قصة جهاد وسلامه البارت الثالث عشر13 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الثالث عشر13
بقلم مريم نصار


ريناد وتسنيم ماشيين في طرقة الدور ورايحين الفصل، وكانت تسنيم حاضنه شنتطها ومبسوطه جدآ، ريناد شافتها وضحكت وقالت:- ياااه من زمان مضحكتيش كده يا توتا! شكلك مبسوطه قوي.
وقفت تسنيم ومسكت أيد ريناد واتكلمت بسعادة وقالت:- مش هتصدقيني يا ريناد لو قلتلك أني انهردا حاسه اني اتولدت من جديد، بجد بجد أنتي واخوكي ليكم فضل كبير عليا، انا أول مرة من فترة كبيرة هنام من غير قلق ولا خوف.
ريناد كشرت عينيها وقالت بتسأل:- يااه للدرجادي مكنتيش بتعرفي تنامي كمان؟
خرجت منها تنهيدة ندم وحزن وقالت بأنكسار:- أنا مهما احكيلك عن شعوري واحساسي بالخوف الفتره اللي فاتت مش هتصدقيني! أنا طول الوقت ببقى مرعوبه، لو ماما ندهت عليا! قلبي بيدق بخوف أنها تكون عرفت حاجة، أول ما بابا يبصلي بس، بلاقي نفسي بيروح مني من الخوف أنه يكون شك في حاجة؛ اخواتي الولاد لما بيتكلموا قدامي ويجيبوا سيرته قلبي بيقع من الرعب، لما بنام بخاف اسيب تليفوني في أي مكان حتى لو عامله ليه باسوورد، بنام وانا خايفه أني اصحى ع فضيحتي وسط العيله، ديما خايفه ومرعوبه لأني عامله مصيبه وكارثه، وكل ده بسبب اني وثقت ف إبن عمي اللي يستحيل أني اتخيل أنه يعمل فيا كده وعايز يفضحني وبيساومني، مهما احكيلك ياريناد مش هقدر اوصفلك الضياع اللي كنت فيه.

ريناد زعلت علشانها وربتت ع دراعها وقالت بتفائل:- الكلام ده كان امبارح، لكن دلوقتي من انهردا بداية جديدة وياريت متعمليش كده تاني، ولا تثقي في أي حد مهما كانت صلة القرابه بينكم.
ردت تسنيم بنفس التفائل وقالت بإصرار:- لااا انا لايمكن اكرر غلطتي دي تاني ابدا، ومن دلوقتي مفيش ارقام موبيلات هديها لأي حد، هقلل هزاري مع قرايبي الشباب، هتعامل معاهم بحدود القرابه وبس، وهقلل وجودي ع الإنترنت، وهركز في مستقبلي اللي كنت هضيعه بغبائي.
ضحكت ريناد وقالت:- براڤو عليكي، هى دي توتا اللي اعرفها من زمان.
ف نفس اللحظه افتكرت ريناد سؤال مهم وقالت ليها بقلق:- بس قريبك ده لما يلاقي كل حاجه محذوفه من عندو، اكيد مش هيقولك حاجة ولا هيعرفك علشان لو قالك أكيد انتي هترفضي تكلميه تاني، بس دلوقتي هو أكيد هيطلب منك تبعتيله صورك! هتعملي ايه وقتها! 
رفعت تسنيم كتفها بعدم اهتمام وقالت بثقه:- يخبط دماغه ف الحيطه، انا أخدت قرار وهنفذه، واول ما يحاول يتصل بيا! هدي الفون لماما واقولها ردي على إبن عمي يمكن عايز بابا ولا حاجه، وكل مرة يتصل! هخلي حد يرد عليه، لحد ما يزهق.
وبعدها قلبها دق بوجع ودموعها نزلت وقالت بحزن عميق:- منه لله علقني بيه وخلاني أثق فيه وأحبه.
ربتت ع أيدها وقالت:- خلاص ياتسنيم ارجوكي متفكريش في اللي فات، وحاولي تنسيه بسرعه هيكون افضل ليكي، الحمدلله إن ربنا، انقذك من حيوان زي دا.
اتنهدت وقالت:- الحمدلله والفضل كله يرجع للأستاذ جهاد بعد ربنا. 

ف الفسحة ف مدرسة سلامة:

كانت سلامة ماشية ورايحة أوضة المدرسين، لكن غيرت طريقها لما شافت اتنين من الطلاب بيضربوا بعض وواضح اني التاني بيستقوى عليه.

ـ وربنا مانا سايبك يالا غير لما أخلص عليك.. بقى مش عايز تديني شنداوتشاتك ..أنا هقول لأمي تسقطك وإنك ضربتني والكل هيشهد عليك انك ضربتني!

ـ ومين قالك أنهم هيشهدوا معاك يالا؟ دا عند your mother!

لف الولد للصوت وشاف إنها ميس سلمى فبجّح وقال:
ـ لا مش هسيبه ياميس اطلعي منها، الواد فاكرها سايبة.

اتعصبت سلامة وراحت شدت الولد المضروب وراها ووقفت تزعق في الولد اللي بيرد عليها: 
ـ جرا إيه ياض أنت مجنون! اطلع من ايه؟ دي قلة أدب هو انت مالكش كبير يلمك!عليا النعمة أعلقك زي الدبيحه ع بوابة المدرسة لحد ما يبانلك صاحب، وجووو ياض من هنا، بدل مالعب في وشك!

قالت آخر كلمة وهي بتزقه فقال الولد: 
ـ طيب أنا هوريكي كبيري ياميس!

بصتله ببرود وهو بيجري داخل الطرقه،ولفت للولد وكان بيعيط وقالت بنرفزه:
_ إزاااي يالا تخلية يضر*بك كدا؟ و ي catch يو من your clothes؟
انت مش ضغيف، ليييه تخليييه يقل منك ويضحك عليك عيال المدرسة؟

رد عليها الولد وهو بيعيط وكلامه متقطع:
_ و..و..والله يا ميس ..سـ..سسـ..سلمى أنا مقدرتش عليه وبخ..بخاف منه وكلنا بنخاف منه علشان مامته بتضربنا لما يشكيلها علشان هى مدرسه هنا.
فتحت عينيها من صدمتها وقالت:
ـ يانهار بلااك! الواد بيسلط أمه ع العيال؟  أسمع يالا، متخفش من اي حاجه أنت فاهم، لو حصل حاجة من البغل ده ولا كلمك كلمة واحدة تعالالي وأنا هتصرف!

ـ وهتعملي إيه ع ياأبلة سلمى عرفيني كده!! ومين ده البغل؟ مش تحاسبي ع كلامك؟

سلامة رفعت عينيها من ع الولد وبصت للست اللي بتتكلم وكانت ميس انشراح وعرفت أنها أمه وقالت بتريقة:
ـ بطلت أحاسب؛ علشان بتعزم برة عقبالك كده، وبعدين هو الصغنتط لحق جابك؟ مش عيب عليكي لما تنصري إبنك في الغلط وياخدك حجة ويتشطر ع العيال الغلابه دول؟ دانتوا نهاوركوا بلاك، يا ويلكم ياميس انشراح.. عاجبك عمايل ابنك دي عمال يفتري على مخاليق ربنا.

ربعت انشراح ايديها وقالتلها باستفزاز:
- آه عاجبني.. ياريت تطلعي منها وسيبيهم هما عيال مع بعض! متحشريش نفسك مع عيال؛ هو حد كان اشتكالك، ولا هى تلاقيح جتت وخلاص!

اغلب الموجدين انتبهوا ع الصوت العالي و وافقين يتفرجوا،وسلامة لفت حوالين انشراح وقالت وايدها على نضارتها بترفعها ع شعرها:
- تلاقيح جتت؟ اه وماله،و عيال مع بعض! ميضرش بردك، واطلع منها اممم.. ومالو! دانتي عايزه اعتذار رسمي بقى.

ابتسمت انشراح بنصر على كلامها لكن اتحولت ابتسامتها لغضب لما كملت سلامة بصوت عالي:
_ طب بصي بقاااا يااابلة! لو لمحت ابنك تاني بيمد ايده على عيل عندي في الكلاس أو أي طالب في المدرسة عموماً ويبلطج عليه أنا هوريكم وش تاني غير اللي تعرفوه، انا في الغلط مبتفاهمش بقول للاعور انت أعور في عينك، وانا بقى بقولك أهو، انتي مش عارفه تربي إبنك البغل ده يا ميس انشراح! لأن لو إبنك ده شم بس شوية تربية مياخدش أكل العيال الغلبانه دي ويتحامى ف أمه! إسم الله عليه وع أمه في يومنا البلاك دا!!

الكل بص بصدمة من قوة سلامة والكلام شد بينهم لحد ما وصل الخبر  للمدير واستدعاهم في مكتبه واتكلم بغضب وهو بيخبط على المكتب:
ـ أقدر أعرف إيه اللي حصل يا اساتذة؟ وازاي تمسكوا في بعض وسط الطلبة والمدرسين؟ مش مكسوفين من نفسكم وانتوا المفروض قدووووواه!

اتمسكنت انشراح وقالت:
ـ يرضيك يا أستاذ عبد المنعم، انها تزعقلي وتهددني وتخوف ابني وتتبلى علينا وتقول ع ابني البريء ده بغل؟والله انا سكت عشان عاملة احترام لحضرتك ياسيادة المدير!

مصمصت سلامة شفايفها وهي بتلوي بوقها واتريقت:
ـ حاسبي جناحاتك اللي هاتخبط في الدمعة اللي فرت من كلامك؛ وايه كمان يامظلومة ياللي مهدور حقك في الsociety "المجتمع".

بص المدير لسلامة بتحذير:
_ اتكلمي باسلوب أحسن من كدا ياميس سلمى اسلوبك دا مرفوض!
اعترض سلامة وبصت بكبرياء:
_ لا اسكوزمي بقى ياسياده المدير الميس انشراح بتكدب، وعيب عليها كمعلمة أنها تكون كدابه ، ده غير ابنها بيبلطج على الstudents "طلاب" في السكول ايفريداي، وبيهددهم بالميس انشراح وهى امه بقى والواد فاتح صدرو وفرحااااان، ااااه ماهى امه بقى وهي بتحاميله وبتpunishهم جامد ودا  تصرفimpolite "وقح وغير مهذب"، وانا مش هسكت .. نيفر يامستر حتى لو هتcut my bread "تقطع عيشي" من السكول دي.. لازم نساوي between الstudents!

المدير تنح من الكلام اللي لا منه عربي ولا انجليزي بس بصلها بفخر:
ـ لا ماشاء الله حاجة تفرح بصحيح، إنجليزي انجليزي يعني، أنا عارف كفاءتك ومطمن على مستقبل الطلبة معاكي هتطلعي جيل كله أجانب!

عدلت ياقة الجاكيت والنضارة وقالت:
_ أوف كوورس يامستر انا بتعب جدا عشان اخلي الانجليش ايزي بالنسبالهم، دانا من تعبي معاهم هيقلبوا أجانب وعينين خضرا وزرقا ولو ركزوا شويه شعرهم هيصفر، أعمل ايه ف ضميري يامدير ع طول يأرنبني كده،بس I hate أن حد يتعدي حدوده ويخليهم cry.

المدير حس أنه مش فاهم حاجه لكن هز راسه وبصلهم وقال بحزم: 
_ خلاص  انتهى الأمر، وانتي ياميس انشراح اياكي تمدي ايدك على اي طالب بدون وجه حق او علشان إنك إم لطالب هنا،والموضوع لو اتكرر هوقفك عن العمل وهحولك للتحقيق،انا مش ناقص ولي أمر يشتكي ونتعرض للمسائلة، كويس إن ميس سلمى اتصرفت قبل ما الموضوع كان يكبر اكتر من كده.. يلا انصراف.

خرجوا من المكتب وبصت سلامة بنصر  لانشراح اللي بتطلع شراار من عينيها ومشيت وسابتها.. وهى اتغاظت جدآ واتوعدت انها تنتقم منها بأي طريقة.

جهاد أتعجب من سؤال إكرامي، لكن رد بعفويه:
ـ سوري حضرتك مش فاهم، اي لاب توب تقصده؟

شاور إكرامي ليه أنه يقعد،جهاد هز راسه وارتبك وقعد، واكرامي قاعد وشبك ايدية وفضل ساكت لحظات يدرس شخصية جهاد وقدر يوتره اكتر، لدرجة إن جهاد جبينه عرق ومسحه بالمنديل وحمحم وسكت، إكرامي أبتسم بسخرية واتكلم بإبتسامة كلها مكر وبرود:
ـ تحب تشرب إيه؟ قهوة! إسبريسو ولا عصير فريش! 
جهاد بلع ريقه وهز راسه بالرفض واتكلم:
ـ لأ شكراً انا لسه شارب من شوية.
فتح علبة سِجار واخد واحده وفك الكڤر ببطء وبص ليه وسأله:
ـ مبسوط ف الشركه يا جهاد! 
هز راسه بإبتسامة وقال بعفوية:
ـ أيوه كويس قصدي يعني مش بطال، لأ انا اقصد اني مبسوط مبسوط.
ضحك إكرامي ع توترة والخوف اللي جواه، وقد ايه هو شخص ضعيف، وشاف أنه ده؟ اللي هيحققله كل حاجه هو عايزها! يعني جهاد بالنسبة لاكرامي! مفتاح السعادة! وحاول يديله الأمان واتكلم:
ـ اللاه، مالك يا جهاد انا حاسس إنك متوتر! فك كده وخد راحتك ياراجل إحنا مسيرنا نبقى أصحاب! لو ده ميضايقكش طبعاً!
اتكلم جهاد بسرعه:
ـ ياخبر يافندم! دي حاجه تشرفني جدآ، وأكون سعيد جداً بيها.
مد ايدو وقدمله سِجار، لكن جهاد رفض وقال:
ـ لأ انا مبدخنش.
مثل التعجب وقام قعد قصاده وهو بيولع السِجار وقال:
ـ والله كويس جدا، أنت عندك إصرار مش عندي، تعرف ياجهاد نفسي ابطل تدخين ودي المشكله اللي بيني وبين شاهنده، ديما تحاول معايا اني أخد خطوه وأبطل بس انا خلاص اتعودت عليها.
عدل النضاره وحمحم وقال بحرج:
ـ اء، نفس المشكله بابا بيدخن من زمان وماما حاولت كتير أنه يبطل، بس زي ما حضرتك قلت، هو تعود، بس ممكن مع الإرادة تبطل يافندم.
مثل الإعجاب وقال:
ـ اوو لأ لأ بجد يا جهاد حبيت اصرارك في الإرادة، دانت ممكن تساعدني كمان وأبطل السجاير خالص، وقتها تبقى فعلاً أنت الصديق الوفي اللي يبقى ليه فضل عليا، لأ بجد انا مبسوط اني اتعرفت عليك يا جهاد.
أبتسم جهاد وحاسس أنه مبسوط وقال:
ـ انا اللي مبسوط حقيقي اني قاعد مع حضرتك دلوقتي، لكن، أحم، لكن حضرتك سألتني عن اللاب توب بس الحقيقة أنا مش فاهم.

نفث الدخان لفوق وهرش في خدو وكمل:
ـ لا أبدا، امبارح ف الإجتماع لفت نظري إنك الوحيد اللي كان معاك اتنين لاب توب! علشان كده بسأل، لكن لو مش عايز تقول خلاص مفيش مشكله، مش عايز اتعمق ف أسرارك وتقول عليا فضولي!
نفى كلامه ورد عليه:- أبدا ياخبر يافندم متقولش كده، وحضرتك تسأل برحتك؛ أحم هوا، هو لاب توب الشركه، خاص بشغلي وكنت بحمل عليه فولدرات تخص معلومات عن الشركه، ومكنش ينفع اسيب اللاب ف المكتب مفتوح وجبته معايا الاجتماع، أنا بعتذر لو كنت عملت حاجه غلط.
بص إكرامي ف الفراغ قدامه، وسرح بتفكيرة، وعايز يوصل لكل المعلومات وعايز حاجه اكبر من كده بكتير ودي اللي هتوصله للقمه ف مجال الأعمال وهيبقى غني جدا، أستغرب جهاد شرود إكرامي، ونده عليه مرتين ومردش وحس بالاحراج ،وقام وقف وقال بتوتر:
ـ طيب ممكن استأذن عندي شغل مهم، هيتسلم للباشمهندسه شاهنده الساعه ٣ ومش عايز أتأخر.
اكرامي سامعه كويس وبصله بابتسامة وقال:
ـ أنا مبسوط اني اتعرفت عليك ياجهاد، اتفضل ع شغلك.
جهاد خرج مبسوط ومش مصدق إن رجل أعمال معروف يشكر فيه وكمان هو اللي يطلب منه الصداقه، ونازل والضحكة البلهاء ع وشه، ومش شايف حد قدامه من الفرحه، وخبط ف موظف ع السلم و وقع الملف بالورق، واعتذر جهاد منه وعدل النضاره وبيلم الأوراق من ع السلم واغلب الموظفين انتبهوا لجهاد واستغربوا وضحكوا عليه، وكان أسامة مستنيه بفارغ الصبر، وسمع فون ساهر بيرن ورد ساهر وسمعه وهو بيقول، حالا ياباشا هكون عندك، وطلع من ع سلم تاني، واسامة مط شفايفه والحيرة بتزيد جواه، جهاد وصل وقعد ع مكتبه بحماس كبير واتجدد نشاطه، واسامة استعجب وراح قعد ع كرسي المكتب قصاده وقال بتريقه:
ـ هو شممك مخدرات فوق ولا إيه؟ نازل مش ع بعضك ليه؟ وبتضحك بعبط كده ليه؟ هو الهبل ملازمني في كل حته، لازم يعني اتصاحب عليك دون عن كل الشباب اللي كانوا في الجامعه، اخلص يبني قول مالك متعاطي ايه؟
ضحك جهاد وحكى لأسامة كل حاجه، وف الآخر قال:
ـ شوفت بقى عرفت إنك كنت ظالم مستر إكرامي! طلع شخص متواضع جدا وف قمة الزوق، انا لحد دلوقتي مش مصدق إنه حالياً يعتبر نائب رئيس مجلس إدارة الشركه، ويطلب مني انا..! نكون اصدقاء! ايمبوسيبل.
أسامة تنح وقال:
ـ ايمبو إيه ياخويا؟ ايمبوسيبل! أنت عبيط ليه ياجهاد هو ده السبب اللي مخليك تورينا سقف بُقك من الفرحه! انا لو مكانك اقلق مش اضحك بعباطه كده.
جهاد أبتسامتة اختفت واتكلم بضجر:
ـ أنت عايزني اعمل ايه يعني اعيط! ومش ده طلبك ليا وزنك اللي فوق دماغي! اضحك ياجهاد، فوق لنفسك ياجهاد، فكها شوية ياجهاد، ودلوقتي عايزني اقلق، حاضر يسيدي أسمع.
وعدل النضاره وبلع ريقه واتكلم بصوت واطي:
ـ أسامه؛ انا قلقان، تخيل المدير مبسوط مني، ودي مصيبه هنعمل ايه دلوقتي؟

أسامة اتريق عليه وشده من دراعه وقرب من وشه واتكلم بصوت واطي ومتغاظ:
ـ قابلني ف الكافتيريا تحت ف معاد الغدا وانا هفهمك اللي اقصده، علشان الموظفين خدوا بالهم ومركزين اوي معانا، ولو حد سمع كلمة!  العصفورة هطير ع مكتب المدير ع طول، يلا سلام.
أسامة رجع لمكتبه والكل موجود ما عدا ساهر اللي نزل بعد نص ساعه وكمل شغله، وجهاد مركز في شغله وجه البريك وقت الغدا، وجهاد أخد اللانش بوكس، ونزل وشاف اسامة طالب بيتزا وقعد جهاد معاه وكل واحد بيتغدا و أسامة شاف طريقة الأكل ف علبة جهاد بطريقة مرتبه وقال:
ـ والله والدتك دي ست مفيش منها، مهتمه باكلك الصحي والفاكهه وبتخاف عليك، ربنا يحفظهالك يصحبي.
أبتسم جهاد:- شكراً يا أسامة، هى فعلاً بتهتم بينا وبتخاف علينا من أقل حاجه، وع فكره هى عامله حسابك في الفاكهه رغم إنك مشوفتهاش قبل كده؛ عارفه إنك بتحب التفاح وبعتالك دول اتفضل.
قدم اتنين لأسامة واخدهم وشكروا واتكلم بجديه وقال:
- اسمعني كويس ياجهاد الموضوع مريب انا مش عارف ازاي انت شايفه عادي، انا اللي أقصده يافهيم، عايزك تفكر كده واحده واحده، أول حاجة إكرامي ده يدوبك لسه جاي من يومين تلاته، وتاني يوم اتعرفنا عليه ف الإجتماع وأنه هيبقى نائب رئيس مجلس الإدارة، تمام حلو وحاجه متخصناش، لكن ساهر من اول يوم وهو بيحوم حواليه، وانهردا طول اليوم ساهر ف مكتب إكرامي مش غريبه دي؟ لأ وكمان طلبك أنت دون عن كل موظفين وإداريين ومهندسين الشركه، شركه فيها اكتر من ألفين واحد طلبك أنت منهم؟ وع فكره ده مش استقلال بيك والله، انا بس محتار اشمعنى أنت! أنت لا محاسب ولا إداري ولا سكرتير ولا حتى ف الأرشيف! لأ واللي زاد من اصراري إن ف حاجه غلط، أنه طلب تبقوا اصدقاء! طيب أنت عمرك سمعت عن صاحب شركه من تاني يوم بيتصاحب ع حد من الموظفين؟

جهاد مقتنعش بكلامه ومط شفايفه وقال:
ـ عادي يعني يا اسامة هى بتختلف من طبع لطبع، مستر إكرامي واضح عليه التواضع  شكله طيب، وكمان ممكن بيكون صداقات علشان يزود ثقتنا بالشركه ويدينا حافز أننا نشتغل بحماس، زي ما عمل معايا بالظبط، انا كنت قاعد كسلان جداً ومش قادر أشتغل، لكن بعد ما نزلت من عندو اشتغلت بحماس كبير وفرق معايا بجد؛ اما بقى استاذ ساهر ف انا معتقدتش ممكن يكون عايز يترقى مثلاً وبيقرب منه للسبب ده او يمكن يكون طبع زي ما قلتلك أنه يكون بيحب يتعرف على الناس بسرعه، ياريت منظنش السيء مش كل الناس وحشه يا أسامة.
اتنهد أسامة بإستسلام لأنه عارف طبع جهاد وإن نيته ديما خير وبيثق ف الناس بسرعه، لكن حب ينصحه وقال:
ـ تمام يا جهاد بس انا عايز اقولك حاجه، لو طبع ساهر زي ما بتقول انه بيحب يتعرف على الناس، كان من باب أولى اتعرف ع طقم الموظفين اللي معاه ف القسم، لكن ديما يعمل مشاكل، أرجوك يا جهاد خلي بالك وفتح عينيك كويس، ولو حسيت بالغدر أو شكيت باي حاجه ياريت تقولي يمكن نقدر نتصرف، وربنا يستر.

عدت فترة قصيرة واكرامي يومياً بيحاول يخلي جهاد يثق فيه جداً وأنه الصديق الصح، وجهاد صدق ده لدرجة إن أسامة مش عارف يفكر لكن شايف إكرامي شخص متواضع، هل ده قناع ولا وشه الحقيقي، وساهر ديما عينيه ع جهاد، اما عن نضال ورجاء الفجوه بينهم بتكبر لأن حياتهم كأنها لوحه مرسومه مافيهاش روح ورتين يومي مدروس ومحفوظ، وريناد رغم الفراغ اللي جواها إلا أنها مبسوطه جدا بأن تسنيم اجتازت المرحله دي واتعلمت أنها متثقش في أي حد قريب أو غريب وانتبهت لدراستها، ف الحاره عنايات وصباح نارهم بتزيد ومستنين الناس تنسى اللي حصل وف أول فرصه يولوعوا ف الورشه، لكن شقاوه واقف فيها من الصبح لبليل وده معطلهم شوية، حالياً شقاوه ف الورشه واخته جت وجايباله الغدا ومشيت، دخل جوه الورشه، قعد ع الكرسي وفرش الجرنال وحط الأطباق وبيقطع لقمة العيش، سمع صوت حاجه وقعت ع العربيه بره الورشه، وقام يشوف ف ايه، وكان حجاب مع المشبك واقع من ع حبل الغسيل، ورفع عينيه وشاف فردوس بتلم الغسيل  ومكسوفه لأن الحجاب وقع منها، أبتسم شقاوه واخد الحجاب ودخل جوه الورشه وبصله لحظات وسابه جمبه، وعندو إحساس أنها هتنزل وبيدعي أنها تنزل ويشوف عينيها عن قرب.

ـ اسطى عابد.
سمع صوتها قلبه بيدق ونفسه بيزيد، إسمه رن ف ودنه زي النغمه، اسطى عابد! إسمه وعارفه وسامعه كتير لكن منها هى ليه مسمع خاص من نبرة خاصه بيميزها من بين ألف واحده، لف ليها وقام وقف بسرعه وراح ليها عند باب الورشه وقال:
ـ آنسه فردوس، أحم اتفضلي، لأ قصدي يعني نازله بنفسك،انا كنت هبعتلك الحجاب مع سلمى وهى راجعه من المدرسة ولا تتعبيش نفسك.

بلعت ريقها بتوتر وقلبها بيدق بسرعه ونفسها كل الناس تختفي وميكونش موجود غيرهم، لكن الناس مابتسبش حد ف حاله، وفركت أيديها بتوتر وحاسه أن الكلام كله اتبخر لكن حاولت وقالت:
ـ  تعبك راحه يسي عابد، متأخذنيش بالله عليك الحجاب وقع غصب عني بالمشبك ملحقتوش.
رد عليها وقال:
ـ ولا يهمك يا آنسه فردوس، بتحصل كتير،مفيش بلكونه فيكي يامصر غير لما وقعت نص الهدوم.
ابتسمت فردوس وهى مكسوفه ونفسها تتكلم اكتر من كده لكن ماينفعش وقالت بحرج:
ـ عندك حق بتحصل، ومتأخذنيش ممكن اخد الحجاب وامشي علشان محدش يقول عني حاجه وقفتي كده مش حلوه والناس رايحه جايه، وأنت عارف محدش بيسيب حد ف حاله.
انتبه شقاوه لكلامها وأكد عليه وقالها:
ـ أيوه عندك حق، لكن متخافيش اللي يفكر بس يجيب سيرتك افلقه نصين! 
سابها وراح يجيب الحجات وهى من كلمته قلبها رفرف من الفرحه، مد ايدو ليها بالحجاب وقال:
ـ اتفضلي يا آنسه فردوس، وبعد كده لو حاجه وقعت من فوق متنزليش ولا تتعبي نفسك انا هبعتهالك مع أي حد، وبردوا كلامك صح اي حد لو شافك واقفه هنا معايا ممكن يقول اي كلمة كده ولا كده، وانا... أحم انا اكتر واحد يخاف على سمعتك في المنطقه كلها، اتفضلي.
أخدت منه الحجاب و وشها أحمر جدآ وقالت بحرج:- شاله يخليك يسي عابد، بالأذن.
ومشيت من قدامه وهى حاسه أنها هتقع من الإحراج ودقات قلبها مسموعه ليها وطلعت ع فوق مبسوطه وبتحلم بنفس اللحظه من تاني، وشقاوه أبتسم وهرش في قفاه واخد نفس طويل وطلعه بهدوء ودخل يكمل غداه وبيحلم ويتخيل نفس اللحظه من تاني.

مساءا في المهندسين.

كانت الساعه داخله ع ١٢ صباحاً ونضال لسه مرجعش ودي طبعاً كارثه والخروج عن معايير المجتمع بالنسبالها ،وكان بيوصل ام السعد والمفروض يكون ف البيت من تلات ساعات، رجاء رايحه جايه بقلق ومش عايزه تصحي جهاد، سمعت صوت مفتاح الباب وحمدت ربنا أنه بخير لكن قعدت ع الكرسي بهدوء ورفعت راسها بكبرياء كأنها مش قلقانه وقالت:
ـ ما لسه بدري يانضال! 
حدف المفاتيح ع التربيزه وقعد وقال:
ـ مساء الخير يارجاء،انتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي؟ في معجزات بتحصل ف البيت ده وانا بتفاجىء بصراحه، بقى رجاء هانم تسهر للوقت ده؟ ده حمار مين اللي مات؟.
ابتسمت بتهكم وحطت رجل ع رجل واتكلمت بغرور:
ـ ده مش موضوعنا،وخصوصاً إن المعجزات حصلت بفضلك أنت! وياريت تختار مخارج الحروف بتاعتك اوك! و تقدر تقولي كنت فين كل ده وليه راجع متأخر قوي كده، ودي مش أول مرة توصل فيها الشغاله لكن بترجع ف معادك وغير كده لما انت كويس مبتردش ع موبايلك ليه؟ ولا أنت معاك موبايل منظر وخلاص! 
أنت هتفضل لحد امتى مهمل كده يانضال؟
ضحك نضال من غلبه وخبط كف بكف وقال: 
ـ لا حول ولاقوة إلا بالله.
وبعدها ضحكته اختفت وبصلها نظرة مش عارف يوصفها او يلاقي ليها مسمى، هل فعلاً بقى بيكرة الوقت اللي بيقضية معاها! هل فعلاً رغم اهتمامها بنفسها وبيتها وكل حاجه مش حاسس بروحها اللي ناقصه تنعش حياته، حاسس أنه عايش في جوه لوحه جميله جدا وكل يوم تتلمع وبتبرق لكن روحها مطفيه، اخد نفس طويل وطلعه بهدوء، وبدأ يتكلم:
ـ رجاء انا مش تلميذ صغير لسه بتعلميه؛ أو عيل صغير محدداله مواعيد ولو أتأخر هيتعاقب؛ أنا مش مربوط في البيت ٢٤ ساعه ولا عايش براه طول الوقت، انا لحد دلوقتي مش عارف انا ساكت ليه! او مش عارف انتي كده إزاي! دانا مليت واتخنقت ليكي سلف؛ انتي إزاي عايشه كده بجد! لا هزار ولا ضحك غير بالمعقول! معقول ايه؟ ده مفيش هزار خالص، حياتك زي كتاب كل الصفح شبه بعض، مفيش صفحه فيها ضحك والتانيه رومانسي وشويه دراما، لأ حياتنا سستم وقرارات وتنفيذ ورتين يومي مدروس، مفيش حاجه ف البيت بتتشال من مكانها، متحف فعلاً زي ما ابوكي قال، انا افتكر مرة زمان وشيماء صغيره فضلت تتحايل عليكي تلعبي معاها ف النادي وانتي قومتي غصب عنك،وقتها فضلتي تتلفتي حواليكي كأنك عامله مصيبه، أو الصحافه بتصورك، وقتها أنا سرحت كتير وفكرت ف رد فعلك ده وف الآخر من غير نتيجه، مع أني متأكد إنك نفسك تجري وتلعبي وتهزري وتعيشي الحياة بحريه اكبر لأنها مش مستاهله كل التكتف اللي انتي فيه ده، ليه يارجاء، ليه بجد انتي روبوت متحرك ليه؟
بلعت ريقها وهزت رجلها بتوتر واخدت نفس عميق وقامت وقفت مرة واحدة لفت ضهرها ليه واتكلمت بكبرياء:
ـ حضرتك بقيت فيلسوف في الكلام، ونسيت تجاوب على سؤالي الأساسي، ولا أنت خايف ترد وتقولي سبب تأخيرك ايه ولا اسمي ده هروب؟
هز راسه بخيبة أمل وشايف أنه مفيش فايده ف الكلام معاها،ومسح وشه بايدية وبيحاول يلتمس ليها عذر لكن مفيش سبب لكل ده، وقام وقف بتعب واتكلم بتنهيدة:
ـ لا يستي مبهربش، وحاضر هجاوبك، بعد ما وصلت ام السعد العربيه عطلت مني وانا راجع وخدت وقت ف التصليح، وده سبب تأخيري، ومردتش عليكي لأن الموبيل كان في العربيه وصامت، هو ده كل اللي حصل.
وبصلها بإبتسامة بارده وقال:- ممكن اروح أنام بقى؟تصبحي ع خير.
سابها وراح الأوضه، وهى واقفه مكانها وملامحها جامده واخدت نفس عميق وبصت ف الساعه ودخلت تنام، ف نفس الوقت ده جهاد كان واقف في الطرقه وسمع اللي حصل، وشايف علاقة امه وابوه ع حافة الإنهيار، واخد نفس عميق طلعه بتنهيدة ألم، وعدل النضاره ورجع اوضته وحس أنه مخنوق ونفسه يكسر كل حاجه حوالية، ومش عارف ينام، ولا قادر يخرج، قعد قدام جهاز الكمبيوتر يطلع كل الكبت اللي جواه ف البرامج والهواية اللي بيحبها، وبعد لحظات فونه رن واستغرب جداً مين اللي هيرن عليه دلوقتي لأنه مالوش حد غير أسامه يعرفه، وقام يشوف مين وكان رقم برايڤت وكشر عينيه بتعجب لكن رد:
ـ ألو.
إكرامي نفث دخان السِجار ورد بإبتسامة شيطانيه:
ـ جهاد، اتمنى مكونش اتصلت ف وقت غير مناسب.
كشر جهاد عينيه للحظات واتعجب ورد عليه بإستفسار!:- مستر إكرامي؟! 
ضحك ورد عليه:- مفاجأة مش كده؟ 
هز راسه بتأكيد وقعد ع السرير واتكلم بتوتر:-
ـ فعلاً يافندم هى مفاجأة، آسف بس انا اتفاجئت فعلاً، هو حصل حاجه؟ لأن الوقت يعني...! آسف.
ضحك إكرامي عليه وقال:- وقت ايه يابني؟ الساعه مجتش واحده لسه! ده اليوم لسه بيدأ، واحنا اصدقاء عادي وبتصل ع صديقي اطمن عليه.
أبتسم جهاد واتكلم بامتنان:- متشكر جدا يامستر أنا كويس.
مط شفايفه بعدم اهتمام وقال:- 
ـ تمام؛ المهم مش هعطلك، انا بتصل عليك بردو علشان عايزك بكره بدري ف الشركه تكون موجود قبل كل الموظفين، عايزك ف موضوع مهم، أو إجتماع مهم بيني وبينك.
جهاد مش عارف ياخد قرار وهز راسه بتوتر وقال:
ـ حـ، حاضر يافندم، حاضر.
خلصت المكالمه وجهاد فضل قاعد مش عارف يفكر ولا قادر يفهم شخصية إكرامي، قلع النضاره وحاول ينام وعندو فضول يعرف بكره إكرامي عايز منه إيه؟ وياترى الاجتماع ده عباره عن إيه؟ وطلع النهار وصحي قبل الميعاد وحاول يفهم والدته إن ف ميتنج قبل الشغل مع صاحب الشركه وسمحتله ينزل من غير نقاش ونضال نظراته ليها كلها غيظ،ونزل جهاد وركب العربيه و وصل الشركه وطلع ع مكتب إكرامي وخبط ودخل وكان إكرامي قاعد ع كرسي المكتب و ساهر قصاده وجهاد مشكش في أي حاجه ولا استغرب لوجود ساهر، أبتسم واتكلم عادي:- صباح الخير.
ردوا عليه وشاورله يقعد وقال:
ـ أسمع ياجهاد انا هدخل في الموضوع ع طول، أنت  عارف إن شاهنده سافرت امبارح لشغل مهم وصفقة العمر وهى هترجع بعد أسبوع تقريباً، وأنت عارف أسبوع ده فتره كبيره وجايز تحصل كوارث تضر الشركه ولازم ناخد حذرنا،لأن اي شركه بيبقى ليها أعداء ومنافسين، ولازم علشان أقدر احمي الشركه اكون ع علم بكل كبيرة وصغيره،وانا عارف إنك شخص آمين، وكونك خبير في نظم المعلومات في الشركه، وشاهندة واثقه فيك جدآ للمهمة دي وأنك آمين ع أسرار كل العملاه بتوعنا وكل معلومات الموظفين بلا استثناء عندك ف ده شيء مطمني.

ساهر مبتسم بسخريه،وجهاد عدل النضاره وبلع ريقه واتكلم بتوتر:
ـ مش فاهم! لأ قصدي فاهم كل اللي حضرتك قولته عن المنافسين، لكن بردو مش فاهم بتتكلم عن ايه في مجالي؟مطلوب مني حاجه؟ وبعتذر أحم.

ساهر هز راسه بضحكه وبص لاكرامي كأنه بيقوله مش قولتلك أنه غبي وهيتعبنا، إكرامي مثل الهدوء وحاول يمتص غيظه وابتسم ببرود وقال:
ـ ركز ياجهاد، أنا عايز منك تقدملي فايل كامل عن كل العملاء وكل حاجه موجوده على لاب توب الشركه!! اكون ع علم بكل كبيرة وصغيرة فيه! فهمتني! 
جهاد اتعدل وحس بالتوتر اكتر ورد بصوت مهزوز:
ـ أيوه حضرتك بس ليه تطلب مني انا اني اقدملك الفايل.
إكرامي كشر عينيه بتعجب وقال:- مش فاهم! أنت بتعارض كلامي وا وامري ضد مصلحة الشركه؟

اعترض بنفي وقال بسرعه:- لأ لأ طبعاً عمري ما اعمل حاجه زي كده، ولا عمري أعترض لحاجه ف مصلحة الشركه، لكن حضرتك المفروض تكون عندك كل المعلومات دي طبعاً لكن مش عن طريقي أنا.
اتعدل إكرامي وساهر بتركيز وقال:- تقصد ايه يا جهاد! مين غيرك اللي عندو المعلومات دي.
رد جهاد وقال:- المدير، مدير نظم المعلومات في الشركه كلها.
ساهر يترقب:- هو مين المدير ده يا باشمهندس جهاد! تقصد الباشمهندس علاء؟ 
بصلهم وقال:- لأ طبعاً المهندس علاء برمجيات ،لكن المدير الحقيقي هى الباشمهندسه شاهنده.
إكرامي وساهر بصوا لبعض بصدمه وقالوا بصوت واحد:- ايييييه؟
أكد جهاد ع كلامه وكمل:- أيوه يافندم ويوميا بيكون عندها فايل كامل بكل المعلومات، ومنبهه عليا مقولش اي معلومه لأي حد غير بإذن منها.
وقام وقف وكمل بعفويه:- فلو حضرتك محتاج الفايل دلوقتي، ممكن تتصل ع الباشمهندسه وتخليها بنفسها تقولي اجبلك الفايل وقت ما تحدد، غير كده أنا آسف، ولا كلامي كده غلط؟ أكيد انا كده بصون الامانه مش كده يامستر إكرامي؟
إكرامي صك ع أسنانه بغضب مكبت، وعايز يرمي جهاد م الشباك وحاول يتمالك أعصابه لأن اول خطه ف الحصول ع العملاء والشركه فشل وحاول يطلع منها ومايشككش فيه جهاد، وابتسم بعمليه وقال:
ـ برافو ياجهاد، برافو، مش قولتلك يا استاذ ساهر! إن جهاد لايمكن يسقط في الإختبار ههه انا حقيقي مبسوط منك ياجهاد، لأ حقيقي برافو.
ساهر كشر عينيه بعدم فهم وسكت لحد ما يفهم هو قال كده ليه، عكس جهاد اللي واقف مش فاهم حاجه، وكشر عينيه بعدم فهم وسأله:- إختبار؟ إختبار ايه انت مش فاهم حاجة؟
 إكرامي رد بعمليه اكتر وفتح قدامه ملف كأنه مشغول وقال:- إختبار أننا نشوف إنك آمين ع أسرار الشركه  ولا لأ، ومتفهمش غلط أنا كان لازم اعمل كده علشان اثبت لأستاذ ساهر أو غيرو، أننا مشغلين معانا موظفين كفؤ، وعلشان كده أنت ليك مكافأة مالية، تبقى عدي ع خزنة الشركه الساعه ١ وخد المكافأة، الاجتماع خلص اتفضل يا جهاد الموظفين بدأوا في الحضور.
جهاد واقف مش عارف يزعل أو يفرح لكن إكرامي مسابش ليه فرصة أنه يفكر في حاجه، وفكرة أنه كفؤ وأمين وكمان هياخد مكافأة! فده فوق توقعه، وزاد الحماس عندو ونزل ع مكتبه واستنى أسامه علشان يحيكله كل حاجه، عكس إكرامي اللي قاعد فوق عايز يكسر المكتب من الغيظ، وخبط بإيدية ع المكتب، وساهر خاف واتكلم بصوت مهزوز:
ـ اهدا يا باشا وأكيد هنوصل لحل.
رد عليه من بين أسنانه بغيظ:- اهدا إيه؟ اهداااا ازاااي؟ انا اتخدعت في الواد ده يبان عليه أنه غبي لكن طلع منها بسهوله ورمى الكورة في ملعبي، وقال اييييه؟ عايزني استأذن من مراتي علشان اعرف كل حاجه عن الشركه! 
وخبط قبضة ايدو ف أيدو التانيه وكمل بتوعد:
ـ لأ الشركه دي مش لازم تعدي السنه إلا وتكون كلها ملكي أنا وبس؛ ومبقاش إكرامي إن مخدت كل مليم فيها، يا اما كده ياقاتل يامقتول.
اتفزع ساهر وقال ف نفسه- قتل!! احم وكمل برجفه وخوف:- طيب اهدا سعاتك وهنوصل لحل، أكيد في طرق كتير جدا، زي مثلاً تمضي الهانم ع عقد بيع وشرا أو مثلاً تخترق اللاب توب المخصص ليها للشركه، أو.......!
قاطعه إكرامي بشر كبير:- اخترق..! ايوووه فعلاً اللاب توب بتاعها! إزاي مفكرتش فيها قبل كده.
وكمل بحيرة واستفسار:- بس كده عايزين حد يفهم ف إختراق الاجهزه، ويكون هاكرز من مضمون و التوب فيها من غير ولا غلطه، بس هنجيبه منين!!
ساهر بلع ريقه بخوف وجاوبه وهو خايف يقول إسمه لكن قال:- مـ، موجود ياباشا! وسيادتك تـ،تعرفه.
بص ليه وكشر حواجبه وسأله:- أعرفه؟ مين ده ياساهر اللي أعرفه ويكون توب ف الهكر؟
ـ جهاد نضال ياباشا.
بص قدامه ف الفراغ للحظات بصدمه، لكن بعدها اتحولت لضحكه خبيثه جدآ وقال:- ولا وقعت ومحدش سمى عليك ياجهاد، والمرادي بقى ياقات*ل يامقت*ول.

ف الحاره.

الباب بيخبط وشفاعه في اوضتها بطبق الغسيل وندهت ع عبقرينو:- ياواد ياحسين، أنت ياواد شوف مين بيخبط؛ يابت ياسلمى افتحي مش قادرة اقوم.
رد عليها عبقرينو:- طيب ياماما أنا هفتح،ورايح الدرس ماشي؟
ـ ماشي يقلب أمك ربنا ينجح مقاصدك وينورهالك قادر يا كريم، بس شوف مين ع الباب.
أخد الكتاب وراح يفتح وكانت حنان وفردوس صحاب سلامة وحنان ابتسمت:- اذيك ياحسين، هى سلمى موجوده؟
رد عليها بإستعجال:- الله يسلمك، اه موجوده هندهلك عليها عشان هتأخر ع الدرس.
جت سلامة من وراه وقالت بحماس:- روح انت ياعبقرينو انا جيت اهو، تعالوا ادخلوا يا حرابيق.
نزل عبقرينو وسلموا عليها ودخلوا قعدوا في البلكونه، وسلامة راحت لأمها وقالت:- ماما، فردوس وحنون جايين يقعدوا معايا شوية، انا نسيت اقولك الصبح أنهم جايين،واحنا في البلكونه اشطا؟
شفاعه حدفتها بالشبشب وسلامة اتخضت ومسكت الشبشب وبتتفحصه وبصت لأمها اللي قالت بغيظ من بين أسنانها:- والله ماحد هيموتني غيرك يابنت المنكوبه، يابت لما صحابك جايين مبتعرفنيش ليه؟ ياللي تنشكي.
وحطت أيدها ف جمبها وكملت بشماته:- طيب أنا مطبختش انهردا ستك نبوية عند عمتك وأكل امى بايت من امبارح وابوكي قال نقضيها اي حاجه، واحنا آخر الأسبوع، اشربي بقى ياحيلة امك وشوفي هتعملي ايه؟
سلامة ماسكه الشبشب وبصت لأمها وكشرت عينيها بغيظ:- انا لو مش بنتك عرفيني، علشان اروح أدور ع امي الحقيقية، متخافيش ع زعلي انا كبيرة ومبحسش أصلا، وفي ام تلبس بنتها الشبشب ف الوش؟
عوجت شفاعه بقها وقالت بتريقه:- الضرب في الوش مفهوش معلش ياروح امك، روحي اجري بقى اعملي لصحابك شاي مفيش غيرو في المطبخ، أدخلي كده عليهم بكوبايتين شاي و وشك منور قد كده، وريني نفسك بقى يامُدرسه بلا خيبه.

سلامة بصت ع البنات وكانوا قاعدين بيضحكوا وفردوس بتسرق النظر ع الورشه بتبص ع شقاوه، وسلامة دخلت لأمها وحبت تستعطفها وقالت:- طيب بقولك ايه ياحسن ام في الحاره، حارة ايه بس؟ يا احسن ام في الكوكب كله، حياة بنتك اشيخه اعملي الصح المرادي، دنا بنتك سلومه.
ضحكت شفاعه بشماته وقالت:- هيء ولو بقيتي ابو زلومه نفسه، مش هتحرك من مكاني، غلطتي ولازم تتربي، هو انا مواريش غيرك؟ مش كفايه الخناقة اللي شعللتيها امبارح بليل ف الحاره؟! مخلفه دكر الحته، بتتشبحني ع سواق ميكروباص وغريب عن المنطقه يابنت الهبله؟
ردت عليها بضجر:- يووووه يما يعني كنتي عايزاني اعمل ايه؟ غلط ولازم يتربى! الواد بيستقوى ع أبويا، واللي يجي عليه أقسم بالله اخلية جُرسة الحاره كلها، المهم بس سيبك الحوار خلص وعدا، خلينا دلوقتي في العيال اللي بره دول، انا قيلالهم هنخربها اكل دول جايين صايمين من أول امبارح ومفضيين التانك علشان يملوه هنا، أبوس ايدك ياشفاعه انجدي بنتك، مش انا جبتلك الطاسه التيفال اللي كان نفسك فيها؟ شوفتي انا بحبك إزاي؟ وبعلمك ألف باء وخليتك تكتبي أسمك بالكامل؟ بزمتك حد يعمل كده ف ضناه، يلا بقى يما وريني جمال خطوتك في المطبخ.

حبت شفاعه تغيظها اكتر:- شوفوا البت ياولاد، بتعاير أمها أنها جاهله، لأ وكمان بتذلها بحتة طاسه متسواش ٢٠٠ جنيه، روحي ياشاطرة لأصحابك انا مش فاضيه لدلع البنات ده.
وقفت سلامة بتحدي وقالت:- بقى كده ياشفاعه؟ انتي كده بتعلني الحرب! وسلامة بركات مابتستسلمش.
شفاعه نفخت ف هدومها بتمثيل الخوف وقالت:- يما يما يما صدقي خوفت يابت! لأ واترعبت كمان! اجري ياحلوه شيلي ليلتك بعيد عني، انا مهدود حيلي من الصبح غسيل وكنيس ومسيح وانتي جبله ولا عندك ريحة الدم، روحتي المدرسة وجايه الضهر ونايمه ومستكنيصه وشيلي الهم ياشفاعه، لأ وعازمه صحابك ومعرفتنيش يبقى مش ذنبي حاجه، يبقى بره عني موضوعك كان نفسي اخدمك بس ع عيني ياحبة عيني.

سلامة رجعت شعرها لورا وابتسمت بتوعد وقربت من وش أمها وقالت بمكر:- ماشي ياشفاعه، مش سلامة بركات اللي حد يعمل معاها الجلاشه، بس متجيش انتي بقى تقولي شامم وعاوز اشطا يامرات حليم بركات، ام سماره عامله ايه دلوقتي؟
شفاعه اتنفست غيظ ومسكت الفرده التانيه، وسلامة ضحكت وبتجري والشبشب لبس ف قفاها، واتكلمت شفاعه بغيظ:- ااااخ البت دي مش بنتي، يابنت الجزمه،البت دي غيظااااني، البت دي ضرتي لايمكن تكون بنتي ابداااا، ااااه ينااااري يتفرسني بنت الجزمه بام سماره.
ورفعت حاجبها بكبرياء وكملت:- أنا احلى منها، دي ولية مسهوكه ونص وشها بويا أحمر واخضر واصفر، اه حليم عمره ما يبص لغيري، اااه ينااااري ماااشي ياسلامة انا كنت هقوم اطبخ بس وحياة أمك منا قايمه، وشوفي هتعملي ايه.
دخلت سلامة للبنات واتكلمت معاهم وشوية وسابتهم ودخلت الحمام ورايحه جايه محتاره وبتكلم نفسها ومتغاظه من أمها:- اااه شوفتي ياسلمى؟ شوفتي أمك قلبها حجر عليكي إزاي؟ طيب اعمل ايه دلوقتي العيال جايه جعانه ومش هلحق اطبخ، اعمل صنية بطاطس وفراخ؟ لأ الفراخ هتاخد وقت، طيب سمك؟ يوووه لسه هنزل واشتري واعمل رز؟ دي فيها ساعتين، أعمل ايه؟ يعني اروح اشتكي امي لستي محاسن، ساعتها هتروح رصالها قصيده محترمه، بس بردوا مش هوصل لحاجه، اوووف يسلام عليكي ياماما لما تقفلي دمااغك، اعمل ا......! 
ومكملتش وضحكت بتشفي وقالت:- بس لقيتها، وإن مخليتك يا شوشو تقولي هاتي حتة؟ مبقاش بنت حليم بركات.

خرجت من الحمام ولبست الاسدال بسرعة البرق واخدت فلوس وقالت للبنات:- أنا نازله ثواني هتيجوا معايا ولا تستنوني هنا.
نزلوا معاها وهى كلمت أبوها استأذنت منه وعطاها فلوس، وشقاوه ساب اللي ف ايدو وعيونه اتقابلت ف عينيها وحنان بتكلمها ومبتردش عليها وبصتلها وشافت نظرتها الرومانسيه لشقاوه، وبعدها اتحركوا وراحوا عند محل كبير وسلامة اشترت اللي هى عايزاه، وعدت على محل خضار وسوبر ماركت ورجعوا وسلامة قالت:- انزلك ساندوتش يابابا؟
رد عليها بضحكه وقال:- لأ ياحبيبة ابوكي بس هاتي للاسطى عابد اصله بيحبها اوي.
هو مكنش يقصد حاجه لكن شقاوه وفردوس ارتبكوا جدآ وحسوا أنه بيلمح بالكلام عليهم، وانتبه لشغله وهى بصت بعيد، وطلعوا ع فوق وظبطوا كل حاجه مع بعض ف المطبخ وخرجوا علشان يتغدوا، شفاعه خلصت وقالت تريح ضهرها شوية لكن ريحة الأكل دخلت مناخيرها وعقلها كمان، وبتشم بنهم وقالت:- الله، ريحة الرنجه مالية الدنيا، والله الواحد نفسه فيها، نبقى نجيب بكره من مرعي الرنجه بتاعته حلوه، بس الريحه انتشرت في الشقه؟ 
واتعدلت وكشرت عينيها وقالت:- معقول اللي ف دماغي؟ ده يبقى نهارها مش فايت هى عارفه اني بموت في الرنجه، يومك مش هيعدي يابنت حليم لو كنتي انتي اللي جايبه الرنجه.
وقامت وخرجت برة الأوضة والريحه بتزيد وجوعتها اكتر وبتبلع ريقها ولمحتهم في البلكونه فارشين ع الأرض جرايد وبياكلوا وبيضحكوا ومبسوطين، كشرت عينيها وقربت منهم تشوف بياكلوا ايه؛؛ وقد كان، رنجه وليمون وبصل اخضر وعيش وحاجه ساقعه وطحينه وآخر انبساط وانسجام، وشكل الأكل فتح نفسها، سلامة شافتها وضحكت وعارفه إنها بتحب الاكله دي جداً واتكلمت بتَشفي:- تعالي ياماما، شوية رنجه من عند عم مرعي إنما اييييه؟ تقوليش زبدة لأ ومنقيلي المبطرخه، ايه رايكوا يابنات!
ردت فردوس:- والله أكله متتعوضتش انا كان نفسي فيها من زمان.
ردت حنان:- امممم ولا الطحينه والبصل يخراااابي، تعالي ياخالتي الرنجه كتير وسلامة بصراحه جابت كمية تعالي هنفرح اوي لو قعدتي معانا.
بصت شفاعه لبنتها بتوعد وعايزه تنط في كرشها وقالت بتمثيل أنها مش مهتمه:- لأ يانور عيني كلوا أنتوا بالهنا والشفا، انا شبعانه والرنجه أنا مش قد كده فيها يعني، هروح اعلقلكوا ع الشاي.
استحلفت لبنتها وجت تمشي، قامت سلامة بسرعه وحضنتها من الخلف وايديها بعيد عنها وقالت:- رايحه فين ياوزه، دي الأكله دي معموله ع شرفك، عتلاق لو مقعدتي تاكلي لاجيب ام سماره تاكل معانا هههخخههههخخ.

لطشتها شفاعه بقلم خفيف من الغيظ، وسلامة ضحكت وفضلت تشد ف أمها تقعد معاهم وف الآخر قالت:- يوووه بقى ياشفاعه، تعدميني لو مقعدتي، ده الأكل ف البلكونه يرد الروح تعالي بقى.
شهقت شفاعه بخوف وضربتها ع كتفها وقالت بحزم:- حسك عينك تدعي ع نفسك تاني فاهمه ولا لأ، جاتك الهم والله معرفت أربي.
ردت فردوس:- فدي عندك حق ياخالتي ههههه شوفتيها امبارح ف الخناقه ولا عبدو موته لأ دي ولا رفاعة الدسوقي.
حنان:- يختي أهو الاتنين بلطجيه، بس ايه اللي حصل امبارح محدش قالي يعني أن سلمى اتخانقت ومع مين..
شدت سلامة أمها وقعدتها وقعدت جمبها واتكلمت:- امي هتحكيلوا انا باكل مش فاضيه.
كلهم ضحكوا وقبل ما شفاعه تاكل قالت:- نزلتي لابوكي ياسلمى؟
ردت عليها وقالت:- طبعاً ودي تفوتني نزلتله رنجه مخليه هو وال.... والاوستا عابد.
وقالت آخر كلمتين وهى بترقص حواجبها لفردوس اللي كشرت عينيها و وكزتها في ركبتها، وكملت سلامة بضحكه:- يلا بقى كلوا قبل ما عبقرينو يرجع، لو شاف الرنجه ولا شم ريحتها مش هيبات في البيت مابيطقش اسمها يلا بسم الله.
كان الوقت جميل وشفاعه بتضحك مع صحاب بنتها وف وسط الكلام حنان سألتها ع الخناقه وجاوبتها:
ـ من شهرين كده جه واحد غريب عن المنطقه سواق ميكروباص وكان الميكروباص عايز يتصلح لحام وحجات تانيه مش عارفاها، والاسطى شقاوه وسي حليم خلوا العربيه زي العروسه فله كده، ااه اومال ايه؟ ايد سي حليم جوزي تتلف في حرير، المهم خد عربيته ومشي من شهرين الكلام ده، لقيناه جاي امبارح ويعلي صوته ع شقاوه وسي حليم، وعمال يزعق وعامل فيها صاحب حق، قال ايه؟ إن العربيه باظت واللحام غلط وعمل هوليلا في الحته والناس اتملت، ونزلت سلامة وحلفت عليا مانا نازله، وحليم قاله يبني العربيه دي أنت ودتها عند مكانيكي غيرنا وبوظلك اللحام لأن ده مش شغل أيدي أبدا، ولا مكنة اللحام بتاعتنا، وشقاوة قال وكمان الشغل ده مش شغلنا، أنت روحت لحد تاني وضربلك الشغل ف بعضه وجاي ترميها علينا، وكلمة من شقاوه ع كلمة من الراجل وشدوا و وصلت لخناقه، راح الراجل منه لله شتم سي حليم، والله يرحم كرامته ياكبد امه سلمى بنتي خلت كرامته منشت عريض على باب الحاره، والناس يهدوا فيها ودي أبدا واخده الدنيا عافيه، بس بنت أبوها بصحيح جابت حقه تالت ومتلت، هو إحنا خالصين من نصابين الحاره لما يجولنا من برة.
حنان مزهوله من اللي بتسمعه وقالت:- يخربيت فقرك يابت ياسلمى انتي مفيش فايده فيكي، لما كنا  صغيرين كنتي بتاكلي العيال وسمناكي شبح المدرسة قلت اصبري عليها ياحنان بكره تكبر وتعقل، والله ياخالتي قلبي عندك الله يكون في عونك.
بصت شفاعه لبنتها بسخريه وقالت:- مش كده وانبي، علشان تعذروني لما صوتي يجيب اخر الشارع.
سلامة قطمت قطعة بصل بانتقام واتكلمت وهى بتاكل:- اللاه؛ ما قولنا غلط ولازم يتربى.

سمعوا صوت محاسن وهى بتنده من جوه وقالت:- بت يسلامة، انتي ياااابت ريحة الرنجه دي من عندك، اعمليلي شندوشت يابنت الهبله بس متحطيش بصل عشان الضغط، انا بحافظ ع صحتي.
كلهم ضحكوا، وهى لعنتهم كلهم وزعقت: اخلصي يابت عايزه اخد الدوا وع رأي المثل،كل وبحلق عينيك اكلة واتحسبت عليك.
دخلت عليها سلامة ومعاها الأكل قالت:- اللاه، جرا ايه ياستو انا، وهو حد يقدر يحسب عليكي حاجه، دانتي عايشه ببلاش يستي ههههههههه.
ضحكت عليها وقالت بضحكه:- اومال ده انا اكل بلاش ونوم بلاش ولسان ميتوصاش.

دخل جهاد مكتب إكرامي وقلبه بيدق من القلق وقال:- خير يا مستر إكرامي؟ أستاذ ساهر بيقولي أنت عايزني ف أمر طارئ.
إكرامي قفل الباب وخبط ع كتف جهاد بتحذير لدرجة أنه قعده مكانه، وقعد قصاده ولف اللاب توب ليه واتكلم بحزم:- من غير تفاصيل انا عايزك تخترق الجهاز ده! ---


تعليقات