قصة جهاد وسلامه البارت الواحد والعشرون21 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الواحد والعشرون21
بقلم مريم نصار


فون سلامة رن وكانت شفاعه،شاورت لجهاد وقالت بتحذير:- أكتم، وطي صوتك مش عايزه أسمع نفسك امي بتتصل وأنت عُهده الله يخربيتك اتحدفت عليا من اي داهيه!!
وراحت عند الشباك ترد وسط صياح جهاد مع الدكتوره والممرضه وردت ع شفاعه وقالت:- الو ياماما.

شفاعه:- الو؛؛ ايوه يا بت يا سلمى فينك كل ده يا اللي تنشكي؟
ردت سلامة بضجر:-  ايوه يا ماما يعني ما تبقيش شفاعه غير لما اسمع منك نشيد الصياح ده؟
شفاعه بتهكم:- يا بت ردي عليا أنتي فين كل ده؟ وايه اللي اخرك كده؟ وجهاد فين قلبي واكلني عليه منك؟!
عوجت سلامه بُقها :- يعني هاخطفه مثلاً سي جهاد؟ ده بدل ما قلبك ياكلك عليا أنا!! خايفه عليه هو وانا لأ؟  هو انا مش بنتك ولا إيه؟!

شفاعه بتريقه:- لأ مش بنتي؛ بدلوكي في المستشفى،، حتى مناخيرك اكبر من مناخيري وده اكبر دليل انك مش بنتي.
نفخت سلامه بضجر:- اللهم طولك يا روح؛؛ يا ماما انا مناخيري مش كبيره بطلي تتنمري عليا بقى، وخلاصة الكلام؟؛ ساعه ونكون عندك إن شاء الله.

سمعت شفاعه صوت صريخ وكشرت عينيها وقالت بتسائل:- بت يا سلمى ايه الصوت اللي انا سمعاه ده؟ مين اللي بتصوت كده؟ وانتي فين انطقي؟

سلامة خافت إن أمها تعرف باللي حصل و وقتها مش هتسكت؛شاورت لجهاد يسكت وهو مش سائل فيها واتغاظت اكتر لكن ردت على امها وقالت بتوتر:- آه،، ما فيش ،،ما فيش حاجه يا ماما دي؛!!  دي!!  آه دي  واحده بتولد في الشارع جالها الطلق باين وهي في المواصلات.
شفاعه زعلت وشهقت:- يا عيني يا ربي اسم الله عليها طيب وفي حد معاها ولا هي لوحدها يا كبدي؟

سلامه بحيره :- ايوه اه طبعا يا ماما في ناس كتير معاها، بس يا عيني شكل الموضوع صعب عليها.
ردت شفاعه بعفويه:- اه تلاقيها بكريه يانور عيني ،وولاده البكريه صعبه اساليني انا كنت بموت وانا بولدك ياوش الهنا.
وكملت:- روحي يا بت قوليلها تاخد نفس وتطلعه على مهلها ومتخافش.
  سلامه فتحت عيونها بزهول وبصت على جهاد وبصت على الفون وقالت لنفسها:- اقوله ياخد نفس ويطلعه على مهله؟  وبعدين في الورطه دي!! كل ما اطلع من نقره اقع في تحضيره مع ابن الورمه ده؛؛ طلع ليا منين بس ده يا ربي،اوووف.

شفاعه لسه سامعه الصوت وركزت قوي وقالت باستغراب:- يوه!! هى مالها صوتها خشن كده ليه؟ ده زي ما يكون صوت راجل.
سلامه بسرعه حطت أيدها ع الفون تكتم الصوت عن أمها، وشاورت لجهاد بتوعد، وشافها وقال بألم:- مش قادر اعمل ايه يعني آااااه يا بطني.

ردت سلامه بتوتر:- هههه اه يا ماما انا برده لما سمعت الصوت اول مره افتكرته راجل،بس كنت غلطانه!!!!.
قالت سلامة اخر كلمتين متعمده وهي قاصده توجه الكلام لجهاد اللي سمعها واتضايق جدا وحاول يهدا ويثبتلها انه مش ضعيف، وغمض عينيه وقبض على ايديه والدكتوره بدأت تتعامل معاه.

شفاعه بلهفة:- يابت روحي للوليه اللي بتولد وقوليلها اللي قولتلك عليه ، ياما نفسي تسمعي كلامي من أول مرة.
سلامة بعدت شوية وقالت:- هو حوار يعني؟وبعدين خلاص يا ماما الناس خدوها ومشيوا.
شفاعه حبت تنهي المكالمه وقالت:- قُصره، هتيجي امتى ستك عايزه الدوا وابوكي استعوقك وكان هو اللي هيتصل عليكي، وانا قلتله انا كلمتها من ساعه؟ وكانت بتجيب التلافون لجهاد، انتي فين بقى كل ده واديني جهاد اكلمه.
سلامه بتفكر تخرج من المشكله دي ازاي وقالت:-  جهااااد،، اااه جهاد هو انا ما قلتلكيش؟
شفاعه بتريقه:- لأ ما قولتليش؟!
سلامه:- هههه اصل جهاد قالي هاروح الجامع خمسه وراجع، وشكله كده هيعمل زي الناس، وانا اهو في الشارع اول ما يطلع هنركب توكتك وهنيجي بسرعه إن شاء الله.
شفاعه:-  ماشي واقول لابوكي ايه؟ أبوكي على آخره منك.
ردت عليها:- قوليله جايين يا ماما هو انا يعني في الملاهي ولا بتفسح ده انا طالع عيني من الصبح تأمين صحي وتأمين شامل يلا سلام بقى.
شفاعه:- سلام ياختي وربنا يسترها عليكي يا بنت بطني يا رب.
ضحكة سلامه وقالت:-  يعني طلعت بنتك اهو ومبدلونيش في المستشفى ونفس المناخير  هاا، هههه سلاموز يا شوشو يا حبيبه قلبي.

قفلت مع شفاعه وراحت عند جهاد والممرضه قالت لها:- لو سمحتي استني بره احنا خلاص 10 دقايق ونخلص وهو هيخرج لحضرتك.
خرجت سلامه وهي بتبص على جهاد وقفلت الباب وما تعرفش ليه حسيت بالقلق لما شافته كده، اتنهدت وقعدت في الانتظار لوقت مش كبير ونفخت بخنقه وقالت:- وبعدين بقى في المصايب اللي بتتحدف عليا كل شوية دي؟ مش كفايه مش عارفه أسأله عن الانسيال؟ شافه ولا مشافوش؟ واللي غايظني أنه مقالش حتى لاقاه ولا لأ!!! اوووف ياسلمى أكيد ماشافوش، لو شافه كان اتكلم وقتها يعني، يارب ابو فصاده ميكونش لاقا الانسيال وشقطهُ يااارب.
 وبعدها شافت جهاد جاي ماشي في الطرقه وماسك بطنه وقامت راحت لعنده وقالت:- ايه عامل ايه دلوقت؟!
جهاد كان زعلان جدا منها ورد بتعب وزعل في نفس الوقت:-كويس متشكر.
كان واضح على ملامحه انه زعلان منها وقالت:- اللاه؛؛ ما لك بتقولها كده زي ما يكون انا السبب؟

بصلها وقرب منها بهجوم واتكلم بنفاذ صبر، وسلامه اتخضت ورجعت لورا وهو قال:- الكارثة الحقيقيه انك مش حاسه بأي ذنب من ناحيتي؟ والمصيبه فعلاً انك مصدقه انك ما عملتيش فيا أي حاجه،؟ انا كنت هموت بسببك وتقولي كأنك السبب؟! روحي يا شيخه الله يسامحك مش عارف اقولك ايه؟ انا بجد اتبهدلت قوي قوي.
عوجت بقها وقالت:- انا مش هرد عليك علشان عذراك، ما هو برده اللي حصلك النهارده مش شويه ياعيني، وبعدين تعالى هنا؛!!!  يعني انا ايه اللي عرفني انك فرفور كده من اول طبق فول وفلافل سلمت نمر و وقعت مني؟ هااا.

صك على اسنانه منها وقال:- انا فرفور؟!  انا فعلا مش هرد عليكي لان الكلام معاكي مش جايب اي نتيجه.
مصمصت شفايفها وقالت:- طيب ياخويا وفر كلامك ويلا بقى نروح البيت؛ امي اتصلت واستعوقتني.
كشر عينيه بتعجب وقال:- استعوق إيه ؟!! 
ردت بهجوم:- لأ باقولك ايه؟!!!!  انت مش جاي من جاردن سيتي ، واستعوقتني يعني اتأخرنا عليهم ياخويا، يلا بقى وقصر في الكلام انت مش عيان؟ ابلع ريقك شويه، ويلا تعال معايا نشوفلنا توكتك خلينا ننجز.
ورفعت صوبعها في وشه وكملت بتحذير:- وحسك عينك حد يعرف باللي حصلك، أنا مش ناقصه كل شوية اخد حصة عتاب بسببك اشطا؟! 

اتنفس غيظ منها وقال:- لازم تنفجري فيا لاي سبب؟ هيحصلك حاجه يعني لو اتكلمتي بهدوء؟! انا عندي صداع مش عند حد، وشكرا جدا على الفطار اللي كان هيجيب اجلي، واطمني أنا أصلا مش عايز حد يقلق عليا.
ردت ببرود:- العفو،  سابته ومشيت وهو اتغاظ جدا منها ومشي وراها وركبوت توكتك وكانوا ساكتين تماما لحد ما وصلوا اخيرا للحاره ونزلت سلامه وقبل ما تحاسب كان جهاد مطلع الفلوس وحاسب هو من غير كلام وتحركوا جوه الحاره سلامة لمحت و شافت عصفورة طالع ع سلم خشب قدام المكتب بتاعه يشيل الورق من ع اليافطه بتاعته، وزاد الفضول أنها تعرف واحد مسطول زي عصفوره هيفتح مكتب إيه بالظبط!! وقالت لجهاد:- بقولك ايه ؟ تعالى نشوف الواد  عصفوره ده بيعمل ايه؟.
مشي معاها وعصفورة شال الغلاف ونزل من ع السلم ومش متوازن وبينضف أيديه وبيشرب سجاير، وقفت سلامة وتنحت هى وجهاد لما شافوا المكتوب على اليافطه وبيقروا في صوت واحد وقالوا بزهول:- مكتب ابو عبصد للضحك المتواصل، محل نُكت، الضحك عندنا وبس، اضحك يابن الكئيبه (تحت إشراف) ملك النُكته الجديده عصفوره بية الطاير.

بصوا لبعض بدهشه ورجعوا بصوا لعصفورة تاني وكان في عالم موازي وبيدندن وهو مش في وعيه وشافهم وضحك وقال:- اللاه! مـ. مين!!! الـ.. الميس والمهندز؟ 
وشاور ع اليافطه وقالهم:- اي،، إيه رايكوا في الجمدان ده؟ داكور مفيش بعد كده ،مكتب عصفورة بية.
سلامه بنفاذ صبر:- جمدااان وداكور؟ هو فين الجمدان ده ياعصفورة؟ فاتح مكتب للنُكت؟ أنت واعي ومصحصح للي أنت بتعمله؟
شوح بإيدو ليها وقال:- اء..انا مصحصح اوووي، انا المهندز عصفوره بية الطاير، صاحب أكبر محل نُكت فيكي ياجمهوريه.
ضربت كف بكف وقالت:- استغفر الله العظيم يارب، انا عملت إيه بس في حياتي علشان اتعامل مع الأشكال دي؟، يابني أنت مجنون؟ هو في حاجه في الدنيا اسمها محل للنكت؟ جديده دي.!!!

ضحك ليها وقال:- اهو شوفتي! الجديد كله عندي انا بقى، لأ ومش بس كده! ده الزبون اللي هيضحك هياخد خمسه جنيه مكافاه لزوم الشغل، جر رجل يعني؛ علشان الرجل تروح وتيجي،  هاااا ايه رأيك في أفكاري؟
بصت لجهاد وهمست بدهشه:- خمسه جنيه؟ يعني الناس هتضحك ببلاش وهتاخد فلوس كمان؟ 
جهاد ضحك بصمت وعصفوره رد عليها بالإيماء وقال:- ايووووه
ردت بتهكم :ـ دي الناس هتضحك من قلبها بس مش من النكته! دول هيضحكوا ع خيبتك، بلا خيبه الله يخيبك.
وبصت لجهاد اللي كاتم الضحكه وعينيه ع اليافطه وقالتله:- يلا ياعم نمشي من هنا هو برج واحد اللي فاضل في نفوخي.
اتحركت كام خطوه وجهاد مشي وراها وعصفوره هرش في قفاه وهو بيقول:- اعمل حسابك إنك هتضحك ياستاذ جهاااد، أنت أول زبون اشطاااااا؟
جهاد مردش عليه وحصل سلامة اللي ماشيه تكلم نفسها ومتغاظه وهو كان مبتسم وقال:- هتفضلي متنرفزه كده كتير؟
ردت عليه وقالت:- يعني بزمتك دي حاجه تفرح دي؟ في حاجه في الدنيا اسمها محل للنكت؟
ضحك جهاد لأول مرة، وسلامة وقفت وقالت بتعجب:- أنت بتضحك؟ يعني أنا متغاظه وأنت بتضحك؟

رد عليها:- انا فعلاً بضحك انتي متخيله ضخامة مشروع زي ده! متكلف مكتب واساس ويافطه ضخمه ،متخيله عصفورة جازف وعمل مشروع غريب من نوعه، لأ وكمان هو اللي هيدفع مقابل إن الزبون يضحك ومش عايزاني اضحك هههههههه.

ضحكت هى كمان وقالت:- ع قولك والله، بس شكل الصنف اللي بيشربه مضروب،مبقاش في ضمير خالص.
حل الصمت بينهم للحظات وبعدين سألته:- أنت  هتعمل ايه دلوقت؟
كان نفسه تبقى معاها أطول وقت ممكن و يطلع معاها كمان بحجة أنه يسلم ع مامتها لكن في نفس الوقت عايز يرجع على بيته علشان يتصل على باباه ومامته لأنه مشتاق ليهم كمان  وقال:- انا هاطلع استريح انتي عارفه بقى اللي حصل معايا، أنا تعبان شوية من وقت غسيل المعده ده.
وبصلها وكمل بلطف:- انسه سلمى.
بصتله وقالت:- أيوه ياستاذ جهاد عايز حاجه؟
رد وقال:- أبدا انا بس كنت عايز أشكرك، رغم إن اليوم كان مرهق ومتعب لكن بالنسبه ليا كان يوم مميز انا بجد بشكرك، وبشكر طنط شفاعه انها وافقت انك تنزلي معايا تساعديني في اني اشتري تليفون.

معرفتش ترد تقول ايه في مواقف زي دي لكن هزت راسها ليه بعمليه وقالت:- ماشي.

بصلها واتفاجئ من ردها وهز راسه بقلة حيله.
لوهله افتكرت أنه كان عايز يقولها حاجه مهمه قبل ما بتعب، ولفت وسألته بفضول:- هو أنت كنت عايز تقولي ايه واحنا بنفطر؟ وياترى إيه الحاجه المهمه دي؟

كان واقف محتار بين أنه يقولها إن عنايات بتهدد بحريق الورشه والمحل الجديد ويكون ظالمها وأنها بتتكلم وقت ضيق مش أكتر، ومتعملش اي حاجه، وبين إنه ممكن تحصل مشكله ع الفاضي بينهم ومحدش يصدقه وشاف أنه كده هيعمل فتنه بينهم وصرف نظر أنه مايتكلمش وفكر في رد أو حجه يهرب بيها وقال:- اء،ابدا اء،،انا كنت عايز،، أحم عايز؟؟؟ آه ايوه كنت عايز اطمن على عمي حليم عايز يعني أعرف إيه سبب اللي حصله و وصل للحاله دي، أحم هل حادثة ولا .....! 

اتنهدت سلامة وقالت بحزن داخلي:- أبدا تقدر تقول إهمال.
وحاولت ترجع لطبيعتها وقالت:- دي حكايه عايزه قاعده وكوبايتين شاي أنت وعمك حليم ، بس دلوقتي أنا هطير ع البيت زمان امي مستنياني بابو ورده سلاااام.
كل واحد طلع على بيته،جهاد دخل الشقه وحدف نفسه على السرير بتعب وتهالك ورغم تعبه سرح في سلمى البنت اللي خطفت قلبه ورجع يفكر في احداث اليوم من تاني وبيضحك على نفسه وهو واقف ع عربية الفول واللي حصل معاه، وبعدين أبتسم وافتكر الفون وقام بسرعه علشان يتكلم مع عيلته.

في المهندسين.

نضال قاعد يتفرج على التلفزيون وحاسس بالملل، رجاء بتسقي الزرع في البلكونه، ريناد في اوضتها بتذاكر، وكان في هدوء غير طبيعي وملل في البيت وكل واحد في وادي لوحده، ام السعد في المطبخ بتعمل قهوه لنضال وخرجت تقدمها ليه وقالت:- اتفضل يا نضال بيه قهوة حضرتك.
اخدها منها وقال:- متشكر يا ام السعد.
:- العفو حضرتك وكانت رايحه على المطبخ وتليفون البيت رن لكن نضال قالها:- شوفي مين يا ام السعد لو سمحتي، ولو حد من اصحابي قوليلهم اني مش  موجود انا ما ليش مزاج اتكلم مع حد.
هزت راسها بالايماء وقالت:- حاضر.
رفعت السماعه وقالت:- الو.
جهاد بإبتسامة:- الو ازيك يا داده انا جهاد.
ام السعد شقهت بفرحه:- سي جهاد والنبي صحيح ايوه ده صوتك عامل ايه يا سي جهاد طمني عليك؟
نضال قام وقف وهمس بفرحه:-جهاد!!!
رجاء مكنتش مصدقه وسابت اللي في ايدها ودخلت بسرعه وشدت السماعه من ام السعد وقالت بلهفه متداريه:- أحم، الو جهاد ابني.
جهاد ابتسم بحب واتكلم :- امي وحشتيني قوي.

كانت نفسها تصرخ فيه من اشتياقها ليه لكن مستحيل تبين نقط ضعفها قدام حد حتى لو الحد ده جوزها، و قعدت على الكرسي مكانها وبتكابر دموعها وقالت بهدوء:- جهاد ابني عامل ايه ياحبيبي!!  معقول كل ده؟ كل الفتره دي ماهانش عليك تطمن عليا؟
رد عليها باسف وقال:- اسف يا ماما غصب عني لسه يا دوبك شاري التليفون وشريحه حالا واتصلت عليكم على طول حضرتك عامله ايه دلوقتي وبابا وريناد؟
ردت عليه:- جهاد كلنا بخير المهم طمني عنك انت بتاكل كويس بتشرب كويس؟! ويا ترى المكان اللي انت فيه عايش فيه نضيف ولا لا؟! تعبت في يوم؟في حد بيضايقك حد اتعرضلك طمني عليك؟
جهاد قبل ما يرد على كم الأسئلة دي! سمع نضال وهو بيشد السماعه منها وقال:- هاتي اطمن على ابني، وايه كميه الاسئله دي؟! واحده واحده ع الواد هو استجواب؟و ما دام اتصل بينا يبقى ابنك كويس وبخير.
ورد على ابنه بإبتسامة:- الو ازيك يا جهاد يا ابني.
رد عليه بإبتسامة حب:- انا كويس جدا يا بابا؛ حضرتك عامل إيه؟ وحشتني جدا وكمان ريناد.
ابتسم نضال وقال:- وانت أكتر يا ابني وريناد هتكلمك حالا، لكن قبل كل ده حابب أعرف انت اتصلت على تليفون البيت ليه؟! وما اتصلتش على اي رقم لينا انا او مامتك ياترى ايه السبب؟
رد عليه وقال:- بصراحه خوفت يكون تليفون حضرتك متراقب وكمان قلت اكيد كلكم دلوقتي موجودين في البيت وحبيت اطمن عليكم كلكم فقررت اتصل ع الارضي.
ابتسم نضال بارتياح لأن ابنه بدأ يفكر وياخد قرارات من نفسه حتى لو كانت بسيطه واتنهد بإبتسامة رضا وقال:- تمام فكره كويسه جدا منك يا حبيب ابوك؛ كده أحسن برده، المهم طمني على احوالك.
رد عليه وقال:- انا كويس جدا يا بابا الناس هنا طيبه قوي وبيحبوني.
رد عليه بطمانينه:- انا كده مطمئن عليك وإن شاء الله في اقرب فرصه يسافر فيها اللي اسمه اكرامي ده؟! هابلغك علشان ترجع تعيش وسطينا من تاني.
اختفت ابتسامة جهاد ومردش على ابوه، إزاي مفكرش أنه هيجي يوم ويبعد عن الناس اللي حس بالدفء والألفة والحب معاهم، معقول؟! معقول هيجي يوم وابعد عن الحاره وأهلها؟ معقول هبعد عن سلمى..!!!! 

نضال كشر عنيه لطول الصمت وقال بتعجب:- ايه يا جهاد رحت فين؟
انتبه لابوه واتكلم بتيه وتردد:- ها،، اء،،  أبدا أنا مع حضرتك يا بابا احم، وا.... و إن شاء الله يا بابا إن شاء الله.
كشر عنيه باستغراب وقال:- ايه يا ابني  متأكد أنك بخير؟
جهاد حاول يحسن صوته علشان مايقلقش حد عليه وقال: أنا كويس صدقني يابابا، انتوا بس وحشتوني مش اكتر.

أبتسم أبوه وقال:-مش عايز تطمن على ريناد؟!
رد عليه:- ياخبر دي وحشاني جدا هي فين؟
نضال:- ثواني وتكلمك بس قبل ما انسى ياجهاد تبقى ابعتلي رقمك في رساله، وكمان طمن أسامه صحبك بيسأل عليك ديما.
جهاد :- حاضر يا بابا.
رينادبلهفه ودموع:-  ابيه جهاد!! عامل ايه يا حبيبي.

جهاد بلهفه:- رنود يا حبيبتي انا دلوقتي كويس جدا مش عايزك تخافي عليا، قوليلي انتي عامله ايه يا ريناد بتذاكري كويس؟
مسحت دموعها وابتسمت وقالت:- أنا كمان كويسه دلوقتي، وإن كان ع المذاكرة فامتقلقش بذاكر علشان تفرح بيا.
جهاد بحنين:- فرحتي بيكي لما تختاري طريقك بنفسك وتختاري انتي عايزه تكوني إيه؟ وانا هكون جمبك ومعاكي وعمري ما هتخلى عنك.
ريناد كشرت عينيها وحست بفرق في طريقة كلام اخوها واتكلمت بتساؤل:- ابيه جهاد هو أنت اللي بتكلمني دلوقتي بجد؟
ضحك ليها وقال:- مستغربه مش كده؟ انا كمان مستغرب نفسي لكن الأهم من كل ده أننا نعدي الفتره دي وكل حاجه هتكون زي ما إحنا عايزين انا بوعدك بده.

رجاء لسه عايزه تطمن على جهاد اكتر من كده وخدت السماعه من ريناد واتكلمت بهدوء:- جهاد طمني عليك، واحكيلي يومك بيبقى إزاي؟
جهاد سكت ومعرفش يرد يقول إيه؟ هيقول أنه بدأ يشوف الدنيا بعيون تانيه وأنه بدأ يحس ببذرة كيان بتتولد جواه، أو يقولها أنه بياكل من على عربيه فول، واتخيل رد فعلها وضحك بصمت لكن اتكلم وقال:- يومي كويس جدا يا ماما متقلقيش عليا، الناس هنا طيبه جدآ وا.....
سألته بأسلوب حاد:- اكلك هناك عندهم عباره عن إيه؟ هما المفروض عارفين إنك إبن مين هنا في مصر وا....
نضال قاطعها بسرعه وقال:- ايه يا رجاء هانم هو إبن القنصل وأنا معرفش؟ بشويش ع الواد ده اول إتصال ليه متخلهوش يندم أنه اتصل م البدايه.
رجاء رفعت راسها بكبرياء وقالت:- اوكي ياجهاد لينا مكالمه خاصه ع انفراد أعرف اتكلم معاك بحرية اكتر من كده ومش هوصيك ياجهاد، تاكل وتشرب كويس، واهتم ديما بلبسك زي ما عودتك وأهم حاجه النضافه ياجهاد مش هوصيك، اروفوار دلوقتي.
قفلت السماعه، ريناد راحت ع أوضتها ومبسوطه لمكالمة أخوها، نضال قعد يولع سِجار ومهتمش للي واقفه تبصله نظرات نارية، واتكلمت بحده وقالت:- ممكن اعرف أنت ليه بتتدخل بيني وبين أبني؟
ضحك نضال بصوت عالي وقال بسخريه:- إبنك؟ من شهر كان أبني واتصرف أنت يانضال اووو أبني هيروح مني يانضال، ولما نضال اتصرف وابننا بقى في أمان بقى دلوقتي إبنك وبتدخل بينكم؟ أنتي مخك فوت ولا إيه يا رجاء هانم؟ فووووقي ده بدل ما تحمدي ربنا إن إبنك بخير وقدر يعيش من غير سيطرتك عليه، نازله فيه اسئله وعايزه منه تقرير يومي وف أول مكالمه يامؤمنه؟ إيه الجبروت ده!!! 
وقفت قدامه وقالت:- بعيدا عن اسلوبك معايا المرفوض لكن أحب أعرف انت منتظر من ام تطمن ع أبنها ف أول إتصال ليه إزاي؟ إيه المفروض والمتوقع مني أني أعمله في موقف زي ده؟ 
وقف نضال قدامها وقال:- المفروض تحمدي ربنا أنه قدر يتعافى نوعاً ما من جبروتك وفرض أوامرك وسيطرتك عليه، ولا نسيتي؟ نسيتي النوم والصحيان بمعاد؟ نسيتي الأكل والشرب بمعاد؟ نسيتي إنك كنتي ممشيه جهاد زي حجر الشطرنج ومرفوض أنه يعترض أو يقول لأ على اي حاجه، عقم نفسك،، البس ده واعمل ده،، كان عايش في سجن، واحده غيرك تقعد تفكر وتحكم عقلها لكن للأسف انتي رافعه مناخيرك في السما ومش شايفه غير نفسك وبس.!! 

يوم الجمعة.

الكل طالع من المسجد بعد صلاة الجمعة وجهاد وشقاوة وحسين خارجين ومعاهم حليم وقال:- تقبل الله يارجاله.
ردوا عليه وقاله:- منا ومنكم.
شقاوه بتنهيدة:- أنا هطلعك البيت واروح مشوار ع السريع كده يمعلمي.
رد حليم بتصميم:- مش قبل ما نتغدا كلنا مع بعض.

شقاوه:- معلش يامعلم حليم أعذرني انا المرادي.

حليم برفض:- مستحيل دي ام العيال عامله الحلو كله علشان خاطرك أنت و جهاد.
جهاد ابتسم وقال:- والله ياعمي طنط شفاعه تعبت نفسها مكنش ليه لزوم التعب.
حليم:- يسيدي تعبك راحه،وعلى قلبها زي العسل يلا بينا بقى علشان هى حكمت علينا منفطرش بزمة علشان نتغدا بضمير.
الكل ضحك وطلعوا البيت وكانت تربيزة الأكل عليها أكل أشكال مختلفة،وقعدوا وجهاد قاعد جمب محاسن، شفاعه خارجه من المطبخ وبتحط الشوربه وقالت بضحكه:- يادي النور يادي النور والله منورينا يامرحب ياجهاد يابني كل ورم عضمك.
ابتسم جهاد و قال:- تعبتي نفسك ياطنط، كل ده أكل؟ بسم الله ماشاء الله كتير جدآ.
شفاعه حطت قدامه نص فرخه وقالت:- ياخويا كل كله من خير ربنا وسي حليم ربنا يبارك ف عمره يارب.
حطت باقي الأكل ولشقاوه ورحبت بالكل ، جهاد محتار ياكل ايه؟ ومنبهر بكم الأكل، سلامة خرجت من المطبخ وشايله طبق الملوخيه وقالت بهزار:- اوعى القطر وسع وسع لاجمد طبق ملوخ لُخ هينور السفره وحطته قدام جهاد وقالت:- أمسك امي بتقولك كُل متتكسفش.اهو قدامك جرين سوپ وبلدي تشكين و رايس حبة اند حبة.

جهاد ابتسم بقلق منها وخايف يروح المستشفى تاني، عبقرينو جاب العيش لجهاد وقال:- العيش اهو يا استاذ جهاد بص بقى ملوخية مصر كلها في حته!!  والملوخيه اللي بتعملها امي دي في حته تانيه خالص، ودوق واحكم بنفسك.
جهاد بلع ريقه بتوتر لأنه مش عارف ياكلها إزاي هو متعود يشربها بالمعلقه زي ما مامته معوداه، وبص لسلمى وهى بتحط العيش قدامه همست بصوت واطي ليه وقالت:- كُل ماتخفش أنت خلاص معدتك اتسفلتت وخدت مناعه يعني دلوقتي تاكل الزلط وميحصلكش اي حاجه.
جهاد:- متأكده.
سلامه:- عيب عليك وراك رجاله وكلمتي سيف يلا كُل وروق ع نفسك.
سابته وراحت للمطبخ وهو بص عليهم وشاف حليم وهو بيقطع العيش وبيقول لشقاوه:- يسلام يسطى شقاوه أهو طبق الملوخيه ده بكل الأكل اللي ع السفره احلا حاجه ودن القطه وتاكل وتنزل ع قلبك يسلاااام.
جهاد قال جواه:- ودن القطه؟! أنا سمعت الجمله دي قبل كده! بس فين؟! فين ياجهاااد!!! 
وفتح عينيه بدهشه وافتكر وقال لنفسه:- ايوووه بابا، و ودن القطه، الملوخيه اللي هى جرين سوپ.
وبص تاني ع حليم وشقاوة وقلدهم في اكل الملوخيه بالعيش  وكانت أجمل اكله اكلها في حياته.

محاسن بتاكل وشاورت لجهاد يقرب منها وسألته:- إلا قولي يا سنجاب.
الكل ضحك وجهاد بضحكه:- نعم يا آنه؟
محاسن بتركيز:- إلا هى المعده أذكى ولا المخ؟!
جهاد أستغرب السؤال في وقت زي ده لكن جاوب وقال:- المخ طبعاً أذكى يا آنه.
ردت بتهكم وقالت:- غلط ياعبيط، المعده هى اللي أذكى من المخ.
سألها بإبتسامة:- إزاي بقى يا آنه؟
محاسن:- المعده أذكى من المخ ليه بقى؟ المعده لما بتبقى فاضيه بتقول لصاحبها انها فاضيه،  اما المخ بطبيعته فاضي وسايب صاحبه يهرتل ويقرف اللي جابونا زيك كده بالظبط هههههههه.

عدا الوقت والكل قاعد مع بعض والجو كان دافي جدا لقلب جهاد اللي استمتع باالذ أكل في حياته، والاكله اللي بقت مفضله ليه هى الملوخيه اللي عجبته بشكل كبير جداً واتكلم عنها كتير وشكر شفاعه انها عملتها علشانه، حليم ملاحظ إن شقاوه ساكت وسأله قدام الكل:- اللاه مالك يسطى شقاوه؟ أنت في حاجه حصلت معاك؟ 
شقاوه:- لا ابدا يامعلم حليم أنا زي الفل.
حليم بشك:- فل ايه بس يابني؟ أنت من ساعة الغدا برده مكلتش زي الناس ودلوقتي قاعد في ملكوت تاني خير يابني في ايه؟
رد بتنهيده:- صدقني يا معلم انا تمام ،بس الشغل مريح اليومين دول وده اللي شاغل دماغي مش اكتر.
ربت ع رجله:- سيبها ع الله يابني رزقنا هايجلنا لحد عندنا.
شقاوه:- إن شاء الله.

جه الليل وجهاد واقف في البلكونه وشاف شقاوه قاعد قدام الورشه وسرحان، وشك فعلاً أنه في حاجه شاغله باله وفكر بسرعه ونده عليه وقال:- عابد..عاابد.
شقاوه بص لفوق وقال:- ايوه يا جهاد؟
جهاد :- اطلع تعالى نقعد شويه انا وانت نرغي.
شقاوه بوهن:- خليها مرة تانيه.
جهاد بتصميم:- يسيدي أطلع بس أنا عايزك في موضوع و هنشرب اتنين قهوة اطلع بقى.

شقاوة هز راسه وقال:- طيب هقفل الورشه وطالع.

قفل باب الورشه وطلع ع فوق فردوس بصت من ازاز المحل واتنهدت بزعل ، سلامة كانت قاعده معاها وسألتها:- مالك يابت قلبتي بوزك ليه؟
فردوس بحزن:- مش عارفه ياسلمى قلبي مش مرتاح.
قعدت جمبها:- ليه بتقولي كده يافردوس؟ حصل ايه لده كله؟
اتكلمت بتنهيده:- سي عابد مش عارفه ماله من امبارح متغير خالص وساكت حتى سلام ربنا بيقوله من تحت الضرس، ولا حتى سأل عني ولا سلم زي العاده ولا كأنه يعرفني.

سلامة كشرت عينيها بتعجب وقالت:- غريبه، طيب متعرفيش إيه السبب؟
هزت راسها بحزن:- وانا هعرف منين بس، انا قلبي واكلني لاحسن يرجع في كلامه أو يكونش محبنيش من الأساس.

عند جهاد.
ناول القهوة لشقاوه وقال:- أهو يسيدي أجمل فنجان قهوة مظبوط هيخليك تقولي مالك من غير تفكير مع اني بقالي ربع ساعة بتحايل عليك تتكلم وتقولي اللي خانقك قوي كده؟
شقاوه ساب فنجان القهوة ومسح وشه بأيديه واتنهد  بتعب وزعل وكأن هموم الدنيا كلها ع كتافه  وبص لجهاد وقال:- فردوس ياجهاد.
جهاد بفضول:- مالها ياعابد، اللي أعرفه إنك معجب بيها.
شقاوه بوهن وإحباط:- انا بحب فردوس ياجهاد بس شكلي هعلقها معايا فى حبال دايبه.
جهاد ساب فنجان القهوة ورد بتركيز وقال:- عابد انت قولتلي قبل كده إنك حابب صداقتي وانا وقتها فرحت بالصداقه دي وربنا اللي يعلم، واكون مبسوط اكتر لو فضفضت كل حاجه جواك يمكن اقدر.....
وسكت بعدها لضعف شخصيته بأنه ميقدرش يساعد حد، لكن كمل من غير تفكير واتكلم بجديه:- يمكن أقدر أساعدك ايوه أنا جمبك ومعاك احكيلي مالك وليه هتعلق الانسه فردوس معاك؟
شقاوه كان محتاج لحد غريب يحكيله ويشيل هموم كتيره جوه قلبه،واتكلم بدون مقدمات:- زمان وانا صغير كان عندي حلم ابقى حاجه حلوه لما أكبر، كنت لما أشوف مهندس او دكتور ولا ظابط كنت بتنح قدامه كده وافضل سرحان واشوف نفسي مكانه، بس بصحى من الحلم ده ع كابوس الواقع اني يتيم الأب وفي رقبتي امي واتنين اخوات بنات مسئولين مني ومحتاجين لكل مليم بشتغل بيه، المعلم حليم مقصرش معايا وفتحلي بيته قبل ورشته وخدني إبنه بس وقتها كان صعب عليا اني أعمل كل حاجه عايزها اشتغلت وتعبت وكملت تعليمي اي نعم هو معهد بس متعلم برده اي قرش بيجي كنت بحوشه علشان اخواتي والحمدلله جهزتهم وجوزتهم وامي راحت وهى راضيه عني، بس في وسط كل ده كنت ناسي نفسي ودلوقتي مطلوب مني اعافر تاني وأبدا من الصفر علشان أخد البنت اللي حبتها يا إما كده ياصرف نظر عن موضوع الجواز ده خالص واسيبها تشوف حياتها علشان مظلمهاش معايا.

جهاد بيسمعه وفي وسط الحكايه دي اتعلم منها كتير جدآ، وعرف أنه كان مرفه ومتعبش في حياته زي عابد ولا زي غيره، عابد شال مسئولية أب واخ وابن وهو لسه صغير وجه الوقت علشان يستريح ويروي قلبه بقرب حبيبته، جهاد فهم من باقي كلام عابد إن الماديات هى العائق الوحيد اللي واقفه في حياة شقاوه وغيرو من ناس كتير وحاول يتكلم بلطف وقال:- يسيدي زي ما عمى حليم بيقول ديما ارمي حمولك على الله، وبعدين هو انت مش عندك شقه؟ يبقى فين المشكله؟
شقاوه:- المشكله إن الشقه ع المحاره، واللي معايا مش هيكمل كل تكاليف العفش والجواز.
جهاد بتفكير:- طيب أي رأيك تتقدم للانسه فردوس واتفقوا مثلاً ع سنه و واحده واحده تخلص في الشقه.
رد عليه:- لو اتقدمت أقل حاجه هيطلوبها الشبكه، وانا دلوقتي مش جاهز لأي حاجه السيوله اللي معايا متكفيش تكاليف الشبكه والذي منه، المشكله إن فردوس عرفت أني عايزها وهى كمان موافقه عليا، والمصيبه الكبيره اني مش هستحمل لو حد جه خدها مني أنا جوايا نار مش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاي؟ والعمر بيجري.
حل الصمت بينهم لوقت كبير وشقاوه قام وقف وقال بيأس:- أنا هروح.
جهاد وقف قال:- أسمع ياعابد أنت هتقعد معايا انهردا، والصبح إن شاء الله هتتحل من عند ربنا.
رد عليه برفض:- مش هينفع ياجهاد.
جهاد بتصميم:- مش هينفع ليه؟ أنا قاعد لوحدي وأنا خلاص اخدت قرار ومش هتراجع فيه، أنت هتدخل تنام والصبح إن شاء الله تكون كل حاجه اتحلت.
شقاوه بإحباط:- هتتحل إزاي بس؟ دي عايزه معجزه.
جهاد ربت ع كتفه وقال:- ربك هيحلها إن شاء الله، نام أنت بس وريح دماغك ومتفكرش كتير، تصبح على خير.
شقاوه بتنهيدة وجع:- وأنت من أهل الخير.
ولانه عارف البيت دخل الاوضه الصغيره ينام فيها من سُكات والباب كان مفتوح، جهاد شافه نايم باصص للسقف وهموم العالم كلها في عينيه، فضل جهاد يفكر ايه الحل؟؟!!! 

طلع النهار وكل واحد رايح على شغله.

فردوس معديه قدام الورشه وشقاوه كان شغال كأنه بيطلع الكبت اللي جواه في الشغل، ومش شايف حد قدامه، فردوس كان نفسها تقوله مالك متغير ليه؟ وفيك ايه؟لكن عزت نفسها منعتها واكتفت بأنها تقوله برسميه:- صباح الخير يا سي عابد.
شقاوه من غير ما يرفع راسه لها اكتفى بأنه سمع صوتها ورد عليها بتجاهل غصب عنه:- صباح الخير.

اضايقت من تجاهله ليها ومشيت بسرعه وقفلت باب  الازاز بتاع الكوافير بقوه وسمعوا شقاوه وغمض عينيه ونفخ بخنقه، هو عارف أنها ملاحظه تغيره من ناحيتها واكيد هى مضايقه بسببه وأنها أكيد هتفهمه بطريقه تانيه وأنها كانت فترة مؤقته مش أكتر، وساب اللي في ايده ودخل جوه الورشه

سلامه بتخبط على باب جهاد لكن ما بيفتحش، شفاعه سمعتها ووقفت قدام الباب وقالت:- بتعملي ايه عندك يا سلمى؟!
سلامه لفت ليها وقالت:- ستو محاسن عايزه جهاد وبخبط عليه اديلي مده مبيفتحش.
شفاعه ردت:- ياختي كنتي سألتيني وانا اقولك؛ جهاد مش موجود في البيت من النجمه.
كشرت عينيها وقالت:- ايه هيكون راح فين يعني؟!

شفاعه:- راح مع اخوكي يشتروا العيش الصبح من الفرن،وبعدها قالي انه هياخده مشوار يتمشوا شويه قلتله وماله اهو يتلم عليك احسن ما يتلم على شباب الحاره ويبوظ اكتر ما هو بايظ.
سلامه سألت نفسها:- هيكون راح فين من صباحيه ربنا؟!
شفاعه رفعت حاجبها وقالت:- ايه ياختي هتفضلي واقفه عندك كده كتير!! انجري قدامي انشري الغسيل عايزه اخلص اللي ورايا علشان بعد الضهر رايحه انا وابوكي نشوف عمتك شوقيه.
سلامه بغيظ:- يوووه هو كل يوم غسيل ونشير انا عايزه انزل اقعد مع فردوس شويه.
شفاعه من سُكات قلعت فرده الشبشب ، سلامه خبطت برجليها في الارض ودخلت البيت وهي بتبرطم من الغيظ، ومحاسن قالت بصوت عالي:- بت يا سلمى ناديتي على الواد فؤاد؟
ردت بزهق:- ايوه يا ستي هو مش موجود طفش وارتحنا منه.
محاسن لنفسها :- ينيلك يا مرجان طفشت من غير ما تودعني؟! فين ياواد الشندوتش؟

يسريه مرات بكار دخلت الاوضه لجوزها وكان نايم بعمق وهي ضحكت بسخريه وقعدت جنبه خبطته بالمخده وقالت:- قوووم ياخويا الضهر إدن بكفاياك نوم نامت عليك حيطه.
بكار ما حسش قوي وحك انفه وكمل نوم يسريه هزته من كتافه وقالت بصوت عالي:- انت يا بكار الزفت؛ قوم ياخويا كل ده نوم ايه استراحه هي؟!
صحي بكار واتعدل بزهق وقال بنعاس:- يا فتاح يا عليم عايزه ايه على الصبح يا يسريه انتي يجرالك حاجه لو شوفتيني مريح شويه؟ جرى ايه الكوكب وقع عليه كوكب تاني ولا ايه؟

ضحكت بتريقه وقالت:- هيهي كوكب؟! وليك نفس تهزر يابو العيال ياللي مش عارف تصرف عليهم تمن اللقمه حتى؟
نفض هدومه بزهق وقال:- اااه موال كل يوم اللي مش هنخلص منه ده؟ هو حد قالك ياختي اقعدي خلفي؟ ده انتي ما صدقتي فاتحالي حضانه؛؛ وهنسميها حضانة بكار و أعوانه، ما ترحمي شويه انتي مش مخلياني اشم نفسي زي باقي الخلق.

رفعت حاجبها وقالت بتشفي:- من اعمالكم سلط  عليكم ياخويا.
ضحك بكار بسخرية وقال بتريقه:- لا واسم الله عليكي انتي ما شاء الله؛ الايمان والتقوى بينقط منك حوش حوش يا بت؛ ايش حال احنا دافنينو سوا يا يسرية.
خبطته في كتفه وقالت:- هو ده اللي بناخده منك قوم يا عرة الرجاله قوم.
وكملت بحزم:- قوم روح لامك واضحك عليها بكلمتين خليها ترميلك قرشين اهي لسه قابضه المعاش اول الشهر.
نفخ بحيره وقال:- ما بلاش دلوقتي يايسريه واخذي الشيطان.
يسريه قامت وقفت وقالت بتهديد:- يا تروح وتعمل اللي قلتلك عليه!!! يا توريني عرض كتافك من هنا انا مش فاتحاها مؤسسه.
خاف من تهديدها وضحك ليها وقال:- اللاه اللاه، ايه بس مالك يا ست الناس كلهم معاش ولا كان اللي يعكر مزاجك، انا بس قصدي من القول؟ اني بخطط للتقيله يا بت.
يسريه بفرحه:- بجد يا بكار.!!!
بكار بص قدامه :- بجد يام العيال، اصبري وشوفي بعينيكي اللي المعلم بكار هيعمله.

بعد الضهر

شفاعه كانت لابسه وجاهزه وقالت عايزه حاجه يما اجيبها لك وانا راجعه؟
محاسن بقلب ام:- عايزاكي طيبه يا نور عين قلب امك.
شفاعه ابتسمت:- انشاله ما اتحرم من دعاويكي الحلوه دي يا محاسن يا رب، وانتي يا حماتي مش عايزه حاجه من عند شوقيه؟
نبويه :- تسلمي يا حبيبتي سلميلي عليها وعلى عيالها تروحوا وترجعوا بالسلامه.
شفاعه:- آمين يا رب.
محاسن:- هتتأخروا يا شفاعه انتي وحليم؟
شفاعه:- لأ يما مسافه السكه يعني قبل العصر بالمشيئه هنكون هنا، وما تقلقيش البنت سلمى قاعده معاكم يلا اقعدوا بالعافيه، احسن سي حليم يستعوقني تحت.
محاسن ونبويه:- يعافيكي يا رب طريق السلامه.

حليم قدام الورشه في العربيه وقال:- ايه ياسطى شقاوه هو الواد عبقرينو لسه ما ظهرش؟
شقاوه:- لا يا معلمي تلاقيه في أي حاره وشويه وهيظهر.
شفاعه جت وقالت:- العواف عليك يا سطى شقاوه.
شقاوه:- يعافيكي يا خالتي عامله ايه؟
شفاعه:- الحمد لله في نعمه، وبصت على حليم وقالت:- مانا قلتلك ياسي حليم إن عبقرينو مع جهاد من الصبح ما تخافش عليه.
حليم هز راسه:- ايوه صح نسيت إنك قولتيلي ربنا معاهم، طيب يلا اركبي والاسطى شقاوه هيوصلنا.
ركبت جمبه وشاورت لفردوس م العربيه وشقاوه ركب العربيه واتحرك ومبصش على فردوس اللي عينيها مليانه دموع من معاملته الجافه واللي مش عارفه سببها.

بعد شويه.

سلامه شايله كيس الزباله وبتفتح باب الشقه علشان تحطه جمب الباب وكان بكار واقف قدام الباب لسه هيخبط وضحك ببلاها وقال:- سلامه بنت اختي؟!
ابتسمت سلامه بتكليف وقالت لنفسها:-بكار وكيس الزباله في وقت واحد؟! سبحان الله، وحمحمت اهلا يا بكار خير؟
ضحك وقال:- يا بت انا خالك مفيش احترام ولا إيه؟! وضحك.
سلامه بسخريه:- هيهيههي هو انت تعرفه اصلا؟! و ما قلتليش بقى!!  خير يا بكوره انت طالع لحد من السكان وواقف هنا بالغلط ولا ايه؟

بكار:- لا يا حلوه انا جاي اشوف امي ولا عندكم مانع؟!
سلامه بسخريه:- امك!!! وده من امتى ده؟ بس وماله تنور بيت اختك خش تعالى.

دخل وعنيه في كل مكان وقال:- يا رب يا ساتر.

سلامه خبطت ايد على ايد وقالت بسخريه:- ادخل يا بكار مفيش حد هنا غير ستي يعني البيت فاضي تقدر توصل الود لامك براحتك.
بكار عوج بُقه وقال:- يخربيت التقطيم اللي انتي فيه، يا بت لسانك ده يتفاتله بلاد.
ضحكت وقالت:- امال انت ماهاجرتش ليه يا بكوره لحد دلوقتي؟ تعالى تعالى قبل ما ستي تنام

محاسن:- مين ياسلمى؟

بكار دخل عليها ومثل الاشتياق والحنين وقال:- دانا يما مرشدي.
محاسن سكتت وبصت بعيد ونبويه معلقتش، دخل بكار قعد قدامها على ركبه وباس على أيديها وقال:- وحشتيني يما.
محاسن شدت أيديها وقالت بنفور:- جاي ليه يامرشدي!! جاي ليه تاني بعد السنين دي كلها؟

سلامة قعدت جمب ستها نبويه وبيتفرجوا على بكار وكمل بحزن مصطنع:- ليكي حق تستغربي مجيتي يما، انا استاهل كل اللي يجرى ليا انتي ما تعرفيش ربنا عمل فيا ايه؟ وانا تعبت من الشقى والغلب وجاي عايز رضاكي عليا علشان اعرف اعيش، انا بموت كل يوم يما ابوس ايدك سامحيني.
محاسن عينيها لمعت لكن ردت بجمود:- امك!!!!! طيب امتى وازاي؟! عايزني اسامحك ازاي؟ وامتى كنت امك او حسستني اني ليا ابن لما يتهد حيلي اترمي عليه؟ سبتني ورمتني وربنا حط في طريقي حليم جوز اختك، ولولاه بعد ربنا كان زماني في اي دار مسنين ولا مرميه في اي شارع،، جاي دلوقتي تقولي امك بأمارة ايه يا مرشدي؟ انت مَوتت فرحتي بيك، رحت اتجوزت وخلفت وانا ما اعرفش عنك اي حاجه، لا شكل مراتك وحتى عيالك لا اعرفهم ولا هما يعرفوني،، موتتني في عين عيالك وبقيت عاله عليك، كام ليله تعبت وانا بنادي باسمك الاقي شفاعه هي اللي جنبي؛؛ كام ليله كنت محتاجه لكتفك ما الاقيش غير كتف حليم هو اللي سندني، كام مرة وكام شهر وكام سنه، عمر بحاله دوقتني فيه المر وعايزني اسامحك؟
سلامه اتخنقت جدا علشان ستها وكلامها اللي وجع قلبها ، وعينيها لمعت وكان نفسها تولع في بكار وزاد كرهها ليه وقامت وقبل ما تنفجر فيه بعصبيه؟! ستها نبويه مسكت ايدها وهزت راسها ليها بأنها ما تتكلمش، وقعدت سلامه مكانها بنرفزه وعينيها بتطلع شرار للي اسمه بكار، اما بكار اتأثر نوعاً ما ، لكن مصلحته فوق كل شيء، وحط وشه بين ايدين امه ومثل العياط وقال:- حقك عليا يما انا كنت غلطان، الدنيا كانت سرقاني حقك على راسي ،انا كرهت نفسي، اعملي فيا ما بدالك اعملي اللي انتي عايزاه، بس ابوس رجلك سامحيني انا تايه يما والدنيا جايه عليا جامد، انا مش عارف اعيش سامحيني يما علشان لو مش هتسامحيني انا  هموت نفسي.

قلب محاسن حن زي قلب اي ام ، واي حد مكانها عاطفة الامومه هتتغلب عليه وطبطبت راسه وقالت:- طيب بس بس بطل عياط انت راجل كبير وعيب تعيط زي النسوان كده؛؛ وقوم الله يخربيتك،راسك خَدلت أيدي، انت ايه بغل؟
سلامه هزت راسها وعرفت اللي فيها وان ستها غفرت لابنها.
بكار امتص الشتيمه ومثل الضحكه وقال بفرحه:- يا حبيبتي يما، انا كنت عارف، انا جاي وعارف انك هتسامحيني، طول عمرك قلبك ابيض.
 محاسن بجمود:- سامحتك اه بس قوم من قدامي عايزه افرد رجلي، انت اتكومت قدامي زي شكاره الأسمنت كده ليه؟ وسع كده وقوم اترزع على الكرسي زي البني ادمين.
 قام بكار وقعد جنبها وقال:- يعني صافي يا لبن.
ردت بقلة حيله:- روح يابني مسامحاك وربنا يهديك ويرضى عليك.

بكار ببلاها:- حيث كده بقى بالمناسبة الحلوه دي الاقيش عندكم ساندوتش ولا حاجه!! حاكم انا ماكلتش وعلى لحم بطني من امبارح ولا ايه يابنت اختي؟!

 سلامة بسخريه وغيظ:- ساندوتش؟!!!  وماله حاضر يا اخو امي.
 ومشيت وهي بتقول:- اه الراجل مفكر انه هيخيل عليا اللي عمله ده؟ وجاي يضحك على ست كبيره بحركتين ودمعتين، مايعرفش اني عملتها قبل منه، بس ماشي، حاااااضر يا بكار انت ورشيده مراتك، إن ما وريتك؛؛ واحلى ساندوتش لاحلى بكار.
 دخلت المطبخ وجابت جبنه رومي ولانشون وفول وعملت شاي بحليب وعملت ساندوتشات وراحت قعدت جنب خالها وقالت بابتسامه ماكره:-اتفضل يا خالو احلى فطار، ده النهارده عيد أمسك.
ضحك بكار وقال:- ياااه اخيرا اعترفتي اني خالك؟ انا شكلي بحلم وايه كل السندوتشات دي كلها؟ أنتي متوصيه بيا قوي؛؛ ايه ده؟! جبنه رومي ولانشون وفول كمان هههههه طيب ابدأ بأيه انا دلوقتي محتار كلهم اجمد من بعض؟
 ردت سلامه بخبث:- ابدأ بالفول واختم بالرومي يا خالو.
 مسك سندوتش الفول اللي متغرق شطه وملح وقال:- وماله مش هزعلك يابنت اختي.
 مع اول قطمه منه بنهم ملحوظ!!! لكن فتح عينيه على الاخر وقبل ما يتنفس ويتكلم، سلامة مسكت ايده وهمست في ودنه بتحذير:- اوعى تكون فاكر انه هيخيل عليا الداخله دي؟ انا بنت شفاعه وحفيدت محاسن، والدم اللي بيجري في عروقي للأسف نفس دمك وفاهمين بعض قوي، ودي اول هديه مني ليك، ولو انت صادق فعلا كُل وانت ساكت واثبتلي اني كنت غلطانه.
واتنهدت بتمثيل وحطت ايدها ع رجله وقالت بتلميح:- اييييه؛؛ ولا هيبقى خساره شوية الشطه، وحياتك ب 10 جنيه شطه بحالهم ومش خساره فيك يا خالو.

 بكار قافل بُقه ومش قادر يتنفس وعينيه دمعت من حرارة الشطه وخاف من سلامه اللي في عينيها قوة ابوها وامها وستها، وبلع الشطه بالاجبار، وقلق من نظرة سلامه اللي ناولته كبايه الشاي بحليب وشرب بعدها واجبرته يكمل ساندوتشات الفول كلها وأنفه وعينيه بقت حمرا جدا ومش قادر وخلص الشاي بالحليب بالعافيه وقام جري رايح جاي على الحمام وسلامه كانت في اسعد لحظاتها وهي بتنتقم من بكار النصاب.

وأخيراً ظهر جهاد

 جه ومعاه حسين وسايل كيسة كبيره وقابل شقاوه عند الورشه وقال بإبتسامة:- السلام عليكم.
 شقاوه رد عليه:- وعليكم السلام ايه يا جماعه؟ كنتوا فين كل ده؟
 جهاد قعد على الكرسي بارهاق وقال:- هاتلي بس شوية مايه لأني عطشان جدآ، وبعدها هاقولك على كل حاجه.
 عبقرينو شاف بكار نازل وماسك بطنه وطالع جري في الشارع،وهرش في قفاه واحتار وقال:- طيب هاطلع اغير هدومي يلا سلام وطلع على فوق يشوف فيه ايه؟
 شقاوه جاب لجهاد وشرب وقال:- تعالى يا شقاوه اقعد عايزك.
 شقاوه كشر عينيه وقعد بفضول قدامه وقال:- خير يا جهاد وغوشتني من ساعة ما خرجت الصبح.
 ابتسم جهاد وطلع ظرف ورق من جيب الجاكيت وحط الظرف في ايده شقاوه وقال:- اتفضل.
شقاوه مش فاهم ظرف ايه ده لكن فتحه وكان مبلغ من المال وبص لجهاد في نظره كلها حيره، وجهاد ابتسم وكمل:- دي حاجه بسيطه كده تقدر تجيب شبكة الانسه فردوس، ويلا بقى عايزين نفرح بيكم.



تعليقات