قصة جهاد وسلامه البارت الرابع والعشرون24 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الرابع والعشرون24
بقلم مريم نصار


محاسن ونبويه قاعدين ومعاهم عبقرينو،كانوا قلقانين على جهاد واتكلمت نبويه بحزن وقالت:-يا عيني عليك يا حليم يابني!!! بقى اللي تتقصف في عمرها عنايات! كانت عايزه تولع في الورشه؟!

ردت عليها محاسن بغلظه:- ومش بس كده يا نبويه؛ دي كانت عايزه تحسر حليم على الورشه وتولع فيها الهي تولع فخادك ياعنايات يابنت الرفدي.

نبويه بتعجب:- يووه!! امال انا بقول ايه يا محاسن انتي كمان؟ المهم قُصره، والواد جهاد يا كبدي عليه بيقولوا فخاده بقت على الفحم.
محاسن بنفس النبره:- ومش بس كده يا نبويه، دي كمان عنايات مسلطه العيال يولعوا في إبن زينات، الواد اللي جابلنا الشندوتشات دي!!!  اااه والنبي كانت حلوه وطعمها حلو.

نبويه ضربت كف بكف وقالت بنفاذ صبر:- عوض عليا عوض الصابرين يا رب، دي واحده بتكرر الكلام وبتزود الطين بله.

محاسن بقلق ع جهاد قالت:- كبدي عليك يا بهاء يا ترى عامل ايه دلوقتي؟ جعان ولا شبعان؟ مشوي ولا مسلوق؟ حاكم بيقولوا انك بقيت نص سوا، استرها يا رب وما يكونوش حطوا عليه بصلتين ورشه ملح وشوحوه.
عبقرينو كان بيضحك عليهم و قام وقف وقال بعدم استيعاب:- ياستي انتي وهي، ايه اللي انتوا بتقولوه ده؟ بقى الراجل عرض نفسه للمـ-وت!!! وانتوا هنا قاعدين تقلشوا عليه؟ ده بدل ما تدعوله دعوه حلوه؟
محاسن بتنهيده:- اه والنبي على قولك يا حسين الكلب انت, ربنا معاه, ويتم شفاه على خير؛ الواد ده باين عليه انه مش وش مرمطه.

نبويه:- على قولك يختي الواد ده من ساعه ماجه المخروبه دي! وهو ماشافش يوم عدل، ياترى مين داعي عليه في ليله القدر بالنحس.

الباب خبط، عبقرينو فتح وكانت فاتن وقالت:- سلامو عليكوا، ازيك يا عبقرينو، امال فين امك؟
عبقرينو:- عليكو السلام يا خالتي، امي مش هنا، راحت المستشفى تشوف المهندس جهاد تطمن عليه بعد اللي حصل.
فاتن قعدت جنب محاسن وقالت بوهن:-  يلا ربنا يشفيه يا رب، والله اهل الحاره كلهم بيدعوله، واول ما عرفت سبت اللي ورايا ونزلت جري، ومنها لله عنايات وش شر من يوم مارجليها خطت الحاره، بس  قدر ولطف الحمد لله.

محاسن شافتها قاعده وباين عليها الزعل وقالت بتعجب:-  مالك يا بت يا فاتن؟ زعلانه ليه كده وشايله طاجن ستك؟ اصل مايخلش عليا انك زعلانه على الواد مهاب؟ انتي اصلا ما بتحسيش زي امك روحيه راديو.

فاتن نفخت بغيظ وقالت:- وبعدين بقى!! الله يرحمها يا ستي؛ اذكروا محاسن موتاكم الله يخليكي.

محاسن عوجت بقها وقالت:- اهدي يختي لايطقلك عرق، يلا الله يرحمها كانت بتغش في الميزان، بس هنقول ايه ؟ ماتجوزش عليها الا الرحمه، وانطقي يابت قولي مالك ده انا برده زي ستك هتخبي عليا؟

فاتن بحزن:- أصل فرغلي هيسافر اخر الشهر ده يا ستي.
محاسن بفرحه:- وانبي يختي!!  ألف بركه، والله بيمشي وبياخد الشر معاه، اللي ماشوفنا يوم عليه القيمه من يوم ما رجع، يلا ربنا يستر طريقه فرغلي إبن سيده، طول عمره وشه وش الخير على كل حبايبه.

فاتن اتكلمت من بين أسنانها:- الصبر من عندك يا رب، ماشي يا ستي ربنا يتقبل منك يا حبيبتي، انا هقوم بقى مش عايزه مني حاجه؟
محاسن:- رايحه فين يا قلب ستك؟ قومي كده خشي المطبخ شوفي ايه في التلاجه، ولو لقيتي مانجه؟ هاتي، اصل حاسه اني هافتانه اليومين دول، وشفاعه مش هنا زي ما انتي شايفه، مين بقى هايهتم بيااا؟ قومي قومي خفي لحمك كده و هاتي المانجا.

فاتن حست إن ضغطها علي عليها من كلام محاسن بس هتعمل ايه؟ ست كبيره ومش مدركة لكل حاجه بتقولها، أما الست نبويه ردت عليها بزهق وقالت:- ياشيخه ربنا خد من صحتك وحط في لسانك، مانجة ايه يا محاسن؟ دانتي الضغط هيفرقع منك، يا وليه أنتي مريضة ضغط وعندك املاح، والمانجا غلط عليكي.
محاسن ببرود:-  بس أنا مش غلط عليها ههههههه،  قومي يا بت يا فاتن اخلصي قبل ما العيال يرجعوا ويعملوا فيها دكاتره.
قامت بزهق وقالت:- حاضر يا ستي.
ومشيت وهي بتبرطم وقالت:- انا مش عارفه ايه اللي جابني ما كنت كلمت شفاعه في التليفون وخلاص.
محاسن :- بتبرطمي بتقولي ايه يا بت يا فاتن؛ سمعيني كده؟!
  فاتن بضجر:-ما بقولش يا ستي؛ هقول إيه يعني؟
محاسن:- آه بحسب.
خلصت كلامها وخرجت منها تنهيده وحطت أيدها على خدها وقالت:- بقى كنت هتولع في ورشه جوز بنتي ياسنجاب؟!  منك لله يا بعيد وتستاهل اللي حصل فيك يكش تتشوي زي كوز الدره.

نبويه بنفاذ صبر:- دي فاكرة إن جهاد هو اللي كان هيولع في الورشه؛ فوضت امري اليك يا رب.

تاني يوم في المستشفى.

مجموعه من اهل الحاره جم اطمنوا على جهاد ومشيوا، وكان موجود حليم وعيلته وشقاوه وفردوس وجهاد حس بتحسن شويه، شقاوه بص في الساعه وقال:- ياااه الساعه 3:00 والورشه مقفوله كل الوقت ده.
ردت فردوس وقالت:- وانا اتأخرت على امي، بس برده ما ينفعش نسيب استاذ جهاد لوحده كده.
جهاد رد وقال:- عابد خد خطيبتك وارجع انت، أنا كويس.
شقاوه برفض:- لأ طبعا انت بتقول إيه؟ إحنا ماينفعش نسيبك في الظروف دي.
جهاد:- بقول الصح واسمع كلامي وشوف شغلك متعطلش نفسك علشاني، وبعدين آنه سونا ونانا بيبا زمانهم قلقانين عليا، ارجعوا طمنوهم.

حليم بتفهم:- جهاد بيتكلم صح يا شقاوه يابني، خد خطيبتك وكمان خالتك شفاعه وارجعوا انتوا، وانا وسلمى هنقعد مع جهاد ما تشيلوش هم انتوا.

شفاعه برفض:- يووه وانا مش هاسيبك هنا يا حليم لوحدك، هترجع ازاي بقى؟
حليم:- ما هو برده ما ينفعش نسيبه لوحده يا شفاعه.
شفاعه:- وهو انا قولت هنسيبه لوحده؟ انا قولت رجلي على رجلك.
حليم:- طيب والستات العواجيز اللي في البيت دول!، مش محتاجين رعايه؟ يلا اسمعي الكلام وارجعي مع شقاوه.

سلامه شافتهم كده وردت هى وقالت:- خلاص يا جدعان محلوله، انا قاعده فاضيه موراييش حاجه؛ انتوا روحوا كلكم، وشقاوه بالليل يجيب اي تمنايه ويجي ياخدني.
شفاعه بتفكير:- والله فكره اهو تعملي حاجه مفيده برده في حياتك.
سلامه بغيظ:- شكرا يا ماما، على طول رافعه معنوياتي قدام اي حد كده.
شفاعه:- يختي اتوكسي.
سلامه بهزار:- اتوكسي اللي ع اليمين ولا اتوكسي ع الشمال؟ ههههه.
جهاد اتفاجىء أنها بتهزر زي باقي الخلق، وحليم سأل جهاد:- أنت متاكد يابني يعني نمشي مش هتزعل؟
جهاد بنفي:- ابدا يا عمي اتفضل انت حضرتك ارجع البيت واستريح،وإن شاء الله بكره ولا بعده بالكتير  هرجع على البيت.
كلهم:- ان شاء الله.
سلموا عليه ومشيوا وقعدت سلامه معاه ف نفس الغرفه لكن كانت بتتصفح التليفون وهو بيراقب ملامحها اللي مش راكبه ع شخصيتها،وبعد شويه حست بالجوع وحطت ايدها ع بطنها وقالت:- أنا جعانه هانزل اشتري غدا، عايز تاكل اجيبلك معايه؟
جهاد:- ميرسي انا لسه واكل وجبة الغدا قدامك، طنط شفاعه ماسابتنيش غير لما اخلصها كلها.

سلامه بصوت مسموع:- يا عم هو ده آكل؟ أكل المستشفيات انا عمري ما اعتبرته اكل، مسلوق في مسلوق ربنا ما يكتبه علينا، المهم من غير لوكلوك كتير، انا هانزل اجيب شويه سندوتشات كده وشيبسيات لزوم القاعده، يلا تيكيرا.
خرجت سلامه وجهاد ابتسم ع طريقتها، وأنها مستحيل تتغير ،رجع راسه لورا وفكر كتير في تمجيد الكل ليه، وانهم شافوه اخيرا شخص يعتمد عليه، كان مبسوط قوي من كلام حليم وكلام شفاعه وشقاوه والاهم من كل ده سلمى العصبيه،وانها اخيرا قالت في حقه كلمة حلوه، في الوقت ده؟ كان نفسه يتصل على باباه يفرحه وكان نفسه يقول لمامته انه اخيرا اكتشف وجهته، ولقى طريقه وعرف نوعاً ما يعني إيه الاعتماد على النفس؟ كان سرحان في افكاره بعمق ومحسش باللي واقفه قدامه بتتكلم لكن انتبه وبص ليها وشافها كشر عينيه بأستغراب وقال:- آنسه سماره؟!
سماره كانت لابسه عبايه سمرا،ولفه طرحه ونص شعرها باين وشايله وجبة أكل وواقفه قدامه وقالت برقه:- يسلاام آنسه سماره؟ والله يا سي الافندي طالعه من بوقك زي السكر.
وكملت بزعل:- قلبي عندك يا استاذ جهاد والله من ساعة ما سمعت باللي حصل معاك في الحاره، وانا قلبي كان واكلني عليك، سلامتك والف بعد الشر عنك، انت ما تعرفش انا قلبي حزين عليك قد ايه؟ أنا كنت حاسه اني هيجرالي حاجه أول ما عرفت انك في المستشفى وجيت جري عليك.

جهاد  رغم استغرابه لطريقتها في الكلام اتوتر وبص حواليه ومش عارف يقولها أي حاجه، لكن حمحم وعدل النضاره واتكلم بتلعثم:- مـ،، متشكر جداً، أحم.
سماره سحبت الكرسي وقعدت جمبه،حطت ايدها على صدره تطمن عليه وقالت:- أنت كويس دلوقتي يا استاذ جهاد؟
طبعاً جهاد وقتها الصدمه كانت ملجماه وعينيه مفتوحة ع الآخر وباصص على ايدها وبص عليها هى كمان ،اول مرة يتعرض لجاحات من النوع ده،وكل الكلام اتبخر، وزاد التوتر عنده، وهى ابتسمت بكل مكر وسحبت أيدها وبتفتح في علبة الأكل وقالت:-   انا بقى عملتلك شوية أكل؟ إنما إيه هتاكل صوابعك وراهم،  عملتلك فرخه بلدي وشوية شوربة  يستاهلوا بقك، وانا كمان اللي هأكلك بإيديا دول.

جهاد بلع ريقه وقال جواه :-هو البنج عندي منتهي الصلاحية ولا إيه؟ اوووف أنا مخدتش بنج أصلا، وبعدين في المصيبه دي؟ انا اه حاولت اثبت نفسي واخد رد فعل وواجه،  لكن الست دي طريقتها مريبه، أخطر من البشريه نفسها، وعندي سؤال هيجنني هي بتتكلم كده ليه؟
سماره رفعت المعلقه قدام بُقه وقالت:- يلا كُل يا استاذ جهاد، روم عضمك عايزاك ترجع للحاره وترجعلي بألف سلامه.
وجت سلامة ع سيرة إسمها و دخلت زي الإعصار، وحدفت كيس السندوتشات على جهاد اللي أتألم وهمس بألم:-  آاااه انا ماااالي، ااااانا مالي.
سماره عوجت  بُقها ونفخت وقالت:- يوووه! هما بيطلعوا امتى دول؟!!! مييين!!! سلمى مش تخبطي ياختي قبل ما تخشي؟
سلامة حطت أيدها في جمبها وقالت بسخرية:- واخبط ليه يا سمرمر؟! يكونش ناويه على حاجه ياختي ومش عايزاني أخد بالي؟ ولا يكونش دخلت عليكي الحمام ما تظبطي الأداء اومال؟
وبصت ع الأكل اللي في ايديها وكملت:-داخله بسعراتك الحراريه ليه ع الواد الغلبان يا كرشو؟

سماره بخنقه:- أستغفر الله العظيم يا رب، ياختي ابلعي ريقك شوية،داخله كده من غير لا أحم ولا دستور، قطعتي عليا الكلام مش شايفاني مشغوله مع الأستاذ جهاد؟ 
خلصت كلامها وبصت لجهاد بابتسامة وقالت بمكر:- الا هو إحنا كنا بنقول ايه ياستاذ جهاد؟!
جهاد تمتم بتلعثم وعينيه على سلامة اللي كان حاسس انها ممكن تعمل مصيبه، سلامه خبطت ايديها فوق بعض وبصت لجهاد وقالت بتوعد:- ما ترد يا استاذ جهاد؟ فكر الانسه سمرمر كنتوا بتقولوا إيه؟ ولا أنت هتسيبها تفكر كده كتير؟!!! 
جهاد هز راسه واتكلم برفض:- أبدا؛ أبدا والله انا متكلمتش؛ مقلتش أي حاجه؛ مش كده يا انسه سماره؟!
سماره بضحكه ودلع:- يوه يا لهوي لما تقولي يا انسه سماره دي!!!  مش قلتلك قبل كده طالعه من بوقك زي السكر، مكدبتش انا.
سلامه من بين أسنانها بغيظ واضح:-الله يجيبك يا طولة البال.
سماره حبت تضايق سلمى أكتر وقالت:-  يلا ياستاذ جهاد كُل من أيدي ومتكسفنيش، اوعى تكون بتقرف من حاجه!!! ده انا عامله الاكل بأيديا ونضيف وزي الفل.

جهاد باصص على سلمى وكانت متنرفزه جداً، وحاسس أنها ممكن تقلبه وتوقعه من ع السرير ،وكان حرفياً خايف على نفسه من ريا وسكينه اللي قدامه دول لكن لازم يرد ، ورد ع سماره واتكلم بتوتر:- اء، أنا،، أنا ماليش نفس مش عايزه اكل، مش عايز أكل.
سلامه بشماته:-  أهو سمعتي بنفسك يا سمرمر؟ الأستاذ جهاد نفسه اتسدت الحمدلله، وبعدين ياختي تعبتي نفسك ليه وجيتي ع هنا؟ مش المفروض تروحي عندنا البيت وتطمني على صحاب الورشه نفسهم ولا إيه؟
سماره اتغاظت لكن ردت ببرود:- و هو انا يعني ما بفهمش في الاصول يا سلمى؟ هو مين اللي عرض حياته للخطر مش الأستاذ  جهاد!!! مين اللي اتأذي؟ مش الأستاذ جهاد؟ يبقى اطمن عليه الأول، وبعدين نشوف الباقي يا سلمى، ولا ايه؟
سلامة جابت اخرها وقالت:- طيب يا حبيبتي جيتي وعملتي الواجب المفروض دلوقتي جهاد هينام بعد ما ياخد الدوا.
جهاد رد بعفوية:- بس انا مش عايز انام؟!
سلامة بصتله بشرز، وهو رد بسرعه وقال:- ايوه فعلاً ايه ده؟!! النوم غلبني فاجأة، انا حاسس إن خلاص نمت أهو.
سماره اضايقت وقامت وقفت وعينيها في عيون سلامه اللي بتضحك وقالت:- بالسلامه بقى يا حلوه وبالمرة اقطعي الجوابات.
سماره بضجر:- انا مش عارفه مالك يا سلمى؟ حاطه نقرك من نقري ليه؟ يكونش واكله اكلك ولا باكل وامسح في هدومك والنبي ياختي ما تبقيش غلاويه كده.
سلامه طرقعت صوابع ايديها وقالت ببرود:- عندي لكي نصيحه يا سمرمر.
سماره ضحكت بسخرية وقالت بتريقه:- نصيحة؟ مبقاش إلا انتي وهتيجي تنصحني؟

سلامة ببرود اكبر:- آه طبعاً لازم أنصحك أنتي اختشي حببتشي، وانا  شايفه بشرتك بهتانه.

سماره بغيظ واضح:- انا!!! أنا بشرتي بهتانه؟

سلامة هزت راسها بإبتسامة بارده وقالت:- ايوه حصل ، وأنا من واجبي أني أنصحك ، بصي بقى يستي انتي بالصلاة على النبي كده لازم تجربي ماسك الكركم مفيد خالص و هيخليكي صفرا من بره زي جوا بالظبط، لازم تكملي شياكتك.

سماره اتنفست بغيظ وشافت أنها مش هتقدر تسد ف وش سلامة، رجعت شدت الاكل بنرفزه وخرجت من الاوضه وهى بتبرطم، سلامة بصت وراها عند الباب وقالت بتريقه:- اقطعي الجوابات ياوزه متنسيش.
اخدت الساندوتشات من غير كلام وقعدت بتاكل، جهاد اتكلم وقال:- على فكره انا والله ما كنتش هاكل من ايدها اي حاجه.
سلامه بصتله ورفعت حاجبها وقالت:- وانا مالي بتقولي انا ليه الكلام ده؟

جهاد اتضايق من ردها المستفز وقال:- مش أنتي  اتضايقتي لانها كانت هتأكلني؟
سلامه بجديه:- نعم ياخويااااا؟ وأنا هتضايق ليه إن شاء الله؟ اوعا تكون فاكر إن أنا عملت الهُليله دي علشانك؟ تبقى غلطان، انا بس مابحبش البت دي هي وامها.
نفخ بخنقه وقال:- وانا اللي كنت فاكر.....!
سلامه :- فاكر إيه؟
من بين أسنانه:- مفيش مفيش.
سلامة:- آه بحسب.
جهاد بنرفزة:- حظ مهبب.

رجعت تكمل أكل وهو كان قاعد مخنوق منها، دخل الدكتور يطمن على جهاد وقال:- لا لا احنا تمام قوي النهارده وبقينا عال جدا.

جهاد حاول يهدا واتكلم بتروي:- متشكر يا دكتور.
سلامة بتنفض أيديها وقالت:-  هو هيخرج امتى يا دكتور؛ علشان بس مش كل يوم هنروح ونيجي بصراحه فرهدنا من الحر.

جهاد بصلها بزهول من رد فعلها الغير متوقع ومعلقش،  الدكتور جاوبها وقال:-  هيفضل معانا النهارده تحت الملاحظه لزياده الاطمئنان وبكره بليل إن شاء الله يخرج  بالسلامه.

تاني يوم في شقه جهاد بعد ما رجع البيت والكل اطمن عليه،حليم قاعد معاه تحديداً في غرفة نومه وقال بإبتسامة:- الف حمد لله على السلامه يا جهاد يابني.
جهاد أبتسم وقال بلطف:- الله يسلمك يا عمي.

حليم أبتسم وأتكلم بصدق:-   والله نورت البيت ونورت الحاره كلها.
جهاد بإبتسامة رضا:- ده من ذوقك يا عمي متشكر جداً؛ أحم، ويا ترى آنه سونا ونانا بيبا عاملين إيه؟
حليم بضحكه:- ايوه ماقولكش على اللي عملوه علشانك في الكام يوم دول، كل شوية يسألوا عليك وبالذات حماتي زعلانه عليك وبتقول فيك اشعار.

رد بضحكه:- عارفها انا الاشعار دي، لكن تعرف ياعمي!  الحمد لله ان كل حاجه عدت  ع خير ومحصلش أي خساير.
حاليا بإمتنان وعرفان:- كل ده حصل بفضلك انت بعد ربنا يا جهاد يابني؛ لانه لولاك كان بيتي اتخرب وكل حاجه ادمرت.
جهاد بحرج:- يا خبر يا عمي ما تقولش كده؛ وبيتك دائما هيكون مفتوح بوجودك.
حليم  حس بالعجز وأتكلم بتنهيدة وجع:- اهي كلها شكليات وبس يا جهاد؛ لكن الحقيقه غير كده خالص بس هنعمل ايه!!! ادي الله وادي حكمته؛ واللهم لا اعتراض ولا مانع.
جهاد اتعدلت أكتر وعدل النظاره وحب يعرف اكتر عن حليم واللي حصله وسأله وقال بتردد:- عمي،هو انا لو سألتك سؤال خاص ابقى كده تعديت حدودي معاك؟
حليم بنفي:- ابدا يابني، ايه اللي انت بتقوله ده؟ اسأل براحتك يعلم ربنا انك زي شقاوه وحسين ابني بالظبط.
جهاد ابتسم بحرج وقال:- متشكر جداً ودي حاجه تشرفني، لكن انا عندي فضول الحقيقه، ممكن اعرف ايه سبب الحادثه اللي وصلتك للحاله دي؟

حليم اخد نفس عميق وخرجوا ببطء وقال:- هقولك يابني ع كل حاجه حصلت زمان واهمالي اللي خلاني بقيت عاجز.

عند شفاعه.

سلامه بتراجع مع عبقرينو ورقه الاسئله بتاعة الامتحان وقالت:- برافو عليك ياض يا عبقرينو لا فيري فيري جود عليك والله.
عبقرينو:- عدل ياقة القميص بكبرياء:- علشان تعرفي ان اخوكي مقفل كل المواد والحمد لله بقى خلصنا من الامتحانات وهنزل اعيش حياتي في السايبر مع اصحابي وشباب الحته.
شفاعه طلعت من الاوضه بعد ما سمعته و قالت بغضب:- سايبر ايه  النيله على دماغك؟ انت هتعيش حياتك في اللعب يا روح امك؟ من بكرة في نزول الورشه
عبقرينو بصدمه:- ورشه؟!؟! ورشة  إيه يا ماما انا في أجازه.
شفاعه بتنبيه:- وعلشان انت في اجازه يا ضنايا لازم تراعي اكل عيش ابوك ولا انت عايز تكبر وتبقى عويل يا موكوس يا ابن الموكوسه.

عبقرينو بزهق:- يوووه يا ماما هو كل شويه نفس الاسطوانه، انا قلتلك قبل كده انا عايز اكبر واكون مهندس مش ميكانيكي!
 شفاعه بجديه:- تكون زي ما تكون إنشاله تكون طيار! بس لازم تخلي عندك دم وتساعد ابوك في الاجازه على الاقل؛ ولا انت اللي بعيد اعمى النظر؛ وبعدين الاسطى شقاوه اليومين دول مش فاضي بيجهز في عفش بيته علشان الفرح، يسيب هو بقى كل حاجه وراه وما يفرحش بشبابه علشان سعادة جنابك عايز تلعب في السايبر؟
 عبقرينو بضجر:- هو انا يعني هاعرف اصلح زي الاسطى شقاوه؟ انا يا دوب بعرف اعمل حاجات بسيطه؛ ادقدق على صاج اصلح باب غير كده ماعرفش.
شفاعه:- وماله بكره تتعلم وبعدين مش احسن من الورشه تتقفل خالص؟ ولا انت فالح بس هاتولي تلافون هاتولي تلافون؟
 عبقرينو:- ايوه مش انتي وعدتيني لما انجح في اخر سنه واجيب مجموع حلو يدخلني ثانوي عام هتجيبيلي موبايل جديد هدية نجاحي ولا هو كلام وخلاص؟.
 شفاعه وكزته في كتفه وقالت:- انت يا واد لسانك طويل ليه؟ والله اقلع المركوب اللي في رجلي واديك علقه تفوقك،هي كلمه واحده مالهاش تاني، هتنزل الورشه من بكره الصبح.

 سلامه شافت ان الخناقه هتكبر ووقفت بينهم وقالت:؛ خلاص خلاص يا ماما وفضوها سيره بقى؛ وان كان على الورشه! ما تخافيش الواد عبقرينو راجل وقدها وهينزل يقف فيها من بكرة.
 عبقرينو هيتكلم، سلامه غمزتله يسكت وكملت وقالت:- وانا يسيدي اللي هاجيبلك الموبايل بعد الشهاده, بس يكون في علمك لو مجموعك مجابش ثانوي؟ عليا النعمه لارنك انا بقى العلقه التمام، وهعلقك على باب الورشه فاهم ياض؟
 عبقرينو بزهق:- فاهم فاهم ربنا على المفتري.

حليم اتكلم وقال كل حاجه لجهاد  حصلت في الماضي، وبسبب اهماله هو اللي وصله للي هو فيه دلوقتي، وجهاد كان مستمع جيد واتأثر من كلام حليم وهو بيحكي. وحليم كمل بتنهيدة وجع وقال:- بس يا جهاد يابني؛ ومن ساعتها وانا على الكرسي ده! وحياتي وقفت بعدها.
جهاد كان زعلان علشانه ومش عارف يقول ايه ولا يواسيه إزاي لمن قال:- ما تقولش كده يعمي، اكيد كل حاجه وليها حل، حضرتك بس تفائل خير.
 حليم ابتسم وحب يغير الموضوع وقال:- يا عم سيبك واهو، احنا عايشين يوم بيزق يوم، المهم والله انت نورتنا وحمدلله على سلامة رجوعك لبيتك من تاني.
 جهاد هز راسه:- متشكر يا عمي.
حليم بص في الساعه وقال:- اسيبك بقى تستريح واطل عليك بكره الصبح إن شاء الله؛ يلا تصبح على خير.
 جهاد:: وحضرتك بخير.
 حليم زق عجل الكرسي وخرج وجهاد حط أيده تحت دقنه يفكر في كلام حليم وكان متأثر جدآ وبعدها مسح وشه ومسك الفون واتصل على ابوه نضال.

بعد اسبوعين.

 قدام الكوافير باب المحل خبط وكان شقاوه فردوس طلعت ليه وقالت بتعجب:- خير يا عابد في حاجه؟
عابد :- إيه يا فردوس انتي لسه ماجهزتيش؟ انتي ناسيه انك هتيجي معايا تختاري لون نقاشة الشقه؟
 فردوس بحرج:- هو لازم يعني انا اجي بنفسي؟
 عابد بتفهم:- ياستي وفيها إيه يعني؟ وكمان هنتمشى بعدها شويه، وبعدين يعني ما سلمى جايه معانا يعني محرم وبالثلث ما تخافيش هههههه.
 فردوس ضحكت وقالت:؛ لا لو سلمى جايه يبقى نمشي مفيش مشكله؛ علشان بس انت عارف اهل الحاره بالله عليك متزعل مني.
 شقاوه ابتسم وقال:- ازعل منك؟  اهم حاجه الاصول يا فردوس والاصول ما تزعلش، وبعدها نبص لاهل الحاره،المهم انا هاروح الشقه دلوقتي علشان انا مكهرب الصنايعيه علشان ينجزوا في التشطيبات ،وخلاص فرحنا قرب يا ست البنات.
 فردوس قلبها دق بفرحه وقالت:- ربنا يتمم  فرحتنا على خير يا رب.
 شقاوه:- إن شاء الله هنفرح والكل هيفرح معانا.

عند شفاعه كانت بتعمل الاكل ومشغوله والباب خبط وقالت:- واد يا حسين انا في المطبخ شوف مين على الباب؟
لكن ما حدش رد عليها ولا فتح الباب ،وافتكرت وقالت:- يوه يقطعني ده الواد حسين في الورشه وسلمى مع فردوس؛ لما اشوف مين؟
وراحت تفتح وكان جهاد اللي ابتسم وقال:- مساء الخير يا طنط شفاعه.
شفاعه بضحكه:- مسائك عسل وشربات يا جهاد يابني يسعد مساك تعالى  ادخل.
دخل في الانتريه وكان معاه طبق حلويات شرقيه وقال:-  أنا جبت الحاجه الحلوه دي ل آنه محاسن هي فين؟ دي موصياني عليها من امبارح.
شفاعه بضحكه:- ياخويا انشاله ما ننحرمش من مجايبك؛ وليه بس تعبت نفسك يا جهاد؟
جهاد بإبتسامة:- تعبك راحه يا طنط؛ ودي حاجه بسيطه؛  ها قوليلي هي آنه فين؟ وليه مش سامع صوتها ونانا بيبا هي كمان؟ في صمت غريب في البيت انا بدأت أقلق يا ترى هما فين؟

شفاه بضحكه:: لا ياخويا انا هاطمنك ؛حماتي عند بنتها الحربايه قصدي بنتها نعمه، وامي نايمه ومفيش حد هنا، بص بقى انت مش غريب، خش صحيها وانا هاشوف الاكل اللي على النار لاحسن يشيط مني.
جهاد رد بلطف:- اتفضلي حضرتك وانا هدخل.
شفاعه دخلت على المطبخ وهو ساب الطبق على ترابيزه الانتريه، ودخل الاوضه ع محاسن اللي نايمه بعمق وقرب منها وقال بهمس:- آنه سونا، آنه؟
محاسن:-..........!
جهاد حط ايده على كتفها وقال:- آنه محاسن قومي شوفي انا جبتلك إيه؟
محاسن:----------!
جهاد هز كتفها وقال:- آنه محاسن آنـ........!
محاسن فتحت عينيها وبعدها صرخت وقالت:-  حراااااامي حرااااااامي الحقوناااااني يا نااااااس، غيتوووونا يااااخللللق.
جهاد بارتباك عدل النظاره وبص حواليه وقال:- حرامي؟ ايه يا آنه ده انا جهاد؟
محاسن مسكت هدومه وقالت بصوت عالي:-  الحقوناااااني يا ناااااس حررررامي غيتوناااااا ياخللللق حررراااامي وضربني في بطناااااي بالشلووووت.
جهاد بصدمه :-شلوت!!!!!
شفاعه جت تجري بسرعه وقالت بقلق:- ايه يما مالك في إيه؟!
محاسن بتوسل:- الحقيني يا شفااعه  حرامي عايز ياخد كل اللي حيلتي.
جهاد بترجي:- ارجوكي يا آنه، حاولي تفتكريني حرامي ايه بس؟
شفاعه حاولت تفك ايد امها من هدوم جهاد وقالت بغيظ:- بس يما كفايه فضايح الله يهديكي، ده جهاد، جهاد يما جارنا.
محاسن افتكرته وشالت ايديها وقالت بشهقه:- فؤاد إبن زينات؟
وزعقت:- وانت يا واد ازاي تدخل عليا خلوتي؟! انت ماعندكش دم!!! كنت جاي عايز ايه يابن المبقعه.

جهاد بصدمه كبيره:- إبن المبقعه؟ هى وصلت لكده!! ماما بقت مبقعه؟
شفاعه طبطبت على كتفه وقالت بحرج:- سايق عليك النبي ما تزعل منها، هي بس ناسيه ومش فاكره حاجه.
جهاد:- لا أبدا يا طنط  آنه سونا محدش يزعل منها، هى أكيد اتخضت مني لأنها متعوده على إن حد من أفراد العيله أنه يصحيها.
محاسن بسخرية:- أبو المفهوميه ياواد، اخلص كنت عايز إيه يابوز الأخص، صحتني نص الحلم.
شفاعه من بين أسنانها:- يخرابي ع لساااانك!! هتطفشي الراجل.
جهاد أبتسم وقال:- ولا يهمك ياطنط حضرتك متعرفيش أنا بحب آنه سونا قد ايه!، المهم بقى يا آنه أنا كنت جاي اصحيكي علشان جبتلك طبق الحلويات الشرقيه اللي طلبتيه مني.
محاسن اتعدلت أكتر وشهقت وقالت:- هييييه والنبي صحيح جبت البقلاوه؟
جهاد بضحكه:- ايوه جبتلك البقلاوه؛ وكمان بلح الشام والكنافه.
محاسن نهرته:- أنت هتقف ترغي كتير؟ غور هات  الحاجه اللي هنطفحها، أنت ما يجيش من وراك غير الهم.
شفاعه ضربت كفه بكف وقالت:- الصبر من عندك يا رب؛ يما هو الراجل اتكلم ولا عملك حاجه؟ ده بدل ما تقوليله متشكرين تعبينك معانا؟
محاسن برفعه حاجب:- يعبينك معانا؟؟؟؟ ليه!!! ليه ياختي اقوله متشكرين؟!!! يكونش جايب الحاجه من جيبه؟! ده انا صارفه ومكلفه و مدياله خمسه جنيه بحالهم، وتلاقيه فرتكهم وخرب الدنيا على كرشه.

شفاعه شهقت وجهاد داخل بالطبق وبيضحك وقال:- فعلا يا آنه، الخمسه جنيه جابت كل الحلويات دي وكمان اتغديت و اتفسحت بالباقي.
محاسن جزت على أسنانها بغيظ وقالت:-  بذخ، ما هو مال سايب، مانت مش عارف قيمة القرش، الله يرحمك ياحاج سلامه كنت تحوش التعريفه على التعريفه؛وتجيبلنا الصابونه والليفه.

شفاعه ضحكت من قلبها وقالت:- لا ما بدهاش انا لو فضلت واقفه هنا الدنيا بره هتبوظ؛ انا هاروح اشطب المطبخ اصل انا كده مش هاخلص؛ اقعد يا جهاد يابني معاها الله يباركلك وأنا هجبلك طبق صغير تحطلها فيه الحلو.
جهاد بلطف:-اتفضلي حضرتك وما تقلقيش عينيا ل آنه.
شفاعه جابتله الطبق ورجعت ع المطبخ، وقعد جهاد جمب محاسن، وفتحلها الطبق وحطيلها وبدأ يأكلها بأيدو وسألها قال:- ها!! ايه رايك يا آنه؟
محاسن مسحت بُقها وقالت بحب:- أنت حنين قوي يا واد يا جهاد!
جهاد رغم اندهاشه رد عليها بإعجاب:- اخيرا قولتي أسمي صح، جهاد.
ابتسمت واتكلمت بصدق:-  مانا عارفه ياواد إن اسمك جهاد، بس ما كانش لايق عليك في الاول، بس بعد اللي انت عملته لجوز بنتي؟ اسمك جهاد على مسمى.
جهاد رغم إن الكلام وجعه لكن بص لنص الكوبايه المليان، ابتسم وباس راسها وقال:- ربنا يبارك فيكي يا آنه، انا مبسوط علشان أنتي شايفاني حاجه كويسه.
محاسن ربتت ع أيدو وقالت:- انت يا واد قلبك ابيض ونضيف من جوه وبره، بس انت اللي مش عارف قيمة نفسك، أنت عايز تجمد قلبك واعرف إن مبياخدش الروح إلا اللي خالقها، ياتعيش بقلب جامد وتمـ-وت راجل؟ ياتعيش زي القنفد مستخبي في جلده وتمـ-وت مالكش لازمه، أجمد أنت بس وطنش كل الناس ومتسمعش منهم وسيب الباقي على الله. 

جهاد بص قدامه قال:- ونعم بالله، فعلاً يا آنه كلامك صح، انا مش عارف قيمه نفسي، لكن لازم اجمد قلبي ، وأبدأ صح.

في المهندسين.

نضال بيبارك لريناد على نجاحها وقال بسعادة:- الف مبروك يا رنود يا حبيبتي؛ طول عمرك رافعه راسي.
ريناد بفرحه:- الله يبارك فيك يا بابا؛ الحمدلله جبت مجموع كويس.
نضال بفخر:- ما تعرفيش انا فرحان قد ايه النهارده.
ريناد بتمني:-  ياااه لو أبيه جهاد كان موجود معانا دلوقتي كان هيفرح علشاني قوي.
نضال ابتسم وطلع علبه صغيره من جيبه فيها اسوره شيك وقال:- بما إن رجاء عند جدتك أنا هاخدها فرصه واقولك إن جهاد دائما موجود معاكي وحواليكي يا حبيبتي، وهو مبسوط وفرحان علشانك، والاسورة دي بقى هديته ليكي، ومش هقدر أقول اكتر من كده ولا قدام رجاء علشان ماتعمليش محضر وتفضل تستجوبني.
ريناد فتحت بُقها وقالت بدهشه:- مش معقول ابيه جهاد هو اللي جابلي الهديه دي؟
نضال بضحكه:- لأ بس هو قالي في التليفون على مواصفات هديته ليكي وطلب مني اني اجيبهالك بنفسي.
  ضمت الاسوره لقلبها وقالت بحنين :- يا حبيبي ياجهاد، بجد نفسي اشوفك قوي.
وبصت لابوها وقالت بأشتياق:- تعرف يا بابا! أبية جهاد عايزني دائما احقق حلمي اللي انا بحبه عايزني اكون انا مش حد تاني.
نضال مسد على شعرها وقال بإبتسامة وجع:- ودي احلى ميزه في جهاد؛ عايز كل الناس تحقق أحلامها؛ زي ما يكون شايف حلمه في عيون كل اللي حواليه وبنجاحهم كأنه حقق كل أحلامه.

في الحاره 

 شفاعه واقفه في الصاله وقالت لسلامه بغيظ:- برده نفذتي اللي في دماغك وجبتي التلافون المدعوق ده لاخوكي؟
سلامة بتاكل ساندوتش بطاطس وقالت:- يا ماما أنتي وعدتيه أنه لو نجح هنجبله تليفون, وبعدين ما فيهاش حاجه يعني عبقرينو ناجح وجاب مجموع جمدان، يبقى ليه ما نفرحوش.
شفاعه بجمود:- وحياة امك بكره يكسل ينزل يصلي ما دام جاب المخروب ده، هيرقد عليه زي الفراخ ما بترقد على البيض، واهي دقني اهي لو فلح.
سلامه بضحكه:- لا ما تخافيش ع الواد ده، ولو مشي عوج انا هاعدله.
وبصت حواليها وقالت بتساؤل:- بس هو راح فين؟ خد التليفون وجري ع فين الواد ده؟
 شفاعه بتأفف:- راح لجهاد قال هيظبطله ماعرفش ايه كده في التلافون.
 سلامه اخدت قطمة من الساندوتش وقالت بسخريه:- فاكر نفسه جهاد العبقري.

عندك جهاد.

 قاعد مع عبقرينو في الانتريه ومد أيدو بالتليفون وقال:- اتفضل يا عبقرينو الفون جاهز على الاستخدام ع طول.
 عبقرينو بحماس:- يعني أنت شغلت النت وكل حاجه وعملت ايميل الفيسبوك بتاعي.
 جهاد بضحكه:؛ ايوه يا سيدي وكتبت الإسم الغريب اللي انت  قلت عليه, واتفضل ابعتلي بقى أد طلب صداقه.
عبقرينو اخد الفون وقال :- ماشي بس الاول هاظبط شوية حاجات كده في الصفحه الشخصيه السيره ذاتيه بقى وكده، وشوية حركات، وبعدين هابعتلك انت وسلمى طلبات صداقه.
 جهاد بفضول:- ايه هي الانسه سلمى عندها اكونت على الفيسبوك؟
 عبقرينو بعفويه:- ايوه اسمه بنت حاره وماسكه صناره.
 جهاد عقد حواجبه وقال:- إيه؟؟ بنت إيه!!!!
 عبقرينو بتكرار:- بنت حاره وماسكه صناره.
 جهاد هز راسه وقال:- ماشي اوكي عموماً مبروك النجاح ياعبقرينو، وأنا مش ناسي هديتك بس ياريت متعهملش دراستك.

 عبقرينو بزهول:- إيه؟ يعني أنت بجد هتجبلي اللاب توب.
جهاد:- ايووه فعلاً زي ما وعدتك.
عبقرينو بحماس كبير:- والله انت عمهم كلهم، و الله يبارك فيك يا باشمهندس، يلا اطير انا بقى وما تنساش تسجل رقمي عندك أشطا؟
 جهاد ابتسم وقال:- انا سجلته خلاص ما تقلقش.
 عبقرينو خرج ودخل البيت وراح على غرفته وقاعد على السرير وفتح الفيسبوك وزود في معلومات والشخصيه والسيره الذاتية، وبعت طلب صداقه لكل اللي يعرفهم.
سلامة في اوضتها بتتكلم مع حنان على شات الواتساب وبتضحك معاها وجالها إشعار على فيسبوك ولفت نظرها الاسم وقالت:؛ عبقرينو بركات بتاع الحركات؟ 
عقدت حواجبها وزاد فضولها ودخلت على الصفحه وشافت صورة أخوها وبصت على السيره الذاتيه واللي مكتوب فيها وفتحت عينيها وقالت بزهول وصدمه:- عبقرينو الروش ليتها تُمطر نسوان؟!!!
 وحدفت التليفون على السرير وقالت من بين اسنانها :- يانهارك اسو....!!!! نسوان!!!! نسوان يا حسين؟! ده انا هاطلع عليك القديم والجديد النهارده.
 قامت من مكانها متنرفزه وراحت عندو،خبطت جامد وقالت بغضب:- افتتتتح ،افتتتتح يابتاع الحركاااات، ده انا هاخليك تتمسمر مكانك متعرفش تتحرك، دانا هاعمل منك عصيده، افتح يااااااااض.
 عبقرينو فتح عينيه بصدمه وخبى التليفون تحت مرتبة السرير وجري فتحلها وقال بتوتر:- خير خير يا سلمى في ايه؟!
 سلامه زقته جوه الاوضه وقفلت الباب بالمفتاح ومسكته من هدومه وقالت بشر:- ليتها تمطر نسوان ياروح امك؟  عنيا حاااااضر ده انا هاخليها تمطر نسوان ورجاله وبلطجه وشبحنه وهاخلي يومك بلاك،
ايه ياض اللي انت كاتبه  على الفيسبوك ده؟ انت عبيط ولا بتستعبط؟
 عبقرينو بلع ريقه وخاف منها وقال:- جرى ايه يا سلمى؛ دي ؛دي شوية روشنه كده، هو انا يعني كان عندي فيسبوك؟وبعدين ما كل الشباب بتكتب كده.
 سلامه بغيظ أكبر:- لا يا روح امك مش كل الشباب!!!  الشباب الصايعه بس هي اللي بتكتب كده، واحد زيك لسه طالع من الاعداديه ويكتب ليتها تمطر نسوان؟ امال لما تكبر شويه ولا تخش جامعه هتكتب ايه؟ تعاليلي يابطه؟ أنت اتجننت يالا؟  اسمع هي كلمه ومش هاكررها تاني تمسح القرف اللي انت كاتبه ده!!  يا اما يمين عظيم اخد منك التليفون وهاخليك ترجع لابو زراير تاني، وخلي بالك مفيش باسورد للتليفون، وانا بقى بروح اهلك هاعمل تفتيش ذاتي كل يوم عليك، وانا جايبالك التليفون علشان تبوظ؟ دانا افرمك.
 عبقرينو بضجر:- يا سلمى اهدي والله دي حركة عاديه، هزار يعني، هو انتي شوفتيني عملت حاجه غلط؟
 سلامه:- وهو انا هستنى لما تغلط؟ اااااه ماحنا ما بنلحقش المصيبه غير في آخرها،  اسمع ياض عايز تاكل عيش معايه وتبقى حبيبي وكفاءه تسمع كلامي، عايز وشك ده يبقى مربع ومسطح ومالوش  ملامح؟ اعمل بقى الحاجات دي من ورايا؟ و بص اعرف إن انا من دلوقتي عيني عليك، وبراقبك وهراقبك ماشي ياحيلتها ويلا يا خفه عايزه اشوف النسوان اللي هتنزل عليك من المطره دي!!!

عبقرينو بصلها بغيظ ورد عليها مجبر وقال من بين اسنانه:- ماشي ماشي يخربيت اللي يهزر معاكم، انا غلطان أصلا، وغلطان إن الواحد بيضيف عيلته على فيسبوك.
 سلامه برفعة حاجب:- بتقول ايه ياحيلتها سمعني جمال صوتك؟!  
عبقرينو بتأفف:- مفيش خلاص اعتبر الصفحه اتغيرت واتبدل حالها،هاكتب الشيخ عبقرينو معاه اتنين جنيه محيرينه،  حلو كده؟
 سلامه طبطبت على قفاه بتريقه وقالت:- حلوه كده؛ وإن كان ع الاتنين جنيه فأنا هاخدهم منك واريحك خالص، مايرضنيش إنك تحتار ياشيخ عبقرينو، واسمع؟ مش هنبه عليك تاني!!  امشي عدل يحتار عدوك فيك، بلاش شغل العيال التوتو ده، عيب، عيب احترم سنك واحترم أبوك.
 عبقرينو :- ماشي ماشي اتفضلي بقى علشان عايز اتخمد.
 سلامة بإستفزاز:- نوم الهنا يا ليتها تمطر!!
 وسابته وخرجت وعبقرينو فضل يتنطط من الغيظ وقال بعصبية:- انا ايه اللي خلاني ابعتلها انا غلطان، ده بابا أهون منها، حسبي الله ياااارب.

_______

جهاد لسه بيجري وقلبه بيدق برعب مش خوف وبس ،سلامة شاورت ليه بسرعه وقالت من بين أسنانها:- أجري، أجري الله يخربيتك؛ الكلب هيقرمك!!!!
وفجأة وقع على وشه والكلب هجم عليه وعضه، جهاد بصوت من نار :- آه آاااااه، اجدادي مبسوطين مني قوي --



تعليقات