قصة جهاد وسلامه البارت الحادي عشر11 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الحادي عشر11
بقلم مريم نصار


في الطريق.

جهاد بعد ما خلص الشغل، سايق العربيه مروح ومشغل ميوزك هادي جدا، و وقف ف إشارة وبص بالصدفه ع يمينه وكان في واحد راكب موتوسيكل ومراته راكبه وراه وشايله بنتها الصغيرة وبتأكلها غزل البنات وبيضحكوا وباين عليهم انهم مبسوطين، وجهاد تلقائيا أبتسم، واتمنى أنه يكون مبسوط زيهم، واخد نفس طويل وانتبه ع صوت فونه وكانت رجاء بتطمن عليه، واتحرك بالعربيه ورد عليها بتوتر:
ـ ألو، أيوه يا ماما.

كانت قاعده ع السفره ونضال ع رأس السفره وبيقرأ الجرنال وريناد قاعده ع يمين مامتها وجعانه بس ما تقدرتش تمد أيدها قبل ما الكل يكون موجود، وردت رجاء بهدوء:
ـ أيوه يا جهاد اتأخرت ليه؟ أنت مش عارف إن الأكل بمواعيد؟ ليه الإهمال ده؟
جهاد بعد الفون عنه ونفخ بزهق، ورجع رد عليها مجبر بهدوء:
ـ آسف يا ماما، بس حضرتك عارفه اني شغال في شركة ومفيش مواعيد محددة للموظفين هناك، وخصوصاً انهردا كان شغل كتير.

بصت ف الساعه وردت بحزم:
ـ قدامك قد ايه وتوصل؟ 
بص هو كمان في الساعه وقال:
ـ عشر دقايق وهكون وصلت انا ف الطريق دلو......!
قاطعته بغلظه وخوف داخلي:
ـ أنت اتجننت يا جهاد! بتكلمني وأنت سايق؟ أنت مش عارف إن ده خطر عليك!
رد عليها:
ـ أنا رديت علشان حضرتك متزعليش مني وتقلقي عليا في نفس الوقت.
هزت رجلها بتوتر ونضال لاحظ ده لكن أبتسم بسخريه، وقفل الجرنال ورزعه ع السفره، وهى كملت:
ـ طيب اقفل دلوقتي ولينا كلام تاني لما ترجع، أروڤوار.

فضلت تنفخ واضايقت اكتر من تجاهل نضال ليها، وهو بص لبنته وقال:
ـ هاتي يا ريناد ياحبيبتي المعلقه دي اشرب شوية شوربه زمانها بردت.
ابتسمت ريناد وقامت حطت المعلقه قدامه وقربت منه بولة الشوربه واتكلمت بحب:
ـ اتفضل يابابا وشوفها حضرتك لو بردت اطلب من داده ام السعد ترجع تسخنها من تاني.
مسك المعلقه وسط نظراتها الناريه وابتسم واتكلم ببرود:
ـ تسلمي يقلب ابوكي، هو انا ليا مين غيرك علشان اقوله يعني، اقعدي ياحبيبتي قربي الكرسي وتعالي نقنقي كده معايا عقبال ما جهاد يوصل بالسلامة.
واخد معلقة شوربة وحب يضايقها اكتر وشفط الشوربه، وريناد رغم حبها لابوها، حطت أيدها ع بقها وبصت لأمها لأنها عارفه اكيد هتقوم عاصفه دلوقتي، وفعلاً رجاء متحملتش واتكلمت بلباقة رغم أنها متنرفزه:
ـ نضال! لو سمحت، بنتك موجوده وانا مش عايزه انتقدك قدامها، فلو سمحت جهاد إبنك ع وصول ياريت تستنى شوية.
نضال مردش عليها وده نرفزها اكتر، وريناد غمزت لابوها علشان يهديها وتعدي اليوم عليهم من غير توتر، حب يضايقها اكتر راح ماسك بولة الشوربه بإيدية وشرب من الطبق وده وصلها لقمة غضبها، وقبل ما تتكلم، نضال قال بسخرية:
ـ يسلاااام اما شوية شوربة! يرمو العضم بصحيح، وبعدين ياجوجو أنا بسخن المعده بس لحد ما أبني يوصل، متاخديلك شافطه! 

رجاء شهقت واتكلمت بنرفزه:
ـ ام السعد؛؛ انتي يام السعد تعااالي حالا.

نضال قلبه مبسوط لمجرد أنه بيضايقها لأنها ف نظرة حطمت أبنها وخلته يخاف من المجتمع بطريقه مضايقاه هو، واخد نفس طويل وساب الطبق وشبك ايدية ومتكلمش، ام السعد جت بسرعه واتكلمت بقلق:
ـ خير ياست هانم؛ الأكل فيه حاجه؟

نظرتها هتخترق جوزها وردت بدون ما تبصلها:
ـ شيلي بولات الشوربة دي وسخنيها من تاني، بردت، ومتحطيهاش ع السفره غير لما جهاد يرجع، اتفضلي.

ريناد قاعده مخنوقه، ومضايقه جدآ وبصت بعيد، وفونها رن وكانت صحبتها تسنيم، وده وقت الغدا وده طبعاً مرفوض بالنسبه لمامتها، وريناد بلعت ريقها بتوتر وبصت لأمها اللي بتبصلها بتحذير، واتكلمت بصوت مهزوز.
ـ دي،، أحم دي تسنيم صحبتي وا......!
ردت عليها بحزم:
ـ وات ايڤر تنبهي ع أصحابك مايتصلوش وقت تجمُعك بالعيله أبدا، انتوا انهردا أول يوم دراسي يعني شوفتوا بعض واتكلمتوا أكيد، فملحقتش يعني تحتاج منك مذاكرات، تنبهي عليها فاهمه!
ريناد بتنهيدة هزت راسها وردت بحزن:
ـ حاضر ياماما، هقولها حاضر.
نضال متحملش لكن قال بتريقة:
ـ أيوه يا رنود نبهي عليها، وكمان قولي لتنسيم صحبتك ع مواعيد دخولك التواليت ومواعيد شرب النسكافيه والقهوة، ومعاد رن جرس الباب.

رجاء بحزم:- نضاال! 

نضال بنفور:- بلا نضال بلا زفت بقى.
وكمل بصوت واطي:- الواحد حاسس أنه عايش في زنزانة.
ريناد عملت فونها ڤيبريشن لأن تنسيم بترن بتكرار، وبعتت تسنيم ليها رسالة.
ـ ارجوكي ردي يا ريناد ، عملتي ايه ف المصيبه دي! كلمتي اخوكي ولا لسه، طمنيني بسرعه حاسه اني هموت من الخوف.
ريناد ردت عليها برسالة:
ـ أنا دلوقتي قاعده مع ماما وبابا هكلمك بليل،مترنيش دلوقتي خالص.
قفلت الفون وسمعوا صوت المفاتيح وعرفوا إن جهاد وصل، وفتح الباب ودخل وقبل ما يسلم عليهم دخل غير هدومه وعقم نفسه بكُحول وام السعد رتبت السفره تاني وجهاد سلم عليهم وقعد جمب ريناد، ورجاء بصت لنضال ف نظرة معناها أنه يقول ابدأو أكل، وهو نفخ بخنقه وفرد المنديل قدامه وشاور ليهم يبدأو، والكل كان بياكل ف صمت تام، وكسر الصمت نضال وسأل ابنه:
ـ إيه ياكوتش، يومك كان عامل ايه انهردا؟ 
جهاد أبتسم لطريقة باباه وبيحب طريقتة معاه، عكس رجاء اللي معترضه ع الطريقة وكمان مش حابه كلمة كوتش بس نضال مبقاش يسمعلها، واتنهد جهاد وساب الشوكه واتكلم:
ـ يومي الحمدلله يابابا كويس قوي، بس ف الشركة انهردا كانت فوضى كبيرة، رجل اعمال إسمه إكرامي، أنا معرفش كنيتة ايه! بس هو يبقى جوز مدام شاهنده صاحبة المجموعة، ورجع انهردا من خارج مصر، وبكرة في إجتماع مهم جدا لكل الموظفين وشغل أوفر تايم كمان، يعني بكرة إن شاء الله اتغدوا أنتوا لأني هرجع متأخر.

رجاء هتعترض، نضال اتكلم بتحذير وقاصدها ولمح ليها بالكلام:
ـ ربنا معاك يابني مواعيد شغلك طبعاً مش بإيدك لأنه قطاااع خااااص! قطااااااع؟؟؟ خاص، بس مقولتليش، هو جوزها ده اللي عامل الإجتماع؟ ولا صاحبة الشركه؟

رد عليه وهو بيعدل النضاره:
ـ مدام شاهنده اللي عامله الإجتماع، واسامة صحبي قالي أنه هيمسك معاها المجموعه بس خبر مش اكيد يعني، بكره بقى ف الإجتماع هنعرف كل حاجه.

ـ ربنا معاك ويوفقك ياجهاد، اتغدى ياحبيب أبوك وادخل ريح شوية، حاسك محتاج راحه.
وكان بيبص لرجاء في آخر كلمتين علشان تسيبه في حاله، جهاد شكر أبوة بعينيه، لأنه بجد نفسه يختلي بنفسه شوية،ريناد بتاكل وبتراقب الكل وعايزة تكلم جهاد لكن صعب، جهاد أكل وقام أول واحد، وكلمته رجاء بتعجب:
ـ جهاد! كمل أكلك ياحبيبي انت مكملتش طبقك! 
رد عليها:
ـ شبعت الحمد لله ياماما.
بصتله بشرز وقالت:
ـ أفهم من كده، إنك أكلت في شغلك! يعني أكلت اكل غير صحي بالمرة؟ 

هز راسه بالرفض واتكلم بصدق:
ـ أبدا والله يا ماما انا ماكلتش غير وجبتي اللي حضرتك بعتاها معايا مش اكتر، انا فعلاً شبعت ونفسي انام شوية! ممكن ولا حضرتك محتاجة مني حاجه؟
ردت بتفهم:
ـ لأ ياحبيبي محتاجه سلامتك، ومش عايزه حاجة تاني، لو أنت احتاجت لحاجة اطلب من أختك تقول لام السعد.
هز راسه ليهم وراح الحمام، لكن ريناد قامت وراه وخبطت فيه ف الطرقه واتخضوا الاتنين وكانت هى متوترة واتكلم جهاد:
ـ إيه يابنتي مالك! مش تحاسبي! ماشيه ف وشك كده؟
اتكلمت بلخبطة:
ـ أنا.. أحم أنا آسفة اوي سوري بجد، بس انا مالقتش فرصه احسن من دي! 
جهاد كشر عينيه بتعجب وقال:
ـ فرصة إنك توقعيني ع وشي؟ انتي في وعيك ياريناد؟
هزت راسها بالرفض والموافقة مع بعض، واخوها لاحظ توترها وسألها:
ـ في حاجه حصلت معاكي، وعايزه تحكهالي مش كده؟
هزت راسها بالرفض والموافقة مع بعض تاني، وهو نفخ وحط أيديه في وسطه وساكت، وهى كملت بخوف:
ـ بص بليز اسمعني، بعد الغدا ماما وبابا بيقعدوا في الريسبشن يجي ساعة واكتر وانا طبعاً هبقى ف اوضتي بذاكر، انا بقى ف الوقت ده هكون عندك واقولك ع كل حاجه، لأن مفيش حد غيرك اللي هيساعدني، وبليييز مترفضش بليز يليززز.

جهاد لمح أمه جايه وغمز لريناد تروح دلوقتي، وهو راح الحمام غسل ايديه، و وقف قدام المراية، وافتكر موقف الست مع جوزها وبنتها في الإشارة، وابتسم بتنهيدة، ونشف وشه بالفوطه وخرج ولسه هيدخل اوضته، ندهت عليه بحزم:- جهااااد! 
غمض عينيه بوهن، ولف ليها مع رسمة ابتسامة رضا وهى قربت منه واتكلمت بتحذير:
ـ ممنوع ترد ع الموبايل وانت سايق فاااهم! 
هز راسه بالايماء وقال:
ـ فاهم يا ماما.
ربتت ع كتفه بإبتسامه وقالت:- ارتاح شوية، وسابته ومشيت.
بصلها لحد ما اختفت ودخل الأوضة وقلع نضارتة وحطها ع المكتب وحدف نفسه ع السرير بضهرة بتهالك وتعب، وباصص للسقف، قد ايه اوضته كبيرة بس حاسس أنه مش قادر يتنفس فيها؛ فيها كل احتياجاته من مكتب ولاب توب وكمبيوتر وسماعات وصور وكتب وشباك كبير يقدر يشوف مصر كلها منه، وبلكونه كبيرة ، ميوزك برحته لكن ميوزك هادي وبس، وكل ده! وحاسس إن كل حاجه حواليه كسور مش حاببها، ومراتب مريحه ينام عليها لكن حاسسها شوك مش مستريح، نفسه يضحك من قلبه، نفسه يعيش بحرية زي الطير في السما، نفسه في حاجات كتير اوي، وغمض عينيه وساكت وعدا الوقت وبعد شوية أخته خبطت بشويش ودخلت، وهو فتح عينيه واتعدل، وشاور ليها تقعد جمبه سألها:
ـ إيه اللي حصل ومحتاجالي فيه اني أساعدك!

لعبت في ضوافرها وكان واضح أنها متوتره خالص، جهاد قلق واتعدل بتركيز وخوف وسألها: 
ـ الموضوع كبير مش كده؟ يخصك طيب؟اتكلمي؟
هزت راسها بالرفض واتكلمت بتوتر وخوف:
ـ لأ لأ والله يا جهاد الموضوع بعيد عني بس يخص تسنيم صحبتي وا.....
جهاد قاطعها بإشارة تسكت، واتنفس بهدوء واستريح أنها بخير وكمل وقال:
ـ بس بس نشفتي دمي، الله يسامحك انا فكرت انتي في مصيبه، بس الحمدلله المهم إنك بخير،غير كده مش مهم،قومي بقى خدي الباب ف إيدك وسبيني لوحدي.
كملت بترجي:
ـ أرجوك اسمعني وساعدها بليييز، هى في مشكله كبيره.
مسح وشه بايدية وبيحاول يهدا وقال:
ـ اساعدها ليه؟ وانا أساساً مش عايز اعرف ايه مشكلتها! لأني ببساطة مش هعرف اساعدها،انا مجرد موظف في شركه يعني مفيش ف ايدي عصاية سحرية أساعد بيها صحباتك، يلا بقى سبيني لوحدي.
عيونها بتلمع بدموع وبصت في الأرض واتكلمت بحزن شديد وترجي:
ـ تسنيم صحبتي من زمان جداً، وأنت عارف إن ماما منعانا من زيارات الأصحاب في البيت، ومكنش معايه موبيل اعرف أخبارها في الإجازة وبنستخدمه وقت الدراسه علشان يطمنوا علينا،وانهردا شوفتها في المدرسة،واخدنا أرقام بعض، بس لما قعدت معاها مكنتش تسنيم اللي أعرفها.! 
جهاد استسلم وشاور ليها تكمل، وهى ابتسمت ومسحت دموعها وكملت بحزن:
ـ أنا سألتها مالك شكلك متغير اوي كده ليه وخاسه خالص، فضلت تعيط كتير وحكتلي كل حاجه، وإن إبن عمها الحقير استغل صلة القرابة اللي بينهم، واتكلم معاها ع الواتس والفيس بوك باستمرار إهتمام وكده لحد ما هى....! احم..
 وسكتت وجهاد كمل.
ـ لحد ما هى اتعلقت بيه وحبته مش كده يارنود؟
هزت راسها وكلمت:
ـ هو ضحك عليها لأنها لسه صغيره ومستوعبتش إن قريبها ممكن يكون أكبر خطر عليها، وضحك عليها بالكلام لحد ما طلب منها صورها وهى بعتتله وكل ما يطلب منها أي صورة تبعتها لحد ما فيوم اتصدمت لأن مامتة كانت في زيارة عندهم اتكلمت قدامها و قدام العيله إن الشخص ده هيخطب زميلته في الجامعه قريب، تسنيم اتصدمت واتصلت عليه وكلمته وهو زعقلها ومش بس كده، ده بيهددها تكمل معاه حتى لو هو اتجوز، وبيضحك عليها تاني وبيقولها لما تكبر هيتجوزها هى كمان،ومن فترة طلب منها صور ليها وعايز يكلمها صوت زي ما اتعودوا وهى رفضت هددها بكل الصور لو مبعتتش هيبعت صورها كلها لاخوها الكبير، وخافت وبقت تبعلته وتكلمه، وهى دلوقتي مرعوبه وخايفه قوي و ندمانه ومش عارفه تعمل ايه؟
جهاد كشر عينيه بضيق حقيقي وازاي واحد يعمل كده ف بنت صغيره، ومش بس كده دي لحمه ودمه وعرضه، لكن بردوا مفهمش اخته عايزه منه يساعدها في ايه! وسألها بإستفسار:
ـ أيوه والمطلوب مني ايه مش فاهم! 
بلعت ريقها بقلق وقالت بحرج:
ـ أنا عارفة إنك هاكرز كمبيوتر وموبيلات وعارفه كمان إنك تقدر تخترق اي موبيل واي جهاز كمبيوتر، فلو سمحت عايزاك تخترق فون الشخص ده و الايميل بتاعة، وتحذف كل حاجه تخص تسنيم، ارجوووك.
جهاد فتح عينيه بدهشه وقام وقف واتكلم بجديه:
ـ انتي اتجننتي يا ريناد ! عايزاني اتعدا ع خصوصية حد ومعرفوش كمان! وبعدين الغلط مش عليه لوحدوا، الغلط مشترك بينهم هما الاتنين؛ وبعدين تعالي هنا! انتي ف أولى ثانوي!!! يعني تسنيم دي حبت إبن عمها في تالته اعدااادي؟ ده ايه الجيل ده؟
قامت واتكلمت بسرعه:
ـ والله هو ضحك عليها لأنه إبن عمها وصدقته وهى لسه صغيره، واستغل صغر سنها وضحك عليها، هو مين بس هيشك في حد قريبه أنه ممكن يأذية ويدمره بالطريقه دي؟
رد عليها بجدية أكبر:
ـ ده مش مبرر انها مش غلطانه؛ ده حيوان خان ثقة أهله وأهلها وخان ثقة عيلتة كلها، وهى كمان خانت أبوها وأمها وأخوها كان فين الخوف ده قبل ما تتجرأ وتبعت صورها؟ هاااا.!!!  اسمعي يا ريناد ابعدي عن البنت دي علشان الموضوع مايوصلش لبابا وماما، ولو شموا خبر بس!! وقتها ممكن متكمليش تعليمك وتتحبسي في البيت انتي فاهمه! 
ريناد بصتله بزعل وسابته وخارجه لكن وقفت ولفت ليه وقالت بحزن:
ـ ع فكرة كان ممكن قوي اكون انا تسنيم لأن ببساطة محدش بيختار دوره، لكن يقدر يختار أنه يساعد مين! ويقف جمب مين! شكراً لحضرتك، ولما تسنيم تبقى ضحيه جديده، ياريت ضميرك يبقى مستريح، و متزعلش وقتها إنك رفضت تساعدها.
خلصت كلامها وخرجت، هو قعد ع سريرة مسك راسه بإيدية وحاسس أنه جوه دماغه دوشه كبيرة رغم الفراغ اللي جواه.

عند سلامة.

بعد الغدا كلهم قاعدين في الصاله وسلامة نايمة ع رجل ستها محاسن، وعبقرينو مريح ع رجل سته نبوية، وشفاعه قاعده على الكرسي جمب حليم وبتقطع تفاح ليهم ولحليم وبيتكلموا، ومحاسن قالت بإستفسار:- يعني دلوقتي الواد مرشدي أبني عندو تلات عيال ومراته حامل كمان! إيه اللي عرفك ياشفاعه يابنتي.
شفاعه حطت طبق التفاح لأمها وقالت:- أنتي عارفه يما الحاره مابيتخباش فيها حاجه، وزي ما إحنا عارفين كلنا إن مرشدي أخويا اتجوز واحده من دوره وعندها بيت ملك في وسط أرض على الشارع الرئيسى، بس مراته شديده عليه وربطاه بالعيال، ولما كنت في السوق قبل الضهر قابلتها هناك وسلمت عليا من تحت الضرس، وفاكره أنها هتغظني قال! وكلمتني برفعة حاجب وقالتلي، مش تباركيلي ياست ام سلامة أنا حامل والرابع جاي ف السكه، ضحكتلها وقولتلها؛ وانبي صح فرحتلك من قلبي عقبال الخامس انشاله! وسألتها مرشدي عامل ايه! قالت شغال ارزقي كل شهر ف شغلانه شكل ودلوقتي شغال في فرن عيش واهي ماشيه، قلتلها ربنا يفرجها عليكوا ولو عوزتي حاجه تبقي تعالي انتي مش غريبه! قالت لأ يختي شاله معدمك، وهى مشيت وانا جبت طلباتي وجيت.
اتنهدت محاسن بحزن وقالت:- ربنا يهديه ويصلح حاله، ويعينه على اللي هو فيه.
نبوية ردت عليها:- يختي مالك زعلتي كده ليه! هو يعني بيسأل عليكي؛ ده ربك اللي مبيسيبش بس! 
كح حليم وحب يتوه في الموضوع وقال:- أحم ربنا يصلح حال الجميع يارب، المهم يسلامة مردتيش عليا في موضوع العريس اللي اتقدملك، الاستاذ سالم مدرس الإنجليزي! 
هزت راسها بالرفض واتكلمت:- لأ يا بابا انا مش موافقه.
شفاعه رفعت حاجبها وقالت بغيظ:- ليه يختي مش موافقه! ماله ولا عيبه ايه! الراجل مدرس ملو هدومه ومحترم وشقته ع المحاره وهيظبطها ترفضيه ليه بقى!
سلامة مش عاجبها الكلام وقالت:- ياماما مش موافقه ده الدغ في حرف الراء، واسكوزمي بقى محدش يغصبني ع حاجه.
نهرتها شفاعه وقالت:- الدغ! حوشي يابت الانوثه اللي بتقع منك! ده ربنا نجده والله بالقميص والمنطلون بتاعك ده.
سلامة شوحت بايدها وحطت راسها ع حجر ستها وقالت:- اه الحمدلله ربنا نجده وكتبله عمر جديد.
حليم بتنهده:- خلاص خلاص مش كل حاجه تعملوها موال، مش عايزاه خلاص دي حياتك وانتي حرة.
وبص لحسين لاقاه باصص ف السقف وسرحان، وسأله:- مالك أنت كمان متنح للسقف ليه؟ يارب يكون الداكور عجبك.
ضحكوا وعبقرينو اتكلم بتعجب: 
ـ في حاجه مستعجب ليها أنا مش عارف! من ساعة الجيران اللي فوق دول سكنوا السنه اللي فاتت والسقف بقى سقف متحرك؛ نازلين هبد في الموبيليا مش مراعيين إن في ناس معاهم في البيت.
أكدت سلامة ع كلامة وكملت: 
ـ عندك حق ياض ياسحس، البت فردوس وأمها الله اكبر شغالين طول اليوم مسح في الشقه مش عارفه في ايه يعني فوق؛ دانا بصحى الصبح ف معادي بسببهم والله.
ردت محاسن:
ـ فين يابنتي احنا مبنسمعش حاجه! انتي بتسمعي ياحاجه ام حليم؟
ردت عليها وهى بتكح: 
ـ والله يام شفاعه مابسمع حاجه، الحمد لله اصنجينا بدري في عز شبابنا.
حليم وشفاعة ضحكوا، وهى ناولتة قطعة تفاحه ف بُقه وأكلها منها، وكملت محاسن معترضه:
ـ نعم يادلعدي؟ اصنجيتي بدري؟ ياولية دانا مولوده كنت اوعى عليكي، دانتي قد امي والواحد مش عايز يتكلم! قال شباب قال، واللاه ع رأي المثل، دلع الكبارة يفقع المراره.
هاجمتها نبوية وردت:
ـ لو تنفقع مرارتك هنرتاح! وابني ده وعياله هيرتاحوا والحاره ودرب البرابرة كله هيرتاح والبشريه كلها هترتاح من وشك، بقى انا قد امك ياولية ما مخلعه في نفسك! دانتي متركبلك طقم أسنان مرتين، دانا مش عايزه افزع احفادي واقول إنك قربتي ع المية سنه، دانتي متحنطة.
الكل ضحك بصوت عالي، وعبقرينو اتعدل وسقف وقال:
ـ بيبا واحد، سونا صفر ههههههههه
محاسن حدفتها بكيس العلاج وقالت: 
ـ أنا متحنطه ياتابوت فرعوني على هيئة ست! الله يرحم، انا بس مش عايزه انشر غسيلك المهلهل قدام العيال! دانتي كنتي بتقضي عشاكي نوم ياخلة السنان يادكر لبان انتي، قال ع رأي المثل،قالو أبو فصاده بيعجن القشطه برجليه؛؛  قالو كان هيبان على عراقيبة.

سلامة قامت وصفرت وبتسقف:
ـ الله علللليكي ياسوووونا، سوانا واحد، بيبا تحت الصفر ههههههه
شفاعه عيونها دمعت من الضحك وحليم بيضحك.

نبوية ردت بصدمه:
ـ أنا ليا عراقيب! نهارك مابنلوش ملامح يابت صدفه، بس هقول ايه؟ طول عمرك لسانك زي الحية متلفعه بيه، ولا ينفع معاكي عتاب وع رأي المثل؛ ولا ترقع فى الدايب ولا تعتب على العايب.

ردت بقوه :
ـ عايب مين يابت منصور، يابت دانا باقيه ع العشرة ومش راضية اقول ابوكي كان حلاق حمير وع رأي المثل؛الكل ليه اللي يشبهلو حتي الحمار واللي قانيه.

سلامة مسكت صفارة الحكم وصفرت بيها وقالت:
ـ والى هنا سياداتي وسادتي ينتهى الشوط الأول، بعد الاستراحه هنرجع للشوط التاني، سنوافيكم بأهم الأخبار.

نبوية بصت لمحاسن بغيظ، ومحاسن بصت بعيد وعوجت بُقها، وحليم وشفاعه مش قادرين يبطلوا ضحك، لحد ما أخد نفس عميق واتكلم بجديه مصطنعه:
ـ جرا ايه يام حليم انتي وحماتي؛ هو كل يوم نفس الاسطوانه! يعني ينفع عمايلكوا كده، الجيران تقول علينا ايه دلوقتي ؟ يلا ياحماتي صالحي امي وانتي يما راضي حماتي مالكمش بركة غير ببعض.

كل واحده بصت بعيد ومردتش وعملت نفسها مقموصه، سلامة قعدت وسطهم واتكلمت بمكر: 
ـ أنا عندي حل يا بابا علشان ننهي الخلافات دي كلها!
ـ حل ايه ياسلومة.
غمزت وكملت :
ـ إحنا ليه مبنستغلش الشقه بتاعتنا اللي قصادنا، يعني مش معقول هتفضل مقفوله ع طول كده، ف أنا بقول نسيب ستو وتيتة هنا في الشقه لوحدهم، واحنا نعيش في الشقه التانيه، وكل يوم تطمن عليهم، هااااا ايه رأيكم في الفكرة دي!
ردت نبوية بغيظ:
ـ اقتراح زفت ع دماغك يابت يا سلامة، عايزاني انا والحية دي نعيش لوحدنا وشنا في وش بعض؟
محاسن ردت ببرود:
ـ اااه ومالوا اهو نطلع بردوا في برنامج خلف الأسوار، ونترحم عليكي ونوزع قرص ع روحك ونسقيلك الصبار، بس أنتي بقى هنزرعلك فوق قبرك شجرة لمون، علشان اللي يروح يقرأ ع روحك الفاتحه يبقى يعصر ع نفسه لمونه.

حسين :- ههههههههه ستاااااي تقصف ولا تباااالي هههههههه.
نبوية خبطته:- بتضحك على ايه يابن الجز*مه، طيب دي واحده هبله حد ياخد ع كلامها.

محاسن بصت حواليها واستغربت ضحك عبقرينو ونسيت كل حاجه وقالت بتعجب:
ـ بتضحك على ايه ياواد ياحسين، متقوم تذاكر كلمة تنفعك، وانتي ياشفاعه يابنتي كفاية تفاح طبقي مليان ادي لحماتك واتوصي بيها، دي طول الليل ياكبدي عليها تشتكي من معدتها.
الكل عدا الموضوع لأنها كالعادة نسيت اللي حصل، وشفاعه قامت واخدت طبق تفاح تقدمه لحماتها وقالت:- حاضر يما وانا ليا بركة غيرك انتي وحماتي العسل دي.
وشفاعه باست ع راس حماتها تراضيها، ونبوية بتحاول تهدي نفسها، شفاعه رجعت قعدت جمب جوزها وقالت:
ـ اجبلك  طبق عنب ياخويا! 
ربت ع أيدها وقال:
ـ لا ياحبيبتي كلت الحمدلله، انا هنزل الورشه للاسطى شقاوه اشوفه وصل لفين.
سلامة قامت وعبقرينو معاها ونزلوا ابوهم، والأطفال جريوا ع سلامة وطلعوا معاها وبدأت تديلهم درس، وعبقرينو دخل اوضته يذاكر.

صباحا في الشركة.

ف قاعة الاجتماعات الكل قاعد و جهاد وكل واحد قدامه اللاب توب المخصص ليه، لكن جهاد معاه اتنين لاب توب، واحد قدامه، و واحد اصغر ديما معاه، واتكلمت شاهنده:
ـ حضراتكم امبارح اتعرفتوا ع رجل الأعمال أكرامي، جوزي!!  وهو في الأصل مهندس مدني ولكن ساب الهندسه واتفرغ لمجال الأعمال في روسيا، ولما عرف بوفاة بابي الله يرحمه، قرر أنه يدعمني ويقف جمبي ويوقف الشركه ع رجليها من تاني! حد عنده اي استفسار؟
جهاد رفع ايدو وهى سمحت ليه يتكلم واتكلم بلباقه رغم توتره:
ـ أحم، حضرتك ده شيء يشرف المجموعه كلها طبعاً، ونادراً لما يكون في دعم حقيقي وده قدمه الباشمهندس بلا شك، ولكن سؤالي لحضرتك، هو اللي أنا مش فاهمه ازاي يوقف الشركة ع رجليها؟ انا لحد دلوقتي شايف ماشاء الله الشركة ف انفتاح وتقدم للأمام، وكلنا هنا ايد واحده ومقصرناش في أي حاجه.
الكل وافق جهاد ع كلامة، وهو أعجب بنفسه أن الكل في صفه، ورد أسامة صاحبه:
ـ فعلاً حضرتك، وجود مستر إكرامي هنا شيء يشرف اي حد، وهتبقى علامة ف مسيرة التنمية الاقتصادية لشركتنا،لكن ع ما اعتقد إن حضرتك خانك التعبير في أنه يوقف الشركه ع رجليها من تاني؛ إلا إذا كان في حاجة تخص الشركه واحنا منعرفهاش، ياريت توضيح!
ابتسمت بعملية وردت بتفهم:
ـ اوكي اوكي أنا بعتذر فعلاً، هو تعبير مجازي مش اكتر، أو نقدر نقول بعد وفاة بابي انا اللي محتاجه اقف على رجليا من تاني، فدمجت كل حاجه مع بعض مشاعر وبيزنس وده خطأي أنا بكرر اعتذاري ياشباب اوكي.
أكرامي بيهز الكرسي وعيونه زي الصقر ع جهاد واللاب توب اللي معاه، وبعد فترة من الإجتماع الكل خارج حتى شاهنده استأذنت لأن عندها ميتنج مهم، وجهاد خرج لكن إكرامي اتكلم بهدوء:
ـ أنت...! 
ساهر لف ورد عليه:
ـ حضرتك عايزني ياباشا؟
أكرامي ولع سِجار وهز راسه:- أيوة.

جهاد واسامة نازلين ع السلم واسامة اتكلم بحيرة:
ـ مش عارف ياجهاد انا مش مستريح للي إسمه إكرامي ده.
رد جهاد وهو بيعدل النضاره:
ـ ليه؛ ليه يا اسامة بتقول كده! أنت شوفت منه حاجه؟
رد عليه بحيرة اكبر:
ـ لأ للأسف لأ، بس نظراته كده تحس إن فيها لؤم وخبث، وكمان شوفت بعينك امبارح ساهر الحقير بيلف وراه علشان يكسب رضاه ويبقى العصفورة.

وصله المكتب وجهاد بيحط اللاب توب المخصص ليه ع المكتب واتكلم بعدم فهم:
ـ يعني ايه العصفورة؟ هيطير مثلاً! 
أسامة قرب منه واتكلم بنفاذ صبر وقال:
ـ يابني أنت هتفضل لامتى بس ف عالم تاني، عصفورة ده بيكون زي كاميرات المراقبة كده،يبقى يراقب الكل ويبلغ اللي إسمه إكرامي ده بجميع تحركاتنا، موظفين وإداريين ومهندسين وكله وهيبقى هو رقم واحد عندو.
جهاد أتكلم بعفوية:
ـ لأ لأ مظنش كل ده هيحصل، وبعدين أنت لحقت تستنتج كل ده من أول إجتماع؟ 
رد عليه بغيظ:
ـ يبني صدقني ده حتى كانت عينيه هتطلع ع لاب توبك التاني!
رد بردوا بنفس العفوية:
ـ أكيد طبعاً لأني أنا الوحيد اللي كان معايا اتنين لاب توب، فمن البديهي الفت نظره يعني، وبعدين لو سألني هقوله إن ده لاب توب الخاص بكل المعلومات في الشركه، وانا مش بسيبوا في المكتب لأي سبب، وبس.
أسامة اتعدل ورد بحيرة اكبر:
ـ لأ لأ بردوا مش مستريح لأمه.
أبتسم جهاد واتكلم بعملية:
ـ أنت بتهيألك وده جوز صاحبة الشركه وهيشتغل فيها، ف لازم يعرف كل كبيرة وصغيرة، سبني بقى علشان عندي شغل كتير.

ف المدرسه الابتدائيه.

سلامة في الفصل الحصه الأخيرة، و واقفه بتكتب ع السبورة:
الحرف التاني معانا هو الB طبعا زي الA إللي خدناه امبارح، ليه حرف  capital وsmall الكابتال بتاع الB بيبقى زي النضارة اللي مقلوبة هنعمل عصاية زي كدا وبعدها هنرسم إزازتين النضارة أهو زي كدا.
اتكلم واحد من الطلبة وباين عليه الاعتراض:
_ إيه دا يا ميس.. النضارة كدا هتقع، ليه ملهاش حبل يربطها زي الكورة بتاعة الa اسمون.

تنحت سلامة من كمية التلوث السمعي اللي سمعته .. وبعدها قالت:
_ اسمون!!! خليت اسمول اسمون يابن تفيدة الحولة.. متخافش ياحنين ع النضارة ليها رب اسمه الكريم.. حسبي الله... خلينا نكمل الحرف اللي الاسمون بتاع الB اسمون قال، هتشل منكوا.

بدأت تكتب الحرف وهي بتشرح:
_ الb small دا أسهل من التاني هى هى النضارة بس صغرت واتشال الإزازة اللي فوق وبقت بعين واحدة زي كدا .
وقف نفس الولد وقال بنرفزة: 
_ أهو شوفتي ياميس مش لو كنتي سمعتي كلامي وربطتيها بحبل ولا سلكة مكانتش اتكسرت دلوقتي.. انتي عارفة النضارة عاملة كام دلوقتي.. دنا بابا كسرتله الدراع بتاع نضارته طلع عيني وحرمني من الشيبسي.
اتعصبت سلامة من كلامه وزعقت:
_ شيبسي ايه يااالا ، دنا شكلي أنا هقرقشك دلوقتي بسناني، و هكسر دراعك ياض أنت .. ايه ياخويا أنت هتنطلي في كل كلمة، هو مفيش غيرك في الكلاس! اترزع ياض وارفع إيدك قبل ماتنطلي في الكلام..وقولنا دا زفت، تمثيل عشان تفهموا وبعد كدا لما تعوز تتنيل تتكلم هقولك تاااني،،ارفع ايدك ولما اوافق تقف وتتكلم!

اتنهدت وبعدها قالت: 
_ جاتكوا الهم، ركزوا معايا زي ماقولت كدا يبقى دي B capital ودي b small قولوا ورايا  B كابتال bاسمول 

فضلوا يقولوا وراها زي المرة الأولى وبعدها لمت الكراسات وكتبتلهم الواجب ولما خلصت الجرس ضرب ومشيت وسابت الفصل بعد تعب كبير، وركبت التوكتك واول ما وصلت الحاره سمعت صوت دوشه ونزلت من التوكتك وشافت.


تعليقات