قصة جهاد وسلامه البارت السادس عشر16 بقلم مريم نصار

          

قصة جهاد وسلامه
البارت السادس عشر16
بقلم مريم نصار



في المهندسين.

نضال في اوضته واقف قدام المرايه بيلبس الكراڤت علشان رايح ع الشغل، رجاء قاعده ف الصالون وقلبها مشغول ع أبنها وشافت نضال خرج من الاوضه وماشي وسابها متجاهلها تماماً ولا كأنه شايفها، قامت بسرعه وندهت عليه بجمود قبل ما يخرج:- نضااال! 
غمض عينيه بنفاذ صبر ونفخ من خنقته ولف ليها ورد بعدم اهتمام:- خير في ايه ع الصبح؟

قربت منه وعينيها عليه بتعجب للجمود اللي بقى فيه من ناحيتها لكن مفرقش معاها معاملته قد ما فارق معاها حياة أبنها  ورفعت راسها بكبرياء وقالت:- أنا مش هسألك أنت متغير ليه! أو بتتعامل معايا بجفاء، أنت حر وليك مطلق الحرية في مشاعرك تجاهي، لكن حضرتك مجبر تحترم وجودي ع الأقل، متحسسنيش أني وجودي هنا من عدم! وبقى بينا اللاشيء في كل حاجه، متنساش إننا بيربطنا أولاد، ومن حقي إنك تطمني ع أبني جهاد! 

ضحك نضال بحسره واتكلم وقال:- كل المقدمه والعنتظه الكدابه اللي انتي فيها دي!!  علشان تطمني ع جهاد! ولا أنتي مستكبره تسأليني مالك اتغيرت ليه ومبقتش طايق نفسك ولا طايق اي حد يانضال؟

ابتسمت بسخرية وقالت:- الشعور بالإهمال بيولد جفاء ياسيد نضال! وأنت اهملتني كتير جدا والشعور بقى متبادل، لكن مش موضوعنا اللي يهمني دلوقتي ابني وبس!
اضايق جداً من أسلوبها وكان عايز يفتح معاها باب للعتاب ونفسه ينفجر فيها ع أخطأها وتعجرفها لكن صمتها بيخليه ينهي النقاش والجدال بينهم ورد عليها بتعجرف:- والله إبنك أنتي عارفه هو فين وهو كويس سيبيه ف حاله بقى الفترة دي يمكن يقدر يعيد حساباته.
حل الصمت بينهم للحظات وقرب من وشها واتكلم بجديه:-  ياريت تفكري في أخطائك اللي بسببها بنواجهه كارثه كبيره! وبحذرك يارجاء؛ ها بحذرك! ابعدي عن جهاد لأنك المرادي مش هتقدري تقفي قصادي لا انتي ولا خديجه هانم مهما حصل،فاهمه؟ 

خلص كلامه وسابها وخرج وقفل الباب بغضب وهى اخدت نفس عميق ورفعت راسها بكبرياء وبصت قدامها للفراغ.

ـ ايه؟ حضرتك بتفكري تهدي اللي بابا عايز يبنيه من تاني؟ 
قالتها ريناد بحسره وحزن مدفون جواها على أخوها وشايفه انه ضحيه أم انانيه، شافت جمود في عيون أمها وكانت ريناد خايفه من أنها تتكلم وتتجاوز حدودها مع مامتها ولاول مرة ،لكن وجعها وخنقتها مسيطرين عليها تماماً، قربت منها و وقفت قدامها؛ بتتنفس ع غير العاده لأنها واقفه قدام اكتر شخص مبيحبش الانكسار أو حد يواجهه بأخطائه، سمعتها رجاء ولفت ليها وكشرت حواجبها مستغربه من الطريقه اللي بنتها لأول مرة تكلمها بيها، وشافت رجاء إن زمام الأمور بدأت تخرج من أيديها وحاولت تتعامل بإيجابية علشان متخسرش ولادها ،واخدت نفس عميق وابتسمت وردت عليها وقالت:- أنا مقدرة حالتك وخوفك على أخوكي جهاد وده يفرحني لانك انتي واخوكي في تكاتف بينكم، لكن انا شايفه إنك لازم تعملي كنترول ع نفسك، وياريت تتعلمي الأسلوب المناسب اللي تتكلمي بيه مع والدتك، لأنك بالطريقه دي بتخرجي عن السيطره، ولو خرجت الأمور عن السيطره؟ بالتالي ماما اللي هى انا! هتاخد ضدك موقف مش كويس، تقدري تقولي أني هتعامل معاكي بطريقه جديده واللي هى ممنوع في كل شيء.
خلصت كلامها وابتسمت اكتر ورفعت أيدها رجعت خصلة شعر لريناد اللي عينيها رايحه يمين وشمال ومتوتره منها وكملت رجاء بهدوء:- امتحاناتك على وشك يا حبيبة ماما اتفضلي على اوضتك واهتمي بدراستك لأني مش هقبل بأقل من طب! اوكي! 

الدموع اتملت في عينيها وبتبصلها كتير وعينيها قالت كلام كتير لسانها عاجز عن نطقة، عتاب ولوم و وجع كبير، نفسها إن أمها تفتح دراعتها ليها وتقولها متخافيش! أنا جمبك ومعاكي،اخوكي هيرجع وبابا هيكون أحسن من الأول، نفسها تدوق طعم الحضن الدافي من قلب أم محب بجد، مش عايزه حضن بارد كأنها رسميات بتتأدى وخلاص، حاولت تتكلم! لكن للأسف كل حاجه اتبخرت وكل أمل ضاع، ومكنتش قادرة أنها تتكلم حست إن صوتها راح ونزلت راسها في الأرض بتنهيدة وخيبة أمل، وانسحبت بهدوء، اما رجاء وقفت مكانها وعينيها فيها لمعه واخدت نفس عميق وحاولت ترجع لكبريائها من تاني وقعدت ع الكرسي واتصلت على مامتها، ردت عليها وبعد السلامات اتكلمت خديجه بعصبية:- أنتي بتقولي ايه يا رجاء! يعني عملتي إللي ف دماغك أنتي وجوزك!مع أني نبهت عليكي امبارح وحذرتك من خطوة غبيه زي دي!  حفيدي أنا يروح مكان زي ده! انتي ايه اللي جرالك انتي أكيد اتجننتي! إزاي تسمحي بكده! 

ردت عليها بتنهيدة:- أعمل ايه بس يا ماما، أنا كنت مضطرة، ده غير اسلوب نضال اللي اتغير جدآ معايا ورافض اني اروح اشوفه واطمن عليه ومصمم اني متدخلش الفترة دي في حياة ابني وأبعد عنه، أنا قلبي مشغول قوي عليه ، ياترى فطر وشرب الاسبرسو ولا نايم لحد دلوقتي! ياترى بيشرب مياة معقمه ولا مياة عاديه! ياااااي ازااااي هياكل أكل من برة، ولا بقى الشخص إللي اسمه إكرامي ده؟ ياترى هيعمل ايه وناوي ع ايه أنا خايفه قوي ع جهاد بجد انا قلبي موجوع قوي ياماما.

ضربت خديجه عكازها ع الأرض بقوة، فاروق كان بيقرا كتاب وهز راسه بيأس منها،وخديجه اتكلمت بصرامه:- أنا حفيدي يشرب مياة مش عارفين مصدرها منين! أنا حفيدي ينام في مكان مش متعقم! ولا عارفين مين اللي كان قاعد فيه قبل كده!  وأنتي!!! انتي يا رجاء إزاي تستسلمي كده! انتي من امتى وانتي بالضعف ده! ازااااي اللي إسمه نضال ده! يجبرك إنك تبعدي عن إبنك! ويأثر عليكي بالطريقه دي، ده اسمه كلام فارغ! أنتي لازم تتصرفي وتاخدي موقف، وأنا اللي بقولك أهو ،قومي حالا روحي لابنك!  وتجبيه لحد عندي هنا أنا هقدر احميه كويس قوي.

ـ اسمعي يا خديجه هانم! أنا لحد دلوقتي محترم سنك وعضمتك اللي كبرت! لكن اللي هيتدخل في حياة ابني بعد كده! أنا مش هسمي عليه أنتي فاهمه ولا لأ! 
أتكلم نضال الكلام ده وهو متعصب جدآ، وحدف الموبيل جمب رجاء اللي قاعده متنحه من طريقته وامتى دخل البيت! وشافت باب الشقه مفتوح وماسك ملف في ايدو وكان ناسيه ورجع ياخدوا، واتخضت من هجوم نضال عليها وهو بيقول:- اسمعي بقى انتي وأمك اللي ع التليفون دي! وهى سمعاني قسما بالله لو مابعدتوا عن ابني لابلغ عنكوا السرايا الصفرا، وانتوا أصلا مشكوك فيكوا من زمان ،والدكتور مش هياخد غلوه في أيدي وهيصدق انكوا هوباااا عقلكوا خفيف ومفوت! واحده عملالي فيها بكيزه الدرملي والتانيه جودت هانم! 
واتعدل وكمل كلامه بجديه:- أنا ابني ف خطر حقيقي ومهدد بالقتل وانتوا مش فارق معاكوا غير الماية المعدنية وماية المجاري! مترحموا اللي خلفوني بقى؛ واسمعي ياحماتي! مالكيش دعوه بولادي خاااالص، أنا أقدر احميهم كويس جدا، و لو معقلتيش بنتك دي هخليها تجيلك قريب والمرادي هتبقى اقامه جبريه مش بمزاجها، والآخر مرة هقوووول! محدش يتدخل في حياة جهاد ابني يا اما قسما بالله هسفروا هو واخته برة مصر ومحدش هيعرف طريقهم! آمييين!! 

خديجه بلعت ريقها بتوتر والعكاز وقع من أيدها وقعدت ع الكرسي ف موقف اشبه بالاغماء، فاروق نزل النضاره وبص ع وشها وهز راسه وقال:- اممم ايمبوسيبل يا خديجه! معلش خليكي كده سنه ولا حاجه يكش ياخدوكي متحف الشمع، هيبقى مكسب ليا.

عند جهاد.

أخد هدومه بتعب وجسمه وجعه من الواقعه، واخد الشامبو ودخل الحمام وعلق هدومه ورا الباب، وقف ف نص الحمام وكان صغير والدش قديم والحنفيه بيفتحها عملت صوت واتخض منه، ومش عارف يظبط الماية سخن وبارد وكل ما يدخل تحت الدش شويا الماية تبقى ساقعه وشويا سخنه جداً والشامبو ع وشه  ومعرفش ياخد دوش زي اغلب المصريين، واتنهد بزهق واخد دش بالعافيه ولبس وخرج، قعد ع تربيزة الأكل بتهالك وقدامه عيش وانواع جبن ومربى ولانشون وزيتون مسك رغيف العيش وبصله لحظات وقلب الرغيف في أيديه يمين وشمال وقال بتعجب:- ايه العيش ده! ده مِني عيش مش رغيف! اومال فين العيش الأبيض و التوست! 
وفرك في جبينه ونفخ وقال:- اتعامل بقى ياجهاد! متنساش كلام بابا لازم ترضى بالأمر الواقع يا إما إكرامي ده هيخلص عليك! 
بلع ريقه بتوتر وبص حواليه وقلبه قلقان من إنه يكون متراقب، وبدأ في الأكل ومحسش بفرق كبير مابين أنه بياكل لوحده أو بياكل مع عيلته، لأنه نفس الصمت ونفس الهدوء الخارجي عكس ضجيج افكاره مابين الألف فكرة وفكرة، مفيش اي صوت حواليه غير اللي جاي من الشارع، وعندو فضول يقف في البلكونه، ويشوف ايه الدوشه اللي اول مرة يسمعها بالكم ده، خلص أكل واخد حباية مسكن تسكن ألم جسمه من الوقعه ،ودخل المطبخ وحاول يولع البتوجاز ومش عارف ودماغه هتنفجر من الصداع و وجع جسمه وعايز يشرب قهوته، وقف يفكر ملقاش غير أنه يسأل أصحاب البيت.

عند سلامة.

خلصت مسح السلم وشكرت فرودس وقالت:- تسلمي يا بت يادوسة السلم بقى بربرق وريحته إيه؟ فل الفل! 

ردت عليها بفضول وقالت:- آه ياسلمى مش عايزه أقولك على ريحة السلم المرادي فواحه قوووي، متقوليلي ع نوع المعطر اللي جبتيه ينوبك ثواب ياشيخة، دي ريحته دخلت نفوخي قوليلي علشان اجيبها في جهازي! 
سلامة مستغربه وبتشم في هدومها وكشرت عينيها وراحت تشم اول السلم تاني وقالت:- والنعمه ماحطيت حاجه غير شوية صابون سايل وشوية مسحوق غسيل.
فردوس خبطتها في كتفها وقالت بزعل:- أخص عليكي يا سلمى انتي مش عايزه تقولي نوع المعطر؟ أنا عارفه إن ريحته حلوه قوي ويشد كده، بس ميغلاش على اختك دوسة صح ياسلومة!

سلامة خبطت كف بكف وقالت:- الله يجيبك ياطولة البال! يابت ريحة ايه ومعطر هباب إيه؟ عليا النعمه ماجبت حاجه وانا هخبي عليكي ليه يعني؟ هو اللي حطيته في الجردل شوية المسحوق والصابون زي ما قلتلك، غير كده محصلش،متكليش دماغي بقى وخليني اروح استحمى علشان شكلي عرة قوي ومبلوله زي البرص الجعان.
ضحكت فردوس وبعدها اتعجبت وسألت نفسها بصوت مسموع:- اللاه! ريحة المسحوق معروفه! وعمري مصدق إن دي ريحته؛ ياترى الريحه الحلوه دي جت ع السلم منين! 
وبعدها شهقت وقالت:- بت ياسلمى؛ يكونش دي ريحة الأستاذ النضيف ده! لما اتكربس ع السلم؟ أيوه اكيد هو.
سلامة مطت شفايفها وبصت قدامها للفراغ وقالت:-
وانا بردو بقول الريحه الحلوه دي مستحيل تكون من صابون عمي مرعي؛ بس لأ طلعت من ابو فصادة ده! 
ضحكت فردوس من قلبها وقالت بهمس:- حرام عليكي ابو فصادة إيه بس؟ ده شبه بتوع السيما.

وشافت جهاد بيقفل الباب وكملت بضحكه:-  طيب الحقي ابو فصاده طالع من الشقه جه ع الريحه ههههه
نفخت سلامة بزهق وقالت:- هو ايه الجدع ده؟ لسه فيه حيل يقف ع رجليه ده بايس السلم درجة درجة! لما احتواه، بس شكله واكل كويس ومتغذي ومصروف عليه، بقولك ايه انا هروح أشوف ورايا ايه؛ هى أجازه بلاك باين عليها.
ـ أحم لو، لو سمحتوا.
قالها جهاد وكان حاسس إن سلامة مريبه في شكلها و وقفتها الرجوليه وبلع ريقه وجه يعدل النضاره لكن مكنش لابسها وافتكر أنها اتكسرت ونزل أيدو ببطء ومحرج، فردوس ردت عليه وقالت:- أيوه يا استاذ خير اؤمرنا نقدر نساعدك في حاجه! 
نهرتها سلامة بصوت واضح:- جرا ايه ياب يافردوس! ماتظبطي الكلام؛ إيه اللي اؤمرنا دي إن شاء الله؛ شايفانا خدامين عندو؟ مايؤمر عليكي ظالم يختي.

جهاد فتح عينيه بصدمه من هجوم الكائن اللي قدامها ومعرفش يرد، فردوس مسكت أيدها وضغطت عليها بغيظ وقالت بهمس:- ياشيخه خلي عندك دم، الراجل اتخلع مكانه، صوتك ده ولا بالعة طريشه ياباااي عليكي اسكتي خالص الراجل لسه اول يوم وأكيد ميعرفش اي حاجه ف اي حاجه و واجب علينا نساعدو.
حمحت فردوس وابتمست لجهاد، سلامة شدت أيدها بنرفزه ومتغاظه من جهاد؛ يمكن علشان شايفاه سلبي من أول لقاء بينهم ولا بيعمل اي رد فعل وع طول متوتر، مامت فردوس ندهت عليها وردت عليها وقالت:- ايوه حاضر ياماما طالعه أهو، واستاذنت منهم وطلعت جري، مفضلش غير الصمت بينهم سلامة بتهز رجلها بنرفزه، وجهاد بيبص للسقف وكل ثانيه يحمحم، سلامة جابت آخرها وقالت بحده:- جرا ايه يا أخ أنت في حاجه واقفه في زورك! اجبلك بُق ماية تبلع الكلمتين اللي مش هيطلعوا في ام اليوم ده! متقول ياخويا ايه اللي جاي بعد لو سمحتوا؛ وإلا الجو هنا عجبك! 

جهاد بص حواليه وبصلها نظرة عدم فهم وقالها:- حضرتك بتكلميني أنا؟ 

سلامة صكت ع أسنانها بغيظ وضربت أيديها فوق بعض واتكلمت بتريقه:- لأ بكلم السلم، جرا ايه ياجدع أنت هو في غيرك واقف في ام الدور! 

رد عليها بصوت مهزوز وقال:- لأ لكن حضرتك باصه هناك فا افتكرت إن حضرتك بتكلمي حد تاني يعني، أحم.
سلامة فركت كف بكف وقالت:- الله يجيبك ياطولة البال، آااه ومالوا ياكتكوت نصبر عليك، قولي بقى أنت عايز ايه خليني أغور.

جهاد لنفسه بتوتر وحيرة:- هى بتتكلم كده ليه؟ امممم شكلها كده عندها اعاقه؛ أيوة أكيد عندها كهربه في المخ؛ أو، أو صرع ايوه مفيش للتصرفاتها دي مبررات غير كده، ربنا يشفيه إن كان ولد أو بنت.
بعد كده اتنبه لنظرتها الناريه وقلق منها وقال بتلعثم:- أء، أنااا، أنا بعتذر جدآ عن اللي حصل، وعطلت حضرتك عن نضافة السلم، وآسف بس لأني جديد في المكان ده، وانا متعود ديما اشرب قهوة الصبح وا.......! 
قاطعته بنفاذ صبر:- ماتخلص ياعم أنت هتحكيلي تاريخ حياتك! أنا مالي انا بتشب قهوة ولا بتشب نسكافيه! 
جهاد كح واتوتر ورد عليها وقال:- واضح إن مود حضرتك مش متظبط، وأنا بكرر اعتذاري، أحم انا، أنا حاولت اشغل ال cooker قصدي (بوتاجاز) الشقه عـ..علشان اعمل قهوة لكن للأسف فشلت! وا....! 
سلامة مطت شفايفها وقالت:- كل القلبان ده؟ علشان مش عارف تولع البوتاجاز! 

رد عليها وقال:- ما أنا مش عايز اجازف علشان مولعش في المكان كلة؛ أي غلطة ولو صغيرة كفيله ت.....!
نفخت بخنقه وهتشد في شعرها وقالت:- أنت هتحللي نظرية الجوافه خلاص ياعم فهمنا.

كشر عينيه بتعجب وقال بإستفسار:- هو حضرتك مضايقه مني في حاجه؟ قصدي يعني من سؤالي، حاسس اني ارتكبت غلط كبير! لطريقة تعامل حضرتك معايا.

سلامة عوجت بقها وهى بتمسك الجردل وقالت بصوت واطي:- هو بيتكلم كده ليه؟ ليها حق امي تبصلي وتف في وشي كمان! الواد مؤدب قوي، ده ناقص يبوس القدم ويبدي الندم كبد أمه، لأ مصروف مصروف عليه يعني، بس مش باين عليه أنه من حارة اليهود اللي امي قالت إنه المستأجر منها، يلا وانا مالي.
وبصت ليه واتكلمت بوضوح:- لأ ياعم أنا مش مضايقه منك ولا حاجه، انا بس مقريفا شوية وا.....

قاطعها جهاد ببراءه:- أكيد من شكلك ده لازم تاكتأبي كمان! 
فتحت عينيها بزهول وقالت بصوت عالي:- نعمممممم ياروح امك! 
جهاد فتح عينيه بصدمه واتخض من هجومها وهمس:- روح امي؟ ايمبوسيبل! 
هى زعقت وقالت:- أنت عبيط ولا إيه ياجدع أنت! شكل إيه يابو شكل اللي هيخلني اكتئب يامخ الدوج أنت الفاظك شبه وشك ع الصبح، متظبط الأداء ياااض علشان مفتحش دماغك ع الصبح..

جهاد قلبه دق وبص حواليه بخوف ومش عارف يتعامل معاها ولا يخليها تفصل حتى، ومكنش يقصد اللي هى فهمته وفتح بقه علشان يتكلم! شفاعه خرجت بسرعه وقالت بدهشه:- إيه في ايه؟ مالك يابت ياسلمى بتزعقي ليه ولمين! 
ردت عليها بصوت مضايق:- تعالي يماما شوفي الأستاذ اللي انتي مأجراله بيتك؛ اللي انتي كنتي بتقولي عليه الصبح محترم! بيقول عليا اييييه؟
شفاعه خبطت ع صدرها وقالت بصدمه:- يمصبتي! هو لحق قال عليكي كمان! انطقي ياااابت قالك إيه الواد ده؟
جهاد شاف هجوم منهم ماشفوش من إكرامي نفسه، وحس إن إكرامي أهون من الورطه اللي وقع فيها معاهم ومش عارف يدافع عن نفسه، وبص لسلامة وهى بتقول:- البيه بيتريق ع شكلي وبيقول عليا أني عندي اكتئاب من منظري! 
جهاد فتح عينيه بصدمه وهز راسه بالرفض أنه محصلش كل ده، وشفاعه بصت ع بنتها من فوق لتحت وهمست بصوت واطي:- وانبي مكدب الواد! دانتي شكلك يقطع الخلف، كبد أمه تلاقيه عملها ع نفسه من الخضه.
ـ بتقولي حااااجه يامامااا؛ أنتي عاجبك اللي بسلامتة قاله؟
جهاد في موقف لا يحسد عليه وعايز يتشجع يدافع عن نفسه وحاول يتكلم وقال:- الـ، الموضوع مش كده خالص والله ياطنط، حضرتها فهمتني غلط خالص.
شفاعه صعب عليها جهاد وقالت لنفسها:- كبد أمك يضنايا وقعت مع اللي مبترحمش ولا بتختشي، أحم.
بلعت ريقها وهزت راسها ليه وقالت لبنتها:- خلاص خلاص ياسلمى الاستاذ جهاد مش قصده يابنتي خشي بس غيري هدومك وانا هفهمه غلطه.
سلامة اتغاظت من أمها وأنها سكتت وشافت أنها عدت الموضوع عادي وحبت تاخد حقها بحرفيه وبصت ع رجله بتوعد وراحت رازعه الجردل في الأرض وجه ع رجل جهاد اللي اتنطت مكانه وصرخ:- آااااااه.
شهقت شفاعه عكس سلامة اللي أبتسمت بنصر ورجعت شعرها لورا وسابتهم ودخلت الشقه وبتقول:- قال جهاد قال! ده أنا خليه استشهاد مش جهاد.
جهاد بيلف حوالين نفسه وقال بألم:- صوبااااعي الكبير، صوبااااعي الكبير مش حاسس بيييه؛ آاااه.
شفاعه نفخت بغيظ من تصرفات سلامة ولوت بقها يمين وشمال وقالت:- حسرة عليك يكبدي، مين دعا عليك بس؛ يارب بس تكمل الشهر ده ومتطفش من وش بنت المنكوبه دي.
وطبطبت ع كتفه وقالت بصوت مهزوز:- اسم الله عليك، اسم الله عليك، مش تخلي بالك ياسي الأستاذ، يلا خير خير.
جهاد وقف مكانه وحاسس أنه كان بيجري أميال ومتعبش كده ف حياته لكن بص لشفاعه وقال بصدق:- صدقيني ياطنط والله انا مقصدش ابدا إني اضايق الانسه بكلامي هى فهمت كلامي غلط.
شفاعه طبطبت عليه وقالت:- معلش يابني حصل خير،هى بس خلقها ضيق حبتين، بس قولي أنت كنت عايز منها حاجة يعني؟
بلع ريقه وقال:- أنا بس كنت عايز اعرف أشغل البتوجاز إزاي مش اكتر من كده! 
ضحكت شفاعه وقالت:- بس كده! من عينيا معلش العيب عندي انا يقطعني، نسيت اقولك إن المفتاح صعب ولازم تفتحه بقماشه تعالى انا هوريلك تولع النار إزاي.
مشي وراها وهو بيعرج وماسك ضلوعه وقال:- متشكر جدا لحضرتك ياطنط وبعتذر للقلق اللي أنا عملته.
دخلت شفاعه وسابت الباب مفتوح وقالت:- سيب ياخويا الباب مفتوح كده، وتعالى هوريلك تولع النار إزاي وقولي ايه اللي حصل بينك وبين سلمى بنتي.
جهاد دخل وكان محرج وقال:- والله ياطنط انا مستحيل اضايق حد مني، لكن هى فهمت كلامي غلط، انا بسالها ليه مضايقه مني قالت أنا بس مقريفا شوية، أنا قولتلها يمكن من اللبس ده مخليكي مكتأبة وبس، فاجأة حصل اللي حضرتك شوفتية.

شغلت شفاعه البتوجاز وعلمته ازاي يستخدمه وقالت وهى بتضحك:- معلش محقوقالك ياخويا، هى بس عصبيه شوية بس جدعه وبت بميت راجل، أنا بس منكده عليها من امبارح متخدش في بالك وحصل خير، يلا فوتك بعافيه.
أبتسم جهاد ليها وقال بهدوء:- أنا مش عارف أشكر حضرتك إزاي! 
أبتسمت وقالت:- متشكرنيش ولا حاجه، وأنا قبل كده قولتلك لو عوزت اي حاجه خبط بس وقول ياعبقرينو، وملكش دعوه أنت.
سابته وخرجت وهو قفل الباب واتعجب من اسم عبقرينو، وماشي للمطبخ وهو بيعرج وقال:- آااااه ياضلوعي وآه يارجلي وياضهري وياكلي،اول يوم وكل ده حصلك ياجهاد! 

شقاوه سايق الموتوسيكل ونزل قدام محل واشترا طلبات للورشه وهو خارج لمح مرشدي قاعد ع الرصيف بيكلم نفسه، وكله دقيق ومتبهدل، وراح قعد جمبه وقال:- اللاه،معلم بكار أنت قاعد ع الرصيف ليه كده؟ لأ وكمان بتكلم نفسك! 
بكار مسك راسه وقال بوهن:- وعايزني أعمل ايه بس ياض ياشقاوه! خلاص أنا مش قادر استحمل العيشه دي.
رد عليه شقاوه بإستفسار:- اللاه؛ ومالها بس العيشه دي يمعلم؛ أحمد ربنا غيرك متمرمط.
ضحك بكار بحسرة وقال:- مفيش حد داق المرمطه غيري ياض ياشقاوه.
زعل علشانه وشاف الحسره في عينيه وحط ايدو ع كتفه وقال:- احكيلي مالك بس يمعلم بكار، وإن شاء الله اللي في ايدي هعمله.
بكار حس بالضعف وعيونه لمعت وعايز يتكلم، لكن ضعفه اتحول لتعجرف وقال:- آااه وأنت بقى عايز تعرف أنا فيا إيه وعايش إزاي؟ علشان تروح تشمت فيا حليم وشفاعه اللي سرقوا حقي في البيت مش كده؟
شقاوه هز راسه بيأس،وبكار قام وقف وقلبه مليان نار وقال بشماته:- اوعا تفتكر اني متمرمط ولو حتى أنا دايق الشقا بس ع الأقل انا بصحتي ومتشلتش زي حليم؛ وخلي بالك اللي حصلوا ده؟ ذنبي وذنب حقي اللي لهفه في كرشو.

خلص كلامه وسابه ومشي يكمل طريقه ورجع يكلم نفسه من تاني، وشقاوه اتضايق من اتهامه لحليم، ومحبش أنه يتكلم علشان شكل بكار بيحكي عن معاناته وشاف واحد صاحب بكار شغال معاه في الفرن، وراح سأله عن أحوال بكار ورد عليه وقال:- والله يانجم حال الاسطى بكار يصعب على الكافر.
شقاوه كشر عينيه بتعجب وقال بإستفسار:- ياستار يارب ليه بس بتقول كده يانجم، ماهو الحال صعب ع الكل وراضيين بالنصيب.
رد عليه وقال:- ونعم بالله، بس اللي اعرفه إن الاسطى بكار!! جاله العيل الرابع، ومراته مورياه النجوم في عز الضهر.
شقاوه قاله:- ازاي يعني مش فاهم!
رد عليه وجاوبه:- اصل مراته عيلتها مبسوطين حبتين ومش حارمينها من ايتوها حاجه، بس زي ما أنت عارف!  المحطوطه مشروطه لازم الاسطى بكار يكفي مصاريف بيته وعياله يا اما تطرده برة البيت، وساعات بينام في الفرن لما يكون جايب آخره وبيشتغل ساعات شغلانه تانيه بليل واهو متخانق معاها بسبب الخلفه.
ـ ايه هو عايزها تخلف تاني ولا ايه؟
رد الراجل وقال بنفي:- أبدا يخلف تاني ايه بس! هو قادر ع مصاريفها هى وهو  لما يصرف ع اربعه غيرهم!  كل خناقتهم أنه مش عايز يخلف تاني، وهى راسها وألف سيف لاتخلف طول ما فيها صحه، واهى جابتله الرابع ومن يومها الاسطى بكار ماشي يكلم نفسه.

شقاوه هز راسه بتفهم واتنهد بزعل ع الحال اللي وصل ليه بكار بعد ما كان هيبقى راجل محترم ليه بيت وأهل دلوقتي بقى أب مشرد ومش قادر ع كفالتهم، شكر الراجل ومشي راح ركب الموتوسيكل ورجع الحاره وشاف عربية بتنزل مكتب وموبيليا قدام بيت عصفوره واستغرب وراح لأم عصفورة وقال:- سلامو عليكو ياخالتي أم عصفورة! 
ردت عليه وقالت:- عليكو السلام يسطى شقاوه اتفضل ياخويا.
رد عليها وقال:- يزيد فضلك يارب، معلش في السؤال هو ايه اللي بيحصل قدام البيت وايه العربيه والحموله دي! 
ردت عليه بفخر وقالت:- ده المهندز عصفورة بيه ابني فتح مكتب عقبال عندك! 
شقاوه فتح بقه ومش مستوعب اللي سمعه وقال بتية:- مكـ،،مكتب!!! مكتب عصفورة هيفتح مكتب! 
رفعت حاجبها بكبرياء وقالت:- آه ياخويا مكتب! إيه؟ هو ابني المهندز عصفورة مايشبهش؟ ده طالع من سته ابتدائي وإسم الله عليه خطه حلو قوي.
ضحك شقاوه على الغلب اللي بيشوفه وقال:- لأ طبعاً ياخالتي ده المهندز عصفورة اكبر مهندز فيكي ياحارة، وعقبال كده لما ياخد الدكتوراه.
رفعت أيديها لفوق وقالت:- ياخويا قول انشاله، ورحمة أبويا لاوزع عيش بلحمه على الحي كله.
ضحك شقاوه وقال:- تؤمريني بحاجه ياخالتي! 
ـ لأ يسطى شقاوه مايؤمرش عليك ظالم يارب.
مشي شقاوه وبيضحك دخل الورشه بيصلح في الشغل اللي عندو وسمع صوتها:- العواف عليك يسي عابد.
قلبه دق ورفع راسه بسرعه شافها وضحك بسعاده وقال:- آنسه فردوس! 
طلع ليها وقف قدامها وقال بلخبطه:- خير، لأ قصدي اذيك يا آنسه فردوس.
فردوس ماسكه صينيه وعليها طبق و واقفه مكسوفه قوي وقالت بحرج:- الحمدلله في نعمه كبيرة قوي يسي عابد، أنت اذيك وعامل ايه في شغلك.
أبتسم وبص ع مكتب عصفورة وقال بتنهيدة:- أهو عايش الحمدلله.
بصت ع مكان نظرة وشافت المكتب واستغربت لكن قالت بإستفسار وقلق:- كلنا عايشين الحمدلله، بس متأخذنيش يعني مالك بتقولها وأنت مضايق ليه؟ حصل معاك حاجه.
أبتسم ليها وقال:- تعرفي يا آنسه فردوس، انا عندي كلام جوايا نفسي اقوله وافضفض ليكي كل حاجه، بس...
بلعت ريقها بتوتر وحست بالخجل وبصت ف الأرض وقالت:- بس ايه يسي عابد، والله أنا بصون السر متخافش مني.
رد عليها وقال:- عمري ما خفت غير عليكي ياست البنات، أحم أء.. أنا قصدي يعني، كنت بقول أني....،

وهرش في قفاه والكلام هرب ومعرفش يقول غير:- ايه ده! أنتي معاكي رز بلبن وعليه مكسرات كمان! هو في فرح في الحاره وانا معرفش! 
قلبها بيدق بسرعه ونفسها تجري من قدامه واتكلمت بلخبطه:- آه، لأ مفيش فرح، أحم ده رز بلبن عملاه بوزعه ع الجيران أنا وسلمى علشان المحل الجديد، أنت عارف أني اتأجرته خلاص من عم مدني وهنعمل افتتاح صغير كده ونعزم أهل الحارة وهفتحه إن شاء الله.
حط ايدو ع بطنه وقال:- آه عارف وفرحت علشانك والله، بس تعرفي والله إنك بنت حلال يا آنسه فردوس، حاسه بكرشي مش عايز اقولك انا ميت قد ايه من الجوع جه ف وقته.
ردت عليه بسرعه وهى بتحط الطبق ف ايديه:- بعد الشر عنك يسي عابد، أمانه عليك ياخويا لو عوزت حاجه قولي واعملك احلا حاجه، والله انا نفسي حلو قوي في الأكل، حتى دوق وقولي رأيك.
شقاوه قلبه بيرقص واتكلم وهو بياخد معلقة رز:- من غير ما ادوق ياست فرودس، كفايه شكل الطبق وهو متزوق كده يفتح النفس، امممم لأ حاجه فخامه.

أكل منه وقال:- امممم وربنا احلا رز بلبن كلته في حياتي في أم الحاره دي، تسلم ايدك.
أبتسمت برقه وقلبها بيرقص من الفرحه وقالت:- بألف هنا ع قلبك يارب، أحم انا همشي بقى زمان سلمى استعوقتني.

رد عليها وهو بياكل وقال:- هى سلمى بتوزع معاكي الله يكون في عون الجيران المجاوره.
ضحكت فردوس وقالت:- لأ انا قولتلها وزعي أنتي بس على سكان البيت كله وانا هوزع ع الجيران علشان يعرفوا، أحم اقعد بالعافيه يسي عابد.
أبتسم وبص ليها وقال بدقة قلب:- يعافيكي يا ست البنات.
مشيت فردوس بسرعه وحاسه أنها هت*موت من الخجل لكن كانت فرحانه جداً، شقاوه قعد ع كبوت العربيه وبياكل وبيستمتع بأول طبق يدوقه من أيد البنت اللي حبها، وبص ع المحل وابتسم وقال:- هتبقى قدام عينيا طول اليوم ياست البنات، آاااه يارب قرب البعيد نفسي اتجوز بقى.

شكريه والدة فردوس في شقتها ومعاها سلامة وقالت ليها:- سلمى يابنتي أنتي نزلتي رز بلبن لأمك وستك وكلكوا ياحبة عيني! 
ردت عليها وهى بتاكل من الحله وقالت:- أيوه ياخالتي وستي سونا بتقولك مش مكترة زبيب ليه؟ ههههه
ضحكت شكرية وقالت:- ههههه والله ستك محاسن دي زي العسل بحبها اوي ربنا يبارك فيها يارب، وقوليلها المرة الجاية إن شاء الله هتتوصى بيكي.
وبترتب الأطباق وسألتها تاني:- وبعتي لخالتك فاتن وجوزها الحج فرغلي؟
ردت عليها وقالت:- أيوه ياخالتي شيكو كل اللي انتي قولتلي ازع عليه في العماره وزعت عليه.

أبتسمت شكريه و شالت صينية وعليها طبق وقالت:- تسلم ايدك يا حبيبتي، امسكي بقى يانور عيني نزلي طبق الرز ده للمستأجر الجديد اللي ساكن في وش بيتكوا.

سلامة نفخت بخنقه وقالت:- لما فردوس تطلع ياخالتي أنا طلع عيني م الصبح.
ربتت ع أيدها وقالت:- يابت ياسلمى فردوس قدامها وقت لسه بتوزع ع الجيران وبطلي عصبيه بقى، وبعدين أمك حكتلي ع اللي أنتي عملتيه في الواد الغلبان ده، وبصراحه كده زعلت منك .
لوت بقها وقالت:- ليه بقى ياخالتي وانا عملت ايه يعني؟
ردت عليها وقالت:- بقى الراجل يقع يانضري ع السلم وتهبدي الجردل في رجله،وتبهدليه وتقولي عملتي ايه؟

ردت سلامة بغيظ وقالت:- اللاه! هو انا اللي وقعته ولا زقيته؟ ماهو اللي ماشي أعمى اعمله ايه يعني؟ والجردل دي حركه بسيطه علشان يلم لسانه من اولها مش أول ما يشطح ينطح كده! وامي مش عارفه مالها قلبها بقى حنين اوي كده من امتى؟ 

ردت عليها وقالت بضحكه:- يابت أمك ست غلبانه واكيد اللي إسمه جهاد ده صعبان عليها، ده مخرجش من البيت من يوم ما سكن في الشقه ولا بنسمعله صوت ربنا يسترها وميكونش جراله حاجه.
عوجت بقها وقالت:- ما انشاله عنه ماطلع أنا مالي، هو يعني ساكن بقاله شهر وحابس نفسه؟ ده مكملش أسبوع.
طبطبت عليها وقالت:- طيب عشان خاطر خالتك أم فردوس اللي بتحبك، امسكي وخبطي عليه وقوليله طبق الرز ده من خالتك شكرية.
نفخت بحيرة واخدت الصنيه بغيظ وقالت:- ماشي ياشكرالله علشان خاطرك بس، ويكش يطفحه قولي انشاله.
شهقت شكرية وقالت:- يختي بعد الشر وبالف هنا ع كل من داقه، اجري يابت اجري حرام عليكي متدعيش ع حد ربنا يصلح حالك ويهديكي.

ردت عليها بضحكه وهى نازله:- يارب ياشيكو.
نزلت سلامة و وقفت قدام شقته ورفعت أيدها تخبط لكن من جواها رافض المبدأ، وافتكرت تعليقه ع لبسها واضايقت، ورجعت ف كلامها وحطت الصينيه قدام الباب وقالت:- أنا هرن الجرس وامشي وهو بقى يفتح ويشوف الطبق وياخدو.
رنت الجرس ومشيت كام خطوه لكن مفتحش الباب، حست بتأنيب الضمير وقالت:- يووه وبعدين بقى ف الواقعه دي، أنا كان مالي أنا هو انا اللي هفتح كوافير ولا فردوس! اوووف معلش يسلمى تعالي ع نفسك طول عمرك جدعه خليها عليكي.
رجعت تاني وبتشيل الصينيه والباب اتفتح وكان جهاد بيفرك في عينيه وبيتاوب وشكله كان نايم، وهى بتقوم وترفع وشها ومغمضه عينيها وبترجع شعرها لورا بعيد عن وشها وجهاد باصص ليها وفتحت عينيها وسهم الإعجاب بيها أنطلق في قلبه، وقلبه بيسأل ويقول:- سبحان الخالق مين دي؟ وتعرفني منين وخبطت ليه على بابي؟ شاف بنوته ملامحها جميله شعرها أسود قاتم وعيونها سواد الليل ورموشها كحيله وبشرتها بيضا مائل للخمري ولابسه بنطلون جينز وشميز أبيض وكوتشي أبيض وشعرها مفرود، سلامة اتعدلت وفتحت عينيها وشافته واقف مبلم ليها ورفعت حاجبها وقالت:- مانت عايش أهو؟ اومال افتكروك ودعت ليه؟
جهاد فاق من شروده فيها ع صوتها؛ وكشر عينيه بتساؤل وقال:- الصوت ده مش غريب عليا! أيوه انا سمعت الطبقه دي قبل كده!
نفخت سلامة وقالت بصوت جهوري:- أنت ياعم المخاوي أنت بتكلم نفسك! أمسك خالتي شيكو بعتالك ده! 
جهاد أتأكد من صوتها أنها نفس البنت اللي زعقت معاه ومش معقول الفرق كبير مابين أول مرة شافها فيها وبين دلوقتي فتح عينيه بصدمه وهز راسه وقال:- مش معقول أنتي! 
مصمصت شفايفها وقالت بتريقة:- لأ خيالي ياجدع! أمسك ياعم طبق الرز ده خليني امشي أنت لسه هتشبه عليا! 
فرك عينيه تاني للتأكيد وبص ليها اكتر وقال بدهشه:- لأ بجد دي انتي حقيقي ولا الصوت متشابه بينك وبين البنت بتاعة السلم! اللي كانت لابسه حاجات غريبه كده، كانت مبهدله جداً انتي أكيد قريبتها مش كده؟
صكت ع أسنانها بغيظ وقالت بتوعد:- بتاعة السلم يابن الاعور؟ أنت كمان طربش ومبتفهمش.
ومسكت الصنيه وكانت عايزه تخبطه في دماغه وهو رجع لورا بتعجب من تصرفها وقالت بتحذير:- اسمع ياجدع أنت! اظبط زوايا معايا علشان مقلش منك! 
وعوجت بُقها وهمست بسخريه:- قال غلبان قال! ده مابيفهمش ولسانه بيحدف دبش.
جهاد بتنهيدة:- يا آنسه يااا آنسه ممكن تديني فرصه اشرح قصدي من كلامي! حضرتك عدوانية جدآ وانا مش عايز يبقى في سوء تفاهم بيني وبين اي شخص، أنا حقيقي مقصدش لكن فعلاً شكل حضرتك متغير جداً، أحم انا مش بعاكس والله، أحم قصدي أصلا انا مبعرفش حتى اعمل حاجه زي دي، لكن انا عرفت حضرتك من الصوت بس هى دي المشكله، لأن حضرتك ف اول مقابله بينا مكونتيش كده أبدا، وأخيراً أنا بعتذر جدآ عن سوء التفاهم ده وياريت متزعليش.
نهرته وقالت:- بلا سوء تفاهم بلا سوق الخضار! أنت هتصاحبني ياجدع أنت؟ أمسك يانجم خالتي شكرية بعتالك ده رحمه ونور على روحك وكل واشبع أمسك متكلش دماغي أنا مش فضيالك.

حطت الصينيه في أيديه وسابته ومشيت وهى بتبرطم، لكن جهاد فضل واقف مكانه سرحان فيها مش حب لأ لكن سرحان ومتعجب لتصرفاتها وشكلها اللي مش لايق ع هجومها وعدوانيتها وافتكر اخته ريناد وهدوئها وابتسم بنتهيدة وقفل الباب وحط الطبق ع التربيزه وقعد وبص للطبق وقرب يشم ريحته وعجبته جدآ وقال:- امممم ريحته حلوه قوي.
وكان حاسس بالجوع وقام من غير تفكير وجاب شوكه ومعلقه زي ما اتعود وقعد ولسه هياكل....! شاف صورة أمه رجاء ظهرت قدامه واتكلمت بجمود:- جهااااد! أنت هتعمل ايه؟ أنت ناسي القواعد والأسس اللي ربيتك عليها! 
بص الناحيه التانيه وشاف صورة آنه خديجه وهى بتتكلم بحدة:- جهاااد! أنت حفيد خديجه هانم شوكت ولازم تحافظ على سلوكياتك وأسلوبك أمام الجميع! أنت مش هتاكل من الأكل اللوكل ده! 
بص لأمه وهى بتقول:- الأكل ده مش صحي اوعى تاكل منه ياجهاااد! لو أكلت من الأكل ده مش صحي وهتتعب وهتروح المستشفى واااا.........! 
قاطعها ظهور نضال وهو بيزعق:- جهااااد أنت راجل و واعي للي انت بتعمله عيش برحتك وكل اللي تحبه أسمع لصوت قلبك ياجهااااد! سامعني يبني! أسمع لصوت قلبك.
ردت رجاء بجدية:- متسمعش كلام باباك ياجهاد، محدش بيخاف عليك قدي، اوعى تاكل من الأكل ده! كله جراثيم ومش صحي انا بنبه عليك! لو أكلت منه أنا هتبع معاك قانون جديد بدون رحمه والماما هتكون زعلانه منك جدآ.
رد نضال:- جهاااد سيبك من أمك واسمع مني يا ابني كل اللي يجي ع بالك، متبصش وراك وعيش لنفسك وعوض نفسك عن اللي فااات يابني.
جهاد تفكيرو اتشتت و ساب المعلقه ومسك راسه وحاول يتحكم في عقله لكن اضايق جداً من الكبت اللي جواه كاد أنه ينفجر وحدف الطبق بعيد وزعق بهستريا:- بااااااااااااااس،،، كفااااااااااايه --


تعليقات