قصة جهاد وسلامه البارت الثالث3 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الثالث3
بقلم مريم نصار


حليم في الورشه بيصلح في ميكروباص وجه مرعي وقال:- سلامو عليكوا يمعلم حليم.
اتعدل ورد عليه السلام، وكمل:- أهلا اذيك ياض يامرعي ايه يابني الغيبه دي مختفي ليه طول الأسبوع اللي فات؟ ورحنا نجيب التموين انا والواد شقاوه جماعتك قالت أنت روحت البلد! خير يعم قلقتنا عليك.
رد عليه:- تسلم يمعلم حليم طول عمرك مجدع وبتفهم في الأصول، وخير إن شاء الله أنا كنت في البلد بقبض الجمعيه، اتفضل يصحبي ال٣٠٠٠ جنيه أهم، ومعلش اتأخرت عليك في السداد بس غصب عني والله الجمعيه اتأخرت شهرين.
رد عليه حليم بعتاب:- والله عيب عليك يامرعي اللي انت بتقوله ده! ياض إحنا اخوات و ولاد حتة واحده وع رأي المثل المليان يكُب في الفاضي وانا وقتها كان ربنا رزقني ومستوره والحمدلله واخويا ف زنقه اسيبه يعني!
أبتسم مرعي وقال:- مش جديد عليك والله ياحليم أنت جمايلك مغرقاني، وكفايه بتصلح المكنه ببلاش، وبردوا مش هنسى وقفتك جمبي لما الايجار كسر عليا اكتر من شهر وصاحب البيت كان هيرمي عزالي بره  وانت دفعتلي الإيجار وشهر زياده، واهو ربنا فرجها دلوقتي وبرجعلك الفلوس، والله ام العيال أول ما مسكت الفلوس قالت يامرعي اول واحد نسده صحبك حليم علشان استحملنا ياما ولا خبط ع بابنا في يوم يطلب فلوسه، ولا فتح موضوع السداد خالص، أمسك وربنا يجبر بخاطرك ويديم المعروف.

اتنهد حليم وابتسم:- عيب عليك والله الكلام ده، ده النبي وصى ع سابع جار وأنت أخويا مفيش فرق، والدنيا مش مضمونه انهردا انا معايا بكره انت يبقى معاك ونشيل بعض في الأزمات، ده حتى الكريم لا يُضام وأنت أبو الكرم كله يامرعي، وحلفتك بالله لو محتاج الفلوس خليها دلوقتي انا مش مستعجل عليها، و وقت ما تفرج خالص رجعهم برحتك.

ـ تسلم ياحليم خير ربنا موجود والحمدلله، وعارف إنك بتعزم بقلب جامد لأنه مش جديد عليك، أمسك بقى وريحني ده يوم السداد عيد.

حليم أخد الفلوس وقال:- ربنا يسد ما علينا وعليك يارب، ولو احتجت لأي حاجه اديني رنه بس هتلاقيني عندك، واللي في بيتي في بيتك يسطى تمام! 
أبتسم مرعي وشكروا وسابه ومشي، وحليم بيحط الفلوس ف جيبه،لمح امه وشفاعه خارجين من البيت، واستغرب، وكمان أستغرب اكتر أنهم ماجوش لعندو، ساب العدة اللي معاه ومسح ايدو بقماشة، ورايح عندهم، وضهرها ليه هى مش شايفاه،واتكلم بجديه وتعجب:

ـ ع فين يا شفاعه؟
شفاعه سمعت صوته وغمضت عينيها وكشت ف نفسها ،بلعت ريقها بتوتر ومسكت ايد حماتها، ولفت ليه وحاولت تضحك وتتكلم لكن متلخبطه في الكلام:
ـ اء ،، أنا ،، أحم ، اه ياخويا منا هقولك رايحه فين ، هو انا يعني هروح في حته من غير ما تعرف! 

كشر عينيه و مش فاهم صوتها مهزوز ليه وبص لأمه وقال بشك:
ـ في إيه يام حليم؟ وماشيين في وشكوا ليه من غير ما تعدوا عليا في الورشه،انتوا مالكو خايفين كانكوا شفته عفريت؟
ردت نبوية بشهقه:
ـ هييي عفـ،،عفريييت! اشتاتا اشتووووت واديلو بالشلوووت ، عفريت ايه ياحليم يبني، قول كلمة عدله ياقلب أمك انا مخلوعه لوحدي، لأ ، أحم لأ إحنا كنا هنعدي عليك ، أنا بس قولت لشفاعه تقف هنا أخد نفسي من السلم ، أنت عارف أني ست كبيرة وركبي متلخلخه بتقوم عليا من نزول وطلوع السلم، ده حتى لسه بتقولي هروح أقول لحليم ع ماانتي تاخدي نفسك ، مش كده ياشفاعه.

شفاعه بلعت ريقها وهزت راسها بإيجاب وكملت بضحكه متوترة:
ـ اه ياحماتي كده، أحم اومال ايه يعني؟

حليم رفع حاجبه ومش مرتاح ليهم لكن قال:
ـ مااشي، وع فين العزم إن شاء الله؟ وليه مقولتوش واحنا بنتغدا انكوا خارجين! 

نبوية ردت:
ـ اهييي ابلع ريقك ياواد ياحليم هو استجواب ولا ايه؟، الموضوع جه ف دماغي بعد ما أنت نزلت، انا هاخد شفاعه ونوصل شارع الأزهر أشتري حتة قماشه افصلها بس يارب الاقي حاجه تعجبني.

شفاعه بصتلها و فتحت عينيها بزهول لأنهم متفقين على إنهم هيقولوله رايحين عند اخواته ، لكن سكتت وهزت راسها تصديق ع كلامها ،حليم هرش ف دقنه واتكلم:
ـ شارع الأزهر! طيب استنوا قيمة ساعه كده ولا حاجه هخلص شوية تصاليح ع السريع كده واوصلكوا بالميكروباص ده! 
شفاعه خافت لكن قالت:
ـ لأ ياخويا شوف أكل عيشك إحنا هنتمشى لآخر الشارع ونركب تمناية من ع الشارع لأحسن نتأخر ومنلاقيش طلب حماتي.

رددت ع كلامها حماتها وقالت:
ـ اه يقلب أمك شوف شغلك ومصالحك أنت ، لأحسن يجي صاحب العربيه ومايلقهاش في الورشه ويحصل مشكله ولا حاجه، وكمان لو استنينا ع رأي شفاعه هنتأخر ع الشي.... كح كح ع المحلات ،المحلااات وعايزه الحق قبل الدنيا متليل، والقماشه اللي عايزاها هتاخد غلبه ع ما الاقيها،يلا ياشفاعه يابنتي، سلام عليكم ياحليم يابني.

حليم صدقهم وهز راسه وطلع فلوس لشفاعه، وقالهم لما يوصلوا هناك يتصلوا يطمنوه، وسابهم يمشوا وهو رجع لشغله، وشفاعه سانده حماتها ولما دخلوا حاره تانيه اتكلمت بغيظ: 
ـ هو انتي مش قولتي هنروح لبناتك، واتفقتي مع امي ع كده بتغيري ف كلامك ليه؟ 
جاوبت نبوية: 
ـ يابت انا لما شوفت حليم جه علينا بيني وبينك جه ف بالي أنه مش هيسكت غير لما يوصلنا وخصوصاً إن اخواته قريبين مننا يعني هيودينا غصب عننا، ساعتها جه ف بالي بقى حتة القماشه دي.
شفاعه بتهكم:
ـ يسلام..! ولما يطلع وامي تقوله أننا رايحين لاخواته؟ ولا بقى وأحنا راجعين ولا معانا قماشه ولا نيله؛ أنا ايه اللي خلاني أسمع كلامكو بس! الله يسامحك ياحماتي انتي وامي.
ردت عليها بضجر: 
ـ يختي بلا وكسه اتنيلي، إحنا بندور ع مصلحتك وكمان زعلانه؟ ماهو لو كنتي جبتي حتة عيل وريحتي قلبنا! مكناش اتمرمطنا المرمطه دي، يلا اهو نصيب، عيني عليك ياحليم يبني! كاتم في قلبك وساكت، وبعدين امك طبعها بتنسى كتير فمنهاش خوف ولا مشكله، وإن كان ع القماشه؟ هنقوله ملقناش، أو اختلفنا ع السعر، أمشي امشي خلينا نوصل قبل المغرب مايدن.

كلام نبوية نازل ع قلب شفاعه زي السكاك*ين بيقطع فيها من غير ما هى تحس بتقل كلامها عليها، ماشيه وعينيها ثابته قدامها والدموع بتحارب علشان متنزلش، هو مش بايدها حاجه زي دي، طيب هتعمل ايه؟ ياترى لحد امتى هتفضل تسمع كلام يوجعها كده، ياترى ايه اللي مستخبيلك يابت محاسن! وحربها مع الدموع خسرت قصادها ونزلت ع خدها واترسمت ابتسامة وجع تداري بيها حربها الصامته مع القدر، و وصلوا أخيراً عند الدجال وليس بشيخ هو دجال ليس إلا، لكن من وجهة نظر بعض الناس شايفين أنه شيخ، البيت كان دور أرضي وحيطانه متعلق عليها صور غريبه وجماجم حيوانات أغرب ،بصت شفاعه بتعجب شافت صاله كبيرة وفيها ستات كتير وكل واحده قاعده ومعاها حاجات شايلاها، وعرفت بعد كده أنهم جايبين طلبات الاسياد زي ما بتسمع، اتخضت شفاعه وحماتها لما جه راجل قصير جداً كان قزم وقال:
ـ خير ياست الستات انتي وهى طلباتكوا.
شفاعه ونبوية تقريباً حاضنين بعض من الخوف وكمان لقصر قامتة، وردت نبوية بصوت خايف:
ـ إحنا.. أحم، جا... جايين من طرف البت عنـ،عنايات، عنايات، وعايزين نقابل الشيخ مدكور يختااااي اشتاتا اشتووووت واديلو بالشلوووت يا مولاااانا..

الراجل شاور ليهم يمشوا وراه و وصلوا لاوضه تانيه متوسطه وفيها مكتب وحاول الراجل القصير ده يقعد ع الكرسي، بس مش عارف لأن الكرسي الصغير اللي بيطلع عليه مش موجود، وشفاعه بتلقائية شالته وقعدته ع الكرسي، ورجعت وقفت جمب حماتها بسرعه، الراجل عدل ياقة الجلابيه ومسك قلم وفتح دفتر واتكلم:
ـ محسوبك دونجل، مدير أعمال مولانا الشيخ مدكور، طلباتك! جايه ف ايه ياست الستات؟.
عوجت نبويه بقها وقالت بجديه:
ـ ولما نقولك جايين ليه؟ يبقى لازمتها ايه المجيه من أصلو؟
رزع الدفتر وهما انتفضوا من مكانهم، ونبويه بتنفخ في هودمها من الخوف، واتكلم دونجل بعصبية:

ـ هو انا كل واحده تيجي هنا هتعمل معايا ام الشويتين دول؟ ياست انتي اللي بيجي هنا بيحجز الدخول للشيخ وبالدور ولا هى كوسه وخلاص؟ في هنا نظااام! اتفضلي اتكلمي علشان اعرف كشفك بكام؟ ومين فيكوا العليل! ومن غير ما تقولوا إسم علشان تعرفوا بركات الشيخ.

شاورت نبوية برجفه ع شفاعه من غير ما تنطق وبدأت تعرق من الخوف، واتكلمت بالمستخبي بس بترجف:
ـ الـ،، العله مش، مش عارفين يبني، هى حالها ميسرش عدو ولا حبيب وجاين واقعين في عرض الشيخ مدكور يختااااي اشتاتا اشتووووت، حابس حابس.
شفاعه واقفه وعينيها بتلف المكان كله ومتكلمتش،وخايفه من حليم لو عرف، ودونجل مط شفايفه بتفكير واتكلم: 
ـ آاااه يعني كشف عشوائي! اممم طيب يستي هتدفعي ٢٠٠ جنيه تحت الحساب ونشوفك بعد الكشف! 
دفعت شفاعه من سُكات وراحوا قعدوا ومراقبين بتركيز كل ست تدخل وتخرج ، وطلعت برا البيت اتصلت ع حليم طمنته عليهم ورجعت مكانها تاني، وفي ست خارجه بتتكلم بصوت عالي من الفرحه وبتقول: 
ـ بركااااتك يامولاااانا، الله اكبر الله اكبر، وانبي لاوزع رز بلبن في الغورية كلها، بركااااتك.
وف وسط تركيزهم جه دونجل وقالهم: 
ـ الدور عليكوا قومي ياست انتي وهى.
شفاعه بلعت ريقها واتكلمت بترجي:
ـ متيجي نمشي ياحماتي انا ركبي مش لقياها، يسترك نروح.
شدتها نبوية من أيدها وقاموا ماشيين ورا دونجل وهى بتقول بتهكم:
ـ نمشي نروح فين يابت الخايبه، ده شيخ له كرامات، تعالي تعالي.
دخلت شفاعه، قلبها بيدق ،وعينيها بتلف الاوضه كلها، تحف قديمه جدا وسجاد شكله غريب متعلق ع الحيط وجماجم حيوانات مختلفه وقرون متعلقه، ده غير الدخان اللي شوش الرؤية عندهم وريحة البخور أشكال وألوان.
وجتتهم اترعشت لما سمعوا صوت مدكور:

ـ تعالي ياشفاااعه يابت محاسن، قربي مني وهتنولي المراد.
بصوا لبعض بصدمه لانه عرف إسمها واسم أمها من غير حتى ما ينطقوا ولا كلمة، ودوروا ع مصدر الصوت وشافوا، راجل ف أواخر الاربعين،قاعد في الأرض ولابس طربوش وعمامه ودقنه طويله جدآ وماسك سبحه بطوله، وقدامه مبخرة كبيره جدا وبيرمي فيها بخور وبيهز راسه يمين وشمال وهو بيتكلم:
ـ مدااااااااد، مدد مدد مدد من غير عدد، حااااااااي.
شفاعه ونبوية حاضنين بعض من الخوف، وريقهم نشف من القلق وكل واحده بتسمي الله بهمهمة، واتكلم الدجال بتروي:
ـ متخافيش ياشفاعه، أنتي والست نبوية في دار كلها راحه وأمان، تعالي ياشفاعه يابنتي اقعدي قدامي خليني أعرف علتك، ولو أنها مكتوبه على جبينك، مدااااااد ومن غير عدد، اجلسي، اجلسي متخافيش.

قربوا منه وبيقعدوا قصاده ونبويه شهقت بفرحه:
ـ هيييي وعرفت اسمي كمان ياسيدنا الشيخ! اللهم صل على النبي، وانبي سرك باتع بصحيح، شوفلنا مالها يسيدنا يرضى عليك.

مدكور رفع ايدو وشارو ليها متتكلمش، وغمض عينيه وكأنه بيحضر أرواح وبيهمس وبيرد ع نفسه:
ـ اممم، آه، امممم، ايوه، أيوه ،ماشي روح أنت وأنا هبلغها علتها.
فتح عينيه وحط بخور اكتر والدخانه بقت أكبر، ومسك السبحه وبيهز نفسه وبدأ يتكلم:

ـ شفاعه بت محاسن، علتها صعبه،القلب حاير والبخت مايل.

شفاعه مركزه معاه قوي ومتوتره، و نبوية انتهدت بخيبة أمل:
ـ اه وانبي يامولانا،بختها مايل، وجايين طمعانين في كرماتك.
مدكور شاورلها و بيهز راسه وكمل:
ـ متقاطعيش كلام الاسياد يا نبوية! علشان متتسخطيش سحلية.

نبويه فتحت عينيها بزهول: سحلية؟  وحطت أيدها ع بقها وهزت راسها أنها هتسكت، شفاعه بلعت ريقها بتوتر وبتفرك في أيديها وصوت الدهب اللي لابساه في أيدها رن ف ودن مدكور، وكمل :
ـ علتك عدم الخلفه كلامي صحيح ياشفاعه؟
بحزن هزت راسها بالإيجاب، وكمل:
ـ قلبك محتار، وبالك مشغول، وعقلك هيصيبه الجنون من التفكير، وكل ما تروحي لطبيب! ترجعي ف كلامك، ومتروحيش وتبكي على حالك.
شفاعه فتحت عينيها بدهشه واتكلمت بلهفه:
ـ أيوه ياشيخ، ايوه كل اللي بتقوله حصل! الله أكبر ،بس ليه ايه السبب!
مدكور حط بخور وكمل: طريقك مسدود، والشوك مرمي في طريق المولود، ولو مسمعتيش مني هتفضلي زي الأرض البور.
شفاعه بلهفه أكبر: فهمني يامولانا الله لا يسقيك ايه الحل وهسمع كلامك بس وحياة حبيبك النبي هخلف ولا لأ! وايه سبب التأخير.
مدكور بص لنبوية وكمل:
ـ العيب مش فيكي.
نبويه اتصدمت وبصت لشفاعه ومش مصدقة إن العيب من ابنها! وهو كمل:
- انتي صاغ سليم،بس التأخير من عبد الحليم جوزك يابت الحاوي ، مدااااااد مدد مدد مدد ومن غير عدد، برااااحه عليها يا اسياد لسه صغيره وخام.

بصوا لبعض بصدمه وهمسوا: حليم!!!

ـ جوزك معشوق من جنية تحت الأرض، وهى اللي مانعه الخلفه، و واحده واحده هتكرهه فيكي، ولو مشلتيش ابنه السنادي؟ السنه الجايه هيكون في حضن غيرك وسااابك ياشفااعه.
شفاعه خبطت على صدرها بصدمة وقالت:
ـ يمصبتي! حليم هيتجوز عليا!
مدكور أكد:
ـ بعد سنه!!! 
شفاعه بقلق: والمطلوب يامولانا!
مدكور : بص للدهب وقال: 
ـ دي طلبات الاسياد انا مجرد وسيلة ليس إلا... مدااااااد حااااااااي. 
نبوية ردت بقلق:
ـ وايه هى طلبات الاسياد يامولانا واحنا تحت أمرهم،هنفذ كل طلباتهم.
مدكور غمض عينيه وحط ايدو ورا ودنه وبيهز راسه وقال:
ـ اسمعي يا ستي،، طلبات الاسياد!! دكر بط شرشيري اسود وف جناحه اليمين ريشه بيضا، ودكر وز دنماركي من سلالة البجعه، وديك هندي اي لون مش هنختلف،ودكر أرنب ميني ريكس، ولو جوزين حمام يبقى حلو اوي ،كده العلاج هيكون أسرع بالمشيئة.

شفاعه بصت لحماتها اللي فاتحه بقها ببلاها ومش عارفين ايه الأنواع دي غير البط الشرشيري، وكمل كلامه:
ـ ده كده مبدئياً.
قاطعته نبوية بعفوية:
ـ اللاه هما الاسياد طالبين كله دوكرهَ ليه؟ مابيكلوش النِيتي!
مدكور بعصبية:
ـ هتعترضي ع طلباات الاسياااد؟ وبعدين هما رجال ومابيحبوش الاختلاط يستي عندك مانع؟ولو مش عايزه مرات إبنك تخلف؟ يبقى متعطلنيش ياست أنتي وقومي اتكلي على الله، انا عندي شغل أهم من ده بكتير.

اتكلمت بلهفه:
ـ لأ يامولانا، اعترض ع طلباتهم ازاي بس، وماله يخويا احنا تحت أمرهم، وشوف لو عايزين لبن الإبل وماله إحنا يفيدك الساعه لما الاسياد ترضى عنا، اهو حتى يتغذوا ويرموا عضمهم كده ويساعدوا الغلبانه دي، بس وحياة حبيبك النبي عايزين نفرح بخلفة حليم ابني.

مدكور نفخ بخنقه وعدل الطربوش وكمل بتهكم.

 ـ الطلبات تكون عندي بعد تلات ليالي، وتبعتيهم ياشفاعه أكون عملت حجاب لجوزك يقرب البعيد ويبعد العزول، هااا! قولتي ايه ياشفاعه يابنتي، هتجيبي طلبات الاسياد ولا هتستني لما جوزك يدخل عليكي بضُرة....! 

هزت راسها بالرفض لأنها مش هتسمح لأي حد ياخد منها جوزها، وكملت بغيرة وقالت: 

ـ كل طلباتك هتكون جاهزه يامولانا، بس انا خايفه أنه......! 
قاطعها مدكور وقال: 
ُـ كلها شهر ويحصل المراد ياشفاعه تلاتين يوم بالتمام و الكمال.
ضحكت شفاعه وصدقته، و وافقت على كل طلباته، وقاموا وخارجين من الاوضه وشاور لهم دونجل يروحوا عندوا و وقفوا قدامه واتكلمت شفاعه؟
ـ خير عايزنا في ايه تاني؟
كان بيكتب في ورقه ومد ايدو ليها بالورقه وسألها: 
ـ هو أنتي عرفتي طلبات الاسياد وحفظتيهم؟ 
كشرت عينيها وبتحاول تفتكر لكن مفتكرتش غير نوعين بس وهزت راسها ليه وقالت: 
ـ يوووه، وانبي نسيت طيب اروح أسأل الشيخ؟
قاطعها دونجل وقالهم: 
ـ مولانا قالي عليهم وكتبتهملك هنا في الورقه دي، وتجبيهم انتي لحد هنا مش حد غيرك بعد تلات ليالي متنسيش، وتجيبي معاكي تمن الحجاب ٨٠٠ جنيه! 
شقهت نبوية وقالت: 
ـ ياحوستي؟ ٨٠٠ ؟ ليه يبني ده حتى القماش رخيص اليومين دول؟ 
استسلمت شفاعه لأن حياتها مهدده بالفشل والخراب، وهزت راسها بالموافقه وخدت الورقه ومشيوا، وطول الطريق تفكر في جواز حليم من واحده تانيه، مجرد التخيل حست إن روحها بتتسحب منها، وقررت أنها هتعمل اي حاجه علشان بيتها مايتخربش، واللي هون عليها حزنها! أنها هتسمع بخبر حملها بعد شهر!! ورجعوا البيت وكان حليم في شقته بياخد شاور، وشفاعه حمدت ربنا أنه ماشفهاش، و شافتها فرصه وحكت كل حاجه لأمها ونبهت عليهم إن مهما يحصل حليم مايعرفش حاجه، وخرج من الحمام وسألهم بعدها ع القماش قالوا إنهم اختلفوا ع السعر، وبعد يومين نزلت شفاعه السوق ومعاها شقاوه، علشان تشتري كل طلبات الدجال، وسألت ع انواع الحجات المكتوبه في الورقه لأنها مبتعرفش تقرا، وبعد لف وصل لساعات أخيراً شافت واحده فارشه في السوق ومعاها كل الحاجات دي وبسعر عالي وحاولت تفاصل لكن الست كانت مصممه على أسعارها، ولأنها مضطرة اشترتهم، وشقاوه شايل الحاجة ومش فاهم ليه كل الحاجات دي ، وشفاعه فهمته أنهم لناس تعرفهم و ونبهت عليه انه يطلعهم ع السطوح من غير ما حليم ياخد باله ولا يشوفهم وبررت ده بأن حليم مابيكلمش الناس دي ولو عرف مش هيسكت، وعدت التلات ليالي، وشفاعه قاعده جمب أمها ومحتاره ازاي هتخرج من بيتها بالحاجة دي ف وجود جوزها لحد ما دخل حليم وحمحم بصوت عالي:
ـ ياارب ياسااتر. 
محاسن بتشرب ينسون واتكلمت: تعالى ياحليم ادخل واقف عندك ليه؟

ـ لا اصل انا خارج دلوقتي ياحماتي عندي مشوار مهم
وبص حواليه وسأل شفاعه:
ـ اللاه؛ اومال امي فين ياشفاعه؟ نايمه جوه؟ ولا ف الشقه هناك؟
ارتاحت نوعاً ما لما سمعته وهو بيقول خارج، وجاوبته وبتحاول تكون ثابته:
ـ هى ع السطوح ياحليم، خالتي روحية طلعت فوق وهى طلعت معاها، بس مقولتش يعني أنت خارج رايح فين؟ 
حليم مد ايدو أخد موزه من طبق الفاكهه بيقشرها ورد عليها:

ـ الواد حماصه صحبي، الميكروباص بتاعة عطل منه في الغورية، واتصل عليا يستنجد بيا ومش عارف يعمل ايه، انا قولتله هجيب العدة واجيلك بالموتسيكل بتاعي.

قلبها دق بتفائل وبتدعي أنه يخرج دلوقتي ويتأخر شويه تكون هى راحت للدجال وترجع وسألته بلهفه:  ـ هتتأخر ياحليم؟ 
هو ماخدش باله من لهفتها أو بمعنى أصح شافه إهتمام بيه وقلقانه عليه ورد عليها بابتسامة: 
ـ مش عارف والله ياشوشو بس ع حسب عطل العربيه عموماً خلينا ع رنات بقى، وتبقى عرفي امي، يلا سلام انا بقى، ولو عوزتو حاجه رنو عليا.

قامت شفاعه بلهفة و وقفت قدامه وقالت: 
ـ استنى بس يا حليم انا ورايا مشوار مهم، بس سايق عليك النبي متقول لأ.
كشر عينيه بتعجب وسألها: 
ـ وهقول لأ ليه ياشفاعه؟ بس أعرف مراتي رايحه فين ولا مش هى دي الأصول؟
بلعت ريقها بغصه واضايقت من نفسها وحست أنها بتخون ثقة جوزها فيها، واخدت نفس طويل وقررت أنها تقوله الحقيقة علشان ضميرها يستريح واتكلمت: 
ـ حليم اء،،انااا......! 
وقاطعها رنة موبايل حليم وشاورلها تستنى وطلع يرد عليه، قعدت مكانها بقلة حيلة، واتكلمت محاسن: 
ـ مالك يابت يا شفاعه شايله طاجن ستك ليه؟
جاوبتها بحيرة: 
ـ مش عارفه يما انا مضايقه اني مخبيه ع حليم، انا عمري مخبيت عليه حاجه، بصي انا هقوله ع كل حاجه، وهو مش هيزعل وممكن يساعدني ويجي معايا كمان.
بصتلها محاسن لثواني واتكلمت بتهكم: 
ـ وحياة امك؟ عايزه تخربي عليكي! انتي نسيتي كلام الشيخ إن جوزك هيتجوز عليكي السنادي؟ روحي يختي قوليله وخلي النار تشعلل بينك وبينه اكتر ويروح يشوف واحده تانيه، ويبقى كلام الشيخ وقتها مش كلام ده هيبقى حقيقة!! 

خلص حليم مكالمته ورجع تاني وبص لشفاعه: 
ـ معلش ياشوشو الواد حماصه بيستعجلني، شوفي انتي رايحه فين ولما ارجع تبقى قوليلي اللي أنتي عايزاه.
ردت شفاعه بجمود: 
ـ أبدا ياحليم مفيش حاجه تتقال، انا هتمشى كده ف شارع عبد العزيز شوية، هو الواحد بيروح فين يعني؟ من بيت لبيت ويقلبي لا تحزن! 

ـ ضحك حليم وحس أنها مخنوقه لأنهم بقالهم فترة مخرجوش مع بعض وقالها: 
ـ وماله ياست البنات، اخرجي واتمشي وهاتي اللي يعجبك، وليكي عليا يوم السبت الجاي اخدك ونلف الموسكي كله اشطا ياحبة الجلب؟

ضحكت شفاعه وردت عليه بسعادة: 
ـ اللي تشوفه يسي حليم،شاله متحرم منك يارب.
خرج حليم من البيت والحاره كلها بعد ما اتأكدت شفاعه، ولبست بسرعه واخدت الطلبات في توكتك وراحت لعند الدجال، و وصلت هناك وسلمت كل حاجه لدونجل وفتش الحاجه وشاف إن كل حاجه جابتها مظبوطه واخدها منها وهى دخلت لعند مدكور اللي رحب بيها واتكلم: 
ـ يا أهلا يا اهلا بالست شفاعه، اجلسي متخافيش اجلسي.
قعدت مكانها قدامه وقلبها بيدق وطلعت الفلوس ومدت أيدها وقالت: 
ـ اتفضل يا مولانا دول ال٨٠٠ جنيه تمن الحجاب، وانا دفعت بره ١٠٠ جنيه دونجل قال دي استشاره، وكمان جبت كل حاجه انت طلبتها، قصدي الاسياد طلبوها، بس يارب ده كله يطلع بفايده.

ـ مد أيديه الاتنين بلهفة ومسك أيدها بالفلوس وحسس ع الدهب وعينية كلها طمع وخبث، شفاعه اضايقت وشدت أيدها بسرعه بنرفزه، وهو لاحظ ده وحب يلم الموضوع واتكلم: 
ـ متأخذنيش يابنتي نظري ضعف من قلة النوم، انتي عارفه انا بحاول اسعد الناس كلها واخفف الآمهم، وإن شاء الله أنتي هتحملي في القريب العاجل، امسكي ده حجاب لجوزك بس لازم يخطي عليه سبع مرات، سبع مرااات متنسيش، وبعدها تلتقوا زي اي زوجين، وتحطي الحجاب ده تحت مخدة حليم جوزك، لازم ينام والحجاب ده تحت راسه، والورقه دي تحطيها في ماية ليلة كاملة، وتستحمي بيها تاني يوم انتي وبس جوزك لأ، وتجيلي بعد تلات ليالي وساعتها هيكون تم المراد وحملتي!! 
شفاعه مسكت الحجاب ومبتسمة بفرحه لدرجة أنها باست الحجاب وضمته بأيديها لصدرها، وقامت مشيت، ومدكور ضحك بمكر وبيعد الفلوس، ورمى بخور وبيهز راسه وقال:
ـ حااااااااي مدااااااد مدد مدد مدد ومن غير عدد.

في الحاره.
شفاعه لابسه ومتزوقه وقاعده قدام التسريحه وبتضحك ومبسوطه ومسكت الحجاب وكلمت نفسها:
ـ والله وهتبقى أم قريب يابت يا شفاعه، ياااه يعني الحمل هيحصل الليله، بركااااتك ياشيخ مدكور ، وانبي لو حصل لاوزع رز بلبن في العتبه وكل حتة.

وكملت بحيرة:
ـ طيب هحط الحجاب ده فين؟ لازم حليم يخطي عليه سبع مرات! احطه تحت الترابيزه؟ لأ لأ هيمشي ع الترابيزه ولا ايه؟ طيب سجادة الاوضه دي؟ لأ بردو ده بيقعد ع الكنبه ومش بيبقى عايز يقوم! اوووف طيب احطها تحت سجادة المطبخ؟ لأ بردوا ده بيكسل يعمل لنفسه كوباية الشاي! اعمل ايه بس يارب! 
وقامت بتتمشى في الشقه كلها وهى عماله تفكر تفكر لحد ما ابتسمت بحماس وقالت: لقيتها، انا هحطها تحت سجادة الصاله ورا الباب واما نشوف بقى ياسي حليم انا ولا أنت! 

ورفعت السجاده وحطت الحجاب، واتصلت عليه ورد عليها وقالت بتمثيل التعب: 
ـ ألو، انت فين ياحليم!
رد عليها بقلق:
ـ في إيه ياشفاعه صوتك ماله؟
ـ ياخويا مش عارفه بهرش في جتتي كلها مش عارفه ليه ! 
نزل باب الورشه وبيقفلها وقال:
ـ تلاقيها حساسية انتي كلتي فرواله ولا ايه؟
فكرت بسرعه وردت:
ـ لأ ياخويا مانت عارف لو كلت فرواله بتحسس منها، أنت هتتأخر؟
رد عليها:
ُـ لأ يا ست البنات انا طالع أهو هشقر بس ع امي وخمس دقايق وهكون عندك.
قفلت معاه وجريت ع اوضة النوم ومسكت علبة المكيب وحاولت تحط ع أيديها لون أحمر فاتح كأنها هرشت كتير واللون ده كأنه عمل التهابات جلدية من تأثير الهرش عليها، عدا شوية وسمعت صوت مفتاح الباب وهى واقفه ف آخر الصاله وبلعت ريقها بتوتر وعينيها ع حليم وع السجاده، حليم دخل وعدا ع الحجاب اول مرة وضحكت وهمهمت: الله واااحد.
كشر عينيه بتعجب رغم أنها متزوقه وعجبه اهتمامها بنفسها وقال: شفاعه انا بقول سلامو عليكوا مبترديش ليه؟
انتبهت وبدأت تمثل الهرش في جسمها واتكلمت بتعب وضجر:
ـ وعليكم السلام ياحليم، اووف يااااني هقطع جتتي من الهرش.
حليم شاف أيديها وكتفها أحمر و فتح عينيه بزهول وقال: إيه ده ياشفاعه؟ إيه اللي طالع ف جسمك ده؟ وريني كده! 
ومد ايدو عليها بس هى جريت منه بعيد عن الحجاب و وقفت ورا باب الشقه واتكلمت وهى بتهرش:
ـ خليك بعيد ياحليم، علشان متتعديش مني.
وقلبها بيقول: يلا ياحليم تعالى عدي الحجاب، ابوس ايدك تعااالى.
حليم حط المفاتيح ع تربيزة الأكل، وابتسم واتكلم وهو رايح ليها من نفس الاتجاه: 

ـ تعديني ايه بس ياهبله انتي؟ تلاقيكي شربتي عصير فيه فراوله وانتي ف شارع عبد العزيز! 

قلبها بيرقص بفرحه واتكلمت: الله حى التاااني جي.
عدا حليم المرة التانيه، وجه يقرب منها، بس هى جريت منه تاني و وقفت قصاد الحجاب الناحيه التانيه وبتهرش اكتر واتكلمت بجدية مصطنعه:
ـ لأ مشربتش عصير ،وخليك بعيد انت مسمعتش عن عدوا جرب القرود! 
ضحك حليم من قلبه واتكلم وهو رايح ليها تالت مرة:
ـ جرب القرود! ههههههه ده فين ده؟ واعراضه ايه بقى هتتسخطي قرده؟ ههههههه
ضحكت شفاعه لأنه عدا المرة التالته وفضلت على الحال ده تجري عكسه وهو يعدي ع الحجاب لحد ست مرات وف آخر مرة حيلم اتخنق واتكلم بجديه:
ـ وبعدين معاكي ياشفاعه؟ وانا هفضل اجري وراكي؟ انا هاجي المرادي وقسما بالله لو جريتي تاني لاسيبك برحتك واخش اتخمد، جرب قرود وجرب نسانيس مش فايق انا للعب العيال ده! اثبتي مكانك! 
شفاعه عينيها ع رجلين حليم وفاتحه عينيها ع الآخر ونفسها تشدوا علشان يعدي المرة الأخيرة وهى مش معاه ولا سمعاه كل اللي يهمها أنه يعدي المرة دي، دي وبس؛ وقرب منها حليم وضحكتها بتوسع وأخيراً عدا المرة السابعه، وصقفت بفرحه، وانتبهت ع حليم اللي مسك كتفها واتكلم:
ـ انتي هتجننيني ياست البنات! طيب بزمتك دي عمايل؟ تخليني اجري وراكي زي العيل الصغير!
ضحكت شفاعه وحاوطت رقبته بايديها واتكلمت بدلع:
ـ وماله ياسيد الرجاله؛ أعيش واخليك ديما تجري ورايا، وبعدين انا مفياش حاجه انا بقيت زي الفل خلاص.
أبتسم بغمزه:
ـ يعني جرب القرود راح؟
ضحكت بصوت عالي: 
ـ أيوه راح ومبقاش في غير حليم وشفاعه وبس! 

بعد كده شفاعه نفذت كلام مدكور وحليم دخل الحمام ياخد شاور، وهى جريت جابت الحجاب وحطته تحت راس حليم ومخبياه كويس بحيث مايشفهوش، وخرج حليم وهى عملت اكل خفيف واكلوا واطمنوا ع محاسن ورجع هو دخل ينام،  هى حطت الورقه في طبق ماية كبير وخبته، ودخلت تنام وصحيت قبله واخدت شاور بالماية اللي فيها الورقه، وشقاوه طلع خبط ع الباب وصحى حليم كالعاده، وفطر ونزل يكمل شغله، وعدا يوم واتنين وعدت التلات ليالي، وشفاعه أخدت الحجاب وراحت لمدكور لوحدها زي ما طلب منها، وقلبها مشغول وخايفه ومتعرفش ليه؟

محاسن ف سريرها ونبوية قاعده جمبها وبيقزقزوا لب واتكلمت بحيرة: 
ـ أنتي غلطانه يانبوية تسبيها تروح لوحدها إزاي؟
ردت عليها وهى بتاكل اللب بغيظ:
ـ اللاه، غلطانه ف ايه بس؟ مولانا قال تيجي لحالها وهى يعني اول مرة تروح لوحدها؟ ماهى راحت المرة اللي فاتت جرا ايه يعني؟ هى صغيرة ولا صغيره؟ متخافيش مش هيحصلها حاجه. 
شهقت محاسن واتكلمت: 
ـ يحصلها حاجه؟ يختي تفي من بُقك.
نبوية:- اتفوا.
محاسن بصتلها بغيظ بردوا كنتي روحتي معاها! 
ـ نبوية بعدم اهتمام: 
ـ يختي هيحصل ايه؟ دي شفاعه لو حد كلمها بس تجيب كرشه نصين! 
اتنهدت محاسن براحه و وافقتها ع كلامها: 
ـ ع قولك صحيح، انا مش ناسيه لما كلت ودن إبن زغلول بتاع الكفته، من ساعتها الراجل يديها لحم كلاب نمرة واحد.
ضحكوا الاتنين وكملت محاسن: 
ـ يختي انتي نازله ف اللب ولا قردة بلدي! ماتتهدي وتسيبي لغيرك! ولا انتي علشان سنانك زي ما هى وانا خيبه عليا فاضل اربع سنات وتلات ضروس مسلكه بيهم بتاكلي نايبي: 
شرقت نبويه وقعدت تكح ومحاسن تضحك وتخبطها ع ضهرها،وشربت ماية واتكلمت بنرفزه: 
ـ يخربيتك يامحاسن انتي جايباني اقعد معاكي ولا تسلميني للحانوتي! خمسه وخميسه في وشك يابومه، يخربيت نأقك دكر ياشيخه؛ قومي قومي تعالى نقعد ع كنبة الصالة شوية.
ـ ضحكت محاسن وقالت بضحكه:
ـ أيوه تعالي اهو بردوا روحك تطلع في حتة طراوه.

عند الدجال.

محاسن واقفه عند دونجل وكشرت عينيها بتعجب، وقالت ٢٠٠ جنيه لايه تاني؟ انا دافعه لحد دلوقتي شئ وشويات! 
دونجل رد عليها:
ـ والله يست شفاعه ده نظام المكان هنا! لو مش عجبك قولي للشيخ وهو لو قالي متخدش حاجه منها، انا هرجعلك فلوسك وا......
قاطعته شفاعه بضجر:
ـ اووف خلاص خلاص انت هتلوكلوك كتير، أمسك ياخويا ال٢٠٠ جنيه انا عارفه مشغلك عندو ع ايه؟ لا انت طايل كرسي ولا بتفتح الباب بلا وكسه توكسك يابعيد.
خلصت كلامها وراحت قعدت جمب واحده عجوزه واتعرفت عليها واتكلموا شوية وف وسط الكلام جه دونجل وقدم لشفاعه كوباية عصير تشربها وسابها ومشي وبعد لحظات دخلت واحده و وقفت مع دونجل وفضلوا يتكلموا بصوت واطي،وباين قوي من تعبير وشها إن الموضوع مهم، شفاعه كشرت عينيها وقالت: 
ـ انا حاسه اني شوفت الست دي قبل كده، بس فين مش فاكرة. 
ردت عليها الست وقالت: 
ـ أكيد شوفتيها هنا اصلها شغاله مع مولانا الشيخ مدكور.
دققت شفاعه النظر وبتحاول تفتكر، وقاطع تفكيرها دونجل وقالها: دورك ياست شفاعه، قامت شفاعه وهى بتبص للست قوي واللي زاد فضولها إن الست لما شافتها غطت وشها بحجابها وخرجت بسرعه، وده خلا شفاعه تحس إن في حاجه غلط، وكمان المكان مبقاش في غيرها هى وبس،دخلت لمدكور اللي شاور ليها، وقام واتحرك وهى ماشيه وراه لحد مافتح باب اوضه داخلي وقال: 
ـ تعالي ياشفاعه ادخلي معايا.
هى كشرت حواجبها ومفيش بينها وبين الاوضه خطوتين، وبصت ع الاوضه بطرف عينيها ولمحت سرير وشمع كتير منور في ارضية الاوضه، وقلبها دق بقلق لكن اتكلمت بثبات: 
ـ اجي معاك فين يامولانا! انا جبتلك الحجاب اهو وقولي ع المطلوب علشان امشي.
مدكور مسك أيدها وشدها للاوضه وقفل الباب ،وهى ضهرها للباب و وشه ليها وابتسم وهو بيقفل بالمفتاح واتكلم وعينيه كلها خبث وبيقرب منها:
ـ المطلوب أنتي ياشفاعه.

                    البارت الرابع من هنا 

تعليقات