قصة جهاد وسلامه البارت السابع والعشرون27 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت السابع والعشرون27
بقلم مريم نصار


طبعاً الكل سمع مكالمة ريناد مع جهاد وإن مامتها سمعت كل حاجه بينها وبين باباها وصممت تروحله حالا ،وحليم كالعاده رحب بيهم، وشفاعه بضحكه وترحاب قالت:-  يامرحب يامرحب والنبي جايين برزقهم قومي يابت ياسملى ايدك معايا نخلص الغدا.
جهاد اتصدم لأنه عارف أمه وأسلوبها وأنها مستحيل تاكل وقال:- لا لا ياطنط متعلميش حسابهم خالص، ماما مش هتتغدا أكيد أكلت قبل ما تيجي.
شفاعه بتصميم:- ابدا ودي تيجي؟ انت عايزها تقول علينا إننا بُخلا ولا ايه؟ وكمان الوقت لسه بدري، طيب دنا عامله فضلت خيرك  طواجن كوارع ومحشي وملوخيه!!  يعني هتاكل وهتتبسط.
جهاد. لطم ع خده وقال:- كوارع ومحشي وملوخيه؟ من ناحية هتتبسط؟ فهي هتتبسط فعلاً.
وبص للسما وقال بحيره:- اعمل ايه؟ اعمل يارب هو مفيش يوم يعدي من غير ساسبينس،انا هقوم اتصل على أسامه اهو يقولي اعمل ايه!
أسامة بضحكه:- الو الو ورجعنا نتصل اهو بقلب جامد، اذيك ياض ياچوچو.
جهاد من بين اسنانه بغيظ:- چوچو في عينك يا أخي، بقى أنت قاعد ومبسوط وسايبني هنا في الحيره اللي أنا فيها دي؟
أسامه قطم جزره وبياكل وقال:- لأ أنت تحكيلي بقى، خير إيه اللي حصل؟
جهاد حكاله كل حاجه واسامه بعد ما سمع لكل حاجه رد وقال بدهشه :- إيه؟ كوارع ومحشي؟ لأ انا مسافة السكه هكون عندك.
جهاد بنفاذ صبر:- يابني ادم انا بقولك في مصيبه هتحصل، همك ع بطنك؟ مترحمني بقى.
أسامه بعدم اهتمام:- يابني انا جاي اساندك في ازمتك، عيب تكون في مصيبه وانا مكنش موجود، أما حوار والدتك ده ملحوق، يلا سلام بقى يدوبك البس واجيلك.
جهاد صك ع اسنانة وقبض على التليفون ونفخ بخنقه وقال:- هلاقيها منين ولا منين بس يارب.

في الطريق.

نضال سايق العربيه  ورجاء جمبه وكانوا الاتنين متنرفزين جدآ، نضال مضايق أنها عرفت إن جهاد مبقاش في خطر عليه وسمعته وهو بيتكلم مع ريناد وبيحكلها اللي حصل، ومن وقتها صممت تروح لجهاد، ورجاء اتكلمت بجديه:- انا لا يمكن اسامحك أبدا يانضال.
نضال بصوت جهوري:- يعني كنتي عايزاني اعمل إيه؟ وكنتي متوقعه هودي ابني فين يعني؟
ردت بجديه:- كنت متوقعه أنه عند أعمامه في البلد! لكن تسيب ابني ف مكان زي ده؟ حاره شعبيه؟ أو نوو انا لحد دلوقتي مش قادره استوعب.
نضال بسخريه:- أو نوو!! وانتي مش قادره تستوعبي علشان قافله عقلك على حجات انقرضت من سنين! مالها الحاره مش عجباكي ف إيه؟ إبنك هتشوفيه مش ناقص أيد ولا رجل.
بصت قدامها وقالت بكبرياء:- قدامنا قد ايه ونوصل؟
نضال بتأفف:- مش أقل من ساعه.

شفاعه بتعمل شهقة الملوخيه وسلمى قالت بارهاق:- خلاص ياماما انا عملت السلطه والعصير مش هناكل بقى؟ انا جوعت.
وفتحت الحله واخدت صوباع محشي وشفاعه نهرتها وقالت:- بس ياطفسه يام كرش، في ناس جايه وغوري اطلعي م المطبخ طول ما آنتي واقفه مش عارفه اشتغل ولا اعمل اي حاجه.
سلمى بعصبيه:- ينهار اسو... بعد كل المرمطه دي من ترويق الشقه وتقطيع الخضار وغسيل الموعين وايدي بأيدك في كل حاجه تقولي مش عارفه تشتغلي.؟ أمهات ظالمه.
شفاعه ضربتها ع كتفها وقالت:- كل ده وسايباكي برحتك وفي الآخر تقولي عليا ظالمه؟ تحبي اوريكي الظلم بعينه؟ والله حلال فيكي حماده كنت جوزتهولك وخلصنا، انتي مقامك تعيشي مع نعمه حله ولقت غطاها.
نفخت سلمى بنفاذ صبر وقالت:- الله يجيبك يا طولة البال، ياست انتي عايزه مني ايه دلوقتي؟
شفاعه:- غوري طلعي مفرش السفره الجديد بتاع العيد افرشيه، ورشي البيت بالمعطر.
مصمصت شفايفها وقالت بتريقه:- مفرش العيد والمعطر؟ وليه ده كله إن شاء الله؟ تكونش ام جهاد من وزارة الخارجية وأحنا مش عارفين؟
شفاعه كانت هتصوت في وشها وقالت:- يخرررررابي منك اعمل فيكي ايه؟ أنتي ممنكيش رجا أبدا، الصبر من عندك يارب، غوري يابنت الموكوسه بدل ما اخلي يومك مش معدي انهردا.
سلمى نفخت بغيظ وقالت:- مااااشي ياشفااعه، والله حلال فيكي اللي هعمله، انا هخلي حليم يكتب الليله ع أم سماره، أنتي ما ينفعش معاكي غير ضره.
قلعت الشبشب وحدفته فيها وسلمى جريت من قدامها وهى بتضحك، وشفاعه قالت:- أستغفر الله العظيم يارب، لما دي تبقى البنت اومال الضره هتكون إيه؟عوض عليا عوض الصابرين يارب.

جهاد في شقته رايح جاي ومتوتر وبيكلم نفسه:- وبعدين؟ وبعدين ياجهاد؟ دي ماما لو جت هنا مش بعيد تتبرا مني؛ لأ وكمان لو قابلت!!!......وسكت وفتح عينيه بصدمه وقال:- آنه سونا ونانا بيبا!!! ينهار مش فايت طيب وبعدين؟ دي ممكن يغمى عليها، لا لا أنا هحاول امنعها تيجي هنا، ايوه انا هتصل ع بابا يمنعها ويرجع بيها.
واتصل على ابوه اللي رد بسرعه وقال بضجر:- أيوه ياجهاد كنت لسه هتصل عليك! 
جهاد بلهفه:- بابا أرجوك اسمعني أنا.....
نضال كمل وقال:- يابني احنا قدام ورشة الاسطى حليم أنت فين!!! 
جهاد لطم ع خده ونزل الفون وهمس لنفسه:- روحت في داهيه ياجهاد.

رجاء قاعده في العربيه وعينيها مفتوحه بزهول من شكل الحاره وكم الأطفال اللي بتلعب والمحلات البسيطه وقالت بصدمه:- أو نووو، ايمبوسيبل!! جهاد ابني أنا! عايش في مكان زي ده!!!
نضال فتحلها باب العربيه وأبتسم بتكليف:- تعالى انزلي يا رجاء جهاد في العماره دي ساكن في الدور التاني.
رجاء هزت راسها يمين وشمال وقالت:- مستحيل ابني عايش هنا؟
نضال :- يلا يا رجاء انزلي،مش وقت استفسارات.
رجاء نزلت وبصت حواليها وكان في ناس كتير بتبص عليها ع طريقة لبسها المرتبه وشيك، نضال شاور لها تطلع، شقاوه خرج من الورشه وماسك فوطة الشغل وبيضحك وقال بترحاب:- يا اهلا وسهلا نورتوا الحاره.
رجاء شهقت ووقفت جمب نضال، لكن أبتسم ورد بهدوء وقال:- أهلا يا اسطى شقاوه، أخبارك إيه؟
شقاوه بإبتسامة:- الحمد لله في نعمه.
وبص ع رجاء وقال:- مرحب ياخالتي، محسوبك الاسطى عابد الشهير بشقاوه، وجهاد يبقى صحبي كده الروح بالروح.
رجاء كأنها اتصابت بصاعقة كهربائية وقالت:- خالتي!!! أنا يتقالي خالتي؟ اء،،انت!!! انت صديق جهاد ابني أنا؟
شقاوه بضحكه وقال بعفوية:- أيوة انا محسوبك ياخالتي، وياما كلنا عيش وفلافل في الورشه دي وا.....
شهقت بصوت عالي،ولحقه نضال قبل ما يكمل وقال:- آه هههه جهاد قالي إنك ديما بتحب تهزر، أحم هو ده الباب الرئيسي للعماره؟
شقاوه :- أيوه اتفضلوا اطلعوا، هنادي الواد عبقرينو يوصلكوا.
ونده عليه:- ولا ياعبقرينو خد تعالى.
جه عبقرينو جري وقال:- نعم يسطى شقاوه خير؟
شقاوه:- وصل عمك وخالتك أم جهاد لحد بيتكوا يلا فوريره، دي خالتي شفاعه مستنياكم من بدري، اطلعوا انتوا وأنا المدام هانحصلكوا.
عبقرينو أبتسم ليها وقالها:- أنتي خالتي ام جهاد؟ 
رجاء اتنفست بعصبيه وقالت:- اسمي طنط يا أسمك إيه أنت؟
عبقرينو بضحكه:- محسوبك عبقرينو بركات بتاع الحركات والذي منه اتفضلوا اتفضلوا.
نضال اخد رجاء وطالعين وهى مصدومه حرفياً وبتعيد ف كلمة شقاوه وعبقرينو وقالت:- خالتي! أنا يجي عليا اليوم اللي حد يقولي فيه خالتي؟ لأ ومن مين؟ من ناس ياااااااي، حاسه اني هيغمى عليا، اااه يامامي.
نضال كتم الضحكه وكان شمتان فيها، وهى طالعه جمبه وقرفانه من شكل السلم،وصلوا الدور التاني وجهاد كان بيلبس الشوز قدام باب شقته واتحرك بسرعه لكن وقف لما شاف أمه وأبوه طالعين و وصلوا لحد عندو، كان لقاء مختلف بإحساس جديد، جهاد من جواه كان قلقان أول مايشوفها، لكن العكس حس أنه مفتقدها لكن المرادي من غير خوف، قرب منها وهى قربت منه، جهاد أبتسم وقال:- ماما حضرتك وحشت.....! 
رجاء كانت ع آخرها وقاطعته بشده وقالت بحزم:- تتفضل بسرعه تلم هدومك وترجع معايا ع بيتك! أنا لايمكن اسيب ابني دقيقة واحده هنا.
نضال بهدوء:- رجاء حاولي تتماسكي شوية، ماينفعش كده.
رجاء:- رفعت راسها بكبرياء وقالت:- انا مش هرجع في كلامي، واتفضل نفذ اللي قولتلك عليه.
جهاد بحزن داخلي قال:- طيب مش لما تعرفي الناس اللي قضيت معاهم الفتره دي؟
رجاء شاورت ع السلم والحيطان وقالت بسخريه:- البيئه واضحه أوي وكفايه تعارف لحد كده.
شفاعه فتحت الباب تستقبلهم بعد ما عبقرينو قالها  وضحكت وقالت:- يادي النور يادي النور، والله نورتونا وشرفتونا.
وقربت من رجاء وخدتها بالحضن وفضلت تبوسها زي اي ست مصريه اصيله، ورجاء واقفه وعينيها مفتوحه ومصدومه من إللي بتشوفه وتسمعه،شفاعه بضحكه:-  يا اهلا يا اهلا اللهم صل على النبي؛ امك مش باين عليها الكبر خالص يا جهاد يابني؛ حصوه في عيون الناس؛ تعالي ياختي خشي ده أنتي هتنورينا والله.
 رجاء مصدومه ومش عارفه ترد، نضال ضغط على دراعها وقال من بين أسنانه:- ردي على الست يا رجاء ما ينفعش كده؛ علشان خاطر ابنك حتى ما تحرجيهوش قدامهم.
رجاء اخدت شهيق وزفير وابتسمت بتصنع وقالت:- ميرسي.
 ضحكه شفاعه وقالت بعفويه:- دي بتقول ميرسي زيك يا جهاد؛ ياختي عسل وبصت على نضال وقالت:- يا مرحب يابو جهاد نورتنا والله.
نضال أبتسم:- مرحب بيكي يا ست ام سلمى، معلش احنا بنعتذر اننا جينا من غير ميعاد بس والدت جهاد بقى صممت تيجي تشكرك بنفسها.
 رجاء رمقته بعنيها وشفاعه شهقت وقالت:- يوه ياندامه؟ تشكرني على إيه؟ ده جهاد ده زي ابني بالضبط، وانتوا تأنسوا وتنوره في اي وقت اتفضلوا اتفضلوا ده ابو سلمى جوه مستنيكوا من بدري اتفضلوا.
نضال اتحرك ورجاء مسكت دراعه وقالت بحده:- انت رايح فين اوعا تقول اننا هندخل عندهم؟ ومين دي؟ انا موافقش أنها تشتغل عندي شغاله، تقول إن جهاد أبني انا زي ابنها هي؟ دي اكيد ست مجنونه.
 نضال جاب اخره وقال بقسم:- اقسم بالله يا رجاء لو ما اتعدلتي لاسيبك في الحاره هنا شهر بحاله تتعلمي فيه اللي ماشفتيهوش في حياتك كلها، اتفضلي خشي وقدري الناس وبطلي شغل امك ده! يلا قدامي.
 جهاد مسك ايد مامته وقال بتوسل:- صدقيني يا ماما الناس هنا جميله جدا معدنهم كويس واصلهم الطيب غلاب؛ ماما انا تغيرت؛ اتغيرت كتير على ايد الناس البسيطه دي وبقيت واحد تاني.
 رجاء بحزم:- أنت أبني ومافيش فيك اي حاجه كانت محتاجه للتغيير؛ المبدأ من الأساس كان غلط.
 ابتسم جهاد بوجع وقال:- بالعكس يا ماما انا كنت كليا محتاج للتغيير؛ والا ما كنتش هاعرف اواجه اي شيء في حياتي؛ ارجوكي تعالي ادخلي ما تكسريش بخاطر الناس اللي مبسوطه بوجودك ارجوكي.
 رجاء بخنقه متداريه:- اوكي بس هما 10 دقايق وبس انا لا يمكن اقعد اكتر من كده في مكان زي ده، انا حاسه اني كلي ميكروبات.
نضال بغيظ مكبت:- كلمة زياده يارجاء هحلف طلاق مانتي راجعه معايا اتفضلي قدامي.
 دخلوا ونضال سلم عليهم وحليم رحب بيهم جداً لكن رجاء سلمت عليهم بالاشارة وكانت بتبتسم بالعافيه وحاسه بالاشمئزاز حتى لما سلمت على سلمى بصتلها من فوق لتحت وقعدت، وسلمى لاحظت تكبُرها وسابتهم وراحت على المطبخ، حنان خبطت ودخلت وقالت بعفويه:-سلامووو عليكووو يا خالتي ام سلمـ....... وسكتت واتكسفت لانها ما كانتش تعرف ان في حد عندهم، حمحمت وقالت بحرج:- مساء الخير.
 نضال ابتسم والكل رد:- مساء الخير يا بنتي استأذنت ودخلت بسرعه عند سلمى في المطبخ؛ ومحاسن ونبويه قاعدين مستغربين هدوء وسكوت رجاء وقالت محاسن بهمس:- بت يا نبويه هي الدلعدي ما لها كده؟!
 نبويه مصمصن شفايفها وقالت:- والنبي مانا عارفه ياختي رافعه مناخيرها لفوق على إيه؟ ما عرفش.
 محاسن:- اه وكمان حاسه انها قرفانه مننا.
 نبويه:- ايوه ياختي خدت بالي انا كمان، بس احنا مالنا يعني جربه ولا جربه؟ والنبي احدفها فرده شبشب اربعلها وشها المخشب ده.
 محاسن:- لا سيبيلي انا الطالعه دي.
نبويه بإستفسار:- هتعملي ايه؟!
محاسن ضغطت على رجل نبويه وقالت:- اتفرجي وأنتي ساكته.
وشاورت لرجاء وقالت:- أنتي يا بت يام طاقيه عليها فيونكه أنتي.
 رجاء بصتلها وشاورت على نفسها وقالت:- حضرتك بتكلميني أنا؟!
 محاسن بضحكه:- اه يا قلب امك أنتي، هو في حد غيرك لابس طاقيه بفيونكه؟ تعالي اقعدي جمبي هنا.
جهاد هز راسه بصدمه ولطم ع خدو وبص على حليم اللي كان متفاجئ برده، نضال كاتم الضحكه وقال:- قومي يا رجاء شوفي الحجه عايزه إيه؟
 رجاء مسكت دراع نضال وقالت بتوسل:- نضال أرجوك انا خايفه هي عايزه ايه مني، هى بتبصلي كده ليه؟
 نضال بضحكه قال:- لا ما تخافيش دي زي امك برده.
 رجاء بصدمه:- ايمبوسيبل، او ماي جاد!!!

 محاسن:- ابوكي شاف امك اتخض، ههههه تعالي تعالي يا بت اقعدي جمبي هنا أنتي خايفه مني ولا إيه؟ ما تخافيش انا مباكلش بني ادمين تعالي.

 نبويه ضحكت من تحت لتحت،رجاء قامت وكانت متلخبطه وخايفه،ومحاسن شدت ايدها وقعدتها في النص بينها وبين نبويه، ورجاء شهقت وقالت:- يا الهي.
 نبويه مسكت قماشة الفستان بتاع رجاء وبتتفحصها كويس، ومحاسن مسكت ايد رجاء وقالت:- لا ايدك ناعمه ملبن، جلدك فاخر من الاخر يعني.
 رجاء شدت ايدها بخوف وهمست:- نضال!
 نضال كان هيموت ويضحك لكن كان فرحان فيها ،وجهاد كان حاطط ايده على قلبه وخايف من اللي ممكن يحصل، محاسن قالت:- قوليلي يا حلوه انتي اول مرة تيجي الحاره؟
 رجاء هزت راسها وقالت:-ايوه.
 محاسن :-اه باين عليكي، الخلقه دي ما تدخلش الحواري ابدا، حريم حارتنا وشهم مربرب كده وليهم لغد، إلا أنتي لُغدك راح فين؟
رجاء بزهول:- وات؟
محاسن بتريقه:- محشي بط يختي ايه اللي وات؟
رجاء بتتحرك بخوف وكشت في نفسها منهم،نبويه سألتها:- والقماشه الحلوه دي جايباها من شارع عبد العزيز؟
 رجاء هزت راسها بالنفي وقالت بتلعثم:- لا دي براندات.
 نبويه كشرت عينيها وقالت:- ڤرندات؟ اللي هي البلكونه يعني؟ ولا أنتي بتبرطمي بتقولي ايه؟
 جهاد انقذ الموقف وقال:- لا لا ياناناه برندات يعني ماركه حاجه زي الموضه كده.
 نبويه ومحاسن قالوا:- اه ايوه ايوه.
رجاء هزت راسها يمين وشمال بصدمه وقالت:- جهاد بيقول للست دي؟ ناناه؟ اوووو نوووو.
 انتبهت واتخضت من محاسن اللي طبطبت على رجلها وقالت:- نورتينا يا حبيبتي.
 رجاء هزت راسها وحاولت تبتسم وقالت:- ممكن أقوم.
 محاسن بضحكه:- لا خليكي انتي مدفيانه بابو فروه اللي أنتي لابساه ده؛ اصل بعيد عنك وعن السامعين عضمتي كبرت وما بقتش استحمل البرد.

 نبويه بألم:- ومين سمعك يامحاسن ياختي؟اه ياني خشونه الركبه مبهدلاني، نورتينا يا ام جهاد.
رجاء كانت عايزه تعيط وخايفه منهم، وكل شوية تنفضف في لبسها،شفاعه في المطبخ بتغرف الأكل في الاطباق وحنان وسلمى بيظبطوا السفره حنان قالت لسلمى:- بت يا سلمى شوفي مامة جهاد تحسيها من بتوع الاذاعه والتلفزيون الناس بتوع زمان دول.
 سلمى بغيظ:- انتي هتقوليلي؟ أنتي ما شوفتيهاش وهي بتسلم عليا، كأنها كانت عصره على نفسها شجره ليمون، متكبره قوي.
 حنان:- لا لا ما تظلميهاش هي شكلها كيوت قوي.
 سلمى بتريقه:- كيوت؟! آه دي كانت قرفانه مننا بقولك، ايه دخل كيوت في طريقة سلامها علينا؟ لا وكمان لما كانت بتبص على عفش البيت بتاعنا حسيتها انها كانت هترجع في وشنا، يكونش نايمين على البلاط بنت المبقعه دي؟

 حنان ضحكت وقالت:- فينها فردوس دلوقتي كانت هتبقى حفلة تنمر عنب.
 سلمى:- بلا عنب بلا بطيخ؛ وفردوس كانت هتطلع بس عندها زباين و هتيجي بالليل، وبعدين ولا تنمر ولا حاجه هي اللي ملفته اصلا بطريقتها دي؛ دي شككتني في نفسي؛ يلا يلا نحطلهم ياكلوا علشان انا همـ.وت من الجوع.
 شفاعه راحت عندهم وقالت بإبتسامة:- يا اهلا وسهلا؛ اتفضلوا الغدا جاهز.
 جهاد حط وشه بين ايديه وقال:- أستر يا رب اللحظه اللي كنت خايف منها.
حليم قال:- اتفضلوا؛ اتفضل يا حاج نضال والله شرفتونا.
نضال:- الشرف ليا والله ياحاج حليم، وما كانش ليه لزوم التعب ده ومكلف نفسك.
 حليم بضحكه:- اكلف ايه بس؟ ده كله من خير ربنا؛ اتفضلوا.
 الكل قام عدا رجاء اللي كانت بتبص لنضال وجهاد علشان ينقذوها،نضال مهتمش وقالها ببرود:- يلا تعالي يا ام جهاد؛ الناس كلفت وتعبت نفسها.
 رجاء همست من بين اسنانها وقالت:- نضـــال.
 نضال مردش عليها وراح ورا حليم، محاسن عبقرينو ساندها وقالت:- يلا يام جهاد ياختي لقمه على ما قُسم.
 نبويه ماشيه بالعكاز وقالت:- ده طبيخ مراة ابني ما فيش زيه، تعالي قومي.
 جهاد بلع ريقه وراح عندها وقال بتصنع الابتسامه:- يلا يا ماما تعالي.
 رجاء بصت حواليها وشافت الكل مشي لكن شفاعه واقفه مستنياها تقوم وماتعرفش تعمل ايه غير انها قامت وقفت ورمقت جهاد بعينيها كأنها بتتوعد ليه،وراحت عند السفره وشافت الاكل وفتحت عينيها بصدمه وهمست:- ايمبوسيبل!!!
 محاسن شاورتلها وقالت تعالي اقعدي يا بت يا رجاء جمب جوزك هنا.
شفاعه بترحاب:- يلا ياحبيبتى تعالي وإن شاء الله الأكل هيعجبك.
 جهاد غصب عنه شاور لامه تقعد وهي كانت على آخرها وقعدت جمب نضال اللي كان بياكل بنهم وقال بإعجاب كبير:- يا سلام تسلم ايد اللي عمل الاكل ده، والله بجد الكوارع مظبوطه زي الكتاب ما بيقول.
 حليم بضحكه:- بألف هنا يا حج اتفضل لو عايز عيش.
 نضال بشماته:- ايوه هو ده, يا سلام  هاتلي بقى طبق الملوخيه ده اكل براحتي.
 وعمل ودن القطه بالعيش وبدأ ياكل، هو كان مستمتع ورجاء اتصدمت من طريقة جوزها و راسها لفت من المنظر، وكانت قاعده كأنها على جمرة نار وعايزه تقوم وحاسه بالاشمئزاز، وجهاد عينيه ع أمه وقلقان أنها تتصرف تصرف يضايقهم، شفاعه جابت طبق مليان كوارع وحطيته قدام رجاء وقالت كلي يا ختي ورمي عضمك، والله لو كنا نعرف من بدري كنا عرفنا نوجب معاكوا.
جهاد غمض عينيه وقال جواه:- أستر يارب، يارب اليوم ده يعدي ع خير.
 رجاء حطت منديل على بُقها وقالت:- نو نو ابعديه عني ارجوكي إيه القرف ده.
 شفاعه شهقت:-قرف؟ يوه مالك ياختي هو في حد ما بيحبش الكوارع؟ دي بترُم العضم وتخلي ركبك حديد، ولا أقولك؟ طب خدي طبق الفته ده بالخل والتوم.
 رجاء حست انها هيغمى عليها خلاص وقالت:- لا لا مش قادره أنا حاسه أني همـ.وت انا عايزه هقوم.
شفاعه عوجت بُقها وقالت:- خلاص يختي اللي يريحك كُليه.
سابتها وهى بتلعن فيها، نضال من بين اسنانه همس لها:- الناس اخدت بالها من تصرفاتك، فين اللباقه في تصرفاتك يا رجاء هانم ها؟بطلي بقى مش عايزه تاكلي استاذني بشياكه، بس بلاش تقللي من تعب الناس اللي اهتموا بإبنك الفتره دي كلها.
 رجاء كانت في اللحظه دي كارهه نضال وكل حاجه وجزت على أسنانها بغيظ مكبت، لكن قالت لشفاعه:- أحم، ميرسي، انا هاكل سلطه لاني عامله ريچيم.
 محاسن عقدت حواجبها وقالت:- يوه؟!  ريچيم إيه وهباب ايه ؟يختي ده أنتي شبه خلة السِنان، لحمه على عضم، سلطة إيه دي؟ كلي كلي.
رجاء تنحت وبصت ع جسمها وهمست بزهول:- أنا جلد ع عضم؟
نضال كح من كتر الضحك ولحق نفسه وشرب مايه، سلمى وحنان كانوا هيمـ.وتوا م الضحك ،وجهاد كان بيتمنى الكابوس ده يخلص.
 حليم لاحظ التوتر بينهم وقال:-خلاص يا حماتي سيبي كل واحد ياكل على راحته، يلا بسم الله.
 حنان وسلمى كانوا بيبصوا عليهم من المطبخ ولفت نظرهم تصرفات رجاء وقالت لسلمى:- بصي بصي امه بتاكل إزاي؟! تحسيها من ايام عصر المماليك.
 سلمى افتكرت كلام جهاد عن امه وقالت:-الست دي لو شافتنا واحنا بنلحس ورقة الآيس كريم علشان ما نسيبش بواقي منها؟ هتمـ.وت اكلينيكيا.
حنان بضحكه:- آه والله، بقولك ايه انا جوعت أوي.
سلمى:- تعالي هاكل أنا وأنتي في اوضتي انا مبقتش قادره استنى، تعالي.

اسامه جه واتصل على جهاد ورد عليه وقال:- الو يا جهاد أنت فين يا عم انا قدام البيت أهو.
 جهاد قام وقال:- ثواني يا أسامه هانزلك حالا.
 حليم:-هاته يا جهاد يابني على هنا خليه يتغدى معانا الخير كتير.
 جهاد بهمس:- هو اصلا جاي علشان ياكل،وقال:- حاضر ياعمي.
رجاء بصدمه:- عمي؟!!! لا لا لا ابني هيضيع مني.
  نزل جهاد ورجاء كانت بصاله وهو ما اخدش باله منها،والصدمه الكبرى إن ازاي جهاد ينزل من غير ما يقولها أو يستأذنها زي الأول، نضال شافها وكان حاسس جواه بانتصار كبير لتغيير جهاد ابنه للأفضل، وانه بقى قادر ياخد رد فعل بدون استئذان، طلع أسامه وجهاد رن الجرس وحنان فتحتلهم الباب واسامه ابتسم لحنان وقالها:- ازيك يا حلوه؟!
 وسابها ودخل،حنان اتصدمت وقالت:- ازيك يا حلوه؟
 واتغاظت لانها قصيره وراحت عند سلمى وحليم رحب بأسامه وقعدوا والكل اتجمعوا يتغدوا وكان الجو حلو نوعا ما، لكن الكل انتقد تصرفات رجاء، وبعد الغدا، قعدوا كلهم في الانتريه، وسلمى وحنان طالعين يقدموا لهم العصير وكل واحده شايله صينيه،جهاد قام بسرعه اخد الصينيه من سلمى وابتسملها وهي ابتسمت تلقائي وما تعرفش ايه التغيير اللي جواها ده،رجاء مراقبه الموقف وشافت نظرات الاتنين لبعض وهزت راسها بتوعد، وشافت أن سلمى خطر ع جهاد، حنان واقفه ورا سلمى وعلشان قصيره قالت:- وسعي يا سلمى خليني اعدي مش شايفه.
 أسامه قام وقال:- بعد اذنك يا انسه سلمى عدي البنت الصغيره.
 حنان بذهول:- انا صغيره؟!
 اسامه اخد منها العصير وقال:- انتي عندك كام سنه يا حلوه؟
 حنان حطت الصينيه بين ايديه وبصتله من فوق لتحت ومشيت متنرفزه بتلعن فيه، اسامه مستغرب رد فعلها، وقعد جنب جهاد اللي همس ليه وقال:- مش تخلي بالك من كلامك يا بني دي كبيره مش صغيره.
 اسامه بإعجاب:- إيه ده بجد مش باين عليها خالص!
 جهاد:- لا انسه حنان دي دفعه سلمى فخلي بالك بقى.
 اسامه بإعجاب أكبر:- لا ده انا هاخلي بالي قوي.

شفاعه جت ومعاها طبق فاكهه وقعدت بأريحية جمب رجاء اللي اتخضت من طريقتها، شفاعه مسكت صوباع موز وقشرته وقالت ل رجاء:- امسكي يام جهاد كلي الموزه دي.
رجاء بصتلها وقالت بنفور:- ميرسي مش عاوزه.
شفاعه شهقت وقالت:- مالك يختي انتي قرفانه مننا ولا حاجه؟ طيب ده انا غاسلة الفاكهه وكل حاجه نضيفه وزي الفل.
رجاء رفعت راسها بكبرياء وقالت:- لأ موش قرفانه.
شفاعه عوجت بُقها وقالت:- يختي برحتك اللي ياكل على ضرسه ينفع نفسه، انا شايفه من ساعة ما جيتي وأنتي يعني زي ما يكون قرفانه مننا.
جهاد لحق شفاعه وقال:- هههه لأ خالص متقوليش كده ياطنط، أحم وانا مش هتعزمي عليا ولا ايه؟
شفاعه بإبتسامة:- لأ ودي تيجي،امسك يقلب أمك كل وخد كمان ناول صاحبك.
رجاء عينيها مفتوحه ع الآخر لما شافت جهاد اخد الموز وقشر وبياكل مع أسامه وبيضحكوا عادي، وكأنها مش مستوعبه إن ده أبنها جهاد! اللي كان بيعمل كل حاجه بمواعيد، هى كانت قاعده مخنوقه ومش مرتاحه وهمست لنضال وقالت:- إحنا أتاخرنا على ريناد مش نقوم بقى؟
 نضال بص في الساعه وقال:- وهو كذلك يلا بينا.
 رجاء ابتسمت بأريحية وقالت:- جهاد يا حبيبي جهزت شنطتك؟!
 الكل سكت وسلمى بصت لجهاد وهو كان محتار لانه لازم يرجع وكمان مش عايز يسيب الحاره او يبعد عن حبيبته، وفكر بسرعه وقال:- بكره إن شاء الله هاكون عندك.
 رجاء بصتله بصرامه وقالت:- يعني إيه ياجهاد؟
 جهاد بهدوء رفع عينيه لسلمى وقال:؛ يعني بكره هاكون عندك يا أمي.
 رجاء كانت مصدومه حقيقي مين اللي قدامها ده ومستحيل يكون جهاد ابنها، وهتتكلم بحزم لكن نضال قام وقال:- ماشي زي ما تحب يا جهاد يابني يلا احنا بينا يا رجاء.
 اسامه بهمس لجهاد:- اوبا الحرب هتبتدي.
 رجاء قامت بنرفزه وقالت:- أنت بتعارض كلامي ياجهاد؟
جهاد قلع النضاره وأبتسم وقال:- ابدا يا أمي محصلش، لكن عندي شوية مشاغل هنا هخلصهم وبكره إن شاء الله هكون عندك.
زادت عصبيتها بعد رد جهاد عليها ومشيت من غير ما تسلم على حد او تتكلم مع حد، نضال احرج من الموقف ده لكن سلم عليهم كلهم وربت ع كتف جهاد، وأستاذن ونزل.

في المهندسين 

 خديجه قاعده ومتعصبه وبتخبط بالعكاز في الأرض،وريناد كانت مبسوطه داخلياً من اللي وصله جهاد، رجاء متنرفزه جدآ من تصرفات أهل الحاره وكمان جهاد، ونضال اتكلم بصوت عالي وقال لرجاء:- أنتي لحد امتى هتكوني بالهمجيه دي؟
 رجاء بصوت عالي:- لحد ما ابني يرجعلي كفايه لحد كده مش كفايه سايب ابنك في مكان لوكل زي ده.

ردت خديجه بعجرفه:- ايوه مكان بيئه زي ده تسيب حفيدي فيه؟ أنت كان لازم ما تسمحش بالمهزله دي، بس بنتي هي اللي سكتت ليك من الأول.
رجاء بنرفزه:- حضرتك ماشوفتيش اللي أنا شوفته هناك يا ماما، وكمان تصرفات جهاد بقت همجيه زيهم أنا لحد دلوقتي مش قادره استوعب إن اللي كان واقف هناك ده جهاد ابني.
خديجه بتعجرف:- كله منك أنتي، ياما نصحتك تروحي تجيبي حفيدي يعيش معايا، لأ والمصيبه إنك كنتي فاكره أنه عايش عند أعمامه، لأ ده ابوه سايبه في مكان بيئه.

 نضال جاب اخره وقال بغضب:- اسمعي بقى أنتي وهي، اول وآخر مرة حد يتدخل في حياة ابني، والمكان اللي مش عاجبكم ده رجع ابني زي ما انا عايز وخلى جهاد يعرف قيمة نفسه، ومن هنا ورايح اللي هتتكلم فيكم انا مش هاعمل لاي حد اعتبار انتوا فاهمين؟

مساءا في الحاره.

 شفاعه وسلمى بيشربوا الشاي وشفاعه قالت بإستفسار:- هو ابوكي ياختي بقى بيختفي كتير ليه؟ مشاوير إيه اللي وراه دي على طول؟ كل شويه.
 سلمى:- مش عارفه هو قال مشوار تبع شغله هو وشقاوه المهم ياماما، انا هانزل بكره البلد مع حنان هنشتري شوية حاجات لينا لزوم المدرسه.
شفاعه:-طيب تبقى خدي عبقرينو اخوكي معاكي، وهاتيله كوتشي بدل اللي اتقطع ده.
 وبعدها سمعة صوت حد بيدقدق من الجيران وشفاعه كشرت عينيها وقالت:- هو ايه صوت الدقدقه دي؟
 سلمى قالت:- الصوت جاي من فوق شكل كده عند خالتي ام فردوس.
 شفاعه بتعجب:- ودي هتدقدق إيه في وقت زي ده؟ طيب معلش يا بنتي قومي شوفيها بتعمل ايه يمكن محتاجه لحاجه هي قاعده لوحدها برده بعد فردوس ما اتجوزت.
 سلمى سابت الشاي وقامت وقالت:- ماشي ياشفاعه، بس لما انزل الاقكي مجهزه فلوس مشوار بكره . خرجت وطالعه على السلم لكن لفت انتباهها ان الخبط في شقة جهاد وكشرت عينيها وقالت:- الصوت جاي من هنا يا ترى جهاد بيعمل إيه؟! لما اشوف.
 وخبطت عليه وهو فتح وكان ماسك شاكوش في ايده قال بإبتسامة:- سلمى؟!
 سلمى بعدم فهم:- ايوه سلمى انت بتعمل ايه يا جهاد؟!
 جهاد ضحك وقال:- ابدا بصلح الدولاب لآنه سونا، وشوية حاجات كده كانت محتاجه للتصليح.
 سلمى ضحكت وقالت:- ده دولابها منتهي الصلاحيه بس انت هتعرف تصلحه؟!
 جهاد بثقه:-عيب عليكي انا بقيت نمبر وان في كل حاجه.
 وضحكوا سلمى قالت بحرج:- هو انت هتمشي امتى؟! 
جهاد بتنهيدة زعل:- بكره إن شاء الله.
 سلمى حست بخنقه وقالت:- طيب ربنا معاك.
 جهاد بنظره حب:- سلمى انا عايزه اشكرك.
 سلمي:- على إيه؟
:- على كل حاجه واي حاجه من اول يوم جيت فيه هنا الحاره؛ لحد دلوقتي أنتي غيرتي فيا حاجات كتير قوي يا سلمى، أنتي نجحتي في تغييرك ليا.
 وبعدها ضحك وقال:- بس انا للاسف ما قدرتش اغير فيكي حاجه او اآثر عليكي حتى لو واحد في الميه، في العصبيه.
 سلمى ابتسمت وقالت:- بحرج لا متخافش.
 جهاد كشر عينيه وقال:- قصدك إيه؟! انا قدرت اغير فيكي حاجه؟!
 سلمى هرشت في جبينها وقالت:- ماما بتنادي عليا هاروح اشوفها.
 ومشيت بسرعه وقلبها بيدق وهو سند راسه على الباب وبيفكر فيها.

 جه تاني يوم وجهاد خارج من الشقه ومعاه الشُنط وشفاعه واقفه وزعلانه وحليم والكل كان حزين علشانه، سلم على شفاعه وقال:- اشوف وشك بخير يا طنط شفاعه.
شفاعه بحزن:- والنبي هتقطع بيا يا جهاد يا بني، ابقى طل علينا كل شويه اوعى تنسانا.
 جهاد أبتسم:- مستحيل انساكي ولا انسى اي حد من اهل الحاره دي.
 دخل وسلم على سونا وبيبا وقالهم:- هتوحشوني قوي.
 محاسن بزعل:- تعرف يا واد يا جهاد يابن ام طاقيه بفيونكه؟ انا ما زعلتش على ابني كده قد مزعلت عليك، روح ربنا يستر طريقك.
 نبويه بحزن:- والنبي هونت علينا كتير يا جهاد يا بني، ربنا يصلح حالك يا رب.
جهاد أبتسم وملقاش كلام يعبر بيه عن مشاعره ناحيتهم، وقام وسأل:- فين عبقرينو امال مش شايفه؟
 عبقرينو دخل من باب الشقه وكان واضح عليه الزعل وقال:- انا اهو يا باشمهندس.
جهاد شال اللاب توب من على كتفه وقال:- انا وعدتك قبل كده اني اجيبلك لاب توب، واللاب ده غالي عليا قوي بس مش خساره فيك، اتفضل.
عبقرينو فتح عينيه بزهول وقال:- اللاب ده علشاني أنا؟
 جهاد لعب في شعره وقال:- ايوه علشانك أنت، من يوم ما جيت هنا وانا باعتبرك اخويا الصغير يا عبقرينو، بس توعدني إنك تهتم بدراستك.
 عبقرينو اترمى في حضنه وقال:- انا بحبك قوي يا ريت ما تسبناش وتمشي ارجوك خليك معانا.
 جهاد اخد نفس عميق وربت على ضهره وقال:- وانا كمان بحبك يا عبقرينو؛ومش بسهوله انساكم.
عينيه كانت بتدور عليها لكن هي مش موجوده وكانت في المدرسه، وراح عند حليم وقال:- انا مش عارف اشكر حضرتك ازاي؟! لانك احتوتني زي ابنك بالضبط.
حليم مبتسم وربت على ايده وقال:- أنت بتشكرنا على ايه يا جهاد يابني؟! اي حد مكاني كان هيعمل كده واكتر، وربنا يعلم انا بعزك قد ايه؟ روح يابني ربنا يصلح حالك. جهاد قام وحضن شقاوه وقال:- خلي بالك منهم يا عابد.
 شقاوة ابتسم وقال:- انت بتوصيني على اهلي خلي بالك أنت بس من نفسك، واوعى تنسانا.
 جهاد ابتسم وقال:- ما انا قلتلك مستحيل انساكم.
 حليم سال جهاد وقال:- طيب يابني مين هيوصلك الشنط كتير.
 جهاد ابتسم وقال:- أسامه مستني تحت.

اسامه واقف ساند على العربيه بينفخ وقال بضجر:- مش عارف انا بيسلم كاس العالم فوق يعني ولا ايه؟ بقالي ساعه واقف لما الشمس اكلت دماغي.
 جت سلمى وحنان وقالت:-استاذ أسامه؟!
 اسامه ابتسم:- اهلا يا آنسه سلمى.
 وبص لحنان وقال:- اهلا انسه حنان مش حنان برده؟!
 حنان عوجت بقها وقالت بسخريه:- الفراغ وحش.
 :- بالذات لو بين الاسنان.
 حنان:- نعم؟
 اسامه ببرود كرر كلامه:- الفراغ وحش بالذات لو بين الأسنان!! خلي بالك.
 حنان:- هيهيهي دمك خفيف.
 أسامه بكبرياء:- قولي حاجه جديده.
حنان بنرفزة:- عاجبك كده يا سلمى؟!
 سلمى ضحكت وقالت:- استني بس لما نعرف في ايه؟
 أسامه بوضوح قال:- ابدا انا جاي علشان اخد جهاد ونمشي، خلاص بقى كفايه عليه قوي لحد كده قاعده في الحاره، المشكله اتحلت وكلها أسبوعين ويرجع شغله من تاني.

حنان بزعل:- يخساره إحنا اخدنا عليه في الحاره واعتبرناه واحد مننا، مش كده ياسلمى؟
جمله بسيطه قالها أسامه لكن عملت شرخ صغير جواها، كان نفسها تبدأ حياة جديدة، كانت بتتمنى تتغير كليا زي ماقدرت تغير جهاد، لكن الواقع ليه رأي تاني، خلاص جهاد هيمشي وكأن الكون كله هيبقى في سكون من بعده، واقفه سرحانه ومش سامعه لمناقرة أسامه وحنان، كل اللي في خيالها آمنيه واحده وبس، وهى إن جهاد مايبعدش، لكن خلاص جهاد قريب اوي منها هى شمت ريحته اللي اتعودت عليها غمضت عينيها وبدأت تسمع لدقات قلبها، خرج جهاد من باب العماره ومعاه شنطته كانت ملامحه كلها سكون وحزن كان بيتمنى بس أنه يشوفها قبل ما يمشي، عايز يسلم ع عيونها وملامحها، رفع طرف عينيه فاجأة شافها واقفه مغمضه عينيها وشعرها بيطير حواليها وكأنها لوحه مرسومه، قلبه رجع يدق بلهفه واترسمت إبتسامة حب واضحه لكل عاشق، قرب منها وساب الشنطه وهمس باسمها:- سلمى! 
هى كانت عارفه أنه قدامها، هى اكتر واحده حافظه طريقة مشيته ريحته بتقرب قوي لعقلها، فتحت عينيها لكن كان فيها دمعة فراق متحجره وهمست بصوت مبحوح:- خلاص هتمشي؟
أسامه وحنان انسحبوا بعيد شوية لأنهم حسوا إن في شعور متبادل بينهم، وخصوصاً إن حنان أول مرة تشوف سلمى في الحاله دي، رد عليها وقال:- أيوه همشي.
:- يعني كان لازم تمشي دلوقتي؟
:- غصب عني، أنا لو عليا.....!! 
:- إيه؟
جهاد:- ---------! 
:- ساكت ليه؟
جهاد:- مش عارف، بس كل اللي عايز أقوله اني ماشي وسايب قلبي هنا.
سلمى بدموع:- يعني إيه؟
جهاد بتنهيدة:- يعني عايزك تخلي بالك من نفسك اوي يا سلمى.
سلمى انتبهت وبصت حواليها، ومسحت دمعه بسرعه قبل ما تنزل وشافت شقاوه وفردوس جايين عندهم وهزت راسها لجهاد وقالت:- أحم وأنت كمان خلي بالك من نفسك.
أبتسم ليها وجت فردوس وقالت:- مع السلامه ياباشمهندس.
جهاد:- الله يسلمك.
عصفوره جه وقال:- افنااااان، افنااااان ايه خلاص لسه ناوي ع الرحيل.
الكل ضحك وجهاد اتكلم:- تعرف ياعصفورة نفسي تبطل الهباب اللي بتشربه ده.
عصفوره بيطوح وقال:- ليه بس كده اهندزه داحنا شاربينوا سوا.
جهاد بوضوح:- لأ كانت غلطه ومش هتتكرر.
سلمى ردت وقالت:- يعني مش هتسمع كلام حد تاني وخصوصاً اللي زي عصفوره؟
جهاد بإبتسامة:- أنا هسمع كلام عقلي وقلبي وبس، اللي شايفه هو الصح هعمله.
سلمى:- توعدني؟
جهاد:- مش قبل ما انتي توعديني بأنك تخلي بالك من نفسك وتسيطري عليها.
سلمى بإبتسامة:- أوعدك.
جهاد:- وأنا كمان بوعدك.

في المهندسين.

ريناد بتجري من اوضتها وقالت بفرحه:- بابا ماما أبيه جهاد وصل.
رجاء ابتسمت ونضال قالها:- طيب ياحبيبتى اجري افتحي الباب.
رجاء هزت راسها بنفور وقالت:- عمرك ما هتتغير، في حاجه إسمها نظام.
نضال:- عند أمك.
رجاء :- وات؟
نضال بسخرية:- هى مش أمك جوه؟ ادخلي صحيها علشان تقابل حفيدها.
ريناد جريت فتحت الباب مع دخول جهاد واتشعلقت في رقبته، هو رغم حزنه أنه فارق حبيبته، لكن أخته ليها مكانه خاصه جواه وضمها لحضنه وضحك ليها وباس راسها وقال:- ريناد حبيبتي، وحشتيني وحشتيني اوي.
ريناد بضحكه جميله:- وأنت أكتر يا أبيه بجد وحشتني اوي اوي.
رجاء بجمود:- خلاص ياريناد اخوكي راجع تعبان، سبيله فرصه يدخل، وياخد شاور كويس من المكان المقزز اللي جاي منه.
ريناد نفخت بخنقه، لكن جهاد مهتمش و مسك دقن أخته وأبتسم وقال:- كبرتي يارنود، عامله ايه ياحبيبتي.
ريناد فتحت بُقها ومش مصدقه تغيير أخوها وردت ببلاها:- اء،،انا كويسه، كويسه يا أبيه.
ربت ع خدها بإبتسامة ودخل بص للبيت وحس بخنقه غريبه، بيت من غير روح مساحتة كبيره لكن مليان سكون مخيف وفراغ مرعب، وقف قدام أمه وباس ع أيديها وقال برسمية:- عامله ايه ياماما.
رجاء شافت ف عيون ابنها شجاعه ماشفتهاش قبل كده، واتاكدت لو نافسته في الحرب اللي جايه هتكون هى الخسرانه، لكن ابتسمت بمكر وفتحت ايديها واخدت أبنها في حضنها وقالت:- ماما دلوقتي مبسوطه برجوعك ياجهاد ياحبيبي.
نضال اتفاجئ من رد فعلها لكن همس وقال:- يهدي من يشاء.
رجاء ربتت ع خدو وقالت بضحكه:- ممكن ابني حبيبي يطمن ع باباه ويدخل ياخد شاور، أنا طلبت من أم السعد تعمل كل الاكل الصحي علشان أكيد أنت نسيته في المكان السيء ده.
جهاد أبتسم بتكليف وراح سلم على باباه، وقال:- طيب بعد اذنكم هدخل أخد شاور.
اتحرك خطوة لكن سمع صوت خبطة العكاز وقالت بحزم:- ولد يا جهاد!!! 
جهاد غمض عينيه ونفخ بخنقه ورسم إبتسامة بارده ولف ليها وقال من بين اسنانه:- مش معقول!! آنه خديجه؟
خديجه بصرامه:- أيوه آنه! وكويس إنك مانستش بعد الوباء اللي كنت عايش فيه، تعالي سلم ع آنه ياولد.
جهاد باس ع أيدها وقال:- يارب تكوني بخير يا آنه؟
ردت بنفور وعينها ع نضال وقالت:- وهيجي منين الخير!!! طول ما أبوك بيتصرف من دماغه؟
نضال خبط كف بكف وقال:- أستغفر الله العظيم، نعلم في المتبلم يصبح ناسي، هو أنا مش نبهت على الكل محدش يتدخل بيني وبين ولادي؟ يارب نفهم ونريح بقى، وأنت ياجهاد! اتفضل ع اوضتك روح خد دش هتلاقي الكلور والعده بتاعة أمك في الحمام تنقع نفسك كده علشان الوباء وأمك وستك يرتاحوا.
جهاد كتم الضحكه وقال:- أحم هسلم ع داده أم السعد، وانتي ياريناد تعالي معايا عايزك تحكيلي على كل حاجه حصلت معاكي المده اللي أنا غيبتها.
اتعمد جهاد ياخد أخته معاه قدام عينيهم علشان يكسر كل القواعد السلبيه في حياته، رجاء قعدت مكانها واتاكدت أنها خسرت أبنها، لكن بتفكر في طريقه ترجع بيها جهاد زي ما كان.

في الحاره مساءا.

شفاعه قلقت من نومها وخارجه من اوضتها رايحه الحمام، لكن لمحت سلمى قاعده ع الكنبه وباصه من الشباك، وفركت عينيها واتاكدت وقالت بتعجب:- يوه! بت يسلمى إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي؟ هى الساعه كام؟
كانت باصه للحاره شارده وسرحانه في كل الأيام اللي فاتت بينها وبين جهاد ومش مصدقه أنه بعيد عنها اكتر من أسبوع، وحاسه بفراغ كبير من غيره، وانتبهت ع صوت أمها وردت بحزن:- الساعه واحده ياماما.
شفاعه حست بصوت بنتها وقربت منها ولفت كتفها ليها وقالت:- مالك ياسلمى؟ مالك فيكي إيه؟ 
سلمى بصت ع مكتب عصفوره وافتكرت يوم اليافطه هى وجهاد وابتسمت وقالت:- أبدا ياماما بكره الجمعه أجازه ومش جايلي نوم، ههههه فاكره ياماما لما كان جهاد يخبط علينا علشان عايز مايه معدنيه؟
ضحكت شفاعه وقالت بتنهيدة:- آه وانبي قطع بيا، ومش هاين عليا أدخل الشقه ولا اشيل حاجه منها من يوم ما سابنا ومشي، مكنتش عارفه اني هزعل عليه اوي كده.
مسحت دموعها بسرعه وضحكت بتصنع وقالت:- يابخت اللي شفاعه ترتاحله، يلا أهو مشي وريحنا، ده حتى كان خنيق وبيغرق في شبر مايه.
شفاعه بإبتسامة:- وانبي ده كان هو زينة الحاره كلها، يلا يابت قومي نامي الوقت أتأخر.
سلمى قفلت الشباك ودخلت اوضتها وقعدت على طرف السرير وقالت بحزن:- مالك يا سلمى! من يوم ما جهاد ساب الحاره وانتي قلبك مش مرتاح! 

في المهندسين.

جهاد واقف في التراس وباصص قدامه وبيرجع بالذاكرة من أول يوم شاف فيه سلمى لحد ما ودعها، واخد نفس عميق ونفخ بخنقه وكانت وحشاه جدآ.

_________

رجاء لمحت نضال خارج من الباب وقالت بشك:- هيكون رايح فين في مناسبة زي دي! 
خرجت وراه وشافته واقف مع واحد بيسلم عليه وقربت أكتر واتصدمت من اللي سمعته وكان بيتكلم وبيشكر الشخص ده وبيقول:- أنا بشكرك جدا يادكتور إكرامي على مساعدتك و كل حاجه عملتها علشان خاطر جهاد



تعليقات