قصة مزيج العشق البارت التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30 والواحد والثلاثون 31 بقلم نورهان محسن


قصة مزيج العشق

البارت التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30 والواحد والثلاثون 31 

بقلم نورهان محسن


البارت التاسع و العشرون

من لطف اللغة ان لٱ يقال للقلب فؤاد ،

الا إذا سكن الحب فيه ..!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

داخل شركة البارون

فتح باب المكتب فجأة من خلفهم ، ليظهر أدهم الذي تابع ما حدث منذ قليل من خلال شاشة الحاسوب ، ووجهه مقتضبًا بتجهم لا ينذر بالخير.

تحدث أدهم ببرود كالصقيع عكس شعوره بنار الغيرة التي عصفت بقلبه : ازيك يا يوسف

يوسف بإبتسامة : الله يسلمك يا ادهم بيه

تساءل ادهم بهدوء : هو انتو تعرفو بعض ؟

يوسف بعفوية : لا انا لسه متعرف علي الانسة من دقيقتين بالظبط و عجبني شغلها اوي

ضحك أدهم ساخرًا ، ثم قال و هو يضغط علي كل حرف ينطق به : اعرفك انا عليها حضرتها مدام كارمن مراتي

شعر يوسف وكأن دلو من الماء البارد سكب على رأسه ، فهو لاحظ عدم وجود دبلة في إصبعها ، وهكذا استنتج أنها ليست مرتبطة .

يشعر الآن أنه غبي حقيقي و قد أحرج نفسه كثيرًا.

يوسف بإرتباك : معلش بعتذر علي سوء الفهم يا مدام كارمن

ثم اردف بدهشة كأنه تذكر شيئا : بس مش مراتك حضرتك حسب ما انا فاكر اسمها نادين

شعر أدهم بالانزعاج من هذا الأبله الذي ينطق بالحماقات في وقت غير مناسب تمامًا ، وقبل أن يتمكن من الرد عليه.

سمع كارمن التي قالت بأسلوب هادئ مصطنع ، وهي تبتسم ابتسامة صفراء لم تصل إلى عينيها ، فكانت تغار في قلبها من ذكر سيرة تلك الشقراء : انا مراته التانية .. عن اذنكم عندي شغل

أمسك أدهم بذراعها ، لكي يمنعها من المشي ، قائلاً بهدوء لعله يستطيع إصلاح الموقف : كارمن حالا سكرتيرتي الشخصية و هتشرف بنفسها علي تنفيذ التصاميم اللي هندخل بيها الديفيليه‮ الجاي

نظرت إليه كارمن بصدمة هو لاحظها ، لكنه استمر في الكلام متجاهلاً رد فعلها ، قائلاً بجدية : دا يوسف Event Planner "منسق الفعاليات" المسؤل عن تنظيم كل حاجة خاصة بعروض الازياء الخاصة بالشركة ..

ثم أضاف ، موجها حديثه إلى يوسف : كام فستان جاهز دلوقتي من المجموعه للديفليه

يوسف بعمليه : 22 فستان جاهز

اومأ ادهم بتفاهم قائلا بحزم : تمام يعني فاضل 8 فساتين .. هنختارهم من تصاميم كارمن اللي شوفتها دلوقتي و هي بنفسها هتشرف علي تنفيذهم مع الفريق بلغهم يجهزوا

يوسف بجدية : امرك يا فندم

ادهم بهدوء : طيب تقدر تتفضل

غادر يوسف في احترام من أمامهم

(يوسف : يبلغ من العمر 32 عامًا ، أعزب ، نشيط في عمله ، يحترم أدهم ويحبّه بشدة ، ولولا فضله ما كان ليكون في هذا المنصب المهم ، لكن على الرغم من ذلك ، فهو يعرف قيمته الخاصة وأنه جدير بالمسؤولية ، و هو ايضا وسيم للغاية وجذاب ، ويتميز ببشرته الخمرية ، وجسمه الرياضي ، وعيناه السوداء ، وقلبه الطيب )

التفت أدهم إلى كارمن ، التي كانت واقفة تنظر للأمام ببلاهة ، ليسأل : مالك في ايه؟

حدقت به كارمن في خوف قائلة على الفور : ادهم انا مش جاهزة للي قولته دا

وضع أدهم يديه على كتفيها ، وربت عليهما بلطف يحادثها كأنها طفلة صغيرة ، ليقول بلطف : ممكن تهدي يا حبيبتي خدي نفس طويل و طلعيه براحة

اومأت كارمن اليه في انصياع ، وأخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء.

ادهم بحنو و هو يحاول اقنعها بهدوء : ايوه كدا ماتخافيش الديفليه دا مهم للشركة و ليكي كمان شغلك فعلا جميل .. مش معني انك قعدتي فترة طويلة مش بتشتغلي انك مش هتقدري و 8 فساتين في اقل من شهرين وقت كافي هتخلصيهم بسرعة

كارمن بذهول : شهرين بس

ادهم بضحكة : هما بظبط 56 يوم .. انا معاكي خايفة ليه و الفريق اللي هتشتغلي معه ممتاز و متأكد بعد يومين من الشغل هتندمجي معهم .. ايه راح فين حماسك

تنهدت كارمن قائلة بإرتباك : موجود بس عندي رهبة من الحاجات الجديدة عليا

ابتسم لها ابتسامة جميلة ليقول بصوته الرخيم الذي جعلها تنسى كل فكرة سلبية : كدا المفاجأة اتحرقت و عرفتي اللي كنت بخططو ليكي

ابتسمت كارمن بامتنان وحب ، ممسكة بيدها يديه ، سعيدة جدًا بتشجيعه وإصراره على أن تصبح عنصرًا مهمًا في الشركة و ان تبرز موهبتها ، وهذا يجعل مكانته في قلبها تزداد رغماً عنها ، قائلة بنبرة هادئة : شكرا يا ادهم بجد شكرا علي دعمك ليا و ثقتك فيا و سامحني لو عملالك قلق الايام دي

وضع كفه علي عنقها وقبل جبينها ثم عينيها ، وقال بحب عميق : انتي تستحقي كل حاجة حلوة .. المهم دلوقتي الفترة الجاية هتكوني مشغولة طبعا ف مضطر اطلب من مها ترجع مكانها هنا تاني .. بس من هنا و رايح قهوتي هتبقي من ايدك انتي

رمشت كارمن بعينيها ، وهي تفكر ان مها اهون بكثير من تلك الياسمين البغيضة ، ثم سألت بحيرة : و مكتبي هيكون فين

ادهم بغموض : ماتقلقيش هتعرفي في الوقت المناسب

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في الصعيد داخل منزل الحج عبدالرحمن

في غرفة الحج عبدالرحمن

جلس بدر بجانب والده على الأريكة ، وقال ببشاشة : اطمن يا حج خلاص بكرا بمشيئة الله هننزل علي مصر و نرجع و معانا حفيدتك

الحج عبدالرحمن بإبتسامة : ماشي يا ولدي خدو بالكم من نفسكم و ماتنساش مريم تيجي معاكم كمان عايز اشوفها ضروري

بدر بطاعه : حاضر يا حج ماتقلقش

الحج عبدالرحمن بقلق : خايف تعاند البنت و ماترضاش تيجي اكيد شيلة في قلبها مني عشان ماوقفناش مع محمد في مرضه

تحدث بدر بضيق فهو لا يريد ان يزيد من تعب والده : احنا كنا نعرف منين موضوع مرضه يا ابوي .. دا بالصدفة فهمنا من الشركة انه كان مريض قبل وفاته سيبها علي الله بلاش تتعب روحك

تنهد الحاج عبد الرحمن وهو يربت على يد ابنه بحنان ، واعتزاز وهو يدعو الله بداخله أن يطيل عمره حتى يلتقي بابنة ابنه العزيز رحمه الله ، لكي يجعلها تسامحه علي ظلمه لهم سنوات طويلة.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

مساءا في قصر البارون

دخل أدهم غرفة الملابس بعد أن انتهى من ارتداء ملابسه ، ورآها واقفة وعلي وجهها علامات الحيرة و العبوس وهي تنظر إلى صف الفساتين أمامها.

وقف خلفها مباشرة ، نزل برأسه ليطبع قبلة لطيفة على كتفها ، قائلاً في همسة حنونة : الحلوة مكشرة ليه؟

ظهرت الابتسامة على وجهها محل التجهم ، عندما شعرت بقبلته الناعمة على كتفها مما جعل الحرارة تشع في جسدها ثم التفتت لتنظر إليه ، فوجدته بكامل اناقته في بدلة سوداء تظهر جسده المنحوت وعضلات كتفه المجسمة من خلف قماش البدلة ، لذلك كانت كلمة "ساحر" قليلة في حقه.

كانت عيناها تفيضان بإعجاب واضح به ، ثم تنهدت قائلة بحزن وحيرة : ايه دا انت بقيت جاهز و انا لسه محتارة البس ايه لخروجة العشاء دي

ادهم بإبتسامة : تحبي اساعدك

ضيقت عينيها عليه قائلة بشك : هتعرف

ادهم بثقة : هتندهشي

مطت كارمن شفتيها قائلة بعناد وعقدت ذراعيها على صدرها : لا مش هخليك تختار معايا

أمال رأسه قليلاً ، قائلاً بتذمر طفولي ، راق لها كثيرًا : ليه بس!!

كارمن بعتاب : هتتعصب عليا تاني زي الصبح

ضحك أدهم بخفة وسحبها من خصرها اليه ، ووضع جبهته على جبهتها : قلبك قاسي علي فكرة لسه فاكرة

وضعت يدها على صدره و هي تلعب في رابطة عنقه ، وقالت بعبوس مزيف وهي تلوي شفتيها بإغراء : اه لسه

رفع أدهم وجهها إليه وتحدث بهمس ، وهو يطبع قبلات متناثرة على كل شبر من وجهها : حبيبتي .. اسف .. حقك .. عليا .. انا غلطان ..

تلون وجهها من خجل بسبب القبلات الدافئة والهمسات التي ألهبت مشاعرها ، فحاولت تغيير الحوار لإخفاء خجلها منه ، وهي تقوم بتحرير نفسها من حصار ذراعيه.

ذهبت إلى صف الملابس لتخرج ثوبًا عشوائيًا أثناء حديثها بصوت مبحوح : خلاص ماشي ممكن تخلينا دلوقتي في موضوعنا ايه رأيك في الفستان دا

وضع أدهم إحدى يديه على خصره ، ولوح لها بيده الأخرى قائلاً ببرود : لا مينفعش صدره مكشوف

ألقت الثوب على الأريكة المجاورة لها ، وأخرجت له ثوبًا آخر ، ثم وضعته أمام جسدها ليرى ما إذا كان يناسبها أم لا : طيب و دا؟

تحدث أدهم مع رفع حاجب واحد : قصير اوي

زفرت بضيق ، لكنها حاولت السيطرة على غضبها وأخرجت ثوبا آخر وفعلت الشيء نفسه : هاااا

وضع أدهم يديه على جبهته متظاهراً أنه يفكر ، و تمتم : لونه مش حلو

رمت الفستان على الأرض بغضب ، وصرخت بنفاد صبر وتذمر طفولي ، ودبت على الأرض بقدمها وهي تشير إلى باب الغرفة : ادهم اخرج برا انت زهقتني مفيش حاجة عجباك .. بلاش اسلوب التسلط بتاعك دا مش بحبه

اقترب منها أدهم وقال لها بابتسامة هادئة ، ونظرة عشق تلتمع في عينيه : ليه ماتفكريش اني بغير عليكي

بهتت ملامحها ونظرت إليه بدهشة من اعترافه الذي لم تتوقع أن يقوله لها ، فمنذ الصباح وهي تحاول أن تجعله يشعر بالغيرة ، وهو بالفعل يشعر بها أم أن عقلها يختلق أشياء ليس لها صلة بالواقع.

أمسك أدهم بيديها ، ورفعهما إلى فمه ، وقبلها بلطف ، مؤكدًا كلامه : بغير اوي

عضت كارمن شفتيها بخجل وفرحة عارمة تتراقص في قلبها ، ولم يستطيع لسانها الرد.

ادهم بهمس بجوار اذنها : غمضي عينيك

أغمضت عينيها بطاعة ، مختلفة تمامًا عن عنادها السابق

مرت لحظات قبل أن تسمعه يقول بهدوء : فتحي

فتحت عينيها ببطء ، لكن سرعان ما اتسعت في ذهول وانبهار حقيقي بما تراه.

فأدهم يحمل بين يديه فستان أبيض يصل طوله إلى ما بعد الركبة بقليل ، وله حافة شراشب ذات طبقات جذابة ، وبأكمام طويلة شفافة مع الدانتيل.

تطلعت الي الفستان بعيون تتألق ، وقد أَثار إِعجابها ذوقه كثيرا مما جعل ادهم يشعر بالسرور والانبساط عند ظهور تلك الابتسامة الجميلة علي شفتيها 

كارمن بعدم تصديق : دا ليا انا

ادهم بإبتسامة : طبعا يا روحي عجبك ذوقي

قالت كارمن بسعادة وهي تلتقط الفستان من يديه : دا تحفة بجد يجنن يا ادهم

ثم اقتربت منه بشكل عفوي ووضعت قبلة صغيرة على خده ، مما أذهله وجعله سعيدًا جدًا.

كانت هذه هي المرة الأولى التي تبادر فيها برد فعل كهذه ، كانت قد ابتعدت عنه قليلاً بينما كانت ترمش بتوتر من صمته الذي اثار قلقها.

سرعان ما هدأت أنفاسها ، و هي تري ابتسامة جميلة تزين فمه ، فإنحني عليها يقبلها بالمثل ، قائلاً بصوت أجش : هستناكي تحت لحد ما تجهزي نفسك

ثم تحرك بسرعة وخرج من المكان قبل أن يتهور ، ويفسد كل خططه لهذه الليلة.

أغمضت كارمن عينيها ، وشعرت بنبض قلبها يدق مثل الطبول ، احتضنت الفستان بابتسامة جميلة على وجهها ، ثم اسرعت لارتدائه بحماس.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

اما في الاسفل

أدهم يجلس بانتظار نزول كارمن ، وبجانبه تجلس والدته و مريم ، وأيضا معهم نادين التي يقتلها الفضول بسبب مظهر أدهم الانيق ، ولا تعرف سر تلك الهمهمات بينهما امامها والتي لا تفهم منها شيئا.

قاطع صوت أدهم أفكارها وهو يحادثها

تساءل ادهم ببرود : ايه سبب غيابك انهارده يا نادين؟

ابتلعت لعابها بإرتباك و غمغمت بكذب : كنت تعبانه شوية ماقدرتش اقوم

ادهم بنبرة لاذعة : انا في الشغل مش بحب الاستهتار و تعبانه ازاي ما انتي قاعدة كويسة قدامي و حتي لما بتبقي تعبانه كنتي برده بتخرجي مع صحابك و للنادي

عضت نادين شفتيها ، وهى تشعر بالحرج من توبيخه لها أمام هاتين العجوزتين ، قائلة بلطف متصنع : معلش يا حبيبي اول و اخر مرة

ادهم بصرامة : مافيش لا اول و لا اخر يا نادين الفرصة مرة واحدة عندي .. انتي عرفاني و انسي موضوع الشغل في الشركة .. دا غير خناقتك مع موظفه في قسم التسويق و تهزيقك ليها انا مش ناقص مشاكل و دوشة

هتفت ليلي بصدمة و عدم رضا : يا خبر معقول

نظرت إليها نادين بسخط ، ثم صاحت بتذمر لأنها لم تستطع إيقاف لسانها اللاذع من الكلام : يا ادهم دي كانت شايفه نفسها عليا كان لازم اعرفها مقامها

ادهم بغضب : نادين لو سمحتي كفاية .. الست ما عملتش اي حاجة غلط انا شوفت بعيني كل حاجة حصلت من الكاميرات .. اسلوبك ماينفعش عندي في الشركة خلاص انتهينا

همست ليلى بغضب في أذن مريم : مش كفاية احنا مستحملينها

حاولت مريم أن تزم شفتيها حتى لا تدع الضحكة تفلت منها في هذا الجو المشحون بالتوتر.

زفرت نادين مستاءة من كلام أدهم الغير منصف من وجهة نظرها ، تفكر أنه لا فائدة من كل هذا من الأساس ، حيث لن تتمكن من فعل أي شيء مع كارمن داخل الشركة بسبب وجود الكاميرات في كل مكان.

★•••••★•••••★

بعد عدة دقائق

رن صوت الكعب العالي يتشقق على الدرج ، تحول انتباه الجميع إلى مصدر الصوت.

اتسعت عيون الجميع بدهشة ، حتى نادين انذهلت من شدة جمال كارمن التي نزلت الدرج بحذر و هي تتمسك بالدرابزين لتحافظ على توازنها ، فهي لا تحب الأحذية ذات الكعب العالي ، لكنها تريد أن تظهر في أبهي طلة هذه الليلة في عين أدهم الذي يرى الكثير من الجميلات كل يوم ، و هي لا تضاهي بجوارهم شيئًا ، لكنها لا تعلم أنه لا يري سواها فقط منذ أن وقعت عيناه عليها.

أما أدهم ، فقد كان مفتونًا تمامًا بتلك المرأة المذهلة التي عذبت فؤاده بشكلها الملائكي.

شعر وكأنها عروس وهذا بالضبط ما أراده عندما قام بشراءه ، بدت كملاك في ذلك الفستان الأبيض الذي يناسبها تمامًا ، كما لو أنه صنع خصيصًا لها.

نهض ليمشي ببطء نحوها ، و عيناه لا تحيدان عنها ، مثل الذي عينيه مسحورة ، و على خطى سحر فاتنته يسير.

خطفت أنفاسه برفعة خصلات شعرها ، التي صفتها بطريقة جذابة على شكل كعكة فوضوية ، تاركة بعض الخصلات تتدلي في رقة بجانب وجهها ورقبتها بطريقة تناسبها كثيرًا.

كما حددت عينيها الزرقاوين بالكحل الأسود ، مما زادها جمال فوق جمالها ، و سلبت عقله حقا بشفتيها المكتنزة باللون القرمزي بإغراء.

وصل أدهم إليها ، وأمسك كفها الرقيق بين يديه الكبيرتين ، ليهمس بصوت لا يسمعه أحد غيرها : انتي ليه كدا؟

نظرت إلى الفستان ، ثم نظرت إليه دون أن تفهم مقصده وسألت بدهشة : كدا ازاي يعني!!

ادهم بهيام : حلوه اوي ليه كدا

منحته ابتسامة حلوة ثم سألته بقلق : بجد يعني الفستان حلو عليا و لا هتعترض زي الصبح

تنهد أدهم قائلا بعاطفة جياشة : انتي في احوالك كلها حلوة يا قلبي

اتسعت ابتسامتها أكثر من مغازلته المستمرة بها منذ بداية اليوم ، وأحبتها كثيرًا حقًا وتمنت أن يظل دائمًا على هذا النحو ، ثم تمتمت بإعجاب وصدق : انت كمان دايما وسيم جدا في كل حاجة بتلبسها

ادهم بغمزة : هي الحلوة بتعاكس و لا ايه

نظر إليها بمكر وضحك عندما رأى خديها يشعان بحمرة الخجل ،  لترهق قلبه اكثر ، و اردف بصوته الرخيم ، محاولاً التحكم في دقات قلبه : طيب يلا بينا عشان مانتأخرش

ثم سار معها نحو الجالسين ينظرون إليهم بسعادة ، تحدثت ليلي بمحبة : كل يوم جمالك بيزيد يا حبيبتي ربنا يحميكم

كارمن بإبتسامة خجولة : عيونك الاحلي يا ماما ليلي

مريم بحنان : ماشاء الله عليكي يا قلبي ربنا يحرسك من العين

أرسلت لها كارمن قبلة في الهواء ، ثم تسألت : يارب .. اومال فين ملك يا ماما

مريم بإبتسامة : نايمة فوق في اوضتي يا حبيبتي

ادهم : كدا تمام محتاجين اي حاجة

ليلي بحنان : سلامتك يا نور عيني

ثم أضافت ليلى و هي تنظر الي نادين التي تتابع ما يحدث بعيون حادة والحقد يتغلغل في عروقها ، وهي على وشك الانفجار في أي لحظة : المهم اخرجو انتو و انبسطوا بوقتكم

أومأ برأسه بابتسامة صغيرة في صمت ، ثم غمز لهما بغموض دون أن تلاحظ كارمن ، ثم نظر إلى أصابع كارمن المتشابكة بأصابعه ، بينما كان الاثنان يسيران بجانب بعضهما مثل أي زوجين سعيدين يتجهان الي الخارج تحت أعين نادين ، التي تأكدت من بدء العد التنازلي لها هنا في هذا المنزل.

لم تستطع تحمل البقاء مع هاتين العجوزتين ، لذلك غادرت المكان بسرعة.

نظر كل من مريم وليلى إلى مكان نادين الخالي ، وانفجرا ضاحكين حتى إمتلئ المكان من حولهما بأصوات ضحكاتهم.

تحدثت ليلي وسط ضحكتها : شوفتي ان كان قلقلك الصبح علي الفاضي

مريم بإرتياح : و الله انا كان قلبي قلقان فعلا الصبح بس من وقت ما رجعو مع بعض بيضحكو و مبسوطين انا ارتحت

ليلي بإبتسامة : الحمدلله شكل الامور هادية بينهم

مريم بضحكة : عندك حق الحمدلله بس طلع ادهم مش سهل خالص يعني شخصيته الجدية طول الوقت خلاني استعجب اوي من كلامو معانا من شوية

ليلي بتأكيد : دا يثبت انه فعلا بيحب كارمن .. انا اللي مزعلني بجد العقربة نادين وجودها مابقاش له اي داعي بس هو مش عايز يطلقها معرفش ليه!!

مريم بتعقل : ادهم محترم يا ليلي و ابن حلال اكيد مش عايز يطلقها لان والدها متوفي و مالهاش حد

ثم أضافت وهي تنظر إلى ساعتها : المهم ماتخليش الكلام يسرقنا انا هطلع ابص علي ملك و بعدها نحضر الحاجات اللي طلبها ادهم

اومأت ليلي بالموافقة : ماشي يا مريومة يلا

ثم نهضت معها إلى الطابق العلوي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


البارت الثلاثون


العشق هو مزيج من المشاعر القوية من

مودة، وحنان، ودفء، وتعلُّق، وانجذاب، واحتياج، واحترام، واحتواء...

تكون جميعها تجاه شخص معيّن فقط ، وتنعكس هذه المشاعر على سلوكيات الشخص الواقع في الحب ، وفي الحب تزيد الرغبة في العطاء للحبيب ، ويصبح الحبيب في أعلى أولويات الإنسان حتّى على حساب نفسه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مازلنا في قصر البارون

بعد قليل...

في الاعلي بجناح نادين

بعد أن دخلت الجناح ، أمسكت هاتفها ، و اتصلت علي ميرنا ، وهي تسير ذهابا وايابا بعصبية في المكان حتى سمعت صوت ميرنا الناعم : الو يا حبي

نادين بتوتر : ايوه يا ميرنا

ميرنا بدهشة : مالك يا بنتي متعصبه كدا ليه؟

نادين بحنق : لا و حاجة .. البيه منعني اروح الشركة تاني بسبب حجج فاضية

ميرنا بهدوء : خلاص مش مهم الشركة انتي عندك ناس هناك بتنقلك الاخبار اصلا

نادين بحقد : ايوه بس انا كنت عايزة ابقي وسطهم هناك .. دا غير ان ادهم بيه اخد الهانم دلوقتي و عازمها علي العشاء برا .. انا حتي مش فاكرة اني خرجت معه قبل كدا في اي حته

ميرنا بخبث حيث تضرب على الحديد وهو ساخن : يبقي تستخدمي انوثتك و تكيديها

نادين بعدم فهم : ازاي يعني؟

ميرنا بمراوغه : عيب يا نادين انا برده هقولك ازاي .. يعني انتي مش عارفه

ابتسمت نادين قائلة بمكر : خلاص فهمت قصدك

ثم اردفت بإحباط : بس افرضي ان الموضوع اتقلب ضدي و الزفته دي انتصرت عليا زي كل مرة

ميرنا بسأم : ماظنش يا نادين وو ماتنسيش انك انتي كمان مراته زيها ودا حقك يعني

ناذين بتفكير : تمام هشوف كدا وابقي اكلمك بعدين

ميرنا : اوكي باي حبيبتي

نادين : باي باي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند ادهم و كارمن

أمام فندق فخم ، توقفت سيارة أدهم ، ثم نزل كلاهما ، وعندما وصلت كارمن إلى جانبه ، جعلها تتأبط ذراعه ، وضغط علي يدها برقة ، ثم سار بها إلى الداخل ، بينما انحنى الأمن أمامهما باحترام.

دخلوا إلى المصعد ومعهم المرفق الذي ضغط على زر الطابق المطلوب ، حيث يقع المطعم في الطابق الواحد والأربعين ، وهو أعلى مطعم في الشرق الأوسط و يطل على البانوراما الساحرة لنهر النيل مما يوفر إطلالة مباشرة على الأهرامات والنيل في مدينة القاهرة الرائعة.

انبهرت كارمن كثيرا عند دخولهم المطعم ، حيث كان للمطعم تصميم داخلي أنيق من حيث القاعة الفخمة حقًا ، بألوان أنيقة ومزينة برقي واضح ، طاولاته مزينة بشرائط حمراء وذهبية ، مما أضفى عليه طابعًا رومانسيًا للغاية.

جلسوا على طاولة في إحدى الزوايا الهادئة ، ثم ظهرت ابتسامة صغيرة على فم أدهم من ملاحظته لتألق عيني كارمن ، التي أعجبت بالمنظر من النافذة المجاورة لها ، ثم اتسعت ابتسامته أكثر ، وهو يسألها بهدوء : ايه رأيك في المكان؟

استدارت للإجابة عليه بسعادة غامرة : حلو اوي يا ادهم

مال أدهم برأسه قليلا والابتسامة لم تفارقه ، وكان الشغف رفيق دقاته في تلك اللحظات تحديدًا ، قائلا بشرود في ملامحها المسرورة : احلي حاجة في المكان هي وجودك انتي فيه

ابتسمت كارمن له بنعومة ، وخجل دون إجابة

أليست تكفي تلك الضحكة الجذابة على ثغره التي ترهق فؤادها ، ليبعثرها أكثر بكلماته اللطيفة التي تجعلها تشعر بالدفء والراحة ، هي تعترف بأنها سعيدة الآن معه ، لكنها تشعر أنها سعادة تنقصها أشياء كثيرة.

سأل ادهم وهو ينظر اليها بتمعن : ساكته ليه عايز اسمع صوتك؟

أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت في حيرة ، وعيناها تنظران إليه ببريق حب لم تستطع إخفاءه : لسه مش مستوعبة .. يعني كل حاجة حصلت بسرعه وفي وقت واحد

تأملها أدهم وهو يتحدث بعشق وعفوية : كل لحظة بتمر عليا معاكي هي احلي حاجة بتحصل في حياتي

نظرت كارمن اليه ، وهي تبتسم قائلة بتلعثم : ادهم .. من فضلك براحة عليا انا لسه مش متعودة علي حنيتك دي كلها بتحرجني

ابتسم بمكر : احسن عشان خدودك يحمروا و تحلوي اكتر...

قاطع النادل حديثهما وهو يضع الطعام أمامهما ، ثم انتهى وانصرف بعد أن شكره أدهم.

تسألت كارمن بحيرة : انت امتي طلبتلنا اكل؟

ضحك أدهم بخفة ، وهو يفرك مؤخرة رأسه ، ليقول بإبتسامة : الحقيقة كل حاجة متحضر لها من قبل ما نوصل

رفعت حاجبيها بدهشة ، وسألته : افهم من كدا اني هاكل علي ذوقك كمان؟

اومأ ادهم بثقة : ومتأكد ان ذوقي هيعجبك زي ما عجبك في كل حاجة لحد دلوقتي الحمدلله

فكرت في نفسها أن كل تفصيلة به أو فعلها لها أعجبت بها حقًا بل انها عشقتها ، لكنها تظاهرت بالعبوس وهي تجعد حاجبيها قائلة بمشاغبة : خليني ماشية وراك اما نشوف اخرتها ايه

مدت يدها لإزالة الغطاء عن الأطباق ، ثم اتسعت عيناها في الذهول وهي تنظر إلى محتوي الطبق أمامها ، ثم نظرت إليه بعلامات الدهشة على وجهها.

هل كان يقرأ أفكارها أم ماذا؟

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في منزل مالك البارون

دخل المنزل ليتفاجأ بهذا الهدوء ، والظلام الذي يلف المكان ، صعد إلى الطابق العلوي ليتفقد زوجته فهي لا تنام مبكرا.

لكنه رأى ضوءًا ضعيفًا في غرفة المعيشة ، فذهب إلى هناك ليرى منظر مضحك للغاية.

يسر جالسة وفي حجرها طبق كبير من الفشار ،

و تشاهد فيلم رعب باهتمام كبير.

كتم مالك ضحكته بشدة على نظرتها الطفولية المرتعبة.

اقترب منها دون ان يصدر اي صوت ، و عندما اصبح خلفها مباشرة وضع يديه على كتفها ، هامسًا بصوت مخيف : أنا جيت

ذعرت يسر وألقت طبقً الفشار من حجرها ، وهي تصرخ في رعب ، فإنفجر مالك ضاحكًا بصوت عالٍ ،و هو يقع علي الأريكة خلفه.

هدأت قليلا عندما تأكدت من أنه زوجها ، وهي تضع يديها علي قلبها الذي تقسم انه كاد ان يوقف ، وغضبت كثيرا من مزاحته الثقيلة.

قفزت يسر عليه ، و صارت تضربه في بطنه ، وألقت عليه وسائد الأريكة وهي تسبه ، فحاول صد ضرباتها ، لكنه فشل بسبب كثرة الضحكات في فمه.

هتفت يسر بحنق وصراخ : بقي انت تخضني بالشكل دا يا مفتري .. قلبي وقف حرام عليك

مالك بلهاث : لما انتي مرعوبة اوي كدا قاعدة تتفرجي لوحدك ليه وكمان مضلمة البيت

يسر بغيظ : مش هسيبك انهاردة .. هفطسك يا مالك

توقف عن الضحك فجأة ، وهو يمسكها من معصمها ويجذبها نحوه ، لتنام على بطنه وهو ممدد جسده علي الأريكة ، واخذ يهمس أمام شفتيها بصوت رجولي مثير اذابها : اهون عليكي يا ياسو .. دا انا بحبك

 

ابتلعت ريقها بصعوبة من قربه المهلك لقلبها المفتون الذي يعشقه ، ويستجيب لأدنى حركة منه ، لكنها تصنعت يسر القوة ، وقالت بعبوس : لا ماتهونش عليا بس هنتق....م

ابتلع بقية كلامها في فمه ، وهو يقبل شفتيها الكرزية بشغف ، ويده تضغط على خصرها بقوة لطيفة.

تأوهت يسر بسبب حركة يديه على خصرها ، فأدخل لسانه في فمها ، وتعمق في قبلته أكثر ، فلم تستطع أن تفعل شيئًا سوى أن تتبادل معه مشاعره الحارقة.

جلس مالك وهو دفعها إلى الخلف دون أن يفصل قبلتهما ، فلفّت يديها حول رقبته ونهض معها ، وهو يلف قدميها حول خصره وسار بها نحو غرفتهما.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في المطعم

وجدت داخل أحد الأطباق التي فتحتها علبة مخملية باللون الأزرق الغامق تم فتحها مسبقا ، ويظهر بداخلها خاتمًا رائعًا ومبدعًا من الماس ، في منتصفه جوهرة زرقاء تشبه سماء عينيها على شكل قلب ،

و تاريخ الشراء محفور بأناقة على العلبة.

نظرت كارمن إليه بصدمة ، وعيناها تلمعان بسؤال ، قائلة بصوت هامس : ادهم...

قاطع حديثها ، قائلاً بتمهل وهو يميل نحوها ، ويسند بمرفقيه على الطاولة أمامها : قبل ما تسألي عارف عايزة تقولي ايه .. انا اشتريت الخاتم قبل جوازنا باسبوع .. بس ماقدمتوش ليكي عشان كنت عارف دماغك الناشفه هترفضي تلبيسه ..

اردف بصوت ماكر ، وهو يرفع حاجبيه : فاكرة قولتي ايه لمامتك لما طلبت منك تقلعي دبلة عمر؟

حدقت فيه بدهشة فكيف عرف ذلك ، وتذكرت عندما عارضت والدتها علي عدم قدرتها على إزالة خاتم عمر من إصبعها ، لكنها استسلمت لكلماتها في النهاية بعد جدال طويل بأنها ستبدأ حياة جديدة باختيارها ، ويجب طي الماضي لمواصلة العيش.

ابتلعت كارمن لعابها قبل ان ترد عليه بتساءل : وانت عرفت ازاي الكلام دا؟

أجاب أدهم بنفس الهدوء ، وابتسامة واثقة على شفتيه : لأن انا خليت مامتك تكلمك في الموضوع و طبعا هي بلغتني بكل حرف انتي قولتيه فمحبتش نبدأ حياتنا بخناقة من اولها

استمر في المزاح حتى لا يحرجها أكثر : كفاية القوانين اللي حطتيها من بعد ماسمعتي الوصية

خفضت كارمن بصرها ، محرجة من صدق كلماته ، و وقعت عيناها على الخاتم ، لقد أعجبت به حقًا وأحبته كثيرًا ، وشعرت بالحرج لأنها كانت قاسية عليه وعلى نفسها منذ البداية ، فما الخطأ الذي ارتكبه في حقها ، ليتلقي كل هذا العناد والرفض منها؟

إغرورقت عيناها بالدموع لتزداد سحرا أخاذ هامسة بتردد : ادهم انا اسفة

تحدث أدهم بصوته الرزين يتغلغله عشق جارف ، الذي ببساطة اخترق قلبها دون استئذان : حبيبتي مش عايزك تعتذري لان كل تصرف اتصرفتيه كان رد فعل طبيعي للظروف اللي مرينا بيها

ابتسمت كارمن له بحبور ، وشعرت بارتياح شديد بسبب فهمه لها ، فما من شيء أكثر دفئًا من كلمة أعرفك في موقف يتطلب تبريرًا.

مد أدهم يده إلى العلبة وأخذ منها الخاتم ، ثم بسط يده إليها وقال بابتسامة عذبة : تسمحيلي !!

مدت كارمن يدها اليسرى إليه ، و هي تشعر أن دقات قلبها تنبض بجنون ، على عكس أي وقت آخر ، ليمسكها بلطف ويضع بإصبعها البنصر خاتم الزواج الذي سيكون أول رابط حقيقي يجمعهما من الآن وإلى الأبد.

قبل أدهم يدها برقة ، دون أن تبتعد عيناه عن عينيها ، لينظر الي خدها الذي احمر خجلاً ، لتصبح أجمل في عينيه.

قال أدهم بابتسامة ، ونبرة دافئة تحمل في طياتها مقدار الحب الذي يتجاوز الحدود في قلبه ، بينما لا يزال يمسك يدها بيده : دلوقتي الخاتم زاد جمالو لما لبستيه

عفويًا وجدت نفسها تضغط على يده بابتسامة جميلة تزين شفتيها ، قائلة بسرور وقد قررت التخلي قليلا عن الخجل الذي يسيطر عليها في وجوده : بجد عجبني اوي ذوقك جميل و رقيق .. ميرسي يا ادهم علي كل حاجة الخاتم و الفستان و العشاء ربنا يخليك ليا

حدق فيها بشغف ، مستمتعًا بكلماتها التي هي بمثابة بلسم ينعش الروح والقلب ، وتمتم : و يخليكي ليا يا حبيبتي

سحبت راحة يدها بلطف من يده ، ثم قربتها من فمها بشكل تلقائي وقبلت الخاتم أمام عينيه التي تألقت بلهب الحب ، والشوق الذي أحرق قلبه لسنوات عديدة.

تنحنحت كارمن برقة ، غافلة عما فعلته به بحركتها : احنا مش هناكل الاكل هيبرد

بدأوا في تناول الطعام في جو حميمي يتسم بالدفء والعاطفة والمرح ، وتحدثوا عن العديد من الموضوعات ، واكتشفوا أشياء أخرى كثيرة مشتركة بينهم.

لقد استمتعت بالحديث معه كثيرا ، حيث اكتشفت العديد من جوانب شخصيته التي لم تكن تعلم بوجودها ، وتدريجيا نسيت توترها ، ودخلت في محادثات شيقة معه.

★★★

..... : مش معقول ادهم بيه حضرتك هنا !!

انقطع حديثهم بسبب ذلك الصوت الأنثوي الرقيق.

نظرت كارمن إلى من حطمت سحر جلستهم الرومانسية.

كانت امرأة ، ذات جمال فائق ، وطويلة ، وكان جسدها منسجمًا مع قوام رشيق ، لم يكن فيها عيب واحد ظاهريا.

أومأ أدهم برأسه ترحيبًا بها ، وهو يبتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلب كارمن يغلي من الغيرة الحارقة رغما عنها ، فهي لا تريده ان يبتسم هكذا لغيرها ابدا ، ولكن صعب جداً أن تتحدث المرأة عن غيرتها على الحبيب ، ولو كانت دماؤها مترعة بتلك الغيرة ومشاعرها تحترق.

ادهم بهدوء : ازيك يا رانيا

سبَّلت رانيا عينيها قائلة برقة : بخير بشوفتك اكيد .. حلوة جدا الصدفة دي وبعتذر لو قطعت حديثكم

ادهم ببساطة : مفيش مشكلة

أضاف موجهًا حديثه إلى كارمن بإبتسامة : دي رانيا من عارضات الازياء المميزات في الشركة .. اقدملك كارمن مراتي و المدير التنفيذي للشركة

مدت رانيا يدها لكارمن لتصافحها ​​قائلة بابتسامة حلوة : اهلا و سهلا بحضرتك يا مدام اتشرفت بيكي ..

كارمن بإبتسامة رقيقة : الشرف ليا .. فرصة سعيدة

رانيا : ميرسي عن اذنكم معايا صحابي

 

اردفت بنعومة مقصودة وهي تنظر لأدهم : و قريب هنتقابل عشان العرض يا ادهم بيه

بعد ذلك تركتهم و ذهبت بهدوء ، فحاولت كارمن تهدئة نفسها من خلال أخذ عدة أنفاس عميقة ، لردع نفسها عن مشاعر الغيرة القوية التي اصبحت تراودها كثيرًا.

ادهم بهمس عميق دافئ : ايه اللي واخذ تفكيرك و انا معاكي

صدمت كارمن من صوته بجوار أذنيها ، فرفعت رأسها في اتجاه الصوت ، لتجد وجهها قريبًا جدًا من وجهه ، وكان يجلس بالقرب منها ويميل جسده تجاهها و ملاصقا لها.

بينما خلال شرودها قام أدهم من مقعده ليجلس بجانبها ، فأحست بيده خلف ظهرها تلفها بحنان.

لا تعرف لماذا شعرت بالأمان عندما أحاطها بذراعه.

شعرت كارمن بالاسترخاء ، على عكس المرات السابقة ، عندما كان يجلس بجانبها ، كان جسدها يصبح متيبسًا ، لكن الآن تتنفس بثبات ، ودقات قلبها تنبض بهدوء وبفرح ، ربما لأنها تعرف الآن أن هناك حبًا بداخله لها.

بلا شك ان تلك المساحة المحصورة بين ذراعي المحب تغني عن اتساع كل هذا الكون ، وهذا ما يسمى بالاحتواء.

اجابت كارمن بصدق وبشكل عفوي للغاية علي سؤاله ، وشعور قوي يغمر روحها ، وهي تحت تأثير لمساته الرقيقة على ظهرها وكتفها : انت

لا تعرف حقًا من أين حصلت على تلك الجراءة ، لتجد نفسها ترفع يدها ، وتلمس ذقنه بلطف ونعومة بابتسامة تزين ثغرها.

اتسعت حدقتى عينيه التي لمعت عشقا من اجابتها و حركتها اللطيفة ، مما ألهب المزيد من المشاعر في جسده ، وواصل حديثه في نفس الهمس العميق بأذنها ، وهو ينظر مباشرة في عينيها ويسألها : تحبي ترقصي معايا؟

تشعر كما لو أنها مسحورة ، وتسحبها قوة سحرية نحوه ، لتجد نفسها تهز رأسها بالموافقة بدون اي وعي منها.

أمسك بيدها ووقفوا معًا ورافقها إلى حلبة الرقص.

وقف أدهم أمامها وهو يضع يده على خصرها ، ليثير قشعريرة لذيذة في جسدها وهو يقربها منه بشدة ، لتقول هي بإحراج وقد استوعبت الموقف الذي أوقعت نفسها فيه : ادهم انا مش برقص كويس

تحدث أدهم بهدوء ، ونظر إليها بدفئ لتستكين رجفة جسدها بين يديه ، متزامنًا مع استخدام يده اليسرى لربط أصابعه بأصابعها : ركزي مع الموسيقي و اتحركي مع خطواتي

ترك خصرها للحظة ، ثم رفع يدها اليسرى ووضعها على كتفه ، و لف خصرها مرة أخرى بيده مبتسمًا لها ، ليبدأ الحديث معها لمساعدتها على نسيان التوتر والاسترخاء والاستمتاع بتلك اللحظات.

بدأوا في التأرجح بسلاسة وخفة ، و بعد ثوان اندمجت في هذا الجو الرومانسي من حولها.

ادهم بإبتسامة دافئة : طلعتي بترقصي حلو اهو .. اومال ليه الخوف دا كله؟

كارمن بضحكة خافته : بصراحة كنت مكسوفه شوية في الاول

رفع يدها التي يمسكها بيده إلى شفتيه ليطبع عليها قبلة لطيفة ، و ينظر إليها في صمت ، فإن لغة العيون هي أكثر ما يعبر عن الحب ، ولأن العين هي مرآة الروح ، وكان مبتسما وسعيدا بخجلها ورقتها التي تسحره.

تورد خديها قائلة بحرج : ادهم عيب كدا الناس حوالينا

ادهم بغمزة : براحتنا محدش له عندنا حاجة

مد يديه وربت على خديها الوردية التي تزامنت مع رقصهما ، فأغمضت عينيها مستمتعة بدفء يده ، وكأن حنان العالم كله تكمن في تلك اليد ، ثم مرر أصابعه في شعرها ، يداعب خصلاتها ببطء ونعومة ، وقربها إليه ليستنشق رائحتها التي تثمله.

رفعت كارمن وجهها إليه ونظرت عيناها الزرقاوتين إلى عينيه بحب يغطي كيانها بدون كلمات.

ف للعيون لغة صريحة خاصتا عندما تركز على وجه الحبيب ، وتترجم المشاعر له بخجل وتلقائية دون اللجوء إلى الكلمات.

كانت في عالم آخر ، لا ترى سوى عينيه تشعان بحب لم تكن تعلم أنها ستلتقي به يومًا ما ، وتشعر أن كل شيء رائع معه و به.

لتنتهي الأمسية بقضاء لحظات جميلة محاطة بالدفء والعاطفة وانجذاب واضح تجاه بعضهم البعض.

غادروا المكان بقلوب سعيدة ، وعندما وصلت بهم السيارة أمام القصر.

كان على وشك النزول ، ولكنها التفتت إليه مسرعة ، ووضعت يدها على ذراعه لمنعه من الحركة ، ليتفاجأ بتصرفها وينظر إليها بتساءل ، لتقترب منه بناءا على إلحاح قلبها عليها.

استندت كارمن عليه لتضع قبلة رقيقة بجوار شفتيه ، ثم همست له بجانب أذنه بدلال أنثوي : انبسطت اوي بالسهرة .. شكرا حبيبي

قبلتها الناعمة مع تأثير كلمة "حبيبي" التي خرجت من شفتيها جمدته للحظة في مكانه ، وجعلت دقات قلبه تخفق بجنون في صدره ، لكن حالما استيقظ من صدمته ، لم يجدها داخل السيارة معه ، حيث فرت هاربة من جانبه دون أن يدرك.

ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتيه ، فتلك الماكرة سلبت عقله بفعل صغير فقط منها.

نزل أدهم من السيارة وتبعها مسرعًا خلفها ، وقبل أن تطرق باب القصر وصل إليها ، ولف يده على خصرها وقربها منه ، ثم قبّل شعرها وهمس بحنان : العفو يا قلب حبيبك

ابتسمت كارمن بسعادة ، وهي بين يده التي احتوتها ، وشعرت أنها في مأمن معه حقًا.

دخلوا القصر معًا ليفاجأ الاثنان بالشقراء التي تجلس أمامهما ، وتضع قدمها اليمنى بإغراء على يسارها ، بفستانها الأحمر المرتفع لقبل ركبتها بكثير ، ويكشف بسخاء عن مفاتن جسدها الرشيق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


البارت الواحد والثلاثون


البحر الذي ثارت فيه امواج ابتسامتك ، أغرق فيه بكل رضا و عشق ، ولا أريد النجاة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في قصر البارون

دخلوا القصر معًا ليفاجأ الاثنان بالشقراء التي تجلس أمامهما ، وتضع قدمها اليمنى بإغراء على يسارها ، بفستانها الأحمر مرتفع لقبل ركبتها بكثير ، ويكشف بسخاء عن مفاتن جسدها الرشيق.

كانت نادين جالسة على الكنبة بإسترخاء ، وتبدو في حالة سكر شديد ، وأمامها زجاجة نبيذ وكوب في يدها اليسرى ، بانتظار وصولهم.

تحدثت نادين بلسان ثقيل ، وقامت من مكانها ، وسارت نحوهما مترنحة في مشيتها : انت اتأخرت ليه كدا يا حبيبي وسايبني لوحدي .. تؤ تؤ انا زعلانه منك اوي

قلب أدهم عينيه ، وهو يتنهد بملل من تكرار ذلك المشهد والسيناريو الذي سئم منه حقًا.

على عكس حالة كارمن التي صُدمت بشدة من الوقاحة التي تراها من نادين ، لم تكن تعلم أنها تشرب الكحول من الأساس.

ادهم بإزدراء : انتي اتجننتي يا نادين ايه اللي انتي عاملة في نفسك دا ؟

نادين برقه متصنعه : كنت عايزة اتكلم معاك شوية يا بيبي

زفر أدهم ونظر إليها ، ليقول ببرود ، راغبًا في إنهاء هذه الفقرة بسرعة : ماشي

نظر إلى كارمن ، التي كانت تقف متجمدة في مكانها ، تحاول السيطرة على نفسها حتى لا تنقض على تلك الإنسانه الوقحة وتنتف شعرها ، ثم أمال رأسه قليلاً وقبل خدها قائلاً بنبرة هادئة : استنيني هنا مش هتأخر عليكي

تمتمت بإبتسامة باهتة : لا انا هطلع اشوف ملك

غادرت كارمن ، وتركتهم دون أن تسمع رده ، لتظهر علي شفتي نادين ابتسامة خبيثة.

قالت نادين بدلال ، وهي تقترب منه ، وتضع يديها خلف رقبته : تعالي نروح علي جناحي يا حبيبي

صاح أدهم بحدة ، مبتعدا يدها عنه ، ورجع خطوة إلى الوراء : انتي عايزة توصلي لإيه بالظبط من عمايلك دي يا نادين؟

رمشت نادين بتوتر من هجومه العنيف عليها كالمعتاد منه ، ثم صاحت به في عصبية : جرا ايه يا ادهم بتزعقلي ليه .. مش كفاية خرجت مع الهانم وانا عمرك ماخرجتني معاك في اي سهرة

ادهم بإشمئزاز : لاني ماليش في سهراتك رقص طول الليل و شرب و اماكن زبالة مش مناسبة لزوجة محترمة تكون فيها اساسا .. القرف اللي انتي عايشة فيه دا خلاص مش هقدر اتحملو كتير

صاحت نادين في سخط ، وعيونها حمراء من الشرب : ما انت عارف اني كدا من الاول و ماحاولتش تسيبني .. فجأة كدا دلوقتي مش قادر تستحمل ..

اردفت بحقد : اكيد عشان خاطر الهانم طبعا

نظر أدهم اليها بإمتعاض ، وهو يزم شفتيه في خط مستقيم ، ثم قال أدهم بجمود وحزم : من الاول كنت واضح معاكي لو مش متقبلة الوضع اللي انتي اختارتي حياتنا تمشي عليه بسبب بتصرفاتك دي يبقي نسيب بعض بهدوء

نادين بخوف و ضعف : لا يا ادهم انا مقدرش ابعد عنك ماتسيبنيش خلاص مش هتكلم في حاجة .. بس من فضلك وصلني لجناحي مش هقدر اطلع لوحدي

أغلق أدهم عينيه بقلة حيلة، ثم رفعها بين ذراعيه ، وأخذها إلى الأعلى دون أن ينبس ببنت شفة معها.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند كارمن

صعدت كارمن الدرج بحذر من الكعب الذي ألم قدميها للغاية ، ثم تمتمت بحنق لنفسها ، ووجهها أحمر من شدة الغضب المكتوم داخلها : يا نهار اسود عليا و علي حظي انا كان مستخبيلي دا كله فين ياربي .. هلاقيها من نادين ولا ياسمين ولا الزفته رانيا دي كمان .. هلاحق علي مين ولا مين .. قربت اجنن وبقيت بكلم نفسي

دخلت غرفة والدتها بهدوء حتى لا تزعجها ، واستدارت بعد ان اغلقت الباب لتتفاجأ بإيقاظها ، وجلوسها في منتصف السرير ، وهي تحمل القرآن الكريم في حضنها ، ويبدو انها كانت تقرأ به وتوقفت عند دلوف كارمن.

كارمن بدهشة : معقولة يا ماما صاحية لحد دلوقتي؟

ابتسمت مريم بنعومة وقالت بحنان : من امتي يا قلب ماما بعرف انام قبل ما اطمن عليكي .. هو صحيح ادهم معاكي و دا مطمني بس قلبي مايطوعنيش برده

اقتربت كارمن منها بصمت ، ثم جلست بجانبها على السرير ذ وانحنيت عليها تعانقها بإرهاق ، فهي الآن بحاجة إلى عناقها أكثر من أي شيء آخر.

بعد برهة تنهدت بحرارة ، وقالت بحزن : ربنا يخليكي ليا يا ماما

سألت مريم بقلق ، وهي تمسح شعرها بلطف ، و قد شعرت أن شيئًا ما يزعج ابنتها : مالك يا حبيبتي حصل حاجة ضيقتك في الخروجة

خرجت كارمن من حضن والدتها ، وأجابت عليها بغيظ عفوي : جينا من برا مبسوطين لاقيت اللي اسمها نادين سكرانه طينه و قاعدة في انتظارنا و لابسة فستان لا تقريبا دا قميص نوم وقال ايه...

ثم غيرت نبرة صوتها تقلد اسلوب نادين بدلال : عايزة اكلم معاك يا بيبي

عادت تتحدث بصوتها الطبيعي مردفه بإمتعاض : و دلوقتي هي تحت و ادهم معاها

لم تتفاجأ مريم بما تسمعه فقد أخبرتها ليلي عن تصرفات نادين الخرقاء ، لكن حدسها يقول إن هناك تطورًا في مشاعر كارمن تجاه أدهم.

رفعت مريم حاجبيها قائلة بمكر : بتغيري عليه منها صح؟

أومأت كارمن إليها ، وموجة من الضيق تجتاح مشاعرها من مجرد التفكير في أن يبقي أدهم مع نادين ، ولا يعود إليها.

مريم بصوت هادئ : الغيرة اكبر دليل علي انك بتحبيه يا كارمن؟

ابتلعت كارمن غصه تشكلت في حلقها ، ثم أجابت بصدق وألم ، وامتلأت عيناها بالدموع : ايوه يا ماما بحبه الاحساس للي بحسه معه غير احساسي مع عمر خالص .. لما بكون معه او بفكر فيه قلبي بحس ان دقاته مختلفة .. بتعجبني سيطرته في كل حاجة حتي لو مش علي هوايا بكون مبسوطة بتعليقاته علي ابسط تفاصيلي .. بس دلوقتي حاسة اني مضايقة اوي من الغيرة اللي مولعه في قلبي .. مش عايزة ابقي انانية هي كمان مراته .. بس معرفش ليه بعد كل لحظة حلوة بينا بتدخل نادين و تحطمها كدا

تحدثت مريم ، وهي تربت على يد كارمن بحنان : هو لو بيحبك بجد هيعرف ازاي يراضيكي يا قلبي وانا متأكدة انه بيحبك

همست كارمن بدهشة من ثقة والدتها العالية في حديثها ، ولا تزال هي نفسها تشعر ببعض الشك حول مشاعر أدهم تجاهها : وانتي عرفتي ازاي ؟

مريم بمنطقية : تغييره من يوم جوازكم .. نظراته ليكي و اهتمامه بيكي .. هو انا صغيرة يا بت ما انا حبيت قبل كدا و اعرف اللي بيحب من نظرة عينه و انتي اكيد حاسة بكدا فبلاش تحطي حواجز بينكم

همست كارمن بصوت متعب : انا لو حطيت حاجز او اتنين في مية حاجز بينا برده يا ماما

أنهت كلامها ، ثم نهضت وتوجهت إلى ابنتها ، وقبلتها بحنان وربت بلطف على شعرها وهي نائمة.

مريم بتصميم : بلاش تستسلمي بسرعه يا كارمن دا جوزك و انتي مش صغيرة دافعي عن حقك فيه .. بس بلاش تكوني انانية و تشتتيه بالغيرة بسبب و من غير سبب اتعاملي بهدوء معه .. خليكي انتي حضن حنين يهرب له من الناس كلها و هوني عليه .. الحياة وريته كتير كفاية عليه انه مستحمل وحدة زي نادين دا له الجنه والله

كلام والدتها جعلها تشعر بالراحة ، فابتسمت لها ثم أمسكت بيدها ، وقبلتها بحب كبير : ربنا مايحرمنيش من نصايحك يا ست الكل يا قمر انتي .. هروح اشوف جوزي بقي

ضحكت مريم بخفة : براحة يا مجنونه التقل صنعه برده ارخي وشدي بالقلب و العقل سوا

ارسلت كارمن لها قبلة في الهواء : حاضر يا مريومه .. تصبحي علي خير

مريم بإبتسامة : و انتي من اهله حبيبتي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند ادهم

كالعادة الروتينية التي قد سئم منها.

غادر جناح نادين بعد أن وضعها على السرير وغطها ، وقد غرقت هي في النوم ، ولم تدري بأي شيئا من حولها ، ثم توجه إلى الطابق الثالث الخاص به.

في ذلك الوقت...

خرجت كارمن من غرفة والدتها بعد أن هدأت قليلاً من كلمات والدتها السحرية ، وصعدت إلى الطابق العلوي ، وهي تفكر فيما إذا كان أدهم لا يزال مع تلك الشقراء أم لا.

لكنها شهقت بخفة عندما سحبتها يد فجأة من معصمها ، لتجد نفسها ترتطم بصدر أدهم الذي كان يقف عند باب الجناح منتظرا صعودها.

أحاط أدهم بإحدى يديه خصرها ، ورفع اليد الأخرى ووضعها خلف رقبتها ، وهو يبتلع شهقتها بشفتيه في قبلة عميقة وعاطفية خطفت أنفاسها ، وخدرت عقلها لدقائق وهم يغيبان معا في عالم فوق السحاب حيث لم يكن هناك فيه أحد آخر سواهما.

مرت لحظات قليلة قبل أن يبتعد عنها قليلاً ، ليعطي لها مجال للتنفس ، وهم يغلقون أعينهم ، ويلهثون بشدة بعد تلك العاصفة التي اقتلعت كل ذرة عقل بداخلهم.

رفعت كارمن عينيها ونظرت إليه بعتاب ، فهمس لها بشوق ، وهو ينظر إليها ويلف ذراعيه بإحكام حول خصرها : وحشتيني اوي

زادت دقات قلبها من همسه الحنون الذي لامس شغاف قلبها ، ثم تمتمت بغنج أنثوي : والله بأمارة ما فضلت معها و سيبتني

أضاف أدهم بهمس خطير ، وهو ينظر إلى شفتيها المتورمتين من لهيب العاطفة التي تدفقت في أجسادهم : هو في واحد عاقل يسيب مراته في اول يوم حقيقي بجوازهم

خجلت كارمن من تلميحاته التي تحمل الكثير من المعاني ، ولم تستطع مجاراته في الحديث.

عندما لاحظ خجلها ، ووضعهما غير الملائم لفعل اي شيء ، حاول تغيير مسار الحديث حتى لا يرتكب شئ أكثر تهورًا من ذلك : اطمنتي علي ملك

أومأت إليه كارمن قائلة بخفوت : ايوه الحمدلله هي نايمة

انهت كلامها ثم حاولت بهدوء إزالة يده من خصرها ، لكنه تركها تفلت من بين يده بابتسامة غامضة ، وهو يراها تتجه إلى باب الجناح لفتحه.

دخلت كارمن إلى الجناح بإبتسامة ، ولكن تجمدت الابتسامة علي شفتيها و هي تتسمر في مكانها مما تراه امام عينيها

رمشت في ذهول عندما رأت الجناح م....


البارت الثاني والثلاثون الثالث والثلاثون  من هنا 

   لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات