قصة جهاد وسلامه البارت الخامس عشر15بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الخامس عشر15 
بقلم مريم نصار



آخر يوم في الامتحان، سلامة راجعه من المدرسة مرهقه ونفسها تنام، ودخلت اوضتها ولسه بتروح ف النوم، دخلت عليها شفاعه وقالت:- بت ياسلمى انتي بتهببي ايه؟ انتي يختي واخده الاجازه علشان تناميلي؟ قومي يختي الناس اللي هتتأجر جايه بليل، قوووومي الشقه متبهدله قدامها يوم بحاله على ماتتروق وتتنضف.

نفخت سلامة بخنقه واتعدلت بغيظ وردت:-  وأنا مااالي أنااا، مستأجرين ولا رحاله ولا ساكنين انا مال أمي! مش كفايه هتأجروها من غير موافقتي ولا كأني موجوده في ام البيت!  اتفاجىء الصبح قبل ما امشي زيي زي الغريب؟ اطلعي ياماما الله يكرمك عايزه أنام.
قلعت شفاعه فردة الشبشب، وشافتها سلامة وصكت ع أسنانها بغيظ وقالت:- هو انتي حد معينك في الدفاع الجوي تضربي ع طول؛ بزمتك انتي أم انتي؟

حدفتها بالشبشب وقالت بجمود:- لأ انا نص كم ياروح امك، قومي يختي قال جايه تنامي قال، نامت على اليهود حيطه قولي انشاله.

شقطت سلامة الشبشب بإيديها قبل ما يجي فيها وحدفته لأمها ف الأرض واتكلمت بنرفزه:- انشاله يارب علشان نرتاح من المستورد وقرفه، عايزه مني ايه ياشفاعه؟ انا واحده كنت بكاكي زي الوز العراقي في اللجنه، وراجعه مش طايقه نفسي م العيال وتعباااانه وحراااااانه وعايزه اتخمد، تقوليلي شقه تتروق! مانشاله عنها ما اتروقت، ما اللي مأجرينها يروقوها هما اتشلوا! وانا هروقهالهم كمان! ده حزن ايه ده يا ولاد.
شفاعه رفعت حاجبها وقالت بتوعد:- مانشاله إيه يابت حليم؟ 

سلامة بعند اكبر شدت الغطا وقالت:- عنها ما اتروقت ياماما، سبيني أنام بقى وانتي طالعه اطفي النور وخدي الباب في إيدك تنستري! 

شفاعه هزت راسها بمكر وقالت:- وماله نامي ياعين أمك، نوم الهنا.
وخرجت وطفت النور وقفلت الباب، والصمت حل ف المكان وسلامة استغربت إن أمها سمعت الكلام من غير خناق، ورفعت راسها وقالت بتعجب:- إيه ده؟ إيه اللي حصلك ياشفاعه سمعتي كلامي من غير مناهده، ولا قلة قيمه!!  يسلام اهى دي بقى ست الحبايب اللي بجد، أنام بقى.

وشدت الغطا عليها وغمضت عينيها ومبتسمه علشان تنام بهدوء، لكن شهقت بصوت عالي واتعدلت بسرعه و وقفت على السرير تلقط أنفاسها من جردل الماية اللي اتدلق فوق راسها،  وشفاعه قالت بثقه:- ماعاش ولا كان اللي يمشي كلمته عليا يابنت حليم، وقومي بكرامتك بدل ما اخليكي ترقدي في السرير ده شهر مااااشي! 
سلامة كلها مبلوله ومزهوله والماية بتنقط ع السرير وبتحاول تستوعب اللي حصلها، وحطت أيدها ع ودنها واتكلمت بصوت مهزوز ومصدومه:- أنا اترشيط، طبلة وداني راحت، اترشيط يامامااااااا.

شفاعه بتوعد:- دي اقل حاجة يابنت حليم بركات ، وكلمة زياده هخليكي تزحفي متعرفي تمشي ياروح امك، يلا يختي بلاش دلع بنات، قال اترشيطي قال! هو انا لسه عملت حاجه، يلا يابت حصليني ع الشقه، ولو سمعت نفس واحد منك! مش هسمي عليكي.

سلامة واقفه مش مستوعبه، وأمها خرجت وكأن شيئاً لم يكن.

في الورشه.

حليم قاعد على الكرسي وعينيه ع شقاوه اللي بيشتغل بهمه وضمير زيه بالظبط ،ورجع بالزمن لورا لما كان شباب وبيشتغل ويعلم شقاوه اصول المهنه، واتنهد وقال:- سيب اللي ف إيدك وتعالى يسطى شقاوه.
شقاوه انتبه و ساب المفتاح ومسح ايدية بالفوطه بتاعة الشغل وراح قعد قصاده وقال:- اؤمرني ياسيد المعلمين.
أبتسم حليم وقال:- الأمر لله وحده يابني، أنا بس عايز اتكلم معاك في موضوع كده.
انتبه شقاوه بتركيز وقال:- خير يامعلمي أنت قلقتني! 

ـ لأ لأ يابني متقلقش مفيش حاجه تقلق إن شاء الله، انا بس عايز أنور عينيك لحاجة انت تايه عنها ومش شايفها! 
شقاوه كشر عينيه بعدم فهم بص ع الورشه وكل حاجه فيها وقال:-  ياترى في حاجة ناقصه في البضاعه والورشه ؟هى ايه دي يامعلمي اللي مش شايفها؟ انا مش واخد بالي.
ربت حليم ع كتفه وقال:- أنت يا عابد يابني، أنت اللي مش شايف نفسك وناسي نفسك خالص.

زادت الحيره عند شقاوه وقال:- قصدك ايه يمعلمي متأخذنيش انا مش فاهم! 
اتكلم بحنين وقال:- ليه متجوزتش لحد دلوقتي ياشقاوه! ليه نسيت نفسك لما جريت بيك الدنيا وكان زمان دلوقتي عندك عيل ولا اتنين.

اتنهد شقاوه بقلة حيلة واتكلم بحزن:- أنت عارف يمعلم حليم اني واخد عهد ع نفسي اني مش هتجوز غير لما اطمن ع أخواتي البنات.
رد عليه بإبتسامة:- واهو الحمدلله أنت وفيت بعهدك وجوزت اخواتك اللهم صل على النبي، كل واحده عايشه في ضل راجلها، أنت بقى امتى هتجيب وليفتك تونسك في البيت، يبني الوحده صعبه وأنت لازم تاخد خطوه.
أبتسم شقاوه وقال بهزار:- خلاص جوزني سلمى هههههه
ضحك حليم وقال:- والله لو ضامن إنك هتعيش سليم وفي الأمان كنت انا اول واحد خطبت لبنته بجد زي المثل ماقال، بس انا مش مستغني عنك يابني، دانت ايدي ودراعي ومش عايزين كل يوم والتاني نزورك في المستشفى هههههههه.

ضحك شقاوه ورد عليه وقال:- والله، الله يكون في عون اللي هيبقى من نصيبها، بس بجد يستاهل علشان بنت المعلم حليم تتشال ع الراس متتهانش أبدا، واللي يجي على ست وخصوصاً سلامة بركات، يستاهل اللي يجراله.
رد عليه وقال:- تسلم ياعابد يابني المهم خلينا في موضوعنا، عايزين ندورلك ع عروسه تليق بيك وتكون بنت ناس وتعوضك سنين الشقى والتعب.

هرش في قفاه وبان ع ملامحه التوتر وحليم شافه واتكلم بشك:- ايه! نوفر ع نفسنا ومندورش! اظاهر كده في واحده شاغله عقلك، ياترى مين اللي عليها العين والنني! 
حمحم شقاوه واخد نفس عميق وقال:- عندك حق يامعلم حليم، في واحده شاغله بالي وتفكيري، بس قبل كل حاجه أنا عايز اقولك أني بعتبرك ابويا من وانا عيل صغير وعارف إنك هتفرحلي، وانا كنت ناوي افاتحك في الموضوع ده واقولك عليها! 
اتكلم حليم بفرحة وقال:- مين ربة الصون و العفاف اللي خطفت قلب ابني الكبير! 
أبتسم بدقة قلب:- الانسه فردوس يامعلمي! 
حليم فتح عينيه بزهول وبعدها ضحك وقال:- يازين ما أخترت يا عابد؛ فردوس والست والدتها ناس في قمة الاحترام وعايشين في حالهم.
شقاوه اتكلم بحماس:- يعني أنت اللي هتطلبهالي يامعلمي؟
هز راسه بفرحه وقال:- طبعا انا قولتلك إنك ابني الكبير، وإن شاء الله وقت ما تنوي انا معاك.

بعد شويه

 محاسن ونبوية قاعدين في الصاله واتكلمت نبويه وهى ماسكه راسها:- يختي هما بيهببوا ايه ف الشقه كل ده؛ أنا دماغي صدعت م الخبط والرزع.
ردت عليها محاسن:- ع قولك يختي والله راسي زي ما تقولي فيها مسمار، وقولت لشفاعه تجيب بت غلبانه تروق الشقه قالت سلمى بنتي غلبانه وهكرمشلها خمسين جنيه في أيديها.

ضحكوا الاتنين لكن نبويه واضح عليها الصداع، ومحاسن مسكت شنطة علاجها ودورت فيه وطلعت ليها شريط برشام وقالت خدي يانبوية يختي الدوا ده للصداع.
ردت عليها وقالت:- يختي وهو دواكي هينفعني! لأ أنا هبعت الواد حسين يجيلي من الصيدليه.
ردت محاسن بجديه:- يختي امسكي هو انا بديكي سم، ولو سم مش هيحوق في جتتك، امسكي ده دوا حلو اوي باخد منه مرتين في اليوم بيخلي الصداع يروح، وخد من عبد الله واتكل ع الله.
نفخت نبويه بغيظ وشدت منها الشريط وقالت:- هاااتي أنتي مايطلعش من بقك كلمتين حلوين ع بعض، لسانك عايز قطعه.
ضحكت محاسن وقالت:- ومين يهزقك لما يتقطع لساني، تنشكي يابعيدة، قال ع رأي المثل،عمشه وعامله مكحلة، اضربي اضربي يكش يطمر فيكي.

سلامة لابسه بيچامه ومشمرة رجل وسايبه التانيه وشايله السجاده وحطتها ع كنبة الانترية وهى بتبرطم ومش طايقه نفسها، شفاعه بتلمع الشباك وشافتها وصكت ع أسنانها بغيظ وقالت:- انتي بتهببي اييييه؟ بتحطي السجاد ع الانتريه يامعفنه، انا طلع عيني ف تنضيفه، أدعي عليكي بإيه يابعيده، ما أنتي لو بتروقي وتمسحي زي البنات! كنتي أتعلمتي وفهمتي، إنما انتي واخده الدنيا بوشك وشايطه الكل.
نفخت سلامة بزهق وقالت:- يووووه يامامااا انتي كل شوية ف نفس النغمه دي، غيريها بقى،، وبصي سبيني ف حالي.
شفاعه استفزتها اكتر زي أي ام مصريه وقالت باستهزاء:- على ايه؟بلا خيبه اتوكسي، وانتي شاطره غير ف الكلام والرد عليا، هو انا عرفت اربيكي، فالحة بس ف المصايب، أنا عارفه انتي هتفتحي بيت إزاي؟ حتة سجادة مش عارفه تنضفيها في البلكونه، تبقي قابليني لو عرفتي تفتحي بيت ياموكوسه يابنت الموكوسه.
سلامة جابت آخرها وشالت السجاده ع كتفها وقالت:- ياشيخه الواحد كان كارة الجواز وسيرتة، بس اول عريس يجي هوافق علشان أغور من هنا ونبطل بقى ام النغمه دي، هتفتحي بيت ازااااي! بالمفتاح ياشفاعه هى عايزه تفكير يعني؟ 

ضحكت شفاعه وحركت بُقها يمين وشمال وقالت بتريقة:- بتستظرفي يابنت حليم! هتفتحي بيت بالمفتاح؟ طيب لما يجوع هتقوليله اسلقلك بيضه ولا روح كل عند أمك؟ بلا وكسة، وقال إيه؟ مش عايزه اتجوز دلوقتي يابابا، وانبي ربنا نجدهم اللي رفضتيهم، ده أمه هتبقى داعيه عليه ليل ونهار اللي هتكوني من نصيبه.

صكت سلامة ع أسنانها وقالت:- وبعدين بقى ف الست دي، الله يجيبك ياطولة البال، انتي ياست عايزه مني ايه؟ دانتي لو مأجراني مش هتمرمطيني المرمطه السودا دي، طبيخ وبتنيل ف الإجازة بطبخ،، يوم الجمعه اللي بقول هنام فيه برحتي! بتتفتح نفسك ع الغسيل والهبد في أم اليوم ده، وتخليني ألف حوالين نفسي، طول اليوم في المطبخ وبعدين بطلي ظلم شويا هو انا مش بعملك الطواجن في الفرن؟ وبطبخ في الاجازه وترويق العيد مين اللي بيهد البيت ويبنيه تاني ؟ مش أنا ؟ واغسلي السجاد يسلامة! واغسلي الحيطان علشان الجيران متقولش علينا حاجه يسلامة؟ ولا انتي بتنسي، أمهات آخر زمن، أنا مش عايزه اتجوز يستي أنا قاعده في بيت أبويا لما اقعد ف بيتك اتكلمي اشطا؟

ردت عليها شفاعه بتهكم:- ردي عليا حلو يابت، ماهو ده اللي باخدو منك، لسان طول كده، إنما شغل لأ، اتحركي وهزي نفسك شوية امسكي السجاده واديها تنفيضه في البلكونه معتبرة ولا هتفضلي واقفه كده وشيلاها ع قفاكي، اتحركي وريني شطارتك يلا.

نفخت سلامة بزهق وراحت ع البلكونه وهى بتتكلم بغيظ:- أستغفر الله العظيم يارب، لما دي امي! حماتي هتبقى عامله إزاي؟ الولية كأن بيني وبينها تار، دي شايله هم اللي هيأجروا اكتر مني، دي عيشه تغم والله العظيم.
وبصت ع السجاده ونفسها تولع فيها وفردتها ع السور ولبست طرحه ربطت بيها راسها ومسكت المنفضه وطلعت غيظها في السجاده، وبعد ما خلصتها كانت بتنهج وبتكح دخلت لأمها وكانت قاعده بتشرب شاي وسلامه كشرت عينيها بتعجب وقالت:- انتي بتشربي شاي وبتتسلطني وانا طالع عين أهلي ف سجادة كيلوباترا اللي برا دي! 
ردت عليها شفاعه وقالت ببرود:- والله برحتي انا حرة أعمل اللي أنا عايزاه، ومن حتة سجادة هتعيطي! ده لسه اوضة ستك تتشال وتتحط كل حاجه فيها،والصاله التانيه هتتروق وتتمسح كده بكلور وتتلمع وعايزه البلاط يبرق، والحمام آخر حاجه ،وبعد ماالارضيه تنشف تفرشي السجاد وتعلقي الستاير وتولعي عود بخور حلو زيك كده.
سلامة ضربت كف ع كف وقالت بغضب مكبت:- وجناب سعاتك هتعملي ايه إن شاء الله؟ لما انا عليا الطالعه دي؟

قامت شفاعه وهى ماسكه ضهرها وقالت:- يختي انا واحده كبرت، و العضمه كبرت وعملت اللي عليا نص الشقه بتبرق، وانا ورايا طبيخ ولا مطبخش يعني ويجي اخوكي يفتحلي جعورته هو كمان! يلا وريني شطارتك بقى.

سابتها شفاعه وقبل ما تخرج بصت ليها وقالت بتشفي:- اه السلم آخر حاجه بعد ما تخلصي خالص تمسحيه الناس مش هيجوا يلاقوا السلم معفن من السُكان اللي تحت واللي فوق، وادي دقني اهى إن مخلصتي بعد المغرب وإن جاب كمان، يلا فوتك بعافيه.

خلصت كلامها ومشيت ،سلامة واقفه وجايبه آخرها من كل حاجه ونفسها تضرب اي حد وخصوصاً إللي السكان الجداد،وشكلها بالبيچامه بالشكل ده يضحك لوحده، وفكرت تضايق أمها إزاي ومتخسرش وتخلص بسرعه وكمان عايزه تشتغل بروقان بال، وعايزه كمان تنجز علشان تنام وجاتلها فكرة وفتحت شباك المطبخ وندهت ع فردوس تنزلها بسرعه، ونزلت ليها ولما شافتها بالشكل ده فضلت تضحك عليها واتصلت على حنان تيجيلها في عشر دقايق، وبعد ما اتجمعوا وشرحت ليهم كل حاجه قالت ليهم:- اسمعوا بقى انهردا إختبار الصداقه الحقيقي، أنا عايزاكوا تنتشروا في الشقه ساعه واحده ونكون مخلصين، لما أشوف اخرتها مع بنت محاسن.

حنان بضحكه قالت:- انا بحب اشتغل وانا بسمع مصطفى كامل بينسيني الهم اللي عندي وبيدخلني ف هم أكبر وبنسى انا بعمل ايه.
ضحكوا عليها وسلامه راحت عند الكاسيت وقالت:- يابنت مفيش أحسن من حكيم يخرجنا من اي هم، وكفايه اللي عملته معايا شفاعه، يلا يابت انتي وهى عايزين ننجز هموت وأنام وبعون الله المستأجرين دول لاطفشهم، دول أيامهم معايا بلاك.
وشغلت الكاست ع اغنية إن كنت نار انا ماية، وبدأوا التلاته يشتغلوا ويهزروا ويضحكوا و وسط الشغل يرقصوا وكان الضحك واصل لشفاعه، وراحت بصت ع بنتها وشافتهم التلاته شغالين مع هزارهم المتواصل، وشافت بنتها مبسوطه وابتسمت وراحت تكمل شغل، وفات نص الوقت وخلصوا كل حاجه وسلامة بتولع عود البخور وسابته وقعدت بتعب جمبهم وقالت:- شابوه ليكوا ياعيال، عليا النعمه نقذتوني من شر شفاعه، يلهوي هو انا كنت هعمل كل ده لوحدي.
حنان ماسكه راسها وقالت:- اااه ياراااسي حرام عليكي والله انا مبشتغلش كده ف بيتنا.
ردت فردوس بضحكه:- والله الوقت عدا وكان حلو قوي.
غمزت سلامة ليها وقالت بتلميح:- اه ولا السجاده اللي قعدتي تجيبي فيها ساعه، ولا البلكونه! بتمسحي البلكونه ف نص ساعه يامفتريه.
فردوس وشها بقى أحمر وردت بخجل:- اللاه، مش بنضفها بزمة يا سلمى، ولا أنتي عايزه الجيران الجداد يقوله علينا أننا مش نضاف.

سلامة ضحكت وقالت:- ايه يابت الطعامه دي، تصدقي صدقتك آه والله.
وقربت منها بغمزه وقالت:- هو انتي مش هتقوليلي بقى إيه النظام! 
ردت حنان بتسرع:- اه والله يا فردوس فعلاً انا كل شويه الاقيكي سانده ع سور البلكونه وسرحانه، نفسي أعرف انتي ع طول عينك ع الأسطى شقاوه اللي هو عابد يعني، بجد ولا أنا بتهيألي اصل انا لاحظتها وا.......
سلامة قاطعتها وقالت:- يختي ابلعي ريقك وخدي نفسك، انتي مش عيانه يما؛ اهدي خلينا نسمع منها وايه الحوار.
فردوس اتنهدت بحب وقالت بحرج:- أقول ايه بس! انا مكنتش فاكرة أنه هيبان عليا قوي كده، بس انا عارفه انكوا واخدين بالكوا وعارفين، بس يابنات الله يستركوا اوعوا حد يعرف، امي تبهدلني لو شمت خبر، ومش هتخليني أشوف الشارع تاني.
سلامة اتحمست وقالت:- الدار أمان وسيبك من امك شكريه تورتة، و قولي حبيتو بعض إزاي؟

ابتسمت بخجل وقالت بصوت واطي ومتلخبط:- مـ، مش عارفه هـ، هى جت كده صدفه.
سلامة خبطت كف بكف وقالت بنفاذ صبر:- الله يجيبك ياطولة البال، انجزي يما مش حكاية المماليك هى وهتبتدي من الصفر، اخلصي اخبطي لسانك كده ورجيه وهيشتغل زي الفل.
حنان ضحكت من قلبها وفردوس نفخت بتوتر واخدت شهيق وزفير وحاولت تهدا وقالت:- والله بجد مش عارفه، انا لما بصحى الصبح وافتح الشباك اول حاجه بتقع عينيا عليها هى عينيه وبشوف أبتسامتة اللي خلت قلبي زي الطبله مش ساكت أبدا، ولما أنزل أروح اجيب العيش م الفرن الاقيه ينادي عليا ويقولي آنسه فردوس،هاتي البطاقه اجبلك انا العيش علشان الدنيا زحمه.

اتنهدت حنان برومانسية وقالت:- الله؛ حب من أول رغيف.

سلامة بصتلها بإستنكار ومصمصت شفايفها، وكملت فردوس وقالت بهيام:- سي عابد راجل كده وشهم لما ببقى راجعه من السوق انا وماما يحلف عليها ويشيل منها الخضار ويطلعه لحد باب الشقه وينزل.

انتهدت حنان وقالت:- الله؛ حب من أول تسويقه.

سلامة كشرت عينيها بتعجب ومعلقتش ع طريقة حنان وكملت فردوس وقالت:- ولا بقى لما الحجاب وقع غصب عني وأنا بلم الغسيل، ونزلت جري اجيبه، قالي نزلتي ليه بس يا انسه فردوس؛ كنت هبعتلك الحجاب مع سلمى لما ترجع.
اتنهدت فردوس بهيام وحنان مغمضه عينيها ومبتسمه وكأنها بتسمع ميوزك رومانسي، وسلامة خبطت أيد ع أيد وقالت لحنان بسخريه:- مش هتكملي نحانيح ياست حنان!

ردت عليها حنان بهيام:- عايزاني اقول ايه ياسلومة.
بصتلها من فوق لتحت وقالت:- سلومة؟ مالك يابت كده مش مظبوطه! كل شوية! 
وقلدتها:- الله حب من أول رغيف؛ الله حب من أول تسويقه؛ كملي بقى وقولي؛ الله حب من أول طرحه! 

ضحكوا الاتنين ع سلامة وقالت فردوس:- ههههه عسل ياسلمى والله، بحب نرفزتك اوي المهم بقى يابنات انتوا عرفتوا كل حاجه، بس والله ده كل اللي حصل، ولا اتكلمنا في أي حاجه، وسي عابد مفتحش معايا اي كلام ومحترم ومؤدب جدآ والله معايه.
وكملت بحزن:- ولا أعرف أصلا إن كان عابد ميال ليا ولا لأ، وبعدين واحد ف حلاوته هيبصلي انا!  

سلامة ابتسمت وقالت بمكر:- متخافيش يابت يادوسة الأسطى عابد واقع لشوشته، بس هو جد، وعايز يدخل البيت من بابه.
فردوس وشها بقى أحمر وقامت وقفت بسرعه وقلبها بيدق وقالت بلخبطه:- وا..وانبي ياسلامة، قصدي ياسلمى، وانتي عرفتي إزاي ها؟
وقعدت جمبها ومسكت أيدها برجفه وكملت:- هو قالك حاجه، يعني قالك أنه بيحبني! يعني معقول سي عابد عايز يخطبني وا....

سلامة وحنان ضحكوا بصوت عالي وهنا فردوس فاقت واتكسفت وخبطت سلامة وحنان ف كتفهم وقالت بضجر:- أنتوا بتضحكوا ع إيه؟ أنتوا أصحاب أنتوا؟ بتوقعيني في الكلام ياسلمى وبتعشميني! 

حاولت سلامة تهدا وتبطل ضحك ع لهفتها والحب اللي باين ف عينيها وقالت:- هههه أحم خلاص خلاص سكتنا اهو، بس والله انا ما بضحك عليكي، وأنا وعابد اتكلمنا امبارح وعايز يعرف بس انتي موافقه ولا لأ علشان يجي رسمي.
فردوس تنحت وفتحت بقها ومش مستوعبه اللي سمعته! معقول عابد عايز يخطبني!!! سلامة حركت أيدها قدام وش فردوس اللي ف عالم تاني وقالت:- ألوووو انتي ياحاجه روحتي فين؛ ايه العيال الخرعه دي.
انتبهت فردوس ومش عارفه تعمل اي رد فعل وكانت مكسوفه وفرحانه اوي واتكلمت بلخبطه من فرحتها:- بجد ياسلمى والله انا مش مصدقه نفسي.
ردت عليها وقالت:- لا يختي صدقي وكمان نسيت اقولك وراح عن دماغي خالص امبارح، إن بابا كلم عمي مدني ع تأجير المحل إياه و وافق، يعني هتفتحي الكوافير ياحزينه جمب الورشه، يعني صبح وليل جمب بعض انتي وشقاوه، بس وحياة امك بلاش تسبيل علشان بيجبلي ذبحه صدريه وممكن اقفلك المحل بالضبه والمفتاح، تراعي اكل عيشك وبلاش سهوكه زي أم سماره.
ضحكوا الاتنين وكملت فردوس وهى بتحضن سلامة:- حبيبتي ياااسلوووومه ربنا يخليكي ليا يارب، اهي دي الاخبار الحلوه ولا بلاااش، شاله يبارك فيكي يارب.
اتكلمت حنان بفرحة:- الف مبروك يافردوس انتي طيبه وتستاهلي كل خير، والله أول ما شوفتك انتي والاسطى عابد قولت لايقين ع بعض قوي؛ يلا بقى عايزين نفرح كده عايزه اشتري فستان جديد ههههه.

عبقرينو طالع ع السلم وشاف باب الشقه التانيه مفتوح وصوت الضحك واصل لبرة واستغرب وراح يشوف إيه اللي بيحصل وشافهم التلاته بيضحكوا وشاف البيت متروق ونضيف ودخل وقال:- مسا مسا ايه صوت الضحك ده ياجدعان، وايه الحلاوه دي البيت زي العروسه هى ايه العباره.
اتعدلوا ف قعدتهم وهما مبتسمين واتكلمت سلامة بنرفزه:- العباره ف الشكاره ياخفيف، وداخل كده من غير لا أحم ولا دستور مش تخبط يابغل أنت!

قعد عبقرينو ع الكنبه الكبيرة وفرد ايديه وحط رجل ع رجل واتكلم زي المعلمين:- اللاه اللاه اللاه، بغل؛ بقى انا يتقالي بغل؛ والله عال ياجدعان، كنتي فين يالحمه لما كنا جزارين.
ضحكت فردوس وحنان ع طريقته، وسلامة ردت بغيظ:- قوم يابغل اطلع برة الشقه لسه مخلصه علينا وطلع عينينا فيها! وداخل بالكوتشي يامعفن قوم ياااض.
رد عليها عبقرينو وهو قاعد نفس القاعده و بيبتسم بسخريه وقال:- معفن! أنا يتقال عليا معفن؛ ومن مين! من اختي! وفين؟ ف بيتي؟

بصلهم وقال:- عارفين انا نفسي في ايه؟
كلهم بتعجب:- اييييه؟
رد بهيام:- امتى بقى الواحد يتجوز ويجيب خدامه لمراته، وتقولي بس بقى يسي حسين لاحسن ستي تشوفنا.

سلامة فتحت عينيها بزهول عكس حنان وفردوس اللي ضحكوا من قلبهم، عبقرينو شاف سلامة بتقلع الشبشب وهو فتح عينيه بصدمه، وقام بسرعه جري ع بيتهم وهى جريت وراه وقفل ع نفسه باب اوضته، وهى خبطت عليه وقالت بغيظ:- افتح ياااالا، افتح يابتاع الخدامين أنا هربيك، عايز تلعب حلبسه مع الخدامه! افتح ياااااض.

خرجت شفاعه بسرعه مخضوضه وقالت:- في ايه يابت! صوتك مسمع الجيران يخربيتك انتي مبتهمديش؛ بتخبطي ع مين جوه، اخوكي ف الدرس! 
سلامة بغيظ:- خشي جوة ياماما إبنك جه ولازم يتربى! 
رد عليها عبقرينو وقال بمكر:- حرام عليكي ياسلمى هو انا عملت فيكي حاجه، انا لسه جاي ويدوبك سلمت عليكي،الحقيني ياماما ورحمة جدي الكبير مكلمتها.
صكت شفاعه ع أسنانها بنفاذ صبر وقالت:- حلف براس جدك الكبير يادماغ الكلبه، انتي يابت هتشليني! انتي واخداها فرده ف الحاره وف البيت يابت؟ والله معرفت أربي، أنتوا الاتنين ناقصين ربايه.

شوحت سلامة بايدها ولبست الشبشب وقالت:- يشيخه بقى، أنا مش هعرف أخد معاكي حق ولا باطل بتصدقيه ع طول؛ قال حلف براس جدي قال؟ تكونش راسه مقدسه وانا معرفش! ده حزن ايه ده ياربي.
شفاعه ضحكت بتهكم وقالت:- اه يابت ده اللي باخدو منك ياست العرايس! التشويح والرد وطولة اللسان قد كده ،خلصتي الشقه ولا لسه ياموكوسه هانم! جبتي صحابك علشان يساعدوكي! وتلاقكيوا ولا خلصتوا ولا نيله! وخليتوا الشقه زريبه اكتر، خربيتها يابنت حليم؛ اااه ماهو ع رأي المثل،
"لو عاوز تخرب مكان مسكوا لاتنين نسوان" 
فردوس وحنان اتسحبوا كل واحده ع بيتها وبيضحكوا ع مناقرة سلامة وأمها وسلامة قالت بنرفزه:- نسوااان؛ احنا نسوان ياماما؛ طيب والله العظيم ما انا ماسحه سلالم انهردا وهدخل أنام، ولو صحتيني ساعة المستأجرين دول هطفشهملك! وبالطريقة! وعندك الشقه زي الفل روحي شوفيها! بقى انتي أم انتي! بتشتميني علشان اللي هيتأجروا دانتي معملتيهاش من سنين! هتخسريني علشان حتة شقه! وبتدافعي عن البغل اللي جوه ده من غير ما تعرفي ايه السبب!  اشطا ياشفاعه بشوقك، ولو عايزه تطفشي الزبون؟ صحيني بقى،سلام ياوزه.

شفاعه كشرت عينيها وقالت:- شوف البت ياولاد بتحلف عليا! مااااشي ياسلمى بس لما ابوكي يطلعلي إن ماخليته ينكد عليكي اجازتك كلها! مبقاش اسمي شفاعه.
نهرتها محاسن وقالت:- يخربيتك ياشيخه بالعه راديو! انتي عايزاها خدامه تحت رجليكي ارحمي البت شوية! 
راحت عندهم وقالت:- يعني عاجبك يما اللي هى بتعمله ده! 
ردت نبويه وقالت:- وهى عملت ايه ياشفاعه؛ انتي مستلماها من ساعة ما جت م المدرسه؛ وياكبد ستها صاحيه من الفجريه وراحت شغلها وجت مهدوده وانتي مش راحماها! واهي مسحت الشقه وخلتها فل وريحة البخور كابسه ع نفسنا وهتموتني انا وأمك ،انبطي بقى واقعدي ساكته وسبيها في حالها! راسنا واجعانا.
كحت محاسن وقالت:- سيبي سلامة نايمه وحياة حبيبك النبي ما تنكدي عليها ياشيخه، كفايه هدة حيلها.
اتنهدت شفاعه وقالت:- عليه الصلاة والسلام، حاضر يما، حاضر ياحماتي.

في المهندسين.

رجاء قاعده بتعيط وريناد واقفه عند السفره ومش قادره تبطل عياط، نضال واقف مخنوق وحاطط أيديه ورا ضهره والشنط في الصاله ورا الباب، جهاد خارج من اوضته ومعاه اللاب توب بتاعه وشنطة ع كتفه و وقف قدامهم وقال بصوت مهزوز:- اء، أنا جاهز يابابا.
رجاء قامت بسرعه وريناد قربت منه ورجاء اتكلمت بعياط:- أرجوك يا نضال خليني أروح معاه اطمن أشوف المكان بعيني وا......
قاطعها نضال بجدية وقال:- أنا مش عايز تهريج يا رجاء الموضوع المرادي ف غاية الخطورة، أنا نفسي مش هروح مع جهاد علشان لو حد مراقبنا! إبنك هيخرج من السلم  الخلفي وهيركب تاكسي واحد أعرفه من زمان، وهيوديه لحد البيت، وأنا هنزل ألف شوية بعربية جهاد علشان لو ف حد مراقبه اموهه لحد ما يكون إبنك ف أمان، ومش عايز حد يناقشني في أي حاجه بعد كده، كفايه اللي حصل وبيحصل لحد دلوقتي.
وكمل بصرامة:- وأنت يا جهاد! تليفونك القديم هيفضل معايا ولما تظبط امورك أشتري ليك تليفون ورقم جديد علشان محدش منهم يعرف يوصلك، واعتبر دي رحلة جديده ليك للبحث عن ذاتك، أعتمد ع نفسك مش عايزك اي مشكله تقابلك تتصل ع أمك! ياتحلها بنفسك! يا تكلمني ونوصل لحل مع بعض لكن متعتمدش على حد غير ربنا ثم انت يا أبني، ومش عايزك تخاف ولا تقلق من إكرامي ده إن شاء الله مش هيعرف يوصلك و كل حاجه هتعدي ع خير.

جهاد بلع ريقه بتوتر وهز راسه بالموافقه، عكس رجاء اللي اتصدمت وقالت:- نضال؛ إبنك مش هيكون معاه موبيل لفترة؟ ايمبوسيبل هطمن عليه إزاي؟ مستحيل اللي أنت بتقوله ده؟
خبط كف بكف وقال بنرفزه:- هو انا علشان اريحك ادمر ابني! جايز جدآ يكونوا مراقبين تليفونك ولا تليفوني! وأول ما تطمني ع إبنك يراقبوه ويخلصوا عليه؛ هترتاحي انتي كده؟
جهاد قلبه دق بخوف ورجاء شهقت بصدمه وريناد عيطت واترمت في حضن جهاد وقالت:- أسمع كلام بابا أرجوك يا جهاد، إحنا نستحمل اي حاجه إلا غيابك عننا، أرجوك خلي بالك من نفسك.
جهاد اتنهد وربت ع ضهرها، وقرب من أمه وقال بحزن :- اشوف وشك بخير ياماما!
رجاء انهارت ف العياط ومسكت وش جهاد وحضنته وقالت:- جهاد حبيبي، غصب عني هتحمل ياروحي المهم إنك تكون بخير، جهاد خلي بالك من نفسك.
وخرجت من حضنه ومسحت دموعها وكملت وبتوصيه:- جهاد كل كويس! أنا عملت حساب الأكل ليك يقعد كام يوم معاك لكن أول ما الأكل يخلص من عندك جيب اكل يكون نضيف، متشربش غير مياة معدنيه، واتغطى كويس واقفل ع نفسك الباب بالمفتاح! 
نفخ نضال بنفاذ صبر وكمل بتريقه:- وحط جرايد على صدرك قبل ما تنام ياجهاد! واوعا تفتح الباب لا يجيلك أبو رجل مسلوخه.
رجاء مردتش عليه، وجهاد وقف قدام ابوه وقال بحزن:- شكرا لحضرتك يا بابا.
نضال بغصه وخنقه شده لحضنه وخبط ع ضهره بجمود وقال:- أنت راجل ياجهاد وانا واثق فيك إن اي حاجه هتحصلك هتواجها وهتكون قدها، أنت راجل كبير وواعي فاهم ياجهاد! 
رد عليه بتنهيدة:- فاهم يابابا.
السواق اتصل على نضال واخدوا الشنط وجهاد نزل من السلم الخلفي وكان خايف جدآ، ونضال كان معاه و وصله وركب التاكسي ومشي، ونضال راح وقف قدام عربية جهاد و ولع سجاره ونفخ بخنقه، رجاء قفلت الباب و وقفت وراه وفضلت تعيط وريناد كانت بتبص ليها بعيون الإتهام بأنها السبب في ضعفهم وخوفهم وسابتها وجريت من قدامها، وده زود تأنيب الضمير عند رجاء.

تاني يوم الصبح ف الحاره.

سلامة صحيت بدري ورايحه الحمام وكانت أمها بتملا جردل ماية وقالت لأمها بنعاس:- صباح الخير ياماما.
ردت عليها شفاعه بتهكم وقالت:- ياصباح النور ما لسه بدري يادكتوره! كل ده نوم! دانا فكرتك بتتحاسبي.
هرشت سلامة ف شعرها وقالت وهى بتتاوب:- والله ومين سمعك ياماما؛ انا كنت هموت وأنام امبارح، فترة الامتحانات دي كانت مطيرة من عيني النوم وانتي خدتيني على خوانه ومسحتي بيا البلاط،المهم انسي بقى اللي حصل ياموزتي، انا هموت من الجوع، بس قوليلي انتي بتملي الجردل ماية ليه هى الماية هتقطع؟
ردت عليها ببرود:- لأ انا همسح السلم، الخدامه اللي جابها أبوكي هتمسحلك السلم علشان حنان صحبتك وهى جيالك تقول الله؛ سلم سلمى نضيف وجميل وتتمخطر على حس صحتي، علشان بنتي تحلف عليا امبارح ماهي ماسحاه وتيجي الناس تشوف الشقه امبارح والسلم زباله؛ أصل انا مخلفتش.

نفخت سلامة بزهق وقالت:- يافتاح ياعليم ع الصبح، ياست الناس كلها، انا كنت مفرهده امبارح والله مكنت قادرة أعمل حاجة تاني ، المهم سيبك من كل ده انا مش هخليكي تعملي حاجه برة البيت همسح السلم وهظبتلك الدنيا انا صاحيه فايقه أهو، بس أبوس ايدك على ما أصلي، الحقيني بالفطار علشان مصارين بطني بقت صومالي من الجوع.
شفاعه رفعت حاجبها ومردتش عليها، وسلامة زغزتها وهى بتضحك لأن شفاعه بتغير جداً وقدرت تصالح أمها، راحت شفاعه تجهز الفطار وسلامة دخلت الحمام واتوضت وصلت والكل صحى وفطروا  وشقاوه طلع واخد حليم هو وعبقرينو ونزلوا، وسلامة لبست عباية بنص كم قصيره وتحتها بادي بكم وبنطلون بيچامه وربطت راسها بطرحه  وشالت جردل الماية وحطت فيه مسحوق غسيل وصابون عمل رغوة ودلقت الجردل ع السلم وبتغني وآخر انبساط ودخلت جابت جردل تاني ودلقته، وسابت الجردل ودخلت تجيب فرشة البلاط تكمل شغلها.

جهاد مش عارف ينام من السرير لأنه قديم وكل ما يتقلب السرير بيعمل صوت، والشمس نورت الأوضه وصوت بياعين الخضار تحت البيت ودوشة الشارع مخلياه مش عارف ينام، ونفخ بزهق وقام ودخل المطبخ وبيدور ع مكنة القهوة وكان مطبخ عادي وبسيط عباره عن بتوجاز صغير وتلاجه قديمه، وبص حواليه وعايز يشرب قهوه،معرفش يولع البتوجاز وفتح التلاجه وكان فيها الأكل اللي أمه بعتته معاه، و طلع منهم الجبنه واللانشون والمربى وبيدور ع عيش وقال وهو بيخبط ع جبينه:- اووف نسيت العيش! طيب اعمل ايه دلوقتي، وايه البيت الغريب ده! كل حاجه فيه قديمه جدا.
واتنهد وكمل بإستسلام:- مش مهم، المهم إكرامي ده ميوصليش، لما أنزل بقى اشوف اي سوبر ماركت اجيب عيش.
دخل الاوضه وفتح الشنطه وبيطلع هدومه يحطها في الدولاب، فتح ضلفة الدولاب وطلعت ف أيدو و وقعت، فتح عينيه بصدمه ولحق الضلفه التانيه قبل ما تقع هى كمان وقال بلخبطه:- ينهار أسو....! إيه البيت اللي نص سوا ده! مش كفايه الحمام كله بينقط وبااايظ! اووف.
شال الضلفة وحاول يركبها وفشل وركنها ع الحيطه، وساب كل حاجه لما يرجع ولبس قميص سماوي وبنطلون جملي ولبس النضاره ورش برفان واخد المفتاح وخرج وقفل الباب كويس ونازل  ع السلم وحط رجله على أول درجة وهووووب اتزحلق بوشه لحد آخر درجة وهو بيصرخ وقال:- أء أء أء أء أء أء أء آاااااااه.
سلامة خرجت جري ع الصوت وف أيدها فرشة البلاط وفتحت عينيها بصدمه وخبطت بايدها ع صدرها وقالت:- ينهار أسو...! 

جهاد واقع ع وشه ف آخر درجة وجسمه كله بيتألم، ورفع وشة وهو شبه مش ف وعيه والرغوه كلها ع وشه والنضاره واقعه وقال بوهن:- آااه آنااا مش شايف ولا سامع حاجه، أنا وقعت في بير ولا ايه، آااااااه.
وخلص كلامة ونزل وشه ف الأرض وغاب عن الوعى، سلامة نزلت جري وبتتكلم بلهفه:- ينهار أسوح ينهاااار مالوش ملامح.
ونزلت ع الأرض جمبه وخبطت ع كتفه وقالت:- أنت يا استاذ؛ أنت ياعم أنت!
وكشرت عينيها لهيئتة وقالت:- الهيكل ده غريب عن المنطقه وكمان اللبس حاجه فخمه، إيه ده؟  ده لابس ساعة بمرتبي بالمعاش بتاعه، الجثه دي ريحتها بتقول أنه إبن ذوات!  يخربيتك هو مات ولا ايه! 
وهزته اكتر:- أنت يااااعم، أنت ياااابااااا.
وبترفع وشه اللي كله رغوه وانتبهت ع صوت شفاعه وهى بتقول بصدمه:- يمصبتي! عملتي ايه ف الراجل ياللي تنشكي! انطقي ياااابت! 
سلامة سابت وشه بسرعه اللي خبط تاني في الأرض ومسحت أيديها في قميصه وقالت:- وكتاب الله ماجيت جمبه! ولا أعرف مين ده أصلا.
لطمت شفاعه ع وشها وقالت بنفاذ صبر:- ده المستأجر الجديد، الله يخربيتك لبيت اللي يصطبح بيكي ياوش النصايب، جبتي أجله من أول يوم!

سلامة فتحت عينيها بزهول وقالت بعدم استيعاب:- ده! المستأجر! ياحزن مفهوش تفاهم! 

شفاعه اتحركت بسرعه وندهت ع شقاوه وعبقرينو وطلعوا بسرعه وفردوس نزلت لما سمعت صوت الوقعه وشالوه لشقة حليم ونيموه ع كنبة الصاله، والكل ملموم حواليه بيفوقوه ،محاسن كشرت عينيها وقالت لنبويه:- يختي الواد اتزحلق ومحطش منطق! يكونش مات! 
ردت عليها وقالت:- لأ يختي مماتش، الواد عبقرينو بيقول فيه الروح! بس هو زي ما تقولي كده وهو بينقلب ع السلم اتكربس ع وشه،  يختي بسيطه تلاقي ضلوعه بس دخلت في بعض.

ضحكت محاسن وقالت:- آه ع الله ، اصل أبو شفاعه الله يرحمه مكنش راضي بالسُكنه دي! وهو اللي زقه ع السلم.

كشرت نبويه عينيها وقالت:- أبو شفاعه الله يرحمه هو اللي زقه؟ وزقه ازاي بقى يختي كعلبوا؟ ومين اللي قالك ياولية ياخرفانه! كبرتي وخرفتي.

ردت عليها وقالت:- مش هرد عليكي يامنكاش مصايب انتي، بس ايوه أبو شفاعه جالي في الحلم امبارح، وقالي ازاي يا سونا يجيلك قلب تخلي الجحش ده يبات في بيتنا وع سريري؛ قولتله والعمل يسي سلامة! قالي انا هتصرف ياست الحريم كلهم، واهو كسر رقبته اول يوم.
نبويه شهقت بتعجب وقالت:- شوفوا الولية! بقى الحج سلامة قالك ياسونا! ياشيخه ارحمي اللي جابونا ده انتي بتشربي الكيد شرب.
فضلوا يتناقروا،وشفاعه جابت بصله كبيره وناولتها لشقاوه وقالت:- خد أمسك ياعابد جبتلك فحل بصل اهو لبسهاله في وشه ومناخيرو وهيفوق! 
شقاوه حط البصل عند مناخيروا والكل مترقب، وجهاد فاجأة كشر عينيه من الريحه، وفتح عينيه بسرعه وفضل يكح، الكل نفخ براحه،عكس جهاد اللي حاسس إن مناخيروا بتحرقه وعينيه دمعت من البصل واتكلمت شفاعه تطمن عليه وقالت:- الحمدلله لسه فيه النفس، أنت كويس يسي الأستاذ.
جهاد بيهز راسه يمين وشمال بسرعه ومش قادر يتحمل ريحة البصل، شقاوه اتكلم:- أنت سامعني يا حضرت! فايق كده و واعي ولا الوقعه أثرت على نفوخك! 
فردوس همست لسلامة وقالت:- بت ياسلمى.
ردت عليها وقالت:- عايزه ايه؟
فردوس بانبهار:- شوفتي يابت الافندي ده لابس ومتشيك إزاي؟ تحسيه كده زي بتوع السيما؛ ولا شوفتي الساعه؟ تلاقيها بشيء وشويات!
سلامة بتهكم:- ساعة ايه وزفت ايه ع دماغك! انتي مشوفتيش بشرته؛ دي أنضف من حياتي كلها؛ واحد زي ده بالنضافه دي! ايه اللي رماه في مستنقعنا!
وكملت وهى بتبصله بتوعد:- بس تعرفي! احسن يستاهل أنا أصلا مبيته النيه اني اطفش المستأجر؛ وبعون الله يومين بالكتير وهيقول يافكيك.
فردوس: طيب اسكتي أمك بتبصلنا وبصراحه كده، انا بخاف منها.
جهاد بدأ يستوعب وفرك عينيه وفتح وشاف ناس غير الناس اللي متعود عليهم، شقاوه قاعد قدامه ولبسه كله زيت وشحم، وعبقرينو لابس تيشيرت نص كم ع شورت ومحاسن ونبوية قصاده ع الكنبه بيتهمسوا،وفردوس واقفه عينيها هتطلع ع لبسه الغالي، واتخض لما شاف سلامة  وقلق منها ومن طريقة نظراتها الشريره له ولبسها، عبايه بنص كم قصيره وتحتها بادي وبنطلون بيچامه ورابطه راسها، واتعدل بخوف بس جسمة كله بيوجعه، وشقاوه قال:- يا استاذ انت كويس!
بلع ريقه بتوتر وخايف منهم وقال:- أء. أنا كويس، بس انتوا مين؛ عايزين مني ايه؟ خدوا كل حاجه وسيبوني أنتوا حرامية متنكرين صح؟
ضحكت فردوس وقالت:- هههه حرامية ده اهبل اوى.
ضحكت سلامة بسخريه:- العبط في أبهى صورة، شكل الواقعه أثرت على راسه، يلا يكش يحس ويغور من هنا.
شفاعه قعدت جمبه. قالت بإبتسامة:- لأ ياخويا حرمية ايه بس الشر برة وبعيد، أنت مش فاكرني أنا خالتك شفاعه مرات سي حليم اللي أجر ليك الشقه امبارح بليل.
جهاد مسح الدموع اللي نازله بسبب البصل، وبصلها كويس وقال ببلاها:- آااااه حضرتك أيوه افتكرتك يا طنط.
شفاعه ردت عليه بعتاب:- طيب وليه لزوم الغلط بس يسي الأستاذ، أنا عارفه إن بنتي غلطانه بس بردو ماينفعش تغلط كده وباين عليك إبن ناس ومتسقف!

سلامة وفردوس كتمه الضحكه، عكس جهاد اللي حس أنه غبي وكشر عينيه ومش فاهم حاجه وقال:- غلط! أنا مش فاهم حاجه ومتسقف ازاي؟ مين سقفني! أنا فين انا مش فاهم حاجه بجد ياطنط.

نفخت شفاعه بقلة صبر وقالت:- وبعدين بقى ف قلة القيمة دي؛ يابني بطل غلط مش عايزه ازعلك من أول يوم وا.....
قاطعتها فردوس وهى كاتمه الضحكه وقالت:- لأ ياخالتي هو بيقولك طنط زي خالتي كده بس بالانفرنجي.
شفاعه بانبهار:- وانبي صحيح! هى طنط دي حاجه حلوه كده؛ ههههه متأخذنيش يابني أنا فاكراك بتشتمني بالانجليزي.

رد عليها جهاد باحترام وقال:- العفو منك ياطنط انا مستحيل اغلط في حضرتك أبدا، وانا آسف لو ضايقتك.
مصمصت شفاعه شفايفها وبصت لبنتها بسخرية وقالت:- يختي وانبي مؤدب ومحترم إسم الله عليه، شوفوا الأدب والأخلاق، مش زي الخلفه اللي تعر، مخلفه دكرين.
سلامة بقلة صبر:- ماخلاص بقى يا ماما وخلينا نخلص ف ام اليوم ده! هو يعني وقع من الدور الاخراني! ماهو زي الطور اهو وصحته حلوه.
وقربت من جهاد اللي كش ف نفسه من هجومها عليه وقالت:- ولا أنت صحتك مش حلوه؟

جهاد بتوتر هز راسه وقال:- ال..اللي تشوفيه حضرتك.
اتعدلت سلامة وقالت بكبرياء:- اهو الراجل زي الفل أهو، بس معلش في حاجه كده كنت عايزه أقولك عليها.
جهاد بصلها وهز راسه وقال بصوت مبحوح:- خـ،خير حضرتك.
سلامة طلعت أيدها من ورا ضهرها ومعاها نضارة جهاد ومكسورة نصين وقالت:- الغالية دي اتشندلت وأنت لامؤخذه بتبوس السلم بوشك! وخد بالك بعد كده علشان متوقعش كتير، وإسم الله عليك مقدماً.

جهاد بص حواليه ونفسه يسألهم ويقولهم:- هى مالها بتتكلم معاية كده ليه! اخد منها النضاره وهز راسه ليها شكرها بصمت وهى حمحت برجوليه وقالت:- طيب ياجدعان الاستاذ صحته بمب أهو انا هروح أكمل اللي ورايا وانتي يافردوس!
فردوس سرحانه في عابد، وعابد عينيه عليها والاتنين في عالم تاني، سلامة قالت من بين أسنانها بغيظ:- أم السهوكه اللي مبكرهش قدها دي.
وكملت بصوت جهوري:- جرا ايه يافردوس هانم بقولك هاتي جردل الماية اللي جوه علشان نخلص السلم بدل ما نكسر حد تاني، يلا يما مش فاضيين.

فردوس وشها بقى أحمر واتكسفت وهزت راسها وجريت من قدامهم تجيب الماية، وشقاوه كشر عينيه بغيظ منها وهمس ليها وهو خارج وقال:- والله الواحد يناولك بوكس ف وشك ده! يلزق مناخيرك في قفاكي بت فصيله.

سلامة ابتسمت بتهكم وقالت بسخرية:- يلا يانحنوح شوف اللي وراك، عايز تسبل أكتب عليها ياخويا، يلا طريقك اخضر.
شقاوه نفسه يضربها واستحلف ليها وبص الشفاعه وقال:- تؤمريني بحاجه ياخالتي!

ردت عليه وقالت:- منحرمش منك يسطى شقاوه، روح معاه ياحسين علشان أبوك لو احتاج منك حاجه.
عبقرينو خبط ع كتف جهاد وقال:- منور الحاره ياشبح، وبعون الله هتتبسط هنا آخر انبساط.

جهاد بلع ريقه وحس إن حياته مهدده اكتر من قبل وهز راسه لحسين من غير ما يتكلم،ونزل شقاوه وعبقرينو، وسلامة وفردوس راحوا ينضفوا السلم واتكلمت شفاعه مع جهاد وقالت:- أنت كويس يسي الأستاذ دلوقتي؛ أنا هقوم اعملك كوباية ينسون علشان متبردش بهدومك المبلوله دي.
جهاد حاول يقوم وجسمه وجعه وقال:- لأ متشكر جدا لحضرتك أنا هروح اغير هدومي، وبعتذر عن الدوشه اللي سبيتها ليكم.
شفاعه بانبهار اكتر قالت:- لأ إبن ناس إبن ناس مش اي كلام، يختي لسانه بينقط أدب مش زي فرغلي اللي مخلفاها، وكملت وسألته:- طيب يابني بشوقك، بس أنت كنت رايح في حتة لامؤخذه يعني! أصلك جديد ومتعرفش حاجة واللي نعرفه منك إنك في اجازه مش كده؟
جهاد باصص ع النضاره اللي اتكسرت وقال:- ايوه انا فعلاً أجازه، لكن أنا كنت نازل أشوف اي سوبر ماركت اجيب عيش للفطار، لأني نسيت اجيب امبارح، بس زي ما حضرتك شايفه.
هزت راسها بتفهم وقالت:- استنى ياخويا، ودخلت المطبخ، وهو شاف محاسن ونبوية بيهمسوا ويضحكوا وعينهم عليه، وابتسم جهاد وهز راسه ليهم تحيه وقال لكل واحده:- أهلا يا آنه أهلا يا ناناه.

محاسن ونبوية بصوا لبعض بصدمه وقالوا بصوت واحد:- آنه و ناناه!
وشهقت نبوية وقالت:- شوفتي يامحاسن يختي؛ شوفتي بيغلط فينا ازاااي؟ هو ميعرفش أننا صحاب البيت! لأ وكمان قد ستو ويشتمنا؟ 

كملت محاسن وراها وقالت:- وكله كوم وناناه دي كوم تاني؟ أخص عليك قليل الربايه؛ اول ما شوفناه قولنا باين عليه ابن ناس! بس ع رأي المثل، من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله.

جهاد اتوتر ومن رد فعلهم حس أنه عمل مصيبه ومبقاش فاهم هو غلط في ايه؟ وقال بحرج:- أنا آسف والله يا آنه وحضرتك يا ناناه أنا آسف مقصدش اضايقكم بس انا مش عارف حضرتكوا انا عملت ايه؟

محاسن عوجت بقها وقالت بغيظ:- آه شوفوا الواد متمسكن إزاي؟ يعملوها ويخيلوا وبيغلط تاني بردوا ويقولي يا آنه! 
كملت نبوية:- لأ واللي يغيظك أنه بتأسف وبيغلط تاني! واد ماشمش ريحة التربية.

جهاد واقف مش مستوعب فين الغلطه! وانقذتوا شفاعه اللي جايه وجايبه معاها عيش وقالت:- أمسك يابني، عيش طازه أهو أفطر والباقي شيله ف التلاجه، واي حاجه تعوزها قولي وانا هبعت معاك الواد عبقرينو حسين ابني لحد ما تعرف كل شبر في الحاره، عشان مش تتوه في الحواري ،ماهو الغريب أعمى لو كان بصير.
جهاد كان محرج وقال:- لأ متشكر جدا لحضرتك أنا....
ردت عليه وقاطعته:- طيب والله ما أنت كاسفني، ده أنت قد سلامة.
رد عليها بعفويه وهو بياخد العيش:- ربنا يخليهولك، وأنا مش عارف اشكر حضرتك إزاي.
ردت عليه وقالت:- يخويا النبي عربي، بتشكرني ع كام رغيف عيش! يلا روح يبني غير هدومك دي لاتبرد.
جهاد أبتسم ليها، وهز راسه بإبتسامة لمحاسن ونبوية، لكن بصوله بغيظ وهو اتكسف وخارج وهو بيعرج وقابل سلامة ف وشه واتخض، وهى بتبرق ليه وقالت:- اييييه؟اتفزعت كده ليييه؟شوفت عفريت! 
هز راسه ليها لأ من غير ما يتكلم، وهى بصتله من فوق لتحت وقالت:- أتلحلح.
ـ افندم! 
نفخت وقالت:- أتلحلح يعني اتحرك يافندي عايزه اعدي وادخل البيت ولا يكون عندك مانع؟
هز راسه ليها وقال:- لأ لأ أحم اتفضل؛ قصدي اتفضلي.
سلامة اتغاظت لأنه افتكرها ولد من أسلوبها ومن لبسها الغريب، ودخلت وهى بتبرطم، وجهاد راح ع الشقه، وحط العيش ع التربيزه وقعد ع الكرسي وضلوعه كلها بتألمه وضهروا وقال بتعب:- آااااه كان مستخبيلك ده كله فين يا جهاد



           
تعليقات