قصة جهاد وسلامه البارت الثامن8 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الثامن8 
بقلم مريم نصار



في البيت اللي مأجره مرشدي مع صحابه كانوا قاعدين كلهم ع الأرض بيتغدوا فول وفلافل والاكل مكنش عاجب مرشدي واتكلم :
ـ وبعدين يا جدعان هو احنا كل يوم هناكل فول وفلافل وبتنجان مخلل انا معدتي اشتكت.
رد عليه صاحبه بعدم اهتمام:
ـ وهو إحنا لقينا كباب وكفته وقولنا لأ! اهو الموجود بناكله، هنعمل ايه يعني؟
رد عليه مرشدي بتهكم:
ـ هو إيه اللي نعمل ايه؟ منا دافع امبارح تلات يوميات بتوعي ٤٥٠ جنيه مديهم لا بو عظيمه مجبش بيهم اكله عدله ليه؟
ـ ضحكوا عليه واتكلم واحد منهم:
ـ أنت ناسي ايجار البيت ولا ايه يا بكار؛ إحنا كلنا كملنا ودفعنا الإيجار امبارح مش كده ولا ايه يارجاله؟
ضحكوا بصوت عالي ورد عليه واحد تاني:
ـ أيوه كده يا معلم واحنا هنجيب منين يعني!
ـ كشر عينيه لثواني وقام بص ف النتيجه وكان نص الشهر وبصلهم واتكلم بحده:
ـ ايجار إيه يالا أنت وهو؟ إحنا لسه ف نص الشهر يعني لسه اسبوعين ع دفع الإيجار! قلولي بقى ياحلوين انتوا بتاخدوا الفلوس بتاعتي تودوها فين؟ ماهو مش داخل دماغي كل الحورات دي!

صاحبه شوح بإيدو ومردش عليه وطلع سيجاره مش عاديه وبيشربها، وفهم مرشدي أنهم بيستغلوه أو بمعنى تاني بيضحكوا عليه لجُبن شخصيته، وزعق بكار:
ـ جرا ايه يالا أنت وهو، انتوا هتضحكوا عليا ولا إيه؟ هو انا مش بكلمكوا، انتوا خدتوا الفلوس مني امبارح عملتوا بيها ايه؟
قام شاب اسمه شَكل ومسح بوقه بكم قميصه واخد نفس السيجاره من صحبه وشرب ونفخ الدخان وقال:
ـ إحنا مبنضحكش ع حد يابكار! لكن لو عايز تعرف مين اللي بيضحك عليك نقولك؛ إحنا بردوا يهمنا مصلحتك.
كشر عينيه بعدم فهم وسأله:
ـ قصدك ايه بالكلام ده يا شَكل؟
رد عليه ببرود:
ـ أمك
اتنرفز بكار وزعق:
ـ نعم ياروح امك ماتتكلم عدل يالا، أنت بتجيب سيرة امي ليه؟ ولا هو سكتناله دخل بحماره، اظبط الكلام عشان مزعلكش مني.
ضحكوا عليه اكتر وابو عظيمه أخيرا اتكلم:
ـ اللاه،اللاه،اللاه، القط طلعلوا ضوافر وهيخربش اهو ياجدعان، وأول ما يخربش! يخربش صحاب عمره؟ بقى داسمه كلام ياسطى بكار! 
نفخ بكار بخنقه واتكلم:
ـ اللاه، يعني انت مش شايف كلامه يامعلم اللي يعصب ع المسا؟ ولا أنت مش واخد بالك أنه بيتكلم ع امي؟ إحنا هنا اه نهزر ونضحك بس بعيد عن اهلي وانتوا عارفين كده من زمان ولا هو جديد عليكوا؟

 رد عليه بضحكه كلها سخريه:
ـ ابلع ريقك بس كده وطقطق ودانك! الواد شَكل مايقصدش أنه يغلط في امك! قصدي الست الوالده، هو بس عيل غشيم معرفش ازاي يوصلك المعلومه صح ولا ايه يارجاله؟
الكل أكد ع كلامه، وبكار كشر عينيه بشك وسأله:
ـ قصدك ايه يمعلم عظيمه! ومعلومة إيه اللي عايز يوصلهالي! 
بصله واتكلم بسخريه:
ـ أمك؛؛ قصدي الست والدتك! باعت البيت بتاعك يعني بح أنت بقيت ع الحديده يا بكار باشا.
بكار فتح عينيه بصدمه وبص ليه ومش مصدق اللي سمعه ومنطقش، وكمل عظيمه وقال:
ـ الواد شَكل امبارح شاف راجل نازل من العماره اللي فيها بيتكوا وسأل واستفسر لحد ما عرف أنه محامي علشان يخلص أوراق البيت، وقبل ما يعرف مين الشاري كان المحروس جوز اختك واقف معاه وشَكل جه جري عليا وقالي، وقولنا منقولكش ونصبر لحد مانجبلك كل حاجه كاملة عن الحوار ده! باعت بكام ومين الشاري وكده يعني، بس انت بقى حظك تعرف دلوقتي، وأهم حاجه تعرفها إنك دلوقتي مالكش مكان وسطينا، معلش انا بطلت كفالة ايتام.
بكار بصله بصدمه اكبر واتكلم:
ـ هى بقت كده يامعلم؟ بتكرشني بعد ما خلصتوا فلوس ابويا؟ بتكرشني بعد معرفت امي باعت البيت؟ يعني كلام أهل الحاره صح؟ انتوا عارفني لمصلحتكوا؟ 

ضحك عليه واتكلم:
ـ لأ كنت عارفك لسواد عيونك! اوعا ياض تفتكر إحنا رحبنا بيك وسطينا عاشقين لجمالك ولا دايبين في داباديبك! يلا ياض لم الهدمتين اللي حيلتك وزوق عجلك، ومشوفش وشك هنا تاني ولو قربت من المنطقه هنا؟ انت عارف رجالتي هيعملوا فيك ايه؟ وصلت يا....حيلة أمك هههههههه.
الكل ضحك بصوت عالي ومكنوش في وعيهم وبكار بيبصلهم كأنه بيكتشفهم من جديد، لكن خاف منهم ولم هدومه ف شنطه بلاستيك وخرج بسرعه ومش عارف يروح فين وكانت رجليه سايقاه للحاره و وصل قدام البيت ورفع راسه يبص ع البيت وافتكر أنها باعت آخر أمل ليه يجبله فلوس وصك ع أسنانه  وشاف شقاوه تحت عربيه بيصلحها ومش شايفه، والموتوسيكل مش في مكانه واتأكد إن حليم مش موجود فوق، وطلع بسرعه وفضل يخبط بسرعه ع باب حليم وكان هيكسر الازاز، واتخضت محاسن لأنها نايمه على الكنبه وحاولت تتعدل وبتقول استر يارب،. ندهت ع نبوية اللي طالعه بسرعه من المطبخ وراحت تفتح واتكلمت بدهشه: ـ مرشدي؟خير يابني بتخبط كده ليه؟

بكار زق الباب ع آخروا ودخل بعصبيه واتكلم:
ـ وسعي كده ياست أنتي، كلامي مش معاكي

محاسن قلبها دق بقلق وشافت شكل أبنها ولبسه المتبهدل وقلبها حن ليه واتكلمت بقلب ام:
ـ مرشدي؟ إيه اللي عامل فيك كده يابني؟ تعالى......!
قاطعها بكار بنفس الغباء والطيش:
ـ أنتي صحيح بعتي الشقه يما؟ انتي كلتي حقي وبتضيعيني؟ سوحتيني يماااا.

نهرته محاسن وزعقت:
ـ جاك كسر حقك، ده بدل ما تدخل تسأل عليا وع أختك؟ جاي تسأل ع شوية حيطان؟ وحق ايه اللي بتقول عليه؟ هو انا مُت علشان تقول حقي؟
نفخ بخنقه اكبر وكمل كلامه:
ـ متردي ع كلامي يما وسيبك بلا اختي بلا بتاع، انتي صحيح بعتي أم البيت؟ ولا دي اشتغاله منك، ولا انتي كبرتي وخرفتي؟ ولا نظامك ايه؟
شهقت نبويه لاسلوبه عكس محاسن اللي بصتله بجمود وقالت:
ـ يمين بالله لولا عارفه إنك محروق من البيعه دي لا كنت اتبريت منك ع قلة ادبك وربايتك دي، اتلم يامرشدي وارجع لعلقك، انا لحد دلوقتي راضيه عنك وبقولك قدام خالتك ام حليم أهو، أرجع مرشدي ابني بتاع زمان وأنا عينيا ادهوملك مش خسارة فيك، بس تقل ادبك وتطول لسانك وتثبتلي اني معرفتش اربيك؟ يبقى مالكش مكان معانا، وحط عقلك ف راسك يابن بطني، واعقل الله يهديك. 

زعقلها اكتر:
ـ بعتيه لمين؟ وبكام وفين حقي؟ وازاي تبيعيه من غير ما اكون موجود، انا ليا ف الفلوس دي ولا كله رايح لحليم وشفاعه بنتك اللي نايمه جوه؟ اااه ما هو حليم لعبها صح، جابني هنا يعزمني علشان اسمع بودني إنك هتعيشي هنا وتبيعي البيت؟ لأ معلم ياحليم ودماغ مكلفه، بس انا مش هسكت!
خبطت نبويه ع صدرها واتكلمت بزهول:
ـ يمصيبتي؟ أنت هتدخل ابني حليم ف مواضيعكوا؟ أنت ياواد ضارب ايه ع المسا؟ اعقل يا مرشدي دا امك غلبانه وست عيانه ومتستهلش منك كل اللي بتعمله ده يبني، ويمين بالله حليم انت ظالمه ولا عمره يفكر في كده أبدا، استعيذ كده م الشيطان وروق ياحبيب أمك، دي أمك نفسها ومنى عينها إنك ترجع لحجرها من تاني، هى يعني عندها كام مرشدي وشفاعه، أهدى يقلب خالتك واقعد هعملك كوباية لمون تفوقك.
ـ بكار بصلها وبرق عينيه وهى خافت من جواها، ورجع بص لأمه واتكلم بتحذير:
ـ اسمعي ياست أنتي! لو مجبتيش حقي ف فلوس الشقه دي انا مش هعديها ع خير دانا أصور قتيل هنا، وهدفعكوا التمن غالي قوي.

فكرت محاسن ف رد وشافت أبنها غبي وطايش رغم جُبنه وهزت راسها بأن القرار اللي هتقوله ده الصح وقررت تخبي عنه الخبر واتكلمت: 
ـ أنت واد خيبان وزرعتك مايله، بتعلق خيبتك ع حليم جوز أختك اللي شايل همي، حليم اللي اعتبرني أمه التانيه وبار ليا اكتر منك أنت، أبعد عن حليم وشيله من تفكيرك هو مش خبيث زيك علشان يبص لمصلحته وبس، ويمين عظيم لو سمعتك بتجيب سيرة حليم واختك بشر! لاتبرا منك ليوم الدين،  ملعونه البطن اللي شالتك يامرشدي ومش عايزه أدعي عليك دعوة أم قلبها محروق وتشوف بعينك إيه اللي هيجرالك اكتر من اللي أنت فيه، وأنت عايز تعرف انا بعت البيت ولا لأ! ماشي هقولك،انا مابعتش الشقه يا مرشدي، ويوم ما ابيعها هبقى أقولك، بس يمين عظيم لو ما مشيت دلوقتي من هنا لاصوت وألم عليك أهل الحاره، ولا هنادي ع حليم يطلع يروقك، أصل انت زي الفرع المايل وعايز اللي يعدلك.

رفع حاجبه بتوعد وجواه خاف من تهديد امه، وقبل ما يمشي قال: 
ـ انا مااشي، بس قبل ما امشي عايز أقولك اني مش هسكت، وهعرف انتي بعتي البيت ولا لأ وبتضحكي عليا، وهنشوف مين اللي هيسكنه ويعيش فيه اشطا؟ سلاااام.
ـ وسابهم واتحرك وخارج لكن خبط ف باب الشقه وكان هيقع، وبصلهم وحمحم ونزل ومشي ف اغلب الشوارع يدور ع شغل ومكان يبات فيه، وافتكر شفاعه وهى بتضربه وحليم وهو بيمشيه، وامه وهى بتطرده واتوعد ليهم.

ـ ألف مبروك يامدام شفاعه انتي حامل في الشهر الأول.
الخبر نزل عليهم كنوع من الصدمه أو عدم استيعاب، وحليم كشر عينيه بتعجب كأنه بيقول لنفسه؛ ايه اللي الدكتور بيقوله ده؟ وشفاعه زي ما هى مكانها ع السرير، وبتهز راسها بعدم تركيز او الخبر كان حلم بالنسبالهم وصعب أنه يتحقق، لكن لأ الحلم مش بعيد عن ربنا تحقيقه، والدكتور شاف حالتهم وابتسم لأنه متعود ع صدمات ردود الأفعال، واتكلم بضحكه وحب يفوقهم:
ـ ايه ياجماعه؟ أعيد كلامي من تاني ولا إيه؟ اوكي مفيش اي مشكله نعيد.
وبص ليهم واتكلم بصوت أعلا مشوب بالفرح.
ـ أنا بقول ألف مليون مبروك يا اسطى حليم و لمدام شفاعه، أخيراً الحلم اتحقق، وهتبقوا أب وأم مفيش بعد كده، مراتك حامل ياحليم، انتي حامل يامدام شفاعه، اقول تاني؟ انتتتي حااامل مبروووك.

الفرحه كانت فرحتين وحليم استوعب أخيراً وحضن الدكتور من فرحته، وشفاعه حطت أيديها ع وشها وعيطت من الفرحه وفضلت تحمد ربنا وهى بردو  مش مصدقه أنها أخيراً هتبقى أم، حليم لف ليها وحضن راسها لصدرو وطبطب عليها وعيونه لمعت وبيضحك ردود أفعال كتير وفرحة كبيرة اخترقت قلوبهم، وشكروا الدكتور وكتبلهم ع المطلوب، وخرجوا من المركز وحليم طول الطريق يغني لشفاعه من الفرحه وهى تسقف وتزغرد وكأنه فرح، ماهو فعلاً فرح، ربنا يرزق كل مشتاق.
 حليم سايق وعايز يسابق الزمن علشان يوصل يفرح أمه وحماته، وأخيراً وصلوا وحليم ماسك أيد شفاعه وطالع بيها وضحكتهم واصله للشقه واستغربت محاسن ونبوية للي داخلين يضحكوا، وراحت شفاعه قعدت جمب أمها وحضنتها وفضلت تبوس خدها وايدها وهما مش فاهمين حاجه وحليم حاوط كتف أمه وباس راسها وشفاعه شافت حيرتهم واتكلمت بفرحة كبيرة:
ـ خلاص يما، حصل، حصل اللي كنت هموت ويحصل يام شفاعه.
محاسن كشرت عينيها وبصت لنبوية وقالت:
ـ هى البت دي اتهلبت؟ ولا جالها ضربة شمس؟ ماتتكلم ياحليم عملت ايه في البت راجعه مخها طاير كده؟
ضحك حليم وقال: 
ـ والله ياحماتي انتي لو عرفتي الخبر لاتقومي ترقصي من الفرحه انتي وام حليم.
نبويه بتراقب تصرفاتهم وشافت شفاعه حاطه أيدها ع بطنها والدموية منوره ف وشها وقلبها دق بأمل،واتكلمت بشك:
ـ واد ياحليم قول بسرعه في ايه قلبي اتوغوش ياواد، سايق عليك النبي تنطق بقى.
أخد نفس طويل واتكلم براحة كبيرة:
ـ الحمدلله يام حليم، ربنا استجاب لدعواتك انتي وحماتي، والعلاج جاب نتيجه بعد إرادة ربنا، وشفاعه حامل يما،، شفاعه حامل ياحماتي، انا هبقى آب يابشر.
بعفوية وطيب خاطر وع قد صحتها الست محاسن زغردت ودموعها نزلت هى والست نبوية، وحضنوا شفاعه وحليم وباركوا ليهم والجيران نزلت ع صوت الزغاريد، وفاتن سألت وحبت تطمن ع شفاعه وفرحت ليها وشقاوه كان طاير من الفرحه وكأن اللي جاي ده أخوه أو أخته وفرح للاسطى حليم ونزل يعلن الغايب وف ثواني الحاره كلها عرفت بخبر حملها، والناس بتبارك وبتهني،والشربات اتوزع ع كل بيت ع ايد شقاوه و واولاد الحاره ساعدته، وعدت الأيام والشهور وشفاعه متابعه مع الدكتور وحماتها كانت بتساعدها ف شغل البيت ومحاسن كانت بتساعد باللي تقدر عليه، وحليم حس انه صغر ف العمر ورجع يشتغل بحماس أكبر، ومهتم بطلبات شفاعه وأكلها وعلاجها، ولما وصلت الشهر الرابع والدكتور حب يعرفهم هى حامل في إيه؟لكن رفضوا وحبوا يعرفوا وقت الولادة، وكانت شفاعه ديما خايفه من لحظة الولادة لكن الدكتور ديما يطمنها، وحليم دور ع بكار وكان شغال في مصنع وحاول يرجعه لكن بكار رفض والغيظ جواه بيزيد ومش قادر ينسى الاهانه اللي حصلت، وشايف إن طيبة حليم دي قناع علشان يكوش ع الفلوس، فكر كده لأنه متعود على الشك والسرقه واللي بيسؤ الظن ديما تلاقيه مبيصدقش حد بسهوله، واللي تلاقيه ديما بيكدب هيفتكر إن الكل بيكدب لأنه متعود على كده.
المهم بعد كده أوقات كتير حليم يجيله شغل تصليح ف البلاد المجاوره وبيسافر ليلة ويرجع تاني يوم، وعدت شهور كمان ع نفس الحال، رجاء مبتتغيرش وعندها جهاد نمبر وان ومبتهملش فيه ابدا لدرجة خنقت نضال وحياتهم في مشاكل مستمرة بسبب وسوستها إللي من غير داعي، ومامتها مشجعاها ع كده، لكن باباها ديما واخد صف نضال، أما شفاعه وصلت دلوقتي لشهرها التاسع وقاعده ف الصاله بتتفرج ع التلفزيون، ومحاسن ونبوية بينضفوا الرز ف صنيه ومحاسن اتكلمت:
ـ إلا هو حليم متصلش يابت يا شفاعه من ساعة الفطار؟
لسه شفاعه هتقولها لأ متصلش، بس كان فونها بيرن وضحكت:
ـ ابن الحلال عند ذكر اسمه بيبان، بيتصل اهو يما  هرد عليه، الو.
رد عليها بابتسامة.
ـ يا أحلى ألو من أحلا شفاعة قلبي، عامل ايه ياجميل،وسلامة عامل ايه ههههه.
ضحكت وقالت:
ـ ياراجل متضحكنيش انا ع أخري وبطني هتفرقع من البلونه دي، وسلامة بيصبح عليك وبيقولك مطلعتش ليه لحد دلوقتي تشقر علينا.
ضحك وقال:
ـ معلش بقى يا شوشو هتاخر شوية ويمكن أرجع ع بليل بالمشيئة.
كشرت  قالت: - اشمعنا يعني هو انت كل يومين هتسافر؟
رد عليها بهدوء:
ـ ياحبيبتي مش مسافر ولا حاجه، في مصلحة حلوه في مصر الجديده عند جسر السويس، عمي طلعت القهوجي بيجيب طلبات من هناك، وشاف ناس محتارين ومش عارفين يتحركوا بالعربيتين اللي معاهم وعايزين مكانيكي، قام الراجل كتر خيره قالهم عليا، واتصل قالي والناس مستعجلين وراهم اشغال وسفر، وعمي طلعت قال شكلهم ولاد ناس قوي، وانا بالصدفه كنت بغير حاجات وراجع من عند ميدان هيليوبلس وقريب منهم ومعايا عربية الواد سيد صحبي ،والرخصه والبطاقه وكل حاجه مع الواد شقاوه في الورشه وربنا يستر ومعديش ع لجنه،انا هبقى أكلمه يبعتلك الاوراق قبل ما يقفل، هروح وارجعلك إن شاء الله ع بليل ياجميل، بوسيلي الواد سلامة.
عوجت شفاعه بُقها وقالت:
ـ ياخويا أنت عمال تقول الواد الواد ولزقتها ف دماغي افرض مطلعش  واد وطلعت بت هتعمل ايه ساعتها؟
ضحك حليم وقال بحنين:
ـ يااااااه، طيب دي البنات احلا ورده وانا راضي إحنا كنا هنموت ع ضفر عيل، والبت حبيبة أبوها.
ابتسمت شفاعه بسعادة وقالت بحنيه:
ـ طيب لو بت هنسميها ايه ياحليم؟
رد عليها بعفوية:
ـ نبوية من غير مقاطعه.
شفاعه شهقت وقامت من مكانها ودخلت اوضتها علشان محدش يسمع، واتكلمت من غير وعي:
ـ نهار أسو...ومنيل ومالوش مثيل لباقي الأيام؟انت بتقول ايه ياحليم؟ 
أستغرب هجومها وقال:
ـ اللاه، جرالك ايه يابت يا شفاعه؟انتي اتحولتي ليه؟

ردت بعصبيه:
ـ ومين ياخويا بعد اللي انت قولته ميتحولش؟ نبوية إيه اللي انت عايزني اسمي بنتي بيه ده؟
فرمل العربيه واتكلم بتنبيه:
ـ شفاااعه؟ اقعدي عوج واتكلمي عدل، ماله إسم امي مش عاجبك ولا ايه؟
ردت من بين أسنانها بغضب:
ـ انا طول عمري بتكلم عدل بس باين عليك خرفت من شد شكمان العربيات، انت مالك انت بإسم امك عاجبني ولا لأ! ايه اللي دخل أصلا أسامي امي وامك ف اختيار إسم بنتنا؟ وانت عايز تظلمها ليه؟ دلوقتي كل الناس بتسمي اسامي ع الموضه مش تقولي نبوية ومحاسن! دانا متعقده من اسمي هتعقدلي البت كمان!
نفخ بخنقه وخبط الدريكسيون وحاول يهدى لأنها بتأن بتعب وقال:
ـ خلاص خلاص هو انتي أصلا حد يغلبك؟ وإسم ايه ع الموضه إن شاء الله! لوچي؟
عوجت بُقها وقعدت ع طرف السرير بتعب لكن اتكلمت ببرود:- لأ ياخويا مش لوچي بس في هايدي وندا وآيه ونفسي قوي ياحليم لو بنت بجد نسميها غزل؛ الله اسم حلو قوي، ايه رأيك ياحلم؟ ورحمة أبوك لاتقول كلمة حق إسم غزل حلو ولا لأ.
سرح حليم ف الإسم وقال:
ـ غزل؟ غزل عبد الحليم حافظ بركات، والله إسم زي الفل اهو شغال، خلاص نسمي اول بطن غزل وتاني بطن بالمشيئة نبوية.
حطت أيدها ف جمبها واتكلمت برفعة حاجب:
ـ طب وحياة امك شوف مين اللي هتجبلك بطن تانيه قال نبوية قال ومن قلة الأسامي اسم الله، شوف انت رايح فين عكرت مزاجي وانا كنت بتفرج ع فيلم رومانسي وحلو كده فوقتني منه.
ضحك حليم وقال:
ـ رومانسي وانا موجود ؟ هو أنا امبارح مش مغنيلك لحليم ع قد الشوك اللي في الورد بحب الورد ؟
ضحكت من قلبها وقالت:- اه فكرتني بالورد ، حليم هاتلي ورده وانت جاي وقولي كلام حلو زي بتوع السيما.
ضحك هو كمان وقال:- ورده بس؟ دانا هلف الجناين واعملك احلا تشكيلة ورد هههههههه
شهقت وقالت:- هتجبلي ورد من الجناين يا حليم؟ يعني مش هتروح تشتريلي ورده كده وعقد فل وتدلع فيا زي بتوع السيما؟
ضحك اكتر وقال:- يابت وايه الفرق بين ورد الجناين ف الطريق العام والورد اللي في المحلات كده كده مالهوش ريحه هههههههه.
اتغاظت وقالت:- أتكل ع الله ياحليم علشان هربت مني خلاص.
رد عليها بضحكه:- ماشي اعسل بشوقك اجميل، انا هقفل دلوقتي علشان البطارية في التشاطيب وهشوف اي محل واشحن التليفون فيه علشان اطمن عليك اجميل، سلام.

بكار شغال في المصنع وشاف واحد صاحبه شهرته لوكه جاي عليه وبكار راح عندو بسرعه وسأله بفضول:
ـ ها ياض يا لوكة عرفت امي باعت الشقه لمين؟
هز راسه مع جديه في الكلام و وطى صوته وقال:
ـ ايوه يابكار، اللي اشترى الشقه من الست الوالدة الأسطى عبد الحليم حافظ، اللي هو جوز أختك لامؤخذه! 
بكار فتح عينيه بصدمه ومش مصدق اللي سمعه دلوقتي وبص لصاحبه وقال:
ـ طيب أسمع غطي مكاني ساعة وراجعلك اشطا؟ واوعا حد يلاحظ غيابي مش ناقصه خصومات.
ـ متخافش يصحبي بس ساعة وترجع قبل مرور المشرف.
هز راسه بالإيجاب وخرج بسرعه من المصنع جري وركب العجلة وعيونه كلها توعد لحليم.

 شفاعه بعد ما قفلت مع جوزها كانت بتردد بإبتسامة اسم سلامة لو ولد  وغزل لو بنت! وخرجت وبصت ف الساعه وكانت ١١  ودخلت اتوضت وصلت الضحى وهى قاعده في اوضتها، وقامت بصعوبه ودخلت تساعد حماتها ف الأكل بتهالك وتعب بان عليها وبدأت تعرق وفاجأة صرخت من الألم:
ـ الحقيييييني يمااااااا.
اتخضت محاسن ونبوية، ونزلت فاتن وروحية واتصلوا ع حيلم وفونه كان مقفول ونزلت سانده ع فاتن وهى بتصرخ وعايزه جوزها، وشقاوه طلع بسرعه ع صوت الصريخ،وكان بكار وصل الحاره وغضبان جدآ لما عرف إن الشقه اتباعت لحليم وكان رايح يزعق ويتخانق مع أمه لكن سمع صريخها لدرجة أنه افتكر إن أمه خلاص ماتت و انتهت، لكن شاف شفاعه وبطنها الكبيره وحالتها وحشه جداً، وساب العجلة وجري عليها بقلق:
ـ مالك يا شفاعه يختي انتي هتعمليها وتولدي ولا ايه؟ 
شفاعه اتعلقت فيه واتكلمت بترجي:
ـ الحقني يا مرشدي ياخويا، الحقنننننني بولد وديني عند الدكتور شفيق في مصر الجديده بسررررعه.
شقاوه طلع تاني بسرعه جاب كارت الدكتور ومرشدي اتصل والممرضه ردت عليه وتواصله مع الدكتور اللي جهزلها كل حاجه ومستنيها في اقرب وقت، ومرشدي جاب عربية وراح معاها هى وفاتن ونبوية ، بس محاسن معاها شقاوه وروحيه في البيت بيدعوا من قلبهم ليها، ومحاسن بتسبح وقلبها كله قلق، وبعد مده وصلوا وكانت شفاعه خلاص قربت تولد ودخلت المركز والدكتور بدأ في عملية الولاده، ومرشدي كان بجد قلقان عليها ورايح جاي ونسي كل حاجه، ونبوية بتعيط وتدعي من قلبها وفاتن رايحه جايه، وبعد فترة خرج الدكتور شفيق وشايل البيبي بعد ماتم اللازم ليه وابتسم وقال:
ـ ألف مبروك، بنت زي القمر تتربي في عزك ياحاجه.
وحطها بين أيدين جدتها اللي دموعها نازله شلال من الفرح واتكلمت بفرحه ورضا وقالت:
ـ اللهم صل على النبي، بسم الله الله أكبر مع إن حليم كان نفسه في الواد ونفسه يسميه سلامة، بس عطايا ربنا كلها خير بسم الله والحارس الله يجعلك حنينه زي ابوكي يانور قلب ستك، يختي الله أكبر فوله واتقسمت نصين من حليم ابني.

بعد كده الكل اطمن ع شفاعة وهى سألت ع حليم ومحدش عرف يوصله، وشالت بنتها لأول مرة وضمتها لقلبها وعيطت كتير بفرحه وفضلت تحمد ربنا وحماتها كانت مش أقل منها في الفرحه،ومرشدي عرف إن حليم مش هيرجع دلوقتي وف لحظة شيطان،افتكر كل حاجه حصلت منهم ليه وإن حليم من وجهة نظره سرق شقة امه منه،وزاد الحقد والشر جواه وابتسم بخبث شيطاني، واستغل طيبة شفاعه ورسم عليها دور الأخ الحنين، وطلب منها أنه هيسجل إسم البيبي وشفاعه من فرحتها بعتت معاه فاتن و وصتها تفضل شايله البنت وقالتله هنسميها غزل، وفعلاً خرجوا بسرعه، و وراحو  الحاره وساب فاتن بالبيبي في التوكتك وطلع وطمن امه إن شفاعه بخير و ولدت بنت وردت عليه بفرحه ونسيت الخلافات:
ـ اه ياحبيب أمك البت فاتن اتصلت على امها روحيه وقالتلي، وفيك الخير ياواد يامرشدي إنك وقفت جمب أختك، اه انتوا مالكوش غير بعض بردوا.
ضحك مرشدي بمكر وعايز ينفذ خطته واتكلم بتمثيل الطيبه:
ـ ع قولك يما إحنا مالناش غير بعض، وانا سداد في أي وقت شفاعه تحتاج لايتوها حاجه تبعتلي اي حد وانا اجيلها جري، اومااال ده الدم عمره مايبقى ماية يام شفاعه.
رفعت أيديها لفوق ودعت ليه بقلب صادق:
ـ روح الهي ينجيك يابن بطني ويهديك، وترجع لعقلك وتعيش معانا.
رد عليها باستعجال:
ـ إن شاء الله، إن شاء الله يما اومال مين اللي هيقف في سبوع النونة انا طبعاً، بس دلوقتي انا يدوبك امشي بقى علشان اسجل العصفورة الصغيرة، انا قولت لشفاعه وهى طلبت مني أروح اسجلها ودي بقى هديتي لشفاعه وحليم بالاذن ياست الكل.
وخد الأوراق المطلوبه وراح يسجل المولود؛ وبعد الإجراءات اللازمة فاتن نزلت بالبيبي، و البنت بتسأله:- اسم المولود ايه حضرتك.
رد مرشدي بكل حقد وشر:
ـ سلامة؛؛؛ سلامة عبد الحليم حافظ بركات


                  البارت التاسع من هنا 

               
تعليقات