قصة عشقت امرأة خطرة
البارت الثامن والعشرون 28
بقلم ياسمينا احمد
بدأت "ونيسة"بالتعافي بشكل كبير من تلك الجلطه التى أصابت قلبها من شدة الغضب وأسفرت عن إنسداد جزئى للاوعية الدموية كانت ستخسر حياتها وتفقدها عائلتها لولا تمسكها بالحياة ومقامتها النفسية فى المقام الأول وبالطبع جهود المشفي فى علاجها والاعتناء بها على أكمل وجه وها هى قد خرجت من غرفة العناية المركزة لتنتقل لاخرى عادية وتستعد للمغادرة والعودة للمنزل
بدأت "ونيسة"بالتعافي بشكل كبير من تلك الجلطه التى أصابت قلبها من شدة الغضب وأسفرت عن إنسداد جزئى للاوعية الدموية كانت ستخسر حياتها وتفقدها عائلتها لولا تمسكها بالحياة ومقامتها النفسية فى المقام الأول وبالطبع جهود المشفي فى علاجها والاعتناء بها على أكمل وجه وها هى قد خرجت من غرفة العناية المركزة لتنتقل لاخرى عادية وتستعد للمغادرة والعودة للمنزل وإستكمال علاجها وسط عائلتها التى يجلس أغلبها حولها بفرح كلا من "بثينه ومها ويحيي وبلال "
هتف" يحيي " وهو يمسك بيدها بسعاده:
- حمد لله على السلامه يا ست الكل
ابتسمت له ومسحت على رأسه برضاء مجيبه:
- الله يسلمك يا حبيبى
تحدثت "بثينه" بفرح:
-قومي بقى واقفى على رجلك وتكيدى عزالك
اضافت "مها" وهي تعدل من غطائها :
-والله البيت مضلم من غيرك
تدخل "بلال"ليمازحها :
-قومي بقى ياست الكل إبنك هفتان ومعدته نشفت من الاكل الجاهز ونفسه فى اكلة من إديكى الحلوين
أنهي حديثه بأن طبع قبلة على يدها بإمتنان
فردت "ونيسه" :
-هو دا اللى همك يا مفجوع
ضحك الجميع وعامة الفرحة بشفائها ، الكل حولها يحتفل ويضحك لكن واحد فقط من إختفي عن المجلس ويشغل عقلها سألت عنه بقلق:
- زيد فين؟!
أجاب "بلال" وهو يخرج هاتفه من جيبه :
- جاي فى الطريق هو وصبا
مجرد نطق إسمها أغضبها فكيف برؤيتها ظهر هذا التحول على وجهها ولاحظت بثينه هذا فهتفت لتطمئنها:
-خلاص يا ونيسة قريب اوى ربنا هيبرد نارنا ويطيب خاطرك وتفرحي بيه على نهي
أمعنت النظر لتفهم معنى بداية جملتها لكنها كانت فى حالة من الحزن لعدم وجوده معهم كان من المفترض ان يكون اول الحضور لذا هدرت متأثره:
-زيد نسانى نسي أمه
اسرع بلال بالدفاع عنه موضحا:
- لا يا ماما زيد كان هنا باليل وكل يوم كان بيجي بس المصيبه اللى حصلت خلته ما بغمضلوش عين
وإستانف "يحيي" الحديث مدافعا:
-الصراحه الله يكون فى عونه المخزن اتحرق والمعرض بتاع القاهره والشغل هنا كل حاجه فوق دماغه
أصابها الحزن على ما جري لإبنها وقالت :
- يا حبيبي ربنا يكون فى عونه المسؤاليه كبيرة عليه
تغيرت ملامحها وهى تضيف بإنزاعاج:
-كان قدمها إسود بت بشري
هتفت "مها"بتعجب:
-حد يصدق إن كل دا يحصل فى إسبوع
حركت "بثينه"يدها بعشوائية وهى تقول:
-ولسه ربنا يستجيب دعايا ويأخدها يريحنا منها
نظر كلا من يحيى وبلال لبعض بحيره يحبون أخيهم ودعوة عمتهم هذه ستعيده لذكريات سيئه وحالة أسوء
"فى سيارة زيد "
انطلقت السيارة ويدهم ممسكه ببعض حالة من الانسجام كانت بينهم لقد جمع بينهم النصيب بترتيب غريب لتحيي
ما مات منه لتعيشه لحظات من السعادة ظن أن لن يحصل عليها أبدا لقد كانت قدرا جميل أضاف لحياتة المظلمه نكهه لذيذه ،عينها لم تتحرك من عليه وهى تميل برأسها على كتفه بإستمتاع كان عوضا جابرا لكل ما عانته وكأنه
كان حجر ناقصا فى منتصف البناء وهو أكمله راضية تماما
بنظراته المتقطعه التى وزعها بينه وبين الطريق اصلا إن ظل جوارها يكفي ،مدت يدها لتفتح مسجل السيارة بأغنيه رومانسيه اوصلتها على هاتفها عبر الاسيكى
بدات الموسيقي بتدفأة أحاسيسهم وقول ما لم تستطع ألسنتهم قوله؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
انا ماعيش من دونك . .. واشوف الدنيا بعيونك.
حبك على گلبي انتصر . .. عاشگ انا.
انا لو كنت ما حبك .. واغلى الناس ما حسبك.
انت اول واخر مكان . ياخذني لو دار الزمان.
واعتبره الي بر الامان . حضنك يصير.
مني احس جدا قريب … مايوم ولا لحضه تغيب.
الحب الاول والحبيب … وانته الاخير.
انا ماعيش من دونك . .. واشوف الدنيا بعيونك
ابد ماغبت عن عيني … وعايش بيني مابيني
انا لو كنت ما حبك .. واغلى الناس ما حسبك.
ويلي ويلي ياكل الحب .. ويلي ويلي فداك القلب.
يا اغلى من كل البشر .. يا احلى من كلمة قمر.
اموت احسن الي وربك .. اذا ناسيك.
انا ماعيش من دونك . .. واشوف الدنيا بعيونك.
ياماخذ عقلي من راسي . .. انا اهواك.
ابد ماغبت عن عيني … وعايش بيني مابيني.
كل لحظة احساسي يزيد … كل نبضه غيرك ما اريد.
اموت احسن الي وربك .. اذا.
انا ماعيش من دونك . .. واشوف الدنيا بعيونك
يا سيد الحب الوحيد . .. عاشگ انا.
اموت احسن الي وربك .. اذا.
حبيبي وسيد احساسي . .. يابعد اهلي وناسي.
ياماخذ عقلي من راسي . انا اهواك.
اموت احسن الي وربك .. اذا ناسيك.
ابد ماغبت عن عيني … وعايش بيني مابيني.
اموت احسن الي وربك .. اذا ناسيك.
انا لو كنت ما حبك .. واغلى الناس ما حسبك.
ويلي ويلي يا كل الحب … ويلي ويلي فداك القلب.
من دونك يا حبيبي .. واشوف الدنيا بعيونك.
بكامل عقلي مجنونك .. دوم انا احبك وهايم بيك.
اموت احسن الي وربك .. اذا ناسيك.
في قربك دوم خليني … انا ارجوك.
تحدث وهو ينظر فى عينها بعمق:
-ولا قال نص كلمه من اللى بحسه وانا معاكي
احتضنت ذراعه وابتسامتها تلمع وتنير وجهها وهتفت
بسعاده لا تعرف قدرها:
- طيب ما تقول انت
ادار وجهه ليناظر الطرق امامه وفمه مرسوم بإبتسامه مرحه ،ثم قال مشاكسا:
-طماعه
فكررت محايلتها وهى تتشبث بذراعه أكثر:
-قول بقى كلام حب
إندفعت ضحكه عاليه منه رغما عنه وإستمر دون توقف وهى تزداد تعلق وطفولة وكأنها طفله متعلقه بلعبه فى أحد محلات اللعب
-بالله بالله قول بقى
تصنع الغضب وهو يهدر بزنق مسطنع:
-أقول إيه ،يعنى إنتى مش شايفه بعينك الورطه اللى انا فيها .
تحدثت بعصبيه وقلبها يقفز من مكانه متعلقا بكلمه من فمه:
-وفيها ايه لما تقول ،،إعترف
أجاب وهو يرمى لها نظرة جانبيه مشبعه بالمرح:
- أعترف إنك سحرتينى يعنى
رغم سخافة الدعابه التى سمعتها من قبل إلا أنها ضحكت
قائله:
- هههه لأ شوف حاجة تانيه
إبتعدت عنه عندما تذكرت أن أسوء أيامها ستبدأ عند خروج ونيسه وقدوم "نهى " وتعكر مزاجها لتنظر من النافذه بصمت ،فالتفت لها وسأل متعجبا :
-إيه زعلتك أوى كدا ؟
لم تجيبه وظلت تحدق بعيدا ورأسها يضج بالافكار ،مد ذراعه ليعيدها من جديد الى أحضانه ليراضيها قائلا:
- يرضيكى إنك موشومه فى قلبى وعقلى وبتجري فى دمي
انساها كل شئ فعادت تنظر اليه وتبتسم برضاء ورفعت حاجبيها معا وهى تعانده بقول:
- لا..اكتر
مال بجبهته على جبهتها ومسح طرف أنفه بأنفها ،هتف مداعبا:
-قولتلك طماعه
عاد ببصره نحو الطريق،أجابت وهى تمسك بيده بحب :
- الطمع فى حبك واجب
غمز بطرف عينه وابتسامته لا تفارق فمه وهو يقول بهيام :
- انا مش هعرف أغلبك كدا ،طيب إيه نلف نرجع
وضعت يدها على يده وتحدثت بعشق تام:
- بحبك يا زيد حافظ على الحب دا ما تخليش حد يفرق بينا
مط شفاه ونفخ صدره قائلا بغرور:
- ليه إنتى متجوزه أى حد ما تخفيش وجودى وحبى متوقف عليكى إنتى إعقلى كدا وإثبتى وإحنا مافيش حد هيفرق بينا .
مالت على كتفه وإطمئنت،زيد أعطها الدنيا وهى أعطته حياه ارواحهم متشابه وقلوبهم المتألمه إرتاحت والروح
إذا التقت بمن يشبها ترممت وتعافت وإكتملت.
"فى المستشفى"
دخلت "صبا" ومعها زيد رغم شوق ونيسه إلى زيد إلا ان عينها والنظراتها الحانقه لم تفارق وجة صبا ولم تحيد عن
جانبها مطت "صبا" شفاها مغتصبه إبتسامه بارده على شفاها وهى تقول:
-حمد لله على سلامتك يا طنط
لم تجيب "ونيسة"وإستمرت بأخبارها بشكل ملحوظ أنها غير مرغوب بها ،تدخل "زيد"لينقذ صبا من الحرج هاتفا :
-صبا كانت قلقانه عليكى جدا يا أمي
اجابت ساخطه وهى ترمي نظره حانقه:
- توفر قلقها على الاحمر والابيض اللى حطاه فى وشها
دا شكل واحده جاية لحماتها المستشفى
اتسعت عين صبا وهمت بالرد مستنكره ملاحظتها الشديدة:
- انا ماحطتش احمر وابيض يا طنط،دا جمال ربانى
والله انا كدا اطمنت عليكى نظرك زى الفل وعقلك بخير
هنعوز ايه تانى حمد لله على سلامتك
امسك "زيد"بمعصمها خفيه ليهمس فى أذنها :
-خفي يا صبا ماما تعبانه وماصدقنا انها هتروح معانا بلاش مناهده
جزت على اسنانها وتحدثت بنبره غاضبه رغم خفوتها:
-امك لسانها طويل .
حركها بخفه حتى لا يلاحظ احد همساتهم الجانبيه :
-يا بنتى بطلى اسلوبك دا قدامى اتكلمى بأسلوب كويس
اغتصبت ابتسامه رغما عنها لتقول موجهه حديثها لونيسه:
- ألف لابأس عليكى يا طنط البيت هينور تانى
تحدثت "ونيسه" بانزعاج :
- ضلم بيكى كان قدمك قدم شوم .
هتفت متزمره مع المحافظه على الخفوت بينهم :
- شايف امك اهى خلتنى السبب فى الجلطه ياريتها كانت جات فى لسانها كنا ارتاحنا
دفعها "زيد"عند هذه اللحظه الى جانب الغرفه،صائح بحده:
-صبا ما تغلطيش
اجابته وهى تركل الارض بعصبيه:
-انت مش شايف أمك
رمقها بنظره محذره لتتوقف فى الحال عن العصبيه وتنظر إليه بثبات خشية من تحوله ،قال بنبره حازمه:
- حسنى ألفاظك
همهمت بسخط وأدارت وجهها لتتمتم سرا:
- أحسن ألفاظى والله إنت متربى أحسن من أمك دى أمك عايزه ألفاظ أكتر من كدا بس عشان الرقابة مش هنقول.
زعق متعصبا :
-بتبرطمى تقولى إيه ؟
التفت اليه لتجيبه ببرود:
-ولا حاجه بدعيلها
لم يصدقها لكنه مررها لأنه يري تصرفات والدته معها،حافظ على عبوسه حتى يتمكن من السيطرة عليها وهتف بجديه:
- تعالى ننزل نشوف بلال ويحيي خلصوا اجرائات الخروج مش هسيبك هنا لاحسن امي حالتها تسوء
هتفت بتذمر وهى تبعه:
- أوانا أقعد مكانها
تجاهل تذمرها رغم سماعه الجيد لما تقول ،سألها مدعيا الخشونه:
-بتقولى حاجه؟!
اجابة بإمتعاض:
-ولا حاجه بدعيلكم
التف عنها فرفعت يدها للسماء ثم اشارت بإتجاه غرفة والدته وعادت تشير الى عنقها بحركات سريعه عشوائية
ادار وجهه نحوها فهتفت مبرره وهى تحرك يدها :
-مش ممكن الناموس هنا حاجة فظيعه
عاد بوحهه للامام وإبتسم على حركاتها وتبريراتها الطفولية
رغم حرصه على إحترامها لوالدته إلا أنه يغرم بها ويتعلق
بتصرفاتها المجنونه وتبريرتها الغير منطقية .
إجتنبت ونيسه مع مها لتحدثها فى شئ تجادلت به ولم تحصل على إجابه شافيه حتى الآن لذا لجأت للشده فى القول هادره:
-إحنا بقينا دلوقتي مصلحتنا واحده وهدفنا واحد ايه بقى اللى مانعك تقوليلى إيه معنى الكلام اللى قال عليه الشيخ أبو الفتوح ؟
قلبت "مها "عينها بملل شعرت به من كثرة إلحاح "بثينه"عليها ونبشها فى جعبتها لمعرفة أشياء وأسباب
عن قصة "رشدى"و"صبا"
-تانى يا بثينه قولتلك مافيش حاجه الراجل دا بيهزى
ظلت تحدق بها دون تصديق ووضعت يدها الى جانبيها رافضة التحرك دون معرفة السبب الحقيقي ومع إستمرار
وقوفها ونظراتها المتسلطه عليها إستسلمت لتخبرها:
- هقولك إيه يعنى ؟البت عاملة زى التعبان علقته بيها وعشمتوا فيها زى عامر بالظبط وأهي سابته وراحت لزيد
هى كدا بدور على مصلحتها وبس
كذبت وإفترت لتغطى على إنحراف سلوك أخيها ولتبرئه من أى شئ قد تتقاسم جزائه معه ،رغم ذلك إقتنعت "بثينه"فإن كرهك أ حد سيستمتع بأى كذبه يسمعها عنك حتى وهو على يقين أنك برئ منها .
-يلا أدينا هنخلص منها قريب والست الغلبانه اللى جوه دى تقف على رجليها وتفرح
لوت "مها"فمها وردت عليها:
- صحيح هو الموضوع دا ممكن يأخر جوازة نهي
نفت "بثينه"قائله:
-لأ ااا لايمكن إحنا كلنا هنضرب ع الحديد وهو سخن
يتجوزها وينسي البت دى خالص زيد إبن حلال وما يستحقش واحده زى العقربة بت بشري .
سألتها "مها" وهى ترصد ردوتها بتركيز:
-هى إيه حكايه بشري معاكم؟!
كانت بثينه متحمسه للكذب وإظهار بشري كالتنين العملاق الشرس الذي يدمر كل شئ فهتفت:
- حكاية غبره من يوم ما جابها أخويا "حسين" سيطرت عليه وقلبت حالة وإشتغلت فى الازرق والشيخ أبو الفتوح يشهد ويارتها سكتت على كدا دى كانت بتعمل اللى ما يتعملش والعيلة كلها تتدافع عنها حتى"نادر" أبوزيد لما ونيسه فاض بيها الحال بقى صعب وشغل القصر كله كان عليها والتانيه دماغها كانت شغاله وبتعرف تاكل بعقل الكل حلاوة هى العقل وونيسه حمار الشغل لسانها كانت تتلفع بيه زى بنتها بالظبط ردها حاضر وكيدها يغيظ وحتى ونيسة لما حملت بعد غلب زقتها من ع السلم وسقطتها الدنيا اتقلبت وقولنا خلصت ع الاخير دى ونيسه كانت مرات الكبير وعنها وقعدت مع أبويا فى الاوضة نص ساعه بالظبط وابويا صدقها إنها ما تقصدتش .
تعمقت "مها"أكثر بالنظر تجاهها ما قالته من جهتها يوضح أشياء كثيرة ويخفي الكثير والكثير
بالطرقة الجانبيه
تركها "زيد"ليحضر بعض الاوراق ويجهز لخروج والدته كانت تقف بملل تعبث فى هاتفها وتتحادث مع عائلتها الكبيرة التى جمعتها حولها لتشعر بالدفء فى بث قصير
فعلته وأطفأته سريعا لقد حصلت على ألوف المشاهدات
فى هذه الدقائق المعدوده وأشتغلت الجميع بحضورها
على فجأة ظهر أمامها شبح أفزعها وجعلها تتيبس فى مكانها، معروف عن الاشباح أنها مُخيفه لكن فى بعض الأحيان بنى أدم يكون أكثرمخافه ظلت تنظر له وهو يقترب بإتجاهها لازال يبتسم إبتسامته الباردة ويمشي كالمومياء بوجه يخلوا من علامات تقدم السن وكأنه مصاص دماء لا يكبر ولا يشيخ لكن هذه المره لن تنخدع
ابدا فقد رأته فى ابشع حال ورأته عاريا من الصدق والحنان الذي يدعيه وإشترت منه الاحلام وكل بضاعته مُزجه،"رياض"مثال الإنسان القذر الذي ألقنها درساً لن تنساه طيلة حياتها وقف قبالها وهتف بابتسامته الخبيثه:
-صبا وإتقابلنا تانى ،مهما هربتى منى الدنيا بينا صغيره ومسيرك هتحتاجينى تانى
شريط قصير واحداث متلاحقة جعلتها ترتجف قليلا ما مرت بها ليس سهلاً ،لكنها بات أيقظ من أن تفتن به وتقع فى شباكه هدر عندما حافظت على صمتها :
- انا عارف إنتى عايشه إزاى وعارف كمان إن مهما زيد عيشك كويس عمروا ما هيقدر يحميكى من عيلة بأكملها
كلامه جعلها تهتز إنه يلعب على وتر حساس وكأنه يدري بأسوء كوابيسها ،إسترسل بصوت كالفحيح ليستحوذ على عقلها:
- ما تبقيش غبية زى أمك
وقد على الفور ذهنها ليشتعل بنار الغضب والانتقام سحقت كلماتها دون سابق إنذار أو تمهل:
-أومين أمك
اتسعت عينها بشر وكأنها تحولت لشخص آخر أو أخرجت الوحش الكامن بداخلها لتجزره دون رحمه ودون إحترام:
- لو فكرت تقرب من حياتى تانى هوريك صبا الواصل هتعمل فيك إيه ؟أنا بت بشري اللى الكل بيعملها ألف حساب أنا مش بس أقدر أخرجك من البلد دا أنا أخرجك من الدنيا كلها
نبرتها كانت محتده كشريرة خرجت لتو من أسطورة رأها متمردة وشرسه وخطيرة كأمها لن ينكر إنبهاره بها وصاح بإعجاب:
-القطة طلعلها ضوافر وبقت بتخربش بتهددينى ؟!
كانت تمتلي بالثقه بنفسها وبظهرها القوي "زيد" أجابته دون أن يرف لها جفن:
-أنا ما بهددش أنا بنفذ على طول
أشارت بطرف بنانها لبعيد وهى تأمره بحده:
- ودلوقتي مش عايزه أشوفك تانى
بالفعل تحرك من أمامها وإبتسامته الكريهة لازالت مستمرة على وجهه ،أجفلت لتهدأ من بعد مروره عليها كالعاصفه
وقلبها ينبض بسرعه لم تتخيلها على فجأة شعرت بيد تمسك بكتفها فدفعتها وإنتفضت برهبه ،لتجده زيد والذي تعجب من تصرفها وسألها بدهشة:
-مالك فى إيه ؟!
سحبت أنفاسها لترتب كل ماحدث وتعيد لنفسها الاطمئنان لتجيب عليه بهدوء:
- مافيش عايزه أروح
اشار بتعجب نحو البوابه وقال:
-يلا خلاص هنمشي اطلعى استنى فى العربية
تحركت بسرعه ومشي هو إلى جوارها وعاد يسال ويلح بقلق:
-حد ضايقك؟حد زعلك ؟قولى يا بنتى مالك مش على بعضك ليه ؟
تماسكت حتى تبدوا طبيعية ولا تخبره عن مقابلة رياض لن تشغل باله بهذا الحقير ولن تدمر سعادتها بشك جديد
فهى تريد أن تمحي هذا الجزء من حياتها لعله فعلا يمحا بنسيانها له .
أجابت بابتسامه :
-ماليش يا حبيبي انا كويسه هو فى احلى من كدا حماتى خارجه انهارده وهتنغص عليا عشتى بذمتك فى أحسن من كدا يخلينى مش على بعضي
زمجر وهو يفتح لها باب السيارة الامامى :
-صبا راعى شعورى شويه دى أمي
وقفت أمامه ونظرت بعينه وهتفت دون إهتمام:
-يا روح أمك
مطت شفاها وأردفت :
-وقلبى أنا
دلفت الى السيارة وتركته متحيرا من هذا التعبير الذي لا يفسر إن كان إيتهزاء أم غزل لكن الأكيد أن صبا خرجت تماما عن السيطرة .
أتت والدته وظلت صبا تنظر الى قدومها على الكرسي المتحرك ببرود دون أن تغادر السيارة مهما حدث لونيسه لن يرق قلبها على حالها فهى لم تعطيها ما يكفى من الحنان لترده لها هى الآن ،سعى زيد ليفتح لها باب سيارته الخلفى لكن "ونيسه"هتفت بتسلط:
-لاا انا هعقد قدام
وضعت زيد بوضع حرج فهو لن يأمر صبا بالتقهقر للخلف وبنفس الوقت لن يعرف أن يرد طلب والدته نظرت صبا إليها بضيق وإستمرت مبارزاتهم بالاعين حتى رأت عين "زيد"الحائره فنزلت من السيارة من تلقاء نفسها لتفتح لها الباب قائلة :
-إتفضلى يا طنط
زجرتها "ونيسه"بحنق وردت عليها بقسوة:
-طنط أما تنطتك قوليلى يا نينه
طفح الكيل وهى ما عادتت تحمل هذا الوضع رفعت يدها للسماء لتقول بعصبية:
-يااارب إنت عارف كل حاجه
لم يتدخل زيد الذي كان يتمنى ان تكون علاقتهم ببعض أفضل من هذا او كما كانت والدته تعامل "غاليه"زوجته السابقه خاصتا أنه وجد راحته الكاملة مع هذه المجنونه
برغم إختلاف الجميع معها .
إتخذ كلا منه موقعه وجلست صبا خلف زيد مباشرا وونيسه بالمقدمه إلى جوار والدها بينما إستقلت مها وبثينه سيارة "حسين"وسلكوا جميعا طريق العودة الى
القصر ،ظلت "صبا"طوال الطريق تنظر من النافذه وتذكر
كيف غدت هذا الطريق بسعاده وهى ذاهبه معه وكيف حرمتها أمه منهذه السعادة وعكرت مزاجها لاحظت يد
"زيد"التى إممتدت خلف ظهره محركا أطرافه ليدعوها لتمسك بها إبتسمت بخفه على حركته المجاملة هذه ليخبرها دون حديث أنها فى قلبه أينما وضعت يدها بيده ليحضنها بحراره لقد وجد طريقه مهما كانت بسيطه لتتخفيف عنها وإظهار حبه وهيامه بها ويدون لها أنها سيدته وحبيبته وملكته .
إمتلئ القصر بالزوار من أقرباء العائلتين للاطمئنان على صحة"ونيسه"وهذا ما زاد الضغط على "صبا"وجعلها حبيسة المطبخ طوال اليوم وإختفى ملاذها الوحيد
فى الانشغال بترميم المخزن وكذلك إدارة العمل لتعويض الخسارة التى لحقت بهم وبقيت هى تحاول التعليم وبين الحين والآخر تساعدها "مها" ،رغم صعوبة الأمر عليها إلا أنها إستشارت صديقاتها على الجروب لتعليمها بعض فنون المطبخ وما يمكن فعله فى المواقف المشابهه ولحسن حظها أنها عثرت على أمهات حنونات لإرشادها وأخوات فضليات فى تعليمها بعض الاشياء السهلة والشهيه بنفس الوقت ،إلتهت "مريم"بقطتها ومع أبناء الزوار الصغار وفصلتهم التوجهات وإنشغل كل منهم فى حياته لمده لابأس بها ،يبدوا أن الطفولة المتأخرة لصبا دفعت ثمنها كله دفعه واحده الآن .
تقدمت نحو غرفة "ونيسه"لتقدم لضيوفها مشروبا من البرتقال ،الحقيقه أن الجمع النسائي كان ينتظرها فالكل هنا فى صف ونيسه ويعلمون مدى عدواتها معها ويحملها المسؤلية الكاملة فى مرضها .
وضعت الصنيه على الطاولة القريبه وهتفت بابتسامه جاهدت أن تبدو مرحبه:
- اتفضلوا نورتونا
النساء كانوا يحدقون أليها بسخط وكأنها عدوتهم لا تعرف أسما لأى واحده منهم ولا درجة قرابتهم لها وإن حتى حاولت التعرف فهذا الوجوم لن يساعدها لذا صمتت
ووقفت ثابته ،لاتصدق ان أحد يكره أحد لهذه الدرجة دون حتى أن يحاكيه لكنه العادى لعائلة تكره والدتها بأسباب وهميه ودون ثبوت لأيا منها ،تحدثت احد النساء لها :
-شبه أمها الخالق الناطق
أجابت أخري:
-نفس اللؤم والخباثه
زفرت "صبا"بتشنج وقلبت عينها مستدعيه صبرها ومحاولة تقيد لسانها حتى لا تجلدهم واحده واحده
عادت المرأة تتحدث بعدما إرتشفت من كوب العصير ومعها أخري بنفس التوقيت:
- سكره زايد
- سكر ناقص
ابتسمت "صبا"بسخرية من مناقدتهم لأنفسهم وأجابت بسخرية:
-دا عصير جاهز هههه
رسمت على وجها إبتسامة سمجه ،فلم يرحمها لترد أخري بتنديد :
-ونيسه عمرها ما دخلت حاجه من برا لبيتها ولولادها
حاولت التهذيب فى الاجابه حتى لا تنهرهم وتطردهم دفعه واحده فقالت ببرود:
- ونيسه بقى إن شاء الله لما تقوم مش هنجيب حاجه من برا تانى
تسالت نفس المرأة بتعجب :
-وإنتى هتخلى حماتك تمد إيدها فى حاجه يا عيب الشوم
كل دار وليها مدار ولازم تمشي على مدار الدار
فاض بها ولم تعد تتحكم بأجوبتها التى تتزاحم على طرف لسانها فاجابتها بضيق:
-اديكى قولتى كل دار هى كانت داركم ما تدخليش فى اللى مالكيش فيه يا طنط
شهقت المرأة،فتدخلت "ونيسه"لتجزرها بحده:
- إحترمى نفسك دول مش ضيوف دول صحاب بيت
اردفت وهى تنقل اطراف بنانها المشيره نحوهم:
-دى تبقى خالتى ودى بنت خالتى ودى عمتى وبنت عمتى
ودى بنت خالى ودى مرات عمى
تحركت "صبا"نحو ونيسه ومالت على أذنها لتقول بهمس خافت:
-عايزه منى حاجه تانيه انا هنزل واسيبك مع عيلتك
صرت على اسنانها وهى تجيب بضيق:
-إنتى عايزه تفضحينى قصاد عيلتى
مالت من جديد لتهمس فى أذنها بحنق:
-الصراحه كدا لو قعدت أكتر من كدا هفضحكم بصحيح سبينى أنزل
نظرت لها ونيسه ونهتها بشده:
-انا قولت ما تمشيش.
عضت طرف شفاها بغيظ وحاولت كبح جماح تمردها فهتفت فى أذنها:
-ماشي بس إبقى إفتكري إنى قولتلك بلاش
وقفت الى جوارها وإستمعت بملل لأحديثهم الفارغه حتى عادت أخري تسألها باهتمام:
-ما فيش حاجه جايه فى السكه
لم تفهم "صبا" مغزى سؤالها ورد اليها السؤال من جديد:
-حاجه إيه ؟!
ردتة المرأة بابتسامه بارده:
-عيل يعنى
تعجبت من هذا السؤال الفضولى فى هذه الاجواء الغير مناسبه ،لكن فى المقابل كانت ونيسه تحترق لاتريد حدوث هذا،وبرغم من ضيق صبا من السؤال أجابتها :
-كلوا على الله يا طنط
ردت المرأة بدهشه:
-ما احنا عارفين ان كلوا على الله بس إيه مأخرك بقالك إسبوعين دى الواحده مننا كانت تدخل والعيل يجى فى رجليها تسع شهور بالتمام ويكون عيلها فى حضنها
لم تستطيع إخفاء تعبير السخط وهى تجيب :
-والله لو تعرفى تعملى حاجه إعمليها
اجلت المرأه واشاحت بوجهها وهى تضحك :
-هو انا اللى بنعمل الله يكسفك
تعجبت من خجلها رغم انها لم تقصد ما قالته حرفيا فإبتسمت على ضحكاتها وجلست الى جوارها لتقلب الجلسه بأكملها بقول:
- والنبى إنتى يا طنط شكلك خبره إدينا نصايح
ضحك الجميع على دعابتها وانساقت صبا معهم بالضحك
لتخذه معهم حديثا بأريحية وتبادل النكات والحكايات
بعد مدة خرجت "صبا " وهى تلفظ أنفاسها بعدما حاولت ضبط نفسها بينهم وعدم الانسياق وراء لسانها السليط الذي أراد ردعم بشده وخاصتا سخافات ونيسه وعدم تقبلها الواضح فى كل نظرة وكلمه ،اغلقت الباب من خلفها ووقفت على أعتاب الغرفه وهى ترفع يدها الى السماء قائله:
-إلهي الاوضة تنفجر بيكم
مر من جوارها "عماد" الذي عبس فى وجهها وهو يسأل بحده:
-بتقولى إيه يا بت إنتى ؟!
إعتدلت سريعا لترد بإرتباك:
-ولا حاجه بدعيلكم
شملها بنظره محتقره هو لم ينسي انه زوجه عدوه الأول ،هتف حازما:
- روحى شوفى شغلك
عادت لحدتها بعدما إستشعرت معاملته لها كالخادمه فهتفت مشدده:
-نعم ياعمو حضرتك قولت إيه؟!
إدعائها للغباء جعله يزداد فى الحنق وعينها الموقده بذكاء تذكره بعين زيد العدائيه فصاح وهو يمسح وجهه:
- ياربى مش ممكن الغباء واحد غبية زى زيد
كانت كفيله كلمته الاخير لشن حرب عليه من قبل صبا هى لن ترضاها الإهانه وإن كانت موجهه لزيد تزداد عداء فهتفت بجدية وصرامه :
-زيد دا جوزى وكبير عيلة الواصل الكلمة عليه بحساب
رفع حاجبيه مندهشا من جرأتها فى الوقوف امامه ومناطحته ليرد :
-الله العيال طلعلها صوت ،طيب واحده واحده لما ننسي ماضيكى
تذكيرها بالماضي لن يردعها ولن تترك له المساحه لإغضابها لابد ان تظهر أنيابها حتى يركض من أمامها ويبحث عن فريسه غيرها فقالت بثبات :
- صحيح ليا ماضي بس دا ماضي الدور والباقى على اللى ليه حاضر ومستقبل
إشتم رائحة تهديدها فنظر بقسوة فى عينها ليستشف بما تهدده ،لم تكترث بهذه القسوة ما دامت يده لن تجرا على الإمتداد عليها وبما انها إتخذت طريقه صعبا عليها التحمل
يا إما ان تكون مسمارا أو تكون هى المطرقه بذاتها .
سألها محتدا :
-إنتى تقصدى إيه يا بت إنتى وإيه الكلام اللى بتقوليه دا
أجابت ملاوعه كما حذرت "عماد"ورائه مصائب لا تعد وقد إختبرته بكلمات مستفزه وأثبت صحة هذا بإنفعاله ،لاح وجهها بإبتسامه وهى ترد عليه :
-بقول يعنى بلاش عدوه يمكن تحتاجنى
غادرته فورا دون إنتظار إجابه لقد شتت رأسه وقطعت افكاره هذه الصغيره أصبحت خطرا محقق على هيبته ومكانته تماما كزوجها فما بال قوته بقوة عاصفة جمعت بين إثنين من نفس الجين لابد ان الزلزال قادم .....