيها حرمان، وتنهيدة قلبه أكيد في سر وراها، وكمل وسأله:
ـ اه الشغل مش عيب بردوا وباين عليه أنه شاطر وذكي، انا فكرته إبنك، لأني مابشوفش غيره ف الورشه حتى لو انت مش موجود! 
اتعدل ومسح ايدية بقماشه وبصله وكمل:
ـ أنا معنديش عيال يادكتور، ربنا مرزقناش.
كشر عينيه بتعجب وسأله:
ـ طيب أنت كشفت والمدام؟ يعني الدكاتره قاله مفيش امل؟
مط شفايفه بحيرة لكن رد:
ـ والله احنا حتى مكشفناش.
كشر حواجبه بتعجب أكبر وقال: 
ـ يعني انت متجوز قريب؟ ولا أنت متجوز من زمان وبتستنتج من دماغك؟ ما تفهمني ياريت علشان اقدر افيدك، انت ناسي أني دكتور متخصص في مجال الحقن المجهري، يعني دلوقتي مبقاش في حاجه صعبه، ربنا خلق الطب والدوا.

حليم بيفكر في كلام الدكتور وحس أنها اشاره من ربنا، وإن ربنا بعت الدكتور ف الوقت ده بالتحديد وهو اللي يفتح معاه كلام في موضوع الخلفه،وكمان لسه متفق هو ومراته واقتنعت،اكيد دي اشاره مش يمكن لما اقوله الاقي عندو الحل! شقاوه رجع وقدم الساقع للدكتور، وبص لحليم:
ـ يسطى،، عمي مدني بيقولك ساعه وهيبعت حد ياخدها وقولتله يبعت الحساب معاه، و لو مش عايز مني حاجه دلوقتي، اروح اتغدى امي واخواتي مستنيني.
حليم هز راسه ليه بالموافقه، وشقاوه مشي، وحليم رفع عينيه ع البيت وبص للدكتور اللي مستني منه تقرير عن حالتهم، واستسلم وشد الكرسي وقعد قصاده، واتكلم والدكتور بيسمعه بتركيز: 
ـ انا والجماعه هنتم سبع سنين جواز.
الدكتور فتح عينيه بتعجب، بس سابه يكمل للآخر ومحبش يقاطعه.
ـ بعد سنه لما محصلش حمل خدتها ورحنا مركز هنا في الحاره بس محصلش نصيب وعرفنا أن ابوها عمل حادثه، وفضلنا رايحين جايين عليه ف المستشفى شهور لحد آخر عمليه كان بيعملها،وهو جوه ف العمليات انا اتفقت مع مراتي، بعد العمليه هنروح المركز من تاني، بس حمايا مات وهو في العمليات، خدنا وقت طويل لما الأمور اتحسنت شوية، بعد كده حماتي من صدمتها بقت لامؤخذه تخرف شوية وتنسى شوية وانشغلنا فيها، هى بقت احسن الحمدلله، بس لما بكلم مراتي في الموضوع ده بتخاف من العمليات هى مُنى عينها تخلف بس خايفه يجرالها حاجه وهى بتولد وغير كده مفيش اي حاجه حصلت لا حمل ولا حتى حمل وتسقيط مثلاً، فمن يومها ساكتين وكل واحد فينا خايف يطلع العيب منه، بس دلوقتي هى ع طول زعلانه وبتاخد اي كلمه بحساسية وهى ماكنتش كده ومش عارف اعمل ايه؟ ولسه من شوية كنا بنتفق ناخد خطوه ونجرب،ويقوم سعاتك تسألني سبحان الله.
الدكتور حط الساقع ع ترابيزه صغيرة جمبه، وتفهم كلامه وكمل:
ـ كل اللي انتوا عملتوه ده غلط، المفروض كنتوا كشفتوا ع ألاقل تعرفوا ايه السبب! ممكن جدآ يبقى سبب بسيط محتاج لكورس علاج مش اكتر، وممكن يكون تأخير الحمل ده من الحاله النفسيه لو مش مستقره، وممكن لخبطة هرمونات،وف اسباب تانيه كتير بتتعالج من غير عمليات والحاجات دي، وحتى كمان تخصصي لو الحمل صعب إحنا في مجالنا بنسهل للأم والاب الموضوع ده عن طريق الحقن المجهري، لكن غلط إنك تسيب نفسك لهواجس مش موجوده، ده التفكير لوحده ف إن العيب منك ممكن هو يكون سبب تأخير الإنجاب من التوتر والحاله النفسيه، ياريت فعلاً تاخد خطوه قبل فوات الاوان، الإنجاب دلوقتي بقى سهل جداً لبعض الناس وربك المعين.

حليم قلبه دق بأمل وبص للدكتور كأنه مش مصدق أنه ممكن يخلف، وضحك بتفائل:
ـ بجد يادكتور، يعني أنا.....
قاطعه الدكتور شفيق وقال:
ـ إن شاء الله هتخلف وع ايد العبد لله، أمسك.
طلع كارت وقال:
ـ ده كارت بعنوان المركز ف مصر الجديده تقدروا تشرفونا ومتقلقش من اي حاجه.
حليم شد الكارت بلهفه وضحكه وقال:
ـ بجد طيب نجيلك امتى يادكتور! ينفع بكره؟
أبتسم شفيق للهفته وقرر يساعده للآخر لكن اتنهد وكمل:
ـ لأ ماينفعش بكره يسطى حليم، انا مسافر اسكندريه زي ما قولتلك وهفضل هناك اسبوع بحاله، وهسافر من اسكندرية لبور فؤاد عندي حمله كده وهرجع بعد شهر تقريباً، لكن لو عايز تروح والمركز واوصي عليك دكتور.......!
حليم قاطعه:
ـ لأ يادكتور شفيق انا مش عارف قلبي متفائل بيك انت خلينا معاك، و نصبر كمان شهر، اهو اكشف ع ضهري الفتره دي واكون اتعالجت.
كشر عينيه وافتكر لما قاله ع عنوان دكتور زميله، وكمل:
ـ معقوله أنت لسه مشوفتش موضوع ضهرك ده يسطى حليم من يومها؟
ضحك حليم وهو بيقوم وجواه أمل بيتولد وراح يصلح العربيه وقال:
ـ والله ولا روحت ولا جيت انت عارف يادكتور إحنا الشعب الوحيد اللي بيستخسر في نفسه،وتهون عليه صحته، بس خلاص بمشيئة الله نروح للدكتور.
شفيق هز راسه ومش مصدق كلامه، وشافه وهو بيلحم الريداتير كل شويه يمسك ضهرو من الألم، وطلع موبيله واتصل واتكلم وبص لحليم وقال:
ـ أسمك الثلاثي ايه يسطى حليم؟
حليم ملتفتش وقاله.
ـ عبد الحليم حافظ بركات.
الدكتور فتح عينيه بتعجب وابتسم وقال اسم حليم ف الموبيل وكمل:
ـ تمام يامجدي متشكر جدا انا هبلغه بالميعاد.
قفل المكالمه و وجه كلامه لحليم:
ـ انا حجزتلك عند دكتور مجدي متخصص عظام شاطر جدآ بس هتروحله بعد اسبوعين من انهردا الساعه ٨ مساءاً أنت هتروح وهو هايهتم بالباقي.
أبتسم حليم وشكره وقفل كابوت العربيه وقال:
ـ تمام كده الغندوره زي الفل، تقدر جربها. 
قام زجربها شفيق، ونزل يحاسبه، لكن حليم حلف عليه ورفض ياخد الحساب، واخد عنوان الدكتور ،واتفقوا مع بعض ع كل حاجه، وعندو حماس وعايز يفرح شفاعه.

ف المهندسين.

نضال ورجاء ف نادي وقت العصاري وجهاد ف عربيه وبيشاور ع الأطفال ونفسه ينزل يلعب معاهم، نضال حط فنجان القهوة واتكلم بضحكه:
ـ شوفتي يا رجاء! جهاد هيتجنن ويروح يلعب مع العيال.
رجاء بصت حواليها وهزت راسها بالرفض التام واتكلمت بلباقة:
ـ حبيبي أنت عارف إن المكان مهما يكون منظم اكيد ملوث وكمان الأطفال لبسها اتبهدل من اللعب بطريقة مزريه، وده غلط ع صحة جهاد، وغير كده جهاد لسه صغير.

هو سمعها وهز راسه بغيظ مكبت ونفسه ينفجر فيها، من الحصار اللي عملاه ع أبنها، و وسواس النضافه مسبب ليه هو شخصيا خنقه واضايق جدآ لكن حاول يتكلم بهدوء.
ـ رجاء ياحبيبتي، اللي انتي بتعمليه ده غلط، خوفك الزايد ع جهاد، وأنك حتى متخليش ام السعد الشغاله تقرب منه ولا حتى عيل من عيال العماره يلعب معاه، وأي حركه تفكري في هلاوس إن إبنك هيتلوث ويتعب! ده كده غلط! 
بصت بعيد وردت بكبرياء:
 ـ والله حضرتك قولت بنفسك أهو! ابني! يبقى من واجبي كا أم احافظ عليه، وبعدين أنت عايزني اسيب ابني! يلعب مع أي طفل! لأ طبعاً ابني لازم يكبر ع طريقه متحضره ولازم يتعلم الاتيكيت، لازم يكون وجهه مشرفه ليك قبل منه، مش اسيبه يبقى همجي ويقلد اي حد! فلوسمحت أرجوك يانضال مش هنتكلم في الموضوع ده كتير، وأنا قولتلك قبل كده وأنت وافقت إن البيبي هيبقى مسؤوليتي انا، ايه اللي حصل بقى لتغير قرارك ده؟
 رد عليها بهدوء:
ـ اللي حصل إنك لو فضلتي تخافي ع جهاد بالطريقه دي، وتهتمي بأكله وشُربه بالوسوسه دي! وتخافي إن أي حد يقرب منه؟  كده هتلغي شخصية إبنك وهيبقى شخص ضعيف وملوش شخصيه! وبعدين إيه يعني لو تعب فيها إيه؟ ماكل العيال اللي في سنهُ بتتعب طبيعي جدا، محسساني إن مفيش عيل اتولد في الدنيا غير جهاد ولازم تحطيه في قوقعة خوفك وقلقك اللي مالوش مبرر، ده غير حوار الاتيكيت اللي طالعه فيه انتي وامك! مش عارف محسسني أننا ف عصر الدوله العثمانيه وكمان انا  مناسب عيلة المظ وعبده الحامولي، وامان يا لاللي، مترحموا امي العيانه بقى! 
شهقت رجاء بصدمه:
ـ امان يالاللي! ايمبوسيبل، انا بجد مش قادرة افهمك يانضال؛ وبليززز أرجوك مترجعش في كلامك معايا لأني مش هسمح لأي حد يهتم بأبني غيري، وأنا هربيه زي ما اتربيت! ولا انت مبقاش عاجبك أسلوبي ونظامي! 
اتنهد بإستسلام وقال:
ـ ياحبيبتي كل حاجه فيكي عجباني، بس سيبي الواد يلعب مع العيال، ده حتى لسه متعلم المشي خليه يقوم ويقع وعضمه يجمد.
حطت أيدها ع خدها بصدمه وزهول:
ـ اييييه؟ يقع!! اووو نووو أنا مصدومه بجد يانضال، اوولا لا لا.
نضال نفخ بخنقه وبيطلع الحساب بزهق واتكلم:
ـ قومي نروح ياست المظ قومي، ده هشرب المُر بشفاطه.

رجاء:ـ نضال اسمه شيلمووه! 

ف الحاره، شقة محاسن.

محاسن نايمة ع كنبة الصالة وحليم بيقلب في قنوات التلفزيون، وشفاعه جت حطت صنية الشاي والضحكه ع وشها وقالت:
ـ وانبي بتتكلم جد ياحليم! يعني الدكتور قالك اني ممكن أخلف في أمل يعني؟ 
ضحك لفرحتها وساب الريموت كنترول وحب يديها امل ويشجعها:
ـ ايوه اومال ياشفاعه، والأمل في الله وحده، والدكتور ده حتى بيقولي الخلفه دلوقتي بقت سهله خالص، وكمان في ولاده من غير ما تحسي يابت، و قالي كمان هيفضل معانا للآخر وإن شاء الله هنجيب سلامة يام سلامة.

 شهقت شفاعه بفرحه ومن فرحتها زغردت وهى بتضحك بفرحه واتكلمت بعدها:
ـ يا مانت كريم ياااارب.
صحيت محاسن وهى بتتكلم بخضه:
ـ مييين اللي بتزغرد ياولاد، مين دي اللي تنزغد في معاميعها صحتني من احلاها نومه! حاره عايزه الوأد.

شفاعه حطت أيدها ع بُقها وبصت لحيلم اللي شاور ليها متتكلمش علشان تكمل نوم، محاسن راحت ف النوم من تاني وهى بتهمهم بالكلام، وحليم أخد كوباية الشاي بيشرب، شفاعه كان قلبها بيرقص بفرحه من الأمل اللي اتجدد جواها وحطت راسها على كتفه، وهو ابتسم وحاوطها وطبطب عليها، وهى غمضت عينيها ع أمل جديد وبتعد الأيام بفارغ الصبر.

بعد كام يوم حليم راجع الحاره وراكب موتسيكل ولمح بكار واقف مع شباب وبيضحكوا وبيعاكسوا بنات، ركن ع جمب ونده عليه و بكار شافه ونفخ  وهو مضايق ومش عايز يروح، نده حليم تاني بصوت عالي وقاله بتهديد:
ـ لو مش عايز تيجي اجيلك انا! 
حدف السجاره وداس عليها برجله وراحله وهو متغاظ واتكلم بعدم اهتمام:
ـ خير ياعم حليم عايز ايه مني؟
حليم بص عليه من فوق لتحت وشاف لبسه متبهدل ومش مهتم بنفسه خالص وشعروا طويل بإهمال، واتكلم بتهكم:

ـ اركب يابكار عايزك.

بكار هرش ف راسه ونفخ وعايز يخلع بأي طريقة، لكن حليم اتكلم بجديه:
ـ سمعت انا قولت إيه؟ ولا عايز شلة الصيع بتاعتك دي تشوفك وانت بتتهان! ويعرفوا إنك بُق ع الفاضي؟
رد عليه بكار بضجر:
ـ ياعم متسبوني في حالي بقى! انا كده مبسوط. وا.....
قاطعه حليم وشغل الموتوسيكل واتكلم بصيغة أمر: 
ـ آخر مرة هقولك أركب، بعد كده متقولش اني مقولتش أني هساوي بيك الأسفلت، ورجلك مش هتهوب ناحية الحاره تاني! 
بص بكار حواليه وشاف نظرات صحابه عليه، وركب من سُكات واتكلم بجديه:
ـ لما نشوف اخرتها معاكوا ايه! وهتوديني ع فين! 
ساق حليم و وصل بيه لحد القهوة ونزلوا وطلب قهوة ليه وشاي لبكار وبدأ يتكلم: 
ـ لحد امتى هتفضل طايش كده يابكار! وعجبك منظرك وأنت شبه عيال الشوارع كده؟ طيب ع الأقل عيال الشوراع معاهم عذرهم لأنهم متشردين؛ بس أنت بقى عذرك وحجتك ايه؟ ليه ماشي في طريق زفت ومش عايز تتعدل! 
رد عليه بكار:
ـ عايزني اعمل ايه يعني، وبعدين انا مش متشرد انا زي الفل، انا مخلص معهد وشغال في ورشة حدادة، ومأجر بيت دور ارضي وبكره اتجوز وابقى احسن واحد فيكي يا حاره، وبكره تشوف بنفسك.

ضحك حليم بسخرية وده ضايق بكار وكمل بغيظ:
ـ اضحك اضحك بس بكرة هنشوف مين فينا اللي هيكون احسن من التاني انا ولا أنت يسي عبد الحليم حافظ! 
مسح حليم وشه بايدية وبيحاول ميضحكش ورد عليه:
ـ بزمتك أنت مقتنع بكلامك ده؟ واحد يدوب شغال باليوميه وبيصرفها ع الكيف والصياعه والمشي العوج، دخلت المعهد ع الحركرك! ورميت أمك! قطعت أختك! لبسك يقرف الكلب الاجرب، شعرك زي السرسجيه، وزي ليه؟ مانت منهم، وغير كده بتحوم حوالين البيت كل أول شهر عايز تنهب أمك العيانه، وصحابك أنا متأكد أنهم اللي بيدفعوا ايجار البيت؛ والله اعلم بقى بتجيبوا الفلوس دي منين! اعقل يا مرشدي وارجع لعقلك. 
بلع ريقه بتوتر وبص بعيد واتكلم:
ـ أنت عايز مني ايه ياحليم! وجايبني هنا ليه؟
أخد نفس عميق واتنهد وحط ايدو ع كتفه واتكلم بخوف أخوي:
ـ يعلم الله اني خايف عليك، وعايزك تفوق لنفسك، أختك شفاعه ليها حق عليك، وأمك ليها كل الحقوق وانت ماشي ورا عيال بتضحك عليك وخلصوا ع فلوس ابوك، اسمعني يا مرشدي بكرة إن شاء الله عازم كل اخواتي،وانت متفرقش عنهم اخويا بردوا تيجي وتشرف وتفرح أمك واختك، ويمكن ربنا يهديك ويحنن قلبك عليهم، وتراعي امك الغلبانه دي، مستنيك بكرة بعد الصلاة، بس تحلق وتظبط شكلك ده.
خلص كلامه وقام ودفع الحساب وساب بكار ف وسط افكارة وركب الموتوسيكل وراح ع شغله، ومستني تاني يوم يجي علشان يشوف بكار هيجي ولا لأ، وفعلاً جه وخارج حليم من المسجد بعد الصلاة وشافه واقف قدام الورشه بيحاسب التوكتك، ولابس نضيف وحالق شعروا وابتسم حليم وسلم عليه، واخدوا وطالعين ع فوق.

شفاعه في المطبخ بتقلب الأكل ومعاها نعمه وشوقيه، ونعمه مش طايقاها واتكلمت بتريقة:- ليه مكلفه نفسك كده ياشفاعه يختي، محشي وبط وفراخ تاعبه نفسك.
ردت شفاعه بضحكه باردة:- وانا يجيلي أغلى منك يا نعمه علشان اعمله كده، دانتي منورانا.
وبصت لشوقيه وابتسمت وكملت:- منورانا والله ياشوقيه الود ودي كنت جبت اللي في السوق كله علشانك.
ابتسمت شوقيه عكس النار اللي طالعه من نعمه وقالت:- ياخبر ياشفاعه دانتي عندك الخير كله، وكفايه تعبك والله، انتي عامله اكل يكفي اسبوع يديمها عليكم نعمه يارب.
ردت شفاعه بضحكه وهى بتكشف الغطا من حلة الفراخ وقالت:- يختي كله من خير سي حليم وهو عندوا غيركوا ده من امبارح يقولي مش عايز اوصيكي ياشفاعه شوقيه ونعمه بيموتو في البط.
ردت نعمه بتهكم:- بس انا مبحبش البط.
ـ ولا هو ولا إحنا بنحبك والله.
قالتها شفاعه وهى باصه لفوق ونعمه حاولت تسمع ومسمعتش وقالت بغيظ:- انتي بتبرطمي بتقولي ياشفاعه؟ سمعيني كده يختي.
نفخت شفاعه وهمست:- سمعتي الرعد ف ودانك يابعيده.
ورزعت الغطا ولفت ليها وقالت بتريقه:- يوووه معقول انتي مبتحبيش البط؟ يخساره وانبي يختي كنتي فاكراكي بتحبيه، يلا مش هيخسر منابك هديه لاخوكي الغلبان اهو يرُم عضمه ويغذي جتته.
مصمصت نعمه شفايفها وحبت تضايقها وقالت بصوت مسموع:- واهو ياريته جاي بفايده، ماتشدي حيلك كده ياشفاعه وتشوفي حكاية تأخير الخلفه دي أصل الموضوع مسخ اوي،واخويا الغلبان ساكت ومغلوب ع أمره.
ضحكت شفاعه بدلع علشان تضايقها هى وقالت:- مغلوب ع أمره؟ سي حليم؟ لأ لأ يانعمه متقوليش كده،  وجاي بفايده متقلقيش هو انتي فكرك حليم متجوزني كده وخلاص واللي يهمه الخلفه وبس لأ لأ ده اللي بينا أكبر من كده! 
نعمه اتغاظت اكتر لأنها مش عارفه تضايق شفاعه وشوقيه مضايقه من اختها لكن رد شفاعه خلاها تضحك عليهم واتكلمت نعمه بغيظ:- نعم يختي! ده اي راجل بيتجوز علشان يخلف، وانتي بقى إن شاء الله متجوزك علشان إيه؟

شفاعه ضحكت وحطت أيدها ف جمبها واتكلمت برفعة حاجب:- حليم متجوزني علشان بيحبني، وعلشان كل يوم البسله شي أحمر واخضر واصفر وبمبي مسخسخ، تعرفيه يانعمه البمبي المسخسخ! أهو سي حليم بقى مايهموش في الدنيا غير شفاعه والبمبي المسخسخ وبس.
وكملت بتهديد:- زي ما شفاعه ماتهماش في الدنيا غير حليم وبس؛ واللي تفكر تخرب علينا أو توقع بينا! يبقى الله يرحمها كانت طيبه ونفسها تعيش اكتر من كده ياكبد امها.
وطبطبت ع كتفها بتوعد وكملت بابتسامة:- نورتي بيت اخوكي يانعمه، ولو مبتحبيش البط؟ في فراخ كوليها هتعجبك يختي، ولا ايه رأيك ياشوقيه يختي، ولا ابعت أجيب لحمه جمب الباميه؟

نعمه حست إن شفاعه بتهددها،وبتوصل ليها رساله، وخافت وبلعت ريقها بتوتر، رغم إن قلبها محروق من أنها معرفتش تضايق شفاعه، ع عكس شفاعه اللي بصتلها بتوعد وبتدوق الأكل وقالت:- الله عليكي ياست البنات المحشي زي الكتاب ما بيقول، نحط بقى حتة زبدة ع الوش أصل سي حليم جوزي بيحبه من أيدي كده.
نعمه صكت ع أسنانها ونفسها ترد عليها وملقتش رد وشوقيه بتضحك وبتكمل عمايل العصير.

الباب خبط وحليم دخل ومعاه بكار ، وشفاعه قلقت لما شافته بس حليم فهمها وقال إنه حب يعملها مفاجأة وهو اللي عزم بكار، و فرحتها كانت فرحتين وسلمت ع اخوها بحب كبير وقالت:
ـ يصلاة النبي يصلاة النبي، كبرت ياواد يا مرشدي تعالى يقلب أختك تعالى ده امك هتفرح قوي.
أبتسم بكار بتكليف ومردش عليها ومشي معاها للصاله وشاف امه وجمبها نبوية والبنات واقفين ع باب المطبخ،  شفاعه اتكلمت:
ـ شوفي يما مين اللي جاي يشوفك؛ مرشدي يما إبنك، شوفي بقى راجل مالو هدومه إزاي! 

محاسن رفعت عينيها، وقلبها من جوه مكسور، ومبتحبش الضعف، ولا عمرها كانت ضعيفه، وبلعت ريقها ونزلت راسها وبصت بعيد تداري حبها لابنها واتكلمت بنرفزه: 
ـ أنا معنديش إبن أنا مخلفتش غير شفاعه، معنديش عيال تانيه، واللي واقف قدامي ده ضل عيل مش شايفاه، انتي عارفه اني نظري ضعيف مش بشوف، ودلوقتي مش شايفه غير غيمه سودا قدامي، غوري من وشي ياشفاعه، يا إما ودوني بيتي! 
شفاعه زعلانه علشان أمها لكن بردو ده أخوها، وضغطت ع دراعه وغمزته أنه يسلم عليها، ع عكس إن بكار مضايق جدآ من نفسه وجواه صراع بين الخير والشر قلبه صعبان عليه كلام أمه اللي وجعه،ونفس الوقت مخنوق من وجودها وأنها مش عايزه تسيبله الشقه،ونفخ بضيق و وطى باس ع راسها وقال:
ـ اذيك يما، معلش زعلتك مني، بس مسيرها تروق وتحلى، وساعتها ترضي عني.
محاسن اضايقت وزعقت لبنتها:
ـ شفاااعه هتمشي من وشي ولا اصوت وألم عليكوا الناس؟ ياحلييم، واد ياحليييم أنت فيييين! 
جه حليم وشاور لبكار يقعد بعيد عنها وقال لشفاعه.
ـ روحي انتي جهزي الأكل علشان الكل يتغدا وانا هشوفها.
ـ مشيت شفاعه معاها البنات بتغرف الأكل، وحليم قعد قدامها ع ركبه وقال:
ـ ايه يامحاسن صوتك جايب آخر الشارع ليه؟ انتي بتستقوي بصحتك علينا ولا إيه؟
وكزته في كتفه بغيظ واتكلمت:
ـ وهو اللي يشوفكوا يشوف صحه، وايه اللي جاب الواد ده هنا! ايه اللي فكروا بيا دلوقتي؟ هو مش استتقل مني ورماني؟ جاي ليه؟ ومين اللي جااابه!
اتنهد حليم وقال:
ـ انا ياست الكل اللي جبته علشان ترضى عليه وتروقي كده، وبعدين ده مهما كان عيل صغير وغلط.
محاسن اتخنقت وكحت كتير، ونبويه قلقت وفضلت تخبط ع ضهرها براحه واتكلمت بنرفزه:

ـ اهدي ياختي لما تموتي محدش هينفعك! انا مش عارفه ابني اتهبل ولا ايه؟
 بصت لحليم وكملت:
ـ يخويا كنت قولها الأول، مهدلها الموضوع، مش تكبس الواد ع نفسها؛ لو جرالها حاجه هفرح بيكوا انا؟ 
حليم شربها مايه واتكلم بجديه:
ـ خلاص يام حليم هدي الدنيا، انا نيتي خير ، والواد عرف غلطه، هنعلقله المشنقه يعني؟
مسحت محاسن بُقها بعد ما شربت وبتاخد نفسها بشويش، وبصت لنبويه وقالت:
ـ يختي بدل متدعيله دعوة حلوه بتولعيها اكتر، شيفاني سخنت هديني، يخرابي عليكي ولية تموتي في خراب الدنيا! 
شهقت نبويه بصدمه وكملت:
ـ انا بولعها ياولية؟ دانتي كنتي بتموتي وخوفت عليكي؛ تصدقي بالله انتي حلال فيكي اللي بيحصلك ولية شر صحيح، لما أغور من قدامك دي بينها هتبقى سُكنه مهببه ع راسي.
ردت عليها محاسن بغيظ:
ـ سُكنة مين اللي مهببه ياعرة الحريم، انتي تطولي بس تقعدي معايا، يمين عظيم لولا حليم وشفاعه لسانهم دلدل من المحايله عليا اني اعيش معاهم هنا، ولا كنت هوبتها، ولية مش ساهلة يخربيتك لبيت اللي شار بيكي صحبه وجاره.
وبدأت الخناقه بين محاسن ونبويه تزيد وخرجت شفاعه جري تهدي ف حماتها وحليم يهدي ف حماته، والبنات واقفين يضحكوا، إلا مرشدي اللي سمع بودنه إن أمه هتعيش هنا وتسيب أخيرا الشقه وابتسم بخبث.


              


تعليقات