قصة وشم على حواف القلوب البارت التاسع والثلاثون 39بقلم ميمى عوالي

 قصة وشم على حواف القلوب 

البارت التاسع والثلاثون 39

بقلم ميمى عوالي

اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ، وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ


كان قد مر ما يقرب من الشهرين على وجود حسنة بدوار نجاة ، و كان الطبيب يمر عليها من الفينة للاخرى بعد ان تم عمل اشعة بعد مرور شهر واحد ، و طمأنهم على وضعها و ان الامور قد تكاد تكون على خير ما يرام ، و اليوم كان موعد الاشعة التالية لحسنة التى طلبها الحكيم

و قد نقلها شيخون بعربة الاسعاف مرة اخرى للمشفى و عاد بها بعربة الاسعاف أيضا كما أوصى الطبيب 

و عندما استقرت بفراشها بدوار نجاة مرة اخرى تحت مراقبة شيخون و رعاية نجاة ، قالت حسنة بامتنان يشوبه الخجل : بكفاياكى يا نجاة عاد .. كتر خيرك على اكده ، انى كنت رايدة اروح دارى بقى و بكفاية عليكى قوى اكده .. بس شيخون قاللى انك مصممة افضل اهنا لحد الاخر 

نجاة و هى لازالت تواصل ما تفعله : انى بدى اعرف انتى مستعجلة على رجوعك الدار ليه اكده ، هتقعدى وشك فى الحيط طول النهار ليه ، هتقعدى مع مين عاد ، ثم اعتدلت قائلة : عيالك مابيعاودوش من كلياتهم غير قرب المغرب و امتحاناتهم كمانى قربت مافاضللهومش غير شهر واحد ، يعنى الشوية اللى هيقعدوها وياكى هيبقوا رايدين يذاكروا و اللا ينعسوا حتى هبابة 

انما اهنا انتى قاعدة قصادى اها ، و تحت عينى و عين ام سعيد طول اليوم ، و عيالك بيعاودوا يلاقوا لقمتهم معمولة و هدمتهم مغسولة و مش شايلين هم حاجة واصل ، و انى ما يهونش عليا واصل انى اعرف ان اخوى و اللا عياله محتاجين شي و اللا ناقصهم شي و انى موجودة 

حسنة : كتر خيرك يا خايتى 

شيخون بحب : تسلميلى يا بت ابوى

نجاة : تسلم و تعيش يا اخوى ، المهم ان الحمدلله الحكيم طمنكم و قال انها هانت .. مش اكده برضيك

شيخون : ايوة الحمدلله ، و قال لنا كمانى ان البركة فيكى 

نجاة باستغراب : البركة فيا انى .. ليه .. هو انى اللى جبرتها اكده و اللا داويتها عاد

حكم  بصوت مسموع و الذى كان يقف خارج الغرفة فى انتظار شيخون : لاا يا نجاة مش اكده .. هو قال لنا ان الرعاية اللى ام احمد اترعيتها حداكى ساعدت كتييير قوى انها تبقى زينة اكده ، و قال ان البركة فيكى لجل اكده

نجاة : البركة فى ربنا .. الحمدلله

حكم : ماتياللا يا شيخون .. جابر منتظرنا من بدرى 

شيخون : ايوة جاى اها .. فوتتك بعافية يا خايتى 

نجاة بفضول و هى تلحق بشيحون : هتعوقوا كتير

شيخون : ما خابرش عاد هنرجع ميتى ، على ما القاعدة تخلص هناجى بعديها طوالى 

نجاة : طب مش كنتم تتغدوا الاول 

حكم : خليها اما نعاود بقى ، على القليلة نكون جوعنا ، و يكون الكل عاود 

نجاة بقلة حيلة : ماشى .. و باركوا بقى للعرسان 

شيخون بسخرية : مباركتك بنفسك هتبقى زينة اكتر يا خايتى 

و بعد ذهاب حكم مع شيخون الى جابر .. تعود نجاة لحسنة و تقول : عقبال ماتجوزى عيالك كلاتهم يا حسنة و تشيلى عيالهم اكده ان شاء الله

حسنة : و عيالك ان شاء الله

نجاة مازحة : بس تكونى على رجليكى اكده عشان تبقى زاينة الفرح و ملياه زغاريد عاد

حسنة بجمود : ان شاء الله

نجاة : طب انى هفوتك و هروح احضر لك الغدا و هرجعلك طوالى 

حسنة : براحتك يا خايتى .. انى حتى مش جعانة دلوك .. خليه شوية اكده كمانى 

نجاة و هى تغادر الغرفة : على ما الاكل يجهز تكونى جوعتى عشان الدوا بتاعك 

لتشرد حسنة فى زيارة امها و سميحة الوحيدة الاخيرة و الوحيدة بمنزل نجاة 

فلاش باك 

استقبلت نجاة زين الذى دخل فى البداية و معه شقيقته بدور بترحاب شديد قائلة : اهلا يا زين .. كيفك يا ولدى ، و بدور كمانى .. ده احنا النهاردة لازما ند.بحوا عجل 

زين : احنا بخير يا خالة نجاة .. انتى كيفك

بدور و هى تبحث بعينيها عن احمد : كيفك يا خالة نجاة .. اتوحشتك

نجاة بترحيب : انى بقيت زينة بشوفتك .. تعالوا اتفضلوا .. تعالى يا احمد رحب بضيوفك 

ليقبل عليهم احمد محييا اياهما ليقول زين لاحمد : خد بس بدور الاول حدا عمتى على ما ستى و عمتى سميحة يدخلوا .. بيتحدتوا برة مع عمى شيخون و عمى حكم

ليصحب احمد ابنة خاله الى حجرة امه التى تطل على صحن الدار و كانت تراهم من على بعد 

لتدخل عزيزة و هى تتكئ على ذراع سميحة بتمارض و هى تقول : العوافى عليكى يا نجاة يا بتى 

نجاة بترحاب : اهلين يا خالة .. نورتينا .. اتفضلى 

سميحة بتورية : كيفك يا نجاة 

نجاة : فى نعمة كبيرة يا سميحة الحمدلله .. اتفضلوا 

.. حسنة فى الاوضة دى 

لتشير لهم نجاة على غرفة حسنة و تتقدمهم فى الدخول حتى وصلت لحسنة و قالت : تعالوا اتفضلوا 

استريحى يا خالة المشوار تعبك و اللا ايه عاد

عزيزة بتمارض اكبر : ده انى راقدة من وقت ما حسنة اتجبرت ، لسه يا دوبك ببتدى اشم نفسى ، قلت لحالى اجى ابص على حسنة انى و سميحة ، احسن سميحة راخرة من كتر ماهى قلقانة عليا مش عارفة تتعتع من جارى 

نجاة بتهكم ضمنى : ايوة طبعا اومال ايه ، هى ليها غيرك يا خالة ، ربنا يطمننا عليكى .. الف سلامة ، بس على اكده انتو كنتو فى سوق البندر السبوع اللى فات بتعملوا ايه و انتى تعبانة اكده ، كنتو اجلوها لما تروقى .. اقله تعرفى تنقى و تتسوقى زين 

سميحة بكيد : هنعمل ايه بس ، جابر مش صابر و مصمم على ان الفرح يبقى فى معاده ، حتى كان نفسى استنى اما حسنة تطيب لجل تبقى جارى ، بس هعمل ايه بقى .. نصيب

لتبهت ملامح حسنة كلما سمعت حديثهم ، فها هى قد علمت سر غيابهم عنها طوال تلك الفترة ، انه زواج سميحة و التى تعلم من داخلها ان سميحة هى التى اصرت على عدم التأجيل و ليس جابر ، و لكنها انتبهت مرة اخرى على نجاة و هى تقول : معلش بقى .. تتعوض ان شاء الله ، و اهو نفرحو بيكى انتى و جابر ، لجل نلحق بعد اكده نفرح بعروستنا الحلوة زينب 

كان المفروض نقرى فاتحتها من اكتر من شهر فات .. بس حكم لما لقى امها لسه مطولة شوي .. قال لخاله يأجل الزيارة على ما امها تطيب ، اقله تفرح بيها براحتها .. ولد اصول صوح

سميحة بلكنة غضب : تقصدى ايه بحديتك ده يا نجاة يعنى .. ان احنا ماهنفهمش فى الاصول و اللا ما احناش ولاد اصول برضيك عاد

نجاة شاهقة : تؤ تؤ تؤ .. ليه اكده يا سميحة ، انى ماقصديش حاجة يا خايتى 

ثم نظرت لعزيزة قائلة : اوعى تاخدى على خوطرك منى يا خالة ، انى بتحدت بسلامة نية 

عزيزة : عارفة يا بتى ، ماتاخديش كلام سميحة فى بالك  

نجاة و هى تنهض من مجلسها : على العموم خدوا راحتكم .. انى هسيبكم مع حسنة تطمنوا عليها براحتكم و هروح اطل على العيال 

لتتركهم نجاة و تذهب الى الخارج فى حين وكزت عزيزة ابنتها سميحة قائلة : هو انتى ما تعرفيش تقفلى خشمك ده شوية ، ماتنسيش انك فى دارها

سميحة بامتعاض و هى تشيح بيدها : احنا ماكانلناش مجى اهنا من اصله عاد

عزيزة بامتعاض : قلتلك الخلق هتاكل وشنا ، و ماينفعش ابوكى يجيها كل يوم و احنا لااا

لتقطع عليهم حسنة حديثهما و هى تقول : قومى يا امة روحى دارك انتى و خايتى .. ماكانلوش لزوم تتعبوا حالكم زى ما سميحة قالت 

عزيزة بعتاب حاد : مانتى لو كنتى فى دارك .. كان زمانا …

حسنة بسخرية : كان زمانى مرمية بتشحت الطلة منيكم ، قومى يا امة ياللا انتى و سميحة ، لجل تلحقى تكملى شوارها 

لتنهض سميحة قائلة بضيق : قومى يا امة .. الظاهر الست حسنة اليومين اللى قعدتهم اهنا لفوا دماغها و خلوها نسيت القديم كلاته

لتنهض عزيزة قائلة : خلاص يا حسنة ، احنا طلينا عليكى اهه .. لو احتاجتى حاجة ابقى حدتينى فى التلفون

ليقول احمد بضيق مما حدث امامه : ان شاء الله مش هتحتاج يا ستى 

عزيزة بحدة خافتة : جرى ايه يا ابن شيخون .. تقصد ايه انت كمانى .. انتو هتشقطونا لبعضيكم و اللا ايه عاد

زينة باندفاع هى الاخرى : جرى ايه يا ستى ، احمد اصلا ماقالش حاجة ، هو بس بيقول لك ان عمتى مش مخلية امى و لا مخليانى انى و خواتى محتاجين شي .. ده كمانى غير ابويا 

سميحة لامها بتأفف : هو انى مش قلتلك ياللا 

عزيزة و هى تشير لزين و بدور : ياللا يا عيال قدامى 

زين : لاا يا ستى روحى انتى و عمتى ، انى قاعد انى و بدور شوية مع عمتى حسنة 

لتتجه سميحة الى باب الغرفة قائلة بغضب : انى ماشية 

لتلحق بها عزيزة مهرولة و قد نست ادعائها بالمرض لتصطدم بنجاة و هى عائدة و معها صينية يعلوها اكواب العصائر ، لتسقط ارضا محدثة دويا عاليا و تتهشم الاكواب باكملها .. لترفع عزيزة عينيها بصدمة الى نجاة التى قالت و هى تتصنع المرح : ماشاء الله يا خالة .. زيارتك لينا الشوية دولى رجعتك عشرين سنة ورا ، خلتك خارجة ترمحى رمح

عزيزة و هى تستند على حواف الباب عند تذكرها ما فعلت : ما تأخذنيش يا نجاة يا بتى .. حقك عليا ، كسرت لك الكوبايات دى كلاتها

نجاة : فداكى يا خالة ، و لا يهمك 

ثم اكملت بتساؤل .. انما انتو رايحين فين اكده ، هو انتو لحقتو تقعدوا ، ده انتو مالحقتوش حتى تسالوها على حالها

عزيزة باستدراك : معلش يا بتى اعذرينا بقى .. اصلى نسيت اخد الدوا بتاعى ، و الحكيم منبه عليا بالجامد انى ما اخروش ابدا لجل الوجع مايشدش عليا بالجامد

نجاة : لا الف سلامة ، ان كان أكده معلش ، روحوا براحتكم لجل الدوا بتاعك .. انستو و نورتوا ، مع السلامة 

لتقول بعدها نجاة بصوت مسموع : تعالى يا ام سعيد لملمى الجزاز اللى اتكسر ده قبل ما يأذى بزيادة و هاتيلنا غيره قوامك

عودة من الفلاش 

اما حكم و شيخون .. فقد ذهبا الى جابر و اصطحباه معهما و ذهب ثلاثتهم الى دار تهامى ، فغدا .. هو موعد عقد قران جابر و سميحة ، و قد طلبت عزيزة من جابر ان يحضر إليها لكتابة مايسمى بقائمة المنقولات و الاتفاق على مؤخر الصداق 

و عندما علم جابر ما تريده عزيزة .. طلب من شيخون و حكم ان يكونا بصحبته فى تلك الجلسة دون التدخل بشئ ، و لكنه يريدهما دعما له

و عند وصولهم الى دار تهامى .. وجدوا فى استقبالهم تهامى و بكر و عزيزة و ايضا سميحة .. و التى اصرت على ان تكون حاضرة حتى تستطيع رد امها إذا تجاوزت الحد فى متطلباتها 

وبعد الترحيب و الاستضافة .. قال جابر موجها حديثه الى تهامى : اؤمرنى يا ابة تهامى

تهامى بطيبة : ما يؤمرش عليك عدو ابدا با ابنى ، انى ان كان عليا مش عاوز غير انك تصون بتى و تراعيها 

جابر و هو ينظر ارضا : كله بما يرضى الله ان شاء الله

عزيزة : احنا عملنا القايمة خلاص يا جابر .. محتاجينك بس تمضى عليها 

جابر : و فينها القايمة دى 

ليخرجها بكر من ملابسه و يقدمها لجابر مع قلم قائلا بمرح : امضى يا عريس 

ليبتسم جابر و يتناول منه الورقة و القلم .. ثم يضع القلم جانبا و يفض الورقة المطوية ليقرأ ما بها ، ثم يقول بتساؤل : قايمة مين دى 

عزيزة : قايمتك

جابر : و مين اللى كتبها 

بكر : انى اللى كتبتها .. مالها 

جابر : لا هو الحاجات اللى فى القايمة دى .. دخلت دارى ، سوا كنت انى جيبتها لجل خايتك او انتو جيبتوها 

بكر : ماتفرقش يا جابر ، دى القايمة اللى بتنكتب لكل البنتة سوا الحاجة جت و اللا ماجاتش

جابر : اديك قلتها يابكر .. البنتة ، لكن انت خايتك سبق لها الجواز زيى تومام ، يبقى قايمة بنتة ايه دى اللى جايبهالى امضى عليها 

عزيزة : و لا هو انت ناوى تطلقها يا جابر و قلقان لا نطالبوك باللى فيها و اللا ايه 

جابر : بصى يا خالة .. لو كنتم عاوزين تكتبوا كلات اللى فى الدار عندى فى قايمتكم دى ، ما كنتش هقول لاا ، لكن دلوك ، و بعد قايمتكم دى ، قشاية برا اوضة النوم اللى انى جيبتها و الحاجة اللى هتدخل دارى مع بتكم .. مش هيوحصل 

عزيزة بحدة : اوضة نوم ايه دى اللى هتنكتب فى قايمة بتى ، هو انى بتى قليلة عنديك للدرجة دى 

جابر : يا عم تهامى .. انى كلامى لو فيه غلط قوللى 

تهامى : مش حكاية غلط يا ولدى ، بس برضيك مش للدرجة دى 

جابر : انى جيبت لسميحة اوضة نوم جديدة ، و باقى العفش اللى فى البيت كلاته بتاع مرتى الله يرحمها ، و ما اقدرش اكتبه باسم حرمة تانية ، و كمان ما اقدرش امضى على حاجة مش موجودة من الاساس 

بكر : اومال هتعمل ايه بقى فى المؤخر 

جابر : هكتب المعقول

عزيزة : و ايه هو بقى المعقول ده عاد

جابر : عشرتلاف جنية 

عزيزة بامتعاض : عشرتلاف ابه دول اللى انت بتتنى و بتتفرد …. 

لتقاطعها سميحة قائلة : انى موافقة 

عزيزة بصدمة حادة : موافقة على ايه يا بت 

سميحة بلمحة حزن بعينيها : موافقة على اللى جابر عاوزه كلاته.. سوى القايمة و اللا المؤخر

عزيزة : قيمتك عنديه اوضة و عشرتلاف جنية 

سميحة : يا امة انى ما يفرقش معايا الفلوس و انتى عارفة اكده زين

لتنهض عزيزة مغادرة الغرفة و هى تقول باعتراض : بكيفك عاد ، بس على الله ماترجعيش من تانى تعايطى .. لان وقتيها مش هيبقى فيها كلام تانى عاد

لتنظر سميحة الى جابر بعتاب قائلة : شوف انت رايد تكتب ايه يا جابر و اكتبه 

ثم تتركهم وتذهب خلف امها ، و لكنها تظل على مقربة من مجلس الرجال لتعلم ما ستؤول اليه الامور و هى تتمنى ان يجعل لها جابر خاطرا و قيمة .. و لكنها تجده قد اعاد مع بكر .. كتابة قائمة المنقولات كما ارادها جابر منذ البداية ، ليوقع عليها جابر بعد ذلك و يعيدها لبكر ثم يقول : المؤخر هينكتب فى القسيمة ان شاء الله

بكر : و ليه يا ولد الناس تدفع الرسوم حدا المأذون و انت اولى بيها ، خليها بيناتنا فى ……

جابر مقاطعا اياه بحزم : لاا يا بكر .. انى بحب امشى رسمى فى كلات شى ، و انى مابكتبش وصولات امانة و لا غيره

بكر : ما كل الخلق ماشية على دا الحال يا واد عمى 

جابر و هو يهندم ملابسه استعدادا للرحيل : و هم الناس لو رجعوا يعبدوا الاصنام من تانى هنعبدهم معاهم اياك ، انى عارف الصوح و بعمله ، ماليش صالح انى بغيرى عاد

تهامى : براحتك يا ولدى ، بس قمت ليه اكده .. لسانا بدرى 

جابر : معلش بقى يا ابة تهامى ، لسه رايد اروح للحلاق و اظبط كام حاجة اكده 

لينظر تهامى الى شيخون و حكم اللذين استعدا للرحيل مع صاحبهما و يقول : و انت كمانى يا شيخون ماشى .. طب اقعد شوي كمانى لجل نتبارك حتى بحكم ، ده ما دخلش دارنا من يوم جوازك انت و حسنة

حكم : الله يباركلك يا حاج ، ان شاء الله تتعوض على القريب

شيخون : ما انت عارف يا ابة تهامى ان جابر مالوش غيرنا انى و حكم ، و مش هينفع نفوته واصل 

تهامى بقلة حيلة : ماشى يا ولدى ، الله يباركلكم فى لمتكم دى و يبعد عنيكم الشيطان 

شيخون و هو ينظر بجانب عينيه الى موضع سميحة التى لمحها تقف على بعد تنظر اليهم : الشيطان خلاص ماعادش يقدر يعملها من تانى يا ابة

بكر باستدراك : على فكرة يا جابر ، المزمار هيبقى موجود اهنا بكرة من الضهر 

جابر : ماشى .. اللى يفرحكم اعملوه ، بس زى ما قلت لابويا تهامى من سابق ، هى الزفة و بس يا بكر ، بكفاية اننا بنعملوا اللى بنعملوه ده و ام احمد راقدة اكده ، مش فاهم يعنى ليه الاستعجال  

بكر : كل شى مترتب يا جابر ، و بعدين يعنى ام احمد معانا برضيك بنفسها و اللا ايه يا شيخون 

شيخون بجمود : ايوة طبعا .. اومال ايه ، ياللا بينا يا رجالة لجل نلحق اللى ورانا 

وبعد ان ذهبوا .. دخل بكر على امه : ايه يا امة .. حضرتى الفلوس

لتدس عزيزة يدها بداخل صدرها و تخرج منديلا يدل مظهره على ان به مبلغا كبيرا من المال و تقول : دسه فى جيبك بسرعة قبل ما ابوك ياجى 

سميحة : نبه عليه يا بكر انه ينتظر لحد ما اكون وصلت دار جابر ، اوعاه يعملها قبليها و اللا يعملها اكده منه لحاله

عزيزة بشر : ايوة .. اتفق معاه على انه يطخه اول ما خايتك تدخل دارها .. مش قبل اكده

بكر و هو يربت على جيبه الملئ بالمال : ماشى ، هروح انى بقى لجل الحق اعاود قبل الليل

اما جابر .. فقد عاد الى داره الجديدة بالارض القبلية و التى نقل اليها غرفة زوجته الراحله ، و اصطحب معه شيخون و حكم ، و ما ان وصلوا الى صحن الدار حتى قال حكم : و الله الدار دى من ساعة ما عميلتها و انى مستخسرها .. دى القاعدة فيها ترد الروح

جاير : و مستخسرها ليه بقى .. هو انى بيعتها و اللا حاجة 

حكم : يعنى يا جابر .. اكيد اما هتتجوز .. رجليك هتخف عن اهنا ، و اللا ايه

جابر بسخرية : و اللا ايه

شيخون ضاحكا : دى قعدته اهنا هتكون اكتر من الاول 

حكم مستغربا : كيف بقى الحديت ده 

ثم قال متسائلا بريبة : اوعاك تكون ناوى على اللى جه فى بالى دلوك 

جابر بنبرة اصرار : و انت فكرك انى ممكن اسيب تارى برضيك يا حكم 

حكم : كنت سيبها يا جابر ، ما كنتش تميت الجوازة ، انما انى قلت ان حبك ليها ممكن يكون …

جابر بحدة : ممكن يكون ايه يا حكم .. انسى لها مثلا اللى قالته عليا بالباطل ، لااا .. ده عمره ما يوحصل ابدا 

حكم بتردد : ايوة يا جابر .. بس برضيك انت لساك ما سمعتش منيها

جابر : اللى سمعته من شيخون كفاية 

حكم : مش يمكن لما تعاشرها يعنى .. تعرف تغفر لها 

جابر بسخرية : كان شيخون غفر لمرته اللى معاشرها السنين دى كلاتها يا حكم ، و اول ما عرف انها كانت خابرة الحقيقة طلقها و ما ردهاش غير بس لجل الوقعة اللى وقعتها 

حكم بمداهنة : ماهى برضك كانت هتقول له ايه .. كانت هتقول له خايتى و اخوى اتفقوا على صاحبك و خايتك .. ماتجيش برضيك ، دى كان يطير فيها ارقاب و خراب كبير و قتيها ، لازما شيخون برضيك يعذرها 

جابر : يمكن شيخون يعذر مرته لجل العشرة و لجل عيالهم ، لكن انى بقى اعذرها ليه عاد ، و كمان لحد دلوك لسه ماعرفتش بكر عميلها كيف ، و مش هيهدالى بال قبل ما اعرف عيملوها كيف ولاد المحر.وقة دولم

شيخون بشرود : و الله انى حاسس ان العيال دولم وراهم حد تانى ، و مش بعيد ابدا تكون المحر.وقة ذات نفسيها 

جابر بفضول : تقصد ام بكر 

شيخون : و مين غيرها 

حكم : الحقيقة بكر طول عمره و هو مش سالك ، و من صغره و هو نقره منينا ، لكن برضيك يا جدع لما تفكر فى اللى قلتهولنا ده يا شيخون ، تلاقى ان مخه مايجيبيش ابدا الشر ده كلاته 

شيخون : لاا .. هو من ناحية يجيب .. فهو يجيب اكتر من اكده كمانى ، بس ما يعرفش يخرجها اكده 

حكم : ايوة .. عنديك حق

ثم اكمل بفضول و هو ينظر لجابر : طب انت يعنى ناوى مع سميحة على ايه 

جابر : هى مش عيملت كل ده .. لجل رايدة تبقى مرتى و على ذمتى ، هخليها تبقى مرتى و على ذمتى .. بس هخليها تندم على اليوم اللى اتمنت فيه ده ، و اخليها تتمنى لو تعرف بس ترجع يوم واحد و هى بعيدة عنى و عن عيشتى كلاتها ، و اللا حتى تتمنى انها ماكانتش وعيتلى عمرها كلاته عاد

حكم بعدم رضا : ربك يجيبها خير 

فى اليوم التالى .. و فى دار تهامى .. كان تجمع لعدد كبير من الرجال و النساء يهللون بعد عقد قران جابر على سميحة وسط صوت الزغاريد و المزمار الذى كان يملأ المكان 

و كانت عزيزة قد اعدت وليمة لاهل الكفر بمساعدة بعض الجيران بعد ان اصرت لبيبة على عدم المشاركة فى اعداد الطعام او تجهيزه للمدعوين قائلة لعزيزة ببعض الكيد : معلش بقى يا حماتى .. انى النهاردة جاية ضيفة زيى زى باقى الخلق كلاتهم  انى و عيالى ، الحبل متقلنى و محتاجة عيالى جارى يسندونى كلاتهم 

اما بدر فلما رأت من لبيبة ما رأت .. قررت ان تحاذيها فى كل شئ و لم تفارقها لحظة 

و بعد انتهاء تقديم الطعام علا صوت اذان العصر ، فذهب الرجال لاداء الصلاة على ان تبدأ الزفة بعد صلاة العصر 

اما نجاة .. فقد اصطحبت زينب و زينة و ذهبن لحضور الزفة بصحبة احمد و ابنتى حكم فى سيارة رامى ، بعد ان كان جميع أبناء شيخون يرفضون حضور الاحتفال .. الا ان ابيهم امرهم بحضور الزفة فقط و لا يذهب اى منهم الى دار تهامى ، و برر لهم ذلك انه لجل خاطر جدهم 

اما حسنة .. فبعد ان انصرف الجميع .. ظلت مع ام سعيد و ولدا نجاة اللذان رفضا الذهاب معهم و تعللا بمذاكراتهما 

لتتظاهر حسنة بالنوم و هى تتذكر حديثها مع شيخون 


            البارت الاربعون من هنا 

      لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات