قصة جهاد وسلامه البارت الثاني عشر 12 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الثاني عشر 12
بقلم مريم نصار



كانت اللمه كتيره قدام الورشة ومعظم شباب الحاره واقفين،وستات وأطفال لدرجة إن الورشه مش باينه من الزحمه، وده وقع قلب سلامة ف رجليها، ودفعت حساب التوكتك ومشافتش هى دفعت كام ومشيت بخطوات سريعة وضربات قلبها بتزيد وخايفه لايكون حد جراله حاجه، وبدأت تزق في الناس علشان تعدى وسمعت صوت عبقرينو بيتكلم بغضب:
ـ لااا انا مش غلطان يا اسطى شقاوه، دول ولاد ....* وكانوا عايزين يتربوا؛ وانت اللي رحمتهم مني بس والله العظيم ما هحلهم وبكرة هيشوفوا هعمل فيهم ايه!
ـ رد حليم بحزم :
ـ خلاص ياحسين احترم نفسك! أنت لسه صغير ع اللي بتعمله ده، وايه الأسلوب بتاعك ده، اييييه عايز تبقى بلطجي ولا ايييييه؟ 

سلامة شافت اخوها قاعد ع الأرض و هدومة متقطعه وشكله متبهدل وشكها كانت خناقة وفيها ضرب، وكشرت عينيها بدهشه، وجريت علية واتكلمت بلهفه: 
ـ في إيه ياعبقرينو! ايه اللي عامل فيك كده؟ أنطق ياض حد كلمك في الحاره؟

بصلها بغيظ وبص لابوه، وقام وقف واتكلم بجديه: 
ـ معرفش متسألنيش ع حاجه انا بلطجي ومشرفش حد سلام.
ـ وسابها وزق الناس وطلع جري ع فوق، سلامة صقفت بإيديها للناس وقالت:
ـ خلاص ياجدعان فضناها، منجيلكوش في حاجه وحشه، كل واحد على أكل عيشه، بالسلامة.
الناس بدأت تمشي، وسلامة قعدت قدام أبوها بلهفة وسألته بسرعه:
ـ ف ايه يا بابا؟ أخويا عمل ايه؟ ومين العيال اللي مش هيسبهم دول؟ 
حليم نفخ بخنقه ورد بضجر:
ـ مفيش حاجه يا سلمى يابنتي،ده.... أحم دول شوية عيال وشدوا مع بعض، انتي عارفه السن ده بقى، كل واحد بيحب يعمل شبح! 
بص بعيد هرب من عينيها، وسلامة قامت ومطت شفايفها وكشرت عينيها بشك وبصت لشقاوه اللي حمحم وبلع ريقه ومثل أنه مش واخد باله ومشغول في شغله، وهزت راسها ليه  وقالت:
ـ ماشي ياحج، تعالى يلا هطلعك انا وشقاوه.
حليم رد عليها وقال: 
ـ لأ اطلعي انتي وانا عندي شغل مع شقاوه.
فى صمت لبست شنطتها واتكلمت بهدوء:
ـ ايدك معايا ياشقاوه نتطلع بابا.
حليم استسلم لأنه شاف أنها ع آخرها منه ومش عايز الموضوع يكبر، وخايف فعلاً أنها تعرف باللي حصل منه أو شقاوه ، بأن شباب ف المنطقه عايروا عبقرينو بابوة المشلول واخته اللي ع إسم ولد، لكن هو مطمن لأنه نبه ع شقاوه وعليهم محدش يقولها حاجه، سلامة مسكت الكرسي وشقاوه ساعدها وطلعوا حليم فوق، وسلامة بصت لشقاوه ومسألتوش عن حاجه، وهو نزل، شفاعه خرجت من المطبخ واتكلمت بتعجب:
ـ اللاه،انتوا داخلين ع متحف مالكوا في ايه؟ متقولوا سلام ربنا.
ردت عليها سلامة:
ـ معلش يا ماما كنت لسه هسلم عليكوا، اومااال سونا وبيبا فين؟ وانتي عامله ايه؟
جاوبتها :
ـ نحمد الله ياقلب أمك ، وهما نايمين بعد صلاة الضهر هصحيهم ع الغدا ، ده حتى الواد حسين دخل جري ع الحمام وملحقتوش ولا لحقت اشوفه، وأنت وبنتك داخلين وكل واحد ساكت، وبعدين انا سمعت دوشة في الحاره وصوت خناقه، بس كنت بعمل المحشي وملحقتش اطلع اشوف م الشباك، هو في إيه؟ ومين ف الحاره الغجر دي بيتخانق؟
سلامة قلعت الشنطه وقالت بوجوم:
ـ مفيش حاجه ياماما، أنتي عارفه الحاره يعني كل يوم خناقات وقرف ايه الجديد.
وخبطت ع جبينها واتكلمت بنرفزه:
ـ يااااا ربنااااا، نسيت الموبيل في التوكتك.
شهقت شفاعه وقالت:
ـ يانهار مدوحس، طيب انتي عارفه توكتك مين اللي ركبتي معاه؟
فركت جبينها بتحاول تفتكر وقالت:
ـ أيوه ايوه الواد سيد إبن عم مرعي هنزل بسرعه اشوفه راكن تحت البيت ده الموبيل جديد.
جت تتحرك حليم نده عليها بحزم وقال:
ـ انتي نسيتي التليفون بجد يا سلمى ولا.....! 
ـ قاطعته سلامة وسابت الشنطه ع الكنبه وهى بتقول.
ـ إيه ياحج أنت من امتى مبتصدقش حاجه أقولها؟ ولا هو حصل حاجه ومش عايزني اعرفها؟

بلع ريقه وهز راسه ليها وقال:
ـ هاتي تليفونك واطلعي بسرعه انا جعان، وريحة المحشي بدأت تفحفح ولا ايه؟
ابتسمت سلامة واتكلمت وهى بتخبي فونها ف جيب البنطلون الخلفي وقالت:
ـ هوا ياحج مش هتأخر، بس ياريت يام سلمى تحطي حتة زبدة ع وش المحشي علشان نأنتخ، ونادي ع الواد حسين ده مش هينام في الحمام، يلا سلام.
خلصت كلامها ولفت وشها وضحكتها اختفت ونزلت وهى مش قادرة تنسى شكل أخوها وهو متبهدل وان أبوها يداري عليها يبقى في حاجه، دخلت الورشه واتكلمت ع طول بجديه:
ـ أنا هسالك ايه اللي حصل ياتقول اللي حصل أو تقولي مش هينفع! 
شقاوه نفخ بقلة حيلة لكن حليم منبة عليه وهز راسه بالرفض من غير ما يتكلم، هى هزت راسها ليه بتوعد وسابته وماشيه وعارفه هى هتعمل ايه! 

عصفورة كان بيشرب سجاره وحاضن عمود الكهربا وشبه مش في وعيه وبيهمهم بكلام مش مفهوم، لكن اتخض من صوتها واتعدل واتكلم بتوهان:
ـ سـ،،سـلامة انتي باتنادي  ولا انا في النادي ههههه ولا في المدرسة، أيوة ياميس انا،انا اهو ياميس.
سلامة وقفت قدامه واتكلمت بجمود:
ـ لأ ياخويا، انا اللي قدامك هنا وعايزاك تقر وتقولي ايه اللي حصل مع أخويا.
سند بكتفه ع العمود وقال:
ـ لأ مش هينفع أتكلم علشان عمي حليم قال محدش يعرف سلامة بحاااجه خاااالص.
فركت كف بكف وقالت بنفاذ صبر:
ـ ربنا يجيبك ياطولة البال،اه ياعصفورة وعمك حليم مكنش عايزني اعرف ايه بقى؟
عصفوره في دنيا تانيه وقال:
ـ مش عايزك تعرفي إن عبقرينو اخوكي كان راجع من المدرسه وعم حليم كان بيصلح كبوت العربيه وهو ع الكرسي وشاف عيال واقفه ومعاهم الواد بودي إبن عنايات جُنح وبيضحكوا على ابوكي وبيتريقوا عليه علشان شغال وهو ع كرسي بعجل، قام ايه بقى عبقرينو كلمهم وزعقلهم وقال، عيب يجدع أنت وهو الراجل اللي انتوا بتتكلموا عليه ده أحسن منكوا كلكوا، قام الواد بودي ابن عنايات جُنح العجل ده عرفاه! قال، وايه يعني أبوك!  منا أمي أحسن واحده في الحاره مش زي ابوك مشلول واختك اسمها سلامة على إسم ولاد فاضلها شنب وتبقى سلامة ولد بجد، وضحكوا عليه، قام عبقرينو ضربه وهو ضرب عبقرينو وقامت خناقه كبيرة، جت عنايات جُنح زعقت وغلطت في ابوكي والاسطى شقاوه ظبطها وزعقلها، بس الولية دي داهيه كانت هتشق هدومها وتعور نفسها وتجيب للاسطى شقاوه مصيبه وتعمله محضر في القسم انه اتحمرش بيها، وعمي حليم خاف عليه وع عبقرينو وسامح في حقه وانفض الموضوع بس رجالة الحاره غلطوها، وعارفه خالتي أم سلامة لو كانت شمت خبر بس؟ كانت عنايات جُنح دلوقتي متشفيه واتوزعت ع الغلابة.
سلامة وصلت لقمة غضبها، لكن سألت عصفورة بجمود:
ـ غلطت ف أبويا قالتله ايه ياض ياعصفورة! ومن غير هري كتير! 

رد وهو بيهرش في شعروا:
ـ ماشي قالت جرا ايه ياراجل يامكسح يمشلول أنت!  متربي إبنك ولا شوفلك حد يربيه، بدل ما اربيهولك بمعرفتي.
عصفوره كح وشاور ليها وكمل وقال:- بس انا مش هقولك حاجه علشان عمي حليم منبة علينا منقولش ولا كلمه لحد.

سلامة صكت ع أسنانها بغضب ومردتش عليه ، ورجعت شعرها لورا ومشيت، شقاوه شافها رايحه ناحية محل عنايات ونزل نص باب الورشه وجري وراها علشان عارف أنها مش هتهدا غير لما ترجع حق أبوها، لكن هى كانت دخلت المحل وملحقهاش، عنايات لما شافتها عوجت بقها وقالت بصوت واطي وتريقه:
ـ اووف،قال ياقاعدين يكفيكوا شر الجايين، هما بعتو الشبح بتاعهم؟
سلامة ابتسمت لأن كان في ستات بتشتري وقالت من بين أسنانها:
ـ وانبي يا عنايات.!  اوزنيلي كيلو بصل، وكيلو فلفل حراق، وكيلو اوطه بس بسرعه.
استغربت عنايات أنها بتتكلم عادي  بس فكرت أنها متعرفش حاجه، وقامت توزن ليها طلباتها وهى بتغني، سلامة بتتمشى في المحل، وقلبها نار من الإهانة اللي اتهانها أبوها قدام الكل، بس قربت منها وع وشها ابتسامة شر!  واستنت الستات أول ما خرجوا، هجمت عليها مسكتها من شعرها وجرجرتها برة المحل، وعنايات بتصوت من وجع شعرها والستات اتلمت وشقاوه محبش يتدخل وكان مبسوط في نفس الوقت، سلامة وقعتها ع الأرض وقلعت الكوتشي ونزلت فيها ضرب وقالت بغيظ:
ـ بقى ياولية يا معيوبه!  يالي فضيحتك في الحارة ببلاش! والكل عارف عيشتك الزباله تغلطي ف أسيادك؟
مسكتها من شعرها وقربت من وشها وهمست بتوعد وقالت: 
ـ عايزه تعملي لابويا مصيبه ولشقاوه محضر في القسم؟ انا بقى هوريكي شغل التبالي وكيد الحريم اللي بجد ياروح امك.

وزعقت بصوت عالي وهى بتضربها:

ـ اشششهدي ياحاااااره، اششهدووووا ياخلق، جيت أقول لعنايات جُنح ورد السجون عيب تغلطي ف أسيادك؟ معجبهاش الكلاااااام و قاااااالت ماشي بس بشرط!! قاااااال ايييييه؟  عايزاني اضرب نفسي بشلة ف وشي علشان توقع طه إبن عم طلعت القهوجي وتدخله السجن وتاخد منه المحل غصب عنه وهتنصص معااااياااا، ليييييه؟ هى فاكرانا مييييين رد السجوووون دي! يبقى تستاااهل اللي أنا هعمله فيها! مفكرة إن الكل بياكلها بالحرام زيهااااا، تعاااااالي.

الستات شهقت والتهميز بقى عالي بينهم، لجرأة عنايات وانها كل يوم والتاني تتمادى في الحاره، وسلامة بتاخد حق أبوها وكانت متغاظه جدا ،صاحبة عنايات فاتحه كوافير واسمها صباح وخرجت ع صريخها وشهقت من شكل عنايات اللي مش قادرة تدافع عن نفسها وبتصرخ وتقول الحقوني ياناس، بس هى مش مخليا ليها حبيب غير اللي شبهها وجريت صباح علشان تفصل بينهم، وسلامة حرفياً قطعت شعرها، وزعقت صباح وقالت وهى بتشدها:
ـ يلهوووي حرام عليكي ياسلامة هتمو*تي عنايات في ايديكي اوووعي ابعدي عنهاااا.
وشدت عنايات بالعافيه منها، وسلامة سابت الكوتشي ف الأرض وبتلبسه وهى بترجع شعرها لورا،  وعياط عنايات واصل لآخر الحاره واغلب الناس فرحانين فيها، وزعقت صباح لسلامة باندفاع:
ـ روحي يشيخه منك لله، انتي ايه واخداها بلطجه؟ ده لو جوزها عرف مش هيسكت، وايه يعني غلطت في ابوكي!  غلطت في الوزير إسم الله؟
ردت عليها سلامة بصوت عالي وتريقه:
ـ لأ ياتربية الرقاصين مش وزير! بس هو عندي وعند أهل الحاره أحسن من الوزير ياروح امك، ولو نطقتي كلمة زياده! أقسم بالله لاقلع الفرده التانيه واقطعها فوق راسك وشعرك المتكهرب ده؟ جرا ايه يا ولية منك ليها؟ أنتوا محدش قادر عليكوا ولا إيه؟ متفرعنين ع ايه يامعيوبين؟ قالوا لفرعون إيه فرعنك قال ملقتش حد يلمني، وجوز مين ياولية اللي مش هيسكت؟ ده جوز الشرابات ليه فايده عنه، وانا مبخفش ياعينيا لأ ياحبيبتي فوقي انا سلمى... لاااااااا، انا سلامة وإسم ع مايسمى يعني يتهزلي اجدعها شنب ف المنطقه كلها، واللي مش عاجبه منك ليها مالهاش عندي غير الشبشب، اللي عيلتك كانوا فكرينوا بيتاكل ماشي ياحلوه انتي وهى؟ اييييه؟ خلاااص دلوقتي هتبقوا حبايب ع حسابي ،وقال ع رأي المثل؛اتصالحت المقشة مع البلاعة والاتنين بقوا جماعة، متتصالحوش ع قفايا منك ليها يما، وانتي يا عنايات جُنح؟ أقسم بالله لو سمعت بس إنك هوبتي ناحية الورشه؟ لاعمل منك كبوت عربيه! ومن إبنك العجل ده فرد كاوتش! ابويا مش مكسح يا معيوبه! أبويا ده التراب اللي كان بيدوس عليه، تاج راسك وراس اللي يتشددلك.
ولفت للناس واتكلمت بصوت منحور:
ـ اسمعوا ياحااااره؛ حليم بركات معلم، وهيفضل طول عمره معلم، وهيفضل طول عمره هيبة الحارة وسيدها، واللي مش عاجبه واللي مطمرش فيه وقفة أبويا جمبه زماااان! يجي يوريني نفسه؟ والعيب عليكوا يا اهل الحاره مش عليها!! العيب عليكوا لما تيجي واحده تربية موالد ومحدش عارف أصلها منين تقول لابويا مكسح ومشلول وانتوا بتتفرجوا.! 
ولفت لعنايات بقوه وهى اتخضت منها،وكملت بشر كبير:
ـ وانتي..! واللي يعز ويذل ياعنايات الكلب لو عرفت بس إنك بصيتي لابويا واخويا ولا حد من عيلتي...! ورميتي بس كلمة لأي حد منهم؟ واللي خلق الخلق لاخليكي جُرسة الحاره كلها! ونعرف الناس بقى بابك مفتوح لمين ومين بيخشو آخر الليل؟ انا اللي يرش ابويا بالماية ارشه بالدم! والكلام ليكي انتي وبنت الرقاصه دي! البحر عمره ما تعكره ترعة فاهمين.! 

خلصت كلامها ومشيت بخطوات سريعة راجعه ع البيت والستات استجدعتها اكتر لأن عنايات أسلوبها كله حيل وتعور نفسها وتروح الأقسام، والكل كان بيتلاشاها بُعدا عن المشاكل، صباح سانده عنايات وماشيه بتعرج ومتبهدله، شقاوه راجع ع الورشه نده عليها:  
ـ سلمى.
نفخت بخنقه و وقفت لفت ليه وحطت أيدها فوق التانيه وردت بتهكم:
ـ نعم يا عابد!!!

أبتسم واتكلم:
ـ عابد..! كده بقى انتي زعلانه مني وش! بس ليه؟

اتكلمت بعتاب وغيظ وصوتها كان عالي غصب عنها من خنقتها: 
ـ أيوه ازعل منك، ومن كل واحد ف الحاره! أبويا ميستاهلش سكوتك ده ياعابد! أبويا بيعتبرك ابنه! وكان فرحان بشهادتك اكتر منك أنت،وانا كنت فكراك إنك اشجع من كده، بس انا اتخميت فيك؛ ابويا اتهان من واحده متسواش! اتعاير من واحده كلها عيوب من ساسها لراسها، قالت لابويا مكسح! فين حقه عليك؟ فين حق أبويا ع رجالة الحاره؟ حتة حُرمة لا راحت ولا جت تسكت رجاله بشنابات! عيب عليكوا والله! واللي حصل.......!

قاطعها شقاوه بحده لأنها بالطريقه دي إهانته وهو عمرة ما يتحمل حاجه زي دي، حتى لو سلامة زي أخته الصغيره مش هيسمحلها ورد عليها بعصبية:
ـ انتي مكنتيش موجوده وقت المشكله علشان تخبطي في كلامك بالمنظر ده! انا راجل يا سلمى واعرف ازاي احمي الأسطى حليم اللي لحم كتافي من خيرة؛ وعارف أنه كان فرحان لما خلصت تعليمي، و وقف جمبي من صغري لحد دلوقتي و وقف جمبي اكتر بعد موت امي وعمري مااسيب حقه،انتي تعرفي أصلا انا عملت ايه؟ علشان تحكمي عليا؛ انا مسكتش ياسلمى وعملت اللي عليا وزياده؛ بس دي ست لسانها طويل وغلاطه وبجحه وانتي عارفاها من زمان و عمري ما هامد ايدي ع حرمه لأنه مهما يحصل منها الناس هتغلطني انا اني مديت ايدي عليها؛ واللي سكتني الأسطى حليم ع فكرة وابقي اسأليه، انا عشت مع الأسطى حليم والست شفاعه اكتر منك انتي، كنت بطلع اكل معاهم في طبق واحد، اكتر الوقت كنت بقضيه في الورشة دي، كنت بروح المدرسه وارجع جري علشان حابب أكون مع الاسطى حليم وعمري ما تهون عليا العشره، وكفايه أنه مأمني ع مكان أكل عيشه، ورجالة الحاره مسكتوش! و وقفوها عند حدها، لكن هى هددت بأنها هتعور نفسها وانتي عارفه الباقي، بس هى مالهاش كبير يترد عليه علشان كده هى سايقه فيها، وكانت عايزه ست زيها، وانتي كنتي الست دي ياسلمى ربتيها من الأول وعلمتيها الأدب واتهانت في الحاره كلها، وحق عمي جه بدل المرة عشرة  وهتحرم تغلط في حد تاني.

سكت للحظات وبصلها بعتاب وقال:- بالاذن انا ياسلمى عندي شغل.

خلص كلامه وراح يكمل شغله وهو متنرفز ونزل تحت العربيه، سلامة حست انها اتسرعت وشافت شقاوه زعل بجد منها، من اسلوبه وملامحه واضح عليها الجدية، ورجعت شعرها ورا ودنها، وراحت عند العربيه اللي هو بيصلحها وقعدت واتكلمت بحرج:
ـ شقاوه متزعلش مني، انا عارفه إنك مجدع ورجوله،  انا بس مضايقه من بنت الدونكي دي.

مردش عليها، وعوجت بُقها: 
ـ اللاه بقى ياجدع؟ انت هتسوق فيها ولا ايه، قولنا متزعلش، ولا أنت بقى شميت ريحة المحشي وبترمي لقدام! 
شقاوه خرج من تحت العربيه وضحك وقال: 
ـ محشي؟ وانا عمري ازعل منك يا ميس، المهم الواحد سف بنزين كتير انهردا، وعصافير اخوكي بتنهق زي الحمار، الحقيني بطبق ونص فرخه، ولا عاملين لحمه جمب المحشي؟ 
ضحكت سلامة وقالت: 
ـ ههههه صدق الحج حليم عنده حق لما بيقول عليك كرشوا!  وماله يعم بيت أبويا مفتوح واصلا من غير ما تقول، الولية امي كانت هتخلي عبقرينو ينادي عليك تطلع تتغدا معانا، بس لحمه ولا فراخ متسألنيش لأني معرفش، انا باكل وبس، اشطا.

رد عليها بضحكه:- اشطا ياباشا كله نعمه وفضل.

بصت للسما وكانت مغيمه وقالت:ـ طيب الجو ساقعه وشكلها كده هتشتي،أنا هطلع علشان امى راسها ف الشباك شكلها استعوقتني، لما نطلع نحكيلهم بطولات سلامة مع عنايات جُنح.

مساءا في المهندسين.

جهاد دخل البيت ومرهق وشافهم قاعدين بيتفرجوا ع التلفزيون وقال:
ـ مساء الخير.
نضال بإبتسامة:- مساء الخير ياحبيبي، وكملت رجاء بتحكم:
ـ حمدلله ع السلامة يا جهاد ياترى ايه كل التأخير ده؟
رد عليها بتنهيده:ـ كنت فى الشغل ياماما وانا قايل لحضرتك امبارح اني هتأخر شوية! 
بصت ف الساعه ونضال بيمتص غضبه علشان جهاد كبر على تصرفاتها دي ومش عايز يزعقلها قدامه ف السن ده، وردت بتهكم:
ـ الساعه تسعه يا جهاد! ايه سبب التأخير لوقت زي ده! 
جهاد أخد نفس عميق واتنهد ومش عارف يرد يقول ايه؟ لأنها عايزه تقرير ومفيش نفس أنه يخرج حتى يتمشى لوحده، نضال شاف حيرة ابنه و وصل لقمة غضبه واتكلم بنبرة حادة: 
ـ رجاء! أظن جهاد كبر وعارف هو بيعمل ايه كويس؛ والساعه لسه تسعه يعني مش ١٢ علشان التحقيق ده وكل يوم! وده راجل مش بنت علشان التحكمات دي، وهو قال امبارح إنه عندو شغل كتير بكرة، يعني إحنا عارفين أنه هيتاخر، فلو سمحتي سيبي إبنك يدخل يغير هدومه ويعقم نفسه زي ما عودتينا وياكل لقمه يسند بيها نفسه الجو ساقعه وأكيد إبنك ما اكلش من الصبح! 
وبص لابنه اللي شاف الوهن ف عينيه واتكلم بحنين:
ـ روح ياجهاد يابني غير هدومك وام السعد هتجهزلك الأكل.
جهاد أبتسم بتكليف وسابهم ودخل اوضته، ورجاء وقفت اتكلمت بضيق:
ـ إيه الطريقة اللي بتتعامل بيها معايا دي، وقدام الولد بالشكل ده؟ دي طريقة مرفوضة تماماً.
نضال وقف وشدها من أيدها ع اوضتهم وهى مصدومه من تصرفه ده وقفل الباب ولف ليها بغيظ واضح واتكلم بجديه وصوت حاد:
ـ جهاد راجل يارجاء مش ولد؛ وانا جبتك هنا علشان ولادنا مايسمعوش اللي هقوله ليكي علشان شكلك قدامهم، أو تقولي اني بحرضهم عليكي، فوووقي من اللي انتي فيه علشان متندميش، أنتي بتتحكمي في جهاد وريناد بطريقه لا تطاق، تقدري تفسري ليا ايه مشكلتك مع جهاد أنه رجع الساعه تسعه ولا عشرة؟ جهاد مش آله ولا روبوت يتحرك بأمر منك، ايوه انتي امه وليكي حقوق عليه؟ بس مش للدرجادي ياشيخة ارحميه شوية، جهاد المفروض دلوقتي يكون مكون صداقات وليه أصحاب رايح جاي عليهم يشم نفسه شوية، دا مابيخرجش إلا معانا ياجبروتك، بتعامليه كأنه بنت مش راجل وناضج، جهاد المفروض دلوقتي يكون متجوز وفاتح بيت! لكن انتي ملجماه بلجام الامومه، انا أمك يبقى تسمع كلامي علشان مغضبش عليك وتفشل في حياتك من غضبي عليك، خلي بالك إبنك كاتم جواه وساكت، لكن اعرفي إن الكتمان أشبه بالنزيف الداخلي لو أستمر في النزف هيوصل للانفجار، وأول ما ينفجر هينفجر فيكي انتي؛ لأنك بالنسبه ليه السجان وهو المسجون، ياشيخه ارحمو من في الارض يرحمكم من في السماء، لكن كده كتير اوي وفوق المحتمل دنا بستعجب لصبر إبنك عليكي، ولا علشان هو محترم وساكت هنسوق فيها ونعمل منه حجر شطرنج ونحركه بمزاحنا!اسمعي بقى علشان انا خلاص جبت أخري منك، لو ميغيرتيش من نفسك في معاملتك مع جهاد!!! انا هعمل معاكي اللي كان المفروض يحصل من زمان!  
رجاء رافعه راسها بكبرياء وردت عليه بمنتهى السهولة: 
ـ هتعمل ايه يعني يانضال! 

نضال خارج من الاوضه وبصلها بإبتسامة بارده وقال: 
ـ يستحسن تسبيها لوقتها، علشان هتبقى مفاجأة حلوه اوي ليكي يارجاء هانم! 

جهاد أخد شاور وخرج من الحمام وفتح الدولاب وفضل باصص قدامه بشرود ومش فاكر هو فتح الدولاب ليه! واخد نفس طويل ومسح على شعروا واخد تيشرت ولبسه، وسمع صوت البرق وابتسم لأنه بيحب المطر وراح يفتح الشباك يتفرج ع المطر! لكن افتكر كلام أمه، أنه ممكن يمرض، وظن أنها ممكن تدخل عليه ف اي وقت وتشوفه ف البلكونه وهو بيتفرج ع المطر وفيها محاضرة طويله! قعد ع سريرة وساكت، وافتكر أنه مشافش ريناد لما رجع ومكانتش قاعده معاهم، ام السعد خبطت ع الباب وقالت العشا جهز وهو قام وخرج، وشاف ابوه قاعد قدام التلفزيون لكن ملامحه جامده وبيشرب سجاير بشراهه، وشاف أمه قاعده حاطه رجل ع رجل وبتقرا كتاب، وسألهم:
ـ هى ريناد فين! اصلها نزلت الصبح قبل ما اصحى ومشوفتهاش.
ردت رجاء عليه بإبتسامة:
ـ بتذاكر يا جهاد وهتنام الساعه عشرة ونص، أنت عارف الثانوية لازم ليها ذهن صافي وتركيز.

نضال بصوت عالي:
ـ ريناااد.
ريناد اتخضت وخرجت بسرعه وسط تعجب رجاء وردت بقلق:
ـ نعم يا بابا! 
كلمها بأسلوب أمر:
ـ اخوكي جه وانتي شكلك مسمعتيش وهو بيسأل عليكي! روحي اقعدي مع اخوكي وهو بيتعشى، اتعشوا سوا واقعدوا شويه مع بعض.
رجاء قفلت الكتاب بضجر ولسه هتتكلم، نضال بتحذير:
ـ سمعتي قولت ايه؟ وبعد كده اول ما اخوكي يرجع تقعدي معاه وتقضوا شوية وقت مع بعض؛  وبكرة كمان هتخرجوا انتوا الاتنين سوا عايز شوية طلبات تخصني ومش قادر أنزل.

جهاد وريناد بصوا لبعض بدهشه وردوا ف صوت واحد:
ـ بجد!! 
نضال بص لرجاء بعتاب وغيظ كأنه بيقولها ولادك مش مصدقين أنهم بعد العمر ده هيخرجوا لوحدهم، واتكلم بتمثيل الهدوء:
ـ أيوه يا جهاد ولا عندك مانع ولا مش فاضي؟ 

جهاد رد بسرعه:
ـ لأ طبعا انا فاضي جداً، شوف حضرتك هتحتاج ايه وانا تحت امرك.
وبص لأمه وبلع ريقه بتوتر:
ـ و،، وحضرتك ياماما؛ لو...!
قاطعته بإشارة وقامت بتهكم:
ـ معاد نومي جه، اتعشى ونام ياجهاد علشان شغلك، وانتي يا ريناد متهمليش دراستك لتفاهات اوك! تصبحوا ع خير! 
وسابتهم ومشيت وهى متنرفزه من نضال اللي ف نظرها بيهد كل اللي هى بتبنيه، ومفكره نفسها صح، نضال مهتمش وكلم ولاده بإبتسامة:
ـ يلا بقى كلوا واتبسطوا علشان شوية كده يكون المطر خلص انزل أوصل ام السعد لبيتها! ولا انت عايز توصلها المرادي ياجهاد!
جهاد كان هيوافق بسرعه، لكن شاف ملامح ريناد أخته وعارف أنها زعلانه من امبارح وابتسم وقال:
ـ لأ أعذرني يابابا انا عايز اقعد شوية مع رنود، وبعدين انا معرفش هى ساكنه فين ، عمري ما وصلتها قبل كده.
اتنهد نضال بابتسامة وإن إبنه اخد قرار ورد فعل بسرعه ع غير العاده وهز راسه ليهم وراحوا قعدوا ع السفره وريناد ساكته وزعلانه ومبتتكلمش، هو اللي بدأ:
ـ عامله ايه ياحبيبتي؟
هزت راسها ليه بتنهيده:
ـ كويسه ميرسي لاهتمامك.
أتأكد أنها زعلانه، وسألها بصوت واطي:
ـ تسنيم صحبتك عامله ايه دلوقتي؟ حصل معاها اي جديد!
بصتله بعتاب:
ـ وده اهتمام وقلق ولا فضول؟ 
كشر عينيه بتعجب وسألها:
ـ لأ مش فضول، بالعكس هو قلق لأنها رغم غلطتها هى ضحية شخص حقير وغير سوى.
ابتسمت بتكليف:
ـ كويس أنه قلق لسه قلبك فيه خير، اطمن أكيد هتلاقي حد يساعدها.
رد عليها بلوم وساب الشوكه:
ـ انتي شايفه اني وحش! 
ردت بالرفض:- عمرك ما كنت وحش أبدا ياجهاد؛ بس بجد حسيت اني اتخذلت كالعاده، البيت ده اتعودت فيه كتير بالخذلان من ماما لكن بابا بيحارب علشان يشوفنا مبسوطين.
رد عليها بهدوء:
ـ ماما مفيش اطيب منها في الدنيا ياريناد.
كشرت عينيها وقالت:
ـ إزاي ياجهاد! انا عارفه إن ماما كويسه وطيبه لكن ديما بحس أننا عايشين ع عقارب الساعة، وإن الساعه دي هى اللي ممشيانا، الساعه ٩ الفطار، الساعه ٤ الغدا، الساعه ٩ العشا، وأحياناً مفيش عشا لو الغدا دسم، ممنوع اكلات من برة ممنوع نطلب ديلفري ممنوع ناكل عند حد، ممنوع حاجات كتير قوي عادية أننا نعملها، ديما عندها وسواس إن اللي قدامنا ملوث وهينقلنا عدوى ف اي وقت، درس البيانو ف الصيف اللي لازم اضربله مشوار عند آنه خديجه علشان بنت خالو رامي متبقاش احسن مني ف درس الموسيقى، تحكمات غريبه، ده غير خوفها الشديد عليك وأي حركه منك أو تأخير فيها درس ساعه وبتوصل إن بابا بيتخانق معاها، بنت عمي دخلت طب عايزاني انا كمان ادخل طب علشان متبقاش احسن مني، هو انا عايشه علشان احقق رغباتهم ولا رغبتي وكمان ليه ديما نبص لغيرنا في التعليم والمستوى؟ طيب مانبص للمعامله، انا مفتكرش آخر مرة هزرنا كلنا مع بعض كعيلة، أو ماما نفسها آخر مرة حضنتي من قلبها وهزرت وضحكت معايا! كل حياتنا سستم وقرارات وتنفيذ ورتين يومي ممل، بيتنا هنا زي الشركه بالظبط ياجهاد! وانا حاسه ببرودة نفسي احس بدفى العيله اللي أصحابي بيتكلموا عنه، تعبت م الروتين والتكرار.

أخد نفس طويل لأنه اكتر واحد حاسس بيها، رغم أنها متقيدتش اوى زيه وباباها خلاها تشم نفسها شوية عكس جهاد اللى كان تجربة جديدة في كل حاجه لمامته، شبك ايدية وهو بيسمعها، بص للفراغ قدامه، وسؤال ديما بيراوده! ليه حاسس بفراغ داخلي ومن جواه حطام بيتمنى يبني نفسه من جديد، صعبت عليه أخته ومش عايزها تعاني زيه، وبردو مش عارف يقنعها ازاي لأن وجهة نظرها صح؛ وهو كمان متفق معاها إن حياتهم شبه ممله، وحاول يبتسم وحط ايدو ع أيدها وطبطب عليها واتكلم بهدوء: 
ـ انا عارف كل حاجه جواكي ويمكن أنا اكتر واحد حاسس بيكي، بس لو فكرنا شوية بهدوء هنلاقي إن قلق ماما المستمر ده خوف علينا،وبتحاول تربينا بطريقه عريقه وتهتم بينا وبكل حاجه تخصنا،وا... احم....
وسكت لأنه مش عارف يقول ايه، حاول ع قد ما يقدر يفتكر مواقف هزار أو لعب وشقاوه لكن مفيش كل حياتهم هاديه من غير فوضى، هى محت الفوضى الخارجية وسببت ليهم فوضى داخليه، وانتهدت ريناد وقالت:
ـ أنا عارفه إنك مش لاقي حاجه تقولها، عموماً أنت متشغلش نفسك وسوري ضايقتك بكلامي، وإن كان ع موضوع تسنيم أكيد هتلاقي حل يااما....!
قاطعها جهاد بإبتسامة:
ـ يا اما ايه وجهاد موجود؟ خلاص سيبي الموضوع ده عليا.
فتحت عينيها بزهول ومش مصدقه نفسها وسألته بلهفه:
ـ أنت تقصد ايه ياجهاد! قصدك إنك هتخترق جهاز الشخص ده، بجد هتساعد تسنيم؟
ـ هشش وطي صوتك! مش عايزه حد يسمعك، أيوة يا حبيبتي أول ما بابا ينزل يوصل داده ام السعد! تعالي ع اوضتي واتواصلي مع تسنيم وهطلب منها كام معلومه والرقم وإسم الصفحه وملكيش دعوه بالباقي! 
ريناد حست بفرحة كبيرة، وشاركت جهاد العشا ونضال بص ليهم وابتسم لأنه حس أنهم لأول مرة من غير قيود، جهاد خلص أكل وقام وريناد راحت ع اوضتها تتصل على تسنيم تفرحها، وام السعد رتبت السفره وشطبت المطبخ وكل حاجه وخرجت، ونضال نزل علشان يوصلها كالعادة، جهاد قاعد في اوضتة بيشرب نسكافيه بلاك وفاتح اللاب توب، ريناد خبطت ودخلت بسرعه وكانت متوترة واتكلم جهاد:
ـ تعالي يا رنود، كلمتيها ولا لسه طمنيني؟
ـ اء،،ايوة كلمتها وكانت هتم"وت من الفرحة ومش مصدقه إن ف حد هيساعدها وتقدر تعيش براحه بعد كده، اتفضل ده رقم الموبيل بتاعة وده كمان إسم الاكونت ع الفيس بوك ودي صورته ع الاكونت علشان لو ف تشابهه اسماء.

أخد منها كل حاجه وحطها جمبه وقال:
ـ تمام متشكر، اتفضلي انتي بقى روحي نامي، وانا مش هنام غير لما اظبط كل حاجه متقلقيش! 
ريناد بحيرة:
ـ طيب ما تخليني معاك يمكن تحتاج مني معلومه.
أبتسم ليها:
ـ ياحبيبتي متقلقيش قولتلك، وانا قدامي شوية وقت يعني هتسهري جمبي ع الفاضي، ومش عايز بابا لما يرجع يلاقيكي لسه قاعده، يلا اسمعي الكلام وروحي نامي وانا هطمنك الصبح، تصبحي ع خير.
اتنهدت وردت عليه:
ـ وأنت بخير.

ف الحاره.!!

الهوا كان شديد، الشوارع متبهدلة من المطر وكل واحد ف بيته إلا عنايات وصباح قاعدين في الكوافير وكلهم شر وعايزين ينتقموا من سلامة على اللي عملته واتكلمت بنرفزه:
ـ بت ياصباح! أنا جوايا نار قايدة يابت، ومش هتبرد غير لما أخد حقي من بنت المشلول دي، بقى انا عنايات اللي الكل بيجري وراها علشان نظرة بس منها! تعمل فيا كده حتة بت مدكرة كمان مش كفاية اسمها سلامة يعني تحط واطي، متفرعنه ع ايه؟ ولا هى بنت بارم ديله! ورحمة أبويا لاردلك القلم عشرة يابت حليم المكسح.
كملت صباح بنفس النبرة:
ـ آااااخ يناااري؛ شوفتي البت محدش كان قادر عليها، دي فرمتك تحت رجليها! ولا انا تقول عليا شعري مكهرب وتربية رقاصين! طيب وحياة امك يابت شفاعه لاخليكي تبوسي ع رجلي علشان ارحمك! وهنعرفك بقى تربية الرقاصين والموالد هيعملوا فيكي وف ابوكي إيه؟
حل الصمت بينهم وكل واحده بتفكر في انتقام ليها، وكسرت الصمت عنايات وقالت بحماس:
ـ بت ياصباح انا عرفت هنعمل ايه! 
ـ طيب وساكته ليه قولي بسرعه!
ردت عليها بضحكة شر:
ـ هنولع لابوها ف الورشه بتاعتة! 
ضحكت صباح وقالت:
ـ هو ده الكلام، طيب امتى هنحرق قلبهم! 
بصت عنايات قدامها بشر وقالت:
ـ إن كان عليا فهاين عليا اولع فيها وفيهم دلوقتي! لكن لو حصل ف التوقيت ده بالذات إحنا هنلبسها! وهتبقى باينه اوى أنه إحنا اللي وراها؛لازم نستنى كام شهر كده لحد ما الحوار يتنسي، و اديني بس شوية وقت وامخمخ علشان نطلع منها زي الشعره من العجينه! وإن شاله نستنى سنه المهم احرق قلبهم واخد حقي من بت حليم بركات.

عند سلامة.

كلهم قاعدين في اوضة محاسن ونبوية، وسلامة قاعده وسطهم ف السرير مدفيه فيهم من البرد و الساقعة،وحليم ع الكنبه وشفاعه جمبه، وعبقرينوا داخل عليهم وشايل صنية فيها سحلب، وعملة بنفسه لأنه مبسوط باللي اختة عملته ف عنايات، وقال:
ـ أحلا طقم سحلب لستي سونا وبيبا، والحج حُلم وامي العسل شيفو والمعلم سلامة.
الكل ضحك ع سلامة لأنها اضايقت منه وردت بغيظ:
ـ جرا ايه ياعبقرينو الزفت! ماتلم نفسك ولا تحب اقوملك اوريك شغل المعلما بجد! شايف إبنك يا بابا؟
ضحك حليم وقال:
ـ بعد ايه شايف يابابا؟ ده ستك جمبك وخافت منك، دي أمك اتلبشت فيا هههه، ضربك في عنايات قوى قلبك يابت ياسلومة.
ضحكت شفاعه وردت عليهم:
ـ أسكت ياحليم يمين بالله لو ما بنتك عملت كده؟ كنت نزلت انا وفرجتها على مصارينها بنت الرفدي دي، بس الأسطى شقاوه برد قلبي لما قالي على اللي بنتك عملته فيها! شاطرة يابت اصل عنايات دي فاكرة أنها مالهاش كاسر! وحياة ربنا افرمها بإيديا واعرفها مقامها كويس.
رد عبقرينو:
ـ لأ والواد بودي العجل ماشي ياكل على نفسه ناقص ياكلني وامه عنايات مدلعاه، بس انا ظبطه لولا الأسطى شقاوه خلصوا مني، كنت عايز اكمل عليه.  

حليم ف الوقت حس بالعجز وبص من الشباك وعينيه شارده واخد نفس طويل وطلعه بهدوء، وسلامة حست بيه وشفاعه خدت بالها، وسلامة اتصرفت بسرعه:
ـ اللاه، أنت هتقعد ترغي كده كتير ياض يابغل أنت، ناولني السحلب ادفي بيه قفصي الصدري، بس تسلم ايدك ياشيفو في شوية المحشي دول، عليا النعمه ولا اجدعها دفايه، ولا إيه رأيك ياسونا.

انتبه حليم وابتسم وشفاعه ناولته كوبايته، وعبقرينو قعد ع الأرض قدام ابوه وسند راسه ع رجليه، وحليم  بيحب الحركه دي من إبنه وفضل يمسد ع شعرو، وانتبه ع رد محاسن:
ـ ايييه يابنتي هو ده محشي ده؟ الصوبع دلوقتي أصغر من صوبع ايدي! لا بيلحق يتاكل وبيتوه في المعده، فين أيامك ياحج سلامة الله يرحمه لما كان يشوفني بلف المحشي كان يقولي ياولية كبري صوبع المحشي خليه يملا العين إحنا هنقنق؟ ولا انتي طابخه لكتاكيت، بس كان يقولي ولا في واحده زيك في حريم الحاره كلها بتعمل محشي، دانا معرفتش طعم المحشي غير لما اتجوزتك ياست الستات.

مصمصت نبوية شفايفها وردت بتريقه:
ـ ست الستات!! آه وماله،وع رأي المثل ،لبس المكنسة تبقى ست النسا،اه يختي انتي هتقوليلي! ده الله يرحمه مات م الخضه لما شافك بتحشي ورق اللفت.

الكل كتم الضحكه واستعدوا للشوط التاني بينهم، ولفت محاسن وشها لنبويه واتغاظت وحطت أيدها ف جمبها واتكلمت برفعة حاجب وتريقه وسلامة قاعده بينهم:

ـ أنا مكنسه ياعرة النسوان! ياللي العشرة منك بريال؛ واللفت ده هنوزعه رحمة ونور عليكي يا قادرة، انتي لازم تحشري نفسك في اللي مالكيش فيه وتتهزأي؟ صحتك بتيجي ع الشتيمه ياولية ياقرعة، وقال ع رأي المثل،يا داخل بين المسك و الريحة ما ينوبك الا الفضيحة، غيرانه لية ولا علشان بركات جوزك كان يغور من وشك ياكل من عربية الفول ولا يدوق أكلك اللي زي الماية لا طعم ولا ريحه، اتوكسي علمناهم الشحاتة سبقونا ع الابواب.
شهقت نبويه وسلامة هزت راسها لستها وقالت:- لأ لأ متتكلميش سامحيها.
واتكلمت نبوية بزهول وردت عليها:
ـ ينهارك أسو.. يابنت صدفه! أنا عرة النسوان يادكر لبان! ياولية دي الناس كانت بتتلخبط بينك وبين جوزك،فكروكوا أنتوا الاتنين اخوات رجاله.

محدش قدر يمسك نفسه من الضحك والضحكه كانت طالعة من القلب، وسلامة ضحكت بصوت عالي وهما اضايقوا منها وكل واحده خبطتها في كتفها، وسلامة قامت وقفت وقالت بفرهده:
ـ اللاه؛ ايه ياستي بس وانا عملت حاجه علشان تضربوني؛ جرا ايه يا سونا انتي وبيبا حد مسلطكوا عليا، ولا انتوا مضايقين علشان كل واحده فيكوا طيرت جبهة التانيه ههههههههه عليا النعمه صريخ ضحك للصبح.
الكل ضحك ومحاسن زعقت:
ـ غوري يابت الجز*مه اطلعي برة مانتي طالعة ليها، العرق دساس، روحتي ضربتي الولية ومسمتيش عليها شرانية زي اللي جمبي دي.
ردت عليها نبوية بشهقه وتريقه:
ـ إسم الله! حوش حوش الهدى اللي نزل عليكي والتقوى، طيب ده مافيش حد شاف سلامة إلا وقال نسخه من محاسن ام لسانين، ومفترية زيك بالظبط، إنما أنا غلبانه ومنكسرة وقلبي دي أبيض من.....! 
قاطعتها محاسن بضحكه:
ـ ابيض من راس الكرنب هههههه ماهى الدنيا كده! زى الغازية ترقص لكل واحد شوية،يلاا ياولية ياخرفانه.

وزقتها بإيدها وقالت بتهكم:- اتاخري كده خليني افرد ضهري جاتك نيله ولية سو سكنه سودا ع راسك مشوفتش عافيه من يوم طلتك البهيه علينا.
نفخت نبوية بقلة صبر وردت:
ـ ياصبر ايوب يااارب، يخربيتك ولية ده ربنا مابيعملش حاجه وحشة أبدا، انتي لو كان ربنا مديكي صحه زياده كنتي افتريتي ع الخلق، وخربتي الحاره كلها بالحي كله.

رد عبقرينو بهزار:
ـ ستي اطاطا لو ربنا أداها صحه هتدوس ع مزامير الخلق هههههه.

شفاعه اتكلمت وهى بتضحك:
ـ خلاص ياحماتي حقك عليا، حقك عليا يما، يلا ياولاد الوقت أتأخر قوموا يلا اللي وراه مصلحه يعملها، اللي عندو مذاكره يقوم يخلص، وأنت ياعبقرينو انا طلعتلك تيشرت بتاع السنه اللي فاتت وجاكت تقيل علشان يدفيك، وبكره نبقى نجبلك م الأزهر تيشرت تاني بدل اللي اتقطع ف الخناقه ده.

هز راسه ليها وسلامة خطفت بوسه منهم ومبتسمه ونزلت من ع السرير وراحت لابوها:
ـ يلا يا بابا اوديك اوضتك علشان تغني لامي تحت المطر، ولا أقولك غنلها وشكلّها عقباوي هههههه.
أبوها ضحك وقال :- والله فكرة هههههه يلاا يابنتي، تصبحوا ع خير.
ردوا عليه وساعدوه لاوضته وسلامة شدت الغطا ع أبوها وباست ع أيدوا وراحت اوضتها، وشفاعه ادت لأمها وحماتها علاجهم وشدت عليهم الغطا ،وشالت الكوبيات وغسلتهم وراحت ع الأوضه وكان قاعد ف سريره، قعدت جمبه وقالت:
ـ البت سلامة ريحت قلبي انهردا قوي يابو سلامة، بت بميت راجل.
اتنهد حليم وقال بحيرة وقلق:
ـ ربنا يستر ياشفاعه وتعدي ع خير.
استغربت نبرته وسألت:
ـ اللاه مالك ياخويا، بالك مشغول ولا في حاجه مزعلاك؟ اوعى تكون زعلان من كلام إبن عنايات! ده واد اهبل وابنك اسم الله عليه مسكتش سلخه و شفاه وكله بالادب، مع أنهم مايعرفوش حاجه عنه.
هز راسه وقال بضجر:
ـ كلام ايه ياشفاعه اللي هيزعلني؛ انا خايف ع سلامة وحسين من شر عنايات.
ـ كشرت عينيها بتعجب وغيظ:
ـ ليه؟ وهى تقدر تعمل حاجه ولا تقرب منهم! يمين عظيم لو قربت من عيالي اكل من لحمها بسناني، دي عبيطه دي ولا ايه؟ دي المفروض تحمد ربنا أني منزلتش ولا شوفت العاركه، ولا كانت قالت ع نفسها رحمن يا رحيم، شاله تتكسح متلاقي اللي يغيتها بنت المبقعه دي.
أخد نفس عميق واتنهد وهز راسه وقال:
ـ ربنا يحفظكوا ياعيالي، وربنا يستر، انا لحد دلوقتي مش عايز اقول لسلامة هى غلطانه، علشان عارف لما بتقلب دي ممكن تاكل العيال بكره ف المدرسه.
ضحكت شفاعه وردت:
ـ ياخويا ولا غلطانه ولا حاجه، هى ليها مين غيرك يابو سلامة، دي صحبتك ياخويا كنت بتاخدها اي حتة تروحها، مش عايزها تزعل عليك، ونبي دي ربنا نجدها عنايات من تحت أيدها، نام ياحليم نام، وربك هو الحافظ، يكفينا شر عنايات واللي زيها، تصبح على خير ياخويا.
ـ وانتي من أهل الخير.

عدا الوقت والكل نام سواء ف بيت حليم أو بيت نضال إلا جهاد اللي قاعد في اوضته بيحاول ع قد ما يقدر يوصل ويخترق صفحة الشيطان ده، الفجر أذن وهو لسه موصلش لنتيجه وقام صلى ورجع تاني يكمل، وتعب من السهر لأنه مبيسهرش وفقد الأمل وقبل ما يقفل اللاب توب سمع صوت الرساله، وابتسم، وقدر يخترق جهاز الشخص ده وكمان الفيس بوك، واكتشف أنه موقع بنات كتير ويبتزهم بالفلوس، أتعجب جهاد من جراءة الشخص ده، ودخل حذف كل حاجه عنده وقفل صفحته و دخل على الواتس و وصل لمحادثة تسنيم، واتعجب اكتر من صغر سنها وأنها لسه صغيرة ع كل اللي عملته، واضايق جداً، وحذف كل حاجه بالصور وبالتفصيل وظبط كل حاجه، وقفل اللاب توب وقلع نضارتة، وحدف نفسه ع السرير بتعب، وف أقل من لحظه نام بعمق، وجه الصبح وريناد جريت عليه وخبطت بس هو مصحيش،وخايفه إن امها تشوفها، فتحت الباب بشويش وبصت بطرف عينها، وكان نايم ودخلت بسرعه تصحيه وصحى واتعدل بتكاسل وقال بنعاس:
ـ صباح الخير ياحبيبتي، الساعه كام دلوقتي؟
ردت عليه بلهفه:
ـ الساعه سبعه والباص زمانه جاي، وانا مش قادره اصبر وانزل من غير ما اعرف وصلت لايه؟

رد عليها وهو بيتاوب:
ـ اطمني كل حاجه تمت بنجاح، بس ريناد انا عايزك تخلي بالك من نفسك، وتكوني حريصه في التعامل مع أي حد فاهمه! 
ردت عليه بسخريه:
ـ أنت شايف يعني إن ماما سيبالنا مجال نتنفس في أي مكان، ولا نتحرك! بس بجد انا فرحانه اوي اوي ياجهاد، دي تسنيم مش هتصدق اللي حصل، اقولها بقى تواجهه وتقوله اللي عندك اعمله.
رد عليها بهدوء:
ـ غلط ياريناد، لأنه أول ما يعرف بالمصيبه اللي حصلتله وتسنيم ردت عليه بأسلوب مختلف كده هيشك فيها، وممكن يأذيها بطريقة تانيه.
ردت بحيرة:- اللاه، طيب تعمل ايه؟ تبعتله صور يعني؟ 
رد عليها بعدم اهتمام:
ـ بصي هى هتتصرف مالكيش دعوة انتي، واكيد مش هتكرر غلطتها، بس المهم أنها تكون ع طبيعتها قدامه، واخرجي بقى علشان انا نايم من ساعه وعندي شغل كتير، اتفضلي.
ريناد قامت وضحكتها ع وشها وباست أخوها من خدو وشكرته، وخرجت بشويش تبص يمين وشمال شافت أمها بتسقى الزرع في البلكونه، وجريت هى ع اوضتها تجيب الشنطه وتنزل.

عدا الوقت في الشركه.

جهاد قاعد بيشتغل وكسلان وطلب قهوة علشان يفوق، وجه ساهر وقاله:
ـ جهاد إكرامي باشا عايزك ف مكتبه.
كشر عينيه بعدم فهم وسأله:- ليه يا أستاذ ساهر ف حاجه؟
رد ساهر بتريقة:- وأنت بقى مستني أقولك الباشا عايزك ف إيه؟ ولا تكون مفكر انه ممكن يقولي مثلاً ع حاجه أصلا زي دي، ماكان وفر ع سيادتك وحكالي انا وابلغك! مش عارف حاجه غريبه جدا.

أتعجب جهاد من رد فعله وهجومه ومردش عليه، واسامة كان متابع الموقف واستغرب من رد ساهر ع جهاد واستنى لما مشي وقفل اللاب توب وراح لجهاد وسأله:
ـ هو إيه النظام! ماله ده بيكلمك كده ليه؟
مهتمش جهاد وقاله:- مش عارف بس مش مهم، هو قالي باشمهندس إكرامي عايزني، وللصراحه مش عارف هيطلبني انا ليه؟ المهم دلوقتي انا هطلع ليه.

قبل ما يتحرك أسامه مسك دراعه وكلمه بتحذير:
ـ جهاد اوعى تقع بكلمه، انا مش مستريح للراجل ده، وأنه من تاني يوم يبقى ساهر مقرب منه اوي كده، ودلوقتي يطلبك؟ يبقى الموضوع كبير وف حاجه بتحصل.
ضحك جهاد وهو بيقفل اللاب وقال:
ـ يبني بطل الاڤوره اللي انت فيها دي، ولا اقولك بطل تتفرج على أكشن تاني يلا سلام.

كشر أسامه عينيه وكلم نفسه:- أكشن؟ خليك كده انت زي العبيط، مش عارف ده نص الشركه خدت بالها وأنت ف الطرواه خالص، ربنا يستر وأكون فعلاً متأثر بالاكشن واكرامي ده يكون شخص كويس.

جهاد خبط ودخل و وقف قدام المكتب متوتر وعدل النضاره وبلع ريقه واتكلم:
ـ أحم، مهندس ساهر قالي إن حضرتك طلبتني! 

لف بالكرسي ومبتسم بخبث وعيونه جريئة وكلها شيطانيه وبص ع أيد جهاد وسأله:
ـ اومال فين اللاب توب المخصص ليك يا باشمهندس جهاد.



تعليقات