قصة جهاد وسلامه البارت الثامن عشر18 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الثامن عشر18 
بقلم مريم نصار



في بيت بكار.

ولاد بكار التلاته قاعدين ع تربيزة الأكل مستنيين العشا، يسريه خارجه من المطبخ وشايله طبق و بنتها الصغيره ع دراعها وبتحط الطبق وسمعت صوت الباب ولوت بقها وقالت بسخرية:- اهو شرف بسلامتة،بيجي ع الأكل بالظبط.
دخل بكار و واضح عليه الأرق والتعب وقال بتهالك وهو بيقعد ع الكنبه:- سلامو عليكو يام العيال.
ضحكت بسخريه وقالت:- وعليكو السلام يابو العيال، أنت جيت ياخويا! 
رد بتريقه وقال:- لأ لسه في الفرن بس بعتلك صوتي في رساله يطمنك عليا.
نيمت البيبي ع الكنبه وراحت قعدت جمبه وقالت بتهكم:- بتهزر يامرشدي؟ بزمتك ليك نفس تهزر؟

نفخ بخنقه وخبط كف بكف وقال:- اللهم طولك ياروح، مالك ع المسا يا يسريه! انا طول النهار داير زي الساقيه وراجع مهدود حيلي، عندك كلمه حلوه! قوليها؛ معندكيش اقوم أكل لقمه أسند بيها طولي واتخمد.
بصتله بغيظ وقالت:- ماهو ده اللي أنت فالح فيه! تتصرمح طول النهار برة وترجع بليل مكيف دماغك وعايز تطفح وتنام، إنما تحسسنا إنك راجل وعندك بيت وعيال!!! لااا كيفك الأول تشرب وتعمر دماغك، وأحنا مش مهم.

مسح وشه بأيديه وكمل بتعب:- يستي والله العظيم انا بقالي سنه واكتر ماعارف اشرب واتنيل اي حاجه غير السجاير؛ هو أنا لاقي اشتري حاجه ؟ انتي منفضه عليا انتي وعيالك مش مخليا حيلتي مليم واحد اشم بيه نفسي.

ضحكت بسخريه وقالت:- مليم!!! وأنت حيلتك ايه ياموكوس علشان ناخدو منك! ده انت تحمد ربنا اني رضيت بيك واتجوزتك ولميتك من الشارع، وإلا كان زمانك مرمي في السجن ولا بقيت مدمن، قُصر الكلام أنت عرفت الجديد؟
هرش في دماغة وقال وهو بيتاوب:- وانا هعرف منين وأنا مطحون في شغلانتين!! ومبرجعش غير بليل، المهم إيه الجديد إن شاء الله.
قامت تجيب باقي الأكل وقالت بشماته:- مش بيت أمك، قصدي اللي كان بتاع أمك، شفاعه أجرته لزبون من اسبوع.
فتح عينيه بصدمه وقال بغيظ:- ايييه!! أنتي بتقولي ايه يا يسريه! أجروها ازاااي يعني؟ دي مقفوله من سنين! 
حطت الأكل والعيال بدأوا أكل وقالت:- هما نيموك في الخط! ولما شافوا إنك مفيش منك رجا ولا خوف! عرفوا أنهم في الأمان، وشغلوا دماغهم وقالوا نستفاد من الشقه بدل ما هى مقفوله كده، وأنت بالسلامه بقى.

صك ع أسنانه بغيظ وقال:- بقى كده ياشفاعه؟ مش كفايه سرقتيها انتي وحليم جوزك.
وبص لمراته وقال بحيرة:- كده البيت ضاع رسمي يابت ييسريه! 
حطت اللقمه في بقها وقالت بشماته:- كده كده البيت ضاع من زمان يا مرشدي! مش جوزك أختك خدوا بيع وشرا؛؛ وأنت كنت بترمح في الشوارع زمان! اهو حليم ومراته لعبوها صح، والقانون ياخويا لايحمي المغفلين، ياما كان نفسي اعيش في بيت جوزي وأحس إن ليا راجل حمش كده واعيش تحت جناحه، بلا خيبه.
مرشدي قعد مكانه وبص قدامه للفراغ وقال بتوعد:- وحياتك لاتكون الشقه دي بتاعتك قريب، وهنبتدي بقى الشغل الصح، وهنشوف أنا ولا أنت ياحليم بركات.

في الحاره.

عصفوره مثبت جهاد وحاطط المطوه ع رقبته، وجهاد كان حرفياً مرعوب وصوته راح مش عارف يتكلم من الخوف، هو بعد ما اتمشى في الشوارع تاه في طرق كتير وحواري أكتر، وما صدق رجع للبيت لكن إتفاجئ بالناس بتبص عليه وكأنهم بيتفحصوه بشكل مريب واستفسارات، واتفاجيء اكتر بهجوم عصفوره عليه وثبته بالمطوه وقاله انت حرامي
وناس الحاره واقفين يتفرجوا ومش عارفين مين ده اللي مكتفه عصفورة وشكوا هما كمان أنه يكون حرامي، لكن في نفس الوقت شكله إبن ناس جدا وزادت حيرتهم، عصفوره ضغط  المطوه على رقبته واتكلم بغضب ونرفزه وقال:-انطق ياض وقول انت جاي لمين هنا في المنطقه؟ ولا انت حرامي وجاي تنهب الحاره! انطق ياض علشان لو ما تكلمتش روحك هتطلع دلوقت انت مفكر علشان اسمي المعلم عصفوره هابقى واد طري!! لأ ده انا اسمي عصفوره الطاير واللي يدخل الحاره دي من غير ما يستأذني يبقى يقرا على روحه الفاتحه.

جهاد جمع قوته كلها وحاول يبرر ويفهمه انه ساكن جديد وقال بصوت مهزوز:- يا اخ عصفوره حضرتك فاهم غلط والله انا مش حرامي انا ساكن هنا.

 ضحك عصفوره بإستهزاء وافتكر انه بيضحك عليه ورد عليه وقال:- انت ياض فاكرني عيل كاورك ولا انا كروديا؟ ولا يمكن مختوم على قفايا انت يومك مش هيعدي النهارده على خير، انت حفرت قبرك برجليك، قصدي بإيديك، انطق ياض وقول انت جاي تسرق مين؟ انا المنطقه دي كلها تحت حمايتي واللي يفكر يقرب منها يبقى يومه اسود اتكلم ياااض.

 جهاد بلع ريقه بخوف كبير ومش عارف يتكلم وحاسس ان نفسه بيقل وهيغمى عليه فعلاً من الخوف لان المطوه على رقبته، ورفضه للكلام ضايق عصفوره جدا وضغط بالمطوه جنب دقنه بحركه سريعه واتجرح جرح بسيط واتكلم بنفاذ صبر وقال:- اللهم طولك يا روح انت هتتكلم ياض أنت!  ولا اخلص عليك ومش هاخد فيك غلوه انطق ياجدع انت تبع مين!  تبع نخنوخ بتاع الحشيش! ولا الواد حموءه الحرامي!! هو خرج من السجن امتى؟

 جهاد مغمض عينيه من الالم وبيترجف وقال بعفويه:-  والله يا اخ عصفوره انا ما اعرفش مين الاستاذ حموءه  ولا مخموخ، ممكن تسيبني امشي لاني لو استنيت اكتر من كده شكلي هيبقى وحش قوي ارجوك سيبني انا والله ساكن هنا.

شدد عليه عصفوره أكتر وقال:- إيه مخموخ ده كمان؟ اسمه نخنوع ياروح امك ، وانا مش هاسيبك الا لما اعرف انت جاي تسرق مين؟ انا شاكك انك تبع حموءه الحرامي علشان تسرق الموبيليا بتاعتي اللي انا جبتها النهارده، هو متضايق مني ان انا هفتح مكتب وهو لأ، أنطق ياض علشان تشتري باقى عمرك.
 رد جهاد برعب:-  والله العظيم انا مش كده!  طيب اثبت لحضرتك اني مش حرامي ازاي! بذمتك ده شكل شخص حرامي انا مش حرامي..

 بصله عصفوره بتفكير وقال:- مش يمكن انت متنكر علشان ما اعرفكش!!
وكمل وهو بيتحرك وشبه مش في وعيه:- ومالك كده أجدع؟  اروح يمين تيجي يمين، اروح شمال تيجي شمال ما تنشف كده ياض انا اول مره اشوف حرامي بالطراوه دي! 

 رد جهاد وقال بصوت مبحوح:-  حضرتك انا مش حرامي والله أنا مش حرامي.

:-سيبه يا عصفوره!!!

 قالتها سلامه وهي واقفه بشموخ قدامه، جهاد شافها لتالت مرة ونطق الشهاده جواه انها اخيرا جت ف وقتها، وميعرفش ازاي هو واثق فيها انها هتنقذه من اللي اسمه عصفوره وحاول يتكلم كأنه شاف القشايه اللي هيتسند عليها وقال:- كويس!! كويس قوي إن حضرتك جيتي، ارجوكي فهميه اني مش حرامي، الأستاذ عصفوره أخد مني موقف ومش عارف ليه! تخيلي أنه فاكرني حرامي؟

 رد عصفوره وقال بنرفزه:-  ابعدي انت يا ميس عن الموضوع ده، ده حرامي وانا عارف الأشكال دي، وعارف جاي تبع مين انا هاروق عليه النهارده وهانسيه إسمه.
 جهاد اتخض وسلامه ربعت إيديها بهدوء وقالت بتحذير:- سيبه يا عصفوره قلتلك وعدي يومك.
 رد وقال بحيره:-  الله هو أنتي تعرفيه يا ميس؟
 وكان برده مش راضي يشيل السلاح من على وشه، قربت سلامه من عصفوره وكملت بتهديد:-  اقسم بالله يا عصفوره لو ما نزلتش المطوه حالا؟ انا هاعرفك شغلي معاك كويس، ولا تحب اندهلك على عابد؟  ساعتها هيروقك بجد ويخليك تفوق من الغيبوبه اللي انت فيها، شيل السلاح ده ياض علشان ما اعلمش انا بيه على وشك، والواد ده يخصني ده الساكن الجديد قصادنا يا غبي.

عصفوره خاف من تهديد سلامة ونزل المطوه وقال بدهشه:-  يا نهار اوسد، يانهار أوسد، ده الساكن الجديد.
وبص لجهاد وقرب منه يرتبله هدومه وكمل كلامه وقال بأسف:-  حقك علي يا مريسه سامحني يا هندزه، انت غريب عن الحته وانا والله فكرتك ان انت تبع المعلم نخنوخ، ولا الواد حموءه، ما تاخذنيش سماح النوووبه ماااااشي؟

وضرب على كتفه جامد وقال:- سامحني يا هندزه ولا ابعت اجيبلك كازوزه تروق دمك؟

 رد جهاد بتوتر وهو بيرجع يقف جنب سلامة وقال:-  لا لا متشكر جدا، انا مش عايز حاجه حصل خير ،انا بس عايز ارجع البيت ممكن امشي يا اخ عصفوره.

 ردت سلامه بوجوم:-  اخفى من قدامي يا عصفوره علشان ما اقلش منك في الحاره ورح شوف انت بتعمل ايه وليا كلام معاك بعدين، وان كان على الترويق؟ فانا هاروقك من عينيا الاتنين.

 رد عصفوره بحرج وهو بيهرش في راسه وقال:-  لا مؤاخذه يا ميس انا خبطت جامد في الحلل السماح المرادي، والاستاذ ده من الليله في حمايتي نتعرف باسم الكريم؟
رد عليه جهاد وهو متوتر اكتر وقال جهاد اسمي جهاد يا اخ عصفوره.
 ضحك عصفوره وقال:-  جهاد ولا استنجاد هههعععع.

جهاد ماضحكش وسلامه بصتله بغيظ وقالت بصوت مسموع:-  انا قلت اخفى من وشي يا عصفوره يا اما قسما بالله هابعتلك عابد يروقك.

عصفوره اتخض منها وهز راسه ليها وقفل المطوه وحطها في جيبه وقال:- أنا عملت اللي عليا، بالاذن انا بقى اروح اشوف شغلي.

 سابهم عصفوره ومشي وجهاد كان محرج جدا من سلمى وبصلها وقال بصوت مشوب بالحرج:- أحم ، متشكر.
سلامة بصت لجهاد كتير وساكته مش قادره لحد دلوقتي تحلل شخصية جهاد شخص متعلم مثقف ابن ناس وخاطب وباين عليه انه على اخلاق عاليه!  ازاي حتى ما يدافعش عن نفسه في موقف زي ده؟ بدا جواها تنبت استفسارات كتير وافكار كتير ما لهاش اي اجابه ومش قادره توصل للغموض في شخصية جهاد.
شافها واتقابلت عينيهم في عيون بعض وجهاد حس شعور غريب من ناحيتها وهو لحد دلوقت مش عارف سبب انبهاره بيها وبشخصيتها القويه ما شافش زيها قبل كده بنت جدعه ولما شافها باصه له كتير هو حمحم وقال تاني:-  استاذه سلمى انا بشكر حضرتك.
 انتبهت سلامه وفاقت من افكارها واخدت نفس عميق ونفخت بحيره ورجعت شعرها ورا ودنها وقالت:- لا شكر ولا حاجه معلش عصفوره بس افتكر إن أنت غريب عن المنطقه لانه اول مرة يشوفك، بس هو واد طيب ومجدع.
 ابتسم جهاد وحط ايده على جرح دقنه من الجنب وقال بتريقه:- من جهه جدع!  فهو جدع جدا ده حتى الجدعنه بتاعته على وشي.

سلامة بصت على دقنه وشافت الجرح وقالت بعدم اهتمام:- لا عادي دي خبطه بسيطه ويومين وهتخف.
وهى بترد عليه افتكرت حوار الأكل وانه كان خارج متضايق وضميرها وجعها أكتر، لانه باين على وشه الارهاق ومش عارفه تتكلم تقول إيه، اول مره تحتار كده عايزه تسأله حاجات كتير، عايزه تعرف عنه كل حاجه كنوع من الفضول مش الإهتمام، فضلوا واقفين ساكتين لحد ما عابد وحليم جم، حليم مستغرب لكن قال:- السلام عليكم.
 ردوا عليه الاتنين وقالوا وعليكم السلام.
 عابد بقلق:-  خير يا سلمى في حاجه ايه اللي نزلك دلوقتي؟
 وكمل حليم قال:- ايوه يا بنتي في حاجه حصلت! نزلتي ليه وبلبس البيت كمان؟ حد يفهمنا في ايه؟
سلامة حبة تطمنهم وقالت:- اطمن يا بابا ما فيش حاجه ما تقلقوش اصل الاستاذ جهاد كان راجع وعصفوره ثبته وافتكره غريب عن المنطقه وجاي يسرق الحاره.
حليم خبط كف بكف وقال:- لا حول ولا قوة إلا بالله، انا مش عارف عصفوره ده بيفكر ازااي! ديما جايبلنا المشاكل من تحت الارض وبص لجهاد وقال بإحراج:- ما تاخذنيش يا ابني انت جديد عن المنطقه وبكره تتعود عليهم هو والله واد جدع بس غشيم شويتين.

:- ولا يهمك يا انكل حصل خير.

سلامة وحليم وشقاوه تنحوا وقالوا بهمس:- انكل؟!! 
 جهاد استغرب رد فعلهم وبصلهم بتعجب وقلق في نفس الوقت ،شقاوه قرب منه وقال:- هو الواد ده اتغابى عليك ولا ايه؟ انا هاروح اربيه ازاي يبقى انت قاعد في بيت المعلم حليم وهو يتجرأ ويمد أيده عليك؟
 وجه يتحرك وكان متضايق جهاد وقفوا وماسك دراعه بلهفه وخوف وقال:- لأ خلاص يا استاذ عابد حصل خير الموضوع مش مستاهل كل ده خلاص يا جماعه عدوا الموضوع ارجوكم انا ما بحبش المشاكل.
 ردت سلامه لما شافت الخوف والتوتر على ملامحه وقالت:- خلاص يا جماعه حصل خير وانا فهمت  عصفوره وعرفته ان الاستاذ جهاد الساكن الجديد وهو اتاسف ليه ومشي، يلا نطلع بقى!.
 حليم كان متضايق وقال:- يلا يا بنتي اطلعي، وانت يا استاذ جهاد هتتعشى معانا النهارده ونشوف الجرح اللي في وشك ده.
جهاد اتحرج وسلامة اتمنت انه يوافق علشان تريح ضميرها مش اكتر، لكن جهاد هز راسه ليه وابتسم على ذوقه في الكلام معاه وقال:- متشكر جدا يا انكل انا بعتذر مش هقدر اعفيني المرادي.

 رد حليم بتصميم وقال:- ابدا لا يمكن ابدا يا بني انت بقالك اسبوع حابس نفسك في بيتك انا عايز اعرف!!! انت بتاكل وبتشرب منين مش معقول يعني انت عندك اكل في البيت الاسبوع ده كله؟
 رد جهاد بإبتسامة وقال:- بالعكس يا عمي انا عندي اكل كتير في البيت انا حتى سايب الاكل في المطبخ علشان اول ما اطلع اتعشى على طول وصدقني شبعان لحد دلوقتي.
 سلامه بصتله كتير والحيره جواها بتزيد ازاي ما عندوش حاجه في البيت وهى شافت بعينيها، ويكون بالرضا والقناعه دي؟
  ورد شقاوه  بسرعه وقال:- المعلم حليم ما بيحبش حد يقوله لأ، انت عايز تزعل الحاج مننا ولا ايه!  لو عايز تزعله خلاص ما توافقش ارفض براحتك! وأنت الخسران.
 ابتسم جهاد وكان محتار وقال:-  لأ لأ خلاص على ايه انا ما يرضنيش ازعل انكل مني وتحت امرك في اي وقت.
 ضحك حليم وقال:- تسلم يا ابني على ذوقك في الكلام بس بلاش انكل دي بحس انها كلمة مش ولابد وأحنا لامؤخذه رجالة قوي.

سلامة وشقاوه ضحكوا، جهاد بصلهم ومش عارف يرد وحليم حس توتره وقال برحابة صدر:- لو مش عندك مانع يعني قولي ياعمي، اهى احسن من اونكل دي ولا عندك مانع؟

جهاد بلع ريقه بحرج وقال:- لا أبدا مفيش مانع ولا حاجه ،أحم حاضر، حاضر يا انكل، ق، قصدي ياعمي.

 حليم هز راسه بابتسامة وقال:- كده احسن، يلا بينا بقى نطلع على فوق زمان ام العيال بالها مشغول علينا.

عبقرينو كان شاهد على كل حاجه وطلع بسرعه يحكي لهم اللي حصل بالضبط ومستنيين لما يطلعوا طلعوا كلهم وحليم حمحم ودخل وشقاوه بيساعدوا بالكرسي وقال السلام عليكم كلهم ردوا عليه وكمل وقال:- يام سلمى يام سلمى معانا ضيف مهم النهارده.
 طلعت من المطبخ وشافت جهاد واقف عند الباب وابتسمت وقالت:- يا الف مرحب بالاستاذ جهاد والله منورنا ادخل يا سي الاستاذ ادخل تعالى انت مش غريب.
دخل جهاد بإحراج وشاف محاسن ونبوية وفردوس وحنان وهز راسه ليهم وقال بأدب:- مساء الخير.
 ردوا عليه:- مساء النور.

سلامه وقفت ورا ابوها ومبسوطه ان جهاد هيتعشى معاهم لكن افتكرت الانسيال ونفسها تاخد منه المفتاح وتروح تجيبها، شفاعه شافت الجرح اللي في وشه وشهقت وقالت:- يا ندامه بقى الواد عصفور هو اللي عمل في وشك كده؟ روح الله يخرب بيته، كله من شرب  الهباب اللي بيشربه.
 رد حليم:- خلاص يام سلمى حصل خير شوفيلنا بس لو عندك شويه بيتادين ولا حاجه وعبقرينو يحط حته لزقه على الجرح وخلاص.
 ردة سلامه بتفكير وقالت بتوتر:- احنا ما عندناش بيتادين ولا اي حاجه لو عندك يا استاذ جهاد هات المفتاح واروح اجيبهم بسرعه.
 رد جهاد بحرج وقال:- ايوه عندي كل حاجه موجوده في البيت في علبة الإسعافات.
 ومن غير تفكير طلع المفتاح واقدمه لسلمى وقال:- اتفضلي حضرتك.
 راحت سلمى بسرعه تاخد المفتاح وأخيرا هتاخد الانسيال. ومحدش هيلاحظ حاجه وجت تتحرك لكن وقفتها شفاعه وقالت:- يا بت عيب ناخد من عند الراجل حاجه وبعدين ماهى الحاجه موجوده عندنا.

 سلامة صكت على اسنانها بتغيظ واضح واضايقت جدا ومش عارفه هتعمل ايه ورد حليم بالموافقه ع كلام مراته وقال:- خلاص يا سلمى يا بنتي ما دام الحاجه موجوده عندنا يبقى كله تمام قوم يا عبقرينو يابني هات القطن ونضف جرح الاستاذ جهاد كويس.
 ابتسم جهاد من حسن ضيافتهم واستقبالهم ليه واتكلم بصدق وقال:- والله يا عمي انا تعبتكم معايا، لكن ما تقلقش انا هابقى كويس ملوش لزوم القطن ولا المطهر هو جرح صغير ويومين وهيخف.
 ردت شفاعه وقالت:- معلش يابني خدنا على قد عقلنا إحنا مش هنرتاح إلا لما نطمن عليك،يلا يا عبقرينو اتحرك واسمع كلام ابوك.
 وسلامه كانت متضايقه جدا وقربت منها فردوس وحنان وسألوها الاتنين:- ما لك يا سلمى باين عليكي ان انتي متغاظه ليه في حاجه ضايقتك؟
 بصت ليهم الاتنين بغيظ مكبت وقالت:- حلوا عني وسيبوني في حالي وهيكون مالي يعني انتوا اللي مركزين وراشقين عينيكوا عليا بزياده.، شيلوني من دماغكوا اليومين دول الله يخليكوا علشان معملش معاكوا الغلط.
 ضحكت فردوس وقالت:- طيب ياختي هنسيبك في حالك انا هاطلع بقى وما تنسيش بكره افتتاح المحل عايزاكي من النجمه تبقي موجوده.

 ردت عليها سلامه وقالت:- ماشي، ماشي ربنا يسهل.
جت فردوس تتحرك حنان قالت:- خديني معاكي يا فردوس علشان الوقت أتأخر.
 سمعتهم شفاعه وقالت:- رايحين فين يا بنات اقعدوا هنجهز عشا وناكل لقمه كلنا مع بعض.
 ردوا عليها وقالوا:- تسلم ايدك ياخالتي خليها مرة تانية علشان اتأخرنا ويدوبك نروح.
 عابد كانت عينيه على فردوس ونفسه انها تقعد اكتر من كده وكانت هى كمان مكسوفه ولازم تمشي، استاذنوا بلطف وخرجوا، عبقرينو جه وشفاعه واقفه استغربت جمود سلامة وقالت:- ادي المفتاح للاستاذ جهاد واتحركي قدامي علشان نعمل لقمه على السريع.
 كانت ثايره من جواها وعايزه تروح الشقه بأي طريقة لكن ماينفعش واتغاظت اكتر لأن أمها قفلت كل الأبواب في وشها ،ورزعت المفتاح على الترابيزه وجهاد اتخض واستغرب رد فعلها وليه ديما عصبيه ومتنرفزه، دخلت المطبخ ومعاها شفاعه وحليم قال هاستأذنكم ثواني هادخل الاوضه وراجع وجه يتحرك بالكرسي وبسرعه شقاوه قام مسك الكرسي وقال:-انا هاوصلك يا معلمي 
واتحركوا مافاضلش غير محاسن ونبويه وجهاد وعبقرينو ظبط الجرح وفي النهايه حط اللزقه وقام وقال:- كده تمام يا باشا وما تستغربش اللي حصلك ده؛ ده ما يجيش حاجه لو كنت جيت متأخر شويه، كانوا مسكوك على الناصيه وروقوك.
 اتعجب جهاد ورد وقال بإستفسار:-روقوني!  يعني ايه مش فاهم؟
 ضحكت نبويه ومحاسن بصمت واتكلم عبقرينو وقال بشهقه:- انت مش عارف يعني ايه يروقوك دول كانوا هيروقك وينفضوك ويسرقوك  وما يخلوش معاك اي حاجه كنت هترجع بهدومك بس، هااا فهمت يعني ايه؟
 جهاد هز راسه بتفهم وقال:-  اه قصدك يسرقوني يعني؟
 ضحك عبقرينو وقال:- المعنى في بطن الشاعر يلا يا عمهم اسيبك انا واروح اغير هدومي علشان انا ميت من الجوع.
 ابتسمله جهاد وقال:- اتفضل.
 همست محاسن وقالت:- شوفتي يا بنت يا نبويه الواد ده مؤدب ازاي ده بيقول للواد عبقرينو الصغير اتفضل ،والنبي متربي عنه، دول عيال مهزءه ماشموش ريحة الربايه.

 ردت نبويه بغيظ وقالت:- اسكتي يا محاسن انا ياختي متضايقه منه من اخر حركة حصلت منه، مؤدب مع الكل الا انا وانتي يامنيلة، لما قالي يا ناناه وأنتي آنه، هي وصلت لكده ولا احنا علشان عواجيز هيستهيفنا ويشتمنا؟

 محاسن كشرت عينيها وبصت لجهاد بتوعد وقالت بشر:- اه يا بنت يا نبويه والنبي كنت نسيت بس انتي محراك شر فكرتيني. الواد ياختي يقول لده اتفضل ويقول لشفاعه يا طنط ويقول لحليم يا عمي وسلامة حضرتك، وانا يشتمني ابن المنكوبه، يااامين يناولني الشبشب انزل على وشه المربرب ده اخسف بيه الأرض.
 ضحكت نبويه وقالت:- ياختي سيبك منه مش شايفاه عامل زي الفار الغرقان ازاي ده كامش في نفسه ولا الفرخه السقعانه يكون خايف من اللي الواد عصفوره عملوا فيه! ههههه يستاهل اللي يجي على اتنين عواجيز يستاهل ركوب المعيز.

جهاد قاعد وسامع همسهم وضحكهم واتأكد انهم بيتكلموا عليه لكن مش قادر يحدد بالظبط بيتكلموا عليه في ايه وبص بالصدفه لقاهم بيبصولوا بتمعن، وده خلاه يتوتر اكتر وحاول يبتسم وهز راسه ليهم واتكلم بأدب وقال:- اهلا بحضرتك يا آنه اهلا يا ناناه.

شهقوا الاتنين وبصوا لبعض بصدمه ورجعوا بصوا لجهاد اللي بلع ريقه بقلق من نظرتهم ليه ونهرته محاسن بقوه وقالت:- انت لسه بتغلط يا ابن الرفدي هو احنا سكتناله دخل بحماره؟ مش عيب على واحد زيك يغلط في واحده قد سته واد ماعندكش خشه ولا كسوف اوماال لو مكنتش في بيتنا؟ كنت عملت ايه فينا!.
 ردت نبويه واكدت على كلامها وقالت:- اه الواد ياختي عمالين نكلمه بأدب وهو نازل فينا تلطيش.
 جهاد اتعجب ومش فاهم حاجه وهمس بصوت خافت:- تلطيش؟ والله انا معملتش حاجه.

خرجت سلامه بسرعه على صوتهم العالي وقالت:- في ايه يا ستو ايه اللي حصل ياسونا؟
 محاسن عوجت بقها وخبطت ايد على ايد وقالت بشر:- تعالي ياختي شوفي البيه اللي أنتي نازله تدافعي عنه بيشتمني انا وستك نبويه، قال على اخر الزمن يجي واد زي ده ويشتمنا، قليل الرباية ده يروح الكراكون يبات فيه! 

 جهاد تنح وفتح عينيه على الاخر وهز راسه لسلامه بالرفض انه ما حصلش، سلامه بصت له باستنكار وقالت:- انت شتمتهم؟!

 جهاد هز راسه بالرفض وقال:- انا؛ انا اشتمهم؟  والله ما قلت حاجه خالص، انا اصلا ما تكلمتش أنا بسلم عليهم عادي و كل اللي قلته اهلا ناناه واهلا يا آنه بس والله ده كل اللي حصل؟
 شهقت محاسن وقالت:- شوفوا الواد البجح بردو بيشتمنا تاني! أخص على ربايتك الواطيه.

 هنا بقى ضحكت سلامة من قلبها لأول مرة قدام جهاد اللي وقع اسير ضحكتها واتأكد ان قلبه وقع وطب رهن ضحكتها، كانت بتضحك من قلبها وكل معالم الجمال في وشها بانت عينيها مقفوله وهي بتضحك خدودها احمرت وهي بتضحك غمازتها ظهرت من اول ضحكه، من اول ضحكه يا سلامة وقعتي قلب جهاد.
جهاد قعد مكانه سرح في ضحكتها ومحاسن ونبويه مراقبين الموقف شافوا جهاد بيقعد ومبتسم ومبسوط بضحكتها وشافوا سلامة بتضحك من قلبها وهما مش فاهمين حاجه قعدت سلامه قدام جدتها ومسكت ايديهم وقالت وهي بتضحك:- والله يا سونا أنتي وبيبا ضحكتوني مع اني جايبه أخري، و انا مشفتش في خفه دمكوا، انتوا فاكرين إن ناناه وآنه دي شتيمه؟ هههههههه

محاسن ونبوية بصوا لبعض واتعجبوا وقالوا:- يوووه اوماال ايه، هى حاجه حلوه؟
هزت راسها ليهم مع الضحكه وقالت:- ايوووه بالظبط كده، دي حاجه حلوه، زي تيتة وستو كدا! 

شهقوا الاتنين واتكلمت محاسن:- هييي وانبي صحيح! يعني آنه دي بيقولي كده يستي؟

وكملت نبوية وقالت:- ونانا يعني تيتة؟ يادي الكسوف ياولاد.

وكزتها محاسن بغيظ وقالت:- كله منك انتي ياوابور الجاز عماله تسخني فيا من ناحية الواد، وانا قلبي حاسس أنه لا يمكن يغلط في ستو آنه أبدا.

ردت عليها بزهول:- شوفوا الولية اللي كانت هتقلع اللي في رجليها وتضربه! دلوقتي انا اللي بسخنك! الهي وابور يفرقع في وشك يضيع ملامحك اكتر ما هى ضايعه ياوش النصايب.

ردت عليها محاسن وقالت بغيظ:- بتدعي عليا يامقشفه، اااه ليكي حق مانا اللي بسكتلك وبعديلك علشان فاكراكي صاحبة عدله وعليكي القيمه بس طلعتي زي الصرمة القديمه وع رأي المثل؛ مالك يا بخت من بين البخوت لبخت! الناس بتمشى فالطين وانا اللى فالناشف لبخت.

زعقت نبوية بغيظ وقالت:- انا صرمة قديمه يا ولية ياشر، ياحية من تحت تبن دانتي غلبتي الشيطان ويقولك يامعلمة، وقال ع رأي المثل؛لا الحاوي هينسي موت أبنه ولا التعبان هينسي قطع ديله، يخربيتك ياشيخه زي البلاعه اما بتتفتح مبتتسدش.

طبعاً جهاد كان فاتح بقه ونسي سلامة خالص وركز مع الخناقه ومنبهر ومتلخبط اول مرة يشوف ستات عواجيز بيتخانقوا بالشكل ده، وتوقع جدآ إنهم هياخدوا موقف زي ما أمه وخديجة بيعملوا وقت الخلافات، سلامة كانت بتحاول تهدي بينهم وشفاعه خرجت من المطبخ ومكسوفه م اللي بيحصل قدام الضيف، وحليم خرج ومعاه شقاوه ونفخ بتنهيده وقال:- أحم جرا ايه ياجماعه! انتوا كده بترحبوا بالضيف ولا ايه؟ 
وبص لجهاد وكمل بابتسامة:- متأخذنيش يابني هما كده ع طول ناقر ونقير بس روحهم في بعض وشويا هتلاقيهم زي السمن ع العسل.
جهاد أبتسم وقال بهدوء:- والله ياعمي أنا حبيتهم جدا لكن بردو حصل سوء تفاهم معاهم زي ما حصل مع آنسه سلمى اول يوم جيت فيه! وانا بعتذر ليكي يا ناناه، آسف يا آنه.
محاسن بصتله بإبتسامة وشاورلته وقالت:- خد ياواد تعالى اقعد جمبي هنا.

الكل أبتسم وجهاد قام بحرج وقعد جمبها، ونبوية اضايقت وقالت:- اشمعنا يقعد جمبك انتي خليه يجي يترزع جمب مني انا، عايزه استفسر منه ع كام حاجة؟

الكل ضحك وشفاعه هزت راسها بيأس وراحت تكمل تحضير العشا وسلامة وقفت ورا أبوها وحليم شاور لحيلم يقعد، محاسن ردت عليها بغيظ:- يختي هى الكعكه في أيد اليتم عجب! ماتصبري انتي مستعجله كده ع إيه إسم الله ماهو مرزوع في بيتي وقت ما تعوزيه هننده عليه، مش كدا ياواد أنت مطول في قعدتك في بيتي! 

جهاد بص يمين وشمال وهز راسه ليها وقال:- حضرتك بتكلميني أنا،  أحم أيوه، ايوه يا آنه قاعد إن شاء الله.
نبويه عوجت بقها وقالت بصوت واطي:- قاعد في بيتك! ايش حال ابني دافعلك دم قلبه وشاري البيت ع داير مليم، قال بيتك قال. 

سمعتها محاسن وردت ببرود:- بيتي وهيفضل بيتي هو بإسم شفاعه وشفاعه دي بنتي وانا أمها واللي تملكة بنت بطني يبقى ملكي، اتبطي انتي ياحزيبونه واهدي، وانا بردوا أقول البت نعمه حريقه طالعه لمين؟ وقال ع رأي المثل، تكفي القدره على فمها! تطلع نعمه أم لسانين لأمها.

سلامة حبت تلم الدور وقالت:- خلاص يسونا،خلاص يابيبا علشان خاطري، انتهى الشوط التاني، أحم، انتي كنتي عايزه استاذ جهاد في ايه ياسونا! 

محاسن هزت راسها وقالت بعفويه:- أيوه هفتكر أهو واقولك، اه ايوه افتكرت، إلا قولي ياواد يا سجاد أنت ايه اللي حدفك علينا! 

الكل كتم الضحكه وجهاد كشر عينيه بغباء وهمس ببلاها؛ سـ، سجاد!!! 
بصلها وابتسم بتصنع وقال:- أحم لأ يا آنه أنا مش اسمي سجاد؛ أنا جهاد، جهااااد.

نبويه قالت:- يحوستي عندك ولاد! ده طلع مخلف كمان! 
سلامة ضحكت لتاني مرة قدامه وقالت:- يا سونا إسمه جهاااد جييي هااااد، جهاااد يابيبا ركزي الله يكرمك.
وهمست ف ودن أبوها وقالت:- الواد ده مش هياخد غلوه في أيديهم.
ضحك حليم وقال:- اللي يقع في أيد محاسن ونبوية! هيتعمل منه كفته وتقليه.

سلامة بنفس الهمس:- بقولك ايه يا بابا أنا مش مسؤوله عن اللي هيحصل منهم،أنقذ الراجل من أيديهم وانا رايحه لامي احط الأكل سلام.

دخلت المطبخ وشقاوه رد ع فونه وعبقرينو قام يحط الأكل مع اخته، محاسن بصت ع وش جهاد وشهقت بصدمه ومسكت ودن جهاد وقالت:- أنت عندك ودن اكبر من ودن! 

طبعاً حليم كاتم صوت الضحكه ع قد ما قدر ونبوية ضحكت لدرجة أنها كحت وعينيها دمعت من الضحك عكس جهاد اللي اتصدم ومسك ودانه ومش عارف يرد عليها يقولها ايه! وكان محرج حرفياً، وحليم بص لحماته بعتاب وهى ضحكت وقالت:- هههه يوه جتك ايه ياواد ياسنجاب أنت صدقت هههه أنا بهزر معاك.

ضحك بتوتر وقال:- آه أيوه عارف يا آنه إن حضرتك بتهزري. احم.
قربت من وشه وهو رجع بضهروا وقالت بصوت واطي:- بس انا مش بهزر انت عندك ودن ونص، وانا عارفه ودنك كبرت من إيه! اسالني وقولي من ايه يا آنه! 
جهاد بص حواليه وسألها بصوت واطي:- من إيه يا آنه؟
ردت عليه بهمس ونبوية بتحاول تسمع منها أي حاجه بس مش عارفه ومحاسن قالت:- تلاقي أمك ام أربعه واربعين كانت بتشدك منها لما تعملها ع روحك وتضربك بالمركوب مش كده ياواد يافخاد؟

فتح عينيه بصدمه (فخاد) وبعدها ضحك وقال:- يا آنه الله يكرمك اسمي جهاد.
وكمل بهمس:- وبعدين يا آنه ماما مكنتش بتضربني خالص وأنا صغير.

محاسن اتعدلت مكانها وعوجت بُقها وقالت بتريقه وصوت واطي:- آاااه علشان كده أنت باين عليك واد طري.
ـ بتقولي حاجه يا آنه؟
طبطبت ع ايدو وقالت بضحكه:- لا ياروح امك، قصدي ياروح آنه مبقولش حاجة.

نبوية ومحاسن اتكلموا كتير مع جهاد وهو حس براحة نفسية في وجودهم وعجبه الجو العائلي اللي مفتقده من يوم ما اتولد، سلامة بترص الأطباق ع التربيزه ومش واخده بالها بأنها كل ما تعدي تخطف قلب جهاد اللي حقيقي اتعود عليها رغم قلة اللقاء بينهم، جه عبقرينو وقالهم إن العشا جاهز وجهاد كان رافض ومحرج وف نفس الوقت كان جعان ومكلش من الصبح وبعد تحايل من حليم وشفاعه وأخيرا محاسن زعقلته يقوم ياكل معاهم، أبتسم ليها وقام وقال بعفوية:- أحم حاضر يا آنه زي ما حضرتك تحبي، بس ممكن بعد اذنكم ادخل أغسل أيديا! 
شفاعه قالت:- وماله ياخويا، قوم ياواد ياحسين خد الأستاذ جهاد وعرفه طريق الحمام.
قام عبقرينو ومشي معاه وقال  اتفضل ياحضرة، ادي الحمام بس خلي بالك الحنفيه بتفوت خليك وراها لحد ماتنزل قماش، قصدي ماية ههههه بالاذن.

جهاد مط شفايفه بتعجب من عبقرينو ودخل الحمام وحاول يفتح الحنفيه مرة وأتنين وحاول اكتر لحد ما فتحت معاه، وبيدور حواليه ع المعقم والكحول لكن مفيش غير صابونه وفرش أسنان ومعجون ومنظفات عاديه وقال بإستفسار:- معقول يكون المعقم خلص؟ اممم خلاص ياجهاد اغسل أيديك عادي المرادي مش هيحصل حاجة، مش أنت نفسك تعيش بحرية وتعمل اللي انت عايزو؟ خلاص.

أبتسم بتفائل وغسل ايدية وخرج وحليم شاورله يقعد وقعد جمب شقاوه، كانت سلامة قاعده جمب أبوها وسونا وشفاعه جمب حليم م الناحيه التانيه وبيبا وبدأوا في الأكل إلا جهاد! لأن العشا يعتبر غريب بالنسباله نوعاً ما، ومفيش شوكا ولا سكي"نه وكان بيتفرج عليهم وبيراقب طريقة أكلهم اللي تشبه كتير طريقة والده اللي بيحبها وابتسم، شفاعه حطت العيش قدامه وقالت:- كل ياستاذ جهاد والله أنت منورنا معلش لقمه كده ع ما قسم، بس تتعوض إن شاء الله، أمسك ياخويا ده بتنجان مخلل عملاه في البيت وده فول بالسمنة البلدي وعندك اهو بطاطس محمره وبيض بالبسطرمة وجبنه مش زي العسل من خالتك فاتن جارتنا اللي فوق حلو هيعجبك ودي جبنة بيضا ودي قشطه وا......! 

جهاد قاطعها بحرج وقال:- متشكر لحضرتك ياطنط متتعبيش نفسك انا أحم، انا هاكل وتسلم ايدك حضرتك الأكل كتير جدا.
شفاعه بصت لسلامة وحليم وقالت:- وانبي مؤدب شوفت قنوع إزاي يسي حليم! مش زي إبنك إن مكانتش التربيزه مليانه ومفيهاش مكان من الأطباق يقولك اوماال فين الأكل! انا شكلي معرفتش أربي ياحليم.

حليم ضحك بصمت وقال بهمس:- هو انتي لسه شوفتي حاجة، الواد ده باين عليه إبن ناس قوي، كلي كلي وناولية جبنه رومي علشان شكله مش متعود على أكلنا بصي محتار إزاي! 

شفاعه بتأكيد:- آه ياخويا انا بردو حسيت كده.
سلامة بتاكل وبترخم ع أخوها ورفعت عينيها بالصدفه وشافت جهاد مبياكلش؛ وزادت الحيرة اكتر! لكن اتوقعت أنه أكل برة، بس بردو ضميرها مأنبها وكمان عايزه تاخد الانسيال قبل ما يشوفها، محاسن قالت:- مالك ياشهاب يابني مابتكلش ليه؟ 

شقاوه ضحك وقال:- إسمه جهاد ياستي.

جهاد انتبه وقال:- هى تقصد شهاب عليا انا؟
الكل أكد ايوه، وابتسم وقال:- أحم حاضر بس انا ماليش ف الفول والحاجات الدسمه دي انا  هاكل جبنه رومي وبيضا اهو يا آنه.

ردت عليه محاسن وقالت:- كل اللي يعجبك المهم تاكل علشان اكله واتحسبت عليك.

وبدأ ياكل الأكل اللي متعود عليه وبس، وسلامة مراقباه واتغاظت منه واقسمت أنها لاتخليه ياكل من نفس أكلهم، بعد العشا شقاوه استأذن علشان يقفل الورشه ويروح ع بيته والكل قاعد بيشربوا الشاي وسط ضحك وهزار وكان جهاد بيراقب كل كلمة وكل ضحكه طالعه من القلب، ونسي الوقت معاهم تماماً، وحس بإحساس تاني خالص مغمور بالدفا والحب والضحكه الصافيه وبص ف الساعه وكانت 11 ونص وقام وقف وحمحم واتكلم بلطف:- أحم انا يدوبك استأذن.
رد حليم وقال:- ليه بس يابني مالسه بدري، واهو الباب في الباب مش هتخبطلك مشوار بعيد يعني، أقعد اقعد أنت منورنا ولا القاعدة معانا مش حلوه.
رد عليه بصدق وإمتنان وقال:- ياخبر ياعمي لأ طبعاً، حضرتك متعرفش انا مبسوط بوجودكم قد ايه! أنا أول مرة ليا اقعد معاكم ووسطكم ومحسش اني غريب، بجد كفاية ذوق حضرتك وطنط شفاعه ونانا و آنه وحسين وشقاوه بجد انا قضيت وقت جميل جدا معاكم وحسيت أنكم أهلي بالظبط.

ضحكت شفاعه وقالت:- خلاص يا استاذ جهاد مادام شايف إننا أهلك! كل يوم تيجي تتعشى معانا.

اتفاجئ جهاد من طلبها، وكمل حليم بتصميم وقال:- والله خدتيها من ع لساني يام سلمى؛ وكمان عايزين نعزم الأستاذ جهاد على غدوة حلوة كده من بتوعك ايه رأيك! 
ردت عليه بإبتسامة:- ومالوا ياخويا يأنس وينور، تشرفنا إن شاء الله ياستاذ جهاد يوم الجمعه ايه رأيك؟
جهاد مش عارف يقول ايه ، شايف ناس غير الناس ، عاش ضحكه غير الضحكه ، راحه غربيه في البيت البسيط ده؛ وفضل سرحان، واتكلمت محاسن وقالت:- يختي مرجان مش هيكسفني وهيجي يتغدى معانا، مش كده ياواد يامرجان! 

الكل ضحك وجهاد كمان  ومحبش يحرم نفسه أنه يعيش الحياه اللي اتحرم منها وابتسم وقال:- إن كان عليا أنا موافق طبعاً يا آنه، مقدرش ارفض لحضرتك طلب.
وبص لشفاعه واتكلم بلطف:- طنط شفاعه أنا جهاد، جهاد وبس من غير استاذ اكون ممتن لحضرتك لو مقولتيش استاذ دي تاني، هو انا مش زي إبنك؟

شفاعه أبتسمت لادبه وأخلاقه ولباقتة في الكلام واتكلمت بتنهيدة:- والله يابني يعلم ربنا أني قلبي انفتحلك وغلاوتك أنت زي حسين وشقاوه وسلمى بالظبط.
افتكر جهاد لما قالت ليه قبل كده أنت زي سلامة ابني واتكلم بعفوية وقال:- حضرتك قولتي حسين وشقاوه والانسه سلمى، لكن قبل كده قولتيلي إني زي سلامة إبنك! هو فين انا متلهف اني اتعرف عليه وياريت لو نكون اصدقاء انا وسلامة! 

الكل اتفاجئ وبصوا لبعض؛ عكس سلامة اللي ودانها بتطلع نار من الغيظ وكل ما تحاول تصفى من ناحية جهاد! لكن أول ما يتكلم يعصبها جداً، صكت ع أسنانها وردت بغلظه:- نعم ياخويا! سمعني كده قلت ايه؟ سلامة ابنها؟! وعايز تصاحبه؟

جهاد اتخض من هجومها وعدوانيتها الغير مبرره، وحليم نفخ بنفاذ صبر وقال:- يابنتي اهدي جهاد اكيد مايقصدش واكيد ميعرفش! 

كشر عينيه بعدم فهم وقال بتوتر:- هو، هو انا قلت حاجة غلط! 
ردت عليه بنرفزه:- أنت كلك ع بعضك غلط أصلا، جرا ايييه ياخوياااا؛ من يوم ما شوفنا وشك وأنت نازل هبد في الكلام وتخبط الكلمه في وشي وزي ما تيجي تيجي ولا ع بالك، أنت ايه ياض كمية التناحة والبرود اللي عندك دي! 

حليم بصوت عالي:- وبعدهالك ياسلاااامة! طيب احترمي وجودي ولا انا علشان مشلول خلااااص مبقاش في احترااام وتغلطي في ضيفي! أنتي كده متربيه؟ اظاهر اني غلطت في تربيتي ليكي.

شفاعه شهقت والكل سكت وسلامة اتصدمت من كلام باباها وأنه اول مرة يزعقلها وقدام حد غريب، عكس جهاد اللي تنح من اسمها وأنها هى سلامة وفهم سبب نرفزتها لكن الوضع بقى صعب ومعقد؛ سلامة قبضت ع أيديها وبصت لابوها بعتاب وبصت لجهاد بغضب واضح وسابتهم وجريت على اوضتها، حليم مسح وشه بأيديه وكان مخنوق ومحرج في نفس الوقت من جهاد لأنها احرجته واتكلم بأسف وقال:- أحم، أنا مش عايزك تتضايق ياجهاد يبني وحقك عليا، هى متقصدش كل اللي قالته ده وا.......! 

قاطعه جهاد بسرعه وقال:- العفو منك ياعمي بتعتذر ع إيه؟ المفروض انا اللي آسف جداً لأني جرحتها من غير قصد مني، ودي مش أول مرة بس والله هو سوء تفاهم مش اكتر، انا استنتجت أنها ليها أخ توأم إسمه سلامة وهى سلمى لكن بجد آسف.

شفاعه طبطبت ع كتف حليم وقالت:- حصل خير يا جهاد يبني بس وحياة حبيبك النبي متزعل من بنتي سلمى، دي طيبه والله العظيم وبت جدعة وقلبها ابيض بس لسانها سابقها، حقك عليا ياخويا.

حس بالاحراج اكتر وكمان اتخنق لكن حاول يبتسم وقال:- صدقيني ياطنط انا مش زعلان، أحم ياريت تبلغي ليها اعتذاري، بعد اذنكم تصبحوا ع خير.

الكل رد عليه، وهو خرج وعبقرينو قفل الباب ولف ليهم واتكلم بغيظ:- بابا أنت بتزعق لأختي علشان واحد غريب! مابيعرفش يتكلم كلمتين ع بعض؟

حليم بحزم:- حسين؛ اتكلم باحترام ولا أنا كمان معرفتش اربيك! 
وزعق اكتر وقال:- اظاهر فعلاً كده اني معرفتش أربي ولادي، واحده واخده العاطل في الباطل والتاني بجح وقليل ربايه، انجر ع اوضتك مش عايز اشوف وش حد فيكوا.

عبقرينو بصلهم وكان مضايق وراح ع اوضته، وشفاعه طبطبت ع كتف حليم وقالت:- وحياة حبيبك النبي متزعل نفسك ياخويا، البت سلمى غشيمه بس هى عمرها متصغرك أبدا قدام حد، دي لا عاشت ولا كانت هى وأخوها، سايق عليك النبي متزعل، هى شوية كده وهتجي تبوس ع راسك وتقولك حقي برقبتي.
اتنهد حليم بتعب واتكلم بتنهيدة:- علية الصلاة والسلام.

جهاد دخل الشقه وكان زعلان بعد ما داق شوية من طعم الفرحه، وقعد ع الكرسي بتهالك وزعلان ع سوء حظه في كل موقف يجمعه مع سلمى وأنه مابيقصدش خالص يجرحها أو يضايقها بالطريقه دي، ومش عارف يصلح سوء التفاهم ده ازاي، ومسح وشه بأيديه وشاف الطبق المكسور مكانه ع الأرض وافتكر أنه كسروا وقت انفعاله، واخد نفس عميق واتنهد، وبعد لحظات قام ونضف السجاده ودخل اخد شاور وغير هدومه وعمل مج لاتيه ورايح يشربه في البلكونه، وقف في البلكونه وبيسند أيديه ع السور لكن إتفاجئ بسلامة واقفه في البلكونه بتاعتها ومربعه أيديها وسرحانه وباين عليها أنها حقيقي زعلانه، أعجب بشعرها اللي بيطير من الهوا ع خدها وابتسم تلقائي ونفسه يتكلم معاها، لكن انتبه وفاق وكشر من تاني وخاف أنها تزعقله وتحرجه، لكن بردو خاف أنه يضيع فرصه زي دي، وخصوصاً إنه ضايقها بغبائة، وعزم الأمر وقرب من بداية سور البلكونه ورفع ايدو ليها وقال:- أحم مساء الخير.
سلامة واقفه سرحانه ومضايقه أول مرة باباها يزعقلها وقدام حد غريب، ديما يشجعها اللي يضايقها تاخد حقها منه، ديما اللي يقولها سلامة بتنمر!!  تاخد حقها منه بقلب جامد! هى زعلانه لأن باباها شاف أنها مش بتحترمه لأنه عاجز، لاول مرة عينيها تلمع وقلبها يكون مشروخ بسبب زعل باباها منها، سمعت صوت جهاد وانتبهت وبصتله ونفخت بخنقه وبصت قدامها تاني ومردتش عليه، جهاد مهتمش أنها مردتش وحاول يتكلم تاني وقال بصدق:- أنا آسف.
ردت عليه من غير ما تبصله:- آسفك مرفوض.
أبتسم لأنها ردت عليه بهدوء حتى لو هى رافضه بس المهم أنها تقبلت فكرة أنها ترد عليه، ومد أيدو ليها بفنجان القهوة وقال:- قهوة؟
بصتله بغموض وشافت أنه شخصيه بارده ومفيش اي احساس وأنه يتقبل الاهانه عادي، لأ وكمان بيعزم عليها تشرب قهوة! واتكلمت بزهول:- قهوة؟ بقولك آسفك مرفوض! تقولي قهوة؟ أنت البعيد ايه؟ مبتحسش، أنت جبله ياجدع أنت! 

أبتسم بتصنع وحط المج ع السور وبص قدامه وقال بوجع:- أنا مش هبرر ليكي تصرفاتي ع أنها تصرفات عفوية مني، لأنها فعلاً كده، وكمان من حقك تضايقي مني لأنه حقك مش هلومك، بس اللي يهمني إنك تعرفيه اني حقيقي آسف ومقصدش اني اجرحك، وآسف اني اتسببت في مشكله من غير مشكله.
وضحك بحسرة وكمل:- تقدري تقولي كده إن الحظ السيء يبقى حليفي، ومن أول ما اتقابلت معاكي بحاول أوصل الفكرة لكن بتوصل بطريقه غلط، صدقيني يا آنسه سلمى أنا مش شخصيه بارده زي ما انتي شايفه! أنا كل اللي يهمني بجد دلوقتي إنك متزعليش مني،وكمان عمي حليم الشخصيه الجميله اللي حسيته بابايا مش عايز اكون سبب أنه يضايقك بسببي، وكمان طنط شفاعه الست الجميله البسيطه و آنه محاسن يهمني جدآ أنها متضايقش مني لأي سبب،مش عايز أكون مصدر إزعاج لأي حد، لكن حقيقي انا مش شخصيه بارده كل حاجة انا بتمناها بتحصل عكسها.
سلامة شافت شروده ولمست نبرة صوته وهو بيتكلم بإحباط وعندها فضول كبير تعرف ايه حكايته، وكبريائها منعها من أنها تغفرله من أول مرة واتكلمت بغيظ:- آه بدأنا شغل الإستعطاف أهو، مفكر إنك بعد ما تقولي الكلمتين دول هسامحك عادي كده، أنت بسببك بابا اول مرة يشخط فيا.

وقربت من السور وقالت بنرفزه:- هات القهوة دي! 
أتعجب منها لكن قدم ليها المج، واتفاجيء منها أنها حدفت المج بعيد ف الشارع وقالت بتهكم:- لو عملت ايه أنا لايمكن اقبل آسفك! 

جهاد فاتح بقه وعينيه بزهول من تصرفها وقال:- أنتي عملتي ايه؟ رميتي اللاتيه وبالمج كمان؟ ليه كده بس حرام عليكي.

بصتله بتحذير وهو بلع ريقه بتوتر وقال:- قصدي يعني فداكي، أحم لو تحبي اعملك كمان كام مج وترميه هو كان سخن مش بارد، زي شخصيتي يعني ههههه.

سلامة بتريقه:- هيهيهيي دمك يلطش متهزرش تاني.
جهاد أبتسم وعدل النضاره وبص قدامه وقال:- حاضر يا آنسه مش ههزر تاني، بس أهم حاجه دلوقتي عايزك تعرفيها اني والله ماقصد اي حاجه ولا اني اضايقك خالص، سوء تفاهم واكيد مش هيتكرر، بس ارجوكي تقبلي اعتذراي.
بصتله بغيظ واتكلمت من بين أسنانها بتحذير:- هو فعلاً مش هيتكرر تاني علشان لو حصل! أنا هخفي ملامح وشك دي خالص.

حط أيدو ع وشه بقلق وهى غصب عنها ضحكت بسخريه من قلقه المبالغ فيه، وقالت:- أنت واحد دماغك فاضيه ،سلام انا رايحه انام.

رد عليها بسرعه قبل ما تدخل وقال:- لحظه لو سمحتي، اء،،انا عايز اطلب من حضرتك حاجه ممكن؟
نفخت بخنقه وضربت أيد فوق أيد وقالت:- دانت العشم قاتلك، بس خير؟ في ايه تاني! 

عدل النضاره وقال:- أكيد بكرة أو بعده هتقبلي اعتذاري أنا متأكد من ده، لكن حالياً ممكن يعني بعد اذنك قبل ما تنامي تتكلمي مع عمي حليم! أنا مش عايزو ينام ويكون مضايق، ممكن؟
سلامة ابتسمت لأنها كانت هتعمل كده، لكن رفعت حاجبها بكبرياء وقالت:- بقولك إيه ؟متاكلش دماغي!!  وأنت مالك اتكلم مع بابا ولا متكلمش! حاشر مناخيرك في اللي ملكش فيه ليه! 

وللحظه افتكرت وقت العشا وأنه بياكل أكل معين وكملت بتوعد وقالت:- صدق فكرة! أنا هصالح بابا وكمان هسامحك بس بشرط؟
كشر عينيه بتعجب وقال بإستفسار:- شرط إيه ده؟

اتكلمت بتوعد:- أعمل حسابك إن الجيران كلهم معزومين ع افتتاح الكوافير بتاع فردوس بكره بعد العصر.
عدل النضاره وقال بعدم فهم:- كوافير!!! طيب وأنا أعمل حسابي في ايه مش فاهم؟ 

رفعت حاجبها وقالت:- يعني هتساعد الرجاله في رص الكراسي وتوزع عيش بلحمه أنت وعابد واخويا عبقرينو! ولو بابا قالك اقعد استريح! وأنت سمعت كلامه! عارف أنا هعمل فيك إيه؟

بلع ريقه بقلق ورجع راسه لورا وهز راسه وقال:- هتعملي إيه؟

من بين أسنانها قالت بتهديد:- هنلعب ثبت صنم وهاديك برجلي في وش امك اخفي ملامحك خالص فاااهم؟ قولت إيه؟ هتنزل بكرة وتنتشر في الحاره كلها زي باقي الخلق!!!  ولا اسلط عليك الواد عصفوره يشلفط وشك ويبقى أسمك من هنا ورايح!!!! مستر شلفوطه؟ 
جهاد:- ------


تعليقات