قصة جهاد وسلامه البارت السابع عشر17بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت السابع عشر17 
بقلم مريم نصار



إكرامي كان ف المكتب وثاير جدآ وساهر واقف خايف من رد فعله أول ما عرف بإختفاء جهاد، وضرب بأيديه ع المكتب بغضب شديد واتكلم بجديه واضحه وصوت عالي:-  يعنييي ايييييه ياساهر مالوش أثر! هيكون راااااح فين الزفت اللي اسمه جهاااااد ده! 
ساهر أتخض وبلع ريقه بتوتر واتكلم بخوف وقال:- وا،، والله يا إكرامي باشا زي ما بقول لسعاتك كده، اللي إسمه جهاد ده مالوش اي أثر في المنطقه بتاعته، ولا بيخرج من بيته خالص، ولا حتى سافر لأي بلد، ده زي ما يكون فص ملح وداب.

إكرامي قبض على أيديه وكمل بتوعد:- عايزك تفتح عينيك كويس قوي، الواد ده عبيط ومسيرة هايغلط اي غلطه ويتكشف، وقتها بس هقدر انتقم منه وأعرفه مين هو إكرامي.
وبص لساهر وزعق:- أنا عايزه حي قدااااامي في أقرب فرصه،فااااهم ولا لأ.
ساهر هز راسه بخوف وقال:- فاهم، فاهم ياباشا.

قعد ع كرسي المكتب بنرفزه،وشاهنده دخلت وشافته متضايق وسألته:- اللاه، مالك يا إكرامي صوتك عالي ليه؟ في ايه يا أستاذ ساهر؟ أنت عملت ايه غلط ونرفز إكرامي بالشكل ده! 
رد ساهر باحترام:- والله يا باشمهندسة انا ماعملتش اي حاجه، كل الموضوع بس........! 
قاطعه إكرامي وقال:- جهاد ياشاهنده، أنا مضايق من اللي إسمه جهاد، وخصوصاً الطريقة اللي ساب بيها الشركه.
شاهنده ردت عليه بعمليه وقالت:- حبيبي متضايقش نفسك دي حاجه تافهه وبتحصل كل يوم وف اي شركه، وارد جدآ إن جهاد استقال لظروف خاصة، أو ممكن يكون شاف عرض مغري لأي شركه تانيه، المهم الموضوع مش مستاهل لكل الزعل ده.
وبصت لساهر وقالت:- استاذ ساهر الاجتماع بعد ساعه، ياريت تبلغ السكرتير الخاص يجبلي كل الملفات المطلوبه ع مكتبي مفيش وقت.
ساهر هز راسه ليها وقال:- تحت أمرك يافندم.
وسابهم وخرج وشاهنده ابتسمت وقالت:- روق بقى ياحبيبي أنت بقالك أسبوع عصبي وبتتنرفز من أقل حاجه، أنا ف مكتبي لو احتاجت لأي حاجه كلمني اوكي؟
إكرامي أبتسم بتصنع وقال:- حاضر ياحبيبتي، روحي انتي علشان متتاخريش ع الإجتماع.
شاهنده خرجت وإكرامي بص قدامه بتوعد وقال:- مسيرك تقع تحت أيدي.

ف الحاره.

فردوس طالعه ع السلم وهايمانه في كلام عابد وعدت من قدام شقة سلامة ومتجهه لفوق لكن وقفت مرة واحدة لما سمعت صوت صرخة وحاجات اتكسرت جاي من شقة جهاد واتخضت وخافت إن يكون في حرامي في الشقه وجريت على شقة سلامة وخبطت بسرعه، ندهت محاسن ع شفاعه وكانت بتصلي العصر،سلامة كانت في اوضتها وبتقلع انسيال فضه لكن سمعت الباب وخرجت وقالت:- امي بتصلي،أنا هفتح ياستو.
مسكت الانسيال في أيدها وفتحت الباب واستغربت من القلق اللي واضح ع شكل فردوس وقالت بإستفسار:- فردوس! مالك يابت وشك مخطوف ليه كده؟ 
فردوس بلعت ريقها وهزت راسها بتوتر وشاورت ع باب الشقه وقالت بصوت مهزوز:- سـسـ، سلمى، أء.. في حرامي، حرامي في شقة استاذ جهاد.
سلامة كشرت عينيها وقالت بتريقه:- حرامي؟ وده من امتى إن شاء الله الحراميه بتطلع العماره وف عز النهار كمان، انتي خدتي ضربة شمس يافردوس ولا وقعتي ع راسك؟
فردوس مسكت أيدها وقالت بترجي:- والله العظيم مابكدب عليكي صدقيني أنا سمعت صوت حد بيصرخ وصوت حاجات بتتكسر وفاجأة الصوت سكت خالص،مفيش اي نفس، أنا خايفه لايكون حد عمل في الراجل ده حاجه؟ 
مطت سلامة شفايفها وقالت بتفكير:- امممم والله يبقى عملوا معايا جميل، ولا أقولك! ممكن يكون أبو فصاده ده عليه تار وهربان! والحمد لله عتروا فيه وخلصونا منه.

كلمتها بزعل حقيقي وقالت:- من امتى وانتي بالشر ده يا سلمى؟ عمري ما شوفتك بتكرهي حد كده وبتتمنيله يحصله حاجه وحشه زي دي! 
نفخت سلامة بزهق وقالت:- يوووه هتحور الكلام هى كمان؛ يابت وانا مالي بيه هكرهوا ليه؟ ولا هتمنى ليه يحصلوا كده! هو واكل ورثي! انا بس بقولك اللي ممكن يكون حصله، واهو بكرة نعرف! 

شهقت بصدمه وردت عليها:- بكره؟ احنا هنستنى لبكره؟ أفرض الراجل محتاج مساعدتنا؟ نسيبه كده؟سلمى بجد انا متفاجأة منك، فين سلمى الجدعه اللي بتقف مع أي حد محتاج مساعده، حرام عليكي بجد، انتي معندكيش قلب ولا ايه؟ بقولك سمعت صوته بيصرخ! 
اتنهدت سلامة وقالت بإستسلام:- خلاص خلاص، انتي بالعه راديو افصلي؛ وهيكون بيصرخ ليه يعني؟ تلاقيه وقع ولا اتنيل ع عينه من ساعة ما شوفته وهو حوادث! يلا بينا يختي تعالي نشوف بسلامتة بيصرخ ليه! 
واتحركت وهى بتتريق عليه وقالت:- تلاقيه اسم الله عليه اتكعبل في السجاده واتعور ألف إسم الله عليه، حبيب أبوه.
وكزتها فرودس بغيظ وقالت:- اااه منك انتي اللي ماينزلكيش من زور!  تكرهيه في عيشته كلها، ومش عارفه بتكرهيه ليه؟ الراجل في حاله من يوم ما جه ولا رفع عينه ف واحده فينا،ولا شوفناه من يومها وشكله إبن ناس قوي.

شوحت سلامة وقالت:- أوف خلاص افصلي بقى ياشيخه قرفتيني انتي وهو؛ تعالي يختي أهو هخبط ع الباب وهتلاقيه بيفتح وعرقان ومتوتر ومكسوف، وهيقولي حضرتك ومش عارف ايه!  يابنتي ده شكله إبن أمه خالص ده نايتي.

نفخت فردوس واستعجلتها تخبط، وخبطت سلامة وكانوا في حالة ترقب، ولسه سلامة بتقولها مفتحتش تلاقيه نايم، الباب اتفتح بقوه وكان جهاد فعلاً عرقان لكن بينهج من الغضب والزهق والخنقه والتشتت واضح عليه أنه مخنوق ومتعصب جداً، عينيه كلها ضياع وقلبه تايه مش لاقي طريق وغرقان من عارف يوصل لبر، سلامة بصلته وكشرت حواجبها مستغربه أول مرة تشوفه كده وقبل ما تتكلم، جهاد ساب الباب مفتوح وسابهم ومشي من غير وعي، فردوس وسلامة بصوا لبعض بزهول وقالت لسلامة:- هو ماله! شكله مضايق قوي، وفي مصيبه حصلت.

رفعت سلامة كتافها ومثلت أنه مش فارق معاها وقالت:- مضايق ولا لأ انا مايشغلنيش، المهم يختي إنك اطمنتي على الجدع واهو زي القرد اهو، انتي بس اللي قلبك روهيف.
فردوس شهقت لأنها شافت الطبق واقع في الأرض ومكسور وقالت بصدمه:- ينهار أسو...! الحقي ده الطبق بتاعنا واقع هناك أهو؟ مش قولتلك سمعت صوته بيصرخ؛ بس ياترى في ايه؟ اتخانق مع حد ولا اتعصب كده إزاي؟ أنا هموت واعرف.

زادت حيرة سلامة وشافت الشقه زي ما هى وكل الشبابيك متقفله في عز النهار وردت عليها وقالت:- أحم، يستي مالناش دعوه المهم هو زي الفل اهو يلا بقى اطلعي أنتي ع بيتكوا، أمك كانت بتسأل عليكي علشان اتأخرتي، وانا هرجع ع بيتنا.
ردت بإستفسار:- وهنسيب بابه مفتوح كده؟ مش المفروض ندخل نشيل الطبق ونروق مكانه؟ ده حتى وحداني وشكله مغلوب على أمره.

سلامة بلعت ريقها وهرشت في شعرها بحيره وقالت:- يستي واحنا مالنا؛ مغلوب ولا مش مغلوب، وبعدين انتي عايزانا نروق مكانه؟وتيجي حاجه تروح وتضيع من البيت يجيبها فينا؟ لأ لأ انا ماليش دعوه، عايزه انتي تدخلي برحتك، بس انا مش هدخل.

ردت عليها بتفكير:- والله صح كلامك ياسلمى، ده ممكن لو عرف يقولنا كان في فلوس ولا حاجه غالية ضاعت ويجيبها فينا، آه الدنيا مفيش حاجه فيها بقت مضمونه لأ يختي انا هطلع وانا مالي المهم أنه الحمد لله مفيش حرامي ولا حاجه، فوتك بعافيه بقى سلام واقفلي الباب قبل ما تخشي البيت.

هزت سلامة راسها وقالت:- أه أه ماشي ياحبيبتي، اطلعي انتي وانا هقفل بالسلامة أنتي.

فردوس طلعت وسلامة هتقفل الباب لكن الفضول زاد جواها، وعايزه تدخل تعرف ايه سر جهاد، وجواها رافض الفكرة تماماً، ونفخت بخنقه وقالت:- يوووه وانا مالي أنا مايولع، اقفلي يسلمى وارجعي ع البيت مالكيش دعوه، وجت تقفله تاني لكن شخصية جهاد غامضه وأنه مايخرجش أسبوع بحاله ويكون من شوية واقف قدامها متوتر وبيعتذرلها،ودلوقتي شكله مضايق وسابهم ومشي! دي محيراها؛ ورغم أنها عارفه أنه غلط لكن اتحججت وقالت لنفسها:- مش حلوه يعني لما يرجع يلاقي الطبق والرز  واقعين زي ما هما كده وأحنا شوفناهم، وبعدين سجادة ستو هتبوظ لازم تتنضف، أحم.

بصت وراها ويمين وشمال ودخلت الشقه وهى متوتره وخايفه  قفلت وراها الباب بالمفتاح وقلبها بيدق لأنها عارفه اللي بتعمله ده غلط، شافت الشقه وكانت الإضاءة هاديه خالص والبيت مفيهوش روح زي الأول حسته كئيب، نورت النور كله وخطت كام خطوه لكن البيت بقى ليه ريحة مميزه غمضت عيونها وشمت ريحته اللي محاوطه كل حاجه حواليها، فتحت وشافت صور شهادات تعليم جهاد متعلقه على الحيطه وقربت منها وبتقرا وقالت بتعجب:- المهندس جهاد نضال طلعت حرب! 

وضحكت من قلبها ع إسمه وكملت بضحكه:- جهاد نضال طلعت حرب مصطفى كامل عباس العقاد هههههههه إيه الإسم ده؟ ده اسم هربان من ٧٣ ههههه يلا وانا مالي جهاد ولا سعاد مفرقتش كتير.

لفت انتباها صورتة مع بنت وكانت ريناد أخته، وشالت الصورة وشافتها، وعجبتها البنت اكتر وشكت أنها خطيبته، شافت خلفية الصورة وكشرت عينيها وقالت بفضول:- الصورة دي تحسها في قصر، ولا ڤيلا؛ ايه كمية التحف دي؟ ده ولا قصر عابدين! 
وكملت بحيرة وقالت:- ياترى حكايتك ايه ياجهاد ابو فصادة! 
علقت الصوره مكانها ولفت نظرها صورته لوحده وساند ع العربيه وفتحت عينيها بإنبهار وهى بتمسك الصورة وقالت بدون وعي:- يخربيت جمال العربيه! العربية دي تمنها بتمن الحاره كلها! الواد ده واقع ع كنز ولا ايه؟ 
وكملت بعمليه:- لأ لأ، لو كانت عربيته كان جابها معاه، امممم بس العربيه دي لو جت الحاره بالصلاة على النبي تاني يوم هتكون في سوق الخردة! بس لأ لأ ده شكله متصور مع عربية اي حد من صحابه، والصورة التانيه هو وخطيبته اكيد متصورها في المتحف ملهاش تفسير غير كده! وإلا واحد متريش ومرتاح كده ايه اللي هيجيبوا مكان زي ده؟ لأ بس باين عليه إبن ناس قوي؛ أوف يوووه وانا ماااالي.

حطت الصورة مكانها وبصت حواليها وحست أنها مستغربه المكان بعد ما كان ملكها،نفضت التفكير من دماغها وشافت أنها ممكن حد يكشفها أو هو يرجع و وقتها مش هتعرف تبرر اللي عملته ده، و خطت خطواتها بسرعه للمطبخ تجيب قماشه وكان المطبخ نضيف جدا وده آثار فضولها اكتر وقالت بحيرة:- هو الواد ده بيرمي المواعين في الزباله ولا ايه؟ هههه لأ تلاقيه بيعمل حركة عبقرينو بيحط الطبق ف التلاجه فاضي ومفهوش غير لحسة جبنه هههه.
وفتحت التلاجه بعفويه لكن كانت فاضيه مافيهاش غير عيش وجبنه وبواقي أكل، سلامة بلعت ريقها بصعوبه واتصدمت، إزاي؟ إزاي واحد زي ده قاعد وحابس نفسه كده؟ فضولها زاد وحبت تريح ضميرها من اللي حصل قبل كده وإن الأكل ف الفريزر؛ فتحته وكان فاضي تماماً وقلبها اول مرة يضايق كده وهزت راسها بالرفض وزهول وافتكرت موقف أمها من يومين وهى بتقول.

فلاش باك.

كلهم قاعدين ع تربيزة الأكل وسلامة ف المطبخ بتغرف المحشي وأمها قالت:- يلا ياسلمى ابوكي جعان يابت.
رد عليها حليم وقال:- والله ريحة المحشي شمتها من ع بُعد وقلت دي ريحة طبيخ ست الستات.

خرجت سلامة وحطت طبق المحشي وقالت بغيظ مصطنع:- نعم يسي حليم! طبيخ ست الستات؟ 
ضحكت شفاعه وقالت:- يوه مالك يابت نارك قايده ليه؟ اهمدي شوية! هو حد يعرف يطبخ زايي 
رد حليم بعدم فهم وقال:- اللاه، ايه العباره متفهمونا! 
ردت سلامة وهى بتقعد جمب عبقرينو وقالت:- مراتك يسي بابا سابت المطبخ واترقت!  آه مانا أخدت الاجازه بقى لازم اتمرمط بضمير ،والمحشي ده عمايل ايديا أنا، ماما محطتش أيديها فيه ولا بشوية ملح حتى.

حليم هز راسه بانبهار وقال:- امممم ماشاء الله، حاجه تشرح القلب وتجوع، ويستي تسلم ايدك مقدماً بس تعرفي نفسك زي نفس إمك بالظبط في الطبخ، انا كده مطمن عليكي، وصدقي بقى اول ما شميت ريحة المحشي قلت الريحه دي ميكس مابين شفاعه وسلمى هههههههه.
الكل ضحك وشفاعه بتحط الفراخ ف طبق حليم وقالت بضحكه:- يخويا شاله تسلم وتعيش ويجعل حسك في الدنيا،دايما جابر بخاطرنا، كل ياخويا كل أنت شقيان.
كانت سلامة قاعده ومستنيه شقاوه يطلع كالعاده 
وقالت بتساؤل:- هو عابد ماشمش انهردا ريحة المحشي ولا إيه؟ ده كان زمانه هجم علينا! أنت مقولتلوش ياعبقرينو؟

رد عليها وهو بياكل بنهم وقال:- هو اداني فرصه! يدوبك بقوله عندنا محشي انهردا! قالي اطلع أنت وأنا هحاسب الزبون وطالع وراك وقالي خلي سلمى تسيب نايبي في الهوبر ع جمب مش زي كل مرة ههههه 
الكل ضحك وسلامة اتغاظت وقالت:- ماااشي ياعابد هو انا بكرش ذيك  بس لما تطلع ماااشي.

الباب خبط وحليم بيضحك وقال:- جه لقضاه أهو براحه عليه يابنتي من يوم ما أمة اتوفت وهو عايش وحداني وبيصعب عليا، قوم افتح ياعبقرينو.

فتح الباب وعابد دخل وقال بنهم: سلامو عليكو، امممم الريحه وجمالها، يخربيت الجوع اللي جابني ع ملا وشي.
ردو عليه وقعد جمب حليم، وسلامة رزعت الطبق قدامه وقالت:- كل ياخويا ومنابك في الهوبر مع امي متخفش عليه، وحسابك معايا بعدين.

ضحك شقاوه وبيدوق المحشي وقال:- الله الله الله، ايه ياخالتي شفاعه الحلاوة دى، ياخالتي حرام والله انا هيطلعلي كرش قبل الجواز كده، بس بجد تسلم ايدك المحشي جمدان المرادي وريحته قالبه العماره كلها.
شفاعه بتحط الفراخ قدامه و قالت:- بألف هنا وشفا ياعابد يبني، بس ده طبيخ سلمى أنت عارف خدت الاجازه بقى وتريحني شوية.

ردت سلامة بغيظ:- والله يتجوز ويقعد في بيته مادام اكيل قوي كده متقرفناش ياخويا.

رد عليها وقال ببرود:- قريب ياسلمى وانتي أول أسبوع في الجواز هخليكي كل يوم تعمليلنا محشي وهوبر هههههه.

سلامة :- هيهيهي تقل دمك ياشيخ، كُل كُل وأنت ساكت.
الكل مبتسم وبياكل في جو كله حب ودفا ،شفاعه بتفكر في كلام شقاوه وان ريحة الأكل قالبه العماره  وحست بتأنيب الضمير وقالت:- سي حليم، أنت عارف المستأجر الجديد من يوم ماجه ماطلعش من باب البيت، ده غير اللي عملته فيه بنتك تاني يوم ويكبد امه عايش لوحده،مش واجب ياخويا نبعتله طبق حتى يدوقه، أنت عارف ريحة المحشي بتجوع الشبعان، مابالك ده لوحده! ولا بيطبخ ولا حد بيسأل عنه.
سلامة بتاكل وعوجت بُقها وهمست بسخريه:- اهو ده اللي كان ناقصنا كمان، هنخدم ابو فصادة! 

رد حليم وقال بلوم:- انتي بتساليني يام سلمى؟ ده النبي عليه الصلاة والسلام وصى على سابع جار. وبص لسلامة وكمل:- سلمى يابنتي قومي اغرفي طبق حلو كده وابعتيه مع اخوكي حسين لأستاذ جهاد! 
نفخت سلامة ورد عبقرينو وقال:- أنا جعان ومش هقوم اللا لما اخلص اكل، فين ياماما الفراخ انتي نسياني ليه،هاكل المحشي قورديحي يعني؟

شهقت شفاعه وقالت:- ياحبيبي يابني معلش خدني الكلام ونسيت، أمسك ياضنايا كل واشبع واختك هتوديله.
سلامة صكت ع أسنانها بغيظ وشقاوه شافها وضحك وقال:- يستي بس اغرفوا للراجل وانا هوديله.

رد حليم وقال:- كمل أكلك ياشقاوه يبني وسلامة بنتي هتوديله بنفسها ولا ايه ياسلومة؟

نفخت سلامة بغيظ وقامت وهى بتبرطم، وغرفت الأكل وراحت هى اللي توديله وجواها متغاظ من جهاد وأنه قاعد مستريح وهو ياكل على الجاهز من تعب أبوها، وخبطت خبطه صغيره ع الباب ومفتحش ومخبتطش تاني ورجعت قالتلهم:- خبطت مفتحش تلاقيه نايم ولا خرج.

باك.

بلعت ريقها بغصه وحست أنها صغيرة قوي ف نظر نفسها في الموقف ده، وعمرها ما كانت كده أبدا، قفلت الفريزر وحست بخنقه واضايقت من نفسها، وسمعت صوت  ناس بتتكلم وطالعه ع السلم، وانتبهت أنها ف شقته وممكن يرجع في أي وقت، وسابت كل حاجه مكانها، واستنت لما الجيران طلعوا وفتحت الباب بشويش وملقتش حد وقفلت الباب بسرعه وراحت ع شقتهم، ومحاسن قالت لها:- ايه ياسلمى رجعتي من المدرسه يانور عين ستك؟
سلامة عرفت إن ستها في حالة النسيان و ردت بتوتر وقالت:- أيوة، أيوة ياستو رجعت،انا هروح اصلي العصر وجيالك.
ـ طيب ياحبيبتي هصلي انا كمان ستك نبوية العمشه صلت من غير ما تقول ربنا عليها.

سلامة معلقتش لأنها زعلانه من نفسها، ودخلت اوضتها وقعدت ع طرف السرير تفكر ونفخت بخنقه ومسحت وشها بأيديها، وبعدها افتكرت حاجه مهمة جدا وبصت ع أيدها وفتحت عينيها بصدمه وقالت:- ينهار أسو...! الانسياااال !!!!! 

في المهندسين.

أم السعد خارجه من المطبخ وراحت لرجاء اللي قاعده في البلكونه وسرحانه في ابنها وبتشرب فنجان قهوة وحمحمت ام السعد واتكلمت:- ست رجاء هانم أنا خلصت كل حاجه ورايا، ينفع امشي دلوقتي أنا استاذنتك امبارح اني امشي بدري شوية وهجيلك على المغرب إن شاء الله.
رجاء من غير ما تبصلها ردت بتنهيدة وقالت:- روحي يا ام السعد وتعالي بكرة ف ميعادك.
ام السعد تنحت ومش مستوعبه اللي سمعته وقالت:- يعني اروح ومرجعش تاني انهردا؟ 
حطت الفنجان وقامت بتعب وقالت وهى داخله الانتريه:- ام السعد أنا قولت روحي وتعالي بكرة ف ميعادك، كلامي واضح، اتفضلي.
هزت راسها بتعجب ولسه بردو مش مستوعبه إن اللي قدامها دي رجاء، ومشيت بسرعه قبل ما ترجع ف كلامها، رجاء واقفه قدام صورة جهاد وعينيها دبلانه من فراقه ولا حتى قادرة تسمع صوته ودي معجزه بالنسبالها أنه يبعد عنها كل الوقت ده، وقالت بلمعة في عينيها:- ياترى أنت عامل ايه دلوقتي يا جهاد ياحبيبي، باباك بيطمني عليك لكن انا مش هطمن غير لما اشوفك قدامي والمسك بإيديا، إزاي جالك قلب تبعد عن ماما اللي بتحبك كل ده، معقول أنا زي ما باباك بيقول! أنا انانية ودمرت حياتك! أنا كل ده؟ بعد كل السنين دي من اهتمام ورعاية! هو ده العرفان لأني قومت بدوري كأم! باباك مش هيحبك قدي! وأنا لازم اطمن عليك بأي شكل من الأشكال، حتى لو رحت بنفسي لازم أشوفك ف أقرب وقت.

سمعت صوت مفتاح الباب وده كان نضال ومسحت دموعها بسرعه وقعدت ع الكرسي ورفعت راسها بكبرياء كأنها ف افضل حالاتها، دخل نضال وقال اتفضل تعالى يا اسامه يا ابني أدخل.
ونده ع رجاء وقال:- رجاء، رجاااء معايا ضيف.
اتعدلت رجاء بتعجب وع ملامحها إستفسار مين الضيف ده؟
دخل أسامه وكان محرج وشاف قدامه ست وقوره هادية الملامح لبسها منسق وكأنها ع استعداد الخروج في أي وقت وباين عليها أنها من عيله اروستقراطية، هو مايعرفهاش شخصيا لكن هى تعرفه وهز راسه ليها وقال بحرج:- مساء الخير حضرتك.
كانت عينيها ع نضال لأنها عارفه إن الشخص ده صديق لجهاد أبنها وهزت راسها ليه وقالت بهدوء:- مساء الخير.
نضال شاور ليهم يقعدوا وقال بهدوء مصطنع:- انتي عارفه إن أسامه شغال في الشركه مع جهاد.
زاد القلق والتوتر جواها وهزت راسها وسألت بلهفه أسامة:- إيه اللي حصل يا أسامة، الشخص ده سافر مشي بعيد عن هنا؟ نسي جهاد ابني تماماً.؟

رد نضال وقال:- أهدي يارجاء انا عارف إنك قلقانه ع جهاد وممكن تفتكري إن موضوع إكرامي ده انتهى و تضعفي وقلبك يخليكي تجازفي وتروحي لابنك، أنا بردو زيك قلقان وقلت لنفسي مادام إكرامي مسألش ولا دور ع جهاد! يبقى أكيد كان تهديد والسلام، قلت مابدهاش وأسأل واطقس واجيب المفيد من أسامة بما أنه شغال في الشركه واكرامي قدام منه، اتصلت عليه وجالي وحكالي كل حاجه.

اتعدلت رجاء بفضول وقلبها بيدق بسرعه وبصت لأسامة وقالت:- ها يا أسامة قولي أنه كان بيقول لابني اي حاجه وخلاص، وأنه ميقصدش يهدده بحاجة شنيعه زي دي؟ 

أسامة كان قاعد ومش عارف يقولها إيه؟ يقولها إن أكرامي ده شيطان ومش هيسيب جهاد في حالة ابدا! واخد نفس عميق واتنهد وقال:- الحقيقه ياطنط إن جهاد في خطر حقيقي كبير.
شهقت رجاء بصدمه والدموع اتجمعت في عينيها، واسامه كمل:- تاني يوم من غياب جهاد عن الشركه إكرامي فكر أنه خايف علشان كده مجاش وهيجي اليوم اللي بعده! ولما جهاد مجاش بردو إكرامي سأل عليه وعرف،كان عامل زي المجنون وطلب من الريسبشن حد يتواصل مع جهاد ويشوفه مجاش ليه وهيجي امتى! ولما عمي نضال رد عليها وقال إن جهاد استقال لظروف خاصة ومش جاي و هيسافر؟!! جن جنون إكرامي وطلع مكتبه ونده ع اللي إسمه ساهر ده، وأنا رحت وراه وحاولت أسمع إكرامي هيقول إيه لكن للأسف الباب مقفول بس شوفته من الازاز وكان مضايق جدآ وحركاته بتدل أنه بيزعق لساهر أو بيطلب منه أنه يدور عليه لأن ساهر كان بيهز راسه ليه بمعنى حاضر، وامبارح كنت رايح أسلم ملف لمكتب إكرامي ولحسن الحظ السكرتيرة مكنتش موجوده وسمعت إكرامي وهو بيتكلم ف التليفون وبيقول جهاد مسافرش وهو عرف بطريقته من المطار وهو مسابش أرض الوطن وأمرهم أنه يدوروا عليه مصر كلها وحلف أنه لو ف بطن الحوت هيجيبه، أنا للصراحه خفت ع جهاد جداً وكنت مطمن عليه أنه بعيد عن هنا لأني عرفت من عمي نضال، وبحمد ربنا بردو أني مظهرتش في الكاميرات لما شغلت الإنذار وإلا كنت أنا في خبر كان دلوقتي، وبجد ياطنط جهاد لازم يكون في أمان، أنا خايف عليه قوي.
رجاء حطت أيدها ع قلبها ودموعها نازله بخوف واضح، و نضال كان مشبك أيديه و واضح عليه القلق وبيهز رجليه ومحتار ومفرقش معاه رجاء ولا حزنها فرق معاه، وكل تفكيرو ف إبنه الوحيد اللي هيروح ضحية تربية سلبية، أسامة شاف الوضع ويكون أحسن لو قام استأذن، وفعلاً قام وقف واتكلم بحرج:- أحم، أنا آسف ياعمي كان نفسي اطمنك و والله لو بأيدي كنت اتصرفت بس مفيش اي دليل علية، وانا مستعد أعمل اي حاجه علشان جهاد ده أخويا مش صحبي وبس، لو احتجت لأي حاجه أنا تحت أمرك.
اتنهد نضال وقال:- قد القول يا أسامة يابني تسلم، وجهاد بردو ديما يقولي إنك صاحب جدع، وإن شاء الله لو احتجت لأي حاجه هتواصل معاك بس من رقمي.
رد عليه أسامة وقال:- إن شاء الله، أحم استأذن أنا لأن عندي مشوار مهم.
نضال بيقوم علشان يوصله للباب لكن أسامة منعه ورفض وقاله:- خليك ياعمي أنا عرفت الطريق هنزل لوحدي، بعد اذنكم.
سابهم واتحرك وبيفتح الباب مع دخول ريناد اللي لسه هتفتح هى كمان بالمفتاح، وكانوا هيخبطوا في بعض لكن ريناد رجعت لورا بسرعه واتكسفت واستغربت كمان وبصت ع رقم شقتهم يمكن اتلخبطت لأن مفيش حد غريب بيجي عندهم، أبتسم أسامة واتحرك قدام الباب وقال:- آسف مخدتش بالي.
ريناد هزت راسها بخجل ومردتش، وهو كمل وقال:- انتي ريناد أخت جهاد مش كده؟ 
ريناد قلبها دق بقلق شديد واتكلمت بخفوت:- جـ،جهاد، جهاد بخير مش كده؟ قول أنه بخير اكيد أنت مش جاي تقول إن جراله حاجه وا.....
صعبت عليه وشاف الخوف في عينيها وقاطعها وقال:- بس بس أهدي مفيش حاجه لكل الرعب اللي انتي فيه ده، جهاد بخير وزي الفل.

ريناد نفخت براحه وبعدها كشرت عينيها وقالت:- اومال حضرتك مين وجاي عندنا ليه؟ 
واتكسفت ولحقت نفسها وقالت:- قصدي يعني حضرتك خارج من البيت بتاعنا وعارفني كمان! 

أبتسم ليها وقال:- يستي أنا أسامة صديق لجهاد انتيمه زي ما بتقولوا انتوا، وكمان انا أعرفك من صورتك انتي وجهاد اللي جهاد حطها ع الموبيل  خلفيه، وجاي ليه؟ ف ده هتعرفيه من والدك.
ريناد بلعت ريقها بتوتر وبصت حواليها لأنهم قدام باب الشقه وهزت راسها ليه وقالت:- اوكي ميرسي قوي بعد اذنك.

أسامة هز راسه ليها وسابها ومشي ، وهى دخلت وكانت متوترة لكن وقفت مكانها وعينيها ع باباها اللي بيتكلم مع أمها بجدية وقال:- سمعتي بنفسك ياست رجااااء!! لسه عايزه تروحي لجهاد بردو بعد كل اللي انتي سمعتيه؟
ردت رجاء بجدية:- أنا لازم اطمن ع ابني يا نضال؛ ابني مهدد وانا بعيده عنه؟ أنا مش عارفه ابني عايش إزاي وبيعمل ايه ف مكان بيئة زي ده! 

نضال وصل لقمة غضبه ومسك دراعها بقوه للمرة الأولى وقال بصوت عالي:- إبنك في امااان ياهاااانم في المكان البيئة اللي بتقولي عليه ده؛ مكان حي وفيه روح وفيه ناس بتخاف ع بعضها، ايش عرفك انتي بحاجات زي دي انتي معدومه منها، وابنك عايش مرتاح من غيرك يارجاء، وتقدري تقوليلي هتعمليله ايه لما تروحي هناك عنده؟ أنتي ايييييه ياشيخه! انتي اييييه؟ مش مكفيكي اللي وصلتيه ليه! عايزه كمان بأيديكي توصلي القاتل لإبنك؟ أنتي للدرجادي بتكرهيه أنتي بتكرهي إبنك يارجااااء.

اتصدمت من كلامه واسلوبه وكمان صوته العالي ومسكته لدراعها وبصتله بزهول لاتهامة ليها، هى مش بتكره ابنها هى بتحبه حب أعمى لكن هى مش عارفه تفكر ولا قادرة تتنازل عن كبريائها،سحبت دراعها من أيدو وردت عليه بنفس الصدمه:- أنا بكرهه ابني يانضال؟ أنا! ده مفيش أم في الدنيا حبت ولادها قدي! 
نضال قرب من وشها واتكلم بجديه وتهديد:- خلااص مادام بتحبيه وخايفه عليه؛ يبقى تنسي إنك تروحي لجهاد أو تحاولي تتواصلي معاه؛ يا إما قسما بالله يارجاء هتشوفي وهتعيشي معايا أسود أيام في حياتك كلها.

قدام النيل.

جهاد كان قاعد وحاطت أيديه في جيبه وساكت تماماً وعيونه متركزه ع النيل وفيها لمعه، كان مخنوق ونفسه يتكلم ويقول كل اللي جواه ويشكي وجعه! لكن من كم الوجع الداخلي والتشتت اللي جواه شاف إن الصمت افضل حل وفضل السكوت.

مساءاً في الحاره

في بلكونة شقة حليم كانوا التلاته -سلامة وحنان وفردوس  واقفين جمب بعض وحنان وفردوس بيتكلموا عن مشروع فردوس الكوافير وبكره هتعمل افتتاح صغير ومندمجين وسلامة كان باين عليها الحيرة لأن جهاد لحد دلوقتي مرجعش ومش سمعاهم وكل شوية تبص ع الشارع هى مش قلقانه خوفاً عليه، لأ هى ضميرها بيأنبها من وقت ما دخلت الشقه ومعاملتها معاه رغم أنه في قمة الزوق معاها، والمصيبه الأكبر الانسيال بتاعها اللي حطته ع الكرسي قبل ما تمسك الصور بتاعته، ونفخت بخنقه وبصت تاني ع الشارع، وهما لاحظوا قلقها ده وحنان سألتها:- مالك ياسملى اللي واخد عقلك مننا! 
ردت سلامة عليها بتيه وقالت:- ها؛ بتقولي حاجه ياحنان! 
بصوا لبعض واتعجبوا من رد فعلها واتكلمت فردوس بوضوح:- لأ لأ انتي مش طبيعيه من ساعة ما جينا صح يابت يا حنان! شكلها كده وقعت ولا الهوا رماك ههههه.
أكدت ع كلامها وقالت:- ايوه يا فردوس ده حتى احنا واقفين بقالنا ساعه ولا عبرتنا بكوباية ماية؛ لأ والأكبر من كده بقى! أنها مش سمعانا خااالص في أي حاجه بنقولها، يعني كل النم ده راح ع الفاضي، بس شكلها سرحانه في حاجه تستاهل هههههه.

ربعت سلامة أيديها وقالت بتهكم:- نعم ياحربايه منك ليها، هتشقطوني لبعض ولا ايه؟ لمي الدور انتي وهى بدل ما خلي وشك ف قفاكي.

لفت حنان حوالين سلامة ومثلت الهيام وقالت:- إلا قوليلي يافردوس، هو انتي لما بتسرحي في عابد بتكوني واعيه للي حواليكي؟ ولا زي ناس كده أعرفهم ههههه.

اتنهدت فردوس وحطت أيدها ع خدها وبصت ع شقاوه ف الورشه وقالت بهيام:- واعيه؟ دنا ببقى في عالم تاني يابت ياحنون، تقوليش خد عقلي وطار بيه.

ردت حنان بمكر:- امممم شكل حُبك كده مُعدي يا فردوس وبينتشر بسرعه، شوفتي، بصي كده ع وش سلمى مخطوف إزاي؟ ياترى بتفكر في ايه بالظبط؟

ضحكوا الاتنين ع شكل سلامة وهى متغاظه منهم وتلميحاتهم اللي ملهاش أساس، وجابت منفضة السجاد وبصتلهم بتوعد وهما كشوا في نفسهم ومثلوا الضحكه واتكلموا بخوف وصوت مهزوز وقالت حنان:- ههههه إيه يا سمسم أحم، أنا أنا بتكلم عن نفسي، اسكتي هو انا مش قولتلك لأ أنا شكلي نسيت اقولك؟
رفعت سلامة حاجبها وهى بتخبط بالمنفضه ف أيدها التانيه وقالت بشرز:- لأ مش قولتلي حاجه ياحنان؛ بس أحب اسمع كده، سمعني صوتك العسل ده.

بلعت ريقها وبصت لفردوس ومش عارفه تقول ايه وهمست بتستنجد بصحبتها وقالت:- الحقيني يافردوس اتصرفي، دي شكلها هتنفضنا زي السجاد.

فردوس مبتسمه بتداري الخوف وردت عليها بنفس الهمس من بين أسنانها:- اتصرفي انتي مش انتي اللي عملتي فيها المحقق كونان وبتلقحي عليها بالكلام؛ اهي دلوقتي هتطلع علينا سيف النار وهتودينا المستشفي.

اتخضوا من صوت سلامة وهى بتخبط بالمنفضه ع الحيطة وقالت:- ايه ياكتكوته انتي وهى الكلبه كلت لسانك منك ليها؟ فين يابت النحانيح اللي انتوا كنتوا فيها من وشوية! انا بقى مش هشربكوا مايه؟ دنا هشريكوا المر في جرادل! وقربت منهم وهما جريوا منها في الشقه وحنان بتصرخ وتقول:-تصادم الفيله العبيط والجحش خلااااااص حرمناااااا الحقوناااا يانااااس.
سلامة وراهم مش سيباهم ومحاسن ونبوية بيضحكوا عليهم، في نفس الوقت حليم كان في الورشه وسمع صوت المنفضه وبص ع البيت هو وشقاوه وقال بإستفسار:- اللاه هما البنات شكلهم خايفين كده ليه؟
شقاوه بص كويس ودقق النظر وشاف فردوس وحنان واقفين وشكلهم خايفين من سلامة وضحك وقال:- أبدا دي الميس سلامة  شكلها كده واحشها الضرب في العيال فقالت لما أضرب صحابي ههههه، شوف شوف دول جريوا منها.
ضحك حليم وقال:- ربنا يسعد أوقاتهم سلامة لو متعصبتش ع حد يبقى يومها ناقص حاجه، المهم  يبني أنا عايز اروح للحج سيد بيقولوا خرج من المستشفى الصبح، هتيجي معايه ولا ابعت للواد عبقرينو؟ هو في السيبر.

شقاوه مسح ايديه بفوطة الشغل وقال:- ودي تيجي يامعلمي! هروح معاك طبعاً،ثواني بس انزل باب الورشه.
ونزل باب الورشه وزق كرسي حليم وماشي بيه ف الحاره وحليم شاف ناس بيشتغلوا شغل نقاشه في محل عصفورة واتعجب وقال:- اللاه، هى الست ام عصفورة هتأجر محل بيتها ولا ايه؟

ضحك شقاوه وقال:- لأ يسطى، ده محل المهندز عصفورة بيه الجديد بس يعالم هيفتح ايه! 

حليم رد عليه:- يلا خير ربنا يهديه ويصلح حاله ويبطل الزفت اللي بيشربه ده! مش عارف هيفتح محل ايه وهو مسطول ع طول ومش واعي حتى لنفسه، ربنا يهدي الحال.

سلامة خلصت انتقامها منهم وقعدوا كلهم ع الكنبه يضحكوا وقالت حنان وهى بتنهج:- حرام عليكي ياسلمى والله انتي مفتريه، طول عمرك مفتريه اااه يااااني.
ردت عليها فردوس وهى بتكح:- دي محدش يهزر معاها دي برج الطور، دي اللي يقولها اذيك تاكله، بت سعرانه.
ردت سلامة بثقه وقالت:- اللي عاجبه الكحل يتكحل ياحبيبتي انتي وهى، وانتوا اللي جبتوه لنفسكوا.
حنان عوجت بقها وقالت بغيظ:- سيبك منها يافردوس دي واحده ماشيه بمبدأ عكها وربنا يحلها، منك لله ياشيخه دراعي ورم منك.
ضحكت سلامة وقالت:-الدنيا مبادئ وانا سيد من يعز المبادئ، قومي بقى يختي انتي وهى زي الشطار كده، اعملولنا عصير موز باللبن عايزه اهدا كده وأرجع لطبيعتي! ولا ايه ياستو انا انتي وبيبا؟

ردت عليها محاسن وقالت:- آه يانيني عين ستك وزودي البهارات والملح مبحبش الأكل المايع والصايص زي طبيخ ستك نبوية، كان عليها شوية شكشوكه بشوف بركات الله يرحمه بيحدفهم في مقلب الزباله.
الكل ضحك ونبوية اتغاظت وقالت:- والله ماهرد عليكي انتي واحده دماغك رايقه انا ضغطي عالي م المسقعه سبيني ف حالي.
ردت عليها وقالت:- وحد قالك تاكلي بإفترا؟  

الكل ضحك وشفاعه طلعت من اوضتها وقعدت معاهم وبيضحكوا وعملوا العصير وكانت قاعده حلوه والوقت عدا والساعه جت عشرة وجهاد لسه مرجعش الباب خبط بسرعه والكل اتخض وسلامة قامت جري تفتح وكان عبقرينو بينهج وقال بصوت متقطع:- اء، ابويا فين والاسطى شقاوه فييين! 
زاد القلق عند سلامة وقالت:- في ايه ياحسين! بابا مش هنا، أتكلم أنطق في ايه؟
شاور ع الشارع وقال:- عصفورة، عصفورة شاف الساكن الجديد داخل الحاره وثبته بالمطوه وحالف يخلص عليه 


تعليقات