قصة جهاد وسلامه البارت الرابع4 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الرابع4
بقلم مريم نصار


قدام الورشه.

حليم واقف يتفق مع شغل تصليح مع شباب جايه تبع صاحبه و واحد اتكلم:
ـ يسطى حليم السعر اللي انت بتقول عليه ده عالي خليك حنين حبتين.

حليم مبتسم ورد عليه:
ـ والله يانجم أنت جاي وعارف إنك مش هتلاقي الأسعار بتاعتنا دي برة، وكمان انا مش هزعلكوا انتوا جايين من طرف حماصه صحبي وأنا مقدرش ع زعله، شوف يانجم أنت عايز تدفع ايه ومش هنختلف، ولو إن ٢٥٠٠ جنيه مش حاجه يعني، وانتوا عارفين كل حاجه في السوق.

رد عليه واحد تاني واتكلم:

ـ إحنا عارفين كل كلامك ده يسطى حليم، والاسعار كل يوم في الطالع،وحماصه قال فيك كل خير وبتقف وقفة معلمين مع أي حد  وباين على شكلك إنك إبن ناس ومجدع وبتقدر، بس صحابك ظروفهم ربنا اللي يعلم بيها، ناشفه خالص، وجاينلك من آخر الدنيا ،ودي مش اول مرة هنجيلك فيها إن شاء الله، أنا بقول نقفلهم ٢٠٠٠ جني آمين! ولو مش هينفع!  قولنا خدوا العربيه واتكلوا ع الله، وبردوا هنبقى مرضيين، ومشكور ع كوباية الشاي.

ضحك حليم وقال:
ـ أنت بثبتي وتحرجني يعني يانجم! مع أنه والله ما ينفع السعر ومفيش مكسب ليا بس لجل اصطباحتكوا العسل دي نقفلهم ٢٠٠٠ ولو مش معاكوا انا سداد واعتبر الفلوس وصلت يصحبي! واوصلك العربيه لحد باب البيت.

الاتنين ابتسموا من اسلوبه وزوقه وشكروا حليم و واحد منهم سأله:
ـ تسلم ياكبير الله يباركلك، بس نجيلك امتى إن شاء الله ناخدها؟ 
رد عليه حليم:
ـ خليها بكرة بعد العصر إن شاء الله علشان هبعت الصبي بتاعي يشتري شوية حاجات لوازم التصليح انتوا شايفين الكابوت عامل ازاي! 
سلموا عليه ومشيوا،. حليم نده ع شقاوه وجه:
ـ اؤمرني يسطى حليم.
طلع فلوس من جيبه واتكلم:
ـ أمسك ياض الفلوس دي وطيران على عمك شكري كماشه؛ هاتلي من عندو منشار الكهربا بتاعي واخده مني داخل ع الاسبوع اهو ومبعتوش قوله لاسطى حليم بيقولك عايز المنشار ضروري علشان الاستبن عطلان، وأنت راجع عدي على الواد حوده زراير،  قوله لاسطى حليم بيقولك افتح ام تليفونك وعايزك بعد المغرب تعدي عليه يبص ع عفشة العربيه دي يمكن يطلعلوا سبوبه حلوه بدل ما اهو طول اليوم نايم وقافل تليفونه، واسمع..! مش عايز رجليك تعلم ع الأرض، الناس هتستلم شغلها بكره.
شقاوه اخد الفلوس وقال:
ـ طيران يسطى هاخد العجلة بتاعتي وارجع هوا.
ركب شقاوه العجلة وساق بسرعة، ودخل حليم الورشه يكمل شغله.

عند مدكور.

ـ المطلوب أنتي ياشفاعه.
هجم عليها مدكور وهى بتزقه بقوتها ،وبدأ يتكلم بخبث شيطاني:
ـ اسمعي مني واعقلي، مش أنتي نفسك تخلفي؟ انا بقى هخليكي تجيبي الواد اللي نفسك فيه وبتحلمي بيه؛ ومحدش هيعرف، اه مفيش مخلوق هيعرف، دي شغلتي وبالذات اللي مبتخلفش، انتي دلوقتي هتروحي في النوم من المنوم ومش هتحسي بأي حاجة، ولا هتفتكري اي حاجه من اللي هتحصل بينا هنا لما تفوقي.

صدمة شفاعه كانت أكبر من أي تحمل، وزقته بقوتها كلها و وقع ع الأرض وهى  اتجمدت مكانها للحظات، وفهمت نيته إيه؟ وأنه عايز يمارس معاها حقوق الزوج لزوجته أو اغتصاب لكن بإرادتها وغير مرئي وهى ف سابع نومه، وده مبدأ اكتر الدجالين وليهم أسلوب أنهم بيخدروا الضحيه ومبتكونش واعيه لأي حاجه، لكن بعض الستات زي شفاعه ربنا بيقف معاها وينقذها وبتكون واعيه، شريط بيمر قدامها، وافتكرت دونجل جابلها كوباية عصير فراوله تشربها ولحسن الحظ مشربتش منه حاجه وسابتها جمب الكرسي ع الأرض لأنها بتتحسس منه وكان فيه مخدر، كشرت عينيها وهى بتنهج من الصدمه وحطت أيدها ع راسها افتكرت الست اللي كانت برة وهى نفسها اللي كانت ف السوق و باعت ليها كل طلبات مدكور! يعني كله كان خطه ومتفقين مع بعض، طيب هو شيخ ولا نصاب؟ ولو نصاب عرف إسمها منين؟ عرف كل حاجه عنها ازاااي ؟ 
فتحت عينيها بصدمه أكبر وكأنها استوعبت أخيراً ،وازاي أصلا العيب من حليم وكان هيتجوز عليها؟ ضحك عليها واستغل حاجتها للخلفه واوهمها بحاجات ملهاش أساس من الصحة،  فضلت واقفه وبتفكر وخوفها من حليم زاد،مدكور استغرب أنها موقعتش لحد دلوقتي من المخدر لكن جنون الشر جواه انتصر عليه ومبقاش شايف غير شفاعه وبس، وقام بسرعه وقرب منها وحاول يقطع هدومها ،وهنا شفاعه انتبهت؛ اتحولت لبنت البلد اللي مبتهبش حد،وصكت ع أسنانها بغضب شديد، وهى اللي هجمت عليه ومسكته من العُقد والسبح اللي لابسهم ف رقبته بإيديها واتكلمت بعصبيه:
ـ بقى أنت ياراجل ياناقص عايز تضحك عليا؟ عايز تنصب عليا وتستغفلني؟ تقولي العيب من جوزي! وهيتجوز؟ طيب هيخلف إزاي يروح امك! دانت جيت لقضاك؛ أنت وقعت ولا حد سمى عليك، بقى أنت أسمك مدكور؟ أنا بقى مش هخلي فيه دكر واحد؛ تعالى ياروح أمك.
ضر*بته روسية وعضته من ودنه وهو اتألم وصرخ وبيحاول يزقها، قلعت الشبشب ونزلت فيه ضرب، وكل ما يجري ناحية الباب هى تشدوا لورا و وقع ع وشه وقعدت تضربه لدرجة الشمع بدأ يولع ف السجاده بس انطفى من الماية اللي دلقتها شفاعة فوق راسه، صرخ مدكور بإستغاثه وفلت منها وفتح الباب وجري و وقع على الأرض وقام وجه يفتح الباب التاني لكن مقفول، كان دونجل قافل بالمفتاح وقاعد متسلطن ع المكتب وبيعد الفلوس، وفاجاة سمع خبط ع الباب وبيصرخ:
ـ الحقوووووني حد يلحقناااي انجدوووني منها ياخلق، افتححح يا دونجل الكلب افتتتتتح.
طلعت شفاعه وهى ماسكه الشبشب ونزلت فيه ضرب اكتر وقالت بشر:
ـ وعاملي فيها شيخ وليك كرامات؟ دانا هخلي اللي مايشتري يتفرج عليك، ورحمة أبويا لتتفضح فضيحة يتعملها تذكار، بقى ياراجل يا عرررررة ياااا واااطي،  عايزني علشان كده؟ دانا هخلي عيال الحاره كلهم يعلموا عليك ويزفوك بطبلة وطار ويقولوا العبيط اهو.

ضربته ع قفاه بالشبشب وهو بيخبط جامد ،جري دونجل يفتح لأن الباب هيتكسر واتخض من شكل مدكور اللي كله متبهدل، وشفاعه مسكاه من رقبته وهدومه ومسكت دونجل بايدها التانيه قبل ما يجري وبترج فيهم بغيظ. وزعقت ليهم وعيونها كلها شر:
 
ـ وعمال تقول مدد مدد ومن غير عدد؟ أنا هطلع عليك عفاريت الحاره كلها ومن غير عدد، وطلباااات الاسياد؟ دكر بط شرشيري؟ وديك هندي؟ دانا هوريك الهندي المدبلج دلوقتي!  فين الفلوس بتاعتي ياض انت وهو! قسما عظما لو مرجعتوش كل قرش دفعته لاشرح من جسمك نساير، وانت!!!
وبصت لدونجل وزعقت: انت يانواااية الزييير أنت! ياخلة السنان ،لو مقرتش بكل حاجه هعملك مندي على حلة رز وهخلي كل الحاره تاكل من لحمك، مش مصدق؟ جرب بروح امك.
وزعقت بصوت عالي جداً.
ـ دانا شفاااعه يالااا أنت وهو، شفاعه اللي مافي دكر قدر يهز فيها شعرة ولا يضحك عليها. دانتو الخراب جاي ليكو للركب، انطق يااااض! 

حليم بيتكلم ف التليفون بخصوص الشغل وشاف شقاوه جاي بسرعه ورمى العجلة وكمل جري وبينهج واتكلم كلام متقطع، حليم اتخض من شكله وافتكر إن في حد بيجري وراه، وقفل المكالمه ومسك كتفه واتكلم بقلق:
ـ في إيه ياض يا شقاوه مش فاهم منك حاجه، عملت  حاجه؟ ضربت حد وبيجري وراك! اوعا تكون البت عنايات عملتها معاك دي بت شر وفضايح هى وخطيبها اتكلم ياااض.

شقاوه بياخد نفسه بسرعه وهز راسه بالرفض واتكلم بنفس النبرة:
ـ الحـ،، الحق يسطى، السـ..،، الست شـ،،شفاعه.
حليم سمع اسم مراته وكشر عينيه اكتر ومسك كتفه وضغط عليه واتكلم بجديه:
ـ شفاعه مراتي؟ مالها ياض أنطق!! 

شقاوه بلع ريقه وبدأ يتكلم بوضوح:
ـ وانا راجع من عند المعلم شكري شوفت لمه في الحارة ورحت اشوف في إيه؟ لقيت الست شفاعه رابطه اتنين رجاله في العمود ونازله فيهم تلطيش بالشبشب وسمعت من حريم الحتة إن اللي بتضربه الست شفاعه ده شيخ بيفك اسحار وكلام من ده، بس الست شفاعه ممرمطة اللي خلفوهم، وقبل ما تشوفني جيت جري عليك اقولك.

حليم اتعدل بصدمه وهمس بعدم استيعاب:
ـ شيخ بيفك اسحار!!! شفاعه..! 
وعرف المكان بالظبط ومستناش،ركب الموتوسيكل وساق بسرعه وهو بينبه ع شقاوه:
ـ خلي بالك من الورشه ياض لحد ما ارجع! 
ساق بسرعه ومشي من حاره لحاره وزقاق لزوقاق وبيدور عليها لحد ما وصل وشاف عربية البوكس وناس كتير موجودة وهرج كبير و وقف ونزل من ع الموتوسيكل، وماشي بسرعه يلحق مراته، وشافها، العسكري مسك مدكور علشان يحطه في البوكس ومدكور اتكلم بلهفه:
ـ أبوس ايدك ياعسكري اقبض عليا، الولية دي صعرانه دي كلت وداني،انا هعترف بكل حاجه، ولو عايز تزود قضايا انا موافق بس انجدوووني، انجدوووني ياحكومه! 
جه ظابط مباحث ومسك كتفه وضغط عليه جامد وقال:
ـ والله و وقعت يا شرنوبي! عرفت بقى إن اخرتك هتبقى سودا! كل مرة بتطلع منها علشان مفيش دليل! دلوقتي بقى عايز اشوف هتطلع منها إزاي!
راحت شفاعه بسرعه عند الظابط وقالت: 
ـ لا ياباشا ماسموش شرنوبي ،اسمه مدكور يابية.
ضحك الظابط واتكلم: 
ـ مدكور اسم بيخدعكوا بيه، بيضحك بيه ع الستات الغلابه ويقنعهم أنه شيخ وله كرامات، وأنه بيقدر يفك السحر ويعدل حياة ناس كتير، مع أنه بالعكس مجرد نصاب وانتوا بتصدقوه، واسمه الحقيقي شرنوبي.
شهقت شفاعه: 
ـ شرنوبي؟ طيب وانت يا نوااية الزيير ياللي أسمك دونجل ياترى اسمك ايه؟
رد دونجل بخوف: 
ـ اء، اسمي حبيشه، والراجل ده مشغلني معاه ومتفق مع البت عنايات بتاعة الخضار تجبلة أخبار عن كل ستات الحاره علشان هى عارفه كل شبر في المنطقه، وهى اللي جت وقالت لينا عليكي وكل حاجه عنك، والله انا ماليش دعوه انا بريء.
سأله الظابط: 
ـ ومين ياحبيشه اللي إسمها راوية اللي شغاله معاكم وايه دورها، لو اتكلمت انا هخفف عنك المده.
رد عليه: 
ـ روايه دي مرات شرنوبي شغاله معاه، وبيطلبوا طيور وحجات مش موجودة غير عندها بس وتبيعها بالسعر اللي هى عايزاه للزبون اللي بيضحك عليه شرنوبي، ولما طلب من ست شفاعه طلبات راحت وقفت في السوق وباعت بسعر عالي، وبيرجع يتفق مع ناس تانيه وهى تاخد نفس الطلبات تبيعها تاني بسعر اعلا، انا بريء يابيه.
شفاعه واقفه مزهولة من اللي بتسمعه، والشرطه اخدت مدكور ودنجل وتحفظت ع كل حاجه، ورجعوا لشفاعه فلوسها، والظابط بعت اتنين عساكر يقبضوا ع عنايات ورواية، وعربية البوكس مشيت والستات بدأت ترجع بيوتها، وشفاعه مسحت جبينها ونفخت براحة وبتلف علشان تروح وشافت حليم واقف وراها بالظبط، وباصص ليها بتوعد، فتحت عينيها بصدمة والفلوس وقعت من أيدها، حليم متكلمش و وطى جاب الفلوس، وركب الموتوسيكل واستناها تركب من غير ما يتكلم، بلعت ريقها بتوتر وقربت منه وركبت وراه من سُكات، وهو ساق لحد ما وصل تحت البيت، وأول ما وقف بالمكنه! شفاعه نزلت وقالت يافكيك وجريت بسرعه ع فوق، وشافت حليم طالع وراها، لطمت ع وشها وجريت على بيت أمها ومتلخبطه ومش عارفه تفتح الباب بتخبط وبتفتح بالمفتاح، وأخيراً فتحت وملحقتش تقفل الباب وكان داخل وراها، وجريت وقفت عند محاسن ونبوية اللي قاعدين ع الكنبه ف الصاله ومش فاهمين حاجه، وكشروا عينيهم وف أتم الاستعداد لمتابعة اللي هيحصل، حليم حدف المفاتيح ع الأرض وبيقرب بغيظ، شفاعه رجعت خطوه لورا واتكلمت برجفه:
ـ حـ،، حليم استنـ،،استنا انا هفهمك كل حاجه، يااالهوووي.
حليم زق تربيزة الانتريه وقعها ع الأرض وهى صرخت، ومحاسن ونبوية بصموا إن حليم عرف كل حاجه، واتكلم بصوت عالي: 
ـ تفهميني ايه! تفهميييني ياست البنات..! دانتي يومك اسو..! بتروحي لدجال ياشفاعه؟ بتروووحي لدجاااال وكمان من ورااايا؟ هى وصلت للدجالين كنااااان.
وضحك بسخريه وكمل بتهكم:
 ـ اللاه؛ عملتي ايه تاني من ورايا ياشفااعه؟ وانا طرطور بقى وباخد ع قفايااا، مش كده ياشفاااعه؟
انتفضت من مكانها واتكلمت بصوت مهزوز: 
ـ سايق عليك النبي ياخويا متعصب نفسك، الموضوع مش زي ما أنت فاهم ال.....!
قاطعها بصوت غضبان:
ـ مش زي ما انا فااااهم؟ طيب فهميني يامدام! فهميني يعني ايه مراااتي بتروح لدجال من ورايا؟ لأ وكمان دفعاااله دم قلبي! وروحتي السوووق وتشتري طلبات، وادفع ياحمااار!
وبعدها كشر عينيه بشك وكمل:
ـ بتعمليلي اسحار وعمل ياشفاااعه؟
التلاته شهقوا وبصوا لبعض من تفكيرو فيها! وردت نبوية بسرعه: 
ـ كلام ايه ده ياحليم يابني استهدا بالله مش كده! وانت عارف إن شفاعه عمرها متضرك ابدا.
ـ رد بنرفزه: 
ـ اوماااال رايحه لدجاااال لييييه يشفااااعه انطقي، ورايحه من غير ما يكون عندي علم؟ بتضحكي علياااا؟ انطققققي!

صعبت عليها نفسها وقعدت بين محاسن ونبوية واتكلمت بعتاب وحزن:
ـ روحت ادور على السبب اللي مانع الخلفه ياحليم! نفسي اشوفك فرحان واجبلك العيل اللي نفسك فيه.

حليم وقف مصدوم وعينيه عليها ومش مصدق أنها وصلت بتفكيرها للدرجة دي، وطال الصمت بينهم للحظات لحد ما كسرت شفاعة الصمت  وبدأت تحكي كل حاجه وكملت: 
ـ يوم ما نزلنا انا وحماتي وقولنالك أننا رايحين الأزهر ، احنا مروحناش ف مكان بعيد عن الحي احنا روحنا للي اسمه مدكور ده، واللي حصل بعد كده......! 
وحكتله كل حاجه لكن خافت تحكي إن الدجال كان عايز منها غرض تاني، اكتفت بس بأنها شافت الست هناك ومن هنا اكتشفت سرهم، ولما رفضوا يرجعولها الفلوس حصل اللي حصل.
حليم واقف وبيسمع كل كلمه ومصدوم في مراته وأمه وكشر عينيه وافتكر لما كانت بتجري منه ف الشقه وكمل وقال:
ـ يعني جرب القرود ده كانت اشتغاله منك؟ عايزاني اخطي سبع مرات على شوية خوزعبلات؟
وبص لأمه وكمل بعتاب: 
ـ وانتي يما! انتي يطلع منك كل ده ؟ ازاي تفكري بالطريقه دي؟ مشايخ ايه وكرامات ايه؟ انتي بتصدقي الحاجات دي ؟ده شرك بالله، ده حرااام يما حراااام ايه اللي شار عليكي بالشورة السودا دي بس يام حليم!
نبوية بصت ع محاسن وهتقول أنها هى اللي فكرت في أنهم معمولهم عمل،بس محاسن سبقتها وقالت بشهقه:
ـ أخص عليكي ولية سو، بقى انتي يطلع منك كل ده ؟ شيخ مدكور ولا مشكور واللاه لو إسمه حتى مذكور ماكنتي تعملي كده ابدااا ، أخص عليكي ولية شر عايزه تخربي ع إبنك! مش عارفه عمرة إيه اللي انتي لسه راجعه منها دي؟ دانتي عايزه حبس انفرادي قدام الكعبه تغسلي ذنوبك ويعالم ربنا هيغفرلك ولا لأ ؟ حريم آخر زمن. 

نبوية فتحت بُقها ع الآخر وصدمتها لجمتها، حتى شفاعه بصت لأمها وكشرت عينيها بصوا لحليم اللي اتكلم بصرامه: 
ـ اسمعي من هنا ورايح مفيش خروج غير رجلي على رجلك فاهمه ولا لأ! 
ربعت محاسن ايديها وردت عليه:
ـ حقك ياخويا حقك؛ اديهم هما الاتنين،دول هيخلونا مقال الحاره كلها ، مش عارفه انا يانبوية عقلك راح فين ساعتها.
كمل حليم بتحذير:
ـ قسما بالله ياشفاعه لو عرفت أو بس هبت ف دماغك شغل الدجالين ده وأنك تهوبي ناحية اي زفت لاتكون ايامك معايا شبه شعر راسك.

مسكت محاسن طرف شعر شقاوه تحت الحجاب:
ـ هو شعرك بني يابت ؟ ايوه بني ايامك كلها هتبقى بني حلو افتح م الأسود بردوا،كمل يقلب حماتك كمل، عيني عليك؛ أمك سلمت مراتك تسليم أهالي لنصاب لا حول ولاقوة إلا بالله، هو ايه جرا ف الدنيا.

حليم وجه كلامه لأمه وقال:
ـ وانتي يام حليم صدقتيه لما قالك أنه هيسخطك سحلية؟ بتصدقي الهبل ده؟
ردت نبوية بقلة حيلة قالت:
ـ اعمل ايه يابني بس قالي متتكلميش يانبوية لاتتسخطي سحلية.
ضحكت محاسن واتكلمت بتريقة:
ـ وقال متتكلميش ياشفاعه لاسخطك شماعة، ههههه، نسوان عقلها هج منها، يكون في عونك ياحليم يبني.

حليم فضل واقف ومش عارف يعمل ايه مخنوق منها ونظراته ليها تحرق ، هى ماستحملتش نظراته وكأنها متهمه، هى غلطت لكن اعترفت بغلطها حنين قلبها وغريزتها للأمومة خلاها تصدق وتمشي ف الطريق ده ، لكن فاقت ومش هتكرر غلطتها تاني، بصت لحليم تعتذر بعينيها لكن هو بص بعيد بتهكم ، وهى متحملتش وقامت بلطف وسابتهم وراحت ع شقتها، محاسن قلبها وجعها ع بنتها واتكلمت بحنان:

ـ حليم يبني انا السبب في اللي حصل وامك بردوا السبب، وشفاعه اتجبرت على اللي هى فيه بسببنا إحنا الاتنين، وسبب تفكيرنا وانا ست كبيره ازعل مني انا بس متزعلش منها ، دي مستعده تعمل علشانك اي حاجه، دي هتمو*ت وتشيل حتة عيل.

ـ نفخ حليم بضيق وقال:
ـ ياحماتي اللي هما عملوه ده حرام وشرك بالله انا صحيح معرفش ف الدين كتير بس أمام المسجد ع طول يفكرنا بالحلال والحرام وع طول ينبهنا من الدجالين اللي عاملين فيها شيوخ ده حتى خطبة الجمعة اللي فاتت كانت على اللي بيروحوا للدجالين دول، الشيخ قال فيما معناه اللي يروح لعراف أو كاهن ربنا مايقبلش صلاتة أربعين يوم، والمصيبه الأكبر إن اللي يصدق العراف أو الكاهن ده؟ يبقى أشرك باللي نزل ع سيدنا النبي علية الصلاة والسلام، يعني اللي يصدق يبقى كافر، كااافر، أنتوا مش متخيليين حجم المصيبه، يبقى كااااافر.

شهقت نبويه بصدمه وحطت أيدها ع قلبها واتكلمت بصدمة كبيرة: 
ـ أستغفر الله العظيم، يعني أنا كده استغفر الله يعني كفرت! والله العظيم ياحليم انا مكنت اعرف بحاجة زي دي! 
وكملت محاسن بحزن: 
ـ وانا وعزة جلال الله مكنت اعرف؟ الحل ايه ياحليم يابني الله لا يسقيك فهمنا.

حليم مسح وشه بايدية وبيحاول يهدا واتكلم.
ـ مدام متعرفوش يبقى تدعوا ربنا أنه يسامحكوا، وكمان اللي عارف بالحاجة دي وتاب ربنا بيقبل توبته، هو الإمام قال حديث بس مش فاكروا، المهم يما انتي وحماتي مش عايز الموضوع ده يتكرر تاني.
الاتنين اتكلموا بصوت واحد.
ـ توووبه يابني توووبه والله.
حليم نفخ بخنقه ورفع راسه بص للسقف ومخنوق، وقال بحيرة.
ـ مش عارف أعمل ايه دلوقتي، امشي واسيبها واشوف أكل عيشي، ولا اعمل ايه، انتوا التلاته هتجننوني.
شاروت ليه محاسن يقرب منها، وقرب منها وقال:
- خير ياحماتي عايزه ايه تاني؟

محاسن:-اقولك على حاجه ياحليم تمشي عليها طول عمرك علشان تستريح.
رد عليها وقال:- انجديني ايه هى؟
ردت بضحكه وقالت:- رجليك 

ضحكت نبوية عكس حليم اللي هز راسه بيأس ، وقال:- الله يكون في عوني منكوا والله، أنا هروح أشوف الهانم تلاقيها هى اللي زعلانه، تعملوا المصيبه وانتوا كمان اللي تزعلوا في الآخر.

خرج حليم بعد ما فهمهم، وقرب من الشقه سمع صوت هبد ورزع في البيت،  واخد نفس طويل ، ودخل الشقه وكانت بتعيط ومطلعة غيظها في ترويق البيت، وقعدها وقعد جمبها وفهمها كلام الإمام وأنه حرام اللي هى عملته ده، وهى اقتنعت واعتذرت ليه وبعد كده طلب منها تحكيلة ضربت الدجال إزاي، وهى ضحكت وبتحكيلة بغيظ من الدجال وكانت بتتمنى تضربه اكتر واكتر،وقعدوا الاتنين يضحكوا واليوم عدا ع خير.

وده الحديث الصحيح للذهاب للعارفين والمشعوذين.

فالذهاب للدجالين والمشعوذين أمر خطير، ومنكر عظيم، ومن كبائر الذنوب -كما ذكرت- وردت أحاديث نبوية بالتحذير منه؛ كما في الحديث الذي رواه مسلم عن صفية عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي عنهن- قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. وروى ابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أتى.... كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
وإن كان الشخص قد تاب إلى الله وأناب، فالحمد لله، وهو المطلوب، والأصل براءة ذمة ذلك الشخص من قيامه بشيء.

بعد كده فاتت شهور كتير كمان وف يوم الضهر حليم كان في البيت بيصلح درج المطبخ وبيدقدق وشفاعه بتغسل المواعين وبتدندن وبتحاول تخرج نفسها من دايرة التفكير، وحليم كلمها وقالها:
ـ ناولني المفك اللي هناك ده ياشفاعه.
نشفت ايديها ف هدومها وجابت المفك وناولته، وفنش حليم آخر حاجه وجه يقوم لكن ضهروا قفش عليه وفضل ساند ع المطبخ وشفاعه لحقته وساندته بسرعه واتكلمت بخوف:
ـ مالك ياحليم ياخويا ايه اللي جرالك؟
حليم بتنفس بصعوبه من ضهرو وقال:
ـ ضهري قافش عليا اوى المرادي ياشفاعه، هاتي كرسي بسرعه مش قادر اقف.
جريت شفاعه وجابت كرسي وساعدته بشويش وقعد شويه لحد ما اتحسن ورجع زي الاول وقال:
ُـ خلاص فك الحمد لله، انا هنزل اكمل شغل الورشه، والدرج عندك اهو ياست البنات احسن من الاول.

شفاعه واقفه مضايقه وشايفه قد ايه جوزها مهمل في حق نفسه، بيشتغل ليل ونهار ف الورشه، طيب بيشتغل بمجازفه ليه؟ وعلشان مين؟ لا عنده عيل يتعب علشانه ولا مستقبل مضمون! بتعمل ف نفسك ليه كده ياحليم! لما تقع انا هتسند ع مين؟  واتكلمت بنرفزه وخوف عليه وكان بصيغة أمر:
ـ اعمل حسابك انا انهاردة هروح عند مرات مرعي واشوف الدكتور اللي أختها متابعه عندو، وهنروح انا وأنت وهتكشف ياحليم! 

نفخ حليم بضيق من صوتها العالي، هو مش هيشوف إن صوتها ده خوف! لأ هيشوفه أنه أمر وأنها زهقت من تعبه حتى لو مكلفهاش حاجه، لكن صوتها عالي وده مرفوض واتكلم بنفس النبرة:
ُ ـ بلا مرات مرعي بلا مرات مش عارف مين! انا مش هكشف ياشفاعه، انا مفياش اي حاجه، وصوتك ده أول و آخر مرة يعلا عليا! علشان منكدش عليكي انا بقى هو الكشف بالعافيه.
كشرت عينيها لزعيقه اللي مالوش مبرر، وردت عليه:
ـ لأ ياخويا نكد عليا، هو انت بتسمع لحد! خليك انت حر متكشفش، وانا غلطانه اني خايفه عليك ياحليم، اااه مانا ماليش لازمه ولا خاطر منا زي الأرض البور يمكن، وماليش حق أخاف ع جوزي، انت حر.

سابته ورايحه ع الاوضه، وحليم غضب منها وازاي شايفه أنها مالهاش لازمه، وحب يوجعها زي ما وجعته وزعق قبل ما تقفل الباب:
ـ ااه انا حر، زي ما انتي مش عايزه تكشفي علشان الخلفه! انا كمان مش هكشف ع ضهري، واحده بواحده ياشفاعه، وانا شكلي اللي ماليش لازمه في ام البيت ده، انا هغور منه وش راجع تاني.
وزق الكرسي وقعه من غيظه، والخناقه اللي حصلت من غير سبب، ونزل زهقان من الدنيا كلها، وراح القهوة في آخر الحاره وقعد بزهق واتكلم لصبي القهوة بنفور:
ـ ولااا ياحمو! حجر الشيشه وكوباية القهوة بسرعه.
رد عليه الصبي:
ـ من عينيا يسطى حليم.
شافه صاحب القهوة وهو بياخد الحساب من زبون وحط الفلوس ف الدرج وراح قعد جمبه يشوف ماله متنرفز ليه؟ وسأله:
ـ اللاه، مالك يسطى حليم،داخل قالب وشك ليه كفالله الشر! لا سلام ولا كلام ف ايه بس؟

نفخ حليم ومشبك صوابعه في بعض وباصص في الأرض بحيرة العالم كلة ومش عارف يعمل ايه؟ وليه اتخانقه؟ ياترى فعلاً شفاعه خايفه عليه ولا بدأت تتخنق؟ ياترى احنا فعلاً مخنوقين من موضوع الخلفه ده وسيطر علينا وبنهرب منه بصوتنا العالي؟ ياترى زي ما شفاعه قالت انا مبسمعش ليها ولا اي حد؟ ولا هى بترمي كلام وخلاص! بس....! وانتبه ع صوت المعلم طلعت واتنهد بتعب ورد عليه:

ـ متأخذنيش يامعلم طلعت دخلت كده من غير ما اسلم عليك عندي دي انا محقوقلك.

زادت حيرة طلعت وعندو فضول يعرف ايه سبب زعله كده وكرر سؤاله بس بلطف:
ـ يسيدي لا عندك ولا عندي احنا واحد ونستحمل بعض وقت زهقنا، لو متحملناش بعض يعني؟ مين هيتحملنا، وحد الله كده وقولي مالك وارمي تكالك ع الله.
جه الصبي وحط القهوة والشيشه قدام حليم وراح يكمل شغله.

حليم ديما رافع راس مراته في الحاره ومستحيل يصغر بيها قدام حد أو يحكي أسرار بيته برة لأي حد ،وخرجت منه تنهيدة وهز راسه وقال:
ُ ونعم بالله يامعلم، مفيش حاجه انا بس عندي زبون رخم ومستعجل ع شغله، ونازل زن عليا وراسه وألف سيف ياخد العربيه انهردا.
طلعت صدقه ومسك كتفه وقال:
ـ يبني محدش يقول للرزق لأ، وده اكل عيشك معلش يمكن الزبون محتاج العربيه علشان بردوا يشوف اكل عيشه، ماهى الدنيا كلها كده احنا الشعب اللي بيشغل نفسه بنفسه ويصرف ع نفسه هى دايره مش مفهومه، اشرب حجر المعسل وقهوتك واتكل ع الله شوف اكل عيشك.
طلعت قام وساب حليم غرقان في افكاره، وفكر في مراته اللي قلبها انضف من الورده البيضا بس مغلفاه بشوكها، وافتكر لما قالها أنها رافضة تكشف، ولما هدي شوية ندم لأنه متأكد أنها حزينه وبتعيط فوق، عايز يطلع يصالحها، وف نفس الوقت رافض، لكن العشرة بينهم طويله جداً وماينفعش يسبها كده، وساب الشيشه وكوباية القهوة ومشربش حاجه ودفع الحساب ومشي بسرعه علشان يصالح ست البنات.



          
تعليقات