قصة جهاد وسلامه البارت الرابع عشر14بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الرابع عشر14 
بقلم مريم نصار


حليم قاعد في اوضته ع الكنبه وباصص ع أهل الحاره من الشباك، وشاف سلامة وهى بتشاور لعصفوره تصبح عليه وع الجيران وركبت توكتك وراحت المدرسه ومبسوطه لأن بكره آخر يوم في الامتحانات، ودخلت عليه شفاعه بصنية الشاي وقعدت جمبه وناولته الكوبايه وقالت:- أمسك ياخويا كوباية شاي بالقرنفل إنما إيه هتظبط دماغك.
اخدها منها وابتسم وقال:- من ايد منعدمهاش ياست الستات.
ضحكت شفاعه وقالت:- زمان كنت ست البنات، ودلوقتي ست الستات.
جاوبها بتأكيد:- طبعاً وست الستات كلهم كمان، وانا لو لفيت الدنيا عمري ما هلاقي ضفرك، دي كفايه مجدعتك معايا وقت ما وقعت الواقعه دي.
وكمل بتنهيدة وجع:- أنا عارف اني قصرت معاكي جامد من يوم ما قعدت على الكرسي وا.......

قاطعته شفاعه بشهقه وقالت:- يحوستي؛ كلام ايه ده يابو سلمى؛ اوعى تقول الكلام ده تاني، وشيل ياخويا التفكير ده دماغك، وأنت ولا مقصر ولا حاجه، البيت مفتوح بحسك ومن خيرك، بتنزل الورشه وبتجيب رزقك ورزق عيالك، ومهنيني ومش حارمني من ايتوها حاجه يبقى فين بقى التقصير اللي بتقول عليه ده؟  وبعدين تعالى هنا! مجدعة ايه اللي أنت بتتكلم عنها؟ هو انا يعني كنت عملت ايه زيادة عن اللي بعمله؟ 
أبتسم بوجع واخد نفس طويل وطلعه بهدوء وقال:-مجدعتك اللي زادت اكتر من يوم ما بقيت عاجز، واحده غيرك كانت...! 
شفاعه حطت أيدها ع خدها برفعة حاجب وقالت بتحذير:- كنت ايه ياحليم! كنت مستوقع مني إيه؟ أني اسيبك واروح أدور ع مصلحتي؛ ولا تحب احرقلك دمك وأقول اروح أشوف راجل تاني؟ اه ماهي ملهاش تفسير غير كده!  ولا أنت شايفني من النوع اللي بيعيش ع الحلوه وبس! ولا ناكرة الجميل! عيب عليك والله، الكلام ده يطلع منك أنت! أنت لو كنت من النوع اللي مبيوزنش الكلمه قبل ما تطلع؟ولا كبرت في السن كنت هقول ده كبر وخرف! ومش هنعتب عليه؛ لكن إسم الله والحارس الله عقلك كبير وصبرك حليم زي أسمك، يبقى نعتب عليك قوي ياحليم وأنا هروح دلوقتي أشهد عليك امي وامك ونشوف رأيهم ايه ف الكلام ده! 
خلصت كلامها وكانت متنرفزه جدا وجت تقوم لكن حليم مسك دراعها بسرعه ورجعها مكانها،وهى لفت وشها بعيد عنه، وحط كوباية الشاي ولف وشها ليه وجواه مبسوط وزعلان، وقال بهدوء:- تعرفي ياشفاعه! أنا جوايا مبسوط قوي ويمكن بردوا اكتر منهم زعلان، زعلان من نفسي اني قولت الكلمتين دول، بس كانوا في وقت ضيقه، غلطت أني اهملت نفسي ندمت اني مسمعتش كلامك ليا زمان، أهملت صحتي لحد ما بقيت عاجز، ومبسوط من كلامك كله مش زعلان من اي حاجه، مبسوط لأنك ست بميت راجل وبنت أصول وحبك ليا متأثرش، انا مقصدش كل اللي فهمتيه من كلامي أنا بس نفسي اعملك انتي وولادك كل حاجه، كان عندي احلام كتير نفسي احققها لسلمى وحسين كان نفسي أكون واقف على رجليا يوم كتب كتابها، انا اللي اجبلها واعملها كل اللي نفسها فيه، إحساس العجز وحش اوي ياشفاعه وخصوصاً لما يبقى للراجل اللي مسؤول عن بيت وأسرة، انا عارف إنك اصيله ولو حتى كان جرالي اكتر من كده، بس الدنيا بقت وحشه اوي ياشفاعه.

اخد نفس طويل واتنهد بخيبة أمل وكمل:- مش كل الرجاله حليم ولا كل الستات شفاعه، تعرفي إن حماصه صحبي في السن ده عمل حادثه ورجله اتقطعت، مراته أم عياله وعشرة طويله سابته ورفعت عليه قضية خلع! وكمان إبن عم طلعت القهوجي  متحملش مراته أنها كل شوية عند دكتور شكل اتجوز عليها ولما هى عرفت طلقها وقالها روحي عيشي ف مستشفى انا مش ناقص مرض، هى الناس جرالها ايه ياشفاعه؟ العشرة هانت! الأيام الحلوه والمرة ولحظات الفرح كل ده هان! اتدفن واتنسى! الناس مبقتش تبقى ع العشره زي زمان، وأنا كان نفسي ابقى ف ضهرك ديما مش عاجز ع كرسي.

كانت مضايقه منه، حتى بعد ما سمعته لكن شافت لمعه ف عينيه وده اللي متقدرش تتحمله، ومسحت وشها وحطت أيديها ع ركبها وكلمته بحده وغيظ:- شوف بقى أنا مش هيخيل عليا الشويتين دول؛ أنت غلطت في حقي ياحليم وأنا مش هسكت. 

أبتسم بحب وبص ف عينيها بغزل وعن قصد وقال:- طلباتك ياست الستات.
عوجت بقها وقالت بحرج:- لأ وحياتك انا مش حمل البصه دي يلهوي ياني على اللي بيجرالي منك.
ضحكت بكسوف وحليم ضحك من قلبه وطبطب ع أيدها وقال:- لأ بجد عايزه ايه يام سلمى، أصلك مادام قولتي كده يبقى في فدماغك حاجه، بس قبلا صافي يالبن.
ناولته الشاي وقالت:- حليب ياقشطه، ويخويا شيل من دماغك إبن طلعت ومرات حماصه، دول ناس واطيه مالنا دعوه بيهم إحنا، اللي ماتشلش جوزها وقت الحوجه ولما الدنيا تضيق بيه؟وتنسى الحلو كله وتهون عليها العشره؟دي متسواش في سوق الحريم مليم تتشاط بالرجل زي الشبشب دي بقى اللي يتقال عليها كلبة فلوس وكلبة مصالح، مايهمهاش غير نفسها وبس عرة الحريم، والراجل اللي ميعرفش يقدر مراته ويقوم راميها؟ ده يتقال عليه نطع، أو جردل ده مش راجل ولا يتساوى بيهم أصلا، هي الرجوله بالشنب! لو بالشنب كان زمان الصرصار بقى سيد الرجاله، بلا خيبه على ده نوع واطي،بنت الاصول تسند معاك لو حملك تقيل، تميل الدنيا وتفضل في ضهرك ماتميل، وعندك حق ياخويا ولا كل الستات شفاعه ولا كل الرجاله حليم، شاله يخليك ليا ويباركلي فيك وانبي ياحليم ده كفايه حسك في الدنيا والبيت كده قلبي بينشرح، متفكرش ياخويا في بكره، بكرة ده ع رأي امي بتاع ربنا أنت عيش انهردا بطوله وعرضه، ولما يجي بكره يحلها الحلال من عندو.
أبتسم ليها وحب كلامها اكتر، لكن فكر في جهاز سلامة وحسين واتكلم وقال:- ونعم بالله ياشفاعه، هو إحنا لينا غير ربنا نرمي حمولنا عليه، بس كل تفكيري بردو أني أأمن ع البت سلمى هى كبرت واجدعها عرسان بيتقدمولها بس هى دماغها ناشفه زي أمك ههههه و يعني أنا بفكر في جهازها وا.....! 
قاطعته شفاعه وقالت:- أهو ده ياخويا اللي كنت هقولك عليه، وبفكر فيه، أنت شايف دلوقتي الاسعار يلهووووى تضرب في النافوخ ياخويا، والبت سلمى داخله جمعيه كبيرة، وأنت مش مقصر.

رد عليها وقال:- أيوه ياشفاعه بس ده مش كفايه، واديكي قولتي الأسعار نار وكل يوم ف الطالع، يبقى ايه الحل!

ردت عليه بابتسامة عريضة وقالت عندي الحل ياخويا.
هز راسه ليها تكمل وقالت:- الشقه التانيه مقفوله ع الفاضي وزمان أنت رفضت نأجرها علشان خايف ع بنتك، بس الوقت الوضع أختلف سلمى كبرت ومفيش عليها خوف من الجار اللي هيجي، إيه رأيك نأجرها واهو القرش اللي يجي منها حلو بردو بدل ما إحنا بندفع كهربا وفواتير ع الفاضي.

مط شفايفه والحيرة اتملكت منه، وشفاعه فضلت تزن عليه لحد ما قال:- خلاص ياشفاعه نتكل ع الله ونأجرها.

دخل جهاد مكتب إكرامي وقلبه بيدق من القلق وقال:- خير يا مستر إكرامي؟ أستاذ ساهر بيقولي إن حضرتك عايزني ف أمر طارئ.
إكرامي قفل الباب وخبط ع كتف جهاد بتحذير لدرجة أنه قعده مكانه، وقعد قصاده ولف اللاب توب ليه واتكلم بحزم:- من غير دخول في تفاصيل كتير انا عايزك تخترق الجهاز ده! 
أستغرب طريقتة وعدل النضاره ومفهمش هو يقصد إيه؟ ولاب توب مين ده؟ ودقق النظر ليه واتكلم:- مش فاهم حضرتك اء،انا اخترق  ايه بالظبط؟انـ......!
قاطعه إكرامي قبل ما يكمل لأنه مايهموش غير الشركه وبس وقال بحده:- هو ايه في كلامي مش مفهوم! بقولك عايزك تهكر اللاب توب ده! 
جهاد اتخض من انفعاله عليه، ومسك الجهاز وبصله كويس وقال بتعجب:- اللاب توب ده! داااا جهاز الباشمهندسه شاهنده! 
مسك أيدو وضغط عليها بتهديد ورد عليه بقلة صبر وقال:- أنا مش بسألك ده جهاز مين! انا بقولك عايزك تخترقه وتجبلي فلاشه بكل حاجه موجوده فيه، ومتفكرش تلعب بديلك معايا.
جهاد قام وقف وقلبه بيدق بسرعه وافتكر نصايح أسامه صحبه وشريط بيعدي قدامه، خلي بالك كويس منه ياجهاد،ده شكله عايزك لمصلحة، اشمعنى طلبك أنت دون عن أي موظف ف الشركه، انا مش مستريحله، ولا مستريح لساهر، تحس أنهم بيتفقوا ع حاجه.
إكرامي شافه واقف عرقان وشارد والخوف اترسم ع ملامحه وشاف إن ده ف صالحه، وقام وقف قصاده وضغط على كتفه بتهديد واتكلم بإبتسامة شيطانيه:- أنت دلوقتي أكيد بتفكر إزاي اتحولت عليك فاجأة كده، لكن انا هريحك واقولك مجمل الحكاية، أنا كان ممكن ارفدك من الشركه لأي سبب ومش هتاخد خمس دقايق وتكون بره الشركه خالص بس ده مش هيحصل غير ف حاله واحده بس! وهى إنك متمشيش تحت طوعي،ده غير المصايب اللي أنت هتحط نفسك فيها اللي مالهاش أول من آخر وممكن تنتهي بطلوع روحك، ها قولت ايه يا جهاد!

عينيه مفتوحه ع آخرها وجسمه بدأ يعرق وحس أنه ف خطر ومش عارف يتصرف ولا ياخد رد فعل، رجليه متجمده مكانها شايف الخطر محاوطه من كل مكان وهو مشلول الحركه، وده ساعد إكرامي أنه يدق الرعب في قلب جهاد اكتر وكمل بخبث:- أسمع ياجهاد عايز تعيش في سلام! يبقى تسمع كلامي أنا عارف إنك مش هتقدر ترفض وكمان لو رفضت وفكرت بس تتكلم! هاخدك دلوقتي من قفاك وانزل انا وأنت واللاب توب الجميل ده ف وسط موظفين الشركه، وهقول إنك سرقته من مكتب رئيس مجلس الإدارة اللي هى مراتي، وشوف بقى بنفسك نظرات الكل ليك، نظرة الاحترام والتقدير اللي الكل بيبصلك بيها! هتتحول لنظرة قرف واشمئزاز، وازاي بعد كل ده! تطلع حرامي وعميل لشركه منافسه وعايز تجيب الشركه الأرض، ده غير إنك هتتحول للمسألة القانونية وهتوصل للحبس، وقابلني لو ظهرت براءتك، يعني مستقبلك المهني انتهى لو رفضت كلامي، لكن لو حطيت عقلك ف راسك وفكرت كويس! هتلاقي الخير نازل عليك من صاحب الشركه اللي هو...... أنا.
حس إن حلقه نشف ودمه هرب وجبينه كله ماية، وبينهج من الرعب، وشاف غيمه سودا قدامه وفاجأة رجع بضهره ع الأرض واغمى عليه.
اكرامي خبط كف بكف وهز راسه بضجر، ورفع سماعة التليفون وقال لساهر:- اطلعلي حالا.
جه ساهر بسرعه وفتح الباب وشاف جهاد مرمي ع الأرض واتخض وبص لاكرامي اللي بيولع السِجار و واضح عليه أنه مضايق جدآ وقبل ما يتكلم قاله بصيغة الأمر:- فوق البني ادم ده، شاهنده في الطياره ولو وصلت في أي وقت، مش عايزها تشك في أي حاجه.
حاول يفوقه وجاب كوباية ماية ودلقها ع وشه، وشهق جهاد وهو بيتعدل وقعد مكانه وهو بيتكلم بأنفاس متقطعه من الماية:- أنا فين، أنا فين، مين، مين،عايزين مين أنا معملتش حاجه.
ساهر ضحك عليه وقال:- فوق يااستاذ جهاد أنت طلع قلبك خرع اوي ههههه.
إكرامي باصص ليه بتوعد وجهاد افتكر كل حاجه. حاول يقوم وشال النضاره يلمعها بمنديل وبيترعش من الخوف ومش عارف يتكلم، إكرامي حط رجل ع رجل واتكلم بصرامه:- انا مش فاضي للعب العيال ده،  انهردا بالكتير يكون قدامي كل حاجه انا طلبتها منك، ويا تسمع الكلام! يا اما رقبتك هتبقى التمن! 

شهق جهاد بخوف وحط أيديه حوالين رقبته، ومش عارف يفكر لأنه عمره ما اتعرض لحاجات من دي او حتى أقل منها، وهو في موقف لا يحسد عليه، وهز راسه بالموافقه، أبتسم إكرامي بعمليه وشاور ليه وقال:- كويس شوف شغلك، وأنت ياساهر انزل وفتح عينيك كويس مش عايز اي غلطه، شاهنده قدامها وقت لما توصل! ولو جت في أي وقت عطلها بأي طريقة وبلغني، ساهر انحنى ليه وهو مبسوط وخرج،
جهاد برجفة مد أيدو أخد اللاب توب، ولف ضهرو وخارج من المكتب لكن وقف مكانه من سؤال إكرامي:- رايح فين يا جهاد! 
بلع ريقه بتوتر ولف ليه وهو مرعوب واتكلم بصوت مش قادر يطلع:- اء،،را،رايح ع الـ،،المكتب.
أبتسم بتهكم وكمل بصوت جهوري:- أنت مش هتخرج من المكتب ده غير وأنا عندي كل المعلومات اللي عايزها، أنت هتشرفني هنا لحد ما تخترق الجهاز الجميل ده، غير كده اقرا ع روحك الفاتحه.

قلبه بيدق وحس أنه بلا مخرج وقعد ع أول كنبه قابلته،حط الجهاز ومسح وشه بمنديل وبيترعش، إكرامي أبتسم واتكلم بسخريه:- ايوه كده تعجبني، اتفضل شوف شغلك ومش عايز أسمع صوتك.

قام إكرامي وقعد ع مكتبه، وفتح ملف وعيونه بتراقبه، جهاد مسك اللاب توب ومحتار مش عارف يتصرف ولا يفكر، هو عمره ما عمل حاجه غلط،عمره ماخرج عن إطار نعم وحاضر، مجربش الرفض مجربش الاندفاع ولا حتى دفاع عن الظلم، ضميرة بيأنبه لأن مدام شاهنده ست كويسه وإكرامي فعلاً طلع تِعبان زي ما أسامه قال، ده هددني أنه يقت،لني!!  نفخ بحيره ورفع راسه لفوق يدعي ربه ومش عارف يطلع من المصيبه دي إزاي؟ عدا الوقت وهو بيمثل انه بيحاول، وإن البرامج متعطله ومش عارف يجبها، واكرامي زهق منه وسأله بزهق:- إيه هتفضل طول اليوم قاعد كده موصلتش لأي حاجه؟
ارتبك جهاد وهز راسه ليه ورد بلخبطه:- اء؛ أنا بحـ،بحاول،بحاول،اصل اختراق الأجهزة بياخد وقت، ده، ده غير إن مفيش البرماج اللي.......! 

قاطعه خبط الباب ودخل السكرتير وقال:- مستر إكرامي، مدير الحسابات عايز يقابل حضرتك.
رد عليه بعدم اهتمام وقال:- خليه يدخل.
دخل مدير الحسابات وإكرامي شاورله يدخل اوضه داخلية فيها مكتب وتربيزة اجتماعات والحاجز ازاز ودخل المدير من غير ما يتكلم،وقام إكرامي، هدد جهاد وقاله:- أسمع انا هدخل المكتب ده وعيني عليك، لو عملت اي حركه كده ولا كده هطير رقبتك.

جهاد بينهج وهز راسه بالإيماء وبيمسح جبينه بالمنديل، دخل إكرامي وقعد ع كرسي موضح الرؤيه وشايف جهاد من الجمب وعيونه عليه وبيتكلم مع المدير، جهاد غمض عينيه وبيفكر يجري لكن خايف، وبعد لحظات من التفكير فونه رن وكان ڤيبريشن وحاول يطلع الفون بشويش وبص ع إكرامي وكان بيتكلم وبلع ريقه وجاب الفون وكان أسامه وحط سماعة بلوتوث بحذر وفتح المكالمه وشاف إكرامي بيبص عليه، واتوتر وحط ايدو ع خدو وبص ف الجهاز كأنه بيشتغل ورد من بين أسنانه بحذر وصوت واطي:- ألو.
رد أسامه بغيظ:- ألو لسه فاكر ترد انا بقالي ساعه بكلمك، أنت فين يبني أنت! كل ده ف الحمام ولا زوغت؟ وبتكلمني كده ليه صوتك واطي.
جهاد اتلفت حواليه واتكلم بجديه وصوت واطي:- هشش مش وقته رغيك ده، انا ف مصيبه وكارثه يا أسامة.
اسامه قعد ع كرسي المكتب واتكلم بقلق:- ياساتر يارب في أي ياجهاد قلقتني.
جهاد بحذر:- أنا هقولك ع كل حاجه بس أرجوك أتصرف انا مهدد بالقتل يا أسامة.
أسامة اتخض والفون وقع من ايدو وهو بيقول:- ينهار أسو...! قتل؟ الواد ده بيخرف ولا ايه؟
ونزل جاب الفون من تحت المكتب وراح ف مكان فاضي شوية، وقال بهزار:- في إيه يبني أنت، قتل إيه هو انت فرخه؟ ومين اللي هددك أوعى يكون إكرامي هههههه.
رد عليه وهو بيخبي وشه ف الجهاز:- أيوه هو إكرامي يا أسامه، شكوكك كلها كانت في محلها، ودلوقتي عايزني اخترق اللاب توب الخاص ل مدام شاهنده ومهددني لو معملتش كده هيطير رقبتي، الحقني يا أسامة انا عايز اروح الحمااام.

أسامة مزهول ومحتار وقال بقلق:- حمام ايه وزفت ايه دلوقتي،هو ده وقته، احكيلي بس أنت فين وايه اللي حصل علشان نلحق نتصرف.
جهاد بص عليهم وكان إكرامي بيتكلم وباين عليه أنه كان جد ف كلامه وشاف المدير بيقفل الملف وشكله هيقوم واتكلم بلهفه:- انا ف مكتب إكرامي مش هعرف اقولك اكتر من  كده دلوقتي لأن عينيه عليا، وهو حابسني وانا مش عارف اتصرف عايز طريقه أخرج بيها من هنا.
أسامة رد بسرعه وقاله :-  طيب قوله إنك عايز برامج معينه للهكر والبرامج دي ع جهازك ف البيت.
جهاد من بين أسنانه:- وتفتكر دي هتدخل عليه، هيقولي حملها واشتريها أو ممكن يبعت حد معايا، هو خارج دلوقتي من الغرفه الداخلية اتصرف يا أسامة.

ـ بتكلم مين يا جهاد!
قالها إكرامي اللي واقف وراه، أسامه سمعه وقفل بسرعه، جهاد بلع ريقه بخوف كبير ومردش عليه.
إكرامي شك فيه وقرب منه واخد تليفونه وبيساله تاني:- كنت بتتكلم مع مين يا جهاد وانا محذرك إنك متتحركش غير بإذن مني، إيه؟ قليت بعقلك معايه؟
جهاد هز راسه بالرفض وقبل ما يتكلم كان إكرامي اخد بصمة جهاد ع الفون وفتحه وجهاد قلبه هيقف من الخوف، ودخل على المكالمات وفاجأة سمعوا جهاز الإنذار وهرج كبير في الشركه والكل بيجري، ودخل السكرتير بسرعه وقاله حريق في الشركه يافندم، إكرامي صك ع أسنانه بغيظ وحدف الفون ع الكرسي، وجهاد خطف الفون و كان فص ملح وداب من قدام إكرامي وافتكر أنه حريق بجد وجري بسرعه خارج من الشركه، وشاف اسامه بيشاورله عند عربيته، وراح جهاد بسرعه وهو بينهج وماسك ركبه من الخضه، أسامه بقلق:- أنت كويس ياجهاد قولي عملت إيه وايه اللي عرف إكرامي الزفت ده إنك هاكرز!
جهاد بيلقط أنفاسه واتكلم بصوت متقطع:- شـ،شوفت في حـ،حريقه في الشركه،دي كارثه إيه اللي بيحصل، كنا هنمو*ت.
ضحك أسامه وهو بياخد مفاتيح عربية جهاد من جيبه و بيركب العربيه وقال:- حريق ايه يابني دي اشتغاله مني علشان تخرج، اركب أركب علشان اوصلك بدل ما أنت شبه الكتكوت المبلول كده.
جهاد تنح وركب جمبه وحاول يجمع أعصابه وشرب ماية وقال:- مش فاهم حاجه، أنت ولعت في الشركه؟ 
وشهق بصدمه اكبر ومسك كتف أسامه واتكلم بصوت عالي:- أنت علشان تنقذني ولعت في ألفين موظف؛!!!!! أنت هببت اييييه؟ ينهار أسو...ينهار أسو... روحنا في داااااهيه روحنا في داااهيااااااا.

أسامه مش قادر يبطل ضحك وداس بنزين وساق العربية واتكلم من وسط ضحكته:- مش عارف إكرامي كان هيهبب ايه بس! بقى في حد يقتل كائن كيوت زيك هههههه
جهاد بغيظ:- أنت بتضحك وأنت قاتل ولسه عامل مصيبه، أنت في وعيك فههمنننني.
أسامة فرمل العربية،ومسك وش جهاد لفه للشركه وقال بتساؤل:- تقدر تقولي فين الحريق ده اللي في الشركه؟ شايف دخان ولا أي حاجه، اهدا كده أنت دلوقتي متوتر من اللي حصل، أنا اللي شغلت جهاز الإنذار علشان الكل يخرج،واهو الحمدلله أنت قدرت تخرج، قولي بقى إكرامي الزفت ده عمل إيه وقالك إيه يخليك وشك مخطوف كده.
جهاد استوعب أخيراً ونفخ براحه، واسامه شغل العربيه ومشي، وجهاد حكاله كل حاجه حصلت، واسامه فهم كل حاجه وقال:- امممم والله انا كنت شاكك في الكلب ساهر ده، ومتأكد مليون المية أنه هو اللي عرف إكرامي بأنك هاكرز، بس متخفش أنت تحكي كل حاجه لمدام شاهنده وهى أكيد هتتصرف.
جهاد بص ليه بتعجب وقال:- وأنت مفكر إن مدام شاهنده هتصدقني! سيبك من إنها صاحبة الشركه أنت ناسي أنها مراته؛ ويستحيل تصدقني، وغير كده هو مرتب لكل حاجه، ده مخطط لحبسي العمر كله، أو أنه يقتلني، أنا مش عارف اعمل ايه.
وافقه اسامة ع كلامه وحل الصمت بينهم وكل واحد بيفكر ازاي يطلعوا من المصيبه دي، وفون جهاد رن وكان إكرامي اللي أول ما شاف رقمه جهاد اتنفض وقال برعب:- د،د ده بيـ،بيتصل، ينهار أسو،، هيقتلني اعمل ايه؟ اعمل ايييييه؟
أسامه شجعه وقال بغيظ:- رد عليه وقوله إنك مش هتعمل اي حاجه من دي، وكمان قوله إنك مش هتسكت وهتبلغ عنه لو فكر يتصل بيك تاني، وإن كان ع الشغل في الشركه، في ألف شركه تشتغل فيها.

جهاد متردد والرنه خلصت وقال:- بص بص الرنه خلصت، كده هو هيفهم اني مش عايز أرد عليه ومش هيتصل تاني.
أسامة ضحك بسخريه وقاله:- اقطع دراعي إن ماتصل تاني دلوقتي، ده تلاقيه هيتجنن دلوقتي لما عرف إن الإنذار كاذب واكيد بفعل فاعل، وربنا يسترها عليا بقى.
فون جهاد رن تاني وخاف يرد لكن أسامه ركن العربيه ع جمب و شجعه ورد في أخر لحظة وفتح الاسبيكر وقبل ما ينطق انفجر إكرامي زي الإعصار لدرجه رعبت جهاد فعلاً وخلت أسامة يتعجب من جرائته :- ولااا أنت مفكر إنك هتضحك عليا!! هربت ياجهااااد! أنت مفكر اني مش هعرف اجيبك! أرجع ع الشركه حالا وإلا...! 
جهاد قاطعه وجمع قوته كلها علشان يكلمه بنفس الهجوم لكن قلبه بيدق وحرفيا مرعوب من المصيبه اللي وقع فيها من غير سابق إنذار وقال:- إسمع بقى أنت؛؛ أحم اء، أنا مبخافش، آه مبخافش وا،،،،، و أءنا مش هرجع الشركه، أيوه ومش هخترق حاجه، وبكره أنا هقول كل حاجه لمدام شاهنده، عنك وعن المجرم التاني ساهر شريكك ولو،، أحم ولو وصلت للقضاء العالي انا هعملها، ايوووه هعملها،انا مش خايف منك.

ضحك إكرامي بصوت عالي وده وترهم اكتر وجهاد عدل النضاره وبص لاسامه بزهول وكمل إكرامي بشر:- حلو قوي كده، أنت كده عرفت عني كل حاجه،و واضح اني اتخميت فيك يا جهاد، لأ لأ طلعت بتخربش بجد، وكمان بتهدد! امممم أنت فعلاً خطر عليا، ولازم اخلص منك.
وخبط أيدو ع المكتب وكمل بغضب:-  أنت جباااان ياجهاد، أنت عبيط يالا! أنت مفكر إن مراااتي هتصدقك أنت! وتكدبني أنا ؟ وايه حجتك ودليلك ياغبي! جهاز اللاب توب ؟ قدامي طول الوقت ف الشركه والبيت إيه الجديد ؟فكر بعقلك متبقاش غبي أنت لو اتكلمت هتخسر كتير قوي ،معقول تضحي بعمرك علشان حتة فلاشه! أعقل ياجهاد وأرجع و وقتها يبقى بتشتري عمرك، وأنا هعتبر نفسي مسمعتش حاجه خالص من الهبل إللي أنت قولته،انت أكيد أعصابك تعبانه لأنك اتفاجئت، ما هو بردو كل ده غلطي علشان ممهدش ليك الموضوع،  أنا هسيبك دلوقتي استريح انهردا وبكره الصبح تكون عندي ف الشركه، لكن صدقني لو فكرت تقل بعقلك ومجتش! مش هسيبك إلا وأنا بحضر عزاك، عنوانك معروف وكل حاجة عنك قدامي ،والكوره دلوقتي في ملعبك ياتيجي وتسمع الكلام، يا متجيش وهدفنك خلال ال٤٨ ساعه إللي جايه، ماشي يا....جهاد!! 
خلص كلامه وقفل المكالمه، وجهاد عيونه مفتوحه بصدمه، ورد فعل أسامه مش أقل منه،وإكرامي أخطر مما كانوا متخيلين!! 

في المدرسة، لجنة الإمتحانات الصف الخامس
:
كانت سلامة في لجنه هتراقب على الامتحان، حطت شنطتها على الترابيزة ومسكت ورق الاسئلة علشان توزعه ومعاها الأستاذ مرتضى مدرس الألعاب وقالت بصرامة:
_ دلوقتي التيست"امتحانtest" هيبدأ فقبل ما أوزع  الورق كل واحد عينه في الورقه"paper" بتاعته ويارب ألمح حد بيكلم زميله ولا بيبصله هعلم على الورقه"paper" بتاعته وهيسقط اللي معاه أي كويتشان "سؤالquestion" يسألني اندرستانت "فهمتواunderstand" ياكتاكيت؟

هزوا راسهم وبدأت توزع الأسئلة وهي بتقول:
_ كل واحد يتأكد ومن الأسم "name" بتاعه ورقم الجلوس والمستر مرتضى هيمر يتأكد قبل مانمضي.. يلا ابدأوا باسم الله!

مرت ومضت وقعدت تراقب هي ومرتضى اللي ماسك فونه ومنشكح ومبتسم ع طول ووشه في الفون.. وفي وسط المراقبة لمحت ولد بيغش، زعقت وخلت كل اللي ف اللجنة اتنفض:
ـ اثبت يالااااا انا شوفتك!
راحت عند الطالب وبصت ع إسمه ف الورقه، بشر وقالت: 
ـ أنا قبل ما أبدأ قولت ايه ياض يا حمدي!
اترعب منها حمدي ورد وهو خايف:
_ والله ياميس أنا ماعملتش حاجة.
خبطت بايديها على الديسك وقالت:
_ وحياة يور مازر "your mother" أنا شايفاك وأنت بتبص للواد اللي قدامك!

رمش الولد ببراءة وقال:
ـ ياميس كنت عاوز منه المسطرة علشان أحل بيها الامتحان المنيل دا.. هو أنا وش غش استغفر الله العظيم.. دايما ظالمين الواحد.. ارحمونا..ارحموونا!

مسحت سلامة دمعة وهمية وسقفت وهى بتقول:
ـ الله ايكيسلاند"ممتازexcellent" دنا صدقتك يابني وكنت هعيط.. بس ناقصك واحدة ارحمونا. 
ابتسم الطالب بحماس وقال:
_ لا التالتة شلتها تحسباً لقفشة تانية و...! 
قاطعت كلامه سلامة وهي ماسكاه من ياقة هدومه وبتقول بنرفزة:
ـ أنت هتعملهم عليا ياض دانا اصيع منك،مسطرة ايه اللي في "test" انجلش وشوية شوية تقولي عايز مناديل واستيكة وجواهم الاقي الاجابة.. عملناها قبل منك، إن ذا باسط ياعينيا " في الماضيin the past" فاسلك كده عشان المرة الجاية بالريد بين "قلم أحمرred pen" بص في ورقتك يالا يا مخ الدونكي " donkeyحمار"!

هز راسه بخوف من زعيقها وقال: 
ـ اوكي حاضر بس سيبي الشاكيت والقميص دول جايبنهم بالقسط وفاضله لبسة اسبوع كمان ويتغسل ويتكوي هتكرمشيه قبل معاده.

بصتله بقرف وسابته وقالت:
ـ جاتك البلا في نتانتك عيل ديرتشي "dirty قذر" اديني سيبت الشاكيت كمل ياخويا حل في ورقتك ومش هنبه تاني!
بصت للجنة لقتهم بيكلموا بعض وبيهمسوا فزعقت:
_ يا صلاة العييد، اللاه اللاه اللاه، ماهو مولد بقى وصاحبه غاااايب..كل واااحد عينه في ورقته منك له ليها له دانتوا عيال عايزة الوأد!! 

وبصت ع مرتضى اللي مكبر دماغه وقالت بسخرية:-وانت ياعم النحنوح مش وقت موبايلات وابتسامات يابا،دا أكل عيش نركز شوية الله يسترك، في مستقبل بيضيع،، جاتكوا الهم حرقتوا دمي.

شوح مرتضى بايدو ومردش عليها ورجعت أبتسامتة تاني للفون، وبصتلها بنت اسمها مي ببراءة وقالت برقه مصطنعه:
ـ سيبك منهم ياميس دول عيال نوتي "naughty شقية" ربنا هيزعل منهم مش كدا يا محمد؟
بصلها محمد بهيام ورد وايده على خده: 
ـ كدا ياقلب محمد انتي! 
بصتلهم هما الاتنين ببلاهة وبعدها قالت:
ـ الولا حما والبت مي!! ياعوووومري!!! اسكوزمي بقى على قطع اللحظة دي ياضنايا!
وقامت بغضب ضر*بت بالجلدة على الديسك اللي بينهم وزعقت:
ـ جرااا ايه يانحنوح منك ليها اتفقتوا ع البامبز مين اللي هيجيه في الجهاز ولا لسه؟  بصوا في ورقتكم، علشان مخليش يومكم بلاك، وانتي ياختي! خفي دلع وسهوكة؛ قولتي لأمك يابت تطلع المرتبه تتشمس قبل ماتيجي يانوسه ولا نسيتي؟ بلا قلة حيا وبجاحة، جاتنا نيلة في حظنا الهباب، أقسم بالله اللي ماهيبص في ورقته لاسحبها منه وده آخر تحذير ليكوا، أنا مش هادادي فيكوا يختي انتي وهوا..

الكل خاف لأنها كانت جد جدآ ، وبصوا ف ورقهم وبدأوا في الحل، وهى قعدت على الكرسي اللي جنب مرتضى اللي كاتم الضحكة على الموقف وعدى الوقت وبعدها لمت الورق وخرجت وهي مصدعة وتلعن في العيال وخصوصاً مي وقلب محما، و واقفه ع الطريق بتكلم حنان ف الفون ومبسوطه أن بكره آخر يوم في الامتحان وهتاخد اجازه، و شاورت لتوكتك وقالت:- طيب ياحنون هقفل دلوقتي علشان وقفت توكتك ولما أروح هكلمك ده لو منمتش يعني.
قفلت وركبت التوكتك وقبل ما تتكلم لف ليها وابتسم وعيونه بتطلع قلوب وقال:- الابلة سلمى دانا امي دعيالي والله.

ابتسمت سلامة بتكليف ونفخت وقالت جواها:- هو اليوم ناقصك أنت كمان! هتفضل تسَبلي وانا مش راضيه أمد ايدي عليك.
وضحكت بغيظ وقالت:- أهلا يا رمضان هو أنت! احم، معلش مخدتش بالي، وصلني بقى لأني مستعجله.
اتحرك وساق وكل شوية يبصلها في المرايا وهى خلاص جابت آخرها وردت بنرفزه وقالت:- إيه ياعم رمضان هو الطريق قدامك ولا ف وشي؛ مالك كده متظبط الأداء علشان نكون حلوين ف الحاره وقدام كل الناس! 
ضحك رمضان وبص قدامه وقال:- متأخذنيش يا أبلة سلمى بس انا عايز أفتح معاكي موضوع كده بس مش عارف أبدا منين.
نفخت وقالت بتريقة:- ابدا من أول السطر ياخويا، ولو انجليش يبقى من الشمال لليمين، يارب نخلص بقى وقول عايز ايه ماليش ف جو المرايات ده ياخويا بيقفل ع مراوحي.

بعد تردد كبير وده عصبها اكتر لكن عزم الأمر وقال:- أحم الإجازة جت اهى بقى، وانتي عارفه اني ف سن جواز، وامي نازله زن عليا، نفسي افرح بيك يا رمضان،نفسي اجوزك واشوف عيالك قبل ما أموت يارمضان! وانتي عارفه إن مفيش في غلاوة ست الحبايب أم رمضان ولازم نسمع الكلمه مادام في المصلحه، انتي عارفه اني معايا  الحمد لله دبلون والشقه متشطبه تلات اوض وصالة وعفشة ماية ومطبخ وناقص بس العروسه.
رفعت حاجبها وقالت:- آه قصه فزيعه؛ وبعدين نهاية الفيلم كانت على إيه؟ هتراضي خالتشي أم رمضان طبعاً؟ شكلها كده هتقلب اكشن دلوقتي، انجز يارمضان وجيب الناهية علشان خلقي في مناخيري.

حمحم وكمل:- أحم، مانا جايلك في الكلام أهو، أنا كنت،، كنت عايز أخد رأيك في موضوع كده، الحاجه امى على طول تشكر فيكي وف جدعنتك وبصراحه انتي لماحه بردوا وأكيد فهمتي مين اللي عليها العين والنني،و قبل ما اتقدم رسمي وشكلي يبقى وحش لو......
قاطعته سلامة وقالت:- وفر ع نفسك يارمضان، علشان شكلك ياخويا يبقى حلو ع طول أنت وخالتي أم رمضان وإن كان ع الجواز ف بنات الحاره ع قفا من يشيل، لكن انا مريحه شوية ف بيت أبويا.
وابتسمت بغيظ وكملت:- نزلني بقى ع جمب قدام الورشة.
عباس ضحكته اختفت وبصلها وهى دفعت الاجره وقالت:- طريقك اخضر يارميو وإسمه دبلوم ياخويا، دبلووووم وهتشبع نوم يلا ربنا يستر طريقك وخلي بالك م المطبات، وسلامي لخالتشي، يلا اتكل.

مشي بالتوكتك،وسلامة نفخت بخنقه وقالت بتريقة:ـ الشقه متشبطه وفاضل العروسه، يكونش أنا النيش ياخويا اللي هيتحط في الشقه؟ ولا أم رمضان دي كمان! الواحد هيلاقيها منك ولا من ياميش رمضان اللي سعرة ولع نار،ده حزن ايه ده.
شقاوه شافها بتكلم نفسها وضحك وقال:- آخر برج ضرب ولا إيه ياسلمى هههههه بتكلمي نفسك؟
قعدت ع الرصيف بزهق وقالت:- والله خلاص يا عابد أنت بتقول فيها؟ فاضل برج واهج م الحاره دي كلها الناس لا تطاق.

قعد جمبها بمسافه وقال:- ليه بس كده يابنتي البلد دي أحسن من غيرها هههههه وهتروحي فين يعني، طلعتي نزلتي درب البرابرة قسمتنا ونصيبنا.
سلامة ضحكت بتريقه وبصت ع بلكونة فرودس وقالت بتلميح:- اه والله ع قولك، هو في أحسن من درب البرابرة ولا جمال درب البرابرة، ولا اصطباحة درب البرابرة ،دي عليها رصة غسيل ع الحبل تقولش كاوياه قبل ما تنشره.
شقاوه بلع ريقه بتوتر وقال:- هى،، أحم هى مين دي، أنا مش فاهم انتي بتلمحي لايه.
ضحكت سلامة وقالت بغمزة:- يوووه وانا قولت حاجه، أنا قصدي ع درب البرابرة يا...
وقلدت فردوس وقالت:- يسي عابد ههههه

شقاوه قام وقف وبصلها بتحذير، وهى وقفت و بتضحك وكملت:- شد حيلك علشان درب البرابرة مش هتستناك كتير.
كشر عينيه بغيظ وقال:- يابت انتي مش ساهله متجيبي المفيد علشان نكون صرحاه مع بعض! 
سلامة رفعت كتفها وقالت ببرود:- ياخويا المفيد كله عندك! هو انا اللي عيني بتطلع ع البلكونه كل يوم! ولا بشغل ميادة الحناوي كل يوم بعد ما كنت قارفنا بالشعبي! 
هرش في قفاه لأنه مكشوف اوى قدامها وهى اتنهدت بإبتسامة وقالت:- فردوس بنت حلال أوى يا عابد وأنت خلاص جوزت اخواتك واطمنت عليهم يبقى المفروض تفكر في نفسك وتشوف مصلحتك أنت بقى.
شقاوه حب يهرب منها وقال: فـ، فردوس! و،، ومين جاب سيرة فردوس بس! 

قاطعته سلامة وقالت:- ياخويا اجبلك عبقرينو يقولك عينك خرمت شباك بيتهم كام مرة! هو ايه اللي فردوس معرفش ايه؟ عينيك فضحاك ياعابد.
اتنهد بإبتسامة وقال:- تفتكري هترضى بيا! 
عوجت بقها وقالت بغيظ:- نعممم! هى كانت تحلم بيك ولا ايه؟ وعيبك ايه ياخويا علشان مترضاش! معاك شهادتك وشقتك موجوده وتقدر تفتح بيت! قبل كل ده إنك راجل وع رأي ستي محاسن، وهى الست عايزه اي غير فرشا تتوايها وراجل تعيش تحت جناحه.
وكملت بضحكه:- وبعدين يسطى متقلقش ربنا حط القبول من الطرفين.
شقاوه قلبه دق وقال بلهفه:- بتتكلمي بجد ياسلمى! يعني فردوس مياله ليا.
ابتسمت وقالت:- سيبها ع الله والعبده لله، يومين بالكتير هجيلك فايل كامل شامل عن كل الموجود في جمجمة البت فرودس.
أبتسم شقاوه بأمل، وخلصت كلامها معاه وطلعت فوق سلمت ع العيله وصلت الضهر، وجريت على اوضتها تنام بعمق وابتسمت علشان كلها يوم وهتاخد الاجازه ومش هتصحى بدري.

ف المهندسين.

جهاد وصل البيت وكانت خايف جدآ ومن شكله الكل لاحظ عليه الخوف وراجع بدري وسألوه مالك وبعد الضغط من رجاء ونضال،حكالهم كل حاجه بالتفصيل وبعد ما خلص، رجاء عيونها مفتوحه ع آخرها من الخوف وقعدت ع الكرسي وشبه مغمى عليها، جهاد جري عليها وام السعد جابت برفان بسرعه، لكن نضال مش قلقان عليها قد ما هو قلقان ع إبنه وشاف أثر تربيتها في الرعب اللي ف عيون جهاد، وقعد مكانه يفكر في طريقه ينقذ بيها ابنه، وبعد ما فاقت رجاء مسكت ايد نضال وتهزها وقالت بترجي:- نضال، نضال أعمل حاجه أرجوك، مستحيل نسيب جهاد في القاهره كلها بعد انهردا لازم نسفرو بره مصر.
جهاد كشر عينيه بتعجب وعمره ما تخيل أنها هتقول كده، عكس نضال اللي أبتسم بسخرية واتكلم بتهكم:- يسافر بره مصر؟ اه وهيتصرف ازاي وقتها؟ إيه هتسافري معاه وهتسيبي بنتك! مش ده اللي أنا كنت بتكلم فيه طول السنين اللي فاتت، سيبي جهاد يعتمد ع نفسه؛ سيبيه يقع ويقوم علشان يقدر يواجه العواصف! سيبيه يتمرمغ في وسط الناس ويتمرمط علشان يقدر يسد في أول مطب؟وحضرتك كنتي بتخافي عليه من الهوا الطاير ومتقدريش يغيب عن عينك يوم واحد! دلوقتي يسافر وبلد تانيه كمان! مش ده اللي ياما ريقي نشف وانا بتكلم فيه وأنتي تقوليلي بكرة هتشكرني على تربيتي! 
وصقف بأيديه وكمل بتهكم:- ونعم التربيه ياست رجاء هانم فعلاً انتي تستاهلي الشكر اهو وابنك مهدد بالق،تل ف خلال ٤٨ ساعة ومعرفش يتصرف.

ردت عليه وهى بتبكي بقلب ام خايف:- أرجوك يا نضال بطل كلامك المؤذي ليا ديما، أنت بتعاقبني علشان بربي إبنك، أرجوك متتخلاش عن إبنك.

ضحك اكتر وقال:- إبنك؟ دلوقتي بتقولي إبنك؟ مش كان لحد امبارح بس بتقولي أنه إبنك أنتي وأبعد أنت عن اي موضوع؟ وأبعد عن أي حاجه تخص جهاد؟ 
ورفع ايديه بإستسلام وكمل:- وانا اهو برة الموضوع شوفي بقى حضرتك هتتصرفي إزاي؟ بعد اذنكم.
خلص كلامه وقام ودخل الأوضة وقفل ع نفسه، وجهاد واقف رغم أنه زعلان من وصف أبوه أنه معرفش يتصرف، لكن محتار مش عارف يعمل اي رد فعل غير أنه خايف من تهديده بالق،تل، وحس أنه غرقان ومش لاقي قشايه واحده يتسند عليها،قامت رجاء ومسكت ايديه بخوف وقالت بلهفه:- جهاد متخفش انا هتصرف، انا هبعتك عند نينتك خديجه استخبى هناك لحد ما الموضوع ده يتنسي.
رد عليها جهاد بخوف وقال:- ياماما هو قال إنه يعرف عني كل كبيره وصغيره، وقدامه بس ٤٨ ساعه وهيجبني، انا فعلاً مشلول ومش عارف اعمل ايه.
وبصلها نظرة كلها حسرة ونفسه يقولها، كل ده بسببك أنتي، شخصيتي جبانه وضعيفه بسببك أنتي، لغيتي وجودي وشخصيتي بسببك أنتي دمرتيني، رجاء شافته بيبص ليها اوى واتعجبت وقالت:- اللاه، مالك يا جهاد بتبصلي اوى ليه؟ بتفكر في ايه يا حبيبي.
أخد نفس عميق واتنهد وغمض عينيه وقال بحزن:- للأسف ياماما حضرتك عودتيني إنك ديما اللي بتفكريلي في كل حاجه، ودلوقتي أنا اهو واقف قدامك مش عارف افكر في أي حاجه، بغرق والشط قدامي ومش عارف أخرج، مستني الدفعه من حضرتك زي ما عودتيني، طول عمري متعود على الخوف بس المرادي مرعوب بجد، أنا جبان يا ماما، جبان وقت ما اتقفل باب المكتب عليا وهددني لفيت حواليا علشان اشوفك هتدافعي عني وتنقذيني ازاي زي كل مرة، بس للأسف مالقتكيش. 

رجاء شهقت بصدمه من كلام وانكسار جهاد، وأول مرة يتكلم معاها بالوضوح ده،ورجعت خطوه لورا وحست أنها ارتكبت أكبر غلطه ف حياتها،وحطت أيدها ع بقها ودموعها نزلت ومش عارفه تعمل إيه، هى فعلاً عودته عليها في كل حاجه وأبسط الأمور ودلوقتي بقى ضحيتها قبل إكرامي، خرج نضال و وقف قدام إبنه ومهتمش ليها وقال بجديه:- لو زي ما أنت مابتقول مافيش اي دليل ضد الحيوان ده، وكمان مفيش مبرر للبلاغ وهيقولك فين دليلك؟ ومراته يستحيل تصدقك وأنه عارف عنك كل كبيره وصغيره! أنت لازم تسيب البيت ده ف غصون ١٢ ساعه بس! قبل ما يراقبك،و يترقب كل حركاتك.

جهاد نزل راسه ف الأرض وهز راسه بصمت، رجاء مسحت دموعها بأمل لكن قلبها مقسوم وقالت لجوزها:- وهيروح فين يانضال؛ هتسفروا بره مصر؟
نضال بصلها بنظرة ناريه ورد عليها بنفور:- سيبوني افكر انا حالياً دماغي هتنفجر من الصداع هروح اعمل فنجان قهوة وافكر برحتي، وعايزك تعرفي إن كل اللي إحنا في ده! بسببك.

في الحاره.

باب شفاعه خبط وفتحت الباب وكان السمسار وابتسمت:- أهلا أهلا يعم عطيه اتفضل يخويا سي حليم مستنيك من بدري.
حمحم ودخل موطي راسه وقال:- يارب ياساتر، معلش ياست أم حسين اتأخرت عليكم كان عندي كام مصلحه كده قضتها متأخذونيش.
رحب بيه حليم  قعدوا في الصاله شوية واتكلموا واخد واجبه وخرج وخرجت شفاعه وقعدت جمبه بفضول وقالت:- ها ياحليم عم عطيه شاف مستأجر ولا لسه!
أبتسم حليم وقال :- أيوه ياستي  قال إنه شاف تلات زيابن عايزين يتأجروا انهردا قبل بكرة، اول زبون عريس وعروسته متجوزين بقالهم سنه وعايزين يعزلوا بسبب مشاكل بيت العيله، داهيه تاخد الغبي، وتاني زبون واحده مطلقه جوزها رماها بعيالها وعايزه شقه للايجار بسرعه، وانا قولتله هرد عليك بكره إن شاء الله.
ردت عليه وقالت بغيره:- تجيب العريس وعروسته بس الست دي متخدلش بيتي، وأنت مقولتش مين تالت زبون يعني! 
حليم بلع ريقه بتوتر وقال:- تالت زبون تبقى..تبقى ام سماره!
ردت شفاعه بغضب واضح:- والله ماتدخلها غير ع جثتي قال ام سماره قال! ده حزن ايه الاسود ده ياولاد.
ضحك حليم من قلبه، وشفاعه اتغاظت وحدفته بالمخده وهو ضحك اكتر.

في المهندسين.

جهاد قاعد في اوضته ع سريره وباصص قدامه ف الفراغ وساكت، دخلت عليه أخته وجريت وقفت قدامه وقالت بدموع:- جهاد بجد أنت هتسيب البيت! 

انتبه ليها واخد نفس طويل ومسح وشه بايدية وبيحاول يبان قوي لكن الخوف اتملك منه، واكتفى أنه هز راسه ليها ومتكلمش، ريناد بصت حواليها وهى بتمسح دموعها، شافت شنطة السفر ومجهز كل حاجه، وقعدت جمبه واتكلمت بحزن:- ماما بتعيط كتير وبابا رافض يتكلم مع حد، ولما سألت ماما قالت إنك هتمشي بكره وأنهم شافوا ليك مكان تستخبى فيه من المجرم ده، وجهزوا لكل حاجه، أنا خايفه عليك قوي ياجهاد هو ليه عمل معاك كده! ليه يأذيك أنت مبتأذيش حد، بالعكس أنت بتساعد اي حد أحتاج مساعدتك أنت جميل قوي ياجهاد يبقى ليه يحصلك كده! 

جهاد مضايق لأنه بالعجز ده و وصل بيه الحال أنه يهرب ويستخبى، وسمع أخته ونفخ بتعب، وبلع ريقه واتكلم بصوت مهزوز:- محدش عارف بكره ف ايه ريناد.
وبصلها بإبتسامة مصطنعه علشان يطمنها وكمل:- مش  يمكن اللي بيحصل ده يكون في صالحي، يعني أنتي شايفه أننا ف البيت هنا عايشين زي عقارب الساعة، أو شبه عصفور محبوس جوه قفص وجاله اليوم اللي يخرج من قفصه ده، صحيح هيخرج مجبر وتايه ومش عارف رايح ع فين! لكن السما واسعه والأرض كمان يعني أكيد هرسى ع مكان شبهي ويمكن أمُر بتجارب تخليني أفهم الدنيا دي كويس، ويعالم ايه اللي هيحصل.

وقام وقف وهى وقفت وبتعيط ومسك دراعاتها واتكلم بأسف:- أنا آسف.
ريناد ببكاء مستمر:- بتعتذر ليه ياجهاد؟
مسك وشها بأيديه وعيونه فيها لمعه وقال بصدق:- كان نفسي أكون الأخ اللي يقدر يحميكي، كان نفسي أعتمد ع نفسي في أبسط الأمور، كان نفسي أكون الظابط جهاد نضال  زي ما بابا كان بيحلم، كان نفسي أكون زي ما أنا عايز، كان نفسي أكون حاجات كتير قوي لكن للأسف محدش بيختار نصيبه أو يحدد مصيره، آسف لأنك عندك اخ ضعيف زيي.
ريناد هزت راسها بالرفض واتكلمت وهى بترمي نفسها في حضنه وقالت بشهقات:- متقولش كده، أنت أحسن أخ ف الدنيا، أنت عندك قلب نضيف وطيب، أنت جميل جداً ياجهاد أرجوك متقولش كده، وبكره هترجع لينا احسن من الاول، أرجوك متفكرش بالطريقه دي أرجوك.

دمعه نزلت ع شعرها وهو بيبتسم بسخريه من نفسه ومسحها بسرعه، وطلعها من حضنه وباس جبينها وقال بضحكه وهو بيمسح دموعها:- روحي ع اوضتك متبوظيش نظام البيت وتزعلي رجاء هانم منك، مش كفايه أنا بكره هخترق القواعد وامشي! 

ريناد هزت راسها بحزن و ودعته وقبل ما تخرج نده عليها:- ريناد!
لفت ليه وعيونها حزينه وهو قال:- خلي بالك من نفسك، ومتثقيش في أي حد بسهوله، خليكي زي ما انتي عايزه، بس ياريت للأفضل، كوني أنتي شوفي نفسك فين واوصلي لحلمك، توعديني!
ريناد ابتسمت وقالت:- حاضر  أوعدك ياجهاد، تصبح على خير.
خرجت ريناد وقفلت الباب واتفاجأت برجاء واقفه قدامها ودموعها نازله وكانت سامعه كل حاجه، ريناد بصتلها بعتاب كبير وجريت من قدامها، ورجاء رفعت أيدها ع باب جهاد وغمضت عينيها بندم لأنها سمعت كل كلمة قالها أبنها وحست قد ايه أنها اجرمت في حقه، جهاد خرج وقف ف البلكونه وبص للسما وبيسأل نفسه ياترى بكره مخبيلي إيه



تعليقات