قصة جهاد وسلامه البارت العشرون20 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت العشرون20 
بقلم مريم نصار



محاسن ونبوية قاعدين في بلكونة البيت اللي بتطُل ع الشارع وسامعين الدوشه والاحتفال تحت وهما قاعدين لوحدهم زهقانين، واتكلمت محاسن بتهكم وقالت:- آاااه يازمن، آه يختاااي راحت علينا خلااااص ولا حد عبرنا بحتة هريسه ولا صوبع كنافه حتى.!
ردت عليها نبوية بحزن:- آه يختي انتي بتقولي فيها؟ قاعدين يطفحوا وصوت البت نعمه بنتي ملعلع تحت ولا قالت اطلع ادي بُق ساقع لأمي يطري على قلبها، راحت علينا صحيح يامحاسن.

عوجت بقها وقالت بتذمر:- يختي نعمه بنتك مين؟ دي من فصيلة البهايم ولا عمرها تفهم ابدا ، مع إن الحمار بيعرف بيته من غيطهُ من أول مرة، بس نقول إيه؟  خلفتك توكس وتعر، أي والله عيني عليكي.

نبويه مصمصت شفايفها وقالت بتلميح:- إسم الله يختي، مالها خلفتي.!!!  حوش حوش على الشيخ بكار اللي انتي مخلفاه!!! ، ونعم الخلفه من البيت للغرزه وم الغرزه للبيت، وقال ع رأي المثل ، اللي بيته من ازاز!! مايحدفش الناس بالطوب.وانبي اسكتي وحطي لسانك جوه بُقك ونقطينا بسكاتك. 

ردت عليها محاسن بغيظ وقالت:- طوبه لما تلبس في دماغك يحتاروا الأطباء في طلوعها، والغرزه دي اللي اتربيتي فيها ياعرة الحريم، مبقاش اللي انتي كمان وتردي عليا؟وقال ع رأي المثل، سوق الحلاوة جبر وادلعوا الوحشين، يامين يناولني وشك اشيل من عليه الطين.
والله نفسي امسك وشك ده اسقفلك عليه ابططوا في بعضه زي العجينه.

شهقت نبويه وحطت أيدها ع وشها وقالت بنفاذ صبر:- تبططي وشي يامحاسن؟ ليه حد قالك على وشي فطيرة ياولية ياخرفانه، وانا هلوم عليكي ليه؟ انتي واحده مخها فوت وشوية شوية هيقولوا عليكي محاسن الهبله اهي.

ردت عليها بهجوم:- هبله في عينك يابت الرفدي، وماله مرشدي ابني؟ مش عاجبك ليه ياوش النصايب ماهو فاتح بيت أهو وساتر نفسه.
ضحكت نبويه بسخريه وقالت:- فاتح بيت؟ حوش ياحواش ومين يشهد للعروسه، ماهو ع رأي المثل، عُمر الست متربي عجل وينفع.

ـ عجل لما يرفصك يجيب أجلك ويريحنا منك  يابرميل النكد ياجلابة النصايب، اعوذ بالله منك وليه شر وتموتي في خراب البيوت العمرانه.

نبويه استغربت من هجوم وكلام محاسن اللي كان بعيد عن المشكله من الأساس و كشرت عينيها بتعجب وقالت:- اخرب البيوت؟ بيوت ايه اللي اخربها يا محاسن الصدف؟ انتي مخك فوت اي والله أنتي كبرتي وخرفتي، ومبقاش عليكي لوم.

جه عليهم جهاد ومعاه الجاتوه وسمعهم بيتخانقوا كالعاده وابتسم وقال ليهم:- ناناه بيبا و آنه سونا ايه بس مالكم بتتخانقوا ليه تاني؟
محاسن لفت وشها بعيد ومردتش وزعلانه، ونبويه لما شافتها اتصرفت بالطريقه دي؟  عوجت بقها واتكلمت بتريقه وبصوت واطي:- ادلعي ياعوجه في السنه السودا، كمان شويه هتقول ودوني بيت أبويا، لما نشوف اخرتها معاكي يابنت منصور.

جهاد شافهم بالشكل ده وحب يقعد معاهم وحط صنية الجاتوه ع تربيزه صغيره وسحب كرسي قعد قدامهم وقال بإبتسامة:- ممكن أعرف الاتنين الحلوين مالهم؟ وايه اللي حصل علشان تزعلوا بالشكل ده؟

محدش رد عليه وبص لنبويه وكمل:- طيب اتكلمي انتي ياناناه لأني مش هتحرك من هنا غير لما أعرف إيه اللي مزعل آنه بالشكل ده؟! 

ردت عليه نبويه وقالت بزهق:- اقولك ايه واحكيلك ايه بس يابني! هى دي حد يقدر عليها؟ دي زي القطر ماشيه تدوس كل اللي يقابلها في وشها،يسااااتر.

اتكلمت محاسن بسخرية وهى حاطه أيدها ع خدها وقالت:- قطر؟! لما أنا زي القطر! انتي زي القضا المستعجل تخشي علينا بنصايبك، ولا جه اليوم اللي سمعنا فيه صوتك وانتي شبه الكتعه، وقال ع رأي المثل، الكوع مدبب والوش مهبب، واللى يشوفها لا يبيع ولا يتسبب" 

نبوية شهقت وفتحت عينيها بصدمه وجهاد شاف كل حاجه وحب يهدي الجو بينهم واتكلم بتوتر وقال:- آنه،، آنه محاسن ارجوكي أهدي شوية ومضايقيش نفسك، ناناه بيبا حبيبتك واكيد متقصدش اي حاجه،، اييي حاجه خالص، دي حتى الصبح منبها عليا إني اجبلك الحلو وانا قولتلها كل حاجه آنه محاسن نفسها فيها هجيبها ليها تحت أمرها.
محاسن مصمصت شفايفها وبصت بعيد برفعة حاجب، وردت نبوية ع جهاد باستنكار وقالت:- مش هترد عليك حاكم انا عارفاها متحطش واطي أبدا ،دي اسمها محاسن ذنوب اللي يقعد معاها!! تعرف انه هيبقى مع ابو لهب في صف واحد لازق فيه كده.
ردت عليها محاسن بتريقه:- طيب ياحبيبتي ابو لهب وابو جهل وكفار قريش كلهم مستنينك على نار، آه مانتي اكتر واحده قاعده معايا.
نفخت نبوية بنرفزه وقالت:- أستغفر الله العظيم يارب، دي مايقدر عليها غيرك أنت يااارب.

رد جهاد وقال:- أحم، خلاص،خلاص ياجماعه الموضوع اكيد مش مستاهل لكل ده، إحنا ناس كبيرة وماينفعش نتخانق مع بعض، المهم بقى انا جبت لكل واحده فيكم اتنين قطعة جاتوه واحده بالشكولاه والتانيه بكريمة الفانيليا علشان كل واحده تاخد النوع اللي بتحبه، ايوه مش معنى أننا تحت وحضراتكم هنا يبقى ننساكم! أبدا دي طنط شفاعه أكدت عليا إني اعمل حسابكم، وقولتلها محدش هيطلعلهم الحلو غيري انا،اتفضلي ياناناه.
قدم ليها طبق وهى اخدته منها وقالت بتلميح:- هات يابني ياخد عدوينك، من ساعة ما جيت وأنت لسانك بينقط سكر ياريت ياجهاد يبني تعلم شوية ناس كده في الحاره ازاي يتعلموا يتكلموا حلو، حاكم ربنا مبتلينا بمدافع رشاش مش لسان ابدا.

ضحك جهاد بتوتر ولحق محاسن قبل ما ترد عليها وقدم الطبق ليها وقال بسرعه:- ههه طبعاً طبعاً حضرتك تؤمري يا ناناه، بس الأول نشوف ست الكل، اتفضلي يا آنه أجمل طبق جاتوه لأجمل آنه محاسن، اتفضلي.
بصت اوى في الطبق وكانت كيكة الفانليا وقالت بكبرياء:- بحب البني ام كاكاو مبحبش البيضا، حاكم بتموع النفس، وأنا ربنا مبتليني بناس مخليا معدتي قالبه عليا على طول.

صكت نبوية ع أسنانها بغيظ وكتمت جواها وسكتت لأنها عارفه أنها مهما تقول، هى مش قد لسان محاسن اللي يتفات ليه بلاد وبلاد، أبتسم جهاد وبدل الطبق وقال:- بس كده! اتفضلي ياحبيبتي اللي انتي عايزاه شاوري عليه بس. 
اخدته منه وقالت:- عارف ياواد يافؤاد أنت بتفكرني بمين؟
أبتسم جهاد وقال:- يا آنه اسمي جهاد، يعني سبتي اسمي وجبتي كل الأسماء اللي ع وزن جهاد! واسمي مش راضي يجي معاكي خالص؟، هههه ما علينا بفكرك بمين ويارب يكون حاجه حلوه.

هزت راسها ليه وقالت:- ايوه هى حاجه حلوه اوي، حاجة اكبر من عيلتك نفسها.

جهاد تنح وقال بصدمه:- يااااه حاجة اكبر من عيلتي! 
وبعدها ضحك واتخيل رد فعل أمه لو سمعت كلمه زي دي، وكمل وقال:- ها أنا متحمس جدا يا آنه إيه الحاجه الحلوه اللي بتفكرك بيها؟

أكلت قطعه وقالت:- بتفكرني بسي سلامة الحاوي الله يرحمه ويبشبش الطوبه اللي تحت راسه، يااااه كانت ايام، كان يقولي زيك كده، اللي أنتي عايزاه ياست الستات شاوري عليه، كان راجل بيفهم في الأصول.
مصمصت نبويه شفايفها وقالت بتريقه وصوت واطي:- وانبي شكله كان بيقولها من خوفه منك، ولا  تحت تهديد السلاح، يلا متجوزش ع الميت غير الرحمه، مات وارتاح.
رد عليها جهاد بحب وقال:- الله يرحمه، ودي حاجه تشرفني وكبيره عندي إني افكرك بحد غالي عليكي.

ردت محاسن وقالت بتوضيح:- فكرتني بالكلمه بس، لكن سي سلامة الله يرحمه كان أسد الحاره، إنما أنت ياواد خرع كده وطري، اجمد كده اومال.

جهاد بلع ريقه بإحراج وقرب الكرسي منها وهمس ليها وقال:- هو باين عليا اوي كده يا آنه؟
ضحكت وقالت:- إلا باين،ده أنت اللي يشوفك يقول عليك زي فراخ التسمين هههههه، أنا عايزة اعرف حاجه ياواد يا امجاد أنت متربي فين؟ جاي من بلاد بره ههههه.
ابتسامته اختفت واترسم على ملامحه الحزن والضياع، نبويه وكزت محاسن في ركبتها بتحذير إن كلامها يضايق،وبصت ع جهاد وشافت أنه سرحان وابتسمت محاسن وقالت بحنين:- وماله مش عيب إن الواحد يزعل،بس العيب إنك تفضل زعلان كده ع طول، مش يمكن كلامي ده لصالحك؟ ليه تزعل،!! ليه متقولش لنفسك آنه محاسن عايزاني اكون واحد مافيهوش غلطه، خلي بالك ياواد أنا من الصعب اني استريح لحد، وأنت أكتر واحد قلبي انفتحله، يبقى تاخد مني النصيحه وتعمل بيها، مش تزعل مني وتقفل بوزك ده.

اتنهد بحزن وقال:- أنا مش زعلان منك يا آنه، أنا زعلان من نفسي، بجد بتمنى اتغير بس.....! 
معرفش يكمل يقول ايه؟ يقول إنه ضحيه أم حبته بجنون لدرجة أنها لغت شخصيته، ولا يقول إنه جبان هرب من أول مطب يقابله في حياته، أخد نفس عميق واتنهد بإبتسامة مصطنعه وسكت، حست بيه محاسن وسابت الطبق وربتت ع أيدو وقالت بحب:-  أنت مش عايز تتغير ياواد، أنت زي الفل، دانت احسن واحد جه الحاره،كفاية طيبة قلبك و وشك السمح ده، أنت بس عايز شوية دروس تعلمك وتوريك  الدنيا على حقيقتها، هتعرف وقتها إزاي تتصرف وتصد أي حد يجي عليك ولا يدوس على طرفك
واحده واحده هتلاقي نفسك فهمت كل حاجه من نفسك، فهمت يابني؟
أبتسم بأمل وهز راسه ليها وقال:- فهمت يا آنه، وبجد شكراً على وميض الأمل اللي حضرتك قدمتهولي.

كشرت عينيها وقالت: ببيض الأمل؟!!! ببيض الأمل إزاي يعني؟ 

ضحك جهاد من قلبه لدرجة أنهم ضحكوا على ضحكته ومحدش فاهم حاجه، مسح وشه بأيديه ولسه بيضحك وقام وقف وباس ع راسهم وسابهم رواح ع شقته وهو مبتسم، حدف المفاتيح ودخل  اوضته وقعد ع السرير وكان محتاج يرتب أفكاره من ناحية إكرامي وأمه وابوه وكمان كلام شفاعه وسلامة ودلوقتي محاسن والأهم من كل ده!!! عنايااات اللي هددت بحرق الورشه والنحل.

تحت في الحاره.

عدا الوقت وكان الافتتاح بطريقه شعبيه وسهله ومحبوب للبعض، اما عنايات وصباح جواهم حقد كل يوم بيزيد عن اليوم اللي قبله، وكمان بكار قاعد في القهوة وسرحان بيفكر في طريقه يرجع بيها البيت اللي فاكر أنه بيته وملكه وحد تاني سرق حقه منه، سلامة وحنان كانوا في ضهر فردوس صحاب بجد مش اي كلام أو صحاب مصالح لأ، كانوا فعلاً فرحانين ليها، أما فردوس قلبها كان مبسوط جدا من كل حاجه حواليها وبتحصل واكتر حاجه مفرحاها وجود شقاوه جمبها وبتتخيل أنها لابسه فستان الفرح وخارجه من الكوافير بتاعها وشقاوه واقف قدامها بالبدله، حنان خبطت سلامة ع كتفها وقالت:- سلمى،سلمى بصي كده ع فردوس؟ هى عامله كده ليه؟
سلامة لفت وشافت فردوس سانده على عربية نص نقل وسرحانه بهيام ومنسجمه في أحلام اليقظة ونسيت كل اللي حواليها ومش شايفه غير شقاوه وبس، سلامة كشرت عينيها بتعجب وقالت بإستفسار:- اللاه، هى البت مالها؟ زي ما يكون منومه مغناطيسي تعالي نشوفها.
ـ يلا بينا.
راحوا عندها وحنان شاورت لفردوس لكن لسه سرحانه، سلامة نفخت بخنقه وصقفت بأيديها بصوت عالي وقالت:- هِااااي  انتي يماااا، مالك ع المسا روحتي ومش راجعه ولا ايه حكايتك؟

فاقت فردوس من أحلامها لكن لسه ع نفس الحال ومبتسمه وردت عليهم بحنان وقالت بهيام:- في ايه يا بنات، بزمتكم ده وقته؟
سلامة وحنان بصوا لبعض بدهشه وقالوا بصوت واحد:- ده وقته؟ 
وكملت سلامة وقالت بتريقه:- معلش يا ست الدكتورة قطعنا عليكي حبل أحلامك، مالك يابت واقفه كده مش ع بعضك؟ ما تظبطي الأداء علشان معملش معاكي الصح؟
نفخت فردوس بزهق وقالت:- يابااااي عليكي أنتي وهى، إيه،ايه خير في ايه؟ عايزين إيه الدنيا اتهدت ولا الوزير جاي؟ علشان داخلين عليا بمنظركم اللي يخض ده؟ 
وكملت بإحباط:- قطعتوا عليا أهم لحظه جاتكم الهم صحاب تشل.
سلامة بصت لحنان وقالت: أنتي فاهمه حاجه؟ ولا الشمس لسعت مخ البت دي، ولحظة ايه اللي قطعناها عليها؟
حنان حطت أيدها تحت دقنها بتفكير وردت بمكر وقالت:- اممم انا فهمت كل حاجه، بحكم خبرتي المتواضعة في الحياه.......!
قاطعتها سلامة وقالت بضجر:- بحكم خبرة مين يابنت امبارح؟ يابت ده انتي بتمشي تتكعبلي وتقعي ع بوزك، دانتي بتخافي تعدي الطريق ياموكوسه قال بحكم خبرتي قال.
ردت عليها حنان بغيظ:- أهو ده اللي بناخدوا منك، عصبيه وخلاص، على طول ساده نفسي كده مش قايله حاجه.
خبطتها سلامة في كتفها وقالت:- يابت اخلصي وقولي البت دي كمان مالها؟
رفعت حنان ياقة فستانها بكبرياء وقالت:- اعترفوا أنكم من غيري ولا حاجه! 
ضحكت سلامة وفردوس عوجت بقها وحنان لفت حوالين فردوس واتكلمت كأنها بتحل شفره وقالت:- من الواضح ع ملامح الانسه فردوس أنها كانت سرحانه.
سلامة ربعت إيديها وقالت:- يارااجل؟ صدقي كانت تايهه عننا دي! 
شاورت ليها حنان بالصمت وكملت:- محدش يقاطعني لو سمحتم، لو لاحظنا هنا وبصينا في عينيها هنلاقيها بتلمع و وشها كله حيوية ونشاط وامل، وده إن دل؟ فيدل ع إن الانسه فردوس كانت بتفكر في الفارس اللي جاي ياخدها ع الحصان الأبيض وده بيكون مستر شقاوه الشهير بعابد.

سلامة وفردوس ضحكوا ع طريقة حنان وردت فردوس وقالت:- يابت تصدقي جبتي التايهه،
وكملت بحرج:-وبعدين انا سرحانه في المحل وهعمل ايه بكره في أول يوم شغل؟
ضحكت سلامة وقالت:- وماله يختي يمكن بكره ده يجيلك ع الحصان الأبيض ع رأي الهبله بتاعتنا.
وبصت لحنان المقموصه وكملت بضحكه:- ههههه شقاوه الشهير بعابد؟ مايمشيش معاكي عابد الشهير بشقاوه؟ 
بصوا لبعض وضحكوا التلاته وفضلوا يتكلموا لحد ما فردوس اعترفت ليهم أنها كانت فعلاً بتفكر في شقاوه، وعدا الوقت بيهم وخلص الإفتتاح وكل ده ! جهاد مظهرش تاني، كل واحد طلع ع بيته وسلامة قبل ما تطلع شافت عصفورة معاه ناس جايبين يافطة كبيره لكن متغلفه واستغربت ايه المكتب اللي ممكن عصفوره يفتحه رغم أنه ع طول مش في وعيه!! مهتمتش للموضوع وطلعت ع فوق وغيرت هدومها وصلت المغرب وقاعدين ع الأكل وحليم اتكلم وقال:- هو حد بعت لجهاد يجي ياكل معانا؟
شفاعه ردت وقالت:- أنا بعتله الواد حسين بس هو قال إنه تعبان وعايز ينام شوية.
رد عليها وقال:- اللاه ده متغداش يام سلمى! تلاقيه مكسوف يجي يتعشى معانا.
وبص لسلمى وقال:- ماتكسبي ثواب ياسلمى يابنتي وتروحي تناديه؟
سلامة بتاكل وقالت:- اشمعنا أنا؟ خلي عبقرينو يروح تاني، ولا أقولك تلاقيه نايم متشغلوش بالكوا بيه هو حر.
صكت شفاعه بغيظ وقالت:- يابت انا نفسي اعرف أنتي طالعه لينا ولا عمتك الحربا........
حليم بجديه قاطعها:- ام سلمممى وبعدهالك؟ هو مفيش يوم يعدي من غير نكد في البيت ده؟
شفاعه عوجت بقها واكلت وقالت:- لأ ياخويا حقك عليا متزعلش.
وبصت لسلمى وقالت:- قومي ياللي تنشكي هتجبيلنا الكلام قووومي، هتلاقي صنية فيها أكل جهاد في المطبخ كنت سايباه ع جمب، الراجل تعب انهردا ومحدش قاله تسلم ايدك حتى قومي ياوش النصا....
حليم بصلها بشرز وهى كملت بإبتسامة مصطنعه وقالت:- ياوش السعد.
سلامة قامت بغيظ وقالت وهى داخله المطبخ:- مش هنخلص من حوارت أبو فصاده ده؟ ولازم يرشقوني أنا معاه دي حاجه تجيب المرض، وقال ايه هو اللي زعلان مني علشان بدافع عنه من سماره اللي كانت هتخليه بهلول في الحاره كلها أنا غلطانه أصلا.
وشالت الصينيه وخرجت وراحت تخبط عليه، وهو فتح وشافها وقلبه دق لكن قال بوقار:- آنسه سلمى! أهلا وسهلا.
ـ أهلا ياخويا هو احنا بقى هنفضل نتحايل عليك تيجي تاكل معانا؟ ولا أنت عاجبك الماشورة اللي أنا فيها دي؟
أبتسم جهاد وقال:- سوري يا آنسه سلمى تعبتك معايا، الموضوع مش مستاهل محايله ولا حاجه؛ أنا فعلاً كنت محتاح اريح شوية، بعتذر.
شافت اسلوبه ليها حتى لو زعلان منها ديما يغلف زعله بطريقه لطيفه منه، وأكيد بالطريقه دي هى مجبره ترد بأسلوب اهدا من اللي اتعودت عليه، حاولت تبتسم لكن معرفتش واتكلمت بعمليه وقالت:- ماشي خد راحتك أنت بردوا تعبت انهردا مع الشباب ،وامسك بقى ده العشا بتاعك، ماما شالته ليك لما قلت أنك مش جاي.
حطت الصنيه بين ايدين جهاد وجت تمشي لكن نده عليها بسرعه:- آنسه سلمى لحظه من فضلك! 
لفت ليه وردت بتساؤل:- خير في حاجه؟! 
كان نفسه أنها ماتمشيش وتفضل واقفه قدامه لكن هو مش واثق في رد فعلها لو متكلمش وقال هو ندا عليها ليه! وفكر في سبب مقنع أنه يشكرها على العشا لكن شاف أنه مش سبب كافي وهى مش هتقتنع بسهوله إن ده السبب وأبتسم واتكلم بهدوء:- أنا كنت محتاح مساعده منك ممكن؟

كشرت عينيها بتعجب وقالت بإستفسار:- خير لو في أيدي مش هتاخر بس اي هى المساعده دي؟ وياريت تنجز في الحوار علشان الواقفه كده مش حلوه.

هز راسه ليها وقال بسرعه:- عندك حق لكن انا هقولك على اللي انا محتاجه، بصي انا محتاج اشتري تليفون جديد ضروري وانا مش عارف اجيبه من فين في الحاره ومين بيبيع موبيلات فلو انتي تكرمتي وساعدتيني ابقى شاكر جدآ ليكي.

سلامة مطت شفايفها وسمعت صوت باباها بينادي،وقالت بتفكير:- وماله سهله هرد عليك بكره يلا سلام دلوقتي أبويا بينادي.
وكملت بتحذير:- ومتاخدش عليها كتير توقفني في الطرقه وتكلمني وتطول في الحوار!  متخليش العشم كبير اوى كده اشطا؟
سابته ومشيت وهو واقف مكانه وابتسم وقال:- اش.... اشطا!!! 

عدا يومين وكل حاجه ماشيه هاديه نوعاً ما، عنايات وصباح بيخططوا، بكار تحت ضغط مراته عليه بيزيد من إصراره أنه ياخد البيت، نضال ورجاء الفجوه بينهم بتكبر وريناد نفسها تطمن ع اخوها وخصوصاً إن امتحاناتها قربت ومش عارفه تركز لأنها مشتته، أسامه بيراقب إكرامي في الشركه وشاف أنه لسه مصمم ع الانتقام، فردوس بتنزل المحل وشقاوه مبسوط أنها قصاد عينه طول الوقت وهو اللي بيقفل ليها باب المحل لما تخلص شغل، سلامة في مناواشات مع مامتها، جهاد راح يتعشى معاهم يوم واليوم اللي بعده كان محرج ورفض يروح وحليم أكد عليه على عزومة يوم الجمعه، وجهاد بيحاول يتأقلم ع الوضع الجديد وعلاقته يالست محاسن بتقوى يوم بعد يوم.

تاني يوم الساعه ٨ ونص صباحاً جهاد نايم بعمق لأنه أخد ع دوشة الحاره لكن باب البيت بيخبط باستمرار وفتح عينيه بنعاس ونفخ بضيق وقال بنوم:- يوووه مين اللي بيخبط دلوقتي، ام السعد افتحي الباب شوفي مين انا مش عارف أنام.
الخبط مستمر فتح عينيه وفاق واتأكد أنه كان بيحلم،وشاف الساعه وسمع صوت الباب وقام وهو بيتاوب وقال:- مين اللي جاي بدري كده؟طيب طيب ياللي بتخبط، حااااضر.
فتح الباب وكانت سلامة ولابسه لبس الخروج وقالت بضجر:- صباح الخير يا اخينا كل ده نوم؟ إيه قافل طبلة ودنك؟

جهاد مش مصدق أنه شايفها قدامه مع شروق الشمس وقلبه دق وفرحان أنها هى اللي قدامه مش حد تاني وهمس وقال:- آنسه سلمى! صباح الخير، معقول أنتي! 
سلامة شافته في حالة الانبهار واتكلمت بوضوح وقالت:- لأ خيالي! هو ايه اصله ده!! فوق يا عمنا كده من الغيبوبة دي وانجز في الحوار وخش غير هدومك والبس عشان ننزل ويلا خلينا نخلص في اليوم ده! 

كشر عينيه بعدم فهم وسألها:- اغير هدومي وننزل! ليه احنا هنروح فين! 
نفخت بخنقه وقالت من بين أسنانها:- ياصبر ايوووب، انت يابني انت مش كنت عايز تشتري تليفون! أهو انا بقولك البس علشان ننزل نجيب التليفون لجناب سعادتك! 
رد عليها بزهول وفرحه:- بجد! بجد يا آنسه سلمى! حضرتك هتنزلي معايا بنفسك؟
عوجت بقها وقالت:- شوفت القدر بقى لما يلعب لعبته! قدرك أني اتحط في سكتك، وياريت تنجز ومش هنلوكلك كتير وإلا ارجع في كلامي وا.....
قاطعها بسرعه قبل ما ترجع عن قرارها وقال:- لأ لأ ارجوكي أهدي متتسرعيش، انا في خمس دقايق هكون جاهز، بس....! 
سلامة بشرز:- بس إييييه؟
جهاد:- الوقت مش بدري اوي أكيد المحلات قافله دلوقتي؟ أنا بقول نستنى شوية اهو نفطر حتى ع الأقل! ولا انتي ايه رأيك؟
ابتسمت سلامة بمكر وقالت:- متقلقش انا عامله حسابي وهتواضع واعزمك ع الفطار برة.
جهاد فرك عينيه ومزهول ومش مصدق إن اللي قدامه دي سلمى اللي بتزعق من أقل موقف، ومعقول كمان هتعزمه ع الفطار!!! لأ لأ انا أكيد بحلم ، بص ليها وكانت نازله ع السلم ونفسه يسألها لكن محبش يضيع الوقت في تساؤلات ملهاش اجابه ودخل بسرعه اخد شاور ولبس لبس شيك ورش برفيم مميز 
ونزل وهو مبسوط.

سلامه بتتكلم مع حنان في الفون وقالت بإستفسار:- أنتي بتتكلمي جد ياسلمى؟ يعني طنط شفاعه وافقت إنك تخرجي مع جهاد؟
ردت سلامة بغيظ:- ماتحسني ملافظك يابت ياحنان، ايه أخرج معاه دي؟ منا قلتلك إن تيتة محاسن هى اللي صممت انزل اجيب ليها العلاج الشهري بتاعها هى وستو بيبا وماما قالت بالمرة خلي اللي إسمه جهاد ده يجيب ليه التليفون عشان محدش يضحك عليه في السعر، فهمتي يابني آدمه براس دوج انتي؟
نفخت حنان بغيظ وقالت:- ااااه ياناااري منك ومن لسانك اللي بينقط سم ده! هو انا قلت ايه لده كله ياشيخه! بصي انا هكمل نوم احسن ماااشي! ولما ترجعي تبقي كلميني اتفقنا؟

سلامه:- يكون احسن بردوا روحي اتخمدي نوم الظالم عباده، يلا سلام يختي.
قفلت المكالمه وبتهز رجلها بنرفزه وقالت:- هو البعيد ده هينزل امتى؟ ده بيلبس لبس الحمله الفرنسيه ولا ايه؟ الساعه بقت تسعه وربع.

وهى بتتكلم بنرفزه شمت ريحتة اللي كانت ماليه الشقه وقتها وعرفت انه وراها ولفت ليه بعفوية  وماكنتش مصدقه إن قمة الشياكه والجمال ده! ساكن قصادها، وحقيقي من جواها منبهره بيه؛ لكن خارجيا مش فارق معاها حد، اتكلم جهاد بابتسامة وقال:- 
أتاخرت عليكي؟
هزت راسها ليه وقالت بوجوم:- لأ يلا بينا.
مشيت كام خطوه وبتدور ع توكتك وجهاد من جواه مبسوط أنه معاها و مفكر انها ماشيه على اول الشارع علشان تشوف تاكسي ولمح تاكسي جاي وقال لها:- آنسه سلمى تعالي في تاكسي جاي هناك اهو.
سلامه مصمصت شفايفها ومردتش عليه وبتشاور لتوكتك وقالت:- تاكسي ليه؟ رايحين حفله؟ تعالى تعالى.
  التوكتك وقف والسواق قالها:- صباح الخير يا ميس.
ردت عليه وكل ده جهاد واقف مدهوش ومش عارف ايه الشيء اللي هيركب فيه ده واتكلم بتعجب وسألها:- ايه ده؟!
سلامه ركبت وقعدت وردت عليه:- ده  توكتك يا باشمهندس يلا اركب.
بصلها واتكلم بدهشه اكبر وقال:- تيك توك هو ده ما طلعش برنامج ابلكيشن؟!
ضحكة عليه وقالت:- لا هو هو نفس الابلكيشن بس ده متحرك.
وكملت ليه بتهكم:- ما تخلص يا اخينا انت واركب عايزين نلحق نجيب العلاج قبل الزحمه.
جهاد بص للسواق اللي كان باصص عليه هو كمان ومتعجب من طريقته وركب جنبها لكن على طرف الكرسي علشان ما يحتكش بيها وسايب مسافه بينهم وده لفت نظر سلامه وحبة الموقف ده منه وانه اخد باله من حاجه مهمه زي دي رغم سلبيته في اغلب الاشياء، اتكلم السواق وقال:- خلاص تمام كده امشي؟
ردت عليه سلامه وقالت:- تمام ياسطى اطلع على التأمين الصحي يا دوبك نلحق.
السواق بيتحرك بالتوكتك وكان جهاد هيقع منه لولا سلامه مسكته بسرعه واتكلمت من بين اسنانها:-ياخي اُصلب طولك شويه امال،، هو لسه عمل حاجه ولا نط من فوق المطب ونام ع جمبه حتى ؟ استغفر الله العظيم يا رب.
جهاد بيعدل النضاره ونفخ بأريحية انه ما وقعش ورد عليها بعفويه:- الحمد لله ما وقعتش متقلقيش عليا انا كويس ، شفتي يا انسه سلمى شفتيني كنت هاقع ازاي؟ غريب قوي التيك توك ده .
سلامه بغيظ:- اسمه توكتك مش تيك توك ؛ اسمه ايييييه؟
جهاد بتوتر احم:- توك تيك توك.
سلامة بضجر:- توك تيك توك ايييييه وهباب ايه؟ يا عم مش ناقصه لبخه في الكلام ع الصبح ،اسمه توكتك اسمه ايييييه؟
جهاد بضجر من طريقتها قال:- اسمه  توكتك تمام كده توكتك.
هزت راسها ليه وقالت:- إسم الله عليك ،احفظ معايا بسرعه وشغل دماغك علشان ما تتعبش معايا.
جه مطب والتوكتك نط من عليه واتحرك يمين وشمال جهاد اتخض ومسك في الكرسي اللي قدامه قوي وقال بخوف:- اشهد أن لا إله إلا الله هنموت هنموت هيتقلب بيناااا.
سلامه بتعجب:-  اجمد يا عم في ايه؟ ده مطب امال لما يمشي وسط النقل التقيل هتموت فيها ولا ايه.؟ جمد قلبك كده امال.
بعد شويه جهاد اخد على الوضع وحب يكسر الصمت ويتكلم وقال:- انسه سلمى حضرتك قولتي نلحق العلاج من التامين هو احنا مش رايحين نجيب الفون؟
ردت عليه بعمليه:- احنا هنجيب العلاج الشهري لتيتة بيبا وسونا الاول وبعدها هنجيب التليفون لسيادتك وبعدين هافطرك فطور عالمي هتحلف بيه بحياتك كلها.
مكانش مصدق نفسه ومش مصدق اللي بيسمعه، معقول سلمى العصبيه هتعزموا على الفطار؟
طول الطريق كان فرحان وصلوا قدام التأمين ونزلوا منه؛ جهاد نزل وسأل السواق:- حسابك كام يا اسطى؟
رد عليه وقال:- 35 جنيه.
جهاد هز راسه وبيطلع الفلوس علشان يحاسب سلامه كانت طلعت الفلوس وشافته وقالت بنرفزه:- انت هتعمل ايه؟!
رد عليها بعفويه:- هاعمل ايه يعني؟ انا هاحاسب.
سلامة:- وتحاسب ليه إن شاء الله؟ هو مشوارك ولا مشواري.
جهاد:- يا آنسه سلمى ما ينفعش.
سلامه:- ومين قالك انه ما ينفعش ولا ينفع؟ وتحاسب ليه و بتاع ايه أصلا؟
وبصت للسواق وقالت:- وهي 20 جنيه وتحمد ربك وتبوس ايدك وش وضهر عليها يلا ياخويا خد فلوسك واتكل على الله شوف اكل عيشك.

 السواق اخد الفلوس وهو متغاظ منها ومشي من سُكات، وجهاد كان في حاله اشبه بعدم الاستيعاب من رد فعلها ديما من غير تفاهم وهي شافته مبحلق فيها وقالت بتريقه:-  ايه هتفضل متنح كده؟ يلا اتفضل خش معايا ويا رب ما نلاقيش الدنيا زحمه احنا اتأخرنا.
دخلت ومعاها جهاد وكانت الصيدليات زحمه جدا وخصوصاً شباك السيدات جهاد شافهم واتكلم بصدمه:-  مش معقول ايه كل الناس دي؟
سلامة بتهكم:- امال انت مفكر ايه؟ الناس غلابه ومفرهده امسك امسك دي ورقه تيتة محاسن.
بصلها ورجع بص للورقه وقال ودي هاعمل بيها ايه؟
شاورت له على شباك الرجال وقالت:- هتروح زي الشاطر كده هتقف في الصف تستنى دورك وتصرف العلاج وانا هاصرف علاج ستو بيبا، خلينا نشتري وقت علشان نخلص بسرعه.
  جهاد بإستسلام راح عند الطابور و وقف في الصف وكل ما يجي واحد  يرجع جهاد وراه لحد ما بقى اخر واحد في الصف، سلامه كانت واقفه و شافته وكان هو وقتها متوتر ومش عارف يتعامل مع الناس وفتحت عينيها على الاخر وقالت بغيظ:-  يا نهار مدوحس الواد ده هيشلني. وبصت للست اللي وراها وقالت:- بقولك ايه يا حاجه انا مكاني قدامك هنا هاروح الحمام ثواني وراجعه تاني اوعي حد يجي ياخد مكاني انا حاجزه من بدري ماشي يما؟
ردت عليها الست:- ماشي يا بنتي.
راحت سلامه لجهاد ف اخر الصف واتكلمت من بين أسنانها:- انت بتهبب ايه؟ انت مش كنت في نص الطابور ايه اللي رجعك لاخر واحد يا بني آدم انت؟

رد عليها وهو بيهوي بالورقه من الحر واتكلم بارهاق:- اعمل ايه بس! كلهم عندهم ظروف طارئة وبيستاذنوني ياخدوا مكاني وانا وافقت.
صكت على أسنانها بغيظ واضح:- يستاذنوك؟ هو انت في رحله يا جدع انت!!  انا هتشل منك، انت البعيد إييييه؟ احنا كده مش هنروح النهارده.
وحطت ايديها في جمبها ونفخت بغيظ وحاولت تتكلم بهدوء وقالت:- يا استاذ جهاد حاول تستوعب بسرعه بقى بذمتك انت بالشكل ده هتخلص في يومك؟ بص كده على الناس اللي قبلك؟
بص قدامه والطابور كان طويل جدا وهز راسه لها وقال:- بصراحه لأ
كملت هى وقالت:- يبقى تحافظ على دورك وتوقف مكانك وتموت عليه علشان ما حدش ياخد مكانك وكل الناس دي عندها ظروف يبقى نمشي احنا بقى ونسيب مكاننا لغيرنا ولا إيه؟ اسمع الكلام ولو حد قالك ارجع؟ تنح معاه وما ترجعش ولا تتحرك من مكانك ،خلينا نخلص في ام اليوم ده.

هز راسه ليها بتفهم، وهي رجعت مكانها وعينيها عليه كل شوية عدا الوقت وجهاد تعب من الوقفه واتخنق ومبقاش قادر يقف وخبط على كتف الشاب اللي قدامه وقال بهدوء:- لو سمحت.
الشاب بص ليه وجهاد كمل:- ممكن اخد مكانك لاني مستعجل جدآ؟
رد عليه الشاب بعصبيه:- نعم ياخويا؟ يعني انت مستعجل!! وانا اللي فاضي يعني؟!! ماكلنا ورانا هم مايتلم، ولو أنت مستعجل يانجم امشي ما توجعش دماغنا.
جهاد بص حواليه بارتباك ومردش عليه وفضل واقف مكانه وقت كبير جدا وبعد عناء اكتر من ساعتين اخيرا جه دوره وجاب العلاج وخرج بيتخبط من وسطهم بأعجوبة وكان وقتها حاسس بالانتصار رغم تعبه ومبتسم وبيدور على سلامه ورافع ايده كيسة العلاج لها لكن اتفاجئ لما شافها قاعده في الانتظار بتشرب كانز وكشر عنيه انها مرتاحه وقاعده وهو بالنسبه ليه اللي عمله ده انجاز وقمة المرمطه والمعاناة و راح عندها وبينهج وقال:- آنسه سلمى؛ آنسه سلمى انا خلصت جبت العلاج كله ايه رايك؟!
ردت عليه بعدم إهتمام:- ماشي يلا بينا بقى علشان نشوف حوار تليفونك ده.
كان لسه هيقعد جنبها يستريح لكن وقف تاني وقال:- طيب ما نقعد شويه انا واقف اكتر من تلات ساعات على رجليا.
ردت عليه وهي بتلبس الشنطه:- يا عم يلا تبقى ريح في بيتكم ، استراحه هى؟ وسابته ومشيت وهو مشي وراها وقال:- امري لله.
خرجوا وركبوا توكتك تاني وتوتر جهاد قل شويه واتعود ع التوكتك نوعا ما و وصلوا عند محل موبايلات واشترى موبايل وراحوا عند فرع من الفروع واشترى شريحه جديده واخد رأيها فى إختيار الرقم واختارت معاه وكان مستمتع بالوقت معاها وبعد ما شغل الشريحه وهو مبتسم قال:- واخيرا خلصنا نروح بقى!!
سلامه قالت:- مش قبل ما نفطر.
بصلها بإبتسامة قال:- وهو كذلك تحبي نروح اي مطعم؟
ردت بسخريه:ـ مطعم؟! تعالى تعالى انا بقى هاوديك احسن مطعم فيكي يا جمهوريه.
وركبوا توكتك تاني وفضل ماشي مشوار طويل لحد ما وصل مكان اشبه بالحاره قدام مدرسه ونزلوا واتكلم جهاد وقال بعفويه:- احنا فين ومعقول هيكون في هنا مطاعم؟!
ردت عليه وقالت:- تعالى بس  امشي معايا، بص دي المدرسه بتاعتي اللي انا بَدرس فيها مرحله ابتدائيه.
جهاد بصدمه غير متوقعه منها أنها بتدرس هنا، وهى كملت كلامها وقالت:- مُدرسة انجلش.
:- انتي مُدرسه انجلش؟!! 
قالها جهاد وهو مفتح عينيه بصدمه كبيره جدا  ومش مصدقها، وهى ردت عليه برافعه حاجب لرد فعله:- نننععععم؟
انتبه وحاول يبرر رد فعله لكن قال بتروي:- لا انا قصدي يعني بجد حضرتك مدرسه انجلش…؟! انا اتفاجئت بس مش اكتر.
رفعت حاجبها وقالت بثقه:- هو انا باتكلم فرنساوي ما قلنا ايوه فيها ايه ولا مش باين عليا اني مربية أجيال؟
جهاد لحد دلوقتي مش مصدقها وفكر انها بتقول كده قدامه لكن رفع كتفه وقال:- لا طبعا باين جداً، وزي ما قلت ليكي اتفاجئت بس مش اكتر.
ردت عليه بهدوء وقالت:- ميرسي، جود بوي لما بتبقى هادي كده  بيطلع منك الكلام حلو لكن لما بتقل مخك؟ اعوذ بالله من الدبش اللي بتحدفه عليا، المهم ما علينا تعال معايا.
شاور لها بايده قال :- اتفضلي حضرتك وانا معاكي.
مشيت لآخر الناصيه وكان في عربيه فول وفلافل والناس واقفه بتفطر ووقفت قدامها وجهاد وقف مدهوش وقلع النضاره وعينيه ما بين العربيه وسلامه والحاره ومش قادر يستوعب وبص حواليه وقال:- فين المطعم؟!
سمعته سلامه وهي عارفه انه مش هيصدق وابتسمت بمكر وقالت:- هو ده المطعم يا باشمهندس احلى فطار هتاكلوا من هنا عمرك اللي فات بحاله هتحس فيه بالندم انك ما اكلتش من هنا.
كان مستغرب كميه الثقه اللي هي فيها وبص على العربيه والاكل وقال:- هاحس بالندم متاكده ؟
هزت راسها وقالت بتأكيد:- ايوه واستنى اطلب لك على ذوقي
 طلبت فطار مشكل ومن ضمنهم فول وفلافل وبصل اخضر،والفطار كان ع نفس العربيه وهما واقفين، جهاد كان بيبص بفضول ع الأطباق اللي متغرقه زيت حار وكان دسم جداً وكأنه بيسأل نفسه مين هياكل الأكل ده؟ وانتبه ع سلمى وهى بتحط قدامه العيش المصري وبتقوله:- يلا كُل بسم الله بقى ومتع نفسك بأحلا فطار فيكي يادرب البرابره تِما على احلا عربية فول.

بصلها وسألها بتعجب:- مين اللي يلا كُل بسم الله؟ قصدك انا؟
سلامة بصت حواليها ورجعت قالتله:- الناس هتبص علينا ماتنجز ياعم اومال أنا طالبه كل الفطار ده لمين؟ يلا يلا سمي وكُل وأمسك كمان بصل اخضر اهو لزوم الأداء عايزاك تنسف الأطباق دي نسف.
جهاد حس بالاستياء ومسك طبق الفول وشاله بيشم فيه لكن ريحته المميزه غيرت فكرته عن شكل الأكل وحس أنه قد ايه جعان ورجع الطبق مكانه وبدأ يقلد سلمى اللي كانت بتاكل بنهم، ومسك العيش وجرب يدوق الفول وعجبه جدا وهز راسه بإعجاب، وأكل فلافل وشاف واحد بياكل بصل وحب يجرب وأكل بصل وعجبه واندمج مع الأكل بشكل ملحوظ، سلامه بتاكل وكانت بتراقب تصرفاته والفضول زاد جواها ونفسها تعرف إيه حكايته وحبت تكسر حاجز الصمت بينهم وسألته:- أحم، إلا قولي يا أستاذ جهاد.
جهاد:- اتفضلي.
سلامة:- يعني معلش في السؤال ازاي يعني ممعكش تليفون من يوم ما جيت عندنا الحاره؟ ولا اتصلت بحد ولا حد كمان سأل عليك ولسه شاري واحد دلوقتي وسمعتك وأنت بتقول أخيرا هكلم بابا مش غريبه دي؟ 

ساب الأكل ومش عارف يقولها إيه وسرح في كل حاجه مرت عليه من وقت ماشتغل لحد تهديد إكرامي وهروبه من البيت للحاره، كل علامات الاستفهام شافتها سلامة في عينيه واتأكدت إن في سر في الموضوع ومش هترتاح غير لما تعرفه وغيرت الموضوع وقالت:- أنت عارف الواد عبقرينو أخويا؟  هيتجنن ع لاب توب ويجيبه؛ وامي لو عرفت هو بكام اصلا مش بعيد ترمينا في اقرب ملجأ ههههه

حمد ربنا أنها غيرت الموضوع لأنه مش جاهز يقول أي حاجه ليها وخصوصاً أنها شايفه أنه ضعيف الشخصية ، هيقولها إيه؟ أنه هرب من مجرد تهديد ومواجهش؟ اخد نفس بتنهيده طويله وأبتسم واتكلم بحزن داخلي وقال:- فعلاً عبقرينو قالي حاجه زي كده، وهو فعلاً بيحب الأجهزة الإلكترونية ولما كان عندي امبارح مسك اللاب توب بتاعي وطلع شاطر جدآ وموهوب كمان، وانا وعدته لما ينجح هجبله لاب توب هدية.

سلامة ابتسمت للباقته في الكلام وتمجيده لأخوها وسألته:- عجبك الفطار؟
بص لعينيها وجواه شعور داخلي بالاكتفاء بيها وبس ورد عليها بابتسامة وقال:- جميل جدا تسلم ايدك انا بجد متشكر.
ضحكت وقالت:- بس انا معملتش حاجه علشان تشكرني، أشكر عمي عبده تلوث.
كشر عينيه وقال:- عبده ايه؟
ردت عليه:- تلووووث.
ضحك وهو كمان ورجعوا ياكلوا وسألها عن مؤهلها واتفاجىء فعلاً أنها مُدرسة واندمجوا في الكلام بينهم وجهاد حب يقولها على الكلام اللي سمعه من عنايات وقال:- آنسه سلمى، أنا عايز أقولك على حاجه مهمه.
ردت عليه وقالت بفضول:- حاجة اية؟
عزم النيه أنه يقولها ع كل حاجه عن عنايات سمعها  وقبل ما يتكلم حس بدربكه في معدته و وجع لا يحتمل ومسك بطنه وصرخ بعلو صوته وقال:- آاااااااااا الحقييييني يا آنسه سلممممممااااااااه 
سلامة لفت وراها وشافت جهاد نايم في الأرض وفتحت عينيها بصدمه وقالت بصدمه:- أبو فصاااااده مااااالك؟
ونزلت ع رجليها جمبه وسألته بقلق ماااالك حاسس بأيه؟
جهاد بيتالم وصرخ:- بطناااااي بتتقطع، ااااااااه حاااااسس بمصاااااايب جيااااااالي.
سلامة بشهقه:- يالطيف يالطيف.

بعد لحظات الإسعاف جه واخدهم وهو نايم في الإسعاف بيتوجع،و سلامة قاعده جمبه وقالت:- سلامتك يا أستاذ جهاد، مش قد الأكل بتاكل لييييه ولا هى طفاسه؟

بصلها بغيظ ونفسه يصوت في وشها وقال بتريقه:- مين اللي قااااالي يلا كل بقى ومتع نفسك باحلا فطار فيكي يادرب البراااااابره تِما على احلا عربية فوووووول، ميييييين اللي قااااال إنك مش هتندممممم اهو كلت ومتعت نفسااااااي وهروح القرااااافه، ومش ندماااااااااان  آااااااااااه ياتري مستخبيلك اييييييه تاااااني ياجهااااااد.
حاولت تكظم غيظها لأنها شايفه حالته وقالت:- معلش معلش الحياة تجارب برده متقلقش هو غسيل معده وساعة زمن هتبقى زي الفل.

وصلوا المستشفى واخدوا جهاد ع غرفة يعملوا ليه غسيل معده وصوته جايب آخر الطرقه وسلامة رايحه جايه وخايفه يجراله حاجه بسببها،خرجت الممرضه وقالت لسلامة:- لو سمحتي تعالي حاولي تسيطري ع جوزك مش عارفين نتعامل معاه خالص.
تنحت وقالتها:- جوزي؟ جوز مين! 
الممرضه جريت ع الغرفه وهى بتقولها لوسمحتي بسرعه مفيش وقت.
سلامة راحت وراها بسرعه وشافت جهاد خايف من الخرطوم اللي بيدخل عن طريق الأنف للمعده وبيعافر علشان محدش يعمله حاجه وشافها وقال:- لاااء انا اتمرمنط قووووي أنا اتبهدلت اوووووي أنا همووووت.
جريت عليه علشان شكله قدام الدكاتره وقالت بصوت واطي:- عيب عليك اللي انت عامله ده، أنت مش صغير.
رد عليها بغيظ وقالها:- ومش عيب عليكي تاخديني عند عبده تلوث؟ منك لله ياشيخه ربنا يهد المفترررري.

سلامة نفخت بنفاذ صبر وشاورت للدكتوره وقالت:- يلا يا دكتوره سيبك منه و اتكلي على الله.
ردت الدكتوره بتعجب:- هو ماله كده؟ بيعافر كأني هعمله منظار.
ردت سلامة وقالت:- معلش أصله واقع ع راسه وهو صغير جمب سيخ حديد بالظبط ومن ساعتها يشوف اي معدن!!  تجيله الحاله زي ما انتي شايفه كده.
جهاد بصلها بزهول والدكتوره قالت:- بس ده خرطوم مطاطي  مش معدن.
سلامة:- بس السرير معدن ولا اييييه



تعليقات