قصة جهاد وسلامه البارت العاشر10بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت العاشر10 
بقلم مريم نصار



نضال بيسمع مراته وطبعاً كان عايز عليه ينفجر فيها لكن مردش عليها، ساكت خالص وبيقلب نظراته ليهم وشاف حماته بتشجع بنتها ف قرارها واتكلمت بكبرياء:
ـ براڤو عليكي يا رجاء ياحبيبتي، من سنين وانا منتظرة منك الخطوة دي، انا شايفه إن أسلوب جهاد في الانحدار وده مايتناسبش معانا خالص، طيب انتي عارفه طنطك يسرا؟ مرات اونكل عزت!  أول ما شافت جهاد معانا في النادي انتقدت طريقة أكله، تخيلي يارجاء! كان بياكل الآيس كريم من غير معلقه،كانت طريقة لوكل اوي، وقتها كنت مكسوفه خالص، وحاولت اعتذر منها بطريقة شيك بحجة أنه لسه صغير، وكمان أكل بسكوتة الآيس بطريقة مش حلوه خالص خالص، اوو نووو بجد، جهاد لازم يتعلم الاتيكيت ويكون منتبه اكتر من كده لتصرفاته، لمجرد التخيل دوخت ايمبوسيل بجد.
خلصت كلامها وبصت لنضال بسخريه وكملت:
ـ إحنا عايزين حفيدي يبقى متعلم كل أصول العراقه والأسلوب المتحضر، مايكونش مجرد شخص غير سوى وغير مدرك لأفعاله، همجي..! كفايه علينا واحد متحملينه بالعافيه، مش كده ولا ايه يانضال..؟
 
هى كانت تقصد نضال بكلامها وأنها متحملاه بالعافيه، ومستنيه اندفاعه علشان تثبت لبنتها أنه فعلاً ماينسبهاش حتى لو فات ع جوازهم كتير، نضال بص ليها وفكر لثواني وبصلها بإبتسامة بارده، وبص لمراته بنفس الابتسامة لكن جواه غيظ مالوش آخر، وبص ع جهاد وكان قاعد مع ولد في عمرة تقريباً قدام الكمبيوتر، و واضح إن جهاد متفوق في اللعبه بحرفيه كبيره وده أتأكد منه لأنه شاف إبنه وقت فراغه ديما بيطلع وحدته وخنقته في ألعاب الكمبيوتر، واخد نفس طويل وطلعه بهدوء وأخيراً اتكلم بهدوء غير عادي:
ـ  والله يا خديجة هانم انتي لو عايزه تجيبي ألف مدرس اتيكيت لحفيدك، وألف مدرس موسيقى، ومدرس يعلمه لامؤخذه ازاي يدخل الحمام، ومدرس يعلمه ازاي يهرش لما ناموسه تلدغه وازي ياكل الآيس كريم بالمعلقه زي ما بتقولي انا معنديش اي مانع.

خديجه ورجاء بصوا لبعض بإعجاب وانبهار أنه بدأ يتفهم الأمور المهمه بالنسبة لحياتهم لكن اعجابهم اتحول لدهشه لما كمل كلامه وقال: 
ـ بما اني مش هدفع مليم واحد وسيادتك هتتكفلي بجميع مصاريف تعليم حفيدك إل...... الاتيكيت، مش هو اسمه كده بردوا؟ اتيكيت صح؟

رجاء شهقت واتكلمت بصدمه: 
ـ نضال؛ بليز أرجوك بلاش طريقتك دي، ازاي تقول حاجه زي دي؟
شاورت خديجه لبنتها تسكت وحطت رجل ع رجل واتكلمت بغرور: 
ـ أولا أنا مش ملزمه أدفع جنيه واحد لإبنك، لكن لو عايز فعلاً أني ادفع ليه ولبنتي كمان! يبقى تطلقها وتسيبها هى وابنها وأحنا هنحاول نصلح اللي أنت هببته في حياة بنتي سنين كتير.
نضال رفع كتفه ببرود ومط شفايفه وقال: 
ـ امممم والله زي ما بنت فخامة حضرتك تحب! انا معاها في أي قرار، مادام هتصلحوا اللي أنا هببته يبقى شوفي رأيها ايه وانا معاكي ف اي حاجه.

رجاء فتحت عينيها بصدمه اكبر ، لأن كده ف وجهة نظرها أنه اتخلى عنها بطريقه سهله ومتمسكش بيها، عكس خديجه اللي بلعت ريقها بتوتر وقلقت إن بنتها تبقى مطلقه ف العمر ده، وتخرب عليها،هى كانت بتتكلم بتهديد لأنها عارفه أنه متمسك بيها ومش سهل أنه يسيبها بالسهوله دي، وبصت لبنتها اللي عيونها مليانه دموع وصدمه وعتاب لجوزها، نضال شايف كل ده لكن محبش يفكر وحب ينهي النقاش اللي مالوش لازمه ويرجع ع بيته وقام وقف وقال: 
ـ ها يارجاء هانم هتقومي معايا نرجع ع بيتنا من غير لا مدرس اتيكيت ولا شغل فاضي! ولا هتقعدي جمب أمك وتصلحي حياتك اللي خربت معايا، وتطوري اكتر وتعلمي إبنك فن الرقص الشرقي بالمرة؟ ويبقى وصلتي لأمك اللي هى عايزاه من زمان.

شهقت خديجه بصدمه وحطت أيدها ع بقها وقالت: 
ـ اوووو نوووو رقص شرقي وأمك؟ ايموسيبل.

رجاء شافت إن كرامتها اتهانت بأنه سايبلها القرار ومش فارق معاه وجودها ودفاعه عنها مبقاش زي الأول، وقامت وقفت ولفت ضهرها ليه وقالت بكبرياء مصطنع: 
ـ طلقني يا نضال.

جهاد إبنها سمع الكلمه ولف وشه بسرعه لأمه وقام وقف متسمر مكانه، ونضال مط شفايفه و هز راسه وساكت، وخديجة بتدعي من قلبها أنه مايقولهاش، رجاء مغمضه عينيها وخايفه تسمعها، وهو هز كتفه واتكلم بوضوح: 
ـ تمام إن كان ده هيريحك أنتي وأمك مفيش مشكله و زي ما تحبي، يومين تلاته بالكتير ورقتك هتوصلك، بالأذن، ومستناش يسمع كلمه من اي حد، واخد موبايلة وخرج بسرعه، ورجاء مستوعبتش اللي سمعته،و انهارت واغمى عليها ع الكنبه وجهاد واقف متفرج لكن بعدم استيعاب للي بيحصل ومش فاهم يعني إيه كلمة طلاق ،وخديجه اتكلمت بصوت عالي:
ـ اوووو نوووو بنتي، رجاااااء بنتي، فوووقي انا عايزه اعيط، لأ انا هعيط فعلاً ايموسيبل.

في مكتب فاروق والد رجاء قاعد ع الكنبه ومسك كوباية عصير وناولها لنضال قدمهاله واتكلم بتروي:
ـ طيب امسك بس اشرب وهدي أعصابك، يشيخ هو حد بياخد ع كلام الحريم.
نضال كان متعصب جدآ ورزع كوباية العصير واتكلم بجديه:
ـ ياعمي هو ده وقت هزار! بقولك رجاء طلبت الطلاق، طلللبت الطلااااق، وكل اللي بيحصل ده! متزعلش مني يعني من تحت راس مراتك، لحد امتى بس هفضل متحمل الأسلوب ده، اتيكيت إيه وزفت إيه، هما بيخترعوا وهما قاعدين وخلاص، أنا زهقت بجد.

اتنهد فاروق وشاف إن نضال جاب آخروا من كل حاجه، وربت ع كتفه واتكلم بوضوح:
ـ طيب بس حاول تهدا وكل مشكله وليها حل، يانضال يا ابني انا اكتر واحد حاسس بيك، انا متجوز حماتك دي اكتر من مؤبد وعايش معاها حرفياً في حرب وعارف طبعها كويس جدا، ولولا عارف انها في النهاية قلبها ابيض وطيبه وبتطلع وتنزل ع الفاضي كنت طلقتها وانفصلنا من زمان، لكن هى بتحب اوي دور العنتظة وديما بتحسسني أنها خديجه هانم السلحدار، بس والله طيبه وانا واثق دلوقتي أنها قاعده جمب رجاء بتعيط معاها وعايشين هما الاتنين دور الضحيه.
وحب بهزر معاه ويهون عليه وكمل:- المهم قولي انت ناوي أمتى إن شاء الله! 
نضال نفخ بخنقه وبعدها كشر عينيه بعدم فهم وقال:
ـ ناوي ع ايه في إيه!  مش فاهم يعمي؟
ـ ههههه قصدي ناوي تطلق رجاء بنتي امتى.

نفخ نضال بنفاذ صبر أكبر وقال:
ـ حتى أنت كمان ياعمي عليا، منا حكيت لحضرتك كل حاجه، واني قولت كده لرجاء علشان تهمد وتبطل الطريقه دي،حضرتك عارف اني بحب رجاء ومستحيل اتخلى عنها، بس بجد الأمر بقى لا يطاق ياعمي، رجاء بقت اوڤر في كل حاجه ،وجهاد ابني هو الضحيه، اتيكيت ايه وزفت ايه وموسيقة إيه؟ انا مش عارف هى عايزه توصل لايه، ماهى مش عاجبها حمدي إبن شاديه وبتفضل تتريق أنه مالوش شخصيه، طيب ماهو حمدي اتربى ع نفس النمط اللي ماشيه عليه مع ابني جهاد، جهاد هيبقى مالوش شخصيه ياعمي، ابني بيعاني وانا شايف كل ده ف عينيه.

هز راسه بتفهم وسأله:
 ـ طيب وانت دورك ايه يانضال، وليه سايب إبنك ضحيه؟
رجع راسه لورا بتعب واتكلم بتنهيدة:
ـ أنا..! أنا تعبت معاها كلام ونصايح وخناقات ده غير إني طالع عيني ياعمي انا بشتغل الصبح ف الشركه وبرجع احيانا بليل ومهدود حيلي، طلبات مبتخلصش، ولما بتكلم معاها بخصوص جهاد تقولي ده أبني وهربيه بطريقتي زي ما اتربيت، اقولها يستي سيبيه يلعب مع عيال الشارع اللي من سنهُ، سيبيه يتمرمغ في وسط العيال ويضربهم ويضربوه خليه يعرف يدافع عن نفسه! خليه يعرف إزاي ياخد رد فعل ويبقى قد الموقف اللي هو فيه! تكلمني كأني قولت حاجه عيب وتقولي لأ لأ لأ أبني ماينزلش الشارع ولا يلعب مع أطفال زي دي، ده غير الديتول والتعقيم دي ناقص تجيب ميكروسكوب في البيت علشان تكتشف الجرثومه الهربانه من إعلان ديتول هربانه فين! 
فاروق كشر عينيه بتعجب وسأله:
ـ طيب وليه ديتول! في صابونة لايف بوي، جميله بردوا زي الديتول بالظبط وحاجه ايه؟ اورجانك.

نضال صك ع أسنانه بقلة صبر وبص لحماة بتوعد وشر، فاروق ضحك وكمل بهدوء:
ـ خلاص خلاص انا بحاول اهون عليك شوية، مانا كمان عشت كل اللي انت فيه دلوقتي،بس رجاء أرحم بكتير والله، لكن دلوقتي أنت ناوي تعمل إيه؟ وناوي ع إيه ف حوار جهاد ومدرس الاتيكيت انا من رأيي ترفض وتصمم ع رأيك هو الأكل كمان محتاج شرح؟ ماحنا بناكل عادي مش جريمه هى.

قام من مكانه و وقف قصاد الشباك و ولع سجاره واتكلم بشرود.
ـ كان نفسي اشوف جهاد ظابط جيش قد الدنيا، بس بالطريقه دي مستحيل.
فاروق لمس الوجع ف صوته وقام وقف قدامه وسأله:
ـ ليه مستسلم اوي كده يانضال؟ مش يمكن جهاد بكره بقى فعلاً الظابط اللي بتحلم بيه وتشوفه في البدله وتبقى فخور بيه!
ـ ضحك نضال بسخريه واخد نفس طويل وكمل بتنهيدة:
ـ عايز طفل اتربى فى قوقعة خوف ورعب واهتمام فوق الملحوظ، وأمه هى اللى بتبني شخصيته بدماغها، هى مش سايبه اي فرصه أنه يتنفس بحريه، حتى لو طلعنا مصيف تخاف ينزل الماية، وخلاص تقرر أنه لو نزل! هيغرق، ده غير الوسوسه في النضافه ده غير أنه عمره ما أختار لنفسه أي حاجه بيحبها؛ بينام بميعاد ويصحى بميعاد، لبسه ع زوقها كل حاجه تحت سيطرتها، عايزو بعد كل ده يبقى ظابط إزاي؟ انا بسرق ابني منها ياعمي.

ـ إزاي بتسرق إبنك يانضال!
بص للشارع وافتكر كل حاجه وشريط فيديو بيعدي من قدامه، وكمل وقال:
ـ أول ما رجاء تنام بقوم واتسحب زي الحرامي واروح عندو وافضل اتكلم معاه وهو بيبقى خايف أنها تصحى تلاقيه صاحي بعد الميعاد المحدد لنومه، وبحسه جعان.
وبص لحماه وكمل بغصه.
ـ تعرف اني ساعات كتير ببقى قاعد في الصاله في الضلمه وبشوف حركه غريبه عند اوضة جهاد وبقوم أشوف في أيه؟ بلاقي ام السعد الشغاله واخده اكل الأوضه يكمل عشاه، وقتها متزعلش مني كنت عايز اهد الدنيا، وهتوصل لردة فعل مني أني امد ايدي عليها من حرقة قلبي، بس عارف لو اتكلمت أو انفعلت! هى هتطفش ام السعد وتطردها، وكمان هتزود الإهتمام بجهاد، فبقيت أنا اللي بهتم بأبني من وراها، انا عايش في سجن ياعمي، رجاء دي لو عندنا في البلد مكنتش هتعمر شهر واحد بطريقتها دي،  وهقول زي ما حضرتك قولت، انا لولا عارف إن رجاء طيبه وبتحبني وبتحب أبنها كنت قولت عليها أنها أنانية، ومتزعلش مني مع احترامي الكبير ليك،كنت طلقتها من زمان، انا واقف متكتف عايز ابني أسرة سعيدة بس للأسف مش هيحصل بالطريقه دي، وبردو مش عارف اعمل ايه؟
طال الصمت بينهم ونضال قعد بتعب وفاروق بيفكر وبعد تفكير كسر الصمت ده وقال:
ـ اسمع يانضال، أنت هتعمل اللي هقولك عليه.
اتعدل بتركيز وهز راسه وبيسمعه وهو كمل:
ـ انت هترجع ع بيتك وتنفذ الخطه بس منغير طلاق، يعني انا هرجع البيت دلوقتي وخديجه طبعاً هتطلعك شرير الرواية وانا هفضل مستمع كويس جدا واول ما تقولي ع حوار الطلاق انا لأول مرة هوافقها الرأي، وهفضل ازعق واهلل وأنه الصح إنك تطلقها، انا طبعاً بقول كده علشان خديجه تترعب، ويمكن رجاء تعيد حساباتها و وقتها تعرف قيمة سيادتك في حياتها، وبليل استنى مني اتصال اقولك ع اللي حصل، وربنا يهديهم هما الاتنين بنت السلحدار وسلطح باشا.

بعد ما اتفقوا كل واحد راح ف طريق ونضال رجع البيت بليل ومخنوق ومستني الإتصال بفارغ الصبر، وأخيراً موبيلة رن ورد بسرعه ع حماه واتكلم بلهفة:
ـ الو ها ياعمي قولي عملت إيه؟ رجاء ندمانه مش كده؟
حماه أبتسم بسخريه لأنه لازم يجي ياخد مراته ع بيتهم وهز راسه و رد عليه بتنهيدة مصطنعه:
ـ ايييه هقول ايه بس، لكن! ألف مبروك يانضال يا ابني، رجاء مراتك حامل في الشهر التاني....! 

ف الورشه حليم وشقاوه بيشطبوا الشغل وخلصوا العربيه وسلامة كانت واقفه قدام الورشه وقبل ما يقفلوا شقاوه أتكلم وسأل حليم:
ـ طيب يسطى افرض الزبون جه كمان شوية ولقانا قفلنا! هياخد عربيته إزاي؟
حليم بيحط العدة مكانها واتكلم بوضوح:
ـ ياض اتعلم مش هتفضل كده غشيم،انت كبرت وبقيت شحط اهو، هو انا مش قولت للزبون اني بقفل الساعه ٩ واخروا معايا ٨؟
هز راسه ليه ب ايوة، وكمل حليم:
ـ ودلوقتي الساعه ٩ ومجاش؟ هعمل ايه يعني؟ هفضل واقف مستني عظمته لما يشرف؟ إحنا هنعمل زي كل مرة هنكلبش الكوتش لحد ما صاحبها يحن عليها ويجي يستلم شغله ويأبجنا الفلوس، دي العربية اللي قطمت ضهري من ساعة ما نزلت العصر.
رد شقاوه بموافقة وقال:
ـ وجب يسطى أنت كلامك كله حكم خلاص وقت ما يجي ياخد شغله وبالسلامة.
ردت سلامة بانتباه لأنها سمعت إسمها وافتكرت إن شقاوه بيكلمها وقالت:
ـ بتقول حاجه يا شقاوه؟
أبتسم ولف ليها وقال:
ـ لا يسلمى مبقولش حاجه، وبعدين انا ع طول اقولك سلمى مش سلامة ولا ايه؟
هزت راسها وكلمت أبوها:
ـ يلا بقى يابابا عايزه اطلع لستي أخد منها مصروف بكرة قبل ما تنام ولا تنسى وتعملهم عليا.
ضحكوا ع كلامها، ولسه بيقفلوا الباب وجه صاحب العربيه واتكلم:
ـ معلش يسطى حليم اتأخرت عليك، معلش مراتي كانت بتولد ومعرفتش اجى غير لما اطمن عليها وع العيل، المهم خلصت العربية يسطى؟

أبتسم حليم واتكلم:
ـ ألف مبروك ياريس ويتربى ف عزك إن شاء الله، وسماح النوبه علشان خاطر الكتكوت الصغير، عربيتك جاهزه ورجعت غندوره احسن من الاول، اركب ياريس ودورها وشوف بنفسك.
الراجل ركب عربيته وجربها وهز راسه بإعجاب من الفرق وسأله وقال:
ـ هى كان فيها ايه يسطى حليم، الموتور بردوا؟

رد عليه وقال:

ـ ده الموتور وسير الدينمو، لامؤخذه ياريس عريبتك بوقها فتح كشفنا ع البساتم ولقينا الموتور كاتم، وغيرنا سير الدينمو، بس دلوقتي ايه؟ اللهم صل على النبي، حاجه هتطول معاك لسنتين قدام بس انت سوق ع مهلك يامريسا.
الراجل شكروا وسأله ع الحساب ودفع المطلوب ومشي، وظهر ورا الميكروباص؛ مرشدي اللي رجع الحاره بعد سنين و واقف بشماته لما سمع صوت حليم وشك إن البنت الصغيرة اللي واقفه جمبه دي بنته، سلامة، حليم شافه والدم غلي ف عروقه ورايح يهجم علية لكن شقاوه مسكه بصعوبه واتكلم:
ـ خلاص يريس حليم الله يكرمك، سيبك منه علشان سلمى بنتك واقفه، وده مهما كان خالها، ومش عايزين الجيران تشمت فينا، اهدا وسيبك منه، وبص لبكار وقال: 
ـ أنت ايه اللي رجعك الحاره يسطى بكار؟
ضحك بكار رغم خوفه الداخلي وعينيه ع سلامةوقال بسخرية: 
ـ أطلع منها أنت ياشقاوه، وخليك في حالك.
وكمل كلامه لبنت أخته:- انتي سلامة مش كده ياحلوه؟
سلامة حطت أيدها ف جمبها واتكلمت ببرود: 
ـ اه وانت أسمك بكار! اومال فين المعزه وحسونه مش ساحبهم وراك يعني؟
بكار فتح عينيه بزهول واتكلم بتوهان:
ـ يخربيتك لسانك طويل زي أمك! ايه البت دي؟ 
وحاول يبتسم واتكلم بلخبطه:
ـ ههههه أحم دمك خفيف قوي يا سوسو انتي متعرفيش انا مين؟ انا خالك مرشدي؟ بس ف المنطقه بيقولوا عليا بكار، انا كنت مسافر ولسه راجع، بس انتي طلعتي عسل قوي ياسوسو.
سلامة بصت لابوها اللي كان ساكت وعيونه كلها شرار لبكار وسألته بفضول:
ـ بابا هو ده خالي مرشدي بحق وحقيق، اللي ستي حكتلي عنه ولا حرامي؟ اصل شكله يدي على حرامي، هو ده خالي بجد؟
شقاوه كتم الضحكه وحليم بدأ يهدا واتكلم بنفور وقال:
ـ أيوه ده خالك للأسف.
سلامة شافت ملامح أبوها وحست أنه مضايق وبصت لخالها وشافته بيضحك بطريقه محبتهاش وفكرت بسرعه، وجريت عليه وحضنته بتمثيل،وحليم كشر عينيه بعدم فهم، وشقاوه ضرب كف بكف لأنه فاهم دماغها  وقالت بشوق مصطنع:
ـ ياحبيبي ياخالي، أخيراً رجعت ياخالي، كده تسيب بنت اختك وتسافر ياخالي، طيب مش تسأل علينا ياخالي، اهيء اهيء اهيء اااه لو تعرف انا كان نفسي اشوفك قد ايه ياخالي.

حليم شاف ضحكة شقاوه وبص لبنته وحاول يفهم لكن حب يشوف النهايه، بكار مكنش متوقع رد فعل بنت أخته كده هو من جواه مضايق منها جدآ، لكن ضحك بتمثيل وحضنها واتكلم :
ـ ياحبيبتي يابنت اختي، سامحيني يابنت أختي، مبعدنيش عنك وعن امك غير الشديد القوي يابنت اختي.
سألته ببراءة وقالت: 
ـ هو انت كنت مسافر بجد ورجعت؟
رد عليها بايوة، وهى مسحت دموعها المزيفه ورجعت شعرها لورا ودي حركتها قبل ما تنتقم، وحليم كشر عينيه بشك أنها مش هتسكت، بعد ما رجعت شعرها ابتسمت ورفعت أيدها ليه وقالت: 
ـ طيب إيدك بقى على فلوس أنت راجع ومتريش ومش هسيبك غير لما اخد منك ٣٠٠ جنية حلاوة رجوعك، وإلا هعيط واولول وأقول الخال مبقاش والد ده بيولد.

شقاوه مقدرش يكتم الضحكه اكتر من كده، وحليم أبتسم وسكت، وبكار فاتح عينيه بصدمه وقلبه قال، ٣٠٠ جنيه ياظالمه؟ وحاول يخلع منها لكن سلامة مسكته من طرف الجاكيت وقالت:

ـ يلااا ياخاااالو علشان اقولك خبر أحسن بكتير هيخليك تنسى الفلوس وتديني قد اللي هتدهوملي عشر مرات.
بكار اتحمس للأخبار وفضوله زاد وغصب عنه طلع ليها الفلوس، وهى اخدتها منه وسألها بإستفسار:
ـ اديكي خدتي الفلوس اهى قوليلي بقى ايه آخر الأخبار؟
سلامة شاورت ليه ينزل لعندها ونزل وهى وشوشته وقالت:
ـ ياخبرالنهارده بفلوس بكره ينزل عليه أوكازيون، هههههههه خالي بكار شربها وضحكت عليه ههههااي.

بكار صك ع أسنانه بغيظ، وحليم وقف قدامه واتكلم من بين أسنانه بإبتسامة بارده علشان بنته:
ـ امشي من وشي علشان اللي أنت سمتها سلامة دي لو سبتها عليك وعرفت بس إنك أنت اللي سمتها كده؟ هتفرجك على مصارينك وتحضر حفلة الممبار، وانت شوفت بعينك درس صغير حتة عيلة بعتتك في الهوا، أركب رجليك زي الشاطر وأخفى يا بكار الكلب بس اوعى تكون فاكر أني هسيبك، بكار اتنفض بخوف وبلع ريقه بتوتر ومشي بسرعه وقال بغيظ:
ـ بقى حتة العيلة دي تقلبني في ٣٠٠ جنيه بكلمه؟ لأ وكمان هتعملي ممبار من احشائي؟ أنا إيه اللي رجعني المخروبه دي تاني!

شقاوه قفل الورشه و ودعمهم ومشي وحليم طالع وماسك ايد بنته وهى اتكلمت:
ـ بابا أنت كنت مضايق ليه من خالي، أنا ضحكت عليه علشان كنت أنت بتبصله قوي زي ما بتبقى بتتخانق مع عيال الحاره، هو عمل حاجه؟
ضحك حليم وقال:
ـ هههههه وعلشان كده قالبتي خالك ف الفلوس دي؟ مش سهله بردوا انتي يابت! ستك نبوية لو عرفت هتزعلك جامد.
هزت كتفها بالرفض واتكلمت:
ـ لأ انا هقول لستي محاسن هى هتفرح ودي فلوس أبنها نجيب بيها حواوشي من عمي زغلول، ستي بتقول بيبيع لحم كلاب نمرة واحد يعني نمبر وان.

ضحكوا الاتنين ودخلوا البيت وهما قاعدين بيتعشوا الباب خبط جامد، شفاعه كشرت عينيها بتعجب وقالت:- أستر يارب مين اللي بيخبط كده لما اقوم أفتح.
حليم أكل اللقمه وشاور ليها وقال:- اقعدي انتي ياشفاعه أنا هقوم أفتح.
نزلت سلامة من ع الكرسي وجريت وهى بتقول:- لأ انا اللي هفتح.
وراحت فتحت الباب وتفاجأو من نعمه وماسكه ابنها حماده ف أيدها وزقت سلامة ودخلت زي الإعصار ومتعصبه جدآ.
شفاعه غمضت عينيها وقالت بزهق:- اووف قال ياقاعدين يكفيكوا شر الجايين.
أستغرب حليم لدخولها بالشكل ده وشاف حماده عينه وارمه وزرقا، وسلامة حطت صوباعها ف بقها وفكرت بسرعه وجريت وقفت ورا ستها محاسن، حليم اتكلم بتعجب:- نعمه؟ مالك يختي حصل إيه تعالي اقعدي اتعشي معانا، وايه اللي حصل لعين حماده.
ردت نعمه بهجوم:- عشا إيه ياخويا! مانت قاعد أنت ومراتك مبسوطين وطالقين اللي متتسما بنتكوا على عيال الحاره! تضرب فيهم،هى راحت فين وانبي لاجيبها من شعرها واربيها مادام أمها مش عارفه تربيها.
رفعت شفاعه حاجبها ومردتش عليها لأنها عارفه اللي حصل،نفخ حليم بضجر واتكلم:- لا حول ولاقوة إلا بالله، ليه لزوم الغلط بس يانعمه، تعالي اقعدي وفهمينا ايه اللي حصل.

شدت نعمه حماده وقربته من خاله حليم وقالت:- شوف بعينك ياخويا، شوف عمايل بنتك هتفقعلي عين حماده، والواد ياكبد أمه ساكت ومش راضي يقول مين اللي عملها.
حليم بص لعين حماده وخدو الوارم وتنح، وبص ع سلامة وشافها واقفه ورا ستها، وبترفع كتفها وقالت بصوت واطي:- أنا معلمتش حاجه.
حليم كشر عينيه بشك واتأكد أنها عملت كده فعلاً واللي زاد من شكه إن شفاعه قاعده ساكته ومبسوطه ومسح انفه واتكلم:- أحم لا حول ولاقوة إلا بالله، ده الواد وشه متشلفط، أحم ليه بس كده ياحماده ياحبيب خالك، عملت ايه تعالى قولي اللي حصل.
حماده عينيه ع سلامة واتكلم:- والله ياخالي معملت حاجه، امبارح وانا رايح الدرس شوفت سلمى وهى ماشيه ف الشارع، بقولها هاتي المسطره بتاعتك وقلم رصاص علشان نسيت اجيبهم وهى مرضيتش وراحت ضربا*ني في عيني.

ردت سلامة بغيظ:- أنت كداب يالا ياحماده.
ردت نعمه بغضب:- كداب في عينك بت قليلة الربايه صحيح.
نهرتها شفاعه وقالت:- اقفي عوج واتكلمي عدل يانعمه، انا بنتي يختي متربيه أحسن تربيه، وإن كان ع الموضوع أنا عارفه كل حاجه من امبارح وبصراحه كده إسم الله عليه حماده يستاهل، ده بدل ما تقوليله ينشف كده رايح يعيطلك، يلا وهو هيجيبه من بره!

زعقت نعمه وقالت:- قصدك ايه ياشفاعه؛ ابني خرع يعني! ولا علشان هو محترم ومرضيش يمد أيدو عليها.
ردت سلامة بغيظ:- مايقدرش ده انا كنت شلفطت وشه كله، وابنك كداب ياعمتي، ماتنطق ياض وتقول أنا ضر*بتك ليه! 
حليم بصلهم يسكتوا وقال:- مسمعش صوت واحده فيكوا.
وبص لحماده وسأله:- قولي ياحماده إيه اللي حصل بالظبط علشان سلامة تعمل فيك كده.

حماده بلع ريقه وخاف من نظرة سلامة ليه ونعمه اتغاظت من سكوت حماده وخبتطه ع كتفه وقالت بزعيق:- أنطق ياض وقول لخالك.
مردش عليها وخاف يتكلم وراحت سلامة وقفت جمب أبوها وقالت:- هيقول ايه ياعمتي؟ هيقولك أني لما مرضتش اديله حاجتي شتمني بأمي! 

كدبتها نعمه وقالت:- اكتمي يابت انتي كدابه انا حماده ابني مايعرفش ايه هى الشتيمه، وانتي هتجبيه من بره ماهى أمك ديما بتحب ترمي بلاها ع الناس، ده بدل ماتربيكي وتديكي علقه محترمه.
ردت شفاعه ببرود:- الله يسامحك يانعمه يختي، أنا مش هعتب عليكي وعارفه إنك نار قايده من وش إبنك، آه ده لما دخل عليا كده معرفتوش أنه إسم الله عليه حماده غير من صوته، قلبي عندك يختي.

حليم مسك دراع حماده وسأله بهدوء:- حماده ياحبيبي قولي الصراحه وانا هجبلك مسطره وقلم وكراسه كمان، بس قولي أنت شتمت سلامة بمرات خالك؟
حماده نزل راسه ومردش؛ وده ضايق نعمه اكتر، وقام حليم جاب كراسه وقلم ومسطره وعطاهم لحماده وقال:- أمسك وبعد كده مش عايزك تغلط في حد بأمه أو أبوه، والمفروض أنت أكبر منها تكون متعلم الأدب ومتغلطش في حد.
نعمه شدت حماده بغيظ وقالت:- ده اللي ربنا قدرك عليه ياحليم! 
رد حليم بعدم اهتمام:- تعالي كلي قبل العشا مايبرد يانعمه، وعلمي إبنك مايهنش حد بأهله.
نعمه صكت ع أسنانها بغيظ وسحبت أبنها وخرجت متغاظه وهى بتبرطم، وحليم بص ل سلامة بجمود وقال:- ده إبن عمتك يا سلامة وأكبر منك ماينفعش تضربيه كده، اول وآخر مرة تعمليها.
سلامة رجعت شعرها لورا وقالت:- إن شاء الله قول يارب.
ضحكت شفاعه وقالت:- بت ابوكي بصحيح، بس يخربيتك انتي مشلوحه الواد خالص.
ردت سلامة وقالت:- اللي يجيب سيرت أبويا وامي يبقى الله يرحمه، وهو جاي يشحت مني ليه، هو أبويا أغنى من ابوه! أبويا شغال وشقيان عشاني، يجي الواد ده ياخد حاجتي لأ وكمان يشتمني! أنا غلطانه ياستي سونا! 
ردت محاسن وقالت:- لأ يقلب ستك بس خلي بالك المرة الجايه وانتي بتضربي إبن نعمه متجيش جمب العين؛ آه مش هيبقى ضرب ومصاريف لو عينه اتصفت حماده قلب امه.

نضال وقتها كان مضايق جدآ من إن كل حاجه ضده، وعدا يومين واتصل بيها وصالحها واتفقوا مفيش مدرس اتيكيت، وهى من فرحتها بالحمل وافقت وأنها هى اللي هتعلم جهاد اصول الاتيكيت وكل حاجه، ورجعت بيتها من تاني لكن تعب الحمل اهملت جهاد شوية ونضال حاول يقرب منه ويعوضه شوية واكتشف إن إبنه بيحب يستخدم الكمبيوتر مش ف اللعب وبس وعنده شغف يوصل لبرماج الكمبيوتر وازاي بتشتغل وكان بيحوش مصروفه علشان يشتري برامج ويتطور من نفسه،وقال لابوه أنه نفسه لما يكبر يدخل كلية بيستخدمه فيها الكمبيوتر كتير، وحاول نضال ينمي جوه جهاد حبة أنه لما يكبر يكون ظابط ، لكن هو اكتر واحد عارف أنه مستحيل يقبلوه بالشخصيه الضعيفه دي،واستسلم نضال لرغبة إبنه وعدت فترة الحمل ع خير و ولدت رجاء وجابت بنوته ونضال سماها ريناد، وعدت الشهور والسنين وكبر نضال واتخرج من كلية حاسبات ومعلومات، واتوظف في شركة كبيرة مهندس برمجيات وتقنيات، وامه مبسوطه بسيطرتها عليه وده مسبب ضعف شخصية جهاد، ومسبب عامل نفسي لنضال ومحبش يكرر غلطته في تربيتة لبنته وحاول يربيها بمعرفته، وندم نضال لأنه كان ممكن ينقذ حياة إبنه من القفص اللي كانت معيشه فيه أبنها لكن حبه ليها كان الشماعه اللي بيعلق عليها غلطه ونفسه ف فرصه واحده يحاول يغير فيها إبنه للأفضل، وريناد دلوقتي في ثانوي عام وشخصيتها وسطيه لكنها بتفضل أبوها اكتر، أما جهاد سمعا وطاعه لأمه خوفاً من غضبها عليه.

اما سلامة كبرت وكبر معاها حلم أبوها حليم أنه يشوفها مدرسة قد الدنيا وهى رغم شقاوتها كانت بتذاكر ودخلت كلية تربية قسم انجليزي واتخرجت وشغاله دلوقتي من سنه مُدرسه ف مدرسة ابتدائي في نفس الحي، ودلوقتي جه وأول يوم ف العام الدراسي، وبتلبس بسرعه وأمها بتجهزلها السندوتشات و وافقه في المطبخ وقالت:
ـ ياسلمى، انتي يابت هتتاخري ع اول يوم يابنت المنكوبه، اخلصي يابت.
جه ولد جميل كده في أولى اعدادي ولابس لبس المدرسه وكلمها وقال:
ـ إيه رأيك في لبس المدرسة بتاعي يام سلامة، أعجب مش كده؟ ولا الكوتشي ماشي مع التيشيرت، الاقيش عندك شوية ريحه؟
ضحكت شفاعه ومسكت علبة السندوتشات تناولهاله وقالت:
ـ يوه جاتك ايه ياواد ياحسين، ريحة ايه دانت ريحتك مسك أنت وأختك، ولبسك يختي إسم الله هينطق عليك، قلب أمك أنت ياحبيبي، بس يرضى عليك روح شوف اختك سلمى أتأخرت ليه؟
حسين بيحط اللانش بوكس ف الشنطه وبينده عليها بصوت عالي:
ـ ياسلووومه، يا ابلة الانجليزي، في جيل مستنيكي علشان يبوظ اكتر ماهو باااايظ، انتي يامربية الاجياااال،، ااااااه، شوفتي بقى ياماما بتمد ايدها إزاي؟
سلامة خرجت وضربت أخوها ع قفاه، وباست أمها وبتاكل ساندوتش ع السريع وبتشرب الشاي وهى واقفه جمبها ف المطبخ، وضحكت شفاعه وحبت تلطف الدنيا:
ـ معلش يقلب أمك اختك متقصدش دي بتحبك، وأي حد يبصلك بس؟ تاكله بسنانها، بتهزر معاك مش كده ياسلومة؟
بتبلع الأكل وردت بجدية: 
ـ لأ مبهزرش، وخليه يتلم شوية ويوطي صوته، تلاقي ستي سونا وتيتة بيبا وبابا صحيوا ع جعورته دلوقتي.
حسين نفخ بغيظ وقال:
ـ طيب فيها ايه يعني؟ كده كده هيحصوا علشان نسلم عليهم و ناخد المصروف، ولا أنتي لازم تمدي إيدك يعني؟.
سلامة خلصت أكل وغسلت أيدها من حنفية المطبخ واتكملت: 
ـ بطل صداع ع الصبح يامخ الدوج أنت، وأدخل سلم عليهم وخد مصروفك واخلع أنت ع مدرستك، واعمل حسابك أني موصية عليك المدرسين بتوعي، وهتدخل علمي علوم وهتبقى دكتور إن شاء الله وياويلك لو حد اشتكى منك هعقلك زي الدبيحه اللي ملهاش راعي، يلا ياض اتكل.
نفخ بخنقه منها واتكلم وهو ماشي:
ـ دي ايه العيشه دي اومااال لو ماكانتش مُدرسة، كانت هتتعامل معانا ازاي؟ 
شفاعه بتشيل الأكل ف التلاجه وسلامة لمحت عيونها بتلمع بدموع وفهمت سبب حزنها، وحضنتها من الخلف وحطت دقنها ع كتفها واتكلمت:
ـ جرا ايه ياست البنات ههههه مش دي كلمة الحج حليم ليكي ع طول؟ روقي كده، والله بابا زي الفل.
شفاعه مسحت دموعها ولفت لبنتها واتكلمت بوجع: 
ـ ابوكي لو كان سمع كلامي وعمل العمليه مكنش حصله اللي حصل ده؟ ياريتني كنت مُت ولا شوفته كده أبدا.
سلامة قاطعتها وبتكابر دموعها هى كمان، لأنها اقوى من كده واتكلمت بجدية:
ـ اللاه، وبعدهالك ياماما؟ انتي هتزودي الهم على بابا؟ ويستي ده نصيب وبابا زي الفل، وانا هاخدو دلوقتي انزله انا وشقاوه الورشه قبل ما امشي، وانتي الضهريه كده تبقى انزلي شقري عليه، نزليله كوباية شاي من ايديكي الحلوه دي، ع كام سندوتش كده لزوم القاعده،وامنتك أمانه تفكيها كده علشان حليم طول اليوم ف الشارع ونسوان الحاره كلها بط بلدي وعبايات سودا بقى واوعا وشك، دي كفاية ام سمارة وهى راجعه من الشغل و بتقوله العواف عليك يابو حسين، عليها حتة يابو حسين تجيب اجدعها شنب الأرض ،ياوعدي عليك ياحُلم.

شفاعه كشرت عينيها بغيره، وبتقلع في الشبشب وسلامة فهمت وجريت من قدامها بسرعه وبتصرخ وبتقول:
ـ لا وانبي ياماما، خلاااص خلاص، ااااه، تسلم ايدك النيشان المرادي رشق.
خبطتها في ضهرها، وكملت بغيرة.
ـ انتي عايزه ابوكي يتجوز عليا بعد العمر ده كله يابنت المنكوبه؟ انا مش عارفه انتي بنتي ولا بنته وبس؟ كان يوم مهبب يوم ماشوفتك يابنت الجز*مه. روحي اتشطري ع اللي بياكلوا عليكي فلوس الدروس الخصوصية ياموكوسه يابنت الموكووسه. 
وقعدت ع الكرسي بغيظ وكملت:
ـ حرقت دمي بنت شفاعه، البت دي مش بنتي لأ لأ، ااه لأ دي بنتي وهى يعني هتجيبوا من بره ماهي كلها.....!
محاسن من الاوضه قاطعتها بصوت عالي وضجر:
ـ صوتك عالي ليه يابنت الاجرب صحتيني من أحلاها نومه انتي وابن الرفدي ده عايز ايه يامنحوس؟ 
حسين باس ع أيدها وقال:
ـ عايز مصروفي يستي انتي امبارح فضلتي توصيني اني مروحش المدرسه غير ما اخد منك ومن تيتة بيبا المصروف.
اتعدلت محاسن وجمبها نبويه وقالت:- أنت إبن مين فيهم! 
حسين هز راسه بيأس وقال:- ياستي أنا حفيدك إبن شفاعه.
محاسن كشرت عينيها وقالت:- ولاعه؟ ولاعة مين ياضنايا؛ هييييي تكونش بتحشش ياواد! 
وزعقت بصوت عالي:- يافاااااتن تعالى شوفي إبنك بيحشش، تعالي ياروحيه راديو شوفي الخلفه ال...

حسين ضحك وقال:- يااااستي حشيش ايه بس! أنا عبقرينو حفيدك اناااا عبقرينووووو افتكري كويس.
افتكرت محاسن وقالت:- اه يا حبيبي يابني، عامل ايه ياعبقرينو الزفت، جاي ليه؟
رد عليها تاني بصوت أعلا:- عايز مصروفي يستي انتي امبارح قولتي متروحش المدرسه غير ما اخد منك ومن تيتة بيبا المصروف، هتجيبي المصروف ولا أمشي.

ردت نبويه وقالت بكسل:- لأ استنى ياواد ،وطلعوا المصروف ليه، سلامة دخلت وطبلت ع الباب وقالت:
ـ صبح صبح ع موزز درب البرابره سونا وبيبا حبايب قلبي.
ضحكوا وسلموا عليها واتكلمت محاسن:
ـ شوفوا البت ياولاه بتضحك علينا وبتقول موزز داحنا رجلينا بوسطنا ف القبر وربعنا اتحلل وبتقول موزز قصدك جثث يابت حليم.
سلامة نامت بضهرها ع رجليهم واتكلمت بتمثيل:
ـ مين دول اللي جثث دانتوا فيكوا صحه مش عند حد، بس انتوا استحليتوا القاعده ف البيت، لا شغل ولا مشغله انا بفكر لما أرجع اخدكوا ونروح السينما ونتمشى ع الكورنيش شوية يمكن تقابلوا تؤام روحكوا ونفرح بيكوا ع آخر السنه بدل ما انتوا قاعدين كده من يوم مانا اتولدت وشكوا في وش بعض، لما عنستوا واهل الحاره كلت وشي منكوا يابنات.
ضحكوا كلهم ونبوية اتكلمت:
ـ يختي شوفوا البت لسانها زي ستها محاسن ملفوف حواليها كده، امسكي يابت مصروفك، وعايزاكي كده تبقى مالية مركزك في الكُتاب وا.....
قاطعتها سلامة بزهول:
ـ كُتاب؟ كُتاب ايه ياستي انتي لسه وافقه في الدوله العثمانيه ولا ايه فوووقي بقى، هاتي يا سونا المصروف خليني اشوف بابا مش عايزه أتأخر، قبل ما ترجعوا بيا بالزمن اكتر من كده واصبح على الملك فاروق الاول.
اخدوا المصروف زي ما اتعودوا كل سنه و راحوا لابوهم، حليم كان قاعد ع كرسي متحرك وباصص من الشباك وعينيه شارده في عالم تاني، واتنبه ع سلامة اللي حاوطت رقبته وحطت دقنها ع كتفه وقالت بغرام:
ـ صباح الخير ياحبيبي، ياترى سرحان فيا ولا سرحان ف ام سماره هههههههه اوبس شفاعه لسه مسلما عليا بأبو ورده هههه.
حسين بغيظ:- وسعي كده لما ابوس ع ايد الحج يمكن يزود ف المصروف، صباحك فل ياحجوج.
حليم أبتسم وسلم عليهم وطلع المصروف لحسين، وسلامة ماكنتش عايزه تاخد لكن لازم متحسسش أبوها بالعجز أو هو يفتكر كده، واخدت منه وقالت:
ـ من ايد منعدمهاش يابرو، يلا بينا ع الورشه؟
حليم ربت ع أيدها ورد بهدوء:
ـ صباح الخير على احلى بنت في الحاره والدنيا كلها، صباحك فل ياحسين يابني.
خرج عبقرينو علشان ميتأخرش ،وقعدت سلامة قصاد أبوها ومسكت أيديه وقالت:- صباحك بيضحك يا أحلى أب ع الكوره الارضيه، أبوس ايدك ياعم بابا عايزاك تدعيلي طول اليوم عايزه يومي يبقى حلو زيك كده.

ربت حليم ع أيدها وقال:- ربنا يحلي أيامك كلها ياسلمى يابنتي.
سلامة باسته من خدو بحماس وقالت:- حبيب قلبي ياناااااس، والله لو مكنت أبويا كنت اتقدمتلك رسمي وعملت حتة فرح يقفل الحاره كلها، وعزمت فيه شفاعه وام سماره ههههه.
ضحك حليم وقال:- اسكتي لأمك تسمعك، دي لما بس بتسمع صوت أم سماره مش عارف بتقلب على أبو الغضب ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها،ههههه.

بعد كده خبط شقاوه كالعاده وشفاعه فتحت وسلامة كانت بتزق الكرسي ونزلته هى وشقاوه، جت ام سماره وقالت:- صباح الخير يا بو حسين.
حليم بلع ريقه بتوتر وشاف سلامة حطت أيدها ف جمبها بغيرة ورد بعمليه:- صباح النور ياست ام سماره.
ابتسمت وقالت:- صحتك عامله ايه انهردا ياخويا، وحياة حبيبك النبي تطمنا عليك.
حليم هرش في خدو وقبل ما يرد سلامة عوجت بقها وقالت بتريقة:- هو حلو، حلو اوي اوي اوي ياخالتي ام سماره، بس يعني وانتي معديه كده ف الشارع الطويل العريض ده، مختيش بالك غير من أبو حسين! يعني سلامة مش باينه جمبه! ولا الأسطى شقاوه! لأ لأ انا كده أزعل منك ياخالتشي! 

همس حليم وقال:- أستر يارب وعدي اليوم ع خير.
ضحكت ام سماره وقالت برحابة صدر:- لأ لأ لأ تزعلي ايه بس يا سوسو انا ميهونش عليا زعلك، دانتي بنت الغالي، قصدي يعني بنت الغاليين، وصباحك فل و ورد ع عيونك الحلوه دي ياسوسو، صباحك فل يسطى شقاوه.
شقاوه رد عليها ورفع عينيه ع شباك البيت ومستني ام عيون مدوباه تفتح، وسلامة كشرت حواجبها وقالت بهمس:- يخربيت السهوكه اللي ع الصبح، دانا اتثبت منك ياولية، ده تلاقي ابويا كتب عليكي في أحلامه، الله يخربيت الحريم الطريه دي.
وحمحمت وردت عليها وقالت:- صباحك بيضحك ياست،، أنتي رايحه الشغل مش كده! 
ردت عليها وقالت:- اه يختي قدامي ساعه ومش هلحق هاخد الواد عباس بتاع التوكتك، تؤمرني بحاجة ياسي ابو حسين! وحياة النبي تقول متتكسفش.
قبل ما يرد سلامة حطت أيدها ع كتفه واتكلمت بسخريه:- ابو حسين وام حسين وحسين نفسه يتمنوا لكي السلامة، ومتشليش هم أبو حسين! مراته وبنته وابنه سدادين نهارك فل.
مشيت ام سماره بعد ما ودعتهم وحليم لاحظ سلامة بتبصله وبتهز رجلها بنرفزه وقال بإبتسامة مصطنعه:- ست طيبه اوي، أحم فيها الخير.
ابتسمت سلامة وقربت من وشه، واتكلمت من بين أسنانها:- عليا النعمه الولية دي ديتها علقه مني، ولو امي شمت خبر بس وشافت طريقتها معاك يبقى الله يرحمنا كلنا.
حليم مثل الجديه وقال:- آه طبعاً وانا بقول كده بردو، بس انا يابنتي ماليش دعوه بيها، واهو قدام عينك كل حاجه، أنا راجل غلبان في حالي، ايييه ربنا يهدي النفوس.
ضحكت سلامة من قلبها لتوتر أبوها وقالت:- عيب عليك ياحج أنا عارفه إنك في السليم بس شعرك الحلو وعينيك العسليه دي مدوخه حريم الحاره، الله يكون في عونهم.
وربتت ع كتفه بتهديد:- وعونك من شفاعه وسلامة بنت بركات.
ضحك حليم وقال:- يلا يابت وبلاش لماضه، أبوكي طول عمره في السليم، اتكلي ع الله، وخلي بالك من نفسك ياحبيبة ابوكي.
سلامة ابتسمت وباست ع راسه واتعدلت لكن لاحظت إن شقاوه من وقت ما نزلوا كل شوية يبص ع البلكونه اللي فوق بيتهم، لحد ما فردوس الساكنه الجديدة فتحت شيش الشباك وعينيها ع الورشه، وشقاوه أبتسم وهرش في قفاه وفتح باب الورشه، وسلامة شبه فهمت و هزت راسها، وشاورت ليها وقالت:- صباحك فل يافردوس.
ردت عليها بابتسامة:- صباح الخير عليكي ياسلمى ياحببتي طريقك أخضر إن شاء الله.
ردت عليها وقالت:- لما ارجع يابت هنادي عليكى تنزلي نرغي مع بعض شوية سلام.
ومشيت في الحاره تقول السلام للجيران وقالت:
ـ صباحك فل ياعصفورة.
عصفورة شاب شبه مسطول و واقف ساند ع عمود كهربة ورفع ايدو واتكلم بتوهان:
ـ صـ، صباحك عنبر اسلامة.
ضحكت سلامة وقالت:
ـ أنت ياض مش هتفوق بقى؟ اظبط نفسك ياض، يلا سلام.
رفع ايدو وبيغمض ويفتح ونزل ايدو وسند ع العمود.
ركبت توكتك وراحت المدرسه ع الميعاد وحضرت الطابور وبعدها
دخلت الفصل بكل هيبة وقالت وهى بتشاور بعلامة الوقوف:
_ stand up!(! قفوا)
العيال فهموا اشارتها فكملت بصوت عالي: 
_ Good morning everybody!
(صباح الخير جميعا)

ردوا التلاميذ زي ما اتعودوا في الحضانة: 
_ Good morning miss!
(صباح الخير يا معلمة)

حطت شنطتها على الترابيزة وشاورت بالجلوس وهي بتقول:
_ sit down!  (اجلسوا)

طلعت النضارة بتاعتها من الشنطة وقالت: 
ـ أنا ميس سلمى بركات اللي هديكم انجليزي، ومبدأيا كده نتعرف على بعض علشان اعرف انا بتعامل مع مين، ونبدأ بالقطاقيط الصغيرة قومي ياكتكوته قولي أسمك ايه وكله بالدور.
وبعد ما الكل اتعرف ع بعض، هزت راسها وبدأت تتكلم: 
ـ كده حلو قوي عرفنا بعض وزي الفل، نشوف شغلنا بقى واول حاجه ف شوية قواعد كدا هنمشي عليها! هنبقى حبايب مع بعض وناخد وندي بشكل ودي.

خبطت بايديها على الترابيزة فاتنفضوا الطلاب وقالت وهى بتعد ع أيدها بتحذير:
ـ أولا: ممنوع الأكل، الشرب، الكلام في الحصة، مفيش حد يقولي اروح الحمام أنتوا لسه ف أول حصه يعني مصطبحناش اشطا؟ 
ثانيا: الهومويير، الواجب اللي هتاخدوه تحلوه وتجيبوه، هتقولولي نسيت الكراسة؟  تعبان! اتقلبتوا قرود! مش هياكل معايا الكلام ده خالص،هتتعاقبوا وهتشوفوا ايام بلاك، وحفظ الكلمات والحروف،، واللي مش هيحفظ هيتمد ع رجليه في أم الفصل دا قدام الكل،فاهمين!

محدش رد عليها فخبطت على الترابيزة بالجلدة بتاعتها وزعقت:
ـ ماترد ياض أنت وهو وهى وسمعوني جمال صوووتكووا!
العيال خافوا وقالوا: فاهمين يا أبلة!

ـ لا مش أبلة ياضنايا منك ليه، أنا هنا ميس .. ميس سلمى سمعتوا؟

ردوا العيال براسهم فبدأت بشرح الدرس الأول بعملية:
_ـ طبعا أغلبكم دخل حضانة ويعرف الحروف الأنجلش وكدا، بس انا هبدأ معاكم من أول و جديد وأكيد الأغلب هنا بياخد دروس ودي حاجة متخصنيش.. درسك لنفسك هنا كله واحد واللي مش فاهم حاجة او مش عارف ينطق حاجة يقولي وأنا هعيد تاني المهم الكل يركز في اللي هقوله.. مفهوم.. كل حروف الانجليزي بيبقى ليها حرف capital (كبير) ودا معناه حرف كبير بنبدأ بيه في الأغلب أول الكلام، وحرف small (صغير) حرف صغير حتى في رسمته وبيبقى في نص او أول الكلام وآخره كمان

دلوقتي هنبدأ بأول حرفين في الانجليزي، أول حرف معانا حرف الA

مسكت قلم السبورة وبدأت ترسم حرف الA  وهي بتقول:
حرف الA capital  عامل زي العمودين اللي مايلين على بعض وفي النص فيه شرطة تربط بينهم علشان مايوقعوش على الأرض بصوا كدا هو .. شايفين ..ايه دا؟ أنا سامعة صوت حد بيتكلم!
لفت ليهم وعينيها بتطلع شرار وقالت: 
ـ إيه ياحلو منك ليها له، هنبدأها كدا؟ انا لسه قاااايلة اييييه يا مخ الdog منك ليه وليها.. مش قولت ممنوع الكلااام!! المرة الجاية هوقف الclass كله لآخر الحصة ولو عايزين تشوفوا بعنيكوا جربوا!
قالت آخر جملة وهي بتخبط بالجلدة بتاعتها على الترابيزة وبعدها لفت وغمضت عينيها عشان تهدي نفسها وكملت شرح.
_ وقفنا فين؟ آه افتكرت.. نيجي لحرف الa small ودا بنعمل دايرة زي الكورة ونشدها من وسطها بحبل صغير.
قاطعها طفل وهو بيقول:
ـ زي الحبل اللي أمي بتنشر عليه الغسيل ياميس.
حاولت متنفعلش لأنهم برضه أطفال وقالت:
ـ أيوة يا قلب الميس، زي حبل الغسيل بس حبل صغير خالص.
ـطب وهما رابطينه ليه ياميس؟
غمضت عنيها بعصبية من أسئلتهم اللي ملهاش رد وقالت بخفوت:
ـ هو كان يوم أسو... لما قولت اتهبب أدرس لأطفال!
وبعدها بصت للطالب وقالتله من بين أسنانها: 
ـ أمر ربنا ياسيدي اعترض بقى على أمر ربنا.. لا إله إلا الله ياجدع! ركز ف الحروف يامسكر،بصوا الحروف كلها ليها رسمة معينة وأنا علشان أسهلها عليكم وانتوا بتكتبوا بمثلهالكم .. ركزوا معايا بقى!

اتنهدت ولفت للسبورة تاني وكملت:
ـ يبقى دا "A" capital  و دا "a" small قولوا ورايا
 "A" capital  "a"small !
فضلوا يكرروا وراها الطلاب أكتر من مرة وبعدها قالت: 
ـ اييكسيلااااا .. (Excellent), يلا بقا ندخل على الأرقام وبعدها كل واحد هيديني كراسة الهومويير (homework) وهتكتبوا الواجب مرتين ،وعلى الله حد ما يحلش الواجب أو يغلط في التسميع!  الله الوكيل ما هخليه يقدر يكررها وجربوا لو تحبوا يابراعم الفيوتشر.

فى قلب شركة كبيرة حصل هرج كبير والكل بيقوم يقف، وجهاد كان قاعد قدام جهاز الكمبيوتر بيشتغل بضمير وف حاله تماماً، و وكزه واحد زميلة اسمه ساهر وهمس ليه بجدية: 
ـ جهاد قوم اقف بسرعه.
رد عليه جهاد بتوتر وهو بيقوم واتكلم وهو بيعدل النضاره:
ـ ليه يا استاذ ساهر ، وايه كل الدوشه دي! هو في حاجه حصلت؟
نفخ ساهر بنفاذ صبر واتكلم بعصبيه:
ـ يابني ادم انت بقالك اكتر من أربع سنين في الشركه دي، وعارف إن صاحب الشركه الله يرحمه مات السنه اللي فاتت وبنته مدام شاهنده هى الوريثه الوحيده للشركه وا.....
جهاد هز راسه ليه وقاطعه وقاله:
ـ استاذ ساهر حضرتك بتقولي كلام معروف، انا هنا ف الشركه من زمان جداً وعارف كل ده، وإن مدام شاهنده ماسكه الشركه والشغل بيتم زي الساعه وكل يوم بتوصل الساعه ١١ ودلوقتي الساعه عشرة فاضل ساعه ايه الجديد مش فاهم! هيرفدونا صح! بس انا معملتش حاجه.
ساهر من بين أسنانه:
ـ افهم ياعم أنت،، انت هتجلطني قريب، رفد ايه وزفت ايه! مدام شاهنده متجوزه من خمس سنين وجوزها اللي نعرفه عنه أنه ع طول مسافر بره مصر وسايبها هنا، وعرفنا من مصدر موثوق أنه رجع امبارح وجه دلوقتي الشركه، ومدام شاهنده جت معاه وبتعرفه بالموظفين، اسكت بقى علشان قربوا مننا.
جهاد بيعدل النضاره و واقف متوتر وجه الدور عليه ف التعريف وابتسمت بعمليه وقالت:
ـ حبيبي ،وده المهندس جهاد نضال خريج حاسبات ومعلومات، بدرجة امتياز وهو  المسؤول وخبير في نظم المعلومات في الشركه، وشخص صادق جداً ويعتمد عليه، اعرفك مستر جهاد، المهندس إكرامي جوزي مهندس ورجل أعمال معروف.
جهاد أبتسم بتوتر ومد ايدو واتكلم بلخبطه:
ـ أء،احم أهلا وسهلا يافندم نورت المكان،اء، قصدي الشركه.
أبتسم إكرامي إبتسامه عريضه جداً وحط ايدو ف أيد جهاد وضغط بخفه واتكلم بهدوء:
ـ أهلا أهلا أستاذ جهااااد. 



تعليقات