قصة جميلتي المجنونة
البارت الثاني 2
بقلم آلاء اسماعيل
منار بعد الحادثة دي ساء وضعها و رجعت المسكينة لمستشفى المجانين
و في الوقت ده كان متعين طبيب جديد و جرب معاها علاج جديد ده غير إنه بقى متابع حالتها بشكل خاص و منع عنها أي معاملة سيئة من طرف الممرضات و فعلا بدأت ترتاح و تتجاوب و عقلها رجع مش زي الاول طبعا بس النوبات اللي كانت بتجيها اختفت بعد 3 اشهر من بداية العلاج الجديد
اكثر حاجة فوقت منار من الوضع اللي كانت فيه هي الحكايات اللي كانت بتسمعهم في المستشفى
كانت تسمع حكايات غريبة عمرها ما سمعتهم في حياتها
البنت اللي لقت امها مع جوزها فقت'لتهم هوما الإثنين و اتجننت بعدها
و الست اللي اتجننت لما ولادها الإثنين هربوا لأوروبا بعدما اخذوا ذهبها و باعوا البيت و اخذوا ثمنه و جيه اللي اشترى البيت رماها في الشارع ، اللي حاطط نفسه نبي مرسل و اللي أصحابه شربوه مهلو'سات عشان ناجح اكثر منهم لحد ما اتجنن
المهم انها حكايات أعجب من العجب و ده اللي خلاها تبذل كل جهدها عشان ما تفضلش في المستشفى ده
بعد سنة و نص من العلاج طلعت منار و عقلها عاد أحسن من الاول و اتجاوزت قصة أنس بقى همها الوحيد إنها ترجع تختلط بالمجتمع من جديد رجعت بيتهم و كان الكل في عيلتها يعاملها بشكل طبيعي بتعليمات مشددة من الدكتور و بدأت منار تساعد أمها في شغل البيت الغسيل و التنظيف و الطبخ ،تضحك و تحكي من جديد
المجتمع عالعادة ما بيرحمش الجيران و العيلة الكبيرة
محدش بيتكلم معاها ، بتسمعهم بس من بعيد المجنونة جات المجنونة راحت ،
مع انها بعيدة عن الكل و مش بتحتك بحد غير عيلتها بس الناس مش سايباها في حالها
طبعا بعد اللي حصل محدش هيفكر يتجوز منار رغم انها حلوة
حتى اخواتها رغم انهم بيعاملوها عادي في البيت بس محدش يقدر يطلع معاها عشان كلام الناس
مش سهل ان بنت في سنها تتحمل عذاب كبير زي ده
في يوم كانت منار لوحدها في البيت و قاعدة جوة المطبخ بتحمر بطاطس و بعدين افتكرت انها ما قفلتش الشبابيك راحت تقفلهم و نسيت الطاسة اللي فيها الزيت فوق النار و ما شمتش ريحة حريق ، لما افتكرتها دخلت جري تطفي النار من الخضة حطت مية فوق الزيت و ولعت الدنيا كلها
الحمد لله ان النار ما وصلتش لوشها بس ايديها اتحرقوا و الدخان بقى مالي الشقة و طلع من الشباك
الناس كلها شافته بس محدش قرب منهم يشوف ايه الحكاية
فريد عالعادة كان قريب من المكان لإنه من لما سمع انها طلعت تاني من المستشفى و هو بيحاول يعرف أخبارها او يقابلها
اول ما شاف الدخان طلع جري عندهم لقى الباب مفتوح و هي قاعدة برة و تبكي ايديها الإثنين مشلفطين بتبصلهم بخوف
طفى النار و فتح الشبابيك كلها و قفل باب الشقة و اخذها بالعربية و راح بيها على اقرب مستشفى وسط نظرات الناس المستغربة
عملوا لها اسعافات اولية و رجعت البيت و هنا لقت عيلتها رجعوا و كانت الكارثة
كانوا بيدوروا عليها ف كل مكان و اتصدموا لما لقوا الدنيا مولعة و الدخان مالي الشقة
اول ما دخلت منار مع فريد الكل التف حواليهم
فريد : الحمد لله على السلامة ...هي كانت ناسية الطاسة على النار بس حصل خير انا طفيت الحريقة و زي ما انتو شايفين مفيش حاجة
رجب : مفيش حاجة ازاي دي كانت هتحرق البيت !!
فريد بإحراج: بس محصلش حاجة ...المهم عن اذنكم
فوزية : اشكرك يا ابني لانك انقذتها
فريد بأدب : العفو يا طنط سلامتها .
طلع فريد و قفل رجب الباب وراه و اول ما ده حصل سمعهم و هوما بيهجموا عليها
ابوها بيضرب فيها من ناحية و بيصرخ في وشها
- كنتي هتولعي في البيت اللي حيلتنا يا مجنونة !!
اخوها بيضرب و اختها بتشتم فيها محدش قالها حمد لله على السلامة حتى إلا أمها اللي جريت عليها مسكتها من ايديها تشوفهم و هي بتعيط
- اوعة انت و هو البنت عيانة و انتم بدل ما تشوفوها مالها بتخضوها اكثر ماهي مخضوضة ,! تلاقيها يا حبة عيني اترعبت لما كل ده حصل و هي لوحدها !!
رجب - يعني بعد كل اللي حصل شايفاها ضحية ! افرضي الولد ده ما لحقهاش و عفش الشقة و الحاجات كلها اتحرقت كنت هجيبها منين هاااا ؟؟؟!
- كل حاجة تتعوض إلا بنتك يا راجل !!
رجب بتذمر : بالناقص من دي بنت 😏
كان فريد بيسمع كل كلمة بتتقال عنها و قلبه بيتقطع عليها و مصدوم ازاي بيعاملوها المعاملة الزبا'لة دي مع انها كانت مدللة قبل كدة و طلباتها مجابة
نزل و هو مقرر أهم قرار في حياته
في بيت فريد
- ماما انا قررت اتجوز
سهير- بجد يا ابني ؟؟ مين سعيدة الحظ بقى !
- منار بنت عم رجب المحاسب
سهير بصدمة :منار المجنونة!!!!
- اه منار بس مش المجنونة ...هي اتعالجت و بقت طبيعية كانت فترة من حياتها و عدت
- لا يا فريد مجنونة وستين مجنونة كمان و انا مستحيل اوافق انك تجيبلي للبيت وحدة عقلها خفيف
حاول فريد بكل الطرق يقنع اهله يوافقوا عليها من غير أي نتيجة في الاخر قرر يروح يطلب ايدها لوحده
طبعا اهلها ولا يهمهم في أهله ...أهم حاجة ان فيه حد طلب ايدها ، وافقوا على طول و من غير شروط حتى و لا طلبوا ذهب ولا أي حاجة المهم انهم يخلصوا منها
محدش سألها عن رأيها و في الحالة دي يعتبر هي مالهاش رأي مادام كدة حدة محدش هيطليها غيره
بعد شهر قرر يكتب الكتاب و ياخذ عروسته
و اشترالها ذهب و كل حاجة من غير ما تطلبها حتى
جيه لوحده بعربيته و أخذها من بيتهم بعد ما اشترالها فستان ابيض بسيط بس كانت حلوة اوي رغم انها خاسة من وزنها الكثير
دخلت الاوضة معاه و هي ماسكة شنطتها و خايفة
- ما تخافيش يا عروسة انا مش هأغصبك على حاجة أبدا
براحتك خاااالص
سابها تغير فستانها و دخل الحمام
لما طلع كانت لابسة بيجامة بينك لطيفة و عاملة شعرها كعكة
راح حاضنها من ورا و شامم ريحتها بحب : نورتي دنيتي يا روحي ...مش مصدق انك بقيتي مراتي
انتفضت بخوف بين يديه
- ما تخافيش تعالي ننام أكيد انتي تعبانة
احتضنها و ناما سوية
كانت تشبه الاطفال و هي نايمة جوة حضنه لدرجة أنه ماجالوش نوم و طول الليل بيتفرج عليها
دخل أنس شقته في وقت متأخر فإستقبلته فريال بعناق جريء و هي ترتدي قميص نوم قصير لا يكاد يخفي شيئا من جسد"ها
لم يتفاعل كثيرا مع لمساتها مما اثار تذمرها
- خير !! شايفاك داخل مخنوق يعني ؟
- ولا حاجة ...ضغط الشغل بس
فريال بشك: ضغط بردو ؟؟
أنس بتعب: هيكون ايه غيره يعني ؟؟ 🤨
- مش عشان حبيبة القلب اتجوزت النهاردة ؟؟
- تقصدي مين !!؟ المجنونة ؟؟ و انا مالي و مالها ما تتحر'ق !
-الله !! احنا هنكذب على بعض ولا ايه ؟ ما احنا عارفين اللي فيها 🙄
أنس بزهق- اللي هي ايه مش واخذ بالي يا فريال 🙄 😏
-انها ما اتجننتش الا بعد ما سبتها .. عارف انها مكانتش بتحب حد غيرك...و دلوقت بقت لواحد تاني يمكن عشان كدة مخنوق!
- فريال انتي بقيتي بتتخيلي حاجات لوحدك و تحلليها و تفسريها لوحدك كمان ... انتي عارفة اني اخترتك انتي و سبتها
- بس عارفة كمان انك بتحبها هي و عمرك ما حبتني..
اقترب منها و عانقها بشغف : مين قال كدة ؟ اومال اتجوزتك ليه ؟!
تمنعت فريال بدلال قائلة بحزن مصطنع : انا عارفة انها أجمل مني بمراحل و مفيش مجال للمقارنة ما بيننا أبدا
- و مع كدة اتجوزتك انتي عشان محدش بيعرف يدلعني غيرك يا جميل
- يعني لو كانت هي دلعتك مكنتش بصتلي نص بصة حتى 😏 انا حافظاك يا أنس و عارفة ان قلبك كان معاها طول الوقت
أنس بتعب: ايه لزوم السيرة الز'فت دي
انا اصلا ما عرفتش بخبر جوازها غير قبل شوية من ورد
بصي انا مش عايز اتكلم عنها قلتلك تعبان من الشغل بلاش تحوري في الكلام كثير و سيبيني اغير هدومي و اتخمد
- و السهرة اللي انا مجهزاهالك ؟
- هنسهر يوم تاني يا فريال قلتلك مهدود حيلي من الشغل
دخل غرفته بتعب فجزت على اسنانها بضيق و دخلت خلفه.
في اليوم الموالي
في بيت فريد
استيقظت فوجدت نفسها بين احضانه و هو يتأملها بحب
ابتسمت و قد علت وجهها حمرة خجل
- صباح الخير
فريد بحب : صباح النور
منار بكسوف: انت ..انت صاحي من امتى ؟
فريد بتوهان : انا ما نمتش ...
منار بتوتر : احم ...اومال ما صحتنيش ليه ؟؟ و بعدين ايه اللي سهرك كل ده !!
نظر فريد داخل عينيها بعشق قائلا : معرفتش اقاوم جمالك و برائتك لما كنتي نايمة ...قعدت أشبع من ملامحك و مش مصدق ان الحلم اللي حلمت بيه طول عمري اتحقق أخيرا
لاحظ توترها اللي زاد بدليل انها حاولت تطلع من بين ايديه
- رايحة فين لسة بدري ..
- احم..هي الساعة كام
-داخلة على 7 الصبح ...نامي انا شوية و أنام
- لا انا خلاص شبعت نوم خليني اقوم اعملك فطار على ما تنام لك ساعة
- ما قلتليش عجبتك اوضة النوم ؟؟
منار بكسوف: ممم ..ذوقها لطيف و الألوان هادية اوي عرفت ازاي اني بحب اللون البيج ؟
- اممم يمكن لإني اعرف عنك حاجات كثير أكثر ما بتتخيلي ؟؟
توترت و كانت ستنهض فأرجعها الى حضنه ثانية
- أرجوكي خليكي معاي كمان شوية ...عايز أنام في حضنك الدافي و تبقي تقومي بالراحة بعد ما أنام اتفقنا ؟؟
استسلمت لطلبه بخجل و سمحت له بالغرق داخل حضنها و هي تختبر شعورا جديدا ...تشعر نوعا ما بالأمان
لم تشعر بهذا من مدة طويلة .. حتى منزلهم لم يعد آمنا بالنسبة لها .. تتوتر كثيرا خوفا من أن تخطيء
تتعرض للتأنيب الشديد كلما اوقعت شيئا او حتى لمسته
في الأسفل تعيش عائلة فريد
كانت عبارة عن أمه سهير و اخواته البنات الثلاثة اللي عنسوا و محدش سأل فيهم: فريدة و هي توأم فريد و فادية و فردوس
كانوا بيكرهوا منار و بيغيروا منها من قبل ما يحصل معاها كدة
من لما كانوا في نفس الحارة لإنها كانت أجمل بنات الحارة و الكل بنات و شباب كان شايف انها متكبرة و شايفة نفسها بس هي كانت غير كدة خالص كل الموضوع ان هي كانت خجولة و محافظة و مش بتحب تختلط بالناس .
لكن زاد كرههم اكثر لما اخوهم قرر يتجوزها و قرروا انهم يطهقوها ف عيشتها و يندموها عاليوم اللي وافقت فيه تتجوز فريد .
فريد كان عارف اخواته و حقدهم و طلب منها تستحملهم عشان خاطره
حاول يكسب ثقتها لأكثر من اسبوعين لحد ما أخيرا وافقت تبقى مراته حقيقي كان بيعاملها بكل تفهم و لو غاب برة يطلب منها تستناه يجيب الاكل جاهز بيحاول يساعدها على قد ما يقدر في البيت عدى الشهر اللي كان آخذه اجازة بسرعة و رجع فريد على شغله و هنا هتبدأ معاناة منار
الذل و الظلم اللي هتشوفه منار في بيت جوزها اضعاف اللي شافته في المستشفى
أولها انهم كانوا بيدوها مانع حمل عشان ما تخلفش منه
بيحطولها كل يوم الحباية في اللبن لانها متعودة بعد ما يتعشوا كلهم سوا تطلع هي و فريد و تأخذ كوباية لبن تشربها قبل النوم
عدت الأيام و كان فريد يطلع الشغل من هنا و هوما يطلعوا لها اوضتها من هنا يقطعوا لها هدومها و يهروها ضرب هوما الثلاثة و امهم معاهم ماسكاها
اول ما يجي يلاقي الاوضة متبهدلة و هي مضروبة و هدومها متقطعة و شعرها منكوش كل ما بيسأل يلاقي نفس الإجابة
- هي اللي مجنونة و بتعمل كدة ف نفسها بنحاول نمنعها بتشبك فينا و تضربنا محدش يقدر يقربلها لما تكون في الحالة دي
اتكررت الحكاية كثير لدرجة ان فريد بقى يتضايق من كثر اللبس اللي بيشتريه و العفش اللي بيتكسر كل شوية
طبعا كانت دايما بتدافع عن نفسها و بتقول الحقيقة بس محدش بيصدق مجنونة و يكذب امه و مادام أمه شاهدة معاهم يبقى مفيش مجال للشك انها هي اللي بتعمل كدة ف نفسها ...كان بيحاول يصدقها لما يشوفها بتعيط بحرقة بس بيرجع يفكر و يقول مستحيل ماما تكذب عليها و عليه
في يوم من الايام لما كان فريد في الشغل طلعت اخواته عندها ربطوها و قطعوا هدومها و حلقولها شعرها كله و حطوها قدام باب الفيلا و حرضوا ولاد الجيران الصغيرين
بقوا يرموها بالحجر و هوما بينادولها : المجنونة اهي و اللي رايح و اللي جاي يتفرج عليها
فريد كان قاعد على القهوة بيشرب في عصير فجأة لقى واحد من جيرانهم جاي جري ناحيته
- بشمهندس فريد الحق مراتك
قام فريد مخضوض : فيه ايه ؟؟؟
- قاعدة برة هدومها متقطعة و العيال الصغيرة بترميها بالحجر اجري يا ابني ربنا يسترها على ولايانا جميعا
راح فريد و فس عينيه غضب جحيمي ...هو صحيح بيحبهاو اتحملها كثير بس فاض بيه ..و تصرفاتها زادت عن حدها ... لما توصل انها تطلع برة البيت و الكل يشوفها بالمنظر ده يبقى الامور وصلت الحد اللي ما يتسكتش عليه .
وصل للحتة و من غير ما يسمعها حتى قام شايلها و مدخلها اوضة الضيوف و دخل عليها ضرب بالحزام كانت بتعيط بصوت مكتوم من كثر ما صرخت مبقتش قادرة نتكلم
و حتى لو تدافع عن نفسها مش هيصدقها
فضلت تردد بينها و بين نفسها حسبي الله و نعم الوكيل .
طلع و هو بينهج لقى امه في وشه بصاله بغضب
سهير : شفت اخرة رأيك اللي انت مشيت عليه ؟؟ اهي فضحتنا وسط الحتة كلها !! هنودي وشنا فين من الناس دلوقت !؟! عاجبك الفضايح يا سي فريد ؟؟؟
فريد بعصبية ؛ ارجوكي يا ماما كفاية انا مش ناقصك
- طبعا ما انت الي اخترت تتجوز مجنونة ...اشرب بقى
اهو كل يوم من ده ...غير انها مش عارفة تجيبلك حتة عيل زي صحابك ... بقى مستني ايه عشان ترجعها لمستشفى المجانين؟صدقني ده مكانها الطبيعي !!
طلع فريد و هو بيفكر في كلام امه و ابتسمت هي بخبث
- قربت اخلص منك ...لسة هتشوفي ايام اسود من دي لو فضلتي هنا في البيت ده يوم زيادة ما منار ...