قصة جهاد وسلامه البارت الخامس والعشرون25 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الخامس والعشرون25
بقلم مريم نصار

عند بكار

يسريه قاعده تهز رجليها بنرفزه وعينيها كلها غيظ من بكار اللي قاعد قدامها يتفرج على التلفزيون وكلمته بعصبية:- بقى انا هقعد اهري في نفسي كده وانت قاعد بارد وجبله؟ ماتتحرك ياراجل واعمل حاجه في يومك ده.

بكار نفخ بخنقه وقال:- نعم يا يسريه؟ وصلت النكد اشتغلت؟ وانتي عايزاني اعمل اي يعني؟ شغل وبشتغل ع قدي وبجيب رزقي اعمل اي تاني؟
ضحكت بسخرية وقالت بتريقه:- هيهيهي!!! حوش حوش الفلوس اللي نازله عليا ومغطياني من ساسي لراسي، بلا وكسه، ده العيل بيشتغل أكتر منك، واسمع لما اقولك ياراجل انت! انا صبرت عليك كتير، ولو متصرفتش وخدت بيت أمك ده!! أنت مالكش عازه عندي والباب مفتوح يفوت جمل انا مش فتحاها وكاله ياخويا.
نفض نفسه ونفخ بخنقه وقال:- انتي شر ليه يا يسريه؟ منا قولتلك مش عارف اخد الورق، واكيد موجود في اوضة شفاعه وانا مبدخلهاش، انا بروح اقعد في الصاله معاهم زيي زي الغريب، اعقليها انتي هاخد ورق الملكيه ازززاي؟
رفعت حاجبها وابتسمت بخبث وقالت:- بسيطه انا هقولك إزاي.
بكار بإستفسار:- إزاي؟
يسريه:- اللي اعرفه إن فرح الاسطى شقاوه الاسبوع اللي جاي، والفرح تحت البيت، يعني فرصتك بقى تاخد حقك فهمتني يا مرشدي؟
أبتسم بخبث وقال:- إلا فهمتك!!! تسلم دماغك اللي زي الالماظ يا يسريه، وكلها كام يوم والبيت يبقى بتاعي رسمي فهمي نظمي.

جه اليوم المنتظر لفرح شقاوه.

كان فرح عادي جدا ومعمول كوشه في الحاره، جهاد طبعا اول مرة يعيش الاجواء دي وكان مبسوط جداً، كان مهتم بـ حليم وبيتكلم ديما معاه، فردوس كانت جميله جداً ميك أب هادي ولابسة حجاب على الفستان كانت ملكة، وشقاوه كان في البدله حاجه مختلفه تماماً، وحنان كانت بنوته كيوت ولابسه فستان رقيق وهادي، اما سلامة بقى كالعادة لابسه بنطلون جينز وبلوزه وكانت شفاعه قاعده وجنبها الحـ.ربايه نعمه زي ما بتقول عليها وماكانوش طايقين بعض، وموجود بكار ومراته يسريه،وكان ديما يرسم نفسه انه خلاص!! اتصالح مع أمه ورجعت المايه لمجاريها، وف انتظار أول فرصه يسـ.رقوا الورق، سماره كانت لابسه ومتشيكه علشان تلفت نظر جهاد لكن سلامه كانت خصم قوي ليها وفشلت كل محاولاتها، أما عبقرينو جاب صحابه واحيا الفرح وكان مبسوط جداً واهل الحاره موجودين وكانت ليله جميله لا تنسى وعدى الفرح على خير وكل واحد رجع على بيته

عبقرينو فتح باب الشقه وجهاد ساعد حليم ودخلوا البيت،سملى قعدت ع أول كرسي من التعب، عبقرينو قعد بتهالك وقال:- آه انا تعبت قوي النهارده ده لو فرحي مش هارقص كده.
سلمى ردت بإرهاق:- وانا رجلي مش قادره وجعاني واقفه عليها من الصبح؛ اه يا رجليا يانا يما عايزه انقعها في مايه وملح يوم كامل.
جهاد بصلها ومستغربش طريقة كلامها، لانه خلاص اتعود عليها، شفاعه قالت بتعب:- والنبي دماغي هتتفرتك من الصداع.
وكملت بإبتسامة:- بس والله كانت ليله زي العسل؛ البت فردوس كانت زي القمر ياختي حلوه؛ عقبال ماشوفك يا سلمى يا بنتي في الكوشه يا رب.
سلامة باعتراض:- كوشة إيه؟ لا لا لا انا مش بتاعه الجواز انسي الحوارات دي وما تقعديش كل شويه تنبشي في الموضوع ده! عايزين نشوفلك عريس، عايزين نشوفلك عريس،انا كده فله اوي.

شفاعه شهقت:- شوفوا البت ياولاد؟ اومال عايزه تفضلي ف وشي كده ياختي؟ ولا على راي المثل، طلبوها اتعززت وفاتوها اتندمت!! ده انتي الله يكون في عون اللي هياخدك.
سلامه بغيظ:- ما خلاص يا ماما مش لازم تنشري غسيلي قدام كل حد شويه؛ خلاص الحاره كلها باللي فيها عرفت المنيوم بتاعنا فيه ايه.
حليم بضحكه:- خلاص خلاص أنتي وهي مش كل يوم هنتخانق! احنا راجعين من فرح ومبسوطين؛ قومي يا سلمى يا بنتي اطمني على ستك وشوفيهم وشدي عليهم الغطا.
سلمى قامت وقالت:- حاضر يا بابا وكمان هادخل اتصل على البت حنان اشوفها وصلت ولا لسه.
حليم :- تعال يا جهاد يابني اتفضل اقعد استريح انت هتفضل واقف كده؟
جهاد:- معلش يا عمي انا هروح استريح شويه انت عارف من الصبح واقفين على رجلينا وفعلا اليوم كان متعب قوي.
حليم بهدوء:- يا سيدي اقعد شويه اشرب كوباية شاي وروح مش هتركب عربيه يعني دي هي خطوتين الباب في الباب.
جهاد ابتسم وقعد وحليم قال بصوت مسموع كوبايتين شاي سلمى يا بنتي، سلامة ردت من جوه بصوت عالي:-حاضر يا بابا.
شفاعه طيب بالاذن أنا، هادخل اتوضا واصلي العشاء علشان فاتتني، وما تمشيش يا جهاد يابني غير لما اطلع، اهو نقعد مع بعض شويه ونكمل سهرتنا.
جهاد ابتسم :- زي ما تحبي يا طنط.
سلامه عملت الشاي وكلهم اتجمعوا وقعدوا مع بعض وبيتكلموا ويدردشه، عبقرينو باصص لسقف البيت وسرحان و سأل وقال:- على كده بقى العريس هياكل لوحده صنية المكرونه بالبشاميل والحمام والفراخ ودكر البط اللي خالتي ام فردوس عاملاهم ولا هيوزعه علينا؟
الكل ضحك وشفاعه قالت:- شوف الواد باصص للعريس في اكلته؛ ياخويا ياكل ويتهنى عقبال ما تكبر انت كمان ونعملك الحلو كله.
سلامه خبطت على جبينها وقالت تصدقي يا ماما نسيت أسأل فردوس هيسافروا بكره الساعه كام؟ كان نفسي اشوفها قبل ما تسافر.
عبقرينو قال:- الا هو صح؟هيقضوا شهر العسل فين؟
ضحكة شفاعه وقالت:- شهر بحاله؟ ده هو اسبوع وهيرجعوا، الشهر ده بتوع ولاد الذوات انما إحنا عيالنا غلابه.
جهاد ابتسم وقال:- هيسافر الغردقه يا عبقرينو؛ واسبوع وهيرجعوا إن شاء الله.
حليم بتنهيده:- ربنا معاهم إن شاء الله وعقبالك يا جهاد يابني.
جهاد عدل النضاره وبص على سلامة اللي حاسس انها مش فارقه معاه وجوده من عدمه وضاعت ابتسامته وقال بإحباط:- متشكر يا عمي.
بعد لحظات جهاد استأذن وقام بيلبس الشوز عند الباب شفاعه استاذن ودخلت تنام هى وحليم ،عبقرينو كان بياكل جاتوه وسلامه كانت واقفه عند الباب علشان تقفل ورا جهاد، وعبقرينو افتكر حاجه وهرش في دماغه ولف لسلمى وسألها وقال:- تعرفي يا سلمى انا شفت خالي بكار وهو نازل من العماره؛ ده حتى خبط فيا وما كلمنيش ومشي بسرعه راح على الفرح وشكله كده كان عامل عمله.

سلامة كشرت عينيها وقالت:- نازل من العماره؟هيكون كان رايح فين يعني ولا عند مين؟
جهاد عدل النضاره وقال بعفوية:- اسف لتدخلي لكن ممكن تسالي ناناه بيبا يمكن جه هنا، وقعد مع آنه سونا.
سلامة:- لا لا لا ما يقدرش يدخل هنا واحنا مش موجودين.
عبقرينو بغيظ:- ليه ما يقدرش ده لا مؤاخذه يعني في الكلمه خالي ده ما عندوش دم، انا هاروح أسأل ستي.
وراح عندها وهز ستو بيبا وصحاها وقال:- ستي ستي هو خالي بكار جه هنا؟
نبويه بتتاوب وقالت بضجر:- يعني ياواد بتصحيني علشان زفت بكار؟ اه ياخويا جه المدعوق ده وكان عايز 100 جنيه من ستك محاسن، وقال هيدخل الحمام، وخد منها الفلوس ونزل.
سلامه سمعت كده وشكت انه يكون اخد حاجه من دهب امها وقالت بقلق:- استنوني هنا.
وراحت خبطت على امها وقالت نمتي يا ماما؟
شفاعه من جوه:- لا يا سلمى خشي في إيه؟
سلمى دخلت وقالت:- لا ما فيش حاجه انا بس كنت عايزه حاجه من دولابك.
حليم كان بيصلي وسلامه دخلت فتحت الدولاب وفتحت العلبه اللي ورا الهدوم وكان فيها الدهب زي ما هو لكن لمحت الدرج مفتوح شويه وفتحت الدرج وما لقتش اوراق ملكية البيت اللي محاسن باعته بيع وشراء لحليم،
فتحت عينيها بصدمه وهمست:- عملها ؛عملها بكار الكلب!!!
  شفاعه لاحظت استغراب سلامة وأنها واقفه كل ده وقالت:- انت هتفضلي واقفه كل ده! في ايه يا بت عندك؟
سلامه ماحبتش تضايق امها وابوها في يوم زي ده، وقفلت الدرج بسرعه واخدت شال من هدوم مامتها وقالت:- لا ابدا يا ماما كنت بدور على الشال ده علشان حنان عايزاه بكره، يلا يا حبيبتي تصبحي على خير وبوسيلي الحاج حليم.
خرجت بسرعه وقفلت الباب وراحت عندهم وهي بتنهج وواضح انه وشها اصفر.
جهاد وعبقرينو سألوها في صوت واحد:- مالك يا سلمى وشك اصفر ليه؟
سلامه بغيظ مكبت قالت:- عملها، عملها بكار الكلب وسرق ملكية البيت بتاع امي.
عبقرينو فتح عينيه بصدمه وقال:- ايه يا نهار اسو... وبعدين هنعمل ايه في المصيبه دي؟ انا هاروح اقول لابويا؟
سلامه مسكته من ايده وقالت بتحذير:- اوعى، اوعى ابوك يعرف حاجه زي كده!!! ابوك لو عرف هيتخانق هو وماما خناقه لرب السما، انت تكتم خالص.
عبقرينو:- طب والعمل هنعمل ايه؟
سلامه بغضب :- قولتلك انت تكتم دلوقتي خالص سيبني أتصرف.
جهاد رد بعفوية:- طيب تحبي اساعدك في حاجه!
سلامه هرشت في شعرها ومحتاره وهزت راسها ليه وقالت بشرود:- لا لا سيبوني بس افكر واشوف هعمل إيه؟!
جهاد انسحب وراح على البيت وسلمى قعدت تفكر لوقت مش كبير،بعدها قامت وقفت وقالت بشر:- بس لقيتها.
عبقرينو بلهفه:- ايه هي؟
سلامة بدهاء:- احنا هاننزل دلوقتي ونروح بيت بكار وتلاقيه نايم من الهباب اللي بيشربوا مش حاسس بحاجه، ندخل احنا على البيت وناخد الورق ونرجع بيه من غير ما حد يشم خبر،علشان لو استنينا للصبح؟ الدنيا ما تولعش بين امي وابويا.
وجزت ع أسنانها وكملت بوعيد:-وحسابي بعد كده معاك بكار الكلب.
عبقرينو بموافقه:- اشطا يلا بينا.
سلامة بتفكير:- طيب استنى تعالى ندخل نظبط الدنيا جوه علشان لو امك صحيت كأننا موجودين، بس عارف لو عملت صوت؟ هنفخك.
دخلت سلامه اوضتها وحطت مخده على السرير وغطتها كأنها نايمه، وعبقرينو عمل زيها، سلامه خارجه من الاوضه ولابسه شنطة كتف على ضهرها ومعاها كشاف وشاورت لعبقرينو يمشوا بشويش، فتحوا باب الشقه وطلعوا وقفلوا بشويش ونزلوا من على السلم ومشيوا في الشارع، لكن وقفوا على صوت جهاد ولفوا ليه، سلامه جزت على اسنانها وقالت:- خير ايه اللي منزلك وجايبك ورانا السعادي؟
جهاد شاف إن ده الوقت اللي يثبت نفسه أكتر قدامها وقال:- انا جاي معاكم.
سلامه وعبقريو وبصوا لبعض بعدم فهم وقالوا:- تيجي معانا فين؟!
جهاد:- أحم، انا سمعتكم وانتوا بتقولوا انكم هتروحوا عند الشخص اللي اسمه بكار ده وهتجيبه الورق، وبما أني أعرف عنه شوية حجات من عمي حليم، ف انا لازم اجي معاكم،و ارجوكي يا آنسه سلمى متعترضيش، لأنه ما ينفعش تروحي لوحدك في وقت زي ده.
سلامه بصت حواليها وخايفه حد يشوفها وقالت من بين اسنانها بغيظ واستعجال:- طيب لما نشوف اخرتها معاك يافندام الغلابه، اتفضلوا اتحركوا قدامي، بس عارف لو هببت الموضوع وبوظت الدنيا انا هلعب في وشك وهغير ملامحك خالص، يلا اتحركوا.
مشيوا كام خطوه وشاوروا لتوكتك وركبوا ووصلوا عند بيت بكار على الطريق،ونزلوا قدام البيت وكان دور أرضي وليه جنينه صغيره ومتحاوط بسور, ووقفوا قدام السور ومحتارين يدخلوا إزاي ؟البوابه مقفوله.
سلامه هرشت في راسها وقالت بتأفف:- اوووف، وبعدين بقى؟
عبقرينو قال:- مفيش حل؛ لازم ننط من على السور.
جهاد شاف طول المسافه وارتبك و عدل النضاره وقال:- بس السور عالي.
سلامه بغيظ:- مكنتش أعرف إن السور عالي، معلش المرة الجايه نعمله ع قدك، محدش قالك تيجي من الأساس، اتفضل ارجع انت عملت فيها السبع رجاله في بعض وجاي دلوقت تقول السور عالي؟ ما احنا عارفين ان السور عالي.
جهاد مكنش متوقع إن كل ده هيبقى رد ع كلمتين قالهم ،وحاول يتكلم بهدوء وقال:- يا آنسه سلمى اهدي احنا بنفكر مع بعض.
سلامه بغلظه:- يا عم ما تفكرش أنت؛ بص؟ اقف هنا ما تعملش اي حاجه،انا واخويا هنتصرف.

جهاد اضايق وقال بإندفاع:- لأ طبعا ازاي الكلام ده؟ طيب علشان اثبتلك إن انا افهم في كل حاجه!! إيه راي حضرتك ان أنتي اللي تقفي هنا؛وانا اللي هانط من على السور!!! و مش بس كده!!! دانا هادخل البيت وهاجيب الورق كمان.

سلامه رفعت حاجبها وقالت بتعجب:- يا سلام ومش بس كده بوشكاش محفوظ بيضحي انهردا! بقى انت اللي هتعمل كل ده؟ ليه!!! معانا توم كروز وانا ماعرفش؟

اتخنق من استهزائها المستمر ليه وقال بتصميم :- طب ايه رايك بجد انا هاثبتلك وهتشوفي بعينيكي دلوقتي، وكمان هتقولي انا فخوره بيك يا جهاد.
سلامة:- يارب ربع ثقته دي يارب.
و شاورت بايديها على البوابه وقالت بسخرية:- طب اتفضل يا استاذ جهاد،علشان نشوف الفخر!!! واشوف هتتصرف إزاي!! بس أعرف إني هاجي معاك علشان انا نفسي اخبط بكار ده روسيه اخليه ينام فيها اسبوع.

اتحركوا التلاته وحاولوا يوصلوا للسور لكن كان عالي جدا، وبعدها راحوا وقفوا عند البوابه وحولوا يتسلقوها اكتر من مرة لحد ما نجحوا، عبقرينو نط اول واحد وساعد سلمى ونطت هي كمان، وجهاد كان خايف وبيترجف على البوابه وقال بخوف:- ما تسيبونيش' امسكووووووني.
  سلامة حدفت الشنطه ع الأرض وقالت من بين أسنانها:-يا ربي يا ربي هو انت عملي الاسود يابني في حياتي!! تعالى امسكه معايا ياعبقرينو الزفت أنت كمان.

حاولوا يسندوه ونزلوه جهاد تنفس الصعداء ومسح النضاره بمنديل وهو بيقولهم:- متشكر، متشكر.
رمقوه بنظرات ناريه ومحدش رد عليه، وعبقرينو قال بصوت واطي:- انا هافتح البوابه علشان لما ناخد الورق نطلع على طول.
وفتحها بشويش وراحوا كلهم عند البيت الداخلي عبقرينو قال بتساؤل:- وبعدين هانط منين؟ 
سلامة بصت لجهاد قالت بتريقه:- أنت بتسأل ومعانا الديلر؟ اهو قدامك أتصرف أيها الاستاذ الهُمام جهاد طلعت حرب مصطفى كامل حسين العقاد باشا.
جهاد بغيظ:- بتتريقي يا آنسه سلمى؟
سلامة بتريقه:- بتتريقي يا آنسه سلمى!!! هو ياجدع أنت؟ مش أنت اللي قولت هادخل وهاجيب الورق؟ يلا ياخويا عايزين نشوف الجدعنه والقلب الجامد.
جهاد بصلها وقال بعند:- انا عارف إنك منتظرة مني الفشل لكن لأ؛ لااااء وانا دلوقتي هاثبتلك عكس كل اللي جواكي من ناحيتي، بعد أذنك!!

سلامة مصمصت شفايفها وقالت:- اتفضل اثبت ياسيد الرجاله.
بصلها بتهكم وسابها راح عند الباب وفاجأة وبدون اي مقدمات، خبط ورن الجرس.
سلامه وعبقرينو بصوا لبعض بصدمه وقالوا:- يا نهار ابوك اسو..........!ياجهاد هتودينا في داهيه.
سلامة بسرعه شاورلته وندهت عليه بشويش:- بس بس تعالى تعالى، انت بتهبب إيييه؟
جهاد شاور لها بأيديه وقال:- استني وشوفي ده انا هافاجئك.
وخبط تاني بكل ثقه وبكار فتح الباب وكان شبه مسطول وقال:- أنت أنت مين ياجدع،و جاي ليه هنا؟
  جهاد اتكلم بوضوح:- أنا جهاد يا انكل مرشدي، وعايز أقولك!! أنت ازاي تسرق حاجه مش بتاعتك؟ ازاي تاخد الورق اللي مش بتاعك ايه الجرأة دي؟ لو سمحت اتفضل ادخل وهات اوراق الملكيه علشان ناخدها ونمشي من سُكات، احنا مش حابين نعمل شوشره.

سلامة مكانتش عارفه تقفل عينيها هى وعبقرينو من تصرف جهاد وأنه بوظ ليهم كل حاجه وبصوا لبعض من غير ما يتكلموا، وانتبهوا ع صوت بكار وهو بيقول:- آه جهاد!! ده انت عبيط بقى!!! أمشي ياض من هنا علشان معلمش عليك!!!
جهاد بيسمعه لكن سمع صوت زمجرة وراه وبص بطرف عينه إذ وفاجأه شاف كلـ-ب شرس وهايهجم عليه وعليهم، بعدها سلامة وعبقرينو عرفوا طريقهم وجريوا وجهاد قلبه وقع في رجليه وصرخ وجري بأقصى سرعة، سلامة خرجت من البوابه وبتبص وراها ع جهاد وكان لسه بيجري، نفخت بزهق منه،جهاد لسه بيجري وقلبه بيدق برعب مش خوف وبس ،سلامة شاورت ليه بسرعه وقالت من بين أسنانها:- أجري، أجري الله يخربيتك؛ الكلب هيقرمك!!!!
وفجأة وقع على وشه والكلب هجم عليه وعضه، جهاد بصوت من نار :- آه آاااااه، اجدادي مبسوطين مني قووووووي.
سلامه اتخضت وجريت عليه ومسكت طوبه وحدفتها ع الكلب هى وعبقرينو وجري بعيد، و جريو عليه وكان الكلب اسنانه سايبه أثر في رجله، بكار بيضحك عليهم ودخل وقفل الباب يكمل شرب ،جهاد بيصرخ وسلامة قالت بغضب شديد:- الله يخربيتك؛ الله يخربيتك هتموتني ناقصه عمر!!!!!
جهاد بألم حاد:- آاااااااه الحقوووووني هيجيلي سعاااااااااار، اجدادي مبسوطين مني قوي، النحس في أبهى صوووووووووره.

سلامة وعبقرينو نقلوا جهاد بسرعه على نفس المستشفى والدكتور عقم الجرح وعطاله المصل واهتم بيه وقال:- الحمدلله جت سليمه، ليك خمس جرعات هتاخدهم ع مواعيد وايام مختلفه.
كان نايم على السرير بيتألم ومع خروج الدكتور دخلت سلمى بغضب العالم وكان نفسها توقعوا من على السرير او تنزل فيه ضرب وقالت من بين أسنانها:- إيه يالا كمية الفخر اللي أنا فيها بسببك ددددددي؟ هتكوني فخوره بيا ياسلمى، انا هادخل واجيب الورق لوحدي يا سلمى، انا هاوريكي انا هاعمل ايييه!!!
وزعقت ليه أكتر وقالت:- أنت النحس بعينه ياض، انت فقر، أنت مولود في سنه كبيسه!!! أنت بوظت كل حاجه!!!! انت ايه اللي خلاك تيجي معانا ياعم أنت؟
جهاد مكنش متحمل الألم وصوتها وزعق هو كمان وقال:- أنتي بتزعقي ليييييه!!! انا اللي فيا مكفيني!!! عايزاني اعملك اييييه يعني ؟ انا غلطان!!!! انا غلطان اني كنت عايز اساعدك؟! 
وكمل بتهكم:- تصدقي يا آنسه سلمى أنتي انسانه ناكره للجميل.
وكمل بصوت عالي:- مش كفايه!!! مش كفايه اني اتمرمط ع ايدك من اول يوم شوفتك فيه لحد النهارده؟ تلوث وتلوثت!!! سلم واتزحلقت!!! ناااااار واتحرقت!!! وكلب واتعضيت وفي الاخر هموت بالسعاااار، ودلوقتي بتزعقيلي؟ بتزعقيلي أنا بعد كل اللي عملته علشانك؟ ع طول عصبيه على طول ماتنرفزه من غير داعي!! وفيها اي يعني أني بتخبط على الباب؟ اومال عايزاني اعمل ايه؟ أنا بتستاذن من الراجل اللي احنا هنسرق منه الورق!!

سلامة قاطعت كلامه بحده ومسكت ياقته بغضب وقالت:- بتستأذن منننوووووو!!! ما كنت اتصلت عليه احسن يا جهاد، ولا كنت ابعتله رساله ع الموبيل وقوله أننا جايين ف الطريق يمكن كان يجهز عشا!!! ماهو ماينفعش ناخد حقنا ع معده فاضيه!!! ولا كنت قولتله بليز هات اللي انت خدته ياوحش!!!
جهاد من وسط ألمه قال:- ليه يعني مفيش ذوق؟ مش يمكن الراجل نايم او بياخد شاور؟ ليه نزعج الناس؟
سلامة حاسه انه ضغطها علي عليها وهتنفجر وقالت:- شاووور!!! لااااا ده انت اهبل بقى، تصدق بالله انا غلطانه اني جبتك على المستشفى؟ وكنت خليت الكلب يقرمك من كل حته في جسمك، عارف ياض!!! انا نفسي اسقف على وشك دلوقتي! نفسي افتح كرشك!!! 
خاف منها ورجع بضهره وقال بقلق:- بصي ممكن تهدي طيب؛؛ العصبيه مش حل لاي حاجه.
  سلامة خبطت على السرير بايدها جمبه وقالت بشر :- عصبيه!!! هو انت لسه شوفت عصبيه؟ ده انا هاروح اشتري كلاب مخصوص ليك، واشتري ليه؟ انا اخدك بمنظرك ده ارميك على اول الحاره، و هخلي الكلاب البلدي تقرقضك كده وتقرقشك بسنانها، انا هاخليك تمشي زي عباس العجل انا هاخليك مش نافع نفسك وهخلي مفيش حته سليمه فيك ياجهاد!! 
جهاد بصلها قوي بصدمه واتكلم بتلعثم:- يا خرابي على الشر اللي جواكي ؟انتي شريره قوي، انت شريره ليه أنا، انا اللي الدنيا جايه علياااا انا الضحيه، انا الضحيه!!
سلامه بشماته:- أحسن، احسن يا ريته كان قرمك من وشك مش عايزه اشوف ملامحك.

جهاد بغيظ:-في ايه!!! في ايه ياظالمه ما تجيبي ورد وتوزعيه على روحي احسن، مالك كده؟ ايه يعني خبطت على الراجل انا ايه اللي عرفني انه عنده كلاب؟ وخلاص بقى يا آنسه سلمى اللي حصل حصل هنعمل ايه دلوقتي؟

سلامة حاولت تهدا وبتفرك في أيديها من الغيظ ورايحه جايه وقالت:- مش عارفه؛ مش عارفه؛ بكار الكلب عملها وسرق الأوراق؛ اااه لو مكانش خااااالي.
  جهاد بعفوية قال:- بسيطه نبلغ عنه الشرطه!
سلامه رايحه علشان تخنقه، عبقرينو حضنها بسرعه يحوشها وجهاد حضن نفسه خايف منها وعبقرينو قال:- خلاص خلاص يا سلمى خلاص اهدي الأستاذ جهاد مايقصدش.
سلامة جابت آخرها و قالت:- أنت البعيد إيه؟! نبلغ عن مين؟! نبلغ عن خاااالي انا لو عليا اشنقه بس انت عايز امي والناس في الحاره تاكل وشنا؟ عايز ستي تروح فيها؟ انت لبعيد عبيط ولا اهبل؟ ولااااا!!! بص انت ما تتكلمش خاااالص، انت تخليك في العضه دي وشوف هتهوهو امتى ماشي؟ ما سمعش صوتك خالص؟
جهاد شاف أنها حاليا زمبي ومش مدركه لأي حاجه ولا متحكمه في أعصابها وقال بخوف:- حاضر ؛حاضر مش هتكلم؛ مش هاتكلم.
سلامة نفخت بخنقه وقالت:- أيوه؛ برافو عليك ما تتكلمش!!! انت تهوهو وبس!! كلمة زياده انا بقى اللي هعضك ماااااشي؟
سكت خوفا منها، سلمى رايحه جايه في الغرفه وكان باين عليها انها مضايقه جداً وبعد كده فكرت وقالت بتوعد:- انا هربيك يا بكار الكلب.

بعد شويه

رجعوا البيت وعبقرينو ساند جهاد ووصله لشقته وساعده ينام في سريره ، جهاد استريح و رجع راسه لورا وباصص لفوق وقال:- ده انا لو إنسان ظالم ومجرم مش هيحصلي كل ده في حياتي؟! انا في حد باصص ف حياتي، لا لا لا فعلا أنا زي ما سلمى قالت، انا اتولدت ف سنه كبيسه.

تاني يوم

شفاعه خارجه من الاوضه بسرعه وقالت بخوف:- الحقيني يما ورق البيت اتسرقت، وهو بكار مفيش غيره، سرق ورق البيت بتاعنا يما قوليللللي اتنيل اعمل ايييييه؟
  محاسن رفعت ايديها وقالت بوجع:- منك لله يا بكار يابني؛ انا برده قلت عمرك ما هتتعدل؛ ما هو ديل الكلب عمره ما يتعدل لو علقوا فيه قالب.
وبصت لشفاعه وقالت:- يابنتي أنتي متاكده أنه اخوكي اللي عملها؟
شفاعه بدموع:- والمصحف الورق ما لاقياه وهو اللي دخل البيت واحنا مش موجودين؛ هو مفيش حد غيره اللي ليه مصلحه في سرقة الأوراق، هيكون مين يعني؟والعمل يما والعمل هنعمل ايه ؟
محاسن بتنهيدة تعب:- العمل عمل ربنا يا بنتي؛ منك لله يامرشدي.
شفاعه بقلق:- ده لو حليم عرف مش عارفه هيعمل فيا ايه؟ ده دفع دم قلبه في الشقه وكتبها باسمي علشان يراضيني؛ ويجي اللي منه لله بكار يسرقها؟ ديما مابيجيش من وراه خير أبدا، منك لله يا مرشدي، منك لله، أنا هاروحله البيت.
نبويه شقهت:- تروحي له فين بس يا بنتي ده ممكن ياذيكي.
شفاعه بتصميم:- انا هاروح واللي يحصل يحصل, انا مش مستغنيه عن جوزي.
سلمى جت من وراها وماسكه الورق وقالت:- خلاص ياماما الورق أهو وكل حاجه تمام، ولا تروحي ولا تيجي.
شفاعه جريت عليها بلهفه وقالت:- والنبي صحيح؛ ده ورق ملكية البيت ياسلمى يابنتي ؟
سلمى:- ايوه ياماما هو الورق.
شفاعه بدهشه:- وجبتيه إزاي؟ جبتيه ازاي يا بت انطقي؟!
سلامه قعدت ومسحت وشها بايديها وقالت:- العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.
شفاعه بإستفسار:- برده ما فهمتش ياسلمى، اتكلمي و ريحي قلبي قولي عملتي إيه؟
سلمى قالت ليهم اللي حصل لحد ما رجعت البيت بالليل وكملت وقالت:- وبعد ما وصلنا جهاد واتطمنا عليه، واستنيت لحد أول ما النهار طلع! نزلت ورحت خبطت على بيت خالتي ام عصفوره، والحمد لله عصفوره كان فايق وحكيتله كل اللي حصل وطلبت منه الخدمه دي، وهو ماصدق بيحب يعمل الخير ع طول ،خد شوية شباب معاه من الحاره وراحوا وخلصوا الليله كلها واهو جابوا الورق وانا اديتهم اللي فيه النصيب.
شفاعه بتساؤل:- طب ومرشدي! عملوا فيه حاجه؟!
سلمى بكره دفين:- انا نبهت عليهم ماحدش يجي جمبه علشان ده بقى حسابه معايه بعدين.
شفاعه بخوف ع بنتها:- لا لا يا بنتي سيبيه لله، وتوبه توبه لو دخل البيت هنا تاني، ولا انتي رأيك ايه يما؟يدخل هنا تاني؟
محاسن برفض:- يخش البيت بعد اللي عمله؟ لا يا بنتي ما يخطيش البيت ده تاني هو كان داخل علشان السرقه وخلاص، وأنا اللي فاكراه الزمن هده وهيتعدل! الله يسهله وبكفايه على كده.
شفاعه اقتعنت بكلام أمها ولسه بتقعد ع الكرسي لكن اتعدلت وشهقت وكأنها افتكرت وقالت:- انتي قولتي إن جهاد عضه ك.لب؟
سلامة بغيظ:- آه قولت.
شفاعه بقلق:-يا كبدي عليك يابني أنت هتلاقيها منين ولا منين؟ وكمان بنتي الحيله حطت عليك أكتر.
سلمى بغيظ:- بقولك ايه هو يستاهل أحمدي ربنا اني نجدته أصلا.
شفاعه بجديه:- نجدتيه؟ يابت دانتي طول عمرك قادره ومفتريه، قومي قومي نروح نطمن عليه، والله مانا عارفه كنت بتوحم ع ايه فيكي؟
راحت سلمى وشفاعه وخبطه وهو قام بيعرج وفتح وقال بحرج:- طنط شفاعه! اهلا اهلا اتفضلي.
دخلت شفاعه ومعاها سلامه اللي متكلمتش ولا حتى اطمنت عليه وقعدوا في الانتريه شفاعه قالت:- بص بقى ياجهاد يقلب خالتك، سلمى بنتي حكتلي على اللي حصل.
جهاد نزل راسه في الارض وكان زعلان من نفسه وكمان زعلان من اللي سلمى قالته ليه، نفس الاحساس كان متبادل من سلمى هى كمان كانت زعلانه من نفسها انها أهانته وبهدلته جدآ، ورد عليها وقال بإحراج:- أحم، انا متاسف جداً يا طنط شفاعه، أنا عارف أني خيبت ظنك فيا بس.......!
شفاعه قاطعته و قالت:- يوووه ايه الكلام اللي انت بتقوله ده يابني، ده كلام مالوش لازمه، أنت اسم الله عليك عملت اللي عليك واكتر، الغلط مش عليك أنت ما تعودتش على الحاجات دي و متعودتش تشوف النـ.صـابين والحـ.راميه، وبعدين انت كتر خيرك رحت وما سبتش بنتي لوحدها بليل، وانت كنت مفكر انه مرشدي اخويا هيسمع منك ويديك الورق، مفكره عنده قلب أبيض زيك، انت اللي زيك قليل يا جهاد يابني، اوعى تزعل ولا تزعل نفسك، انت عملت اللي عليك وزياده.
جهاد بصلها وقال بوجع:-بس انا كان نفسي اعملك حاجه يا طنط، لكن للأسف ببوظ علاقتي بالناس بمعاملتي معاهم، أنا فعلاً جبان.
سلمى حست انها فعلا صغيره وشافت الوجع في عيونه، ولاول مره تنزل وشها في الارض.
شفاعه بنفي:- أبدا ابدا يابني عمرك مابوظت حاجه ،انت طيب وفي حالك انت ماشي جمب الحيط احنا اللي بقينا في دنيا بتاكل في بعض، بنقول على الطيب فيها جبان، وبنقول على الغلبان مكسور وبنقول على الشيطـ.ان جرىء وقلبه جامد وجدع، لا يابني ما تقولش على نفسك كده انت مش جبان، انت لو جبان ما كنتش نزلت وعرضت نفسك للخطـ.ر يوم حـ.ريق الورشه! انت لو جبان ما كنتش ساعدت شقاوه وجبتله من مالك علشان تساعده يتجوز، انت لو جبان ما كنتش رحت مع بنتي في نص الليل علشان ترجع حقنا، انت عمرك ابدا ما كنت جبان يا جهاد انت راجل من ضهر راجل، اوعى تستقل بنفسك،ولا تزعل نفسك.
كلامها لمس شرخ جواه ولاول مرة عيونه تلمع وقال:- حضرتك طبطبتي على قلبي النهارده يا طنط بجد متشكر لحضرتك.
وبص لسلمى وقال:- انا متاسف يا آنسه سلمى اني خيبت ظنك وبوظت مخططك.
سلامه قامت وقفت حست بخنقه من نفسها وقالت:- ولا حاجه مفيش حاجه، انا لازم امشي هاروح اشوف ستي.
وسابتهم وخرجت بسرعه وجهاد معلقش شفاعه طبطبت على رجله وقالت:؛ ما تزعلش منها؛ والله سلمى بنتي طيبه وقلبها ده زي البفته البيضه، بس هي اتعودت على كده اتعودت ترد وتقاوح ومتسبش حقها، بس بتطلع تطلع وتنزل على مفيش.
جهاد بتنهيدة:- حصل خير يا طنط.
شفاعه ابتسمت:- والنبي ما تزعل، والله قلتلك البت دي طيبه خالص، بس تعرف؟ احنا اللي عودناها على كده.
جهاد انتبه لكلامها وزاد فضوله وقال بإستفسار:- ازاي عودتوها ع كده؟ الانسه سلمى عصبيه جدا ومفيش تفاهم في أي مجال ديما متنرفزه، ممكن تحكيلي ليه كل ده؟

شفاعه ضحكت وقالت:- وماله يخويا بس قبلا، انا هاقوم اعمل كوبايتين شاي واحكيلك الحكايه من طق طق لسلام عليكم.

عدت فترة كبيره جهاد كان اتعالج فيها من رجله ورجع سليم، ويسريه طردت بكار بعد ما فشل في سرقة البيت وعايش في الشارع وبقى مشرد وهو اللي حكم ع نفسه بكده ، واختار يعيش حياته مشرد في الشوارع وده نتيجة عقوقه لامه وأنه بعيد كل البعد عن ربنا، وشقاوه رجع من اسبوع العسل وكانوا مبسوطين جداً، وفردوس تروح الكوافير ومبسوطه إن هي قدام جوزها ليل ونهار، اما سلمى اتصالحت هي وجهاد ولكن دائما يتناقروا مع بعض، اما إكرامي كان بيزيد في تهديده واسامه كان ع تواصل مع نضال وخوف رجاء بيزيد يوم بعد يوم، وعدت الايام والدراسه بدأت وصوت المنبه رن وسلمى نايمه وصحيت واتكلمت بتأفف:- رجعنا لوجع الدماغ من تاني وهنصحى كل يوم م النجمه، اووف أستغفر الله العظيم يارب.
عبقرينو أخد مصروفه من سته وسلم عليهم ونزل بسرعه، شفاعه بوهن:- يابت يا سلمى اتأخرتي.
سلمى خارجه بعد ما لبست و بتتاوب وعيونها كلها نوم وقالت بنعاس:- صباح الخير يا ماما.
شفاعه :- صباح النور يقلب أمك، يلا خدي ساندوتشاتك واتكلي ع الله انتي اتأخرتي.
سألتها بنفس النبره وقالت:- هى الساعه كام دلوقتي؟
شفاعه :- الساعه 8 إلا ربع.
سلمى فاقت و فتحت عينيها بدهشه وقالت:- ايييه؟ ينهار بلاك اتأخرت ع جيل المستقبل، سلام ياماما، وسلميلي ع بابا لما يصحى.
قالت كلامها ده وهى بتجري ع باب الشقه ونزلت بسرعه وقفت توكتك وركبت واتحرك بيها.

بعد نص ساعه تقريباً جهاد صحى وقام أخد شاور ولبس وشرب قهوته، ورايح يصبح ع آنه سونا زي ما اتعود وخبط على الباب، وشفاعه فتحت وقالت:- جهاد؟! صباح الخير يا بني، تعالى ادخل.
وكان باين عليها أنها مشغول بالها وهو لاحظ ودخل قعد ف الانتريه وسألها وقال:- صباح الخير يا طنط، أحم مال حضرتك شكلك قلقانه! عمي حليم كويس؟
شفاعه بتأفف وحيره:- ايوه يا جهاد عمك كويس والحمد لله، بس البت سلمى...! 
جهاد بلهفه وقلق:- مالها سلمى حصلها حاجه؟ أحم قصدي الانسه سلمى.
شفاعه بعفوية:- مالهاش يابني هى زي القرد مايجرلهاش حاجه دي، بس هى نسيت الدفتر بتاع المدرسه ورايحه متأخره ويومها بان من اوله، و انا مش عارفه اعمل ايه؟حسين ف المدرسه والاسطى شقاوه اتصلت عليه وقال معاه زبون ومش هيعرف يسيبه دلوقتي ومش عارفه اتصرف ازاي؟
جهاد فكر شوية وقال:- طيب ممكن أروح أنا واديلها الدفتر؟
شفاعه بحيره:- وانبي منا عارفه يبني، بس انت مش عارف المدرسه فين! 
جهاد افتكر يوم ما أكل من عربية الفول وكانت عند المدرسه بس مش فاكر المكان اوي لكن قال:- أحم متقلقيش حضرتك أنا هتصرف، هسأل عابد عن العنوان بالظبط.
شفاعه براحة بال:- روح إلهي يريح بالك ويرزقك الستر والصحه ياجهاد يابن......! 
إلا هى أمك إسمها إيه؟
جهاد بتوتر لذكر اسمها :- رجاء! إسمها رجاء ياطنط.
:- روح إلهي يريح بالك ويرزقك الستر والصحه ياجهاد يابن رجاء يارب.

بعد شويه التوكتك وقف قدام المدرسة، جهاد حاسب السواق و نزل وبص ع يافطة المدرسه واتحرك وكانت البوابه مفتوحه ودخل وماشي في الملعب وماسك في ايده الدفتر و وقف مرة واحدة يبص حواليه بذهول لأنها غير شكل المدارس اللي اتعلم فيها هى واخته،فاق من شروده في مقارنته للمدرستين على صوت بيقول: 
_ تؤمر بحاجة يا استاذ؟ حضرتك ولي أمر طالب هنا؟  

لف جهاد للصوت وكان من شكله مدرس في المدرسة، فرد عليه:- احم.. لا حضرتك أنا كنت عايز أوصل ل مِس سلمى بركات مُدرسة انچلش. 
المدرس كان مستغرب إن سلمى اللي ع طول تزعق وعصبيه وكمان ساكنه في منطقة شعبيه تعرف حد بالهدوء ده وواضح عليه النزاهة لكن قال:-استنى اشوفلك في ورقة الاشراف اللي معايا.
بص في الورقة وقعد يقول: ميس سلمى بركات.. ميس سلمى بركات!!!! ايوة اهي ميس سلمى بركات هتلاقيها ف فصل 2/4 عندها حصة هناك.. اتفضل يااستاذ! 

بصله بحرج وقاله:- ممكن تقولي فين مكان الفصل لاني أول مرة اجي هنا؟
:- وماله بس كدا تعالى ورايا!  

مشي معاه لحد ما وصل للدور وقاله: اهو هي هنا.. بالاذن عشان مينفعش اسيب دور الاشراف ياحضرت. 
ابتسم ليه وشكره ولف راسه تجاه الفصل ولسه هيخبط لكن فتح عينيه بصدمة وقال: إيمبوسيبول!
سلامة جوا الفصل لابسة النضارة وماسكة الكتاب وبتقول للعيال: 
ـ رڪزوا معايا ياض انت وهي عشان بعد ما اشرح هتفتحوا الكتاب الملون بتاع الاستيودند "student" نقرا الدرس والكلمات يعني مش عايزة دوشة.. فاهمين
ــ فاهمين ياميس
ـــ إيكســيلاند.. هنتكلم النهاردة لو حد عايز يسالك اسمك ايه بالإنچلش هيقولك ايه.. هيقولك واتيز يور نيم "what's your name" .. هيقول ايه سمعوني؟ 
_ واتيــــز يـــــــور نيـــــــم. 
- بـيرفيكت يا ولاد.. طب انتوا هتردوا تقولوا ايه ياميــــ.. ايه داااااااا أحمـــــــــــــداستانت اب.. ايه اللي بتهببه دا ياضنايا!!! 

اتفزع أحمد وطلع راسه من فوق الكتاب اللي كان مستخبي فيه ووقف.. بصلها الواد ببراءة وقالها: أنا عملت ايه ياميس هو مفيش غيري في الكيلاس سيبوني في حالي بقـاااا.

بصتله بتريقة وقالت: يانضري قد ايه احنا نوتي.. ناقص تقولي ليه يادونيا حاطة على جرحي كلونيـا.. 

لسه الولد هيرد!!! زعقت وقالت: انت يـاض انا شايفاك بترفع الكتاب ونايـــــم جـــــــــــــواه.. هو مفيش قندلة هــــوم تتخمد فيــــــــــه!!!! 

خبط أحمد بإيده على الديسك وزعق: جــــــرا ايــــــــه ياميس.. حتى النومة مستكترينها على الواحد.. هو انا هلاقيها منين ولا منيـــــــــــــــن.. مش كفايه المأساه اللي الواحد شايفها في الدنيا!! 

طلعت منديل ومسحت دمعة وهمية وقالت: كبدي عليك يانضري.. متقلقش فريق مصر الخير هيتواصل معاك وهيأويلك عيالك ياحج احمد.
وزعقت: اتــــــــــــرزع يـــــــــاض وركز بروح يور مازر بدل ما أخليك فرجة الكيلاس والاسكــــــول! 

رجع الولد مكانه وهو بيتأفف، وهى اخدت نفس عميق وبدأت تهدي نفسها وقالت: وقفنا فين؟ 
ردت طالبة اسمها ريم: نرد نقول ايه لما حد يقولنا واتيز يور نيم.
:- جود يا بت ياريمة.. هنرد نقول بقا ماي نيــــــميز وتقولي اسمك"my name is... يعني انا اقول ماي نيــــــميز سلمى"my name is Salma" او فيه صيغة تاني نقول آيــــــــام"I'm" واسمك وطبعا النيم هنكتب اول حرف فيه كابيتال زي ما قولتلكم فب الهومويـ.... 

:-بـــــــــــاس كفــــــــاية ايه اللي سمعته دا.. ايمپوسيبول! 

قالها جهاد وهو بيدخل الفصل بدون ادارك منه،لفت سلامة للصوت وكان جهاد واقف ثاير ومذهول من اللي سمعه وهى اضايقت أنه كمان بيزعق في وشها قدام الفصل؟ قالت بنرفزة:-أنت إزاي تدخل من غير ماتخبط وكمان تزعـق كدا يا أفندي انت! 

اتحرج جهاد من اللي عمله وخاف كمان بس صدمته من اللي سمعه هو اللي دفعه يتكلم كدا فاخد نفس وقال بلباقة وهدوء:- أنا متأسف اني دخلت من غير استئذان واندفاعي بالشكل دا بس غصب عني التلوث اللي سمعته خلاني فقدت أعصابي. 

ربعت ايديها وزعقت: وايه اللي سمعته يانانوس عين يور مازر! 
رد بعفوية: اهو شوفتي هو دا spilling حروف the english vocabulary "كلمات الانجليزي" ضايعة جدا كأن حضرتك مشوفتيش تعليم انجلش؛ لأ والأخطر انك بتعلمي دا للأطفال دول.. حرام مستقبلهم يضيع هباء كدا! 

بكلامه دا زود الدخان اللي طالع من ودان سلمى من كلامه وهنا اتكلمت من بين أسنانها:- وأنــت هتعلمني ماي وورك ياجدع انت؟ بقا انا الاسبيلنك بتاعي ضايع وفوكابليري بتاعتي كمـــــــــــــــان انت عايزني اعلم عليــــــــــــــك! 

من جواه اترعب منها بس هو لازم يتغلب على خوفه عشان يعرفها انها غلط رد بهدوء: أولا انا مش بعلمك شغلك ولا حاجة.. ثانيا اسمها اسپلينج مش اسبيلينك ونطقها ڤوكابلاري يامس سلمى.. حضرتك لازم تراعي انك بتأسسي أطفال صغيره يعني ماينفعش تقولي ماي نيميز ولا واتز يور نيم لا المفروض تكوني عارفة نطقها ماي نيم از واسمك ايه نطقها واتس يور نيم مش واتز... صدقيني انا خايف على مصلحتك انتي والتلاميذ.. 

بصتله سلامة ببرود وقالت: انت شغال ايه؟ 
رد بتلقائية: ماحضرتك عارفة مهندس برمجيات. 
:- هل انا بتدخل في شغلك؟ لأ.. يبقى ميخصكش و دونت تشيل همي ياهندزة! 
حرڪ راسه شمال يمين وقال: نو.. نو ايمپوسبول.. 
Miss Salma, you must improve your spilling and your explanation methods for students, ok!

قال كدا وهو بيشاور للعيال اللي في الفصل اللي لاقاهم فاتحين بوقهم ومتنحين وواحد فيهم قال:  
_ صلاة النبي احسن عظمة على عظمة ياريـــــــــس هو البيه أجنبي؟ 
رد جهاد باستغراب: لأ.. ليه؟ 
:- اصل سعاتك بتتكلم زي الافلام اللي بتيجي على MBC2 وابويا مابيفهمهاش وبيخلي المازر تقراله الكلام العربي ونصدع بقا احنا.

نفخت سلمى بنفاذ صبر وقالت بنرفزة: خلصت؟. وفر رأيك لنفسك وأنا مسمحش لاي حد يقلل مني قدام الاستيودند بتاعتي ولا بالاسكيلز بتاعتي، المنطقة كلها، والمدرسة عارفة من هي ميس سلمى يابتاع إيمبوسيبول انت.!! وبعدين ايه الداهية اللي حدفتك علينا في المخروبة دي.؟ ايه اللي جابك هنــــــــــا؟ 

نفخ بخنقه من اسلوبها وعدل النضارة وقال بلطف: احم..أنا متأسف ليكي، أنا جيت لأن حضرتك نسيتي الدفتر بتاعك، وطنط شفاعة طلبت مني اجيبهولك المدرسة لانه مهم.. وبعتذر للمرة التانية.. بعد اذنك. 

وقفت بنت اسمها سهام وقالت: استنى ياعمو ياعمو انت شكلك ابن ناس اوي، زي بتوع التليفزيون ولا الريحة بتاعتك حلوة.. خلاص متزعلش ميس سلمى اكيد متقصدش تزعل الأجنبي ده مش كدا ياميس. 

هنا خبطت على الترابيزة بالجلدة وزعقت: لا بقــــــا مش كل فصل هلاقي فيه نحانيحو مصدقنا خلصنا من حبيبة محماااا، وفي البيت كمـــــان يدافعوا عنه. اتظبطي يابت واترزعـــي بلا قرف، وانت يااخينا مش جبت ام الدفتر اتكل على الله من هنا متشكرين لأفضالك.. يلا زق عجلك خليني اتنيل اخلص عشان اتقلب على البيت.. يلا go out! 

شافها أنها جابت آخرها وساب الدفتر ع التربيزه وقالها: اوكي مع السلامة يامِس سلمى! 
خرج من الفصل ورزعت الباب بخنقه ونفخت بضيق وقالت: اوف عكر مزاجي الله يزحلقه في اي مطب حفيد محمد علي باشا دا!

بعد فترة سلمى كانت بتدي درس لأطفال الحاره وجهاد سمع نفس التلوث بالنسباله وفكر بسرعه و بعد ما خلصت الدرس فتحت باب الشقه وقالت:- يلا جو أنت وهو، ع الهوم ع طول.
نزلوا الأطفال ولسه هتقفل الباب لكن جهاد حط أيده ع الباب وقال:- عندي ليكي ديل كويس.
سلمى كشرت عينيها وقالت:- مع اني مش طيقاك من ساعة الدفتر بس وماله نسمع ونحكم ديل ايه بقى؟ ديل كلب ولا ديل ايه؟
جهاد هز راسه بيأس منها لكن قال:- انا هعلمك إزاي تنطقي انچلش كويس جدا، و تحاولي تهدي شويه وتفكري قبل ما تتعصبي، وأنتي.... وانتي...!! 
سلمى:- أنت هتقعد تتأتأ متنجز وانا إيه؟
جهاد عدل النضاره ومش عارف يطلب منها أنها تساعده يتغير إزاي، لكن قال:- بصي يا آنسه سلمى إحنا لازم نقف جمب بعض،احنا الاتنين محتاجين لبعض لأن شخصيتنا أنا وانتي مختلفه تماماً ف انا محتاج اتغير، أحم، وانتي كمان!!! قولتي إيه؟
سلمى بنرفزه:- أنا احتاجلك انت يابتاع ايمبوسيبل أنت؟
جهاد :- أهو شوفتي؟ معندكيش فن الرد ديما متسرعه وزي ما طنط شفاعه بتقول، بتاخدي العاطل في الباطل، فكري وردي عليا انتي معلمة أجيال، يعني انتي مثال لكل طفل هيكبر ويتربي ع ايديكي، فكري وردي عليا، بعد أذنك.

سابها في أفكارها ودخل شقته وهى واقفه مكانها محتاره، راحت ع اوضتها نامت بتهالك في سريرها، غمضت عينيها وشافت صورة شفاعه وهى بتعترض ع أسلوبها، سمعت صوت شقاوه وهو بينتقدها،سمعت صوت حنان وفردوس وكل المواقف العصبيه ورد فعل المقربين ليها سمعتها وشافتها ونفخت بخنقه وقامت من مكانها، جهاد كان قاعد ع ترابيزة الأكل وبيدعي أنها توافق، هو محتاجلها أنها تقويه ومحتاج أنه يغيرها هما الاتنين محتاجين لبعض أنهم يغيروا بعض للأفضل، وفاق من شروده ع صوت الباب وقام فتح، وفتح عينيه بدهشه وقال:- آنسه سلمى؟
سلمى رجعت شعرها ورا ودنها وحاولت تتكلم بأسلوب جديد وقالت:- بص ياجدع أنت،، لأ أحم قصدي يعني أنا موافقه.
جهاد بإبتسامة عريضه وفرحه قال:- بجد؟
سلمى بتحذير:- بس ع الله حد يعرف إن في اتفاق انت تدي الدروس كأنك متبرع غير كده عليا النعمه اشقك نصين فاهم؟
جهاد مهتمش لكلامها وشاف الجانب الإيجابي وأبتسم واتكلم بهدوء:- خدي شهيق للآخر وخرجيه ببطء وهدووووء وحاولي تسيطري ع نفسك.

سلمى من بين أسنانها:- يامصبر الوحش ع الجحش يارب بقولك ايه العمليه مش نقصاك بلا شهيق ونهيق بلا تحرقي في نفسك، انا جيت أقولك الكلمتين دول قبل ما أرجع ف كلامي يلا سلام.

بعد أسبوع 

في شقة حليم وقت الدرس، الكل قاعد في الصاله وكمان الاطفال، جهاد جاب السبورة وعلقها على الحيطة وجهز اللاب بتاعه علشان يسمعهم الكلمات ونطقها للحصول على كم اكبر من الاستيعاب والتطبيق واتكلم شقاوة بملل:-يعني برده مصمم تعلمنا يامستر؟ مانت بتعلمنا الحروف وازاي نقول اسمنا من الأسبوع اللي فات و اهو كلنا بطيــــــخ، هو هو نفس نطق حروف المصريين هنعمل ايه يعني؟
وكمل بضحكه:- وستي نبوية بتقولك "A, B, C, D" عايزة اروح بيت سيدي اللي هي قربت تحصله أصلا! 
كلهم ضحكوا وشهقت نبوية وقالت بنرفزه: إن شاله كل اللي يكرهوني ياشقاوة يامنيل على عينك! وبعدين أنا بسهل على نفسي الحفظ يابو جهل.. داهية تغم نفسك! 

بصت محاسن لجهاد وقالت بتفكير:- الا قولي يانضري فيه استفسار كده صغير وعتاب ليك.

جهاد بإبتسامة:- اتفضلي يا آنه قولي كل اللي عندك.
:- دلوقتي فيه كلمة اسمها نف.. ايه القرف بتاعك دا انا معنديش برد ياخويا.
شهقت وضربت على صدرها: ولا تكونش بتفول عليا بالمرض يامنيل ع عينك!
جهاد حس ببلاهة وقال بعدم فهم:- بس انا يا آنه مقولتش كلمات لسه! ولا يمكن اتمنى حاجه تحصل لحضرتك..انا مش فاكر قولت حاجة زي كدا! 
محاسن حطت ايدها على راسها بتفكير:- اللاه؛ يا واد الكلمة اللي قبلها حد اتكعبل دي وقال اي؛ يابو المفهوميه أنت اومال مُدرس إزاي بس؟. 
سلمى فهمتها وانفجرت في الضحك:- يالهووي هههههههه، انتي شوهتي الحروف اكتر ماكنت مشوهاها، بقى الـ F بقى نف، و الـ E بقت أي هههههه، قابل بقا ياعم جهاد؛! 

الكل ضحك وجهاد بصلهم ومش مصدق كمية التلوث دا كله والتشويه اللي عملوه في الحروف وبعدها ضحك غصب عنه على البلاء اللي المفروض ينجح فيه وواضح مشواره طويل معاهم وسرح لثواني بفكره وسأل نفسه:- هل هيكمل ولا هييأس، لكن قطع شروده كلام عبقرينووهو بيولول زي الستات:- مسكيــــــــــــــن جهاد بيه.. غلبـــــــــــــان جهاد بيه
قاعد بيعلم في المتبلم طول الليل ويصبح ناسي
أنا راضي ذمتك دي أشكال يمشي معاها انجليزي؟ سلمى عندها حق أنت هتضيع وقت على الفاضي ياهندزة. 

اتنحنح جهاد و رد بجدية لعبقرينو:- لأ يا حسين حضراتكم لازم تتعلموا اللغة الانجليزية وبلباقة كزيادة خبرة وعلم، ومنها برضو لازم تكونوا مثقفين، يعني تحسبا لأي موقف متبقوش محرجين لو اتحطيتوا في موقف واتسألتوا. 

عوجت محاسن بقها وشوحت وهي بتقول: شوف ازاي ياخواتي، هو ياالدلعدي بعد ما شاب ودوه الكتاب، تعرف لولا انك بتحترمني ياض يا أستاذ مكونتش طاوعتك في الهطل دا. 

ضحك عبد الحليم وقال: ياض يا استاذ هههههههه اومال لو مكانش بيحترمك كنتي عملتي ايه ياحماتي. 
ضحكت شفاعة وردت: مانت عارف ومجرب ياحبيبي خليك ساكت احسن. 
حليم: على رأيك خلي الواحد ياكل عيش معاها! 
اتحرك جهاد ناحية السبورة وقال: طب ياريت لو سمحتوا ممنوع الصوت علشان أعيد مراجعة سريعة على الحروف وهنقولهم سوا زي الأغنية اللي سمعناها بعيدا عن الهزار وسي دي ونف واتكعبل.. وبعدها هشرحلكم درس خفيف.. يلا كله يستعد! 

بدأ جهاد يعيد الحروف على السبورة ويقولوا وراه وشغلهم أغنية الحروف بحيث انهم يلقطوا هجاء الحروف وكان مهتم بالأطفال أكتر شيء لأنهم الأساس، وبعد كدا بدأ يشرح بطلاقة وكل دا وسلمى بتابع في صمت ولامبالاة ولكن اعترفت جواها انه متمكن عنها بمراحل لكن عاندت وكابرت، عدا يوم واتنين واكتر من شهرين وجهاد بيعلم سلمى وف نفس الوقت بيعلمها إزاي تتعامل بهدوء وبأسلوب أفضل من اللي كانت عليه، لكن محصلش توافق من سلمى لأنها كانت عنيده جداً ومبتحبش حد يفرض سيطرته عليها، لكن هى استفادت كتير ف نطق الانجليزي وحاولت تطبقه ع الأطفال وفرق معاها جدآ.
 
انهردا وقت صلاة العصر حليم صلى وعبقرينو ساعده وطلع البيت دخل وكانت شفاعه قاعده ف الصاله بتخيط ع أيدها وقال:- السلام عليكم.
 شفاعه:- وعليكم السلام ياخويا تقبل الله.
 حليم:- منا ومنكم إن شاء الله، امال فين سلمى؟ يام سلمى؟
 شفاعه:-راحت مع فردوس للدكتوره اللي عامله معاها متابعة الحمل ياخويا يارب عقبال ما تفرح بيها وتشوف أحفادك حواليك كده 
حليم بتنهيدة:- إن شاء الله.
 شفاعه لاحظت وسألته:- اللاه؟ مالك يابو سلمى؟ هو في حاجه حصلت ولا إيه؟
 حليم بحيره:- أصل ابو حماده جوز نعمه اختي قابلني في الجامع دلوقتي واتكلم معايا شويه.
 شفاعه بتعجب:- ابو حماده؟! خير وده عايز إيه إن شاء الله؟
 حليم بص لها بتردد وقال:- عايز..... أحم عايز يجي هو وحماده ونعمه يشربوا الشاي..وو..... وسكت

 شفاعه احتارت اكتر وقالت:- يوووه ما تقول ياخويا بس في ايه مالك كده وهما هيشرفونا ليه؟في سبب يعني للزياره دي؟حكم انا عارفه نق أختك.

 حليم هز راسه وقال:- في سبب أيوه يام سلمى.
شفاعه بضجر:- بامثبت العقل في الراس يارب خير يا حليم متقول في إيه؟
 حليم بصلها بترقب وقال:- جايين يطلبه ايد سلمى بنتنا لحماده ابنهم.
شفاعه خبطت على صدرها وقامت وقالت:؛ يا نهار اسو.... حماااااده؟ اللي كانت سلمى بتضربه وتديله على قفاه؟ وابن مين؟ إبن اختك نعمه؟ ده لا يمكن ولا يكون.
 حليم بتنهيده:- يا ستي استهدي بالله؛ نسال صاحبة المشوره الاول هى صاحبة الامر الاول مش يمكن توافق؟
 شفاعه ضحكت بسخريه وقالت:- بقى سلمى بنتي اللي رفضت المدرس ورفضت العلام العالي هتوافق على حماده ابو دبلون؟
 وحركت بقها يمين وشمال وقالت:- والله وعلى راي المثل ايش ياخد الريح م البلاط يلا ادينا قاعدين اهو خلينا نضحك شويه على نعمه ههه حماده اسم الله عليه إبن أمه.

جهاد خرج من محل عصفوره مسطول ومش مصدق إن سلمى ممكن تتجوز غيره ورفع الازازه وشرب و وقف في الحاره وقال بتوعد وصوت عالي وهو بيطوح يمين وشمال:-القااااادم صااااادم يامنطقـه.لقد طفح الكيل وذهب الليل والعصفور صوصو 


تعليقات