قصة جهاد وسلامه البارت التاسع9 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت التاسع9
بقلم مريم نصار



حليم خلص شغله والناس بتحاسبه وشكروه ومشيوا، وراح المحل واشترى ازازة ماية واخد الفون من ع شاحن المحل وشكر صاحب المحل وفتح الفون وراح يركب العربيه وسمع صوت رسايل كتيره من ناس كتير من الحاره وجوز فاتن وعم طلعت وشقاوه وشفاعه ولما شاف الكم ده من الرسايل بدأ يقلق وافكار كتير ف دماغه، بس أتصل بسرعه ع شفاعه وأمه اللي ردت عليه وضحكتها رنت في ودنه وهى بتقول:
ـ مبروك ياحليم شفاعه ولدت ياقلب أمك، وجابتلك بت زي القمر.

الفرحه مكنتش سايعاه مش عارف يضحك ولا يبكي مشاعر جديده كل يوم بتكبر جواه داس بنزين وساق بسرعه وقلبه مشتاق للحظه دي وبيحمد ربنا ع النعمه العظيمه دي و وصل أخيراً ،ودخل المركز جري وبينهج و وصل عند مراته واطمن عليها وشال بنته وعيونه لمعت وبيضحك من الفرحه، وقعد جمب شفاعه اللي بتراقب فرحته ودموعها نازله بصمت ومسكت دراعه وباسوا جبين البيبي سوا، وهمس ليها:
ـ ألف مبروك يا شفاعه، ألف مليون مبروك يا ست البنات.
ضحكت شفاعه وخبت وشها ف دراعه ومش عارفه تتكلم من سعادتها بكل حاجه حواليها، وضحك حليم وبص ليهم وقال:
ـ حد إذن لغزل؟
أمه سألته بتعجب؟
غزل مين يابني؟ انتي هتسميها غزل؟
رد عليها بتأكيد.
ـ إن شاء الله ياست الكل، بس محدش رد عليا حد إذن لها؟
ردت شفاعه وهى بتملس ع رجل بنتها الناعمه وقالت:
ـ أيوه الدكتور شفيق إذن ليها، وعايزه أقولك إن مرشدي وقف جمبي انهردا ، مش عايزه اقولك انا فرحانه قد ايه ياحليم؟ غزل جت وجابت الخير معاها.
كشر عينيه بتعجب وسألها:
ـ مرشدي؟ وقف جمب مين ازاي مش فاهم؟
شرحتله الست نبوية كل حاجه،وحليم كان مستغرب من إن مرشدي أو بكار يعمل خير وردد بخفوت:
ـ وهى من امتى الحدايه بتحدف كتاكيت؟ يلا ربنا الهادي.
ردت عليه شفاعه بهمس:
ـ الواد مرشدي طلع جدع، وطلب مني أنه يسجل اسم بنتك، ومرضتش اقوله لأ  علشان يعرف أننا مش كرهينوا يمكن ربنا يهدية ويصلح حاله ويتعدل،بس انا بعت معاه البت فاتن، وسجلوها غزل.
حليم كشر حواجبه اكتر وقال:
ـ طيب فين الأوراق لازم يكون معاه قسيمة جوازنا وا......!
قاطعته شفاعه بحماس:
ـ أيوه ياخويا منا هقولك أهو، هو راح الحاره وخد الورق من امي، وراح سجلها، والبت فاتن جابت غزل وهو قالها أنه هيصور الورق وجاي، بس مش عارفه ليه أتأخر كده! 
هرش حليم ف خدو بقلق واتنهد وقال:
ـ ياترى وراك ايه يابكار؛ اصلك متحطش مناخيرك في حاجه كده غير لما يكون وراك مصيبه، لما نشوف اخرتها معاك، وبردوا ربنا الهادي.

دخل الدكتور شفيق بعد ما خبط وبارك لحليم وقال:- ألف مبروك يا اسطى حليم، متتصورش انا فرحان علشانك قد ايه، وربنا يباركلك في عروستنا القمر دي.
أبتسم حليم بسعادة وقال:- الله يبارك فيك يادكتور، والله سعاتك أنت متعرفش انا فرحان قد ايه، أنا الدنيا كلها مش سيعاني من الفرحه، وكل حاجه حصلت والفرحة دي بسببك بعد ربنا، ألف شكر يادكتور.
أبتسم شفيق بعمليه ورد عليه:- أنت بتشكرني ع ايه؟ ده واجبي لكن أولا وأخيرا التوفيق من ربنا، المهم بقى يابطل انا كتبت لمدام شفاعه ع خروج انهردا، وألف مبروك لحضراتكم.
شكروا حليم وشفاعه وخرج من الاوضه، ورجع حليم شال بنته تاني وقعد جمب شفاعه ومبسوطين.

مرشدي خلص كل الإجراءات من بدري وخايف يطلع ومن جواه مرعوب وخاف جداً من رد فعل حليم اول ما يعرف بحاجة زي كده، واترعب من شفاعه وافتكر القلم اللي اخدوا منها واتنفض وهو واقف وبص حواليه وبلع ريقه بتوتر، واخد الأوراق بعد ماصورها وايدو بتترجف، وركب تاكسي وقال للسواق ع عنوان المركز و وصل ودخل المركز وبيتلفت حواليه زي الحرامي، و وصل عند شفاعه وشاف حليم من أزاز الأوضه، ورجع لورا بسرعه وكلم نفسه بخوف:
ـ ينهار أسو... لو حليم عرف وشافني قدامه مش بعيد يدفني وأنا حي، لأ لأ أنا لازم أخفى من الحاره كام شهر، لا لا لا كام شهر إيه ؟انا اختفى سنه ولا سنتين لحد ما ينسى، اوووف الله يخربيتك يا مرشدي مش قد اللعب متلعبش، أعمل ايه بس يارب.
وبص قدامه بحقد وكمل:
ـ لأ انا قده وأكبر منه كمان، دول سرقوا حقي وضحكوا ع امي وخدوا منها الشقه، وبعدين هما كانوا نفسهم يسموا سلامة وانا حققتلهم اللي نفسهم فيه، يعني مجبتش حاجه من عندي، ههههههه اشرب بقى ياحليم، قصدي يا بو سلاااامة هههههااااي.
وبعدها التفت حواليه و انتبه أنه واقف في مركز وسكت واتنحنح، وشاف الممرضه خارجه من غرفة شفاعه وجري عليها واتكلم بارتباك وخوف:
ـ لو سمحتي ياست الدكتوره.
بصتله الممرضه بتكشيره لأنها مش دكتوره لكن قالت:
ـ خير حضرتك؟
بلع ريقه بتوتر بص حواليه واتكلم بلخبطه:
ـ اء.. أحم انا اخو شفاعه اللي جت و ولدت انهردا وهى في الاوضه اللي سعاتك خارجه منها دلوقتي، وانا زي ما انتي شايفه جاي ع ملا وشي وهدومي لامؤخذه مليانه زيت وقرف م الشغل، اه ماحنا طالع عين اللي خلفونا والله.
ردت عليه بضجر:
ـ ايوه بردوا مفهمتش حضرتك عايز مني ايه؟ لأني مستعجله وعندي شغل، فا أرجوك لو محتاج لحاجه قولها،مش محتاج فبعد أذنك انا مضطره امشي.
جت تتحرك وهو وقف قدامها بسرعه واتكلم بضحكه مصطنعه:
ـ حيلك عليا يادكتوره وأنا محققولك والله معلش العتب على النظر بردوا وانا غريب مش من هنا، والغريب أعمى لو كان بصير، انا بس عايز منك خدمه صغيره الدوسيه ده فيه شهادة ميلاد الكتكوته الصغيره فلو سعاتك تديه لاختى شفاعه وانا هشاورلها من بره علشان ماينفعش ادخل الاوضه وانا بالمنظر ده.
نفخت الممرضه وقالت:
ـ كل المقدمه دي علشان اديلهم الشهاده، اوكي حضرتك اقولها اسم حضرتك ايه؟
ـ بكار.
ـ نعم؟
رد بلخبطه:- قصدي مرشدي، مرشدي ياسعاة الدكتورة، انا هقفلك قدام الباب اهو.
مشيت الممرضه علشان تخلص وقدمت الملف لشفاعه وشاورت ع الباب لكن كان بكار اختفى فص ملح وداب، والممرضه استغربت وشفاعه مش فاهمه حاجه وحليم سألها:
ـ خير سعاتك أوراق ايه دي؟
ردت عليه:
ـ كان ف شخص بره وقالي انه إسمه مرشدي وقالي اسلم الملف ده لمدام شفاعه.
ردت شفاعه بضحكه:
ـ اه ده مرشدي أخويا، وتلاقي دي الشهاده بس هو راح فين؟
الممرضه ابتسمت واطمنت وقالت:
ـ أكيد راح التواليت وراجع اتفضلي الملف لأني عندي شغل بعد اذنكم.
وسابتهم وخرجت وشفاعه فاتحه بقها ببلاها ومش فاهمه حاجه، وحليم أخد الملف وشافها وسألها.
ـ مالك يا شفاعه متنحه كده ليه؟
ردت عليه بدون وعي:
ـ إلا هو ايه التلويت اللي مرشدي راحه ده ياحليم؟ يكنش عيان وعندو مرض خطير ومخبي علينا؟
ضحك حليم من قلبه واتكلم بضحكه:
ـ الله يجازي شيطانك ياشفاعه، يابت إسمه تواليت يعني الحمام ياجاهله هههههههه.

ضحكت شفاعه وهو كان بيفتح الملف وقالت:
ـ وانبي صحيح؟ يعني الحمام دلوقتي بقى اسمه تلويت ياحلاوه ياولاد العلم نور بردو.

وبصت لحليم اللي عينيه مفتوحه من الصدمه ورايحه جايه وكلها شرار، وكشرت عينيها بتعجب وايه اللي بدل حاله كده؟ وايه اللي موجود في الملف خلاه استأذن منهم وخرج بسرعه، وسأل عليه لحد ما عرف أنه خرج من المركز ومشي، وصك ع أسنانه بغضب واضح ومسح وشه ومش عارف يقول لمراته ايه؟ وكان مضايق منها كمان لأن بكار الكارثه ده يبقى أخوها، لكن إزاي تثق فيه أنها توافق ع حاجه زي كده، وكان هينكد عليها بسبب غباء أخوها، لكن محبش يضايقها دلوقتي لأنها لسه والدة، وكرمش الملف ف أيديه وقال من بين أسنانه:
ـ ورحمة أبويا يا مرشدي لاتدفع التمن غالي.

الدكتور كتب ليهم ع خروج،وحليم حاول يبقى طبيعي رغم النار اللي جواه، وساعد شفاعه ف الخروح وكان ساكت خالص علشان عارف إن أمه مش هتسكت،وأمه شالت البيبي وركبوا العربيه و وصلوا الحاره، وأول ما وصل مراته فوق والشقه اتملت بالاحباب! حليم سحب نفسه بهدوء ونزل طيران ع المصنع اللي شغال فيه مرشدي لكن قالوله أنه اشتغل ساعتين بس ومجاش من الضهر، وجري على الاوضه اللي ساكن فيها ع السطوح، وكسر الباب برجله لكن مكنش موجود فيها، حتى هدومه وكل حاجه تخصه مش موجوده، ونزل جري زي المجنون وقابل شقاوه وسأله بعصبية:
ـ أنت مشوفتش الواد بكار ياض ياشقاوه؟
رد عليه:
ـ ايوه يسطى شوفته، كان شايل شنطه وركب توكتك وقال للسواق اطلع ع محطة المترو، بس ليه بتسأل يسطى حليم؟ سيبك منه وافرح يسطى دانا فرحان اوي بالكتكوته الصغيره، صحيح أنتوا سمتوها غزل؟ حلو اوي الإسم ده وجديد ربنا يباركلك في الكتكوته غزل يمعلمي.

حليم من غضبه زق شقاوه ومشي بسرعه وقال:
ـ غور من وشي انت التاني.

شقاوه اتعدل ومايعرفش أنه حط ملح ع حرج حليم بكلامه ده ،وبص عليه وقال بعدم فهم:
ـ اللاه، هو الأسطى ماله كده باين عليه مش فرحان، يلا وانا مالي لما اروح اجيب العشا ونفكر في سبوع النونه، ده احنا هناكل لحمة لما نشبع هههه.

عدا الوقت وشفاعه نايمه من التعب والبيبي في سريرها جمب أمها، وحليم النوم جفاه ورايح جاي ف الأوضة وبيفكر يعمل ايه ف المشكله دي، وسمع صوت أنين بنته وقرب منها وشالها بشويش وقعد بيها ع الكنبه اللي تحت الشباك، ونظره ليها كفيلة تشيل عنه تعب السنين واي حاجه وحشه مضايقاه، باس جبينها واتكلم معاها وكأنه بيستشيرها ويفضفض ليها حزنه وضيقته:
ـ قوليلي ياحبيبة ابوكي اعمل ايه في الورطه اللي خالك الندل حطنا فيها؛ اقول لأمك ايه؟ مع أنها السبب، أنا عارف أنها بتحب أخوها ومصدقت أنه يتعدل أو فكرت أنه اتعدل مع أنه كلب وديله مبروم لقفاه ومش هيتعدل أبدا، وجبان اختفى من الحاره والحي كله، طيب اعمل ايه دلوقتي؟ بكره الجمعه اجازه والسبت كمان وسألت ف الحاره واحد معرفه اني اغير أسمك ازاي؟ قالي هتلف سبع لفات وهيطلع عيني لما اغيرو، قوليلي يابنتي اكبر الموضوع مع أنه كبير ولا اعديه زي ما بعدي؟ أنا طول عمري من بعد ما اتجوزت أمك كنت هموت واشوف ضفرك، دلوقتي هعمل مشكله معاها بسبب الاسم؟ طيب دي ممكن تسيب البيت فيها، أيوه منا هجيب اللوم كله عليها، وهى كمان اكيد هتجيب اللوم عليا اني كنت في الشغل وتليفوني متزفت مقفول! آااااه حلها من عندك يارب، منك لله يا بكار الكلب.

في الزمالك.

ع الفطار نضال ورجاء وجهاد قاعدين، نضال بياكل بالعيش عادي ع طبيعته وزي ما اتعود، رجاء بتاكل بالشوكه والسكينه، جهاد بيراقب ابوه وحب يجرب الأكل بالعيش ومد ايدو واخد عيش ولسه هياكل، رجاء تتدخلت بسرعه وقالت إن كده غلط،وشالت العيش بالشوكه من قدامه، نضال ساب اللقمه من ايدو ومترقبها ، وجهاد بصلها مستغرب،وهى حطت في طبقه وجبة الفطار والشوكه والسكينه واتكلمت بلباقة:

ـ جهاد حبيبي، ماينفعش تاكل بأيديك الأكل ليه أصول وقواعد تمشي عليها، شوفت انا باكل إزاي؟ بمسك الشوكه في أيدي الشمال والسكينه في أيدي اليمين بقطع القطعه اللي هاكلها وتكون صغيره وأكلها بالشوكه؛ لكن بإيدك كده؟ ده غلط وأسلوب غير متحضر.

نضال ربع أيديه ع صدروه وهى هربت من نظراته، وجهاد أتكلم بعفوية:
ـ بس ياماما مِس الحضانه قالت أننا ناكل بالأيد اليمين، وبعدين ماهو بابا بياكل بإيدو اهو؟ ليه مش بتقوليله إن اسلوبه مش متحضر!
قاطعته رجاء بجمود:
ـ جهاد! وبعدين؟ لازم تفكر كويس قبل ما تتكلم وده باباك عيب تقول كده.

جهاد نزل راسه ف الأرض وسابهم وجري ع أوضته، ورجاء نفخت بخنقه، ونضال بدأ يتكلم بهدوء وقال:

ـ ع فكرة أسلوبك غلط مع جهاد! مفيش حاجه اسمها ناكل بالشوكه والسكينه بالدرجه المبالغ فيها دي، وغير كده الأكل بالشمال منهي عنه يامدام.

وبصلها بإبتسامة بارده:
ـ جهاد مغلطش لما عقب عليا اني باكل بالعيش وان اسلوبي غير متحضر، لأن حضرتك اللي وجهتي ليه المعلومه ف الوقت الغلط، مع اني مش شايف إن ف طريقة اكلي اي اسلوب أو أي شئ غلط، انا باكل عادي، باكل بالطريقه اللي بحبها باكل زي ما اتعودت ع طبلية أبويا وسط عيلتي.

وابتسم ليها وحط أيديه تحت دقنه وكمل لذكرياته:
ـ انا افتكر وانا صغير كان أحسن وقت لينا لما نتجمع كلنا ع طبيله واحده، انا واخواتي و ولاد عمامي وخلاني، وابويا وامي وكنا ناكل بحريتنا من غير قيود ولا إبداء رأي ولا تعليق من اي حد، والضحكه واصله للشارع واحنا متجمعين، كان ف راحه نفسيه رهيبه، ويسلام لما يعدي جار واحنا بنتغدا، ابويا يحلف عليه لايقعد وياكل من الموجود، وكان يقعد ونوسع ليه مكان، وبردوا الضحكه متفارقناش، وكوباية الشاي وقت العصاري، حياه تانيه، طعم تاني، راحه نفسيه جميله، حرفياً انتي اتحرمتي منها، فياريت متطلعيش عقدك ع جهاد.

رجاء بتسمعه لكن رفضت حتى التخيل أنها تكون مكانه في أي ظرف من الظروف، واستنت لما يخلص كلامه، وبعدها ابتسمت برقه واتكلمت بهدوء مبالغ فيه:
ـ اعمل حسابك أني ف فترة من الفترات هجيب لجهاد مدرس اتيكيت في البيت اوكي ياحبيبي! 

ف الحاره.

بعد صلاة الجمعة حليم حكالهم ع كل حاجه وشفاعه اتصدمت واستحلفت لاخوها وبعد خناق طويل في البيت اتكلمت شفاعه بزعيق:
ـ آاااخ يابكاااار الكلب، وأنا بردو أقول الواد شايل همي، اااه ينااااري، يعني ايه ياحليم أنت هتسكت! وكمان هناخد وقت قد ايه علشان نغير إسمها؟ 

رد عليها بضجر:
ـ يعني فيها سجل مدني وانا وانتي نروح ونستنى شهر؛ وشهر يجر شهر وسنه تجر سنه لحد ما بنتك أصلا هتكون اتعرفت في كل الحاره أنها سلامة، والبركه في اخوكي.

شفاعه خبطت كف بكف وقالت بدموع وغيظ.
ـ منك لله يامرشدي منك لله، اااخ لو اطولك دلوقتي لاكل من لحمك نساير، اااه يامين يليمني عليه، لييييه بس كده ياربي.
نبوية ضغطها علي عليها من الخبر ومحاسن كانت زعلانه من اللي حصل وقاعدين بيفكروا في حل، باب الشقه كان مفتوح ودخلت نعمه وجوزها وهى همت بسرعه وكانت زعلانه لما عرفت إن اخوها خلف بنت مش ولد، جوزها سلم ع حليم وبارك ليه وقعد ، ونعمه قعدت جمب شفاعه وبصت ع البيبي ومصمصت شفايفها وقالت بسخرية:- سلام عليكم، هى دي المحروسه! 
شفاعه مضايقه ومش فارق معاها نعمه كل اللي بتفكر فيه عملة أخوها معاها، ومتغاظه جداً، ردت نبوية بحزن واتكلمت:- آه يانعمه يابنتي دي بنت اخوكي سمي وصلي قبل ما تشيليها.
عوجت بقها وشالتها وقالت بتهكم:- متخفيش ياماما المحروسه مش هتتحسد، دانا عندي بدل الصبي تلاته، وقال ع رأي المثل،لما قالوا دا ولد انشد ضهرى وانسند ولما قالوا دي بنيه انهد سقف البيت عليا، قلبي عندك ياخويا، كان نفسنا في حتة واد يسندك، لكن هنعمل ايه ادي الله وادي حكمته.

الكل اضايق جداً من كلامها وجوزها مش ف دماغه ،وزودت النار ف قلب شفاعه اللي شدت بنتها منها وقالت بزعيق.
ـ قلبك عندو ليه يانعمه؟ هو حصل مصيبه وأحنا مش عارفين!  أنتي جاية تفرحي لاخوكي ولا تعزيه كأننا خلفنا مصيبه! ماتوزني كلامك يانعمه حيطه لما تتهد ع راسك يختي ماتلاقي اللي يلحقك.
شهقت نعمه وقامت وقفت وقالت:- ينهار أسو..! أنتي بتدعي عليا ياشفاعه! عجبك مراتك يا حليم ياخويا، ده جزاتي أني جايه اواسيك!

حليم بص لجوز أخته ومنتظر رد فعله لكن سالب، وبص ليها وقال بجديه:- اوزني كلامك يانعمه، خلفة البنت مش عار علشان جايه تواسيني! إحنا عندنا مناسبه ياتيجي وتباركي بالأصول ياتقعدي ساكته، وبعدين انا مش فايق لعك الحريم ده.

ردت نبوية بغيظ وعفوية:- ياشيخه نفسي تلمي لسانك ده، سيبي اخوكي باللي هو فيه، هو هيلاقيها منك ولا من مرشدي وعمايله! 

شفاعه بتهز رجلها بنرفزه وعايزه تطردها وماسكه نفسها بالعافيه، نعمه كشرت عينيها وقالت بفضول:- يووه وانبي مقصدي حاجه، هو انا لو مبحبش أخويا كنت هتمناله الواد؟ ورحمة أبويا دي غلاوة حليم في قلبي قد كده.

همست شفاعه بصوت واطي:- ياشيخة تجيلك ضربه ف قلبك قادر يا كريم عامله زي الوابور تولعيها نار يابنت الرفدي، منك لله يامرشدي أنت ونعمه، كملت نعمه وقالت بإستفسار:- وايه اللي حصل من مرشدي بس ياماما؛ دي شوقيه أختي قالتلي أنه ربنا هداه و وقف مع أخته أم......
وبصت لشفاعه وكملت بغيظ:- لا مؤاخذه ياشفاعه، أم ايه يختي؟ علشان اناديكي بإسم المحروسه.

ردت عليها نبوية بحزن:- اسكتي يانعمه مرشدي عمل فينا فصل ميتعملش مع حد أبدا، وأم ايه يختي! هنقول ايه بس أخوها الله يسامحه، سما بنت أخوكي سلامة! 

نعمه فتحت عينيها بزهول وبعدها ضحكت بصوت عالي وحطت أيدها ع بقها وبتضحك بشماته وأمها وكزتها وبصتلها بغيظ، وحليم اضايق اكتر ومش عايز يتخانق وقام دخل اوضته وشفاعه مقدرتش تمسك نفسها وزعقت:- 
جرا ايه يا نعمه! ماتلمي نفسك ولا أنتي جايه وناويه ع خناقه؟ أنتي يختي الشماته هتنط من عينك كده ليه الله أكبر، خلي عندك دم وقدري إن حليم اخوكي، وصابر عليكي واحد غيرو كان زمانه طردك من البيت.

هزت راسها بشماته ورفعت حاجبها وقالت:- ااه ماهو ماخدش الاشاره منك علشان يكرشني من بيته، وع رأي المثل، يا بخت من رضي عنها جوزها، وأنتي يختي حد كلمك ولا داسلك ع طرف، وأنا هشمت في إيه إن شاء الله، و بدل ما تتشطري عليا روحي اتشطري ع اخوكي اللي بهدل سمعة عيله لسه صغيرة.
ومصمصت شفايفها وكملت بمكر:- عيني عليكي يابنت أخويا، لسه ياكبد عمتك لما الحاره كلها تعرف إنك أسمك سلامة، دي فضايح ايه دي ياربي اللي بتتحدف علينا.

زعقت نبويه وقالت:- بكفايكي يانعمه لمي لسانك سبينا باللي إحنا فيه.

ردت عليها بتهكم وقالت:- والله أنتوا السبب في اللي انتوا فيه ده؛ مش قعدتوا تقوله أول عيل لاخويا هنسمية سلامة! وقولته الكلام ده قدامي وأحنا هنا قبل كده، عششتوها في دماغنا إن مرات اخويا هتخلف الواد وهتسمية سلامة، ده حتى أخويا الغلبان ده كان بيقول ليها يام سلامة! فمتجوش تعيبوا علينا لما نتكلم ولا هو ع رأي المثل،قبل ما تحمل حضرت الكمون وقبل ما تولد سمته مأمون! 

شفاعه حطت البيبي ف حجر أمها و وقفت قصادها وقالت:- ماهو لما يطلع العيب من أهل العيب مايبقاش عيب؛ والشماته إللي جوه عينيكي دي هتتقلب عليكي يام نار قايده، وأنا يختي مبنخفش من الفضايح ولا بتوع فضايح اللي ليه عندنا حاجه يجي ياخدها،وكل واحد عارف نفسه على ايه،  وقال ع رأي المثل:-تكلم القادره تلهيك وتدهيك وتجيب اللي فيها فيك.

وبصت شفاعه لجوز نعمه وقالت:- هو انت مش هتقول حاجه لمراتك يابو حماده؟ ولا أنت جاي ضيف شرف؟
أبتسم بتوتر وبص لمراته وخاف يتكلم وقال:- أنا بقول نشرب مغات عروستنا الصغيره بقى ولا ايه؟
ضحكت نعمه بشماته، وبصتلها شفاعه وابتمست برفعة حاجب وقالت:- صدق اللي قال،خاب من ادى مراته زمامه وفلح من اداها حلمه وحنانه، وأنتي مقهورة مني يانعمه؛ وربنا يزيدك قهرة ع قهرتك وتغلي مني ديما.
اتغاظت نعمه واتنفست بسرعه وزعقت:- أغير منك ع ايه يا معفنه أنتي دا..........! 
ـ روحي ع بيتك دلوقتي يانعمه.
نطقها حليم من عند باب اوضته، ونعمه بصتله ومتحركتش وهو اخد نفس طويل وطلعه بهدوء ومسح وشه بايدية وقرب منهم وقال:- لحد هنا يانعمه وبكفايه قوي، أنتي مش عامله حساب إنك في بيتي ولا عامله حساب لأمك اللي قاعده، و مش هسمحلك تهيني مراتي لأي سبب، وأنتي مش جايه تباركي،انتي جايه وعارفه كويس انتي هتعملي إيه؟ 
وبص لجوزها وكمل:- شرفت يابو حماده، ومغات بنتي هيوصلك لحد باب بيتك اتفضلوا.
وشها كان جمرة نار من الغيظ والشر وبصت لأمها وقالت:- عجبك ياماما؛ اخرتها حليم أخويا يطردنا من بيته! 

ردت شفاعه بغضب:- تغور العورة بفدانها يختي، أنتي جايه تشعليليها ماهو ده طبعك ولا هتشتريه؟

ردت محاسن أخيراً وقالت:- تعالي ياشفاعه اقعدي انتي لسه والده وتعبانه، تعالي شوفي بنتك.

راحت شفاعه وعيونها فيها دموع ومخنوقه وشالت بنتها وقعدت بزهق، وحليم بص ليهم بكبرياء وساكت رغم الكسره اللي جواه وخنقته اللي زادت من أخته، وردت نبوية وقالت:- عيب ياحليم تطرد أختك وجوزها، دي مهما كانت أختك هى بس هبله مبتوزنش الكلام.
حليم مردش عليها،. نعمه حست بالاحراج وبصت لاخوها وشفاعه بغيظ ومشيت بسرعه وقالت:- سيبهالك ياخويا دي مش جنه اسم الله ، يلا يابو حماده أنا عملت اللي عليا.
مشي وراها جوزها، وحليم قفل الباب وقعد جمب شفاعه ومتكلمش، بعد لحظات وهى مضايقه:- عجبك عمايل أختك يا حليم؛ هى كانت بنتي عار ولا عار!  
وبصت لأمها وكملت بدموع:- وانتي يما عجبك إبنك مرشدي وعمايله؟ أنا حاسه اني همو*ت من القهره والغيظ، اااه يناااااري.

محاسن رغم أنها متغاظه من ابنها لكن خافت ع بنتها وهى لسه والدة وممكن تتعب اكتر وقالت:
ـ يوووه ماخلاص يابت ياشفاعه، خلصنا من السيرة دي،هى مشيت وخلصنا، وجوزك قال اللي عندو هيعمل ايه يعني ولا ف ايدو ايه يعمله، وبعدين العيل بيتولد واسمه مكتوب على جبينه، وماله يعني اسم سلامة! 

ردت نبوية بغضب:
ـ اه يختي ومين يشهد للعروسه، قال وماله إسم سلامة؟ مش خبث إبنك اللي ميتسماش، عملها وطفش إبن محاسن، ماهو لو راجل كان مهربش زي النعام.

محاسن اتنفست غيظ وقالت:
ـ ياولية يا عديمة الحساسة مانتي لو بتفهمي هتهدي الدنيا مش تشعليليها اكتر؟ أنا ساكته م الصبح وبنتك داخله تردح زي العوالم ومتكلمتش علشان خاطر حليم، ولا هو سكتناله دخل بحماره؟

ردت عليها بعصبيه:

ـ يعني انتي شايفه اني بشعللها؟ مانا بردو متنفستش وانتي يختي مش شايفه وكسة إبنك اللي وكسنا بيها؟ ولما هو راجل قوي كده هرب ليه؟ ولا ع رأي المثل، يعمل أسد عليَا، وفي الحرب يقلب نعامة.

نفخت محاسن بقلة صبر: 
ـ أستغفر الله العظيم يارب، الولية دي مبتفهمش ونقول طور يقولوا احلبوه، ياولية البت لسه والده ونافسه وجسمها متفتح والزعل غلط عليها وممكن تسخن وتتعب ياجبلة، وآخرة الكلام معاكي يبقى عتاب الندل اجتنابه، مش هقول غير كده.

شقهت نبوية بصدمه وكملت:

ـ هيييي! يمصيبتي؟ انا ندلة يامحاسن؟ آاااه ليكي حق تقولي كده مانتي كان نفسك تسمي سلامة وحلمك اتحقق في حفيدتي الغلبانه، وابنك خليه يرمح كده من غير ما يتربى، ماهو ع رأي المثل.طول ما الحمار ساكت العربجي هيفضل يزود في الحمولة.

حليم وقف بغضب واضح وزعق:
ـ وبعدهالك يما انتي وحماتي؟ أنتوا مش هتعدوا الموضوع ده ع خير ولا إيييه؟ انا فيا اللي مكفيني وزيادة كمان، ف بالله عليكم ارحموني شوية، ولا اسيبهالكم أنا كمان واغور ف داهيه، أنا جوايا نار محدش حاسس بيها، ورحمة أبويا اسيب البيت واغور ف داهيه.

كلهم سكتوا ومحدش رد وقعد حليم بزهق،وطال الصمت بينهم للحظات وكل واحد قاعد زعلان واكتر واحده حزينه كانت شفاعه وشايله بنتها ودموعها نازله ع خدها وكسرت الصمت بدموع وقالت:

ـ اه يابنتي ياغلبانه، حظك بان من اول يوم، منك لله يامرشدي.

كلهم اتنهدوا، ومحاسن حبت تتصرف بعمليه وفتحت أيديها وقالت: 
ـ هاتيها يا شفاعه، هاتيها اشيلها.

شفاعه بحزن شالتها وحطتها ف حجر امها، ومحاسن طبطبت ع سلامة واتكلمت بابتسامة جميله: 

ـ ومين قالك أنها هتبقى غلبانه؟ ومين قالك إن حظها هيبقى وحش؟ دي هتاخد من إسمها وهتبقى بت بميت راجل، وأكبر شنب فيكي يا حاره هيعمل حساب ل سلامة بت حليم بركات، وخلاص رضينا بحكمة ربنا، ومادام ربنا رايد يبقى ليه حكمه،وأي حد يتريق هياخد اللي فيه النصيب وزيادة إحنا ورانا ايه يعني؟ومن هنا ورايح هنقولها سلمى، سلمى بركات.

الكل بعد تفكير اقتنع بوجهة نظر الست محاسن، لكن الحارة كلها لما عرفت فيه كتير كان مستغرب ومعترض إن بنت إسمها سلامة وفي شمتان وبيتنمر، وفي بعض الناس ف حالهم، واللي يتكلم عن سلامة كلمة متعجبش أمها؟ تاكله وتعمل معاه مشكله كبيره لحد ما الكل اتعود ع الوضع وبقى أمر طبيعي، حليم و شفاعه خدوا قرار إن سلامة هتبقى درع أبوها وصحبته وهتتربى بكل الحب والحنان اللي عندهم وهتكون خليفة ستها وامها، وعدت الأيام والشهور والسنين وسلامة الأقرب لقلب ابوها وأمها، وأهل الحاره بتحب شقاوتها، وأبوها علمها تاخد حقها من أي حد يجي عليها وكبرت سلامة ودخلت المدرسة وف يوم جت معلمه جديده ودخلت الفصل وبتتعرف عليهم وكل ولد وبنت بيقوموا يقولوا اسمهم وجه الدور عليها وقامت وقفت وقالت: 
ـ اسمي سلامة عبد الحليم حافظ بركات.
المعلمه ضحكت عليها والأطفال ضحكوا عليها وسلامة حطت أيدها ف جمبها واتكلمت ببرود:
ـ أنا هطلع أعمل شكوى فيكوا كلكوا ولو مش مصدقين استنوا للفسحه.

الكل سكت بما فيهم المعلمة وبدأت الدرس، وسلامة ضحكت بنصر ورجعت شعرها لورا بثقه، وزميلاتها بصولها بإعجاب واتمنوا كلهم يبقوا أصدقائها، لكن سلامة مبتحبش منهم غير حنان صحبتها من الحضانه وحنان بتحبها لشخصها مش لقوة شخصيتها، اليوم الدارسي خلص وخارجين من المدرسة، وسلامة مع حنان بيضحكوا وبياكلوا السندوتشات، و وقفت مرة واحدة ولفت بصت وراها لما سمعت: 
ـ ولا ولا عارف البت اللي بتاكل هناك دي؟ إسمها سلامة ههههههه اسمها ع إسم ولد ههههه.
كانوا تلات ولاد  ومعاها ف الفصل، سلامة فضلت بصالهم ومكشرة عينيها،ورجعت شعرها لورا ،حنان فتحت عينيها بقلق وفهمت وقالت: 
ـ لأ ياسلمى أبوس ايدك متعمليهاااش!!!

سلامة مردتش عليها وحطت الساندوتش في ايد حنان وقعلت الشنطه وحدفتها في الأرض، وشمرت كم القميص، ورجعت شعرها تاني لورا بثقه، وابتسمت ببرود وفاجأة مسكت شوية تراب م الأرض واتعدلت و صكت ع أسنانها وهجمت ع التلاته وحدفت التراب ف عينيهم ومسكت الشنط بتاعتهم وفتحتها وطلعت كل حاجه فيها ولخبططتهم، وضربت كل واحد على راسه بالشنطه واخدت باقي السندوتشات بتاعتهم والولاد عيطت وهى اتكلمت بتحذير: 
ـ انا أسمي سلامة بركات ولو سمعت حد فيكو اتكلم عليا يبقى الله يرحمه ماشي يا حيلة أمك انت وهو؟

وسابتهم وهى مبتسمة لحنان واخدت الشنطه ف وسط زهول باقي الأطفال، ومشيت وهى بتنضف أيديها وضحكتها ع وشها.

نيجي لجهاد اللى خرج من مدرسة انترناشيونال، وركب الباص وبعد شوية وصل ونزل من الباص قدام العماره و ولدين من نفس عمره عايزين ياخدوا منه أي حاجه معاه وهو خاف منهم وطلع مصروفه واخدوا الزمزمية وباقي ساندوتشاته وزقوه ع الأرض ولبسه اتبهدل، وطلع البيت مخنوق بس خايف وأول ما رجاء شافته جريت عليه واتكلمت بخوف: 
ـ جهاد حبيبي ايه اللي بهدلك كده؟ 
جهاد نزل راسه ف الأرض بيعيط وحكالها اللي حصل، وهى طبطبت عليه وقالت:
ـ حبيبي متزعلش دول أطفال متسولين وشافوك لابس كويس وشيك فقالوا إحنا ناخد اللي معاه، بس كويس اوي إنك متتدخلتش معاهم في مشكله، المشاكل مش حل ديما.
جهاد بصلها وقال بحزن:
ـ بس هما ف الاسكول بيقولوا عليا جبان، واني بخاف من اي حاجه، هو يعني ايه جبان ياماما؟

هزت راسها بالرفض واتكلمت بهدوء: 
حبيبى الجبن ده ف الصوت العالي وأنك تتطاول ع غيرك عكس الشجاع بيكون هادي رزين بيفكر بهدوء ومبيردش ع أي حاجه تجيبله مشاكل، ودلوقتي انسى الموضوع ده وتعالى معايا غير هدومك دي ولازم تاخد شاور علشان التراب ده مش كويس ع صحتك يعملك حساسية.

اخدته من أيدوا لاوضته وطلعت ليه ترنج لونه ابيض ف اسود ، وجهاد مش حابب يلبسه وقال:
ـ ماما انا مبحبش الترنج ده، انا بحب الأزرق اللي بابا جابهولي .
ابتسمت وقالت:
ـ جهاد حبيب ماما الشاطر مايعترضتش، لأن الماما ديما بتشوف الحلو لأولادها وتعمله اوكي ياحبيبي؟
جهاد اتنهد بإستسلام وقال:
ـ حاضر ياماما.

ف الحاره.

كلهم قاعدين في الصاله وسلامة قاعده في حجر ابوها بتحكيلهم ع اللي عملته في العيال والكل بيضحك ومبسوط حليم قال بضحكه:

ـ أيوه كده هى دي سلومة حبيبة أبوها، اللي يرفع عينه فيكي ويزعلك جيبي راسه الأرض، محدش احسن منك يابت بركات فاهمه ولا لأ؟

سلامة ردت بضحكه:- فاهمه يابابا والسندوتشات بتاعتهم وزعتها ع العيال وأحنا ف الشارع هههههه بس إيدك ع عشرة جنيه.

كشر عينيه بتعجب وسألها:
ـ ليه يابت ياسلومة مانتي مقلباني الصبح ف خمسه جنيه، عايزه دلوقتي عشره ليه يامفتريه انتي؟

ردت سلامة:
ـ اللاه، مش انت ابويا وبتحبني يبقى كيش يامعلم عايزه اجيب كراسة رسم،وأنت عليك الألوان اشطا كده؟

شفاعه ضحكت وكملت:
ـ يووه شوف البت ياولاد! طيب ماهو كده ابوكي اللي دافع حق الاتنين يابت، ولا انتي هتشتغلينا؟ قومي بقى ذاكري لحد ما اجهز الغدا.

سلامة هزت كتفها بالرفض واتكلمت:
ـ لأ، هذاكر بليل علشان انا هنزل مع ابويا الورشه وهيجبلي عصير وكل حاجه حلوة من عمي مرعي.

محاسن طلعت من جيب هدومها فلوس وبتتفحصهم وندهت ع سلامة وقالت:
ـ خدي يابت يا سلامة تعالي هاتي بوسه لستك.

سلامة قامت جري وحضنت ستها اللي بتموت فيها وقالت:
ـ حبيبتي ياستو هو انتي مطلعه الفلوس دي ليه؟ عشاني صح!

الكل ضحك ومحاسن كملت:

ـ علشان سلمى الجدعه  بنت بنتي اللي ضربت العيال ومزعلتش أنهم قالوا عليها سلامة، اوعي تزعلي يابت ولا تحطي في دماغك عايزاكي سبع الليل كده ومفيش حاجه خالص تستاهل زعلك يقلب ستك، ودلوقتي خدي العشرة جنيه دي قبل ما المقروطه ستك نبوية العمشه تيجي من عند بنتها، يلا خدي وهاتي اللي نفسك فيه.

حضنتها سلامة اكتر وباست ع أيد ستها، وشفاعه بتضحك وقالت:- مادام هتنزلي مع أبوكي الورشه استني هطلعلك فستان غير الترنج ده.
هزت سلامة راسها بالرفض وقالت بتصميم:- والله لأ، أنا مش هلبس الفستان انا هنزل كده، قولها حاجه يابابا أنت حبيبي.
ضحك حليم وضمها وقال:- لماضه نمرة واحد، ماشي ياست العرايس البسي الهدوم اللي تعجبك.

شفاعه عوجت بقها وقالت: والله لما نشوف آخرة دلعك فيها، ياخويا محسسني أنها كبرت ودخلت كليه لما نشوف.
سلامة رقصت حواجبها لأمها وقالت:- انتي غيرانه مني ياست شفاعه علشان بابا بيقولي ست العرايس وانتي لأ، بس هو حبيبي.
الكل ضحك عليها وحليم مقعدها في حجره ومبسوط بيها،بعد كده اتغدوا ونزلت مع أبوها الورشه وبيتكلم معاها بثقه كبيرة كأنها صاحبة عمره وفخور بيها في أي وقت وأي مكان، وكل ما تعدي سنه شخصية سلامة تبقى أقوى ع عكس شخصية جهاد المحصورة في قوقعة مامته، وف يوم نضال وابنه ورجاء عند والدتها خديحه واتكلمت قدام نضال بكبرياء وحطته قدام الأمر الواقع وقالت:
ـ نضال حبيبي، بكرة اول يوم لمُدرس الاتيكيت مع جهاد، وف الاجازه هنتفق مع مدرس الموسيقى اللي بيعلم سوزي بنت رامي اخويا اوكي.

نضال

                   البارت العاشر من هنا 

تعليقات