قصة عشقت امرأة خطرة البارت التاسع عشر 19 بقلم ياسمينا احمد

قصة عشقت امرأة خطرة

البارت التاسع عشر 19

بقلم ياسمينا احمد


قرر "حسين" الاسراع فى كتب الكتاب ليؤمن حياة ابنته هنا وضمان استمرارية العيش دون أى مخالفات

 تغيظه وشجارات إبنته التى لا تنتهى  وقد استيقظت"صبا" اليوم على دعوه الى الانضمام إليهم فى الصباح الباكر 


نزلت الدرج وهى تعاين إجتماعهم الحافل بالجميع لم يتركوا فردا واحدا لم يدعوه لهذا الاجتماع وكأنهم لم يغادروا 

القصر من أمس "بثينه وزيد وأبيها ومها زوجته وعماد ويحيى وبلال وونيسه " وعلى رأس الكل جدها" فايز "


الذى ما إن رأها قادمه بإتجاهم حتى تهلل قائلا بترحاب:

- تعالى يا عروستنا 


الكلمه نزلت  كالصاعقه على رأسها  لكنها كانت مرغمه على مواصلة التقدم لتجلس في  المكان الذي حدده لها بإشارته على يساره ،جلست وقد أصبح"زيد"بوجهها مباشرا لم يعد لها وجه لتطلب مساعدته بعدما أعلنت الحرب عليه وأشهرت 

سيفها بوجه وأصبحت وقحه معه للحد الذي يعاينه به الآن ببروده وكأنه يريد رؤيتها 

افتتح جدها الجلسه وهو يميل نحوها قائلا بصوت عال:

- احنا قررنا كلنا يا صبا إن كتب الكتاب هيكون بعد بكره وبعدين نرتب للفرح .


اصدروا حكم الاعدام عليها دون سؤالها بماذا تشتهى حتى عاملوها كأنها جاريه ليس لها حق فى الاختيار أو القبول والرفض اهانوها بشده وقسو عليها وأثقلوا حسابهم لديها حتى طفح الكيل  فوجدت نفسها ترد ببرود وعدم اهتمام:

-الف الف مبروك وبتقولولى لي بقى ما كنتوا تعمولوهالى مفأجأه دى كمان 


اندهش "جدها"من اجابتها الساخره ،وشعر والدها بالحرج فزعق بها بحده  :

- بنت احترمى نفسك 

ولانت نبرته وهو يعتذر من ابيه عن وقاحة اسلوبها ب:

- انا اسف يا حاج بنت طايشه ولسانها عايز قاطعوا 


ما كانت تخشاه حدث أن يظهر والدها عدم دعمه لها أمام من يريدون تحطيمها ،بما أن ما لم تريده حدث

 فليحدث ما يحدث عندما تفجر القنبلة الآتيه ، صاحت بنبرة صارمه:

-بس انا مش عايزه ومش هتجوز زيد بتاعكم دا ولو هتموتونى .


رفع "زيد " احد حاجبيه مستنكرا جملتها التى ستقلب الجميع ضدها ولكنه سيتركها تواجه صدي

 ما قالته وحدها دون تدخل لعلها تدرك إهانتها له بكلمة"زيد بتاعكم "،اثارت بلبله بين الجميع وعلا صوت

" بثينه" بإعتراض وغضب :

-لاء بقى دا انتى بتلعبى بينا الكوره يا بت بشري مره عايزاه ومش هتجوز غيروا ومرة مش عايزاه ولو هتموتونى 


أردف "عماد" بضيق من تلك المتمرده التى يوضع لها وزن لحضور اجتماع كهذا :

- ا انتى ليكى عين تتكلمى اصلا بعد ما شفناكى بايته فى أوضته 

وردت "ونيسه"لتحجم الامر حتى لا يثور" فايز" من جديد ضد "زيد":

- هو احنا يعنى اللى عايزينك احنا لولا نستر عليكى بدل ما تحمدى ربنا كمان مش عاجبك زيد اللى البلد 

كلها بتحلف بأخلاقه وإن انتى ولا عشرة زيك يميلوا دماغه وحركاتك اللى بتعمليها دى ما تدخلش عليه 


اتسعت عين "حسين"الذى تفاجأ من مما يقال لم يستوعب حجم الكارثة التى دفعت والده لاختيار "زيد" بهذه السرعة فإهتاج صارخا:

-انتوا بتقولوا إي حد يفهمنى فى إي 

تدخل "بلال" قائلا :

- دا حوار كدا عملتوا "صبا" عشان تخلي جدوا يوافق على جوزتها من "زيد" باين عليها كدا عايزها 

يستر عليها ويصلح غلطته


لم يتحمل "زيد" اكثر من هذا واندفع وهو يحدق بحده فى عين بلال محذرا من التمادى والتطاول هدر محذرا بلهجه

 امره وحاده  :

- بلال ،،حط لسانك فى بقك بدل ما أقطعهولك 

نهض "حسين"من مكانه وصاح بهم :

- حــد يــفــهــمــنى فى ايــه 

انتقل الى جوار صبا وجذبها من حجاب رأسها قائلا :

-الفاجره دي عملت إي انا ما أعرفوش 


صرخت "صبا "من قوة جذبها وتألمت من يده الممسكه ببعض من خصلاتها اسفل الحجاب فهبت" مها"

 من مكانها لتتصنع الدفاع  وهى تتمنى من داخلها أن يضعها أسفل قدمه ويدعسها كالصرصور :

- براحه يا حسين مش كدا احنا بنتفق على كتب الكتاب 


اكتفى "زيد "من هذا فمهما كان بينه وبينها لن يتركها تهان وتضرب أمامه دون أن يحرك ساكنا ،هم من مكانه 

ليدفعه عنها لكن سبقه جده بأن زعق عاليا بصوت غليظ:

- هو مافيش حد عملى حساب ولا ايه ؟الكل يخرس وانت ياحسين إرجع مكانك .


 انصاع "حسين"وترك ابنته ليعود مكانه لكن الغليان الذى بداخله لم يهدأ بعد ،سكت الجميع رهبة وخنوع وانتظروا

 إجابة تشفى صدروهم على ما قالته صبا،أما "فايز" فقد سلط نظره عليها متجاهلا الجميع من قبل أخبرها أنها لا

 تعرف أين مصلحتها وأنها أيضا متهوره وعصبيتها المفرطه كانت سبب فى ان إفتضح السر الذى حاول اخفاءه

 من أجل سمعة العائلة ،يبدوا أن الجميع يريد أن يري عقابا رادعا عن ما فعلت ولم يكتفوا باقصاء "زيد "بل أرادوا 

معقابتها هى أيضا هتف محتدا  وهو يرمقها بغضب :

- مش انا قولتلك قبل كدا إن مش مسموحلك ترفضي أو تقبلى وإن غلطتك هتشليها غصب عنك وإلا ....


سكت فجأه ليخيفها من التفكير فى معارضته هذه المرة لا يبشر سكوته بخير سيعاملها كما يعامل الجميع ولن يرحمها 

ولو حماها الكل،سكوته المطول جعلها تسأل مستدعيه الشجاعه:

- وإلا إيه؟!

احتقنت عين جدها للاحمر ورأت بهم شر لا آخر له وندمت  على سؤالها من قبل أن تعرف إجابته ،استجدت العون من

 ابيها كي يحميها من أى توعد قد يتوعده جدها أو ينوى فعله لكنه كان أشرسهم وكأنها أجرمت بالفعل ،اخيرا نطق "فايز"

 بصرامه وشده تثبت أن لا أحد يقف بوجه ولا أى مخلوق يقوي على رد كلمته لقد مَررها ليزيد لكن غيره لا:

- الرجالة عندنا لما بتعصى كلام الكبير بتطلع برا العيلة وما بيبقالهاش كبير ومش بيبقى معاها نكله حتى عشان تشتري

 الكبير دا فمهما تعمل هى مطروده ومحرومه من كل الاملاك بتطلع وحدها من غير عيل ولا مره بتبقي عود فردانى أي

 حد معدى ممكن يكسروا ويا فرحه أهل البلد فيه اللى عايز يبقى راجل يعدى يأخده قلمين ...


ياله من عقاب قاسي، إمتعض وجه "صبا" لمجرد سماعه لكن الاسؤء لم يأتى بعد أستأنف حديثه بقسوة أكبر:

- ‏أما الحريم بقى  دول بيشوفوا عذبهم هنا تحت عنينا وما بيعتبوش باب دارنا ،سجن فى أخر نقطه فى القصر

 وبتدفن بالحيا لا تطول زاد ولا مايه ولا تجرء تعتب باب القصر  ...

لم ينهى حديثه بعد،لكن قست ملامحه وأردف :

- ‏موته يعنى بس بشكل تانى

وبصوت كالنصل البارد أضاف : ‏

- ‏ والعصا لمن عصي.

لا اراديا إنكمشت على نفسها وجف حلقها تعبيره وهو يوصف العذاب الذي سيذيقها إياه أشبه بالسلخ حيا 

رأت بأعينهم جميعا مدى تمنيهم لهذا وشعرت بالوهن امام كل هذه القوة وبات التظاهر بالقوة أمر مكشوف ،قبضت 

على يد الكرس بقوة لتمنع نفسها من قول ما يدور فى عقلها والتوعد لهم فليس من العقل الوقوف ضد التيار.


-انا عايز أفهم بقى اللى حصل من حقى اعرف يا ابويا اي اللى عملته صبا 

هكذا قطع "حسين" كل هذه الموجه العنيفه بطريقه حاده


اجاب "فايز" بضيق واشمئزاز من الحديث عن هذا الامر :

- غلطه وخلصنا ما تفتحش الكلام 

لم يهدأ "حسين" وسأل بقلق :

- ما انا لازم اعرف الغلطه دى حدودها ايه ؟


رد "فايز" مهمهما بإنفعال:

-ما حصلش حاجه تقلق ،بنتك هى اللى اختارت زيد واحنا ما عندناش بنات تختار لولا الفيديو اللى صوروا 

بلال ما كنتش هوافق على اختيارها بس نقول ايه قضاء الله وقدره.


بصعوبه حاول "حسين" الاستيعاب ،وسأل عن شي غامض بالامر:

-فيديو اي ؟!

هتف "فايز" بصرامه:

-انتهينا  خلاص يا حسين ولا انت معترض على الجوازه انت كمان .

اجاب "حسين" نافيا:

-انا مش معترض،،،، بس عايز افهم 


تدخلت "بثينه"فى الحديث وقالت موضحه:

- من حقك تفهم يا اخويا ،،بنتك المحروسه باتت فى اوضة زيد .


وضعت الشك فى قلب والدها وأحرجت "زيد "دون قصد لكن "ونيسه" هتفت بحميه:

-هى اللى راحتلوا برجليها عشان نلغى جوزها من عامر ونوافق على طلبها لزيد بنتك كانت بتلعب بينا زى الكوتشينه.


لم تهتم" صبا" بما يقولون بل ركزت بشده على ابيها مستعده لردة فعل عنيفه قد لا تحمدها أمام الجميع ،من جانب "مها"

 كانت متلذذه بهذه المشاركه العظيمه بإسقاط "صبا" من عين والدها ومساعدتهم لها فى هذا حتى لا تبدوا زوجه الاب 

الشريره كما المعتاد وتكسر القاعده،جدت الوقت المناسب للحديث فقالت ببرائه  :

- انا حاولت كتير معاها لكن صبا هى صبا دايما كسفانى ومش بتسمع الكلام 


تم الشحن،كانت الجملة الاوضح فى التعبير نهض "حسين" من مكانه متجها كالقطار المسرع نحو "صبا "لكنها 

 إستعدت  لذلك فقررت تحتمى بجدها فإنطلق من فمه سبابا اعنا اياها:

-هو انتى ما فيش منك راحه أعمل ايه فيكى تعبتينى حتى هنا ما سلمتش من مشاكلك انتى إيه ملعونه

 ربنا ياخدك يا شيخه 


حزنت بشدة مما قال واوجعها تصديقه لهم دون حتى سؤالها أو خلق تبرير واحد لها فهتفت تسأله  بحزن :

- انت صدقت من غير حتى ما تسألنى ؟معقوله مش واثق فيا؟

 اذداد انفعالا، لا رحمه وصاح بها مهتاجا ومحاولا الوصول اليها:

 ‏-  بتكلمى عن الثقه انتى ازاى قادرة بالشكل دا؟ ازاى بتعتبى وانتى غلطانه؟ 

منعه "زيد" من الوصول اليها وبنفس الوقت صاح "فايز" بعدما ترك مساحه لكشف المستور ورؤية 

رده الفعل من الكل :

-خلاص يا حسين موضوع وخلص وكتب الكتاب  بكرا أهو عايز إي تانى 


صر على اسنانه محاولا الامساك بها :

-عايز اقطم رقبتها 


تشبث به "زيد" لمنعه من الاقتراب منها عندما شعر بأنه قد يفلت من يده من قوة غضبه فهتف مهدا :

-إهدى يا عمى 

نظر "حسين" على فجاه باتجاه وكأنه تذكر شيئا مهما أمسك بتلابيبه فورا وهو يقول من بين اسنانه:

-انت ...انت اللى بات عنده عملت إي حصل ايه ؟

طب دى عيلة وطايشه انت موقفك ايه؟


هنا لم يتحمل" فايز" كل هذه البلبله انفعال "حسين" طبيعى لكن اختلاق مشكلة مع "زيد" قد يزيد الامر سوء نهض 

من مكانه ولكم الارض بعصاه بعنف معلنا غضبه العارم من كل هذا:

- كفايا لحد كدا 

رفع عصاه ليضعها بين زيد وحسين ليفصلهم قائلا:

-ابعد عنه 


وقف "عماد" ليشعل الجو قليلا ويشعل الأجواء بين زيد وأخيه  :

- ما تقدر موقف حسين يا بابا سيبه يفهم من زيد ويفهمنا 

إى طبيعة الوضع بينه وبين بنته 

أردف هازئا :

-مش دا الكبير والكبير لازم برضوا يقدم كشف حساب 


انفعل "فايز" من افعال وخبث "عماد" الذي لا ينتهي والذى يفهمه جيدا فصاح محتدا:

- حسين إرجع مكانك ،جري إي يا ولاد فايز أنا مش مالى عينكم وكل واحد عايز يحاسب 

التانى مكانى ،أنا لو سبت كل واحد لتانى يحاسبه  هيأخد حقه من غير بَينه وهيتبع هواه ومش هيكتفى بقتله

 وهيروح كمان يحاسبه فى قبره .


ردت "بثينه" بضيق :

- أى بينه بتدور عليها انت شايف الغلط بعينك عند الفاجرة دى وبتغطى عليها بالظبط زى ما كنت بتعمل

 زى أمها 


اندفع" فايز" وهو يرمقها بغضب شديد:

- تعالى بقى حاسبى واحكمى مكانى تيجى تقعدى فى المكتب وتحلى انتى مشاكل الناس


سكتت تماما وأحرجت من تجرأها عليه لكنه لم يهدأ بعد وإسترسل وهو يلتف وينظر لهم جميعا:

- لو زيد قال أن الترعه اللى فى أول البلد مافيهاش ولا نقطه مايه هتصدقوا ولا لأ 


لايشك الجميع بما فيهم عمه عماد فى صدق زيد الكل يعرف أنه ليس بكاذب ولا بمخادع لذا جده اختار الايسر

 آلا وهى الثقة التى يثقها الجميع بزيد للدفاع عن صبا


اجابت "ونيسه" بتيقن  :

- هصدق طبعا زيد مش كذاب 


وأيضا أيدتها  "بثينه ":

- زيد عمروا ما كان كذاب 

نظر "فايز" باتجاه "بلال " وسأله:

ـ وإنت يا بلال 

هتف "بلال" بعدما طالبه جده بالحديث :

- الشهاده لله عمرنا ما شوفنا عليه كذب 

وكذالك قال يحيي:

- احنا ما اتربيناش ع الكدب وزيد هو اللى معلمنا دا 


لم ينتظر "فايز" تأيد عماد  لدرايته الكاملة إنه إن كان متأكد لن يفصح بالسانه لذت إكتفى بهذا القدر 

ووجه سؤالا لزيد بجديه :

- حصل بينك وبينها حاجه 


كان سؤالا صعب على نفس "زيد" الاتهام بين الكل صعب حتى وإن كان غير حقيقي والأصعب كان على

 نفس "صبا" التى تسابقت دموعها دون إراده ،نظر الى جده قليلا وكأنه يقرأ ما يدور فى عقله لكن ما في

 قرأه لم يستصيغه اخيرا أجاب مستاء:

- ما حصلش حاجه هى باتت مع مريم وانا كنت بايت فى البلكونه 


لم يضيف أى شي آخر فناب حده عنه بالتكمله :

-أهااا شوفتوا ،،عرفتوا إن إنتوا اللى بتظلموا وإن إنت اللى عايزين تشوفوا كل حاجه غلط 


رفع إصبعه ليوضح نقطه هامه:

-ما بقولش انه ما غلطش ،زيد غلط واتعاقب على دا بعدتوا خالص عن القصر وعن بنته مده مش قليله 

ولازمته بالجواز من بنت عمه وفوق منها بنت شاكر ولا قدر يفتح بقه .


نظر بإتجاه "عماد "واستند بكلتا يديه على عصاه وسأله بإمتعاض:

- مين بقى الكبير يا سيادة النائب ؟


اشاح "عماد" وجهه بعيدا عنه أخجله تماما تصرف "زيد" وتحمله المسؤليه الكامله وقت الخطأ رغم 

أنه يعلم أن "زيد" كان من المستحيل أن  يقبل بالزواج بعد وفاة زوجته 


نظر الى ابنه الآخر "حسين" وقال :

- أظن انك فهمت كل حاجه يا حسين 


اشار لبثينه وأسترسل:

-ما أسمعش نفس حد فيكوا ومهما حصل ما حدش يرجعنى فى شئ سكت عنه أو يفكر إنى سايب الحبل على الغارم .


أنهى حديثه بأمر قاطع:

-المأذون هيجى بكرا عشان يكتب الكتاب والفرح هيتقام بعديها باسبوع .

خدى يا ونيسه مرات ابنك ومرات أبوها وشوفه طلبتها 


لم يخلو وجه "ونيسه" من السخط والاستياء لكنها لم تقوى على الرفض،بينما "صبا "تقف عاجزة عن الاعتراض 

أوحتى الحديث مجروحه بشده من والدها الذى صدق وآمن بزيد الذي لم يعرفه إلا من بضع ساعات وكذبها هى 

وهى إبنته الوحيدة التى تربت فى بيته وعلى يده ،نظرت اليه بيأس لقد فقدت ظهرها وأصبحت بينهم كغصن 

أخضر تتلاعب به  الرياح كيف تشاء .


خرجت مع زوجة ابيها بعدما امتنعت "ونيسه" عن الخروج معهم متحججه بانشغالها فى التجهيزات،لم تكن 

"صبا" واعيه بالقدر الذي يجعلها تهتم بما تنتقيه زوجة ابيها من ملابس واكسسوارات أو حتى مهتمه بالفستان


 الذي اقتنته لكتب الكتاب وغيره من ملابس جديده غير تلك العبايات التى انتقاها لها "زيد" فى السابق مابين فترة

 وفترة كانت تمنحها زوجة ابيها ابتسامة شامته وصفراء وكأنها فى منتهى السعادة لما يحدث لها، لم تكن" صبا"


 فى كامل تركيزها حتى يؤثر بها هذا بل كانت شارده تائهه تشعر وكأنها فى كابوس وتتوالى أحداثه بسرعه كبيره 

وتضيق صدرها انتظرت بفارغ الصبر أن تفتح عيناها وتجد نفسها بفراشها بثقل فوق جسدها والشعور بقيود 

وهميه تقيدها مكانها رغم أنه شعور سئ كان يؤلمها لكن هى تتمنى السؤء لتنقذ من الأسوء ،الحالة التى بها لا تبشر

 بخير واكثر ما يرعبها أنها ما عادت تشعر بالسعادة بالاشياء التى كانت سابقا مصدر سعادتها 


هتفت "مها"بضحكه شامته مشيره الى احد الملابس:

- شوفتى الفستان دا يا صبا  يا خسارة ياريتنى جبته بدال اللى جبناه كان هيبقى لايق على الموقف أوووى 

نظرت "صبا" باتجاه اشارتها وكان فستان أسود من خامة الستان عادت ببصرها نحوها فإستانفت "مها" باستنكار:

-اي دا مش عاجبك ،اصل الصراحه عمرى ما اتخيلت انك ممكن تلبسي فستان أبيض زى البنات ومالوا الاسود ؟


وقفت بوجهها لتستفزها اكثر قائله :

- تعرفى يا صبا انا لو كنت قاعدة ميت سنه افكر فى ازاى هتكون نهايتك ؟  ما كنتش اتوقع الجوازه دى 

 ارمل وعنده بنت وفوق كدا مؤكد ولازم يتجوز عليكى ‏بعد الفرح على طول وهيكسر مناخيرك .

صاحت بفرح :

-ياااا اخيرا ربنا جابلى حقى منك 


كلماتها المستفزة كانت تؤلم قلب "صبا" بشدة لكنها تقف ثابته لا يرمش لها رمش كانت تحتاج للانهيار لكنها ثابته 

وتأبي الانكسار خاصتا أمامها 


-اخيرا هتكسر مناخيرك 

اكتفت منها "مها"ودارت على عقبيها لتدخل الى احد الاقسام الخاصه بالملابس 


بعدها  سمحت "صبا" لنفسها بالبكاء خطت باتجاه احد الأركان وإختبأت من جموع الناس التى تتحرك فى المكان 

وبكت كالطفله مقيده لا تشعر بالامان والرضاء .


يد حانيه وضعت فوق كتفها وهتفت بنبرة تعرفها جيدا:

-مش قولتلك لو وقعتى فى مشكله انا موجود 


رفعت وجهها وسارعت بمسح دموعها لتتعرف على هوية المتحدث من ثم شهقت بإرتياح وقالت:

- عمو رياض 


كانت بحاجه ماسه لكتف تستند عليه ويد تربت على وجعها فكان هو الخيار المتاح والذى ترتاح له

 دونا عن كل المحيطين ،رمقها بنظرة ثاقبه وتسَأل:

- بتعيطى ليه؟ 


اجابته دون تفكير :

- مش عايزه اتجوز وجدو عايز يجوزنى زيد بالعافيه 


ببساطه ومكر هتف :

-ارفضي 


امتعض وجهها وهى ترد عليه:

-رفضت كتير وقالولى مش من حقك 


مط شفتيه بابتسامه غامضه وقال :

-اتمسكى برأيك 

ردت بيأس من استعمال الصلاحيات المتاحه :

- مافيش فايده بيقولوا اللى بيرفض ينفذ الاومر ب...


- ‏  بيطردوه 

ناب هو عنها بالإجابة وقاطعها ،ثم اردف بأعين بارده:

- بس ماحدش قالك إنه بيبقى حــــر 


ضمت حاجبيها دون فهم وهتفت كالمسحوره لمجرد سماع الكلمه فى هذا التوقيت:

- ازاى مش المفروض بيبقى لوحده ومش بياخد عيلته ولاحد من عيلته بيقربله 


حافظ على ابتسامته الغامضه وهو يخبرها ب:

- مش مهم العيله المهم الحريه حياه مافيش قيود ماحدش ليه سلطه عليكى ولا على قراراتك مافيش غير انتى وكيفك والاهم إن ما حدش بيأذيكي  مش لازم تبقى طاوس عشان الناس تنبهر بيك ممكن تبقى عصفور وحر 

اللحظه اللى بيتفتح فيها باب القفص ويخرج منه العصفور بذمتك اللحظه دى تساوي قد ايه ؟!

أردف بإستمتاع:

-رجلك وهى بتحط على ارض ملكك وجناحك اللى بيتفرد والهواء يأخده بعيد احساسك والهواء هو اللى محاوطك  ياااا لحظه ياااا ع المتعه تشوفى الشمس بتشرق والقمر بيطلع من غير ما حد يحبسك وتستمتعى بالدوشه ،لوحدك اه بس حره من غير قرارات وأومر ومواعيد وحده بس أحلي .


عايشها فى حلم يخفق قلبها له اهتمت بكل وصف حتى استشعرت نسيم الهواء على بشرتها تطلعت لعينه وهتفت كالمسحوره :

- بس  العصفور يخرج من القفص ازاى ؟!

رفع حاجبيه معا واجابها :

-يطيرر،العصفور عنده جناحات قويه والباب سهل يتفتح

لو العصفور عايز ،يبقى العصفور يقدر يفتح القفص


اخر كلماته جعلتها تستيقظ واستيقظ معها شعور الخوف 

نظرت له بإمعان ولم تبدى أى تفاعل لاحظ هو وشعر بما تشعر مسح بقايا دموعها وهو يخبرها بهدوء:

- رقمي معاكى مش كدا ؟

أومأت دون إجابه فإسترسل وهو يغمز لها :

- لما العصفور يحب يطير يبقى يكلمنى 


التف عنها وابتسامته اللطيفه لم تغادر ، شردت فى كلماته حتى انها لم تعرف كم مر وقت وهى واقفه هكذا 

دون ملاحظة شئ أو رؤية أي شخص فؤجئت بزوجه ابيها بوجهها التى صاحت بها :

-انتى فين ؟ بقالى ساعه بدور عليكى  فكرتك هربتى 


"الهرب"كلمه سقطت على عقلها كالضوء ،إن كان لاسبيل للخروج من كل هذا سوي الهرب كما قال "رياض "الحريه .


كان بانتظارهم بالخارج "رشدي" يقف أمام سيارته متهجم ومشتت، أقبلت "مها" عليه أولا وناولت الحقائب قائله:

- امسك فى حاجات تانيه جوه هرجع أجيبها 

استدارت عنه وهى تبتسم ابتسامه ماكره قاصدة بذالك اختلائه ب "صبا" التى توجهت بخطوات بطيئة نحو

 السيارة وقبل أن تفتح الباب وقف هو حائلا فنظرت له بحنق وهى تسأل محدده:

- فى اي ؟ 

اذدراء ريقه واستعد لمحادثتها التى انتظرها من مده لعلها تميل له ويظفر بها كما أراد،هتف بهدوء:

- خلاص يا صبا خلصت على كدا هتجوزى ومافيش امل تبقى ليا؟ 


زادها ضيق فوق ضيقها فهو إن كان أخر رجل لن تفكر فيه ،دحجته بحنق وهى تحاول اقصائه

 عن باب السيارة وقالت متزمره:

- ابعد من طريقى 

قال محاولا التأثير عليها :

- يا عبيطه دا المثل بيقولك خدى اللى بيحبك ما تخديش اللى بتحبيه ،انا احسن انا بحبك 


انا مستعد افرشلك الارض ورد وانيمك على ريش نعام انا ....

قاطعته "صبا"محتده:

- رشدى ما تزودش  انت عارف انك لو كنت هتعمل اكتر من كدا انا مش هرضي بيك

 

-ليه ليه بس قوليلى ليه ؟! عشان  اللى حصل زمان  انا كنت بحبك وكان قصدى انك ....

عادت لمقاطعته لكن هذه المرة كانت أشرس:

- كفايا اقفل الموضوع دا وإنساه وأنسانى معاه انت لو اخر واحد عمرى ما هقبل بيك 

تأكد "رشدى"من أن أى محاوله أخري لاقناعها ستكون ضده فقرر إعطائها هنده وبدى

 صوته متأثرا وهو يرد :

- طالما كدا يبقى كفايا فعلا ،عموما لو احتاجتى أى حاجة انا فى الخدمه هكون جانبك من بعيد لبعيد 

وكونى واثقه إن عمر حبى ليكى عمروا ما هيقل هرضي بنصيبى حتى وان كان نصيبى 

إني  احبك من طرف واحد .


لم يؤثر بها اطلاقا حديثه الذى حاول أن يبدو متأثراً مهما فعل هى ليست مجبرة بالتصدق 

بمشاعر لا تكنها له فقط لأنها تشفق عليه مطت شفاها وهتفت ببرود:

- خلصت ممكن تبعد بقى 

شعر بالغضب من برودتها وصاح معنفا اياها:

- انتى ايه يا شيخه ما بتحسيش ؟


رمقته دون تأثير وقدمت بالفعل على دفعه من وجهها قائله بحده:

- ايوا ما بحسش وما تعليش صوتك عليا تانى 


تركته يشتعل ودلفت الى داخل السيارة  لتجلس غاضبه منه ومن كل ما يدور حولها أغمضت عينها 

لتهدء هذا الضجيج الذي يملئ رأسها وتترك مساحة لدرس الفكرة الجديدة التى زرعها "رياض"فى عقلها .


وصلت "مها" الى" رشدى" ورأت حالته التى تبدلت وبات واضحا على وجهه الانزعاج،ضيقت عيناها

 وهى تسأله :

- حصل إيه ؟

اجابها وهو يكافح أن لا يقدم على شئ جنونى قد يضعه فى موقف حرج أكثر من هذا:

- مافيش فايده يا مها منها 

التف لينظر اليها بالسيارة من بعيد ،كانت مغمضة العينان مسترخيه لا تريد ان تري شئ أو تهتم لوجودهم 

بعدما أغضبته ،عاد ببصره نحو "مها" وأردف :

- شوفتى ولا كأنى قولتلها حاجه؟ 


ابتسمت "مها "بلا مبلاه وهتفت :

- قولتلك دى ما ينفعش معها المحايلة 

 قست تعبيرها وهى تستأنف حديثها  بشر :

- ‏دى ما بتجيش غير بكسر المناخير ،إصبر بس لما تجوز" زيد" ويرميها زى الورقه ساعتها هتجيلك راكعه 


هتف بغضب لم يستطيع السيطره عليه:

- انا وانتى زى بعض انتى عايزة توصلى للى اللى عايزاه حتى لو دا على حساب اخوكى

 وانا كمان عايز اوصل لللى عايزه حتى لو على حساب رغبتك انتى ،فوقى كدا وساعدينى بدل 

ما أهد المعبد ع اللى فيه واخدها بالعربيه دلوقتي وما تعرفيش لها طريق 


ربتت على كتفه كى تهدأه قائله بتربس :

- هدى نفسك يا بوص دى انا اللى مربيها مهما انت عملت فيها مش هطفى نارى سيبها لزيد وعيلته 

ودول اللى هيخلوها تيجى تحت رجلك راكعه ،،اصبر وهتنول .


كلماتها لم تهداه لكنه كان مجبر على الهدوء مهما فعل الآن لن يكون فى صالحه ،اتجه الى سيارته ليقود بهم نحو القصر من جديد ظلت عينه ثابته على انعكاسها فى المرآه وهى تأبى فتح عيناها يعرف أنها مستيقظه لكنها لا تؤكد ابدا هذا .

وصوا اخيرا الى ساحة القصر الداخليه وخرجت مها من السيارة وطلبت منه أن ياتى بالاغراض الى غرفتها وتركت 

صبا خلفها ،نزلت من السياره ولم يسمح لها رشدى بالمرور 

وقف مجددا امام باب السيارة ليمنعها من الابتعاد اسند يده الى جانبى السيارة ليحتجزها قائلا:

- اسف لو كنت ضايقتك بس غصب عنى لازم تفهمى ان دا الحب للى بجد يا صبا 


لم تعى ولم ترد أن تفهم كلماته كانت تريد أن يبتعد عنها بأى شكل فهى تخشاه وتخشي قربه منها فصاحت متعجله:

- خلاص بقى ممكن تبعد 


ببساطه ابتعد عن طريقها وحررها مبتسما بلطف وهو يقول:

-زى ما تحبى ،انا مش قاصد اذيكى انا بحبك 


لم تقف معه وهرولت للداخل هربا منه .


"جاء اليوم الموعود "


يوم "كتب الكتاب"اليوم الذي سيتغير به كل شئ فى القصر، تجهز الجميع  الكل مستعد للفرح

 لكن القادم المجهول لا يستعد له أحد. 


وقف "زيد" امام المرآة يرتدى بدلته السوداء رأسه يضح بالتفكير رغم صمته يسأل نفسه بسخرية :

- خلاص كدا يا زيد ببساطة كدا هتجوز تانى مش كنت خلاص قفلت الباب وقولت انك اتظلمت


 ومش ناوى تظلم حد ولا تدوق حد احساس الظلم اللى دوقته 


قلبه كان يعتصر وهو يتجهز لمناسبه كهذه بعد مده كبيره الإصرار والتمسك بموقفه اليوم مجبرا 

على القسوة أولا على نفسه ليتررد صوت انعكاسه فى المرآه :

- هتظلم اتنين نهى وصبا ولا واحده فيهم هترتاح معاك 

ولا واحده فيهم هتنصف بالذات معاك انت وهتأذيهم زى ما أمك إتأذت ويا عالم "مريم" هى كمان هتيجى

 فى السكه ولا لاء 


يعرف انه مقبل على شئ مظلم خطر سيرمى بنفسه فى محيط هائل دون أى وسيلة نجاه سابقا فعل ذلك وخسر تزوج دون أى مشاعر بأمر من جده وعاملته غاليه كما يحب أى رجل أن يُعامل لكنه لم يستطيع أن يبادلها الحب أو حتى يرد لها جزء مما قدمته اليه ظلمها كما ظلًم ودارات الدوائر ، دافع عن نفسه حتى يخفف وطأت  الأمر 

على قلبه:

- صبا كدا كدا مش عايزانى واكيد مش هتعاملنى زى ما غاليه عاملتنى دا هيريح ضميرى شويه انا مش مجبر أديها مشاعر اصلا لأن هى عايزه عند وبس ودا أنا أقدر عليه 


عاد ضميره يؤنبه ويسأله :

- طيب هى صبا كدا مش مظلومه 

كاد يكسر المرآه وهو يلكمها بقوة وغضب تألمت يده لكنه لم يهتم عاد يصيح بضميريستجدى منه الرحمه:

- خلاص كفاية كدا ارحمنى انا ما ظلمتش حد ومش هصلح الكون وحدي هى اللى جات فى سكتى هى اللى 

جابتوا لنفسها ثم انى لو سبتها هتضيع ،معايا انا أمنن 


اجابة سخيفه كانت من ضميره :

- اتحجج انت مش مؤتمن اصلا حتى امك مش عارف تأمنها من عمك تنكر انك بتحط رأسك ع المخده وخايف منه لا يأذيها عشان انت دوقت شره وجربت غدره، تنكر انك كل يوم بتصحى وانت خايف ليخلص عليها ومش مطمن من ناحيته ،تنكر انك بقيت مش حاسس بالأمان على امك ولا بنتك ولا حتى على نفسك.


اكتفى "زيد" من هذا ما عاد هناك تراجع إما أن يقوى وينجوا بعائلته أو يستسلم للانهزام الذي بداخله ويضيع عائلته 

اغلق هذا الباب لن يفتحه مجددا اليوم يوم جديد وبداية جديده سيدعس على الماضي ويبدأ عصر جديد لن يلوم نفسه على قسوة أو ظلم كل ما يراه صحيح سيفعله لن يوقظ ضميره مجددا لا يريد الانهزام ولا يريد سماع أى صوت غير صوت العقل.


"فى غرفة صبا "


لم تغمض لها عين من أمس من كثرة التفكير لم تفكر البته فى كتب الكتاب وإصدار حكم المؤبد عليها 

تفكر فى الحريه رأسها لم ينشغل عن هذه الفكرة بأي شئ أخر ولا حتى بيد زوجه ابيها التى تولت مهامه

 تزينها بعدما ارتدت فستانها الفضي الضيق وتعمدت كشف شعرها كي تفتعل مشكلة بين زيد وبينها حتى

 لا يبقى لها ذكري سعيده فى أى لحظه تعيشها أو حتى تذكرها وليبدأ سوادها الأعظم .


الوجع كان ينخر قلبها وهى مستسلمه تحت يد زوجة ابيها 

بعد قليل ستباع كالجاريه لزيد "زيد" المتعصب الغاضب المتشدد الذي لم يتأكد أحد من وجوده على قيد الحياة اصلا ستتزوج برجل له ماضي رجلا قلبه عالق بزوجته المتوفيه وسيتزوج ايضا بعدها ستكون اكثر شئ تكره ستكون زوجة أب لطفلة تمنت أن لا تعيش ما عاشته هى وأن لا تعاني مثلما عانت تكره هذا تكره أن تتغير كما تغيرت "مها"معها بعدما كانت اقرب مربيه لقلبها وبعد وفاة والدتها صارت أشرس زوجة اب عرفتها وعرفت جيدا كيف تؤلمها تحولت من شخص تحكى له كل مخاوفها لشخص يستغل كل ما حكته ضدها تعرف مواطن الألم  وتضرب.


- كدا خلصنا يلا بقى عشان كلهم مستنينا تحت 


استمعت لها جيدا لكن صوتا واحدا كان يتردد داخلها الا وهو :

_ العصفور يستطيع أن يفتح الباب 


 وانصاعت دون نظر الى نفسها والاتمام لتتحرك مع زوجه أبيها نحو الاسفل كل ما ستفعله جرت قلم

 لكن وكأنها ستقدم على الانتحار تمشي بثقل وألم تجر أذيال الخيبه مشيت وهى تشعر بالتشتت والضياع 

حتى ظهر "زيد "في مقابلها لا يقل عنها بؤسا وتشتت لكن رؤيتها بهذه الزينه الصارخه والفستان الضيق

 أنسته كل شئ واشتعل ضيقه وصلت اليه قبل أن يتحرك هو فإندفع يسألها بحنق:

 ‏-اي اللى انتى لابساه دا؟!


فاقت هى الآخري من حالتها الشارده ونظرت الى نفسها لتسأل نفس السؤال باستنكار:

- ايه اللى انا لابساه 

تحسست شعرها وزفرت بضيق لم تنتبه لما فعلته زوجة أبيها ،صاح من بين اسنانه بحده:

- انتى مش عارفه إن تحت فى رجاله غريبه عنك؟! امشي غطى شعرك وداري رقبتك  

ولا اقولك غيري هدومك دى 


تدخلت زوجه ابيها لتقول ببرود:

- ما ينفعش يا زيد جدوا بعت اكتر من مرة ومافيش وقت ننفذ كل دا وبعدين دى ليلة فى العمر


 اتبسط يا عريس 

هم ليرد عليها لكن زعق جده مناديا من الاسفل:

- زيد انزل يلا 

اجابه وهو يحاول اخفاء غضبه:

- حاضر يا جدو نازل اهو 


اشارت له "مها" بالنزول قائله :

-انزل بقى الناس فى انتظارك يا عريس 


خطت معه للاسفل بينما "صبا" لم تهتم بشئ كل ما فى رأسها هو كيف تفتح الباب كيف تنقذ نفسها من كل هذا 

وتطير بعيدا ....


"بالاسفل "

اجتمع والدها وجدها وعمها وشباب العائلة ومعهم رشدى الذى كان لا يستصيغ ما يحدث لكنه يحاول الثبات

 معهم المأذون نزل "زيد" و"صبا" تسبقه مع زوجة ابيها ،هرول خلفها ليوزيها عندما لاحظ أنظار الحضور 

التى حطت عليها ،فأوقفها وهتف محتدا :

-روحى اقعدى على جنب 


رمقته بدهشه وهتفت ساخره :

-وبالنسبه لكتب الكتاب دا هتكتبه على نفسك 


تخنقه وتستفزه  لكى ينهى الأمر من جانبه لكن الآن مستحيل، اشار الى ركن بعيد 

ومن بين اسنانه هدر :

- روحي وهنجبلك الورق  لحد عندك مش هتوقفى قدام الشباب دول كلهم باللبس دا وبشعرك 

اللى قولتك مليون مره غطيه 


قلبت عينها بملل اصلا هى رافضه الاأمر تتمنى لو يغضب ويرفض ويهدم هذه الحفل على رؤسهم لكنه فجأئها بالعكس

 فصرت على اسناها وهتفت بتحدي:

- انت هتبدا بالعند انا مش هروح فى حته وإوعا تفكر تتحكم فيا تانى 


فهم جيدا ما تريد ان توصلهم اليه مع ان اسلوبها الفظ لا يقبله لكن كان عليه ان يهدأ حتى لا تنال غاياتها 

حرك رأسه بيأس وقال:

- صدقينى مافيش فايده من اللى بتعمليه دا ،مافيش غير انك بتستفزينى انا وبتضغطى عليا انا ودا مش حلو عشانك ...روحى اقعدى هناك  ما تحرقيش فى دمي اكتر من كدا .


فهمت انه كشفها لذا قررت الانصياع اليه حتى لا يشك بفكرتها الشيطانيه القادمه هتفت بتحدي:

- انا هروح اقعد هناك وهريحك صدقنى هريحك خالص بس يا رب انت ترتاح 


التفت لتجلس وحيده فى جانب بعيد بعدما غادرت زوجة ابيها هى الاخري الى الجمع ،وكأن ما يحدث

 لا شأن لها به ستضع امضائها ويتنهى عصر حريتها ستدخل بقدمها القفص ولن تستطيع أن تحلق من جديد .


-"مريم "

نادتها وكأنها طوق نجاه ،عندما رأتها تتحرك بمقابلها وتحتضن هرتها الاليفه بين يديها  كان جميلة ونظيفه تماما 

كقطتها ذوق" زيد" عالى فى اختيار  اللون الابيض وأعلى أذنيها لون بنى وكذالك على اطراف اصابعها وانفها عيناها عسليه وصغيرة الحجم بقدر الذى يجعل "مريم" تحملها بيد واحده  ،أشارت  لها بحماس لتتقدم نحوها "مريم" إحتضتنها على الفور بعدما منعت من الوقوف بجانبها اثناء الحفل :

- كل سنه وانتي طيبه يا مريومه ،إي القطه اللى شبهك دى 


اجابت "مريم"وهى تحرك يدها على فراء قطتها الناعم بابتسامه:

- صاصا ..


ابتسمت "صبا" وغمرتها السعاده عندما استمعت الى تسميتها ،أمسكت بيد "مريم" وقبلتها بإمتنان

 فهى فى حياتها كلها لم يذكرها أحد ولم يحبها أحد بقدر أن يسمى شئ جميل يخصه بإسمها :

- انتى جميلة أوى يا مريم أجمل من إن يكون ليكى مرات أب ،حتى ولو كنت أنا 

عبس وجه "مريم" وكأنها فهمت ما قالته ثم التفت لتقول غاضبه  بشكل متقطع :

- انتى هتخطفى...... بابى حبيبي .......منى،،،،،،، ،وهتحبسينى،،،،،،،،، 

،وتضربى مريم وتشدى،،،،شعري،،،،كدا صاصا وحشه مريم حلوه 


لم تقاوم "مريم" البكاء وبكت بصوت عال وصل الى مسامع الحاضرين ،وجعل" زيد" يتشتت التف لينظر إلى

 ابنته ولم يفهم سبب بكائها وهى بجوار "صبا" إلا بشكل واحد أن "صبا" تأذيها أو تحاول هدم الأمر كله عن طريق

 إغضاب مريم وإغضابه ،استأذن من بينهم لينطلق نحوها بغضب عارم 


وصبا مصدومه من مما قالته "مريم" فتشبثت بذراعيه لتسألها :

-مين اللى قالك كدا ؟!قوليلى  ...ردى 


اذدات "مريم"فى البكاء  والخوف مما جعل" زيد" يتأكد من ظنه" صبا" تستفزه بإبنته ،وصل اليها ونهرها 

قائلا وهو يضم ابنته الى احضانه أولا:

- إيه اللى انتى بتعمليه دا ؟!


نهضت "صبا" من جلستها ووقفت بوجهه وهى تساله متحيره:

-انا ما بعملش حاجه انا مش عارفه مريم بتعيط ليه ؟!


صر على اسنانه وهتف غاضبا:

- قولتلك اللى بتعمليه مافيش منه فايده

أدرف مستاء :

- ‏ حرام عليكى تأذي بنت معقول غبائك وصلك للدرجه دى من القسوة


ضمت حاجبيها باستنكار غير مستوعبه افترائه عليها وهتفت بضيق من سؤء ظنه:

-إي اللى بتقوله دا ؟انت معتقد انى ممكن أذى مريم ؟ 


رمقها بنظره غاضبه من وقت ما رأها وهو يحاول كبح زمام غضبه لكنها أطلقت سراح شياطينه بإيذاء "مريم" 


لم يجد لها أى عذر فيما حدث لقد سبق وهددته مما صعب عليه حُسن الظن بها فهتف محذرا:

- قولتى قبل كدا انك هتقلبيها حرب وقولتك موافق بس خلى الحرب دى بينى وبينك طلعى مريم وامى منها 

 وأى حد يخصنى وحاربينى وجها لوجه 

استائت بشده  من قصر تفكيره نعم كانت تنوى الانتقام و إن أتيحت  لها الفرصه لن ترحم أحد لكن بالطبع" مريم"

 ستكون بعيده ،كم كرهت أن لا أحد يصدقها ولا يثق بها كم عانت من ذلك ويبدوا أن "زيد" افرج عن ما بداخله 

  وفى لحظه غضب ،ودون وعى باعت كل شي وتخلت عن أي  شي و صاحت به بغضب :

- إشـــبــع بــيــها وبـأمــك 


اتسعت عيناه من فظاظة اسلوبها ورودها التى تفتقر  للادب من بين أسنانه سحق اسمها قائلا :

-صبا ،،،،

- صبا نداء آخر تبع ندائه لكن بهدوء كان لوالدها الذى قطع المشاجره التى أوشكت على الانداع

 وهو يقدم بين يديه عدة اوراق قائلا :

- ‏امضي على عقد الجواز يا صبا 

التوقيت قاتل كيف سترتبط بهذا الشخص شخص لا يثق بها شخص لا يفهمها ولا ينتظر منها أى شئ ابدا كيف ستأمنه وهو لا يأمنها وما زادت الطين بله والدها الذي تعامل ببرود أثناء نهر "زيد "لها وكأنها لا تهمه وليست من لحمه ودمه لم تشعر بمساندته لها ولم تتوقع منه التبارد فى المعامله وعدم تصديه لزيد وفوق ذلك يأمرها بوضع إسمها على  صك العبوديه لهذا المخلوق ،لم يبقى للرفض مجال ولن تنتظر للصباح فالتمضى الآن ولتحرقهم جميعا فيما بعد ،الحساب يثقل وهى لن تنسي لكلا منهم أى شئ لديها ذاكره لعينه تذكرها بكل شئ فى المساء .


امسكت القلم من بين اصابعه وخطت امضائها وكذالك وضعت بصمة يدها، كل شئ فعلته بسرعه حتى لا تترك

لمشاعرها  مجال ،انشغل "زيد" بتهدئة "مريم" دون أن ينظر بإتجاهها لقد إستولي الغضب عليه وما عاد يود النظر

 اليها بعدما فطرت قلب صغيرته .

انتهت "صبا" وسلمت الاوراق لوالدها وهتفت  بعصبية:

- خلاص كدا ولا فى حاجه تانيه 

اجاب والدها وهو يطلع على الاوراق التى بيده،مط شفتيه بإبتسامه كمن ربح بيعه  وقال مبتهجا :

-لاء عال ،،الف مبروك يا صبا ،مبروك يا زيد


 تركهم لينضم  لباقى أفراد العائلة ،فتبعته "صبا" لم تقوى على الوقوف بجانب "زيد" ولم تريد تنفيذ أومره 

فذهبت لتقف بينهم دون إعارة رفضهم لها أى اعتبار مادام الامر يغضبهم وزواجها ليس على هوائهم فلتستفزهم

 جميعا ولتحرقهم وتحترق معهم .

 ‏وقفت بجوار والدها وزوجة أبيها عينها كانت زائغه مترقبه تدور بهم بتفحص وسرعه لو كانت الأعين تتكلم

 أو يفهمها احد لأدرك كم هى مخذوله تائهه خائفه من الجميع دون استثناء .

 ‏

 ‏ لاحظت كم الحزن والاستياء على وجه" ونيسه" وكذالك "بثينه" وبلال "ويحيى" الكل لا يرغب بها وهى

 أيضا لا ترغب بهم ، زوجه أبيها تبتسم بشماته لتغيظها ورشدى يأبى أن يخفى نظراته المتحسره تجاهها،اثناء

 انشغال جدها بتوديع المأذون استمعت بلال وهو يميل نحو رشدي ليهمس له :

 ‏- هى لابسه ومتزوقه كدا ليه حد قالها إن انهارده الدخله ؟

 ‏اذدرات ريقها بخجل لكنها لازلت تحاول الصمود أمام الجميع ،وقف "زيد" الى جوارها كتفه على مقربه

 من كتفها  وهتف بصوت حاد رغم خفوته:

 ‏- انتى مصره تنرفزينى ،عاجبك منظرك  والكل بيبص عليكى 

رغم تأيدها كلامه وفهم ما يقول بشكل صحيح إلا انها كانت بحاجة للمعارضه لتشعر بأنها قد انتصرت 

عليه ولو فى موضع واحد فاجابته معانده:

-اه عاجبنى  وعاجب الكل انت اللى باين عليك ما بتفهمش 


اجفل وهو يحاول التماسك مكورا قبضت يده حتى لا يرديها قتيله سحق الكلمات بين أسنانه قائلا:

- اللهم طولك يا روح ،أنا فاهم نظرة كل واحد نحيتك وعارف بيقولوا إى من غير ما أسمعهم 

شعرت بالحرج مما يقول وسالته بقلق:

-هـ...يكونوا بيقولوا إيـه يعنى ؟


زجرها بضيق محاولا أن لا يعلو صوته و لا يلاحظ أحد الحديث الذي يدور بعصبيه بينهم :

-لأ دا انتى غبيبه فعلا ،اطلعى كدا من سكات إسترى نفسك وتعالى .


امسكت "مها" براسغها وهى تتدعى السعاده والمرح وهتفت بصوت عال موزعه نظرها بينها

 وبين الحاضرين:

- الف الف مبروك يا صبا إي يا جماعه ما فيش زرغوطه ولا ايه؟!


لم تجد تفاعل من الحاضرين غير نظرات ونيسه وبثينه الساخطه والتى تبدوا أرواحهم على وشك الصراخ 

فجأه وبدون مقدمات علت زرغوطه عاليه بصوت رنان 

طويلة المدي من جانب "صبا" كانت كالصاعقة على الجميع أدهشتهم بجرأتها وإستفزتهم واكثر المذهولين 

والغاضبين كان "زيد" الذى نظر بإتجاهها مذهولا مما تفعل تبدوا غير متزنه أو شريرة لحد مخيف، صدمته

 أغفلته عن ايقافها ومنعها ،حتى إنتهت واعينها تلمع بالبكاء هتفت بصمود مدعيه الفرح:

- ازغرط انا لنفسي شكلهم ما بيعرفوش كلهم 


امسكت" بثينه" بيد الكرسي وهمت بالنهوض لكن منعتها "ونيسه "بأن أمسكت يدها وتوسلت بخفوت:

-اقعدى ابوس ايدك ابوكى مش هيعديها لو ضربتيها 


هتفت" بثينه" من بين اسنانها :

- مش شايفه الفجر سبينى أقوملها اضربها على بقها 


صاح رشدى فرحا:

- الله ينور 

رفع هاتفه واقترب منها ليشعل الأمر اكثر وهو يقول :

-واحده تانيه عشان نسجلها صوت وصوره 


هنا رأت " صبا " نفسها واكتشفت نصفها العلوى الشبه مكشوف بسبب ارتفاع  يد "رشدى "للاعلى بكاميرا الهاتف لتكشف المستور وترى نفسها كما لايريدها "زيد "،للمرة الالف تتأكد أن كلامه صحيح وليس من طبعها هذا التعري

 وأن "زيد" لديه حق فى رفض ذلك ونهرها عليه ايضا ،وها هو" رشدى" يقترب منها ويريها كم كانت  كالسلعه

 الرخيصه لكن من ينقذها الآن من التقاط الصور المتتابعه من "رشدى "لهم معا 


تدخل "زيد" ودفع يده بحنق وهو يزمجر فيه:

-انت اتجننت ولا ايه ؟

تشنج "رشدى" من دفع يده واجابه غاضبا:

-أي اتجننت دى باخد صورة للذكرى 

صاح به "زيد" وقد اشتدت لهجته وتحولت لعنف:

-  أنا سمحتلك ،ولا هو فرح امك عشان تصور فيه بقلب جامد كدا؟


إنفعل "رشدى" من نهره وراح يرد عليه بغضب:

 

-احترم نفسك 

لم يهتم "زيد "لغضبه أو غيره وأجابه محتدا:


-‏انا اللى احترم نفسي ولا انت ،هو انا مش مالى عينك عشان تستأذنى قبل ما تصور ولا ء


فهمت "ونيسه" وبثينه سبب حدة "زيد" وغضبه فقطعت "بثينه "هذا بأن صاحت مؤنبه:

-خلاص يا زيد مش هنعيد الخناق تانى 

ونظرت باتجاه "صبا" و أهانتها بقسوة:

- وانتى اطلعى استرى نفسك بلاش قلة أدب ولا انتى عاجبك تجيبى كل شوية المشاكل 

انهت جملتها التى سقطت على "صبا"كدلوا بارد :

- قلة حيا بصحيح


صوت طلقات متواليه فى الهواء جعل "صبا" تنتفض على فجأه لم تعاد هذا ،الحمد لله أن وجدت شي آخر يغطى على   حرجها مما تقول عمتها أمام الحاضرين ،لاحظ زيد انتفاضها وحاول الاقتراب منها وطمانتها لكنها صعدت بسرعه للاعلى فاره من الكل وحتى نفسها .


"بغرفتها "

الآن تجلس على كرسي قريب من مرآتها شاردة الذهن وعلى غير سجيتها الصمت الذى حولها ينافي ما بداخلها النور المضاء حولها لا يؤثر على ظلمتها الداخلية أبدا وكل الابيض من حولها بداخلها مضاد تماما انحسرت داخلها ومر على ذاكرتها كل سؤء تعرضت له منذوا أن ولدت وحتى هذا اليوم المشؤم الذى نهرها به الجميع 

وهذا جعلها تقوي أكثر ولا تخشي القادم بالتأكيد لن يحدث لها أسوء من ذلك.

"كثرة الضغط يولد الانفجار "

وهذا ما تتعرض له "صبا" وهذا ما جعلها تؤيد فكرة الفرار وبشده ،نهضت لتبحث فى حقيبتها عن هذا الكارت الذى اعطها اياه "رياض" ليساعدها فى الفرار وليكن عونا لها عندما تخرج من هنا بلا رجعه، نقلت أرقامه بدقه إلى هاتفه 

وضغطت زر الاتصال إستمعت للجرس وهو يتوالى بفارغ الصبر لن تسمح لعقلها بالتدخل لحظات وسمعت صوته 

المجيب بـ :

ـ ألــــو

إذدرأت ريقها وإستعدت للقول بجرأة وبصراحه :

ـ عمو رياض أنا صبا ، أنا جاهزه أخرج من القفص 

 أخبرته رغبتها دون أن تخشي أى خطر فبعد ما رأته فى حياتها وهذا اليوم تحديدا  ستكون هى الخطر.....


             البارت العشرون من هنا 

لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

        


           

تعليقات