قصة جهاد وسلامه البارت الثالث والعشرون23 بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الثالث والعشرون23
بقلم مريم نصار


شركه اكرامي وقت الانصراف كان اسامه بيقفل الملفات اللي قدامه علشان يمشي، لكن جت سكرتيره اكرامي وقالت:- باشمهندس أسامه!
 اسامه بتهذيب:- نعم؟!
:-انت قدمت ملف الشحنه الجديده لمستر اكرامي يمضي عليها؟ لان الصبح المفروض اقدم كل الملفات دي لسكرتيرة مدام شاهنده.
 اسامه خبط على جبينه وقال:- اوبس،، لا راح عن بالي خالص، النهارده الشغل كان كتير ومطبقين شِفتين وكمان اتنين من الزملاء ماجوش،وانا اشتغلت مكانهم.
:- طيب والعمل؟!
 اسامه بتفكير:- هو مستر اكرامي خرج؟!
 بصت في الساعه وقالت:- قدامه خمس دقايق ويخرج من مكتبه، لانه عنده عشاء عمل.
 أسامه دور على الملف بسرعه وقال بإستعجال:- طيب كويس قوي، انا هاروح حالا لمستر اكرامي وربنا يستر وما يزعقش،، بعد اذنك ومتشكر جدا انك فكرتيني.
 :-ولا يهمك ربنا معاك.
 اسامه طلع السلم بسرعه وراح لمكتب إكرامي وخبط.
إكرامي كان بيحط الفون في الجاكيت وعلى استعداد الخروج لكن قال:- أدخل.
 أسامه دخل وقال:- مستر إكرامي أنا اسف بس في امضاء صغيره لحضرتك تمضي على الملف ده لو سمحت.
اكرامي بإستفسار:- ملف إيه؟
 أسامه:- ملف الشحنه الجديده يافندم، لازم عليها امضة حضرتك قبل مدام شاهنده.
اكرامي قعد ع كرسي المكتب مكانه،وشاورله يجيب الملف، اسامه حط الملف قدامه، فتح الملف يقرأ فيه تركيز لكن رفع طرف عينه قال:- اخبار جهاد إيه يا أسامه؟!
 اسامه بلع ريقه وحاول الثبات وقال:- جهاد!!! احم؛ انا،، أنا ماعرفش عنه حاجه من يوم ما استقال.
 إكرامي أبتسم بسخريه:- اممم ماتعرفش عنه حاجه ازاي؟ امال مين اللي كان في بيته من فتره ونزل بعد عشر دقايق تقريباً!!! اممم ممكن يكون حد شبهك او...او رجالتي بتتخيل.

أسامه كده اتأكد إن إكرامي مراقبه هو كمان، واتكلم وقال:- أحم لأ مش شبهي، هو فعلا انا اللي كنت هناك، بس كنت هناك بسأل على جهاد من باب الزماله مش اكتر.
إكرامي بخبث:- اممم زمااااله،،عجبني الموقف، المهم وصلت لايه؟
 أسامه باستنكار:- في إيه؟!
 اكرامي بتهديد:- جهاد فين ؟!
أسامه:- ما عرفش صدقني، انا حاولت اعرف مكانه بس ماحدش قال ممكن لعدم الثقه او انا اشك انه سافر لانه ما لوش أثر، ليه هو في حاجه يا مستر إكرامي؟
 اكرامي مضى على الملف وقال بمكر:- سافر!!! عموماً قريب قوي هنعرف ان كان سافر ولا مستخبي في جحر من الجحور، اتفضل الملف يا أسامه.
 أسامه خد الملف:- متشكر اي خدمه تاني حضرتك؟
 إكرامي بضحكه:- لأ بس اسال تاني من باب الزماله.
 أسامه اتوتر وهز راسه وخرج من المكتب اتنفس الصعداء وأول ما خرج من الشركه وركب العربيه أتصل على نضال.

في الحاره عند فردوس بعد الاتفاق الكل رفعوا أيديهم يقراوا الفاتحه، لكن شقاوه حمحم وقال:- لحظه بس قبل ما نقرا الفاتحه.
 الكل استغرب واتكلمت شكريه:- خير يابني في اي طلبات تانيه؟
 شقاوه ابتسم بحرج وقال:- طلبات ايه بس يا خالتي!! انتي ما تعرفيش بموافقتك وسهلتي عليا الجواز انا حاسس بأيه دلوقتي؟ وانك توافقي على شبكه فضه وتقدري ظروفي دي عندك كبيره قوي.

 شكريه بابتسامة رضا:- يابني خدوهم فُقرا يغنيكم ربنا، هو احنا يعني لنا في بكره شيء! مش يمكن بكره يفرجها عليك ربنا وإن شاء الله تجيبلها الحلو كله، وانا كل اللي عايزاه منك انك تخلي بالك منها يا عابد يابني.
 شقاوه قام وقال:- فردوس في عينيا يا خالتي، بس انا جبتلها هديه كده لزوم قراية الفاتحه هي حاجه بسيطه بس برده قلت افرحها مع انها تستاهل الحلو كله.
طلع من جيبه علبه صغيره وفيها دبله دهب وخاتم نقشته بسيطه وقال:- أنتي من حقك تفرحي وتلبسي الحلو كله ودي حاجه بسيطه وإن شاء الله ربنا يكرمني واجيبلك كل اللي نفسك فيه يا فردوس.

 فردوس بصت للبنات بفرحه وبصت ليه وقالت بحرج:- ليه تعبت نفسك،ما كانش ليه لزوم يا عابد، الفرحه في القلب.
 شقاوه بضحكه:- معلش بقى خديني على قد عقلي، وإيدك يا عروسه علشان الناس مستنيه نقرا الفاتحه.
 لبسها الدبله والخاتم وسط زغاريد سلامه وحنان وشفاعه، جهاد كان حابب قوي اللحظه دي وتخيل انه بيلبس سلمى الشبكه! لكن تخيل رد فعلها انها زقته ووقع بضهره على الارض، وانتبه من شروده بص حواليه كانوا كلهم بيباركوا للعرسان بقراية الفاتحه وابتسم وبارك لشقاوه،عبقرينو شغل ميوزك والكل صقف لعبقرينو اللي بيرقص مع اصحابه وحليم كان بيضحك على حركات ابنه واصحابه، اما جهاد كان مستغرب جدا الاغاني الشعبي، وعدا الوقت وعاشوا الفرحه ، وقام عابد يستأذن الست شكريه بالموافقه انهم يخرجوا يتفسحوا شويه على الكورنيش لكن شكريه ترددت وقالت:- بس يابني...!!!
 رد حليم بسرعه وقال:- وماله ياست شكريه خليهم يتفسحوا ويفرحوا ،وكمان علشان تطمني سلمى بنتي واخوها  وحنان وكمان الاستاذ جهاد ينزلوا معاهم وتهو يشموا شوية هوا.
شكريه وافقت ومحبتش تزعل العروسه في اليوم ده، والبنات كلها فرحت ونزلوا شقاوه وفردوس وحنان ركبوا توكتك وسلامه وحسين وجهاد في توكتك وطلعوا على اول الشارع ركبه ميكروباص وكانت بالنسبه لجهاد كأنها رحلة سفاري، وراحوا الكورنيش نزلوا كلهم قصاد النيل واتجمعوا حنان قالت:- مبروك يا فردوس الف مبروك يا حبيبتي فردوس بفرحه:- الله يبارك فيكي يا حنون ويا رب كده عقبالك وهتبقى الفرحه الكبيره.
 حنان بضحكه:- لأ الفرحه الكبيره دي هتبقى سلمى.
 سلامه:- شيليني من دماغك يا بت انتي.
حنان بضحكه:- لا والله ما اشيلك من دماغي ابدا ده انا مجهزه حته بروجرام يوم فرحك ما حصلش، و هنعمله في احسن قاعه.
ردت فردوس بضحكه وقالت:- لأ سلمى بتحب البلالين نفسها يوم فرحها يكون في بلالين كتير ويا سلام بقى لو تطير في الهوا مع البلالين دي هههههه.
سلامه بتأفف:- هو الواحد ما يعرفش يتكلم معاكوا كلمتين في الخباثه؟ ده انتوا اعوذ بالله.
 شقاوه بضحكه:- طيب طيب استهدوا بالله احنا طالعين نشم شويه هوا، وتباركوا لاخوكم الغلبان على فرحته الكبيره، يلا بقى انا هاخد خطيبتي وهنقعد شويه قدام النيل.
واتحرك شقاوه اشترى ترمس وفشار وقعده قصاد النيل يتكلم هو وخطيبته، حسين شاف شقاوه بياكل وقال بنهم:- انا عايز ترمس و فشار مين هيجي معايا؟
 حنان بطفوليه:- انا انا تعالى نشتري وانا عايزه فشار بس مش عايزه ترمس مبحبوش، اجيبلك معانا يا سلمى؟
 سلمى:- يا ريت بس اتوصي بالترمس.
 وبصت على جهاد سألته:- انت عايز ترمس؟! العيال دي تجبلك؟
 جهاد هز راسه بموافقه وقال:- اوكي بس انا اللي هاعزمكم.
عبقرينو:- عليا النعمه انت عمهم كلهم ،كَيش يلا علشان تعدي.
 جهاد بعدم فهم:-يعني إيه؟!
 سلامه بضحكه:- يعني تشخلل جيبك،ادفع يعني.
 جهاد:- اه اه اوكي، بس كده اتفضل يا عبقرينو، وهات اللي انت عايزه.
 خطف الفلوس وجري وحنان جريت وراه وبتزعقله لانه سابها ومشي، جهاد ضحك عليهم وبعدها بص على النيل واخد نفس عميق واتنهد وحط ايديه ف جيبه وماشي جنبها من سُكات، سلامه لاحظت شروده وسألته:- مالك يا عم مغمقها ليه؟! النهارده فرح.
ابتسم وقال:- تعرفي يا انسه سلمى انا أول مرة اعيش الحياه.
 كشرت عينيها وقالت:- ايه؟ ازاي يعني اول مرة؟ امال عمرك اللي فات ده كان ايه؟!
 من غير ادراك منه فتح قلبه وقال:- كان سراب، لا هو ملموس ولا محسوس، فراغ في صندوق مليان غبار، كان عمر مش مفهوم، ايام مش محسوبه، زمن راح على الفاضي، عمر عدى في صندوق مقفول.
 سلامه استشعرت كلامه وقالت:- ايه ده؟! ده سجن!! انت كنت مسجون!!!
 ابتسم بوجع وقال:- مش بالضبط بس تقدري تقولي إن السجن احسن مقارنه متشابهه بحياتي اللي فاتت.
 نفخت بحيره:-وبعدين بقى في ام الالغاز دي؟! ما تقول يا عم الخلاصه هو لازم فزلكه يعني؟
 ابتسم جهاد ولسه هيحكيلها لكن جه عبقرينو بيجري من حنان اللي بتجري وراه ومتغاظه منه، وشايل الترمس والفشار وبيضحك، حنان بتذمر:؛ انت واد رخم بجد؛ ودماغك ناشفه انا قلت مش عايزه ترمس وعايزه فشار وبس!!! ليه تحرجني قدام الراجل وتقوله هي عايزه الاتنين؟
 عبقرينو بغمزه:- انا اصلا جايبه ليا بس عملت حضرتك حجه ههههه خدي الفشار اهو، وانا الترمس الدوبل ده، وهاروح اقعد هناك واكل براحتي لو عايزه تيجي تقرفيني تعالي.
 حنان بغيظ مسكت قفاه وقالت:- والله ما هاسيبك ترتاح النهارده، انا قاعده على قلبك انجر يلا قدامي.
 عبقرينو حط الترمس لجهاد وسلامه وجري على الاستراحه وقعد، وحنان قعدت جنبه يتناقروا مع بعض، جهاد ضحك وقال:- متعب قوي عبقرينو شوفتي ضايق حنان وخلاها تتنرفز بطريقه كوميدي.
 سلامه بعدم اهتمام:- يا عم دول عيال مخهم اصغر من بعض؛ سيبك منهم وامسك كُل الترمس بتاعك.
 سلامه اكلت الترمس وبترمي القشر على الارض، جهاد بص حواليه يدور على باسكت يرمي القشر وشاف سلامه وهي بالشكل ده وفتح عينيه بدهشه وقال:- أو مااااااي جاااد، أنتي بتعملي ايه يا آنسه سلمى؟
 سلامه:- ايه يا عم خضتني بعمل ايه يعني بأزاز.
 جهاد:- ايييه بتأزأزي دي، انتي ازاي بترمي القشر على الارض؟
سلامه بتريقه:- يوووه؟!!! معلش ياخويا ماخدتش بالي،بس المرة الجايه هارميه في الهوا، ما تاكل يا جدع من غير حوارات، ايوه برمي القشر على الارض فيها ايه يعني؟
 جهاد بنرفزه:- فيها إن ده قمة الجهل، أنا مش مستوعب بجد، أنتي معلمه في سكول وبتقلدي الأطفال في السيئ بتاعهم؟ المفروض أنتي قدوه لجيل كامل والقشر ده!!! في باسكت يترمي فيه!!!
 سلامه:- يا عم ما الكل بيرمي هي جت على قرمط الغلبان يعني؟
 جهاد:- طول ما أنا وأنتي وكل واحد مننا بيقول هي جت عليا!!! يبقى ما فيش حد هياخد خطوه ويتقدم بيها لقدام، يا آنسه سلمى انا لما أرمي في الزباله وانتي ترمي وغيرنا و100 مليون مصري يرمي الزباله من غير حسبان ولا في مكانها الصحيح هتبقى مزبله وهنخفي معالم الجمال في بلدنا، الزباله ليها مكانها اللي تتحط فيه، يا ريت تاخدي بالك من النقطه دي،لاني ما بحبش الإهمال في اي حاجه تخص النضافه.

سلامه بنرفزه:- جرى ايه يا جدع انت؟هو انت كنت اخصائي اجتماعي ولا مرشد، ولا ايه بالضبط؟ ما كانوش بخمسه جنيه قشر ترمس دول،انت هتطفحنا اللقمه!! ده ايه الهم ده؟ ماقولنا كل الناس بترمي هو انا يعني بتبلى عليهم؟
 جهاد حاول يهدا واتكلم بتروي:- يا آنسه سلمى، ارجوكي افهميني، انا بوجهك للصح، وكمان لأ مش كل الناس بترمي، عندك مثلا أنا اهو ما برميش وأكيد في ناس كتير غيري ما بترميش وبتهتم بالنقطه دي، يا ريت تقلدي الحاجه الصح ،ومش عيب اننا نتعلم من اخطائنا.
لوت شفايفها وقالت بسخريه:- مين مين اللي بيتكلم حوش حوش، طيب ياخويا يا ريت انت كمان تتعلم بس، وامسك الترمس اهو سديت نفسي، ده انت راجل مكلكع وكلك عقد يا باااي انا هاروح اترزع مع حنان.
جهاد بلهفه:-خلاص خلاص يا آنسه سلمى أهدي وما تزعليش، بجد نفسي تهدي وتتقبلي كلامي.
سلامة برفعة حاجب:- على أساس ايه هاتقبل كلامك؟! ده انت بتغرق في شبر مايه ولا نسيت عصفوره واللي عمله فيك؟ ده علم عليك! حته عيل مسطول ثبتك بمطوه وانت كنت بتستنجد بيا زي الكتكوت المبلول،ولا نسيت نفسك!!!!
كلام بيوجع أسلوب مدمر، مفيش رد عليه بصلها بصمت وفضل ساكت لحظات وبعدها بص للسما ونفخ بخنقه وبصلها واتكلم بعتاب:- لا ما نستش؛؛؛ أنا فاكر كويس أوي كل حاجه بتحصلي، وانا فعلا بغرق في شبر مايه، بس على الاقل حاول أتعلم، لكن الواضح في مجتمعنا ده!!! إن الانطباع الاول هو اللي بيفضل مرسوم في عقول الناس اللي بنقابلهم في حياتنا، ومهما يحصل من تغيير مستحيل يتقبلوه.
 سلامه حست انها اتسرعت كالعاده وحبة تصلح الموقف لانها حرجته فعلاً وقالت:- بص هو أنا......!
 قاطعها جهاد اللي حاسس ان الكون كله ضاق عليه وقال بإبتسامة وجع:- مش محتاج إنك تبرري ع فكرة، أحم، انا لازم ارجع البيت انا حقيقي تعبان وعايز استريح شويه، يا ريت لو نمشي.
 سلامه هزت راسها بإحراج وقالت:- أحم ماشي.
 شاور لتاكسي وعبقرينو استغرب وراح عليهم، جهاد فتح الباب اللي قدام وركب، وسلامه ركبت في الخلف مع عبقرينو وحنان، التاكسي اتحرك حنان يتسائل:- هو في ايه؟! ليه هنروح دلوقتي؟
 سلامه نفخت بغيظ من نفسها وقالت:- مافيش  يا دوبك نروح هنسيب شقاوه وفردوس مع بعض شويه، انا هاتصل عليها اقولها علشان ميدوروش علينا.
 اتصلت على فردوس وقالتلها وردت فردوس بتعجب:- إيه!!! مروحين ازاي يعني يا سلمى؟ اه لا خلاص احنا كمان نص ساعه وهنرجع برده، ماشي يا حبيبتي مع السلامه.
 قفلت المكالمه وسألها شقاوه في إيه وليه سلمى وجهاد مشيوا؟
 فردوس:-سلمى بتقول علشان تسيبنا براحتنا قلتلها احنا كمان نص ساعه وهنرجع.
 ابتسم وقال:- زي ما أنتي عايزه المهم يا فردوس تكوني مبسوطه.
 ابتسمت بحب وقالت:- مبسوطه قوي قوي يا عابد
 :-ربنا يقدرني زاقدر اسعدك يا فردوس.

في المهندسين.

 في اوضه ريناد تحديداً واقفه بتعيط قدام باباها، نضال عارف ان كلامها كله صح،وانها خلاص انفجرت ومابقتش قادره تتحمل اسلوب والدتها اللي ما فيش تفسير غير انها ست مريضه بداء العظمه والتملك، لكن لازم يدافع عن رجاء قدام بنته والا لو ما اخدش موقف تجاه ريناد!! هي اكيد هتتماده في غلطاتها واتكلم بنبره حاده:- اللي انتي عملتيه كله غلط يا ريناد، ازاي جاتلك الجراءه انك ترفعي صوتك على والدتك!! لأ ومش بس كده بتتهميها إن كل اللي بيحصل لينا ده بسببها؟ إنتي ايه اللي جرالك!! ومن امتى كنت بالجراءه والتبجح ده؟
 ريناد من بين شهاقتها:- أنا اسفه جدا يا بابا ماقصدش كل اللي حصل؛ وماعرفش ازاي انا قلت كل الكلام ده!! انا حقيقي كنت خايفه على جهاد، خفت إن ماما فعلا تروح ليه وتكون متراقبه ووقتها هاخسر اخويا الوحيد.
 وبصت لابوها وكملت بعتاب:- بس ماتنكرش يابابا أنها جنت علينا وجنت على جهاد اكتر مني، اخويا اتحرمت منه بسبب..........!! 
وما كملتش وسكتت خوفا من ابوها،نضال كمل عنها وقال:- بسبب ايه؟ سوء تربيه مش كده يا ريناد؟ مش ده اللي أنتي تقصديه؟
 نزلت راسها في الارض واتكلمت بقلب محروق وموجوع:- انا تعبانه جداً يا بابا، بجد تعبت المفروض إني انا بنتها عايزه اترمي في حضنها اللي ما حسيتهوش، نفسي نعيش زي الناس وزي كل اصحابي، هي ليه بتعمل معانا كده ومع جهاد وقبل كل ده حضرتك يا بابا،!!!  انا بحب ماما ماباكرههاش لكن بجد تعبت، شخصيتي وكياني اتلغوا بفرض التحكمات عليا، مابقتش عارفه ايه الصح وايه الغلط؟ ولولا وجود حضرتك انا كنت بقيت أسوأ من جهاد بمراحل، كنت ضعت في اي لحظه انا نفسي اعيش واحس حنانها اللي ما حسيتوش واتحرمت منه يا بابا.
 نضال ما تحملش دموع بنته وكلامها اللي وجعه وقرب منها ومسح دموعها واخدها في حضنه بحنان اب وقال:- أمك مش سيئه للدرجه دي يا ريناد وصدقيني هي بتحبكم حب أعمى، ما تقدرش تعيش من غيركم، امك لو ست وحشه كانت ما سألتش في اي حد فينا ، هي بس ما بتعرفش تعبر عن مشاعرها الداخليه، ما يغركيش جمود رجاء قدامنا، بالعكس هي اكيد دلوقتي ندمانه وزعلانه انها رفعت ايدها عليكي والحال وصل بيكم للطريق ده؟ لكن قبل كل ده انا بجد بحذرك يا ريناد اوعي في يوم تخيبي ظني فيكي يا بنتي، اوعي ترفعي صوتك على امك مهما كان السبب، امك حطيها دائما في المقام الأول، وقبل مني كمان.
 ريناد خرجت من حضن باباها ومسحت دموعها وقالت بحزن:- أنا اسفه يا بابا انا هاروح اعتذر منها حالا.
 نضال:- بلاش في الوقت ده علشان ما نعقدش الامور اكتر ما هي متعقده، أنتي اغسلي وشك وحاولي تركزي في دراستك، انتي خلاص فاضلك آخر ماده في الامتحان، ومش عايز اي حاجه تأثر عليكي وعلى مستقبلك.
 ريناد بندم:- حاضر لكن  حضرتك زعلان مني؟
نضال بلوم:- طبعاً زعلان؛ لأن بنتي متوقعتش انه يحصل منها كده أبدا، لكن أنا متأكد انك ما تقصديش وبرده متأكد انك مش هتكرريها تاني.
 ريناد :- فعلا أنا ماقصدش يا بابا وحقيقي مش هتتكرر تاني، وانا بجد آسفه ارجوك ما تزعلش مني.
 نضال باس راسها وقال:- ربنا يهديكي يا بنتي وإن شاء الله الأمور هترجع احسن من الاول، ودلوقتي انا مش زعلان منك المهم ركزي في مستقبلك لأن مستقبلك اهم حاجه بالنسبالي.

رجاء قاعده في سريرها وباين على ملامحها الغضب وكانت متعصبه، دخل نضال اللي اول ما شافها بالشكل ده قال:- سلام قولا من رب رحيم، يا ستار يا رب.
 راح عند الدولاب وبيقلع الجاكيت وكان ساكت متعمد وعارف انها مش هتتكلم لكن خلفت توقعاته وقالت بكبرياء:- اتمنى تكون مبسوط نتيجه تربيتك السلبيه!!
 نضال بصلها ومط شفايفه وقال بسخرية:- انا توقعت انك هتقعدي أنتي وضميرك كده شويه مع بعض، وتقولي إزاي اضرب بنت في طولي عروسه.
 ابتسمت بسخريه وقالت:- عروسه!!! مش لما تتعلم ازاي تتعامل مع والدتها وبعدين بتقول عروسه!!! وهي غلطت يا نضال، وكان لازم تتعاقب وواضح انك فعلاً مش فارق معاك اللي حصل منها، وبنتك تجاوزت كل حدودها معايا.
نضال من بين اسنانه قال:- كنتي منتظره إيه من طفله مكبوته غير الإنفجار!! أنتي ضربتيها قلم رغم اني واخد عهد على نفسي مافيش اي مخلوق في الدنيا يمد أيده على بنتي طول ما انا عايش، بس اعرفي إنك انتي اللي تجاوزتي كل الخطوط والحدود.... واسمعي......!
 وشاورلها وكمل بتنبيه:-عايزك تشيلي فكرة إنك تروحي لجهاد في اي مكان، بطلي بقى تنبشي ورا ابنك ما تبقيش زي الخراب وزي القضا المستعجل،  وتسلمي إبنك لاكرامي بأيدك، أسامه كلمني النهارده وقال إنه لحد دلوقتي مش ساكت وكرهه لجهاد إبنك بيزيد يوم بعد يوم حذاري يا رجاء....!  حذاري...!

في الحاره وصل التاكسي والكل نزل، جهاد وجه كلامه لحنان وقال بلطف:- فرصه سعيده يا آنسه حنان واتمنى إن حضرتك متكونيش مضايقه إني رجعت وبوظت عليكم الخروجه، أنا بعتذر.
سلامه عوجت بقها وبصت بعيد وهي بتهز رجليها بنرفزه، ردت حنان بعفويه:- لا ابدا ما تقولش كده يا باشمهندس، و كويس اننا رجعنا علشان ما اتاخرش على بابا وماما.
 ابتسم بتكليف:- اوكي فرصه سعيده وتصبحوا على خير.
حنان:- أنا أسعد والله، وانت من أهله.
كان باصص لسلمى بلوم وسابهم وانسحب على البيت.
اتعجبت حنان وحست إن الجو مشحون بينهم وقالت:- اللاه،، هو ماله كدا زي ما يكون متضايق؟
 وبصت لسلامه بشك وكملت:- سلمى اوعي تكوني انتي أصل انا عارفاكي كويس نكدتي على الراجل يا جاحده.
 سلامه بتأفف:- اوف باقولك إيه أنتي كمان الحكايه مش نقصاكي.
 حنان بتأكيد:- اقطع دراعي من هنا إن ما كنتي أنتي اللي ورا قالبة بوز الراجل الغلبان ده،!!  يا ساتر عليكي.
 سلامه بغيظ:- بت أنتي يلا  على بيتكم، أنتي مش قولتي خايفه تتاخري على أمك؟ يلا غوري.

 حنان بنرفزه:- هغور ياختي أنتي ماحدش يعرف ياخد معاكي حق ولا باطل سلام.
سلامه بسخرية:- سكة السلامه ياشملوله وخدي عبقرينو يوصلك، امشي معاها يا عبقرينو أحسن دي واحده لاسعه، واي حد يكلمها تجري زي العبيطه.
 عبقرينو مشى مع حنان وسلامه حطت ايدها في وسطها وكانت متغاظه من جهاد اللي دائما يعدل عليها في أسلوبها، كانت عايزه تتخانق مع اي حد لان جواها طاقه مكبوته وهي ما تعودتش تكتم غيظها أو تسكت لاي ظرف من الظروف،لمحت محل عصفوره والعيال واقفين في المكتب وبيضحكوا وعصفوره بيوزع عليهم فلوس صكت على أسنانها وراحت على المكتب وهى بتلعن فيه ،دخلت وزعقت في العيال:- أنت ياض انت وهو بتعملوا ايه؟! ده انتم ليلتكم بلاك.
 العيال اتخضوا،هي بصت على عصفوره وقالت:- الله يخربيتك يا مسطول انت يازفت يا عصفوره!!
 عصفوره بتوهان:- اء،،ا ايوه ايوه يا ميس.
 سلامه بغيظ:- جاك اوه يا بعيد، انت يا جدع سايب العيال تضحك عليك؟ وبتاخد فلوسك!!! انت عبيط؟!
 رد زيكو قال:- إحنا ما ضحكناش عليه ياميس، هو اللي قال اللي هيضحك هيدفعله خمسه جنيه.
 سلامه مسكته من قفاه وقالت:- ميييين؛!!!! زيكو ابن أم علاء؟ دانا هاعلقك على باب المحل هنا لو ما خدتش شوية العيال دول ومشيتوا دلوقتى، وادفع  انا بقى الخمسه جنيه دي للي هيطرقعلك على قفاك في الرايحه والجايه.
 زيكو:- اللاه ليه كده بس يا مس انا عملت إيه!!
 سلامه بحزم:- مش عايزه أسمع نفس حد فيكوا،وانجر على بيتك ياض انت وهو.
 العيال اتحركت لكن وقفوا على صوت سلامه ليهم:- استنى عندك انت وهو، كل واحد زي الشاطر يطلع الفلوس اللي قلبها من المسطول ده.!
 كل واحد طلع الفلوس مجبرين ويدوها لسلامه اللي مصدومه وبتعد في الفلوس والعيال مشيت بسرعه وبصت لعصفوره وقالت بزهول:- 85 جنيه!!!!! الله يخربيتك لبيت أفكارك القطران!! انت متخلف ياواد انت؟ بتدفع فلوس بجد للعيال؟
 عصفوره بتأفف:- يوه بقى يا مس ما تسيبينا نشوف اكل عيشنا!
 سلامه بتريقه:- اكل عيشك؟! الله يخرب بيت العبط والسطله اللي هتوديك في داهيه دي، أنت هتفوق امتى ياض انت؟.
 والدة عصفوره داخله وكأنها ماصدقت شافت سلامه وجريت عليها بلهفه وقالت:- سلمى.!!! بنت حلال مصفي، انا كنت لسه هاروح للاسطى حليم يشوفلي حل.
سلامه:- خير يا خالتي ام عصفوره! حصل إيه؟
 ببكاء:- عصفوره هيخرب بيته وبيتي الواد خلص على القرشين اللي حيلتنا،بيوزع فيهم بعبط إبن العبيطه.
 سلامه بتريقه:- اللاه، مش أنتي كنتي فرحانه وبتزغرطي لبسلامته؟ زعلانه ليه دلوقتي!!!
 أم عصفوره:- ياختي وكتاب الله ما اعرف انه هيفتح الهبل ده؟ انا فاكره انه هيفتح مكتب هندزه دكتور.
 
 سلامه حكت ودنها بصوباعها كأنها سمعت غلط وقالت:- هندسه دكتور؟!عصفوره اللي ساقط ابتدائيه؟
وكملت ليها بتريقه:- جرا إيه يا خالتي هندسة إيه ودكتوراة إيه؟ انت بتخمسي معاه ولا إيه أنتي كمان، هى ناقصه لخبطه؟
 ام عصفوره بترجي:- اتصرفي يا سلمى الله يسترك يا بنتي انا مش قادره عليه، انا قد أمك ياضنايا.
 سلامه حطت أيدها تحت دقنها بتفكر وبعد ثواني قالت:- اطمني يا خالتي انا هاتصرف.
 خرجت وقفت قدام المحل وشاورت لشباب الحاره وقالت:- تعالوا يا رجاله عايزاكم في خدمه.
 الشباب جم:- اؤمرينا يا مس.
 سلامة:- ما يأمر عليكوا ظالم يا شباب، اسمعوا بقى انا عايزاكم تشيلوا عصفوره بالصلاة على النبي كده على بيته وتحطوه تحت المايه وتكون تلج حلوه كده مشبره ،عايزه كرات الدم اللي في جسمه تتجمد يمكن يفوق من الغيبوبه اللي هو فيها، الواد اتجنن يا جدعان واحنا مش هنقف نتفرج كده ولا إيه يا رجاله؟
 كلهم قالوا :-صح كلامك.
 صقفت وقالت:- طيب يلا الهمه بقى يا رجاله شيلوه واعملوا اللازم.
 عصفوره طلع وقف جمبها واتكلم بتوهان هو في ايه يا رجاله.
 الشباب شالوه وسط استغراب عصفوره اللي حاسس كأنه طاير لفوق وطلعوا بيه على البيت، ام عصفوره قالت لسلمى:- روحي الهي يكرمك ويسترك ويارب نفرح بيكي يا سلمى يا بنت حوا وادم قادر يا كريم.
 سلامه:- على ايه يا خالتي انا ما عملتش حاجه وامسكي دول ايراد النهارده، قصدي الفلوس اللي الشملول إبنك وزعها على العيال، بالأذن انا عايزه حاجه يا خالتي؟
 ام عصفوره:- عايزاكي طيبه يا قلب خالتك ربنا يباركلك يابنتي.
 مشيت سلامه وكانت لسه متضايقه ومش عارفه ايه السبب انها تفضل مخنوقه كده وماشيه في اتجاه البيت ورفعت عينيها شافت جهاد واقف في البلكونه وكان باصص عليها

الساعه 3:00 الفجر.

 جهاد كان مش عارف ينام من التفكير واتعدل ومسك اللاب توب وقعد يحمل برامج وبعد شويه قام عمل كوبايه نسكافيه وطلع واقف في البلكونه الشوارع كانت ضلمه نوعاً ما،ورفع الكبايه يشرب وبص على الشارع بالصدفه لكن لمح خيال تحت البيت، بس ما حطش في دماغه ومظنش اي ظن سوء، ورجع يشرب تاني لكن سمع همس وكان واحد بيتكلم بصوت واطي، ودقق النظر لمح اتنين وفي حاجه في ايديهم ومش عارف يشوف اكتر من كده لكن سمع واحد بيقول.
:- خلي بالك مش عايزين نعمل اي حركه تخلي حد يسمعنا او يشوفنا احنا هندلق البنزين على باب الورشه والكوافير والنار هتسرح لجوه وهتاكل كل حاجه فيها.
التاني رد عليه:- أيوه ماشي ماشي بس انت أكتم واشتغل وانت ساكت اصل على رأي المثل -ما شافوهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتحاسبوا-  انجز خلينا نحرق الورشه ويا فكيك على المعلمه عنايات.
 رد بتحذير وقال:- هشش اكتم الله يخربيتك هتودينا في داهيه، يلا شوف شغلك ورح هات الجركن التاني من التوكتك.
 جهاد سمع الحوار وفتح عينيه بصدمه واتجمد مكانه لثواني:- هيحرقوا الورشه يعني تهديد اللي اسمها عنايات ده حقيقي؟! طب والعمل!!!! هتعمل ايه يا جهاد؟! أنا!!! أنا لازم أتصرف، ايوه هاتصل على عابد، لأ لأ مش هيلحق وممكن ما يسمعش الموبايل، طيب ايوه سلمى،،، هي سلمى مفيش غيرها.
 ودخل جوه بسرعه وفتح باب الشقه يجري وراح يخبط على باب الشقه لكن نزل ايده بتردد وقال :- لأ اكيد هتقولي كلام زي السم، وهتشوف اني في اي حاجه بلجأ لغيري، أناااا، اء انا لازم اتصرف بنفسي وكفايه هروب انا هربت من اكرامي وكفايه خوف لحد كده، انا لازم اتصرف بنفسي جه الوقت يا جهاد اللي تثبت فيه لسلمى إنك............! لأ لأ انت هتثبت لنفسك قبل سلمى وإكرامي أيوه أنا مش جبان، أنت مش جبان ياجهاد.
 من كلامه لنفسه حس أنه ادى لنفسه دافعه قويه وفي قوه اتولدت جواه وفي حافز كبير بيشجعه على الخطوه دي، ونزل بسرعه من غير تفكير وشاف المصيبه انهم دلقوا جركن بنزين ولسه التاني وماسك الولاعه علشان  يرميها على البنزين وفتح عليه بصدمه لأن ممكن ما يلحقش وقال بسرعه:- استنى عندك أنت وهو.!!!
 قلبهم وقع في رجليهم وسابوا الجركن ولفوا ورفعوا ايديهم لفوق، جهاد قلبه دق بخوف لأن الحاره كلها نايمه ومافيش غيره والمجرمين دول، وبص حواليه وبلع ريقه بتوتر وعدل النضاره وقال:- أحم،، انتم مش عارفين اللي انتم بتعملوه ده ضد مبادئ البشر عموماً؟
 بصوا لبعض ومش فاهمين حاجه ووقفوا بعيد عن البنزين في الشارع وهو كمل بتلقائية:- يا ريت ترجعوا عن قراركم وتنصحوا الست عنايات بإن اللي بتعمله ده غلط كبير جدا ولا إيه رأيك يا كابتن؟ بصوا لبعض ومنهم واحد قال:- هو عبيط ده ولا إيه؟!
ورد التاني:- شكله كده.
وكمل لجهاد بتهديد:- يلا أمشي من هنا يا جدع بدل ما نَشفيك ونشويك.

  جهاد قال بتحذير:- اسمعوا انا قلت انتم هتمشوا من هنا وحالا والا.......!
 ضحك التاني وقال:- والا إيه ياحيلة أمك؟
جهاد  شاور ليهم وزعق لأول مرة:- انت لازم تمشي من هنا حالا والا هابلغ الشرطه.
 ضحكوا عليه وقالوا:- شرطه؟!
:- انت عبيط بقى؟!
جهاد واقف مكانه واتكلم بدقات قلب خايف:- انت بتعمل ايه حضرتك!!!!
 :-دلقوا عليه البنزين و ولعوا في جهاد؛ النار عرفت طريقها وكان مفزوع، لكن فاجأه بطانيه اتحدفت عليه وحضنته ووقعت بيه على الارض وطفته في ثواني، ورفعت راسها للي واقفين قدامها مذهولين مين دي؟!!!!
 سلامه عينيها كانت بتطلع شرار وقلعت الشوز علشان تجري وراهم، لكن جريوا بسرعه وهي رجعت جريت على جهاد اللي نايم على الارض بيتألم وقالت بلهفه وقلق:- جهاد؛ جهاد انت كويس؟ اوعى تكون ولعت يا جهاد انت عهده.
 جهاد بيكح وقال بألم:- آاااااااه انا شوفت على إيدك اللي ماشفتهوش في حياتي، آاااااااه انا ولعت انا اتحرقت أنا اتشوهت، سـ،، سلــمى شـ،شوفتيني وأنا بولع، آاااااه.

 سلامه بصت على جسمه وشافت حرق في كتفه ورجله بسيط وإيديه الاتنين و وشه شوية كدمات وقالت:- سلامتك سلامتك هتتعالج مفيش حاجه هتحصلك،انت يدوبك حواجبك شاطت وبقت مسح.

بيتألم وقال:- أنا خلاص اتفرمت، اتفرمت في الحاره دي، انا لو علياااااا ندر مش هيحصلي كدااااااااه، أجدادي مبسوطين مني دلوقتي.

 الناس بدأت تصحى واتلمت في الشارع وشالوا جهاد بسرعه على الطوارئ وبلغه الشرطه،واخدوا اقوال جهاد ومشيوا،سلامة خبطت ودخلت وهو أيديه متربطه ورجليه و وشه، وكانت مكسوفه منه وقعدت على الكرسي جنب السرير وقالت:-بحرج عامل ايه دلوقتي؟
جهاد بنواح:- عامل إيه؟! هو انا بقى فيا حاجه سليمه؟ أنا حاسس اني وقعت في مستنقع ذئاب بشريه، انا عمري ما حصلي كده قبل كده، انا شفت النار والمايه والحوادث وعلى ايديكي فاضل الزلازل والبراكين.
سلامه بغيظ:- اللاه وانا مالي يا عم أنت؟ وانا جيت جمبك؟ انت اي مصيبه تحصلك عايز تلبسهالي وخلاص؟
 جهاد رجع راسه لورا وقال بإحباط:- آااه عندك حق وانتي مالك؟ أنتي ملاك على هيئة انسان، ما بتعمليش اي حاجه، ولا بتقولي كلام يخليني بابقى عايز ارمي نفسي في المحيط علشان اثبتلك اني مش جبان.
 كشرت عينيها بتسائل:- وتثبتلي ليه؟!
 جهاد بص حواليه بارتباك لانه هيقع بالكلام وقال:- هو ايه اللي حصل وايه اللي جابني هنا؟!
 سلامة عوجت بُقها وقالت:- ابدا بسلامتك اصلك لما شفت ايدك المحروقه دي مستحملتش واغمى عليك.
 جهاد اتنهد وهمس لنفسه:- أنا اتمرمنط قووووي.
 سلامه رجعت شعرها ورا ودنها وقالت بلطف:- أنا عايزه اشكرك على اللي انت عملته!
 جهاد بص حواليه وقال:- مين ده!! انتي بتشكريني أنا؟
 سلامه :-بصراحه يعني اللي أنت عملته ده مش شويا، دي حركة جدعنه قوي منك.
 جهاد اتوتر لنبرة صوتها الهاديه وقال:- أنا؛؛اءنا  ما عملتش حاجه تستدعي لكل ده.
سلامة بإندفاع:- إزاي بقى يا جدع أنت معملتش حاجه؟!  لولاك كنا دلوقتي اتخرب بيتنا، وبابا كان ممكن يجراله حاجه بعد الشر يعني، انت ما تعرفش الورشه دي غاليه على بابا إزاي.
 جهاد:- صدقيني يا آنسه سلمى انا ما عملتش حاجه لكل ده، عمي حليم يستاهل كل خير والحمد لله اني كنت صاحي في الوقت ده.
 وبعدها كشر عنيه وقال بتساؤل:- بس أنتي إزاي شوفتيني و لحقتيني؟ الوقت كان متأخر.

 سلامة:-انا كنت طالعه من اوضتي،وشفت خيال حد واقف قدام باب الشقه، وبعدها جري على السلم، انا افتكرته حرامي وطلعت بسرعه على البلكونه اشوف مين!!! لقيتك أنت بتتكلم مع النصابين ودلاد البوبي دول، ودلقوا عليك البنزين، انا من غير تفكير شديت البطانيه ونزلت جري ،ماعرفش حسيت انهم هيولعوا في جتتك قلت اخدها احتياطي.
 جهاد بدهشه:- يولعوا في جتتي؟ ما شاء الله على مصطلحاتك، تمام تمام، المهم طنط شفاعه عامله ايه دلوقتي، وعمي حليم عرف باللي حصل؟
 سلامه من بين أسنانها:- لما شقاوه مسك العيال دي واعترفوا على مين اللي وراها، امي مسكت عنايات وصباح شلوحتهم في الشارع،وخلت اللي ما يشتري يتفرج عليهم، وفردوس مسكت صباح شَيكت على شعرها وخلتها قرعه، وحريم الحاره ظبطوهم، ورجاله الحته مسكوا اجوازهم رنوهم حتة علقه انما إيه؟ عنب وجت الشرطه لمتهم كلهم.
جهاد بإندهاش:- طنط شفاعه.!!! طنط شفاعه ضربتهم مش معقول؟!
سلامة رفعت حاجبها وقالت:- وليه مش معقول، أنت ما شفتش امي في الاكشن، حاجه تانيه بروسلي على صغير.
 جهاد بتنهيده:- بروسلي إيه بس!! لكن تعرفي الحمد لله خلصت حكايتها وخلصنا من شرها.
سلامة بإبتسامة:- لولاك أنت مكانش حصل كل ده.
 جهاد انتبه وقال بقلق:- في جرح في جبينك ده حصل امتى؟!
 سلامه حطت أيدها على الجرح وقالت:- وقت ما كنت باطفيك؛ المهم يعني ده جرح صغير ما تشغلش بالك.
 جهاد بتصميم:- لا لا لا، لازم يتعقم علشان الجراثيم.
 سلامه ببلاها:- علشان ايه ياعنيا؟
جهاد بتوتر:- قصدي يعني علشان الجرح ما يتلوثش. سلامة:- لا ما تشغلش بالك؛وخلي بالك انت من التسلخات اللي انت فيها دي.
 :-بتقولي إيه يا آنسه سلمى؟
 سلامة:-لا يا عم ما بقولش حاجه؛ ولا اي حاجه ركز أنت بس في محاليلك، والدكتور قال هتروح بعد يومين تلاته كده لما يتمم على الجثه.
جهاد سألها:- آنسه سلمى أنتي ليه محسساني اني في المشرحه، هوني عليا الله يكرمك كفايه اللي انا فيه.
سلامة:- أهون عليك؟ ماشي  هروح اجيلك علبتين عصير ابو كرتونه ده، بحب اشفط آخر نقطه بالشفاطه بحب الصوت بتاع الخشخشه ده مووووت.
جهاد ريأكشن ملامحه كان مش مستوعب طريقة كلامها ولا فاهمها وهمس لنفسه:- هى وقعت على راسها ولا ايه؟

اغلب اهل الحاره جت المستشفى، وحليم وعابد وفردوس وشفاعه قالت بلهفه:- جهاد ابني إسم الله عليك يا حبة عيني الف مليون سلامه عليك.
 ورفعت ايديها لفوق تدعي على عنايات وصباح والباقي رفعوا أيديهم يأمنوا وراها، وقالت:-  الهي يا عنايات أنتي وصباح تشقوا ما تلقوا.
كلهم:- آمييييين.
:-وترمحوا ما تمرحوا.
كلهم:- آمييييين..
:-وتتنكدوا ولا ترتاحوا.
كلهم:- آمييييين.
:- وتتجلطوا ما تخفوا.
كلهم:- آمييييين.
 :-الهي يعدي عليكوا تمنايه تجيب أجلكوا.
كلهم:- آمييييين.
:- ونار تمسك فيكوا ما تسيبكوا إلا وانتوا متخشبين زي لوح الخشب المسوس قادر يا كريم.
كلهم:- آمييييين.

جهاد بص لسلامة بدهشه وكان مزهول  على كمية  الادعية وأنهم بيأمنوا كمان، وبص ليهم  وساكت، واتكلمت شفاعه بقلق:- طمني عليك يا نور عيني عامل ايه دلوقتي؟!
 جهاد حاول يبتسم بس وشه ملفوف وقال:- بخير يا طنط الحمد لله.
حليم بإمتنان:- والله يا جهاد يا ابني انا مش عارف اقولك ايه؟! أنت عملت فيا معروف وجميل كبير قوي.
 جهاد بإحراج:- أنا ماعملتش حاجه لكل ده يا عمي.
 شقاوه بإبتسامة حب:- من وقت ما أنت جيت على الحاره والخير جه معاك يا جهاد، انا مش عارف لو أنت مكنتش موجود معانا كان ايه اللي ممكن يحصل؟ ومش عارف لو مكنتش صاحي في الوقت ده وسمعت وشوفت الناس دي وهما بيدمروا مكان اكل عيشنا كنا عملنا إيه؟
 فردوس بدموع:- انت ليك فضل كبير قوي عليا يا جهاد.
 حليم:- وجودك في الحاره مكسب كبير لينا ياجهاد يابني 


تعليقات