قصة جهاد وسلامه البارت السابع7 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت السابع7
بقلم مريم نصار



خلصت الخناقه تعادل ما بين محاسن ونبويه، والكل رجع لطبيعته، وشفاعه جهزت الغدا و وسط ما هما كانت شفاعه مهتمه بالضيوف وخصوصاً مرشدي وحاولوا يلطفوا الجو،ونعمه كانت شمتانه فيهم، والباقي كان بيتكلم ع أمنيات محاسن ومن ضمنها إنها نفسها شفاعه تخلف ولد وتسميه سلامة ونعمه ضحكت باستفزاز وشوقيه نهرتها، وحليم بصلها بحده وهى سكتت وامها وكزتها في ركبتها علشان تسكت، ومردشدي كان قاعد يفكر في إن الشقه هتفضى ليه أخيراً،  كانت محاسن بتسرق النظرات لإبنها، وشافت خبث ف عينيه وقلبها بيقولها أنه عمره ما هيتغير، وقد كان! بعد الغدا الكل بيشرب الشاي وبيدردشوا قطع كلامهم مرشدي اللي قال:
ـ هى صحيح امي هتعيش معاكي هنا ياشفاعه! 
بضحكه وفرحه ردت عليه بعفوية:
ـ أيوه يامرشدي، حليم الله يسترة دنيا وآخره خايف ع أمك تبقى لوحدها طول الليل، وهى حالفه علينا لنبات في بيتنا، قومنا قسمنا البلد نصين ومن انهردا هى وحماتي هيقعدوا هنا معانا ع طول.

هز راسه بابتسامة ومبسوط للاخبار الحلوه دي، وهرش في خدو وكمل وقال:

ـ طيب حلو قوي، ع كده بقى اجيب الهدمتين بتوعي واجي اقعد ف الشقه من دلوقتي مش هنسيبها مقفوله كده، ولا إيه؟

شفاعه رغم صدمتها بصت لحليم ومش عارفه تقول ايه علشان أمها، ع عكس محاسن اللي بتهز راسها وبتضحك بسخريه وكانت حاسه،وقلبها مضحكش عليها ابدا أنه عمره ما هيتعدل، لكن حليم محبش يتدخل بينهم وساب ليهم حرية القرار، وقبل ما ترد شفاعه! سبقتها أمها وقالت بعتاب ولوم:
ـ ده بدل ما تقول لحليم تشكر لحد كده! وكتر خيرك على اللي أنت عملته مع امي وأنا أولى بيها، ومادام أنت معندكش مانع تقعد في الشقه قوي كده؟ يعني أنا اللي كنت هبقى تقيله عليك؟ بقيت هم كبير ع قلبك يا مرشدي؟ يخسارة البطن اللي شالتك ويخسارة تربيتي فيك انا وابوك، ده بدل ما أسمع منك وانت بتقول يمين عظيم ماحد يخدم امي غيري؟ شالتني السنين دي كلها وربتني وتعبت عليا وجه دوري أرد جميلها؟ همك ع الشقه وبس! 

وحل الصمت بينهم لثواني واخدت نفس عميق وكملت بوعيد:
ـ طيب ايه قولك يامرشدي؛انا هبيع الشقه دي اصرف ع نفسي بيها بقيت دوايا ومرضي، جوز اختك هو اللي بيصرف عليا يابن بطني!! وشايل كتير عني، وهو مش ملزم يصرف عليا مليم واحد!

الخبر نزل ع مرشدي زي الصاعقه، عكس شفاعه اللي دموعها نازله وصعبان عليها امها قوي،ومفكره إن قرار بيع الشقه ده وقت غضب أو إن امها بتقول كده لأنها مضايقه،متعرفش أنها بتقول الحقيقة،  والست نبوية زعلت علشانها، نعمه كاتمه الضحكه وفرحانه في شفاعه علشان ضايقتها، وشوقيه شافت الموضوع هيتطور اخدت اختها نعمه بالعافيه و استاذنوا ومشيوا، وهما بيهمسوا لبعض مابين الموافق والمعارض، وحليم وصلهم وقفل الباب ورجع قعد وعينيه ع مرشدي، وندم أنه عزمه لأنه فكر أنه هيتغير، إزاي سايب امه لغيروا، إزاي هانت عليه بالشكل ده؟ازاااي؟ وكمان فكر نفس تفكير مراته وإن حماته بتهدد بس ببيع الشقه،قام مرشدي وقف بغباء وطيش وقال:

ـ يعني ايه تبيعي البيت يما؟ انتي عايزه لما تموتي متسبيش قرش وراكي؟ عايزاني افضل ع طول متسوح كده؟وانتي إيه اللي مضايقك مني قوي كده؟ وأنتي عايزاني اعملك ايه،ما شفاعه اهي أولى بخدمتك هى ست زيك انا هعملك اي يعني! ارجعي يما عن اللي في دماغك وإلا......! 
هنا شفاعه وصلت لقمة غضبها ومتحملتش تسمع اكتر من كده، مش هتقدر تسمع تهديد أخوها الصغير لأمها ،و قامت وضر*بته بالقلم واتكلمت بجديه:

ـ وإلا ايه يامرشدي؟ بتهدد أمك وانا لسه ع وش الدنيا؟ طيب كمل وشوف انا هربيك من اول وجديد ازاااي؟ عارف!  القلم ده جه متأخر قوي يامرشدي، يمكن تفوق، ولحد كده تقف عوج وتتكلم عدل، أنت خساره فيك الكلمه، وخساره فيك المعروف، حليم جابك هنا! علشان تراضي أمك، علشان تحس ع دمك وتشوف الفرق بينك وبينه، مش جايبك تقهرها اكتر، أنت ايه يا أخي؟ قلبك ده ايه؟ ولا الصيع بتوعك أثروا عليك؟ هانت عليك أمك؟ كل اللي همك الفلوس والبيت؟ طيب مانت خدت نصيبك في فلوس ابوك عملت بيها ايه؟ صرفتها ع السهر والسرمحه مع السرسجيه بتوعك؟ فرحان أنهم بيقولولك يمعلم مرشدي؟ ضحكوا عليك بكلمتين خايبين زيك لحد ما خلصوا فلوس كانت تجوزك! وتفتحلك بيت!  بيت أمك هيفضل بيتها لحد آخر يوم في عمري، وأنت مش هتاخد ولا مليم غير بعد عمر طويل ليها.

وصكت ع أسنانها اكتر من الغيظ أنها بتقول كده، وبتوزع الورث وقدامها كمان، مسكت دراعه بحده واتكلمت بجديه وصوت واطي:
انا مش عارفه ملتك ايه؟ ولا بتفكر ازاي، ولا قلبك ده فيه ايه من ناحيتنا لكن كل اللي هقولهولك، طول ما أمك عايشه مشوفش وشك ف الحاره، ولو رجلك هوبت هنا تاني هوريك الحرمه دي هتعمل فيك ايه؟ ودلوقتي ورينا عرض كتافك.
مرشدي شد دراعه منها بحده وبص لأمه قال بتهكم:
ـ عجبك اللي بتعمله بنتك ده يما؟ عجبك القلم اللي نزل ع وشي منها ده؟ على آخر الزمن أضرب منها؟
ردت محاسن بجديه:
ـ هى غلطانه أنها مقلعتش المركوب وعادت تربيتك من أول وجديد، الله يسهل عليك يابن الحاوي. 

جه يتكلم، حليم شاورله ومسك ايدو وطلع بيه برا الشقه ونزل بيه لمدخل البيت، والتفت ليه واتكلم بغضب:
ـ أنا غلطان اني فكرتك بني ادم ويمكن تتغير وتنضف ، بس اللي زيك مالهمش في الرجوله ولا النضافه لأن ديل الكلب عمره ما هيتعدل، وانا ندمان اني جبتك هنا بإيديا لكن أقسم بالله لو لمحت خيالك هنا لاتشوف بعينك انا هعمل فيك إيه، ومش هيكفيني فيك ألف قلم ع وشك مش قلم واحد بس!  وهخلي عيال الحاره يعلموا عليك انت فاااهم، ودلوقتي تمشي وتخفى من وشي! 

أبتسم بكار ببرود عكس الغيظ والخوف اللي جواه، وحب يوجعه قوي بأنه مخلفش وقال:
ـ ماااشي يابو.....اه يابو سلامة. ههههه سلاااام.
وسابه ومشي بسرعه لأنه خايف إن حليم يضربه لأنه أجبن مما يكون، حليم واقف مكانه وبلع ريقه بغصه وفعلاً مرشدي عرف يوجعه كويس قوي،  اخد نفس طويل ومسح وشه بايدية، وطلع فوق، سمع شفاعه وهى بتقول:
ـ خلاص يما مشي وراح لحاله، سايق عليكي النبي متزعلي نفسك، ده عيل اهبل وصحابه مقويين قلبه، بس ساعة الجد يجري زي الكتكوت المبلول، وحياتك انا ظبطته، هو بس فرحان بشبابه وعيل غشيم، وبكره يجليك يبوس ع رجليكي ويطلب رضاكي ويستسمحك.
حليم حب ينهى الموضوع وقعد وقال:
ـ خلاص ياشفاعه الموضوع خلص خلاص ده عيل خيبان، وبكره يرجع لعقله،المهم انتي عامله ايه حلو بعد الغدوة دي.
وبص لمحاسن بمكر وحب يستفزها وكمل. قال:

ـ بس ايه اللي جرا لطبيخك ياشفاعه؟ الفراخ مكنتش حلوة زي آخر مرة،والبط معجبنيش، والمحشي كان ني لسه مستواش، وطاجن البامية كان مالح قوي مش عارف الأكل انهردا كان مش ولا بد حتى السلطه مش حلوه، والعصير ناقص سكر.
وغمز لشفاعه وهى فهمت وبصت لأمها اللي باصه لحليم وحاطه ايدها على خدها بتوعد ومستنياه يخلص وردت عليه بتهكم:
ـ والله عال ياولاد، هى الدنيا حصل فيها إيه؟ إبن نبوية العمشة اللي مكنش يعرف غير نوعين اكل بس البصاره والعدس! جاي يتنطت دلوقتي ع اكل بنت سلامة الحاوي اللي كان بيجبلنا الحلو كلة، ولا ريحة طبيخ بنتي جايبه آخر الشارع؟ دي أمك دي مكنتش تعرف الجوافه م الكمترى ولا البطيخ م الشمام.

شهقت نبويه بصدمه واتكلمت بعصبيه:
ـ نعم يختي؟ بصارة ايه وعدس ايه؟ طول عمرنا عايشين ع الحلو كله، يكش بس لسانك اللي عايز يتنقع في كلور ده، مالك ياولية كده شاده حليك ع الكل لية؟ متهمدي بقى وتحطي واااطي.

حطت محاسن أيديها فوق بعض واتكلمت ببرود وتريقه:
- أنا بردوا اللي احط واطي! ولا أنتي والمحروس إبنك عايزين تستقووا ع بنتي ومحدش عاجبكوا؟ قال ع رأي المثل، جالنا والتراب ع كُمه لا عجبناه ولا عجبنا امه!! 
ردت نبوية:
ـ شوف الولية الجبروت! تراب ايه يام تراب انتي؟ ورحمة أبويا في تربتة لولا شفاعه وأبوها الحج سلامة الله يرحمه مكنت افكر اناسبك ولا احط أيدي في ايدك؛ يكش النصيب وحكمة ربنا!
وبصت لشفاعه وحليم وكملت:
ـ انتوا السبب في السكنه السودا دي؛ دي مورهاش غير حرقة الدم؛ سنه واحده بوزي في بوزها وجابتلي الضغط هتجبلي ايه تاني بنت صدفه!
ردت عليها محاسن تكيدها وهى بتعد ع أيدها:
ـ لسه بدري يختي! لسه في سكر ومرارة واملاح ونقرس وفقر دم اكتر مانتي قفرانا، وبعون الله شلل الرعاش علشان تبقى سُكنتنا واحده صحبة ومرض يختي قولي إن شاله.

نبوية جابت آخرها وقامت وبتلبس الطرحه وبتتكلم بنرفزه:
ـ يمين عظيم ماقعد في وشك يوم تاني! دانتي ولية مسحوبه من لسانك ولسان عيلتك كلها، دانتي عملتي اللي بركات جوزي الله يرحمه معملهوش، الله يخربيت معرفتك، ع رأي المثل.قبل ما تناسب حاسب، برطعي برحتك في بيت ابني يامقشفه كتك وكسه صحبه تعررر.

حليم راح بسرعه مسك أيدها وقال بتوتر:
ـ جرا ايه يام حليم! انتي عارفه إن حماتي بتحب تهزر، هى لو مش بتحبك والله ماهتقول كده، طيب دي روحها فيكي، وده مش بيت ابنك ،ده بيتك يما الله لا يسيئك عديها علشان خاطري.

شفاعه قعدت جمب أمها وقالت بعتاب:
ـ يما الله يهديكي خفي العيار ع حماتي شوية، ده لسه اول يوم وهتشليها! يمرااااري منك! 

ضحكت محاسن واتكلمت بهدوء ولدع:

يوووه وانا قولت حاجه ياشفاعه يابنتي! نبوية بنت العشمه دي روحي روحي روحي، وع رأي المثل.اسأل قبل ماتناسب يبان لك الردي والمناسب، اقعدي يانبوية اقعدي وانفُضي عفاريتك من على كتافك كده واستهدي بالله! مش قد الهزار متهزريش! 
خبطت نبويه أيديها فوق بعض واتكلمت بتريقه ودهشه:

ـ هيييي! شوف الولية بتتدلع ازاااي ؟ قال ع رأي المثل ، ادلعى يا عوجة فى السنه السوده، لما نشوف اخرتها معاكي يابنت صدفه، وادي قاعده،لما نشوف اخرتها معاكي وانا هقعد بس علشان خاطر حليم ابني ومراته، غير كده كنت طفشت من وشك.

شفاعه قامت وحبت تلطف الدنيا وقالت: 
ـ تسلمي ياحماتي وهو البيت هيبقى ليه حس غير بيكي؟ دانتي وامي نورتونا اه والله.
وهمست بصوت واطي وعوجت بُقها: 
ـ قال ع رأي المثل.جبت الأقرع يونسني كشف  قرعته فزعني، كان بيكي هم ولا زيدك ياشفاعه.

حليم قعد امه وباس راسها يراضيها وباس ع راس حماته وقعد واتكلم:
ـ ياحماتي انا بهزر علشان انكشك انا مبحبش اشوفك لا انتي ولا امي زعلانين، وملقتش غير الطريقه دي تفكك كده، وبعدين هو في اكل له طعم زي  اللي بتعمله شوشو! 
وبص لمراته وكمل:
ـ اللاه، انتي مش عامله حلو ولا إيه ياشوشو؟ 

شفاعه ردت بسرعه:
ـ اه يا حليم عامله اومال ايه! بس اخواتك ياخويا مشيوا قبل ما ياكلوا.
حليم شمر أيديه وكمل بضحكه: 
ـ ومالو مالهمش في الطيب نصيب، ناكل إحنا وننبسط، هاتي لامي وحماتي علشان يهضموا الشوط الأول، وناخد استراحه ويكملوا الشوط التاني.
الكل ضحك واتصافت نبويه مع محاسن واكلوا الحلو وقعدوا مع بعض وسط ضحك وهزار وانضم ليهم شقاوه وفاتن وروحيه والبيت اتملا بالاحباب، وف وسط الكلام ،سألت نبوية أبنها: 
ـ حليم ياقلب أمك، انت هتروح لدكتور العظام امتى؟
رد عليها بشرود:-  قريب إن شاء الله ياست الكل.

ف الزمالك.

كان جهاد نايم في اوضتة وصحى وعايز ينزل من ع السرير، وحاول ونزل وشاف الباب موارب ومشي وفتح الباب وخرج للصاله وشاف طبق فاكهة كبير ع تربيزة الصالون وفرح وبيلاغي لأنه هيلعب بحرية وجري بلهفة،ويقع ويقوم لحد ما وصل وحاول يشد الطبق و وقعه ع الأرض ومسك الفاكهة يلعب بيها وبوظ العنب بإيدية وبيلاغي وشاف السكينه ع السجادة واقعه بعيد وقت ماوقع الطبق، وقام بسرعه ومسك السك*ينه وفرحان بيها لدرجة أنه هيعور نفسه، خرجت ام السعد من المطبخ وشافته وشقهت وجريت عليه،  شالت السك*ينه وجهاد اتفزع وصرخ وقعد يعيط، ام السعد بسرعه شالته وفضلت تطبطب ع ضهرو وتهديه، رجاء في اوضتها واتفزعت ع صوت أبنها وخرجت بسرعه مع دخول نضال البيت،وهى مخدتش بالها انه جه وجريت على ابنها وشدته منها وشافت الفضوى، وحضنت أبنها بطريقة اوڤر:
ـ ياااخبر، ياااخبر باااس بااااس ياجهاد ياحبيبي، ايه اللي حصلك ياروحي.
وبصت لام السعد ونضال واقف يراقب أسلوبها واتكلمت بحده:
ـ ممكن اعرف انتي كنتي فين؟ وليه خرجتيه من اوضته؟ وازاي تشيليه وتسبيه في البهدله دي، انا منبهه عليكي متجيش جمبه، انتي ازاي تخالفي كلامي! ازاااي يام السعد؟
ام السعد هزت راسها بالرفض واتكلمت بخوف:
ـ والله العظيم ياست هانم انا ماجيت جمبه، ولا هوبت ناحية اوضتة.
زعقت ليها ومصدقتش كلامها:
ـ ازاي مجتيش جمبه؟ ولا روحتي لاوضته؟ اومال ابني خرج إزاي؟ ومش معقول هو اللي هيعمل الفوضى دي كلها! انتي عايزه تبوظي نظام البيت؛ وعايزه ابني يتعلم اسلوب هزلي.

ردت عليها تدافع عن نفسها:
ـ والله العظيم ياست هانم انا مبكدب عليكي، انا فعلاً مدخلتش الاوضه؛ انا خلصت الأكل وعارفه إن سي نضال بيه ع وصول وخارجه من المطبخ علشان أسأل حضرتك اجهز السفره دلوقتي؟ قوم شوفت البيه الصغير وماسك سك*ينة الفاكهة بيلعب بيها وكان هيعور نفسه، انا مفكرتش ساعتها؛ جريت عليه وخدت السك*ينه منه، قوم هو عيط وانا شيلته، هو ده كل اللي حصل وحياة ولادي.
نهرتها رجاء:
ـ انا مستحيل أصدقك، انتي متعمدة تكسري قواعد البيت ده وا........!
ـ قاطعها نضال اللي مش عاجبه الموقف أبدا واتكلم بجديه:
ـ خلاص يا رجاء الموضوع مش مستاهل كل ده.
لفت ليه وهى حاضنه أبنها واتكلمت بدهشه:
ـ انت جيت؟ يعني واقف وشايف كل حاجه! ازاي الموضوع مش مستاهل يانضال؟ إبنك كان بيعيط بطريقة تقلق واكيد هى قاصده ده، وقاصده كمان تضايقني لأني حاطه قواعد وأساسيات لتربية ابننا.
نضال مردش عليها و وجه كلامه بلطف لام السعد: 
ـ روحي انتي يام السعد وكويس إنك لحقتي جهاد قبل ما يعور نفسه، وانا اللي بقولك ياريت اي حاجه حاده حاولي تشيلها من قدامه، شكراً اتفضلي.

ام السعد هزت راسها واتنهدت براحه أنه صدقها، وراحت ع المطبخ، نضال سابها واقفه ودخل ع اوضته ورزع الباب، ورجاء واقفه مزهوله من أنه مردش عليها، وده ضايقها وراحت وراه وكان بيفك الكراڤت، وحطت جهاد ع السرير وجابت مناديل مبللة بتنضف ايدية واتكلمت بنرفزه: 
ـ ميرسي جدآ لأنك مردتش عليا ولا كأني كنت بكلمك! أنت صدقتها وا.......! 
ـ قاطعها نضال واتكلم من بين أسنانه بغيظ: 
ـ لحد امتى يارجااء! لحد امتى هتفضلي محتكره جهاد ليكي ومش شايفه غيرو، حتى الست لحقت ابنك ومعاه سك*ينه! بدل ما تشكريها بتعاقبيها؟ 
وكشر عينيه اكتر وكمل: 
ـ وبعدين تعالي هنا! لما انتي عامله حصار قوي ع إبنك وخايفه عليه اوي كده؟ كنتي فين كل ده؟ ليه سبتي وقت لام السعد تضر إبنك وتعمل فوضى زي ما بتقولي؟ 
ردت بتهكم: 
ـ أنا كنت بكلم ماما وبعدين الست دي مقالتش الحقيقة.
نهرها بغيظ:
والست هتكدب ليييه؟ ايه اللي هتستفادة بأنها تطلع ابنك يبهدل الدنيا؟ ورغم كل ده هى اللي بتروق البيت وبتتعب فيه؛حابه تتعب نفسها مثلاً؟ وحتى لو هى اللي طلعت إبنك من الاوضه فيها اييييه؟ انتي مخلفه الطفل المعجزه؟ ولا انتي أول واحده تخلف، ياشيخة ارحميني بقى دي مبقتش عيشه.  

وقفت رجاء ومش مصدقه أنه بيكلمها بالطريقه دي، واتكلمت بإستفسار:
ـ إيه اللي جرالك يانضال! أنت ليه مش حابب اني اهتم با بننا! ليه شايف كل تصرفاتي غلط!
لف ضهرو ليها واتكلم بتعب وضجر:
ـ لأن فعلاً كل تصرفاتك غلط يا رجاء، الوسطية في كل حاجه معقولة، وانتي قولتي بنفسك! ابننا مش إبنك انتي وبس! حاطة قرارات وأساسيات للتعامل مع جهاد ابو سنتين! وده غلط؛ إبنك هيكبر وهيتعود ع اهتمامك بيه، هتخلقي منه شخص سلبي مش عارف ياخد قرارات في حياتة، هيبقى مذبذب في كل حاجه، ياريت يكون اهتمامك بيه فترة الطفولة وبس، لكن لو فضلتي ع الحال ده! صدقيني إبنك هيبقى ضحية تربيتك مش ضحية حد تاني، الإهتمام الزايد أحياناً بيهدم العلاقات! تخيلي لما تحاوطي إبنك ومتخلهوش يتنفس غير بطريقتك انتي! يأكل بطريقتك أنتي ويشرب ويلبس ويتكلم ويعمل كل حاجه بطريقتك انتي، طريقة خديجه هانم شوكت اللي عيشتك في زمن مش زمنا، فوقي يا رجاء قبل فوات الآوان.

رفعت راسها بكبرياء وردت عليه بمنتهى البساطة:
ـ جهاد إبني هيتربي بطريقتي وبكرة أنت بنفسك هتشكرني ع التربية دي.

في الحاره.

محاسن ونبوية قاعدين في بلكونة الشقه والوقت كان ليل بيشربوا شاي بالنعناع، واتكلمت نبوية بإستفسار:
ـ أنتي بتتكلمي بجد يا محاسن يختي! عايزه تبيعي بيتك بعد العمر ده كله؟
حطت محاسن كوباية الشاي وبصت ع الشارع واتكلمت بحزن:
ـ يعني عايزاني اعمل ايه يانبوية يختي! أبني الحيله مبيسالش فيا،ولا أنا اهموا كل همه الوحيد ياخد الشقه وبس! وانا عارفه اني بعد ما مو*ت هيضيعها زي ما ضيع فلوس أبوه، ومش بعيد ياكل حق أخته، ده غير حليم إبنك...! 
وبصت ليها بحنين:
ـ إلهي يجبر بخاطره ويسترة ولا يوقعه في ضيقة أبدا حليم إبن نبوية، شايل همي كأني أمه بالظبط، عمره مكسر بخاطري وبيدفع حق دوايا وهدومي واكلي من عرق جبينة، أنا اه بنسى يانبوية يختي، بس عمري ما أنسى أبدا اللي يجبر بخاطري ويحسسني اني خفيفة على قلبه.
ربتت نبوية ع أيدها وابتسمت واتكلمت تهون عليها:
ـ يختي انتي هتخليني اعيط ليه؟ الكُحله هتسيح! وحليم مشتكاش انتي مالك بقى؟ طيب ورحمة أبويا أنه بيقولي يما؛ خالتي محاسن دي بركة البيت، وبيحبك موت وهو معملش حاجه يعني، ده كله من خير أبو شفاعة الله يرحمه، لولا هو اللي شار على حليم يفتح ورشه هنا وهو ساعدو فيها، يعني ع رأي المثل، زيتنا في دقيقنا، سيبك أنتي بس من حوار بيع الشقه ده، والواد مرشدي مسير الأيام تعلمه ويرجع يستسمحك،هو معمي اي والله زي ما بقولك، يكش بس عيال اليومين دول هما اللي ضاحكين عليه، وبكره يعقل ويحط عقله ف راسه.

هزت راسها بتنهيدة، وهى بتفكر تتفق مع سمسار يشوفلها مشتري للبيت وعزمت الأمر، ومهما هى تقنع فيها! هتنفذ رغبتها في بيع البيت،وبعد صمت طال بينهم، كسرته محاسن وقالت:
ـ هو حليم وشفاعه هيتاخروا عند دكتور العظام ده ولا ايه، دول ماشيين من قبل المغرب واتأخروا قوي.

بصت نبوية من البلكونه وهى بتقول:

ـ ع قولك يختي اتأخروا صحيح، ربنا يجيب العواقب سليمة، بس شفاعه قالتلي ف التلافون إن العيادة اللهم صل على النبي زحمه قوي ودروهم ال٤٢ باين.

هزت راسها واتنهدت:
ـ الناس كلها بقت تعبانه، ده حتى العيل الصغير فيه تعب الدنيا ربنا يرحمنا برحمته الواسعة.

ـ آمين يارب، عرفتي إن البت عنايات خرجت من السجن؟ ورجعت الحاره تاني، وهتفتح محل الخضار زي ما كان، وسابت الواد الطبال.
ردت بتهكم:- يختي إيه الأخبار اللي تسد النفس دي، البت دي شرانيه والعجيبه أنها صغيره ف السن الواحد ياما يشوف العجب ف الحاره دي، والراجل صاحب المحل هيأجروا ليها إزاي بعد ما بقت رد سجون؟
ردت عليها:- البت نعمه بنتي قالت الراجل مقدرش يرفض علشان متلبسوش قضية تحر*ش الله يخربيتها دي بنت ابالسه مبتخفش من الفضايح.
ردت محاسن:- يختي وهى هتخاف من الفضايح ليه؟ ماهي مفضوحه، ولا حد عارف ليها اصل من فصل اتحدفت ع الحاره زي القضا المستعجل، ربنا يكفينا شرها.

ـ آمين يارب ،وسمعوا صوت الموتوسيكل تحت البيت وردت نبوية وقالت:
ـ اهم حليم وشفاعة جم وداخلين البيت ربنا يطمنا عليك ياحليم يابني.

دخلوا البيت وحليم حط الاشعه ع التربيزة وراحوا ليهم البلكونه وسلموا عليهم، وقعدوا وشفاعه قالبه وشها و واضح عليها أنها متعصبة وزعلانه، وسألتهم نبوية بقلق:
ـ ايه ياولاد اللي اخركوا كده؟ دانتوا لو بتكشفوا في الشرقيه كان زمانكوا رجعتوا من بدري، طمني عملت ايه؟
أبتسم حليم وحب يطمنهم وعيونه ع شفاعه اللي بصالة بعتاب وقالهم:

ـ اطمني يام حليم أنا زي الفل، والدكتور كتبلي ع شوية أدوية كده همشي عليهم مفيش حاجه تستاهل يعني.
كملت أمه بإهتمام:
ـ طيب دوا لإية كفى الله الشر، ريح قلبي يابني.

هرش ف خدوا وبيفكر يقول ايه؛ لكن كسرت تفكيره شفاعه وقالت بتهكم:
ـ إيه ياحليم بتفكر هتقول لأمك إيه؟ ريح نفسك أنت انا هقولها.
حليم بحده:- وبعدهالك ياشفاعه.

اتعجبوا من رد فعلهم واتكلمت نبوية بقلق:
ـ ف ايه ياشفاعه؛ هو حليم مخبي علينا حاجه؟

كانت نظراته حارقة ليها لكن هى مهتمش خوفها عليه اكبر من اي حاجه، وبصت ف عينية بقوه وقالت:
ـ الدكتور طلب من حليم إشاعات، ولما شافها قاله......
نهرها بغيظ وقاطعها:
ـ اكتمي ياشفاعه انا مبحبش الحوارات، الموضوع منهي وانا قولتلك.
قامت وقفت ومردتش عليه و كملت بنفس النبرة:
ـ الدكتور قال إنه عندو الغضروف ومشاكل في الفقرات والأعصاب ومطلوب منه يعمل عملية من دلوقتي لحد ١٥ سنه قدام لكن لو معملهاش! كل ما يكبر ف السن الأعصاب هتتلف وممكن توصل أنه مايقدرش يمشي ويقعد ع كرسي، وبعد ما طلعنا من عند الدكتور! إبنك بيقول ده كلام دكاترة علشان تلم فلوس وخلاص ومش هيعمل عمليات، وطول الطريق اكلمة لحد ما زعقلي وحلف ماهو عامل عمليات.

حليم كان مضايق منها جدآ وشاف خوف أمه وحماته عليه لدرجة العياط و ونبوية مسكت ايدو بدموع:
ـ صحيح اللي مراتك بتقوله ده ياحليم يابني؟ 

كان بيهز رجله بنرفزه وردة فعلة اكدت لأمه أنه مش كدب ابدا، وكلمتة بتوسل:
ـ حليم يبني الله لا يسيئك أعمل العمليه دي متوجعش قلبي.

رد عليها بصرامة:
ـ يما شفاعه بتحب تكبر المواضيع، وانا مش هعمل عمليات، انتوا بتصدقوا الدكاترة! 
ـ ردت عليه محاسن بنرفزه:
ـ وانت هتعرف اكتر من الدكتور؟ اومال اسمه دكتور ليه؟أسمع الكلام ياحليم واعمل العملية
وبصت لشفاعه وسألتها:
ـ هى تكلفة العملية كام ياشفاعه؟ انا كده كده هبيع الشقه، ياخد الفلوس ويعملها.
أبتسم حليم وسألها:
ـ وتهون عليكي فلوس شقتك ياحماتي تروح ع الفاضي؟
نهرته محاسن وزعقت بعتاب:
ـ تغور الفلوس وتغور الشقه، هعمل ايه بالفلوس وابني في شدة، أسمع الكلام ومتوجعش قلبنا.

نزلت شفاعه ع ركبها جمبه ومسكت ايدو واتكلمت بترجي:
ـ اعملها ياحليم ، أسمع كلامي وحياة حبيبك النبي.

سحب ايدو بخفه وبصلها بإبتسامة بارده وقال:
ـ عليه الصلاة والسلام ،مش هعملها ياشفاعه انا كويس وزي الفل، ولو كلام الدكتور ده صح؟ يبقى لسه قدامي ١٥ سنه كمان وياترى مين يعيش، لو عشنا لوقتها وحصل أي تعب او ظهر عليا حاجه؟ وقتها يبقى يحلها ربنا من عنده.

قامت شفاعه وقلبها حزين ومهما يحاوله معاه ف تغيير رأيه لكن رافض واقنعهم أنه هيستنى شوية، وفتحو موضوع الشقه وبص لحماتة واتكلم بتفهم: 
ـ انا مش موافق إنك تبيعي بيتك ياحماتي، أوعى تفرطي فيه.
جاوبته محاسن بضيق لأنها زعلانه من رفضه للعلاج:
ـ والله ده بيتي وانا حرة فيه، ومحدش طلب رأيك ومن بكرة هخلي جوز البت فاتن يشوفلي سمسار يشوفلها مشتري.
أبتسم لزعلها وقال:
ـ خلاص مادام مصممه تبيعيها، يبقى انا المشتري وأنا أولى من الغريب، ولو موافقه؟ يبقى تصبري عليا شوية.
محاسن بفرحه لأن الشقه هتبقى مراحتش بعيد وقالت:

ـ وانبي صحيح؟ عايز تشتريها؟ لو بتتكلم جد انا موافقه.
رد عليها:
ـ خلاص ع خيرة الله،نشوف حد يتمنها وعلى سنه إن شاء الله اكون مسددلك تمنها وفوقيه بوسه كمان.

وبص لشفاعه اللي شارده وقرر جواه أنه هيكتبها باسمها وكمل وقال:
ـ وبعدها نشوف الاستاذ المحامي ويسجل كل المطلوب.
تليفونه رن وكان الدكتور شفيق الحمش وقام ورد عليه وكلمه وقفل معاه ورجع قعد واتكلم بحماس وقال: 
ـ ده الدكتور شفيق ياشفاعه.
انتبهت ليه وبصتله بأمل، وهو كمل:
ـ بيقول أنه مستنينا يوم التلات الجاي في المركز بمشيئة الله.

ابتسمت شفاعه وسط حزنها وسرحت بأفكارها، والكل قاعد وشارد في دنيا تانيه وع أمل جديد إن ربنا يغير الأقدار بدعائهم، وجه اليوم المحدد ليهم وراحوا المركز، وبعد كل الفحوصات الطبية اللازمة اتكلم الدكتور اتكلم الدكتور وقال:
ـ مدام شفاعه التحاليل اللي قدامي وضحت إن عندك لخبطه في الهرمونات ودي اللي مسببه تأخير الإنجاب، ف أنا هكتبلك ع علاج لازم تاخديه بانتظام وهقولك ع برنامج تمشي عليه وإن شاء الله مع المتابعه قريباً تسمعي أخبار حلوه، ولو قفلت معانا اوى نعمل الحقن المجهري، وبردوا إن شاء الله هتسمعي أخبار حلوه.

خرجت شفاعه والضحكه ع وشها منوره، وكملت كورس العلاج تجاوز الاكتر من ست شهور وكل فترة تروح المركز وكملت متابعتها هناك، وف يوم كانت في السوق بتشتري خضار البيت ومعاها فاتن جارتهم، وفاجأة شفاعه داخت وقعدت عند أقرب محل وسألتها فاتن بتعجب:
ـ مالك ياشفاعه وشك اصفر ليه؟
مسكت راسها بوهن واتكلمت: 
ـ مش عارفه يابت يافاتن حاسه أني معدتي قالبه عليا، ومش شايفه قدامي، رنيلي ع حليم بسرعة يجي ياخدني حاسه اني هقع من طولي.

اتصلت فاتن ع حليم وعشر دقايق كان عندها بعربية صاحبة وخدها وطلعوا ع المركز وبعد الكشف والتحاليل جه الدكتور وحليم سأله بأهتمام:

ـ إيه يادكتور مراتي مالها الله يكرمك طمني.
أبتسم الدكتور ونقل النظر بينهم واتكلم بضحكه وقال: 
ـ حلم السنين اتحقق يا اسطى حليم، ألف مبروك يامدام شفاعه انتي حامل في الشهر الأول. -


                     البارت الثامن من هنا 

تعليقات