قصة مزيج العشق
البارت الثالث عشر 13 والرابع عشر 14 والخامس عشر 15
بقلم نورهان محسن
البارت الثالث عشر
القدر لا يأتي حسب رغباتنا ، بل يأتي كمفاجآت لنا ، وكل مفاجأة تحدث فهي مرتبة من عند الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر البارون
بعد ذهاب مالك و يسر تركتهم ليلي ، وصعدت الي غرفتها.
صعد كلا من كارمن و ادهم الي جناحهم ،
بينما تشعر بتوتر و خوف ، فهي لاول مرة ستكون معه بمفردهم في مكان واحد.
فتح أدهم باب الجناح ، ودلف الي الداخل وتركها علي الباب دون اي كلمة ، فذهبت ورائه تتأمل الجناح بإعجاب الذى يبدو فى حجم شقه صغيرة وقد راق لها ذوقه كثيرا.
ادهم بإبتسامة : عجبك الجناح!!
كارمن برقة : ايوه جميل و الوانه هادية .. ممكن اعرف فين اوضتي ؟
اشار أدهم اليها ليقول بصوت ثابت : اللي علي اليمين دي اوضة النوم الرئيسية ، اللي بالنص دا مكتبي ، و اللي هناك دي اوضة ملك.
كانت تتابعه بعينيها في صمت ، و عندما انهي حديثه.
هتفت كارمن بدهشة : بس انت قولتلي هتكون ليا اوضة لوحدي
أشار ادهم على نفسه ثم قال بدهشة مزيفة : انا امتي قولت كدا؟
رفعت كارمن حاجبيها وقالت بإستنكار : احنا متفقين علي كدا يا ادهم
ادهم ببرود : ماكنش في وقت انقل مكتبي لمكان تاني
نفخت كارمن خديها بغضب ثم تكلمت بعناد : تمام انا هنام في الاوضة الصغيرة.
أنهت كلماتها سريعا وذهبت بإتجاه حقيبة ملابسها ترفعها ، وهى تتجه الي الغرفه لتفتحها.
اما هو فكان يقف بشموخ ، و يضع يديه في جيوبه بنطلونه يراقبها ، و علي وجه طيف ابتسامة خبيثة ، و اتسعت ابتسامته عندما هتفت من الداخل في غضب.
فى حين دلفت كارمن الي الغرفه ، و هي تضع الحقيبة بجانب الباب تنظر حولها ، لتنصدم من المنظر فالغرفه صغيرة المساحة تكفي فقط خزانه ملابس و سرير ملك الصغير.
دمدمت بعصبية : ادهم!!
خرجت تتجه اليه و هي تتكلم بصوت عالي نسبيا حتي لا تقلق طفلتها النائمة في غرفه الاطفال ، و كان وجهها اصبح محتقن بشدة وهى تنظر اليه بتجهم : اوضة ملك صغيرة جدا .. هنام انا فين دلوقتي؟
وضع أدهم يديه علي جبهته ، وكأنه يفكر في شئ و هو ينظر اليها بمكر واحباط زائف : معلش يا كارمن كل حاجة جت بسرعه ويدوب جهزت اوضة لملك
وضعت يديها بخصرها ، وهى تزجره بنظرات متشككة ، لتسأله بحنق : يا سلام و انا مفكرتش هنام فين؟
ادهم بهدوء : تقدري تنامي في اوضة ملك مؤقتا لحد ما تجهز اوضتك
رمشت كارمن بعدم فهم ، وقالت بذهول : انت بتهزر يا ادهم مفيش في أوضة ملك غير سرير الاطفال
قال ادهم يدعى التفكير : خلاص يبقي مفيش غير الاوضة الكبيرة ممكن تنامي معايا فيها
كارمن برفض تام : لا .. مستحيل دا يحصل!!
بدأ ادهم يفقد السيطرة علي غضبه من عناد هذه المجنونه
هتف ادهم بحدة : خلاص نامي و انتي واقفه مكانك
تركها و دلف الي غرفته يتوجه ناحية الحمام ، ليأخذ حمامًا باردًا يريح اعصابه المتوترة من جمالها الذي ارهق قلبه.
حدقت كارمن فى مكانه الفارغ بصدمة ، و هي تسبه بكل الشتائم التي تعرفها من اسلوبه البارد المتغطرس هذا ، فهي متأكدة انه فعل ذلك عن قصد.
اخذت تفكر في طريقه لحل هذه المشكله ، ثم اتجهت الي حقيبتها تضعها علي الاريكة ، و تفتحها لتخرج منها بعض الملابس المريحة للنوم ، لكنها لم تجد شيئا مناسب ، حيث كل ملابسها لا تصلح ان ترتديها امامه ، لتتأفف بنزق مخاطبة نفسها بغضب : يوووه و انا اش عرفني انه هيعمل فيا الحركة دي .. كنت فاكرة هكون في اوضة لوحدي .. منك لله يا ادهم
شعرت انها تعرقت بشدة من توترها ، فذهبت الي الحمام الملحق بالجناح لتأخذ حماما دافئا ، لعلها تستطيع التفكير بشكل سليم.
خرج أدهم من الحمام يجفف شعره بمنشفه من الماء ، وذهب يري ماذا تفعل.
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
موجودة بالواتباد كاملة فضلا متابعة للحساب واتفاعلو علي الفصول بتصويت وكومنت
انهت كارمن حمامها ، وهنا تذكرت انها لم تأخذ ملابس معها ، نظرت حولها فلم تجد غير منشفه كبيرة نوعا ما ، لفتها حول جسدها بإحكام ، و هي تتمتم بكلمات غاضبة علي غبائها ، ثم خرجت ببطئ تريد ان تصل الي حقيبتها بدون اصدار صوت
، وهى تنظر في خوف الي باب غرفته المغلقه.
شهقت بخوف عندما رأته يقف امامها لا يرتدي غير بنطلون قطني اسود فقط وصدره العضلي عاري.
رمشت عدة مرات بإرتباك ، ووجنتها تتورد بشدة
رمقته كارمن وهي تبتلع لعابها بتوتر من وقفتها هكذا امامه ، رأته يلقي بنظرته الغامضة عليها ، فأشاحت وجهها عنه بصمت في محاولة منها للمرور بجانبه لتجنب هذه النظرات ، لكنه أمسك بذراعها العاري لمنعها من المشي.
شعرت كما لو أن تيارًا كهربائيًا قد لمسها ، فارتفع صدرها وهبط من تنفسها غير المنتظم بالقرب منه.
رفع أدهم إصبعه السبابة ، وحركه ببطء على شفتيها المرتعشتين.
حاولت كارمن التحرك للإبتعاد عنه ، لكنه أمسك بكتفيها ، وضغط عليهم بخفة وهو يجذبها إليه ، حتى اصبحت المسافة بين شفتيهما صغيرة جدًا.
نظرت إليه بعيون تائهة ، غير قادرة على التفكير بسبب قربه منها ، اما هو كان في عالم آخر ، لا يرى أحدًا غيرها.
عاد أدهم فجأة إلى رشده وهو يبتعد عنها ، محاولاً السيطرة علي رغبته الشديدة بها ، قائلاً بصرامة : ادخلي نامي جواه و انا هنام هنا علي الكنبة
أنهى كلماته وذهب يستلقي علي الاريكة وهو يغمض عينيه في صمت ، فلا يريد افساد ماخطط له.
اما هي فقد فاقت من هذا السحر الذي غلفها بقربه ، وبدون تردد اخذت حقيبتها ، ودلفت للغرفه توصد عليها الباب بقوة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في ايطاليا
كان مراد يجلس في غرفته بإحدي مستشفيات ايطاليا
يفحصه الطبيب قائلا بعملية : حاليا انت بصحة جيدة ، ولم تأثر الغيبوبة علي وظائف المخ لكنك تحتاج الي فترة علاج طبيعي لإستعادة العضلات نشاطها الطبيعي
مراد بجمود و صوت مجهد : شكرا لك دكتور
غادر الطبيب الغرفه ، يترك مراد يفكر فيما حدث له خلال الأشهر الماضية بعد أن انقلبت سيارته ، تم نقله إلى المستشفى ، وإجراء عدة عمليات جراحية لأنه أصيب بكسور كثيرة ، ودخل في غيبوبة لأكثر من شهرين ، وها هو جسده بدأ يتعافى وسرعان ما سيخرج ، وبعد ذلك سوف يعرف من وراء هذا الحادث و لن يرحمه وقتها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
صباحا عند يسر و مالك
استيقظ مالك وهي بين احضانه يبتسم علي منظرها المستكين كقطة مدللة تتوسد صدره في هدوء ، أبعدها برفق عنه و قام يتجه الي الحمام.
فتحت عينيها تنظر الي جهته فلم تجده ، ثم سمعت صوت المياه الاتيه من الحمام ، فعلمت انه يأخذ حمامًا.
نهضت بكسل تمشط شعرها بأصابعها ، و اتجهت إلي غرفه الملابس تبحث عن ملابس مناسبة لزوجها كما اعتادت ، فهي تحب ان تهتم بكل شئ يخصه.
وقفت فى بادئ الأمر تنظر في حيرة الي الملابس ، حتي استقرت علي بدلة انيقه رمادية اللون.
شعرت يسر به خلفها ينحني الي رقبتها و بعض قطرات شعره تسقط علي كتفها بهدوء ، ووضع قبلة صغيرة علي كتفها بحب وهو يحيط خصرها بيديه هامساً بحب : صباح الشهد
يسر بمرح : صباح السكر يا مسكر
مالك بنبرة أجش : انت اللي مسكر الدنيا يا حبيبتي
ضحكت يسر بدلال ، وهى تضع يدها على خده بينما مازال ظهرها ملصقًا بصدره ، ثم قالت بنعومة : طب ابعد بقي عشان الحق احضرلك الفطار علي ما تلبس
همس مالك بتذمر ، بينما يخفض رأسه مقبلاً باطن كفها : دا وقت فطار برده حد يبقي بين ايده العسل و يدور علي فطار
فكت يسر نفسها منه وهي تلتفت اليه ، وقالت بعبوس لطيف : بطل بكش شوية بوظت ياسين
تمتم مالك بفخر : هو اللي طالع نبيه زي ابوه
_ بابا انت بتعمل ايه ؟
نزل بعينيه الي الاسفل ، ينظر لإبنه الذي دخل الغرفه عليهم و لم يشعروا به.
مالك بفزع : بسم الله الرحمن الرحيم طلع منين دا؟
ضحكت يسر بصخب علي منظره قائلة بسخرية ، وهي تتجه الي خارج الغرفه : اسيبك انت و النبيه مع بعض و اروح احضر الفطار
دمدم مالك وهو ينظر بغيظ لياسين ، ويحمله من ملابسه : تعالي هنا يا عفريت العلبة انت .. من يوم ماخلفتك ماتهنتش ساعه واحدة .. يلا عشان نفطر.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر الحج عبدالرحمن
جلس الجميع علي مائدة الطعام يفطرون
همست حنان بتساءل الي حياة الجالسه بجانبها : الساعه بقت 10 الصبح يا خيتي .. نطلعلهم الفطار امتي؟
ضحكت حياة و ردت بهدوء : يا وليه اهمدي دول لسه عرسان اكيد نايمين
شاركتها حنان الضحك قائلة بتبرير : عاوزة اطمن علي بنتي يا خيتي مش قادرة اصبر
حياة بمرح : بدأتي دور الحماه بدري يا حنان طول ماهي مع ولدي اطمني عليها ماتقلقيش
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
موجودة بالواتباد كاملة فضلا متابعة للحساب واتفاعلو علي الفصول بتصويت وكومنت
حنان بقلق : انا خايفه يا حياة لا يكون عمل فيها حاجة انتي ماشوفتيش ولدك كان مكشر ليلة امبارح ازاي
لكزتها حياة وقالت بإستياء : يووه عليكي يا وليه ما انا فهمتك اول مايتقفل عليهم الباب خلاص مافيش خوف
بدر بفضول : بتتوشوشي في ايه انتي و هي !!
حياة بسرعة : ابدا يا خوي كنا بنفكر نطلع فطار العرسان لزين و روان
ابتسم الحج عبدالرحمن وقال بنبرة أجش : اطلعو يا بنتي زمانهم صحيو
قالت حياة بطاعة : حاضر يا حج يلا بينا يا خيتي
قامت حياة و حنان يجهزون الفطار بالمطبخ
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان
تململت روان في الفراش ، وعيناها مغمضتان مثل قطة صغيرة ، لكنها شعرت بثقل علي معدتها.
عقدت حاجبيها وفتحت عينيها سريعا ، لتنظر بصدمة إلى يد زين الموضوعه على بطنها ، و هو مستغرقا في النوم ووجه قريب جدًا منها.
نظرت روان إليه بحب وهيام ، فهذه كانت المرة الأولى التي تنظر فيها إليه دون خجل أو خوف من ان يلاحظ نظراتها ، تحفظ ملامحه عن ظهر قلب ، ذقنه الشامخة ، وحاجبيه كثيفتين ، ونظرة عينيه الحادتين ، وشفتيه الغليظتين.
احمرت خجلاً من أفكارها ، وتشكلت ابتسامة شقية على وجهها حالما خطرت علي بالها فكرة مجنونة ، وقد نسيت ما حدث الليلة الماضية.
اقتربت روان من وجهه بهدوء وحذر ، حتى اصبحت أنفاسها الحارة تداعب بشرته ، ووضعت قبلة صغيرة على طرف شفتيه العلوية.
كان زين قد استيقظ على صوت شهقتها ، حينما وجدت يديه على بطنها ، لكنه ظل هادئًا و لم يتحرك يتابع أفعالها بترقب.
جسده اهتز بإثارة حالما شعر بأنفاسها الدافئة على وجهه ، وزادت صدمته وتسارعت دقات قلبه ، عندما شعر بشفتيها تقبل شفتيه.
لا يعرف لماذا لم يفتح عينيه و يوبخها لما فعلته ، علي العكس اعجبه تصرفها ، بل انه يريد المزيد !
حاولت روان العودة بهدوء إلى مكانها ، وخديها احمرت خجلاً مما فعلته ، لكنها تسمرت بمكانها و شهقت بخفة عندما فتح زين عينيه ، ونظر إليها نظرة لم تستطع تفسيرها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت الرابع عشر
ﺍﻟﺼَﻤْﺖ ﻟﻴﺲَ ﺿﻌﻔﺎً !
ﺑﻞ ﻫُﻮَ ﺍﻟﺤَﻞ .. ﺍﻷﻗﻞ إيذاء !
ﻟـﻘُﻠﻮﺏٍ ﺃَﺣْﺒَﺒْﻨﺎﻫﺎ .. ﻭ فشلت ﻓﻲ تقديرنا .،!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر البارون
تحديدا في جناح ادهم
استيقظت كارمن من نومها الذي لم يتجاوز الخمس ساعات ، بسبب عدم راحتها في هذه الغرفة القاتمة بعض الشيء ، والتي لا لون بها غير الأسود والأبيض ، شعرت أنها بداخل رقعة الشطرنج.
ما به هذا؟
كيف يكون صاحب شركة أزياء كبيرة ، وغرفته بهذا الشكل الكئيب؟
يا له من غامض حقًا!!
قامت كارمن و هي تخفض قدميها على الأرض ، و تثاوبت بتكاسل ، وارتدت روبها الطويل ، وخرجت من الغرفة لترى طفلتها.
لفت نظرها ، الذي كان نائم على الأريكة الطويلة ، ويضع يده على رأسه و الأخرى على بطنه ، وهو يتنفس بهدوء.
اقتربت كارمن منه لإيقاظه ، لتجلس بجانبه مترددة ، محدقة فى ملامحه الصارمة ، حتى وهو نائم يعقد حاجبيه.
نظرت إليه بصمت ، كما لو كانت تحفر ملامحه في ذاكرتها ، تمرر عينيها على شعره البني الناعم الكثيف ، وجبهته العريضة.
تتذكر جيدًا نظرة عينيه الحادتين ، والتي دائمًا ما تحدق بها في غموض.
إنها حقًا لا تفهم هذا الرجل ، منذ البداية يثير فضولها ، بعد ما حدث منه في أول لقاء جمعهما معًا ، تعامل معها بشكل طبيعي جدًا ، كما لو أنه لم يفعل شيئًا ، لدرجة أنها اشتبهت في أنه رجل متعدد العلاقات و يعبث مع الفتيات ، لكنها علمت بعد ذلك من عمر أن اخيه ليس لديه علاقات ولا يحب العبث ابدا ، لتزيد الحيرة داخلها ، لكنها لم تعط الأمر أهمية في ذلك الوقت.
لم تجرؤ على إيقاظه ، نهضت بهدوء وذهبت إلى غرفة طفلتها.
ترى أنها استيقظت كالمعتاد مبكرًا ، وتلعب بألعابها.
بعد أيام قليلة ستبلغ من العمر عامين ، وللآن تتحدث فقط بكلمات قليلة.
ابتسمت كارمن بحنان ثم اتجهت إليها ، وحملتها مقبلة خديها المكتزتين قائلة بحب : صباح الفراولة يقلب ماما .. انتي كمان مش جايلك نوم زي ماما يا حبيبي .. يلا نلبس و ننزل نشوف تيته
★★★
غادرت الغرفة وهي تتقدم إلى غرفتها ، أو بالأحرى غرفة أدهم.
رأته استيقظ و جالس علي الاريكة يفرك عينيه وينظر إليها بنعاس.
كارمن برقه عفوية : صباح الخير
ادهم بصوت اجش من تأثير النوم : صباح النور هي الساعه كام دلوقتي ؟
نظرت كارمن الي ساعة معصمها وقالت بنبرة ناعمة : الساعة 10 و ربع
تفاجأ أدهم ، فهو لا يتذكر أنه نام حتى هذا الوقت من قبل ، ليقول بصدمة : يا خبر اتأخرت جامد علي الشغل
سألت كارمن بإندفاع : هو انت ضروري تروح الشغل انهاردة يعني ؟
شعرت كارمن بالحرج الشديد ، وارتفعت الحرارة في وجهها ، وندمت علي تسرعها بالسؤال ، فماذا سيظن الآن أنها تريد منه أن يجلس معها.
قال ابتسم بهدوء : لا مش ضروري اروح خصوصا اني مش قادر افرد ظهري اصلا..
أردف أدهم بلوم : عشان في ناس انانية ماصدقت استولت علي السرير لوحدها
ضحكت كارمن بشدة على تذمره كأنه طفلاً صغيرًا لأول مرة ترى هذا الجانب منه ، قائلة ببراءة : مش انت اللي قولتلي نامي انتي في الاوضة وانا هنام علي الكنبة
نظر أدهم لها بغيظ ، وهو يزم شفتيه قائلا بحنق : و انتي ماصدقتي اخدتي شنطتك و طيران علي الاوضه
كارمن بمشاكسة : لعلمك بقي اوضتك مش حلوة
رفع أدهم حاجبيه بدهشة و سأل : ليه مش حلوة ؟
أجابت كارمن بصدق : كئيبة اوي كلها ابيض و اسود اخدت وقت طويل علي ما عرفت انام في حلبة الشطرنج دي
رمى رأسه للخلف و هو يضحك بصوت عالي من تشبيها الغريب.
مالت كارمن رأسها قليلا وهي تنظر الي ضحكته بإنبهار ، فنادرا ما يبتسم والآن هو يضحك.
ادهم بمكر : لو مش عجباكي اوضتي .. الكنبة ترحب بكي
قالت كارمن بضحكة خافتة ، بينما تهز رأسها رفضًا : لا انا تمام كدا .. هدخل اغير هدومي و انزل لماما ليلي
ادهم بهدوء : ماشي بس استني لحد ما ادخل اخد هدومي من جوا الاول
لم ينتظر ردها ، نهض و اتجه إليها لذلك فوجئت جدا ، لأن باب الغرفة على الجانب الآخر.
انحنى أدهم عليها ، فشهقت بإنشداه حينما اصبح قريبًا جدا منها ، لدرجة انها استنشقت رائحته الرجولية الفواحة.
رأته يقبل ملك برفق التي في حضنها ، ثم استدار و مشي إلى الغرفة بهدوء ، بينما ارتفعت الحرارة في وجنتاها و ازداد نبضها .
أخذت نفسا عميقا في محاولة للسيطرة على إرتجافها لكونه كان قريب منها فقط تشتت عقلها و قلبها ، وبدأت تهمس لنفسها : ( انا قلبي بيدق اوي كدا ليه من حركته دي .. اكيد دا من الخوف حاسة اني كنت واقفة قدام دراكولا مش انسان عادي .. دا ايه الغموض و التقلبات بتاعته دي )
نفضت هذه الأفكار من رأسها ، و هي تراه يغادر الغرفة و في يديه ملابسه متجهًا إلى الحمام الملحق بالجناح ، فدخلت الغرفة بسرعة كما لو كانت تهرب من شيء ما.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان
تسمرت روان بمكانها و هي شهقت بخفة عندما فتح زين عينيه ، و نظر إليها نظرة لم تستطع تفسيرها.
حاولت النهوض والهرب من هذه النظرات ، ولكن في لحظة سحبها من ذراعها ، لتستلقي على السرير مرة أخرى ثم اعتلاها ، وهو يحجزها بين ذراعيه.
حملقت روان فيه بنظرات مذعورة ، متسائلة بدهشة : زين انت بتعمل ايه ؟
همس زين بهدوء عكس ما يشعر تماما : انا اللي بعمل ايه و لا انتي!!
روان بعدم فهم : انا معملتش حاجة
قال زين هو يرفع حاجبيه بعدم تصديق : و الله
خافت روان ان يكون شعر بما فعلته و هو نائم ، لذا نطقت بإرتباك واضح : اااا ايوه انا لسه صاحية
حدق فى شفتيها المرتجفه و عيونها الخائفه ، قائلا بصوت أجش : متأكدة انك معملتيش كدا؟
أمال رأسه بالقرب من شفتيها الوردية و انفاسه الحارة تضرب بشرتها ، وقبل طرف شفتها العليا كما فعلت ، اصابتها رعشة قوية من لمسة شفتيه ، واخذت حدقت فيه بعيون واسعة من دهشة وذهول
زين بمكر : ردي عليا معملتيش كدا؟
اصبحت وجنتيها مثل حبة الطماطم من الخجل ، لترد بتقطع : انا .. انا كنت..
انقطعت محادثتهم بقرع على باب الغرفة.
نهضت بسرعة محاوله الهروب من ذراعيه و هي تدفعه من صدره ، لكنه أمسك بها ثم رفع يديها فوق رأسها وثبتها ، و هو ينظر إليها بمكر ، و واضح عليه انه لا ينوي تركها.
همس زين بالقرب من أذنها : كملي .. كنتي ايه ؟
تململت روان وهي تحاول فك اسر يديها من بين يديه وقالت بترجى : بتعمل ايه يا زين !! الباب بيخبط اكيد ماما وعمتي برا .. خليني اقوم افتحلهم لو سمحت
نظرت إليه بعيون بريئة وخائفة ، كادت تذوب من الخجل ، لا تدري ماذا تفعل في هذا الموقف المحرج.
تنهد زين بداخله على منظرها الفاتن الذي جعله ينسى للحظة ما كان يعاني منه ، ثم رفع جسده عنها كي تستطيع النهوض ، لكنه أمسك بيديها مرة أخرى مشيرا إلى ملابسها وقال : استني هنا .. هتفتحي الباب بالشكل دا ؟
نظرت الي بيجامته التي ترتديها ، ثم تطلعت اليه بغباء.
قلب عيونه بملل فهي لا تستوعب كأنها طفلة حقا ثم تمتم : روحي غيري هدومك في الحمام و انا هفتح الباب
روان بطاعه : حاضر
نهض من السرير و ارتدي ملابسه ، و ذهب ليفتح الباب ، فرأى أمه و زوجة خاله يقفان في الملل .
ظهرت ابتسامة جذابة على وجهه قائلا بهدوء : صباح الخير
حياة بمحبة : صباح العسل يا حبيبي صبحية مباركة يا عريس
تمتم زين و هو يقبل يديها : الله يبارك فيكي يا ست الكل
قالت حنان بعد أن ارتاحت قليلا حالما رأت ابتسامته الواسعة : صباح الفل و صباحية مباركة يا ابني .. اومال فين روان ؟
زين بأدب : الله يبارك في عمرك يا غالية .. اتفضلوا الاول هي في الحمام
دخلوا حياة و حنان الغرفة ، وهم يحملون الإفطار معهم.
روان فتحت باب الحمام ، وكانت ترتدي فستان أصفر طويل أظهر خصرها النحيف وجسمها الرشيق ، وشعرها المتدفق على كتفها .
جعلت قلب ذلك الواقف ينبض بشدة من جمالها البريء.
تقدمت اليهم بابتسامة مشرقة ، قبلت والدتها بحب ، ثم قبلتها حياة بسعادة و هي تهتف بإبتسامة : صباحية مباركة يا عروستنا
ابتسمت روان برقه قائلة بخجل : الله يبارك فيكي يا عمتي
حنان تعانق ابنتها ثم همست بقلق : طمنيني عليكي يا بنتي عامله ايه!!
روان نظرت إلى زين الذي كان يتابع المشهد في صمت ، وكأنها تحثه على إنقاذها من هذا الموقف المحرج.
جاء زين بجانبها ، ثم وضع يديه على كتفها وجذبها إلى صدره ، قائلاً بإبتسامة : اطمني يا مرات خالي .. احنا الحمدلله تمام
تنهدت حنان بقلب مرتاح عندما رأت معاملة زين الحسنة لإبنتها لتقول بسعادة : الحمدلله يا ولدي ربنا يطمنك و يسعدكم يارب .. خلي بالك عليها يا زين دي بنتي الوحيدة و دلوقتي امانه عندك
تفاجأت روان من تصرفه وكلماته ، لكنها صمتت بإستحياء.
تقدمت منها والدتها تعانقها مرة أخرى ، قبل أن تهتف بإبتسامة سعيدة : احنا هننزل و نسيبكم تفطرو براحتكم و لو احتاجتم حاجة احنا تحت.
قالت حياة بضحكة مرحة : هيحتاجو ايه يا خيتي .. اتهنو يا ولاد
ثم غادرت هي و حنان الغرفة ، وهما في قمة السعادة والراحة.
نظرت روان إلى زين التي ما زال يضع يديه على كتفها.
روان بتعجب : انت ايه اللي قولته دا ..!
زين : قولت ايه !!
ردت علي سؤاله بسؤال : هما كدا فهمو ايه بالظبط ..؟
انزل زين يديه عن كتفها ، و توجه يجلس علي طرف الفراش قائلا ببرود : فهمو اني دخلت عليكي يا روان
فتحت روان فمها بدهشة ، و حدقت فيه بصدمة وخجل.
استطرد زين حديثه بنبرة هادئة : اسمعي يا روان احنا اتجوزنا امبارح بس.. وعلاقتنا ببعض قبل كدا ماكنتش قوية .. ماتكلمناش قبل كدا مع بعض تقريبا صح
هزت رأسها في موافقة بصمت تنتظره يكمل حديثه
اردف زين حديثه قائلا : يعني اللي تعرفيه عني قليل اوي و انا كمان معرفش عنك حاجة غير انك بنت خالي و شوية معلومات عادية .. ايوه احنا ساكنين في نفس البيت بس عمرنا ما اتكلمنا .. بس اهم حاجة عاوزك تعرفيها عني اني مبحبش حد يعرف حاجة عن حياتي الشخصية واي حاجة تحصل بينا مش عايزك تقوليها لحد فهمتني .. المهم قدامهم تحت هنتعامل مع بعض عادي زي اي عرسان جداد
نظرت روان إليه في حزن ، لا تعرف ماذا تقول ، أنها تحبه ، وكانت تحلم باليوم الذي ستصبح فيه زوجته.
ماذا يعني بحديثه هذا ، هل سيبقي زواجهما على الورق فقط؟
وأتت إجابته على سؤالها الصامت ليقطع الشك اليقين قائلا بجمود : انتي دلوقتي مراتي و مسؤوله مني اي حاجة تحتاجيها تقوليلي انا مش لحد تاني .. لكن جوازنا هيكون علي الورق لحد ما تخلصي كليتك و تتخرجي .. بعدها ممكن نطلق بأي حجة.
فرك زين رقبته من الخلف ببعض التوتر و اخذ نفسا طويلا قبل يستكمل حديثه : واسف علي اللي حصل من شوية ماكنش ينفع اعمل كدا
حدقت روان فيه بعيون واسعة من الصدمة ، هل هذا حلم أم تخيل ؟
هل هو حقًا لا يستطيع ان يتقبلها كزوجة و يرفض الاقتراب منها ؟
هل يتأسف فقط لأنه اقترب منها قليلاً كما لو كان هذا اثمًا ، وقد ندم على فعله؟
تجمعت دموع كثيفه في عينيها ، حاولت الضغط على شفتيها في محاولة لخنق دموعها و عدم كشف ما تشعر به في قلبها المكسور ، كل ذلك بسبب قلبها الذي كان كل ذنبه أنه أحبه و لم يري أحد غيره ، و بالأخير طعنها بخنجر كلماته السامة دون رحمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت الخامس عشر
يُهزم الإنسان بالأشياء التي يبالغ في محبّتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند زين و روان
يجلس على السرير ببرود شديد ، وهي تقف أمامه ترتجف يديها ، ومن الواضح أن آثار الصدمة التي تلقتها للتو من الشخص الوحيد الذي يمتلك قلبها ، وروحها تنعكس بشدة على تعبيرات وجهها.
تجمعت دموع كثيفه في عينيها ، حاولت الضغط على شفتيها في محاولة لخنق دموعها و عدم كشف ما تشعر به في قلبها المكسور ، كل ذلك بسبب قلبها الذي كان كل ذنبه أنه أحبه و لم يري أحد غيره ،
و بالأخير طعنها بخنجر كلماته السامة دون رحمة.
حاولت أن تتنفس الهواء بهدوء ، لتتمكن من الرد على كلماته.
روان بتماسك مزيف و هي تتسائل بحيرة : كان ايه لازمة جوازنا من الاول يا زين .. ليه طلبتني للجواز و انت مش عايز تكمل؟!!
كان ينظر اليها في تردد يسأل نفسه هل يصارحها ام لا ؟
قال زين و هو يشير اليها برأسه نحو الفراش : تعالي اقعدي جنبي
لكنها لم ترغب في الاقتراب منه بهذه اللحظة ، فوقفت مكانها دون أن تتحرك.
قرأ هو رفضها الصامت في عينيها ، ليتنهد قائلا بهدوء : ماشي هقولك السبب يا روان عشان انتي من حقك تعرفي ..
تنهد مرة اخري و هو يغمض عينيه قائلا بتوضيح : كنت بحب وحدة زميلتي في الكلية من سنه تانيه و احنا مع بعض .. كانت بينا قصه حب الكلية كلها تعرف بيها .. ماكنتش بقدر امسك ايديها من خوفي علي سمعتها و عشان عاوز احافظ عليها .. و كنت مقرر بعد ما نتخرج هتقدملها رسمي و نتجوز و نبدأ حياتنا مع بعض بالقاهرة .. بس في اخر سنه في الكلية اكتشفت انها علي علاقه بزميل لينا في الكلية .. شوفتها نازله من العمارة اللي ساكن فيها و لما اتأكدت من البواب انها بتتردد علي العمارة دي كتير اجننت و طلعت خبطت علي الواد دا و ضربته كان هيموت في ايدي و من خوفه اعترفلي انها علي علاقه به من فترة طويلة.
نظر اليها فرأها تحدق به بعيون واسعة ، ثم أردف بقهر : فكرت اقتلها بس لاقيت ان مستقبلي انا اللي هيضيع عشان وحدة رخيصة و خاينة ماتستاهلش .. قطعت علاقتي بها و بعد ما اتخرجت .. جدي فتح معايا موضوع جوازي منك و مع تصميم امي كمان علي الموضوع و عشان بتحبك وافقت و اتخطبنا ...
قام من مكانه وهو يرآها تذرف الدموع ، ولا يعرف لماذا شعر بألم في قلبه عندما رآها تنظر إليه بحزن.
شعر بسهام تخترق قلبه ، يعلم أنها تحبه ، لكنه حطمها كما تحطم قلبه من قبل.
حاول ان يقترب منها ، لكنها لم تعطي له اي فرصة بالاقتراب و فرت هاربة من الغرفة ، متوجهة إلى غرفتها القديمة ، وأغلقت الباب خلفها ، ثم دفنت رأسها بوسادتها ، وأطلقت العنان لشهقتها العالية التي أخفتها بالوسادة.
اخذت تفكر هل تحزن عليه أم على نفسها ، فهو أذقها طعم الخذلان من نفس الكأس التي تذوق هو منه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في نفس التوقيت و المكان
بغرفه بدر و حنان
دلفت حنان في سعادة تبشر زوجها بفرحتها لإبنتها ،
فرأته يرتدي ملابسه ، لتقول بسرور : الحمدلله يا بدر الامور تمام عند بنتك و جوزها
بدر بضحكة : الحمدلله اخيرا اطمنتي عليها و استريحتي معرفتش انام منك طول الليل
حنان بحرج : معلش بقي يا بدر هي البت هتتجوز كل يوم يعني و بعدين لازم اطمن انها مبسوطة و الا مش هرتاح ابدا
بدر بمحبة عميقة : ربنا ميحرمناش من حنيتك يا ام ماجد
اردفت حنان بدهشة : ايه دا انت هتخرج؟
رد ببساطة : ايوه يا حبيبتي عندي شغل كتير في الارض
حنان بعتاب : معقوله هتخرج يوم صباحية بنتك يا راجل
ضحك بدر وقال بمكر : هي صبحيتي انا و لا صباحية بنتك يا ولية
حنان بنبرة رقيقة : ماشي بس ماتتأخرش هعملك اكله بتحبها انهاردة
رد بدر غامزًا بطرف عينه : هو دا الحديث الزين يا ريت بقي تكون كوارع ترم عظمي اللي حاسس انه اتفشفش علي الاخر
ضحكت حنان وقالت بحب : سلامة عظمك .. عينيا يا حبيبي هعملهلك
نظر اليها بإبتسامة يفكر رغم ان زواجه منها لم يكن عن حب ، و لكن استطاعت حنان السيطرة علي قلبه بطيبتها و خفة دمها و مواقفها معه في الازمات.
طبع قبلة على جبهتها ثم أردف بإبتسامة: تسلملي عينيكي يا حنون
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر البارون
في غرفة الطعام
بعدما جهزت الخادمة الفطار ، و وضعته علي المائدة.
دخلت نادين تتلفت ورائها ، و يبدو عليها الارتباك .
نظرت إلى الطاولة في حيرة ، هناك أربعة أكواب من العصير بنكهات مختلفة و أدهم يشرب القهوة دائما.
تقدمت إلى كوب من عصير المانجو ، فهو بالتأكيد يخص كارمن ، ووضعت فيه برشامًا وقلبته سريعا ، حيث والدة أدهم ووالدة كارمن تشربان البرتقال ، و هي تشرب عصير الأناناس ، وعندما انتهت جلست في مكانها المعتاد في صمت كأنها لم تفعل شيئا.
بعد لحظات قليلة ، جاءت ليلي تحمل ملك وورائها كارمن ومريم.
ألقت كارمن تحية الصباح عليها بأدب ، فأجابت نادين بإبتسامة مزيفه ساخرة : صباح النور يا عروسة
تجاهلت كارمن نبرة السخرية في صوتها ، و جلست بهدوء دون ان ترد عليها.
في هذه اللحظة دخل أدهم مرتديا ثيابا عادية ، و ليس بدلات رسمية كالمعتاد ، وجلس على رأس الطاولة.
ادهم بصوته الرخيم : صباح الخير
ليلي و مريم بإبتسامة : صباح النور
اردفت ليلي بدهشة ممزوجة بالسرور : غريبة يا ادهم ايه اللي اللبس دا انت مش رايح الشغل زي ماقولت امبارح ؟
نظر أدهم من زاوية عينه إلى كارمن الجالسة ، و هي تفطر في صمت بين ليلي و مريم.
رد ادهم بإبتسامة خبيثة : صحيت متأخر يا امي و كارمن اقترحت عليا مارحش الشغل انهاردة وانا عجبتني الفكرة
خجلت كارمن من حديثه الخبيث ، ونبرته الماكرة التي فهمتها جيدا ، ونظرت إليه بغضب صامت
بينما كانت نادين تنظر إلى كارمن بخبث وحقد عندما شاهدتها تشرب العصير ، وتكاد تموت غيظًا من أسلوب أدهم المتغير تمامًا منذ اليوم الأول لكارمن في المنزل.
اعتقدت ليلي أن شيئًا ما حدث بينهما ، وان الامور تسير علي مايرام ، لأنها تري أدهم مختلفًا تمامًا عما كان عليه طوال حياته ، فمنذ متي وهو يستمع إلى رأي اي شخص ، حتى هي.
ربتت على يد كارمن بحنان ، قائلة بفخر وسعادة : برافو عليكي يا كارمن دا بقالو سنين ماخدش يوم اجازة
همست كارمن بصوت منخفض ، لكنهم سمعوا جميعا : رجل فولاذي بجد
ابتسم ادهم قائلا بمشاكسة : قولي الله اكبر من اول يوم قايم من النوم ظهري وجعني
غصت كارمن وهي تشرب العصير من كلماته التي تحمل معاني كثيرة ، وهى تشعر ان الحرارة ترتفع إلى خديها بقوة.
مريم بخوف : اسم الله عليكي يا بنتي ..
ناولتها كوب من الماء ، فشربته كارمن كله و هي تنظر الي ادهم بنظرات نارية ، ليبتسم لها ببرود كى يستفزها اكثر.
قالت ليلي و هي تلاعب ملك : علي فكرة يا ادهم ملك هتم السنتين بعد كام يوم
ليأخذها أدهم من والدته ويضعها على قدميه ، وهو يقبل الطفلة على خديها بحنان وقال بهدوء : عارف يا امي و ليها عندي هدية حلوة
حادثت كارمن بإبتسامه جميلة ، لطفلتها التي تلعب في هاتف ادهم : قولي لعمو شكرا يا لوكه
ليلي بسؤال : هي لسه برده مش بتكلم كتير
كارمن بحيرة : عاوزة اخدها للدكتور بتاعها يطمني عليها لان الاطفال في السن دا بينطقوا كلمات كتير حتي لو مش صح بس هي كلامها بسيط خالص
مريم بضحكة : كارمن لحد ما تمت السنتين اصلا مكنتش بتكلم انا و ابوها كنا حيرانين اوي و روحنا لدكتور قال هي مفهاش حاجة و اكلوها يمام جبنالها اليمام يومها مش بتبطل الكلام
شعرت كارمن بالحرج ، حينما لمحت ابتسامة ادهم ، لتقول بتذمر طفولى : انتي حكيتي الموضوع دا مليون مرة يا ماما
ضحكت ليلي ايضا وقالت : ياسين و هو عنده سنة و نص كان بيقول كلمات كتير و غريبة .. مالك كان علي طول يكلم معه كأنه راجل مش طفل .. الولد طلع لسانه شبرين قدامه
ضحكت كارمن بشدة ممَ جعل أدهم يشرد بملامحها الساحرة وشفتيها المبتسمتين ، ثم ضمت شفتيها بإغراء غير مقصود بينما كانت تمضغ الطعام .
ذهب معها إلى عالم آخر لم ير فيه إلا هي ، ابتسم تلقائيًا ، ولم يستيقظ إلا عندما لمست أمه كتفه بحنان ، فنظر إليها بدهشة.
ليلي بذهول : روحت فين يا ابني ؟
ادهم بجمود : معاكم يا امي
ثم نظر الي كارمن مردفًا : قوليلي قبل ماتروحي للدكتور عشان اجي معاكي
كارمن بلا مبالاة : مفيش داعي تتعب نفسك ماما هتروح معايا
ادهم بحزم : لا هاجي انا معاكي بلغيني بس قبلها
فهزت رأسها بالموافقة لتغمغم : تمام
كانت نادين تتابعهم بصمت. ،و لم تحاول مشاركتهم الحديث ، وشعرت بتزايد الكراهية داخلها اتجاه كارمن.
لا تصدق أن أدهم الذي لا يمزح ولا يبتسم ، ولو قليلاً تراه الآن يتحدث و يمزح بتلقائية ، و ظلت تتواعد في نفسها لكارمن و هي تفكر في خطوتها التالية.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند روان
هدأت قليلاً من نوبة البكاء ، وشعرت بالارتياح لأنها أفرغت ما كانت تشعر به من غضب وتوتر ، ونهضت بعزم إلى الحمام و توضأت ، و ذهبت لتلبس اسدال الصلاة لتأدي فرضها.
تفكر أنها ليست صغيرة لتشكو مشاكلها لأحد ، أنها ستلجأ إلى الله سبحانه وتعالي الذي سيهديها إلى القرار الصحيح ويزيل همومها.
★★★
أما هو فكان يجلس يلوم نفسه على قسوته عليها.
ليس ذنبها ، كان هذا اختياره من البداية ، كانت لديه فرصة للرفض ، لكنه لم يرفض ، كان جزء مما قاله كذبة ، فلم يضغط عليه أحد كما اوهمها.
لا يعرف لماذا قال لها هذا الكلام ؟
لماذا ينتقم منها هي ؟
كان على وشك أن يجعل زواجهما حقيقيًا وأن ينسى كل شيء آخر ، لولا طرق الباب التي جعله يعود إلى رشده.
هل قال لها ذلك لحماية قلبه بعد تعرضه للخذلان والخيانة ؟
تذكر أول مرة رآها عند عودته من القاهرة بعد تخرجه أعجب بجمالها الذي تضاعف ، فعندما سافر كانت لا تزال صغيرة جدًا ولا يتذكر أنه كان يراها في إجازاته ، لكن ما اعجبه بها نظراتها كانت لا تزال بريئة و قلبها نقي.
كان غاضبًا جدًا عندما تذكر "جمال" ابن خالها البغيض
عندما مدحها أمامه وهو يرأى نظراته إليها ، كان سينتف رأسه ، فحينها شعر بنيران تندلع داخل قلبه ، و بدون لحظة تفكير واحدة عندما فتح جده معه موضوع زواجه منها ، وافق على الفور.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اما في ايطاليا
لازال مراد يجلس في المستشفي يكمل علاجه
سمع رنين هاتفه فأجاب سريعا عندما عرف المتصل
مراد بغضب شديد : انت فين يا زفت يا حمدي بتصل بيك من وقت مافوقت و انت مابتردش .. حسابك بعدين دلوقتي بسرعه قولي ايه الاخبار
حمدي رجل من رجال مراد في مصر فهو من يراقب كارمن ك ظلها و لكن دون ان يلفت الانظار
اجاب حمدي بأدب و ارتباك : اسف جدا يا فندم .. بس انا عندي ليك اخبار مش هتعجبك يا مراد بيه
مراد على الفور : قول بسرعه
حمدي بخوف اشد من الذي سيقوله : مدام كارمن اتجوزت امبارح
قاطعه مراد بحدة مخيفة : نعم يا روح امك انت اجننت ايه اللي بتقوله دا و ازاي دا حصل
اجاب حمدي سريعا : زي ما بقولك كدا يا باشا اللي فهمته انها خلصت عدتها و اتجوزت ادهم بيه رجل الاعمال اخو جوزها اللي مات
شعر بصدمة قوية فهو بالطبع لم يتوقع هذا الخبر ، ووصل غضبه لذروته واندلعت النيران في شرايينه يصرخ بغضب جامح : عينك ماتنزلش من عليهم انت فاهم و انا هنزل مصر خلال الاسبوع الجاي
أغلق الخط وهو يفك أزرار قميصه بعنف ، وبدأ يدور في الغرفة بغضب ، يفكر أن عليه أن يضع حدًا لكل ما يحدث ، ولكن عليه الأن انهاء كل شئ هنا أولا ، وظهرت نظره شر مظلمة في عينيه تعلن بداية الجحيم...