قصة مزيج العشق البارت السادس عشر 16 والسابع عشر 17 والثامن عشر 18 بقلم نورهان محسن


قصة مزيج العشق

البارت السادس عشر 16 والسابع عشر 17 والثامن عشر 18

بقلم نورهان محسن


البارت السادس عشر

احيانا القلوب تكون مبعثرة لٱ تريد من يحبها فقط ، بل تريد من يفهم احساسها ...!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور اسبوع

استدارت حول نفسها ، غير مدركة ما هذا المكان ؟

كانت على حافة جبل مرتفع ، أمامها منظر ساحر ،

وخلفها صحراء.

لا تعرف ما الذي أتى بها إلى هنا؟

شعرت بحركة من ورائها ، فالتفتت بسرعة ، وعادت بقدمها إلى حافة الجبل دون أن تدرك ، فأمسك ادهم بخصرها خشية أن تسقط بنفسها ، و عندها التقت العيون و تعثرت المشاعر في قلوبهم.

سألت كارمن بإرتباك من قربه منها : انا ازاي جيت هنا !! و انت ليه ماسكني كدا .. ابعد عني !!!!

حاولت دفعه بعيدًا عنها ، لكنه شد قبضته حول خصرها ، وجذبها بالقرب منه اكثر

ادهم : طول ما انتي بتهربي مني هتفضلي تايهة ،

افتحيلي قلبك مرة واحدة بس و مش هتندمي.

كان ينظر إليها وعيناه تشعان بالصدق وعاطفته لها ،

وشفتيه أمام شفتيها.

همست كارمن برفض ضعيف لتأثيره القوي عليها : انا ... لا مستحيل هحبك

تأوهت كارمن بدهشة عندما تشابكت أصابعه بين خصلات شعرها ، ممَ جعلها أقرب إلى وجهه ، وحرقت أنفاسه جلدها الناعم ، ممَ تسبب لها في دغدغة محببة ، فأغمضت عينيها في استسلام من هذا السحر الذي تشعر به معه.

أحاط وجهها بيديه و قبل خديها ثم ذقنها بلطف ، و دون وعي منها أحاطت بكفها الصغير يداه على خدها ، فرفع بصره إلى عينيها.

ادهم بإصرار : صدقيني قلبك هيغلبك و غصب عنك هتحبيني !!! عارفة ليه ؟

لم ينتظر اجابتها قائلا بصوت اجش :

عشان قلبك بدأ فعلا يفتح بابه ليا .. ومش هتعرفي تفكي نفسك من خيوط عشقي ..!

لكنها لا تريد أن تعترف بما يقوله ، ولن تعترف بهذا الحب.

أغلق جفنيه ودون أن يعطيها فرصة للاعتراض ، مال يزيل المسافة بين وجوههم ، وهو ينزل بشفتيه يفترس شفتيها ، و يعبر عن حبه بقبلة تطفئ نيران قلبه.

ــــــــــــــــــ

استيقظت و هي تتنفس بسرعة ، تنظر إلى المكان في ذعر ، فوجدت نفسها نائمة علي سريرها داخل غرفة ادهم.

نظرت إلى الساعة ، لترى أنها كانت الثامنة والنصف صباحًا

تنهدت كارمن وأغمضت عينيها بقلب يرتجف ، وبدأت تفكر في الحلم الذي رأته ، بدا كأنه حقيقي تمامًا ، لكن عقلها يرفض هذه الفكرة ، ولا ينبغي لها أن تفكر بهذه الطريقة.

اخذت تقنع نفسها بهذا التفكير ان أدهم هو عم ابنتها فقط ، لكن قلبها مرتجف بشدة ومرتبك ، خاصة أن أدهم يعاملها منذ أسبوع بشكل مختلف تماماً عن تعامله معها عندما تزوجت من عمر.

يتعامل معها بلطف شديد وأصبح أسلوبه هادئًا ، لكنه أحيانًا يتصرف معها بطريقة استفزازية تثير غضبها بشدة ، لكنها ايضاً لا تنكر انها اعجبت جدًا بإهتمامه بالطفله وحنانه معها وتسعدت في تعلقه بها ، و راقت لها كثيراً هديته في عيد ميلادها ، فكانت عبارة عن كلب صغير لملك أحبته للغاية ، و أصبحت تلعب معه وفرحت به ، كما أنه خصص له بيتًا صغيرًا في الحديقة لينام فيه.

حاولت في هذا الأسبوع تجنب الجلوس والاحتكاك مع نادين التي لا تجلس في المنزل نهارًا ، وتعود في المساء لتصعد إلى غرفتها وتتشارك معهم أحيانًا وجبة الإفطار ، ومن المؤكد أن الامر لا يخلو من بعض كلماتها مسمومة أو نظرتها حارقة نحوها.

نفضت كل هذه الأفكار من رأسها ، متجاهلة دقات قلبها وهي تتذكر هذا الحلم مجدداً ، وأصرت تحادث نفسها بعناد أنه عم ابنتها فقط ، ولا شيء أكثر من ذلك ، ثم نهضت من الفراش وأدت روتينها اليومي.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند أدهم بالخارج

استيقظ أدهم متألم ظهره من نومه على الأريكة.

حسنا ! هذا اختياره ، فكان بإمكانه إعداد المكتب لها أو تركها تنام على الأريكة ، لكنه لم يستطع جعلها تجلس في غرفتها الخاصة التي أرادت أن تأخذها.

هو يريد أن يأخذ الأمور بينهما بهدوء ، ويقترب منها تدريجيا ولا يريد أن يخيفها أو يجبرها على الاقتراب منه رغماً عنها.

نهض يتكاسل ثم دخل الي الحمام.

بعد لحظات خرج متوجهاً إلى صالة الألعاب الرياضية ، لتنشيط جسده قليلا ، وإزالة الآلام التي يشعر بها.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند كارمن

خرجت من الغرفة مرتدية فستانًا رماديًا يتناسب تمامًا مع قوامها الممشوق ، يظهر نحافة خصرها ، وأكمام ذراعيه يبلغ طوله أقل من ربع كم ، ويمتد فوق قدميها بقليل.

تنوي ان تتناول الإفطار مع الجميع ، فقد نامت طفلتها مع جدتها مريم بالأمس.

أرادت التحدث إلى أدهم قبل أن يذهب إلى الشركة ، لكنها رأت أن مكان نومه فارغ ، فنظرت إلى الحمام كان الباب مفتوح ، و لم يكن بالداخل.

ظنت أنه غادر الجناح ، فأكملت طريقها للخارج ، لكنها توقفت بإندهاش عندما سمعت صوتاً يأتي من صالة الألعاب الرياضية التي لم تدخلها من قبل .

ذهبت إلى هناك لتري ما يحدث بالداخل؟

تسمرت في مكانها محدقة في صدر أدهم العاري أمامها ، و الذي كان يمارس الرياضة بنشاط ، ولم يلاحظ أنها دخلت.

أعجبت كثيرا بجسمه الرياضي وصلابة عضلاته القوية ، لقد كان وسيمًا بشدة.

خطر ببالها ذلك الحلم الذي رأته و ما قاله لها ، وشردت قليلاً بتفكيرها ، و لم تدرك أنه أنهى ما كان يفعله ، وينظر إليها في صمت.

استيقظت من شرودها عندما رأته يتجه نحوها ، ونصفه العلوي بأكمله مغطى بقطرات العرق.

وقف أدهم أمامها مباشرة ، وفي عينيه نظره غامضة لم تستطع تفسيرها كالمعتاد ، وكان شعره البني يتساقط منه عدة خصلات مبللة على جبهته ، يبدو مثيراً حقاً.

مال عليها و هو يقترب منها كثيراً ، ويضع يديه الاثنين على الحائط خلفها يأسرها بذراعيه.

نظرت إليه بتوتر وعدم فهم ، وقلبها يدق كطبول داخل ضلوعها ، لدرجة أنها اعتقدت أنه يستطيع سماعه جيداً.

أما بالنسبة له ، فقد كان يحدق في عينيها الزرقاوتين المرتبكة التي ثملته ، وجعلته ينسى من يكون في هذه اللحظة؟

فجأة انقطعت أنفاسها و أغلقت عينيها بإحكام ، حالما أحست بأنفاسه الساخنة تلامس بشرتها ، وشفتاه تكاد تلامسان شفتيها تقريبًا ، ولا يفصل بينهما سوى بوصة واحدة.

اعتقدت للحظة أنه سيقبلها ، لكنه أمسك بالمنشفة المعلقة خلفها مباشرة ، و رفعها يجفف بها وجهه ببطء ، ثم ابتعد عنها وأعطها ظهره.

ابتسم أدهم بمكر قائلاً بنبرة عادية ، لكن تخفي ورائها الكثير من المشاعر داخله : صباح الخير يا كارمن .. صاحية بدري ليه ..!!

فتحت كارمن عينيها تطلق سراح أنفاسها التي كانت تحبسها داخل صدرها ، و أخذت تحاول التركيز على ما تريد قوله بعد أن شتت هذا الماكر أفكارها.

لماذا يلعب بأعصابها هكذا ؟

لا تعرف لماذا تتبعثر مشاعرها عندما يقترب منها ؟

تمتمت بخفوت : صباح النور .. ممكن اكلم معاك في حاجة قبل ما تروح الشغل؟

نظر ادهم اليها قائلا بإهتمام : اكيد .. بس الاول هاخد شاور من العرق اللي انا فيه دا و نتكلم

كارمن بصوت هادئ : تمام هستناك برا في الليفينج

ــــــــــــــ

أنهى أدهم حمامه ، وتوجه إلى غرفة الملابس مرتديا بدلة رائعة من أكبر الماركات العالمية ، والتي أبرزت قوة عضلات كتفه.

خرج متوجهاً إلى المكان الذي كانت تجلس فيه كارمن بانتظاره في توتر.

رأته يتقدم منها برجولته الطاغية ، وسبقته رائحة عطره المميز ، ليخطف أنفاسها بجاذبيته الساحقة.

للحظة شعرت بالغيرة من كل من سوف يراه بكل هذه الأناقة المذهلة التي تذهب العقل ، واخذت تحدق فيه بصمت.

جلس أدهم بجانبها بشكل مريح على الأريكة ، واضعاً يده على الأريكة خلف ظهرها.

بدأت هي الكلام على الفور : ادهم انا كنت عاوزة انزل الشركة و ابدأ الشغل

ادهم بتساءل : انتي حاسة انك مستعدة دلوقتي و ان صحتك احسنت

أجابت كارمن برقة : ايوه و حاليا ملك طول الوقت مع مامتك و مامتي و انا بدأت ازهق من قعدة البيت و كمان انا بدأت اشتغل تاني علي شوية تصميمات لفساتين جديدة.

ادهم بحماس : بجد طب ما توريني كدا عملتي ايه

كارمن بإحراج : لا مش دلوقتي لما اخلصهم احسن .. انت عارف انا بقالي اكتر من سنتين ماحاولتش اصمم و عشان ارجع لثقتي في نفسي تاني محتاجة وقت و مراجعة

ابتسم أدهم بجاذبية وقال : ماتقلقيش انا موجود و هساعدك فيهم و انا موافق تقدري تيجي الشركة في الوقت اللي يناسبك

ردت بإندهاش و حماسي طفولي : بجد .. يعني ينفع اجي معاك بكرا

ضحك ادهم على حماسها ثم أجاب بصوت رخيم : اكيد ينفع بس هتكوني تحت اشرافي المباشر لحد ما تعرفي كل حاجة ماشية ازاي

رجعت مرة اخري لتوترها ، لأنها لم تكن تريد أن تكون معه كثيرا بسبب ما شعرت به في قربه منها ، و حاولت اعتراض حيث كانت تفرك يديها في حيرة ، وعيناها تنظران إلى الأرض أمامها.

همست كارمن بإرتباك : بس انا الاول كنت بشتغل مع مالك و عمر الله يرحمه.

شعر ادهم بالغيرة من حديثها ، ليصحح حديثها بتريث : كنتي .. حاليا مالك مشغول بإدارة شركة المقولات و ماتنسيش انه بقي نائب مجلس الادارة و بما اني مش دايما موجود فهو اللي بيتابع الشغل هناك

همست كارمن بداخلها : يعني مفيش مفر منك يا دراكولا

أومأت إليه بموافقتها في صمت ، و نهضت من مكانها فنهض معها يغادروا الجناح ، لتناول الإفطار مع الجميع.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في شركة "البارون ديزين"

نزل من سيارته وتوجه إلى شركته ، يسير بخطواته الهادئة في شموخ نحو المصعد ، ليذهب إلى الطابق الأخير.

نزل من المصعد وسار باتجاه مكتبه

دخل مكتب سكرتيرته فوقفت السكرتيره الجديده عندما دخل مباشرة ، قائلة بغنج متصنع : صباح الخير يا استاذ ادهم

ضاق عينيه عليها بحدة ، محدقًا في مكياجها الزائد عن حده ، وملابسها التي كانت أكثر ملاءمة لتكون ملابس سهرة ليست موظفه في شركة.

تجاهلها واستمر في السير إلى مكتبه ، فتبعته وهي تمشي متمايلة بكعبها العالي.

دخلت خلفه ورأته جالسًا خلف مكتبه المريح بهدوء يحدق بها بجمود ، للحظة ارتبكت و إبتلعت لعابها بتوتر من نظرته الثاقبة.

هتف ادهم بصوت جهورى : انتي مين؟

_ انا ياسمين حضرتك .. السكرتيرة الجديدة مكان مها

تذكر أن سكرتيرته قدمت استقالتها منذ فترة وجيزة بسبب مشاكل في منزلها ، هو لم يقتنع بهذه الحجة ، لكنه وافق على استقالتها في النهاية.

ادهم بجدية : مها عرفتك طريقه الشغل ماشية ازاي و لالا

ردت ياسمين بالإيجاب : ايوه حضرتك

اردف ادهم بصوته الرخيم : تمام قولي ايه المواعيد و الاجتماعات اللي عندي انهاردة ؟

فتحت دفتر المواعيد وبدأت في قراءة المواعيد بصوت رقيق للغاية ، وعندما انتهت من القراءة ، قالت بميوعه بينما كانت عينيها هائمه في شكله الجذاب : حضرتك تأمر بحاجة تانيه؟

اجاب بحزم و صرامة و هو ينظر اليها بحده ، و يشير إلى ملابسها : اخر مرة اشوفك جاية الشركة بالقرف اللي انتي لابسه دا .. لازم تعرفي ان دي شركة محترمه مش ملهي ليلي .. اتفضلي شوفي شغلك.

ارتجفت من حدة صوته ، و أومأت بصمت ، وغادرت بسرعة

(ياسمين :تبلغ من العمر 27 عاما ذات جسد ممشوق متناسق و قامه طويلة ، بشره برونزية ، خصلاتها ناريه ، و اعين عسلية ، تعشق المال بشدة ، شخصية جريئة و استغلالية)

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد وقت قصير في مكتب ادهم

دخل مالك إلى مكتب أدهم فور طرقه علي الباب

مالك بإبتسامة واسعه : صباح الخير يا ابو الادهيم

نظر اليه ادهم بحنق : صباح الزفت علي دماغك عملت اللي قولتلك عليه

ذهب مالك إلى الكرسي أمام المكتب وجلس أثناء حديثه

مالك بمرح : براحة يا عم اخد نفسي الاول

ادهم بنفاذ صبر : بلاش رخامة دلوقتي و انجز

مالك بجدية : ايوه طبعا ما انا جايلك اقولك ان الخبر اتنشر في كل الجرايد و المواقع اهو

أخرج الهاتف من جيبه وفتحه و سلمه إليه.

أمسك أدهم بالهاتف و رأى الأخبار تسطع على الشاشة ، فظهرت علي وجهه ابتسامة ماكرة اظهرت اسنانه البيضاء ، وهو يتخيل رد فعل كارمن عندما ترى هذا الخبر.

هتف مالك بعدم فهم و هو يري ابتسامة ادهم : برده انا مش فاهم انت سعيد اوي كدا ليه من نشر الخبر يعني؟

اجاب أدهم بينما يتلاعب بالقلم الذي بين أصابعه : عادي ماتنساش ان كارمن بقت نائب مجلس الادارة هنا يعني طبيعي هتيجي تشتغل معانا .. و لازم الكل يعرف انها موجودة هنا بصفتها مراتي انا .. مش ارملة اخويا و انا متأكد انها مكنتش هتوافق علي كدا.

رفع مالك حاجبيه بذهول من تفكير ادهم وقال : قصدك انك حطيتها قدام الامر الواقع !!

رد ادهم بإماءة بسيطة : بالظبط كدا .. و من بكرا مش عايز اشوف وشك في الشركة هنا

مالك بدهشة : ليه يعني ..؟

ادهم بنفاذ صبر : هتروح شركة المقولات فترة تتابع هناك بنفسك و تبعد عن هنا خالص

مالك بحنق : الله ما احنا بنتابع كل حاجة و احنا بعدين هنا هتمرمطني ليه يا مفتري

اجاب ادهم بتهكم و غيظ : عشان مدام كارمن عاوزة حضرتك تدربها علي الشغل

نظر اليه مالك بشقاوة و قد فهم تصرفه ، ليقول بخبث : مش تقول كدا من الاول .. ماشي هروح .. اما نشوف لعبة القط و الفار بتاعتك انت و هي دي هتوديكم فين.

حدق فيه بغموض قائلا بإصرار : هخليها تحبني يا مالك !!

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

خارج مكتب ادهم تحديدا في مكتب ياسمين

دخلت إلى الحمام وتتحدث في الهاتف كي لا يسمعها احد

همست ياسمين بفخر : كله تمام يا باشا انا حاليا سكرتيرة ادهم البارون شخصيا .

بتحذير ..... : تمام اوعي حد يشك في حاجة و الا انتي عارفه اللي هيحصلك .

ياسمين بخوف : لا ماتقلقش يا باشا انت عارفني

...... : طيب و اي حاجة تخص مدام كارمن توصلني فاهمه .. كل تفصيله صغيرة تسمعيها تبلغيني على طول بها

ياسمين بطاعه : حاضر يا باشا انت تأمر

..... : سلام

ياسمين : مع السلامه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البارت السابع عشر


الحب الذي لا يفقدك عقلك و يستحوذ على قلبك

لا يستحق..!!

فما هو إلا دور سينمائى فاشل في فيلم هندي تافه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ظهراً في النادي

تجلس نادين و ميرنا و تظهر علي ملامح نادين الحنق و الغضب الشديد

هتفت نادين بغيظ : هموت من القهر يا ميرنا الباشا بقي بيقعد في البيت و بيضحك و يهزر مع الزفته كارمن طول الوقت

ميرنا بخبث : انتي بتغيري عليه يا نانو و لا ايه؟

نادين بغل : دا جوزي انا حتي لو مش متفقين سوا مش هسيبها تتهني به و بفلوسه

ميرنا بتنهيدة : قولتلك من الاول شكلها مش سهلة .. المهم انتي ماشيه علي خطتنا

نادين بتأكيد : ايوه طبعا بحطلها بإيدي الحبايه في كوباية العصير بإنتظام في مواعيدها بالظبط

قالت ميرنا بتعبير مبهم على وجهها : كويس بس لازم تلاقي طريقه تتخلصي منها بسرعه مفيش حاجة مضمونه ممكن تحمل حتى و هي بتاخد الحبوب

هتفت نادين بخوف : عندك حق انا بقيت خايفه جدا من تغييره .. بقيت حاسة ان ممكن في اي وقت يقلب عليا لو غلطت غلطة صغيرة و يطلقني و اطلع من دا كله ب و لا حاجه

ميرنا بتفكير : قوليلي ايه اخر اخبارهم مع بعض ؟

نادين بحنق و حسد : الهانم ناوية تنزل الشركة مع ادهم و تبدأ في الشغل

ميرنا بمكر : طب ماتدخلي في الليلة و تنزلي الشركة انتي كمان تشتغلي

نادين بعنجهية و غرور : مبحبش الشغل و الالتزام انا بحب الخروج و السفر و الشوبنج و بس

ميرنا بتهكم : لازم تعملي كدا لأن في تفكير في بالي لو نفع هتخلصي منها بسهولة

نادين بتسرع : حل ايه دا؟

ميرنا بإبتسامة خبيثة : خليني افكر الأول انتي عليكي تلاقي طريقه تقنعي بها أدهم لنزولك للشركة

نادين : اوكي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عصراً في قصر البارون

كانت تجلس هي وحماتها ووالدتها يتثامرون في العديد من الموضوعات ، لكن كارمن لم تفهم شيئًا منها.

كان تفكيرها بهذا الحلم الذي لا يريد أن يخرج من عقلها.

تفكر في تفسير هذا الحلم ، وكيف استسلمت له؟ وكيف لها تحبه؟

ترفض بشدة هذا الشعور الذي تشعر به تجاهه ، و ستستمر في مقاومته فهي زوجة أخيه ، أو بالأحرى أرملة أخيه.

وأيضاً لا تتخيل أنه سيقبلها زوجة له ​​، لقد تزوجها فقط من أجل وصية أخيه ومن أجل ملك ، و هي تزوجته لنفس الأسباب ، فلا داعي للخداع في الوهم.

انقطعت افكارها بدخول يسر وفي يديها ياسين الذي ترك يديها وركض نحو ملك التي كانت تجلس علي قدمي جدتها وبجانبها كلبها الصغير، فجلس جانبها يقبل خديها قائلا ببراءة : وحشتيني خالص يا ملك

نظرت اليه الطفلة تهمهم بكلمات متقطعه ، و هي تضحك بسعادة

هتفت يسر بتعب و هي تجلس بعد ان سلمت علي الجميع : يا واد بطل شقاوة تعبتني

 

نظر ياسين الي امه قائلا ببساطة : ببوس ملك يا مامي دي العروسة بتاعتي

يسر بيأس : مفيش فايدة في الواد دا خلاص جنني

ياسين بتذمر : هي ليه ماما مش موافقه أن ملك تلعب معايا في الجنينه يا تيته؟

ليلي بتريث : لسه صغنونه يا حبيبي لما تكبر شوية هتلعب معاك في الجنينه حاليا العب معها هنا

ياسين ببراءة : خلاص ماشي !!

ابتسمت مريم وهي تقبل خده ، فهذا الشقي يأسر الجميع بخفه ظله وبراءته

يسر بإعجاب : ايه الكلب الكيوت دا يا روما يجنن خالص !!

ردت كارمن بهدوء : دا هدية ادهم لملك في عيد ميلادها من وقت ماشافته مابقتش عايزة تسيبه و طول الوقت بتلاعبه

نبح الكلب الصغير علي ياسين ، وهو يقف دفاعا عن ملك عندما حاول ابعاده عنها ليجلس بجانبها.

كارمن بإبتسامة : تعالي يا ياسين

ذهب ياسين إلى كارمن التي جلسته على قدميها ، وقالت بنبرة هادئة : ايه يا بطل تاعب ماما ليه الولاد الشطار مش يتعبو مامتهم و يسمعو كلامها و انت شاطر صح

 

ياسين بعفوية : ايوه صح شاطر .. بس ماما مش عاوزاني ابوس ملك و انا بحبها و كمان الكلب دا وحش هتحبه ملك اكتر مني

ضحكت من كلماته البريئة التي جعلتها تدرك شعوره بالغيرة على ملك من الكلب ، لذا حاولت أن تصلح هذا الموقف بهدوء : لا هي كمان بتحبك انت اخوها الكبير .. و لازم تخاف عليها .. و دا كلب صغير انت القوي اللي فيهم .. و لازم تعطف علي الكلب عشان ربنا يحبك صح كلامي يا بطل..

 

ياسين بتفكير : ايوه صح

قبلت كارمن خده وقالت بضحكة : طب يلا روح كمل لعب معهم

ذهب يجلس في مكانه بهدوء ، وهو يضع الكلب علي قدميه ، و يلاعبه بلطف

يسر بدهشة : و الله انتي طلعتي جامدة يا روما دا انا بفضل اتحايل عليه عشان يسمع الكلام ..

ثم اردفت قائلة بتذكر : اه صحيح انتي شوفتي جرايد انهاردة و السوشيال ميديا

كارمن بنفى : لا مش متابعه حصل حاجة و لا ايه؟

يسر بغمزة : ابدا يا جميل صورك انتي و ادهم منوره في المواقع و الجرايد

و أخرجت الهاتف من حقيبتها ، وأعطتها إياه لتشاهد الأخبار على الإنترنت

انصدمت بشدة كيف وصل خبر زواجها الي الصحافه ، وكيف انتشرت بهذه السرعة ؟

لا تفهم ، ولكن بهذه الطريقة تم تدمير كل خططها التي كانت قد وضعتها لنفسها ، فالامر اصبح معروفاً الان ، ولن تستطيع ان تخفيه عن اي شخص في الشركة ، وستظهر امامهم بصفتها زوجة ادهم البارون.

شعرت بالحرج و الاحباط ، وهي تتخيل كلام الناس عنها ، وظلت تشتم في سرها من كان سبب نشر هذا الخبر ، وهو بالتأكيد أدهم.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بالصعيد

في غرفة زين و روان

جالسه تشاهد التلفاز ، مر أسبوع على اليوم الذي أخبرها فيه أن زواجه منها كان تحت ضغط والدته ، وأنه سيكون مؤقتًا ، و صدمتها بعد حديثه عن خيانة حبيبته.

شردت في أفكارها و هي تتذكر ما حدث بعد أن لجأت  تشكي لربها

Flash Back

استعادت هدوئها بعد أداء صلاتها والدعاء لربها ، بأن يشعر بها ذلك الجدار الذي تزوجته ، وأوكلت كل شؤونها إلى الله.

واتخذت قرارًا بأنها لن تستسلم ليأسها من كلماته المسمومة ، فهي الآن زوجته ، حتى لو كان هذا مؤقتًا كما قال ، ستسعى بكل طاقتها لتجعله يشعر بحبها العميق له ، هي تفهم أنه عانى من الخداع والخيانة ، و لاتستطيع أن تلومه ، لكنها ستجعله يشعر بها و  بعشقها له من تعاملها معه.

سوف تمشي على الخطة التي رسمتها في ذهنها ، و تتحمل نفوره ورفضه هذا ، و ألا تهزمها العقبة الأولى في حياتها معه.

نهضت بعزم ، وخلعت الاسدال عنها قائلة بمرح : انا هوريك كل انواع الجنان المصري اللي علي حق يا ابن حياة

وقفت امام المرايا ترتب ملابسها ، و شعرها قبل أن تغادر الغرفة و تتجه نحو السلم ، وتنزل الدرج بخفة وبسرعة.

رأت والدتها وعمتها جالسين يشاهدان مسلسلهما المفضل

روان بشقاوة : مسا مسا علي احلي موزتين في الصعيد كله

اندهشت حنان من نزولها الان لتقول بحسرة : يا مراري عليكي يا بت انتي سيبتي جوزك و نزلتي ليه

روان جلست و ربعت قدميها قائلة بتعبير فكاهي على ملامحها : افضل كابسه علي انفاسه من اول يوم كدا .. الراجل يطق مني يا حنون .. لازم اسيبه شوية عشان يفكر فيا و يشتاقلي

اخفضت حياة صوت التلفاز تنظر الي روان بفخر وقالت : ناصحة يا بت طالعه شاطرة لعمتك

حنان بصدمة : وه دا بدل ماتقومي تجبيها من شعرها قليلة الحياء دي يا حياة

ضحكت حياة لتقول بمحبة : يا مري .. مقدرش دي حبيبة قلب عمتها تعالي هنا يا مرات ابني .. مالكيش صالح بيها يا حنان

نهضت روان من مكانها ، و جلست بين احضانها

روان بإبتسامة : انتي اللي فهماني يا عمتي في البيت دا

حياة بسخرية : طبعا يا بت شكل امك نسيت يعني ايه رومانسيه يا حسرة عليك يا خوي

شهقت حنان تصفع على صدرها ، قائلة بدلال أنثوى : فشر دا انا و جوزي لسه شباب و الله اكبر  زي السمنه علي العسل يا خيتي و مولعين الجو رومانسية

ضحكوا جميعًا بشدة ، و نهضت روان قائلة بحماس : طب انا هروح بقي علي المطبخ احضر الغداء لزين بإيدي و ابهروا بأعمالي المطبخية

تحدث ماجد من خلفها و هو يضحك بمرح : الحقوا جهزوا نمرة الاسعاف لزين بسرعه

روان بنزق : بعد الشر عنه يا زوفت انت

ماجد بتصفير : الله الحب شكله ولع في الدرة من اول يوم

احمرت وجنتي روان خجلاً وسكتت

ردت حنان بدفاع عن ابنتها : بس يا واد يا ماجد بنتي طباخة بريمو تربيتي انا و عمتك

اخرجت روان لسانها لماجد تغيظه ، وركضت مسرعة إلى المطبخ لتحضير الطعام.

ــــــــــــــــــــــ

بعد ان انتهت من تحضير الطعام الشهي إلى زين صعدت به الي غرفتهم.

في ذلك الوقت كان زين يأخذ حمامًا باردًا ، وكان يفكر في غياب روان لأكثر من ساعتين.

ماذا تفعل الان بعد كل ما قاله لها ، يشعر أنه بالغ في حديثه معها فهي زوجته وإرادته.

لماذا كان معها شديد القسوة هكذا ؟

زفر بحنق وهو يغطى أسفل جسده بالمنشفة و خرج من الحمام ، ووقف في منتصف الغرفة يجفف شعره بمنشفة اخري صغيرة.

في هذه اللحظة دخلت روان الغرفة ، وهي تحمل صينية الطعام في يديها.

أغلقت الباب خلفها واستدارت وهي تتطلع للأمام ، لكنها تجمدت مكانها عندما رأت زين يقف أمامها بمنشفة فقط دون أن ينتبه لها.

حدقت روان بدهشة وإعجاب بجسده الاسمر وعضلات صدره القوية ، وكانت عيناها تتبعان قطرات الماء المتساقطة من شعره ، وتهبط على رقبته وتمر ببطء على صدره بإثارة.

ضغطت علي شفتيها واحمر وجهها من الحرج ، وكان قلبها يقرع كالطبول داخل ضلوعها.

أزال المنشفة عن وجهه ، وأصيب بصدمة عندما وجدها أمامه ، كيف لم يشعر بدخولها؟

رآها تحدق به في ارتباك ، فنظر إلى وجنتيها الملطختين باحمرار الخجل ، وحركة شفتيها المرتجفة التي تعضهما بتوتر.

شعر بنار متَأَججة في صدره ، وأراد أن يلمس تلك الشفتين المغريتين.

هذه الحمقاء لا تدرك أنها تلهب أحاسيسه بأدنى حركة منها ، وهو أحمق منها ، فكيف يقاوم رغبته فيها وهو الذي بعد نفسه عنها؟

احس ان دقات قلبه ستفضحه امامها فهمس بداخله : اهدا و اعقل كدا ماتضعفش قدامها و اثبت علي كلامك هو انت مراهق و لا ايه اللي حصلك يا غبي

أخذ نفساً عميقاً ، محاولاً أن يهدأ ويدفع هذه الأفكار من رأسه.

زين بصوت اجش منفعل من كبح رغبته : كنتي فين دا كله؟

افاقت على صوته من إلهاءها بمنظره المهلك ، و عشت مرة اخري علي شفتيها في بخجل لأنها كانت تحدق به كالبلهاء.

حاولت أن تجمع أفكارها بسرعة ، ونظرت إلى صينية الطعام ، وقالت ببساطة : كنت بعملك الاكل و لما خلصته طلعت علي طول

نظر زين إليها بذهول ، و هو يشعر كأن دلو من الماء البارد صب على رأسه من تلك المعاملة منها التي لم يتوقعها ابدا ، قائلاً بإستغراب : وليه تعبتي نفسك في ناس كتير تحت تعمل الغداء ؟

اجابت روان بعفوية ، فكانت تحلم دايماً بأن تطعمه من يديها عندما يتزوجان : لا .. دا كان زمان دلوقتي مينفعش .. لازم تاكل من ايدي انا و بس

شعر أنه كان غبيًا حقيقيًا فانها تهتم به ، وهو قابل كل هذا بكسر قلبها و في أول يوم في زواجها ، لا منذ أن أصبحت خطيبته ، وهو يعاملها باستخفاف ولا مبالاة.

همس زين في داخله بضيق : ياتري يا روان دا قناع براءة مزيف برده و لا انا ظلمتك و اتسرعت في قسوتي عليكي

ثم اتخذ عدة خطوات يقترب منها قائلا بمزح : ويا تري اكلك حلو و لا بتجربي فيا

اتسعت عيونها ببراءة قائلة وهي تهز رأسها برفض : لا طبعا انا بطبخ كويس اوي و دلوقتي هتذوق و تقولي رأيك و انا متأكدة انك بعدها مش هتاكل من ايد اي حد الا انا

رفع حاجبيه بإعجاب من ثقتها في نفسها ، ليقول بشك : هنشوف و الميه تكدب الغطاس بس انتي فطرتي اصلا و لالا

هزت رأسها بمعني لا

وقف امامها مباشرة و هو يأخذ منها صنية الطعام و يضعها علي المنضدة وقال : موافق اكل بس بشرط هتاكلي معايا

شعرت بالحرج لكنها لم تستطع الرفض حيث أراد قلبها استغلال أي فرصة للتقرب منه

هتفت بإحراج و هي تنظر الي ارضية الغرفه : حاضر بس ممكن تلبس هدومك الاول

كانت تقضم شفتيها من التوتر كعادتها ، غير مدركة أنها كانت تزيد من توهج نيران ذلك الواقف أمامها أكثر.

نظر إلى جسده العاري ثم نظر إليها بمكر مستمتعًا بخجلها البريء ، ليتكلم بمكر : انا واقف كدا من ربع ساعه و بعدين فيها ايه لو اكلت و انا كدا

زاد احمرار وجنتاها أكثر من أسلوبه ، وتحدثت بصوت هامس خجول : زين البس حاجة مايصحش تقعد كدا قدامي و كمان ممكن تاخد برد لو سمحت بقي

كان يفكر انها بالتأكيد لا تريد أن يمر هذا اليوم مرور الكرام ، فهي لا تعرف ماذا تفعل به عندما تنطق إسمه بهذا حنان من شفتيها تعذيبه أكثر.

حاول أن يسيطر على أفكاره وهو يتوجه إلى الخزانة ،ويخرج ملابسه ويتجه إلى الحمام في صمت.

Back

ــــــــــــــــــ

و منذ ذلك الوقت وهي تخشى أن تقترب منه كثيرًا وهم بمفردهما فيقابلها بالنفور والبعد مرة أخرى ، لذلك اصبحت تنام على الأريكة ليلًا وتترك له السرير ، لكن عندما تستيقظ تجد نفسها على السرير وحدها ، لأنه بعد يومين من زواجهما عاد إلى المستشفى بحجة العديد من الحالات الطارئه ، ولا تراه إلا أثناء تناول طعام الغداء في تجمع العائلة ، والوقت الذي يقضونه مع العائلة يشعرها فقط أنهم زوجين جدد.

ضحكت بخفة وهي تتذكر مشاكستها له أمام العائلة ، فأحيانا تجلس بين ذراعيه او تتحدث معه بدلع، و تطعمه بيديها أمامهم ، فتشعر بقشعريرة جسده بسبب لمسات يديها الناعمتين عندما تمسك بيديه.

هي نفسها تتعجب من جرأتها معه ، لكن ما يطمئنها أنه لم يتجاهلها أو ينفر منها أمام الجميع علي العكس انه يتفاعل معها بشكل جيد.

همست تكلم نفسها بمرح و مكر انثوي : علي رأي سميرة سعيد لما قالت مش حتنازل عنك ابدا مهما يكوووون .. فاكر انك هتقدر تهرب من حبي ليك كتير يا زين .. ماشي اصبر عليا اما جننتك مابقاش انا روان الشناوي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في شركة كبيرة للإستيراد و تصدير

كان مراد جالسًا على كرسيه الأسود المريح ، وعيناه تلمعان بشراسة وهو يقرأ هذا الخبر المنتشر على الإنترنت ، ويشاهد الصورة التي جمعتهما ، لكنه لم يستطع السيطرة على أعصابه أكثر من ذلك ، وضرب الهاتف بقوة على الحائط ، فتحطم الي اشلاء متناثرة على الأرض ، وهو يتنفس بغضب.

دخل رجل عجوز إلى المكتب لكنه يتمتع ببنية قوية رغم كبر سنه والشيب يتخلل رأسه هو الحارس الخاص يدعى حاتم ، لكنه ليس مجرد حارس ، فهو كان الخادم المخلص لوالده ، و منذ وفاته و هو يساند مراد في كل ما يفعله.

حاتم و هو ينظر الي الهاتف المنثورة اشلائه علي الارض ، قائلاً بقلة حيلة : و بعدين في عصبيتك الزايدة دي يا مراد مش معقولة كدا يا بني

نظر اليه مراد بعينيه الحمراء من فرط غضبه صائحاً بحقد و حنق شديد : انا سمعت كلامك و مارضتش اعمل حاجة ست شهور كاملة مع جوزها عشان المنظمة الزفت و العيون اللي مركزة معانا و قولت كويس انه مات لوحده لكن دلوقتي هي اتجوزت و صورهم في كل المواقع عايزني ازاي اهدا و استني

حاتم ينظر اليه بحيرة من أفعاله وقال : انا مش قادر افهم اشمعنا دي اللي مركز معاها بقالك سنه مش بتكلم عن حاجة غيرها .. مش كفايه اللي جرالك في ايطاليا عاوز تفتح ميه جبهة عليك ليه

هتف مراد بغضب و تملك : عشان عايزها انا صفيت الكلاب اللي حولو يقتلوني بعد ماخرجت من المستشفي عشان ارجع هنا و اتفرغ ليهم مش ورايا غير حاجة الا هي

حاول حاتم التحدث بهدوء لعله يستطيع اقناعه : بلاش تدخل في حرب مع العيلة دي انت عارف مركز ادهم البارون كويس في البلد لو حس انك بتراقبهم اكيد مش هيسكت

ضحك بتهكم قائلا غرور : سكرتيرة مكتبه مخدتش في ايدي ساعه واحدة و كانت مقدمة استقالتها

رفع حاتم حاجبيه متعجباً ، ليسأل بسخرية : عاوزها تعمل ايه لما تهددها بولادها يعني

هتف بإنتصار : المهم ان مكتب الزفت دا بقت كل اخباره عندي انت عارف ياسمين شاطرة و صعب حد يشك فيها

حاتم بقلق : ربنا يهديك يا بني بس عشان خطري بلاش تجازف انت كنت بين الحياة و الموت من كام شهر

هتف مراد بتحدي : ماتقلقش يا حاتم انا مرتب لكل حاجة و في الوقت المناسب هاخدها منه حتي لو وصلت اني اقتله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


البارت الثامن عشر


نيران عشقك تشتعل بداخلي ، و يكتمها الكبرياء ..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءاً في قصر البارون ليلاً

عند كارمن

تجلس في الجناح ، وهي تحاول السيطرة على أعصابها.

إنها غاضبة جدًا من تصرف أدهم الذي جعلها تشعر رغماً عنها بأنها ملكه وحده ، و أن زواجه منها سيصبح أمرا طبيعياً ومعروفاً ، و هي لا تريد ذلك ، و اصرت انها ستظل في مكانها علي الأريكة حتى يأتي و تتحدث معه.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في منزل مالك البارون

خرج مالك من الحمام الملحق بجناحهم ، وكان يجفف شعره بمنشفة صغيرة.

كانت يسر مستلقية على السرير ، و تبدو علي ملامحها الشرود ، فترك المنشفة على الكرسي المجاور له ، و ذهب إليها بهدوء و انحنى عليها ، خطفاً قبلة صغيرة من شفتيها الكردية و قفز بجانبها على السرير.

اعتدلت هي في جلستها و سندت ظهرها على السرير.

يسر بتذمر طفولي : مش هتبطل الحركات دي يا مالك خضيتني

مرر ابهامه على طول وجهها برقة ، و هو يهمس في اذنيها بصوت حنون يتغلله المرح : سلامته الجميل من الخضة

ابتسمت بعشق و خجل ، فهو قادر علي تغيير مزاجها في لحظات بعبثه المحبوب لقلبها المتيم بعشقه.

مالك بغيرة محببة : انطقي بسرعة كنتي سرحانه في ايه يا بت انتي ؟

ضحكت يسر بخفه ، وردت ببساطة : ابدا كنت بفكر في كارمن

مالك بغرابة : مالها كارمن !!

سندت رأسها على كتفه قائلة بخفوت : عاوزة اسألك علي حاجة ؟

مال مالك رأسه على رأسها يهمس بحب : اسألي يا عيوني

يسر بإستفهام : انت اللي نشرت خبر جوازهم في الصحف و المواقع مش كدا !!

مالك بتنهيدة : انا و أدهم .. هو كان مرتب كل حاجة .. اومال انا ليه اخدتلهم صور كتير يوم كتب كتابهم الصامت دا انتي نسيتي.

يسر بتفكير : مممم طلعتو مش ساهلين خالص يا احفاد البارون

مالك بغرور متصنع : اومال يا بنتي دا احنا جامدين اوي

يسر بحيرة : بس برده انا مش فاهمه ليه ادهم يعمل كدا !!

مالك بجدية : عشان بيحبها يا يسر

شهقت بإستنكار و هي تنظر له لتقول بعدم تصديق : انت بتهزر صح بيحبها ازاي و امتي !! هو لحق يحبها اصلا دول بقالهم اسبوع متجوزين ؟

نظر اليها قائلا بهدوء و جدية يشوبهما قليل من السخرية : هقولك ازاي .. بس عارفه لو وقعتي بلسانك الحلو دا في الكلام مع كارمن وقولتلها وقتها ادهم هيذبح جوزك و تتشردي انتي و ابنك في الشوارع

هتفت بتركيز و هي تقترب منه اكثر : لا اطمن سرك في بير

مالك و هو يأخذ نفساً عميقاً ثم اردف قائلاً : ادهم بيحب كارمن من يوم ما اشتغلت في الشركة قبل ماتجوز عمر .. بس انتي عارفه ان عمر اغلي حاجة عنده لما عرف انه بيحبها سكت و كتم في نفسه .. حياته كانت خربانه من جهة جوازته من الحيزبونه نادين و عشان موضوع انه مش بيخلف ..

و الموضوع اتقفل علي كدا و بطل يتكلم فيه معايا لحد ما اتفتحت الوصية و اتفتحت معها كل جروحه من تاني .. تخيلي العذاب اللي هو فيه متجوز ارملة اخوه اللي هو اصلا بيحبها و يمنع نفسه عنها عشان ماتكرهوش و عشان هو فاهم دماغها و انها هتدخل الشركة على أنها أرملة اخوه و بس .. مش بصفتها مرات ادهم و عشان هي رفضت وقت الجواز منه انهم يعملو حفلة لو صغيرة يتعزم فيها معارفنا وأصحاب الشركات اللي ليهم شغل معانا فحطها قدام الامر الواقع.

عندما أنهى حديثه حرك عينيه عليها ، فرأي دموع يسر تنساب بحزن ، فمرر طرف أصابعه على وجنتها يمسح دموعها ، قائلا بصوته الدافئ : الحب مش لينا اختيار فيه يا حبيبتي و الا مكنش حبها هي بالذات

قالت بصوت مبحوح : انا فاهمه كلامك .. بس معني كدا ان كارمن عملت اللي في دماغها .. انا حذرتها بلاش تمنعه عنها و ان دا حرام وأنها تحاول تتقبل انه بقى جوزها .. بس برده انا عذراها صعب عليها و بلاش كلنا نبقي ضدها

مالك بحيرة و حزن : مفيش في ايدنا حاجة نعملها غير اننا ندعيلهم ربنا ييسرلهم الامور و يهديهم لبعض

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

نعود الي قصر البارون

بعد مرور ساعتين

دخل أدهم الجناح ، ليجد كارمن نائمة على الأريكة في وضع غير مريح.

ذهب في اتجاهها لإيقاظها ، لكنه توقف برهة يحدق بها في صمت ، ثم مال إلى الأمام ، ووضع يديه على كتفها و هزها برفق.

تمتمت كارمن بشيء لم يستطيع فهمه ولم تستيقظ ، لذلك انحنى عليها ماسكاً ذراعيها بلطف ، ووضع يده اليسرى خلف ظهرها ويده اليمنى تحت ركبتها وهدوء و خفة حملها بين ذراعيه القويتين ، وسار إلى الغرفة.

انحنى قليلاً ووضعها على السرير بهدوء ، وعندما رجع للخلف ، خبطت يده المنبه الموضوع على المنضدة وسقط على الأرض ، مما أحدث صوتًا مزعجًا.

فتحت عينيها وكانت الرؤية مشوشة قليلاً بسبب الإضاءة الخافتة للغرفة.

جلست علي السرير بفزع ، وهي تفرك عينيها بطفولية : في ايه .. انت بتعمل ايه هنا ؟!!

اعتدل في وقفته بعد أن أعاد المنبه إلى مكانه قائلا بحنان : مفيش جيت من برا لاقيتك نايمة علي الكنبة جبتك تنامي هنا .

تذكرت أنها كانت تنتظره منذ مدة حتى غفت دون أن تدرك.

نهضت من السرير ووقفت أمامه ، وكتفت يداها على صدرها بغضب و قد طار النعاس من عينيها.

حاولت كارمن ان تتحدث بهدوء دون ان تنظر اليه : ممكن اعرف انت ليه عملت كدا ؟

ادهم بعدم فهم : بتكلمي عن ايه ؟

أجابت كارمن بصوت عالٍ تلقائيًا ، رافعة عينيها إليه فقد زاد غضبها بسبب برودة أعصابه : يعني مش عارف !! عن الصور اللي اتنشرت و الخبر اللي بقي في كل المواقع و ماتقوليش معرفش لان دي الصور اللي صورها مالك يوم كتب الكتاب و اكيد مش هيعمل كدا الا لو انت خليته يعمل كدا

تجاهل ادهم صوتها العالي قائلا بصوته الرخيم : و فيها ايه .. الموضوع كان هيتعرف في كل الاحوال ماتنسيش اني شخصية معروفه و الصحافه بتهتم بأي خبر عننا.

كارمن بدهشة : عننا !! بس انا مش مهتمه بنشر اخباري في كل مكان و كان لازم تسألني الاول علي الاقل !!

ادهم بسؤال : و انتي كنتي هتوافقي ؟

كارمن بحدة : لا ماكنتش هوافق

رفع ادهم حاجبيه بإبتسامة جانبية فهو توقع هذه الإجابة منها ليسأل بإستفزاز : ليه !!

صاحت كارمن بتسرع و اندفاع : عشان انا مرات اخوك و اللي بيني و بينك مش زي اللي وصل للناس بالخبر دا

نظر إليها وفي اقل من ثانية هاجت ثورة غضبه ، و اصبحت عينيه لونهما أحمر كالدم من الإنفعال العصبي.

سحبها أدهم من ذراعيها بشدة لدرجة أنها اصطدمت بصدره الصلب ، وأخذ يزمجر عليها بعنف مصححاً جملتها : كنتي مرات اخويا يا كارمن و دلوقتي انتي مراتي انا .. فاهمه

تأوهت كارمن من الألم وهي تحاول التملص من قبضته على ذراعيها : اه .. انت مسكني كدا ليه !! ابعد عني و سيب ايدي

لم يتأثر بمحاولتها الهروب منه ، حيث أمسك بمعصمها ولفه خلف ظهرها ، واسر يدها الأخرى بين صدره وأصابع راحة يده لشل حركتها الهوجاء للهروب من قبضته ، واصبح وجهه أقرب إلى وجهها وأنفاسه الحارة مباشرة على بشرتها الناعمة.

متجاهلاً كلامها وهو يستأنف حديثه بالغضب ، فتلك الحمقاء جعلته يشعر بجمرة تحرق قلبه من الغيرة التي تفاقمت بداخله لأول مرة في حياته بهذه القوة ، و أخرجت غضبه الكامن عليها ، فصك على أسنانه بعنف حتى اصدرت صوتًا مخيفا قائلا بفحيح : مش معني اني سايبك تتأقلمي علي الوضع اللي احنا بقينا فيه و تتقبليه برضاكي و مخليكي قاعدة في الاوضة لوحدك .. اني مش هاجي في يوم و اطالبك بحقوقي فيكي يا مدام

شعرت كارمن بإندفاع الحرارة الي وجنتيها ، واجتاح جسدها قشعريرة لتلامس اجسادهم مسببة دغدغة لذيذة في معدتها ، و بنبض قلبها ارتفع من قربه المهلك منها و تحوله المخيف هذا.

لقد بدأ يخونها قلبها و اصبحت تشعر بإضطرابه الغريب عندما يقترب منها ، لكنها قاومت هذا الشعور الذي يغتال قلبها رغما عنها و تحدثت بصوت متحشرج من توتر وإحراج : بس انت وافقت ان جوازنا يفضل علي الورق و كل حد فينا يكون في حاله

كان يلهث من فرط غضبه و بدأ يهدأ قليلاً ، وحررها من أسر قبضته على معصمعها ، لكنه أبقى يدها الأخرى في يده رفعاً سبابته ، ليحذرها قائلاً بإصرار : و انا لسه عند كلمتي و مقربتش منك .. بس دا مش معناه ان الوضع دا هيستمر كتير و اياكي تنسي انك علي ذمتي انا دلوقتي

ثم اردف بصوت منفعل : و مش هسمحلك تجيبي سيرة راجل تاني علي لسانك حتي لو كان اخويا فهمتي

لم تستطيع اخراج صوتها ، وأعصابها اصبحت مخدرة من قربه منها ، فهزت رأسها بصمت ، ليبتعد عنها و يغادر الغرفة بخطوات سريعة صافعاً الباب خلفه.

جلست على طرف السرير ، تضع يديها على قلبها تحاول تهدئة دقاته ، و صدي كلمات ادهم ترن في اذنيها.

كانت شديدة الخجل من نفسها ، لأنها عاملته هذه الفظاظة ، وهي تعرف السبب جيداً ، فهي كانت تحاول إنكار شعورها هذا الصباح عندما اقترب منها في صالة الألعاب الرياضية.

تريد التحدث إلى شخص ما ، وإخباره بما تشعر به حتى يتمكن من إخبارها بأنها على حق ، لكنها لا تستطيع إخبار والدتها لأنها تعلم أنها ستلومها بأن ما تفعله الآن خطأ فادح.

أدهم زوجها أمام الله وبمشيئة أخيه الذي كان زوجها المشكلة معها هي ، لا يمكنها أن تقبل ذلك بسهولة و ليست مستعده له.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في منزل الحج عبدالرحمن الشناوي

دخل زين الغرفة المظلمة نوعاً ما ، و مرت عينيه حيث تنام روان كعادتها على الكنبة ، فقلب عينيه بالملل من تكرار ذلك المشهد خلال الأسبوع الماضي.

من الواضح أنها عنيدة جدًا لأنها تعلم أنه سيجعلها تنام علي الفراش في النهاية.

Flash Back

منذ اسبوع

لقد انصدم عندما رآها تذهب إلى الأريكة وتتركه وحده في السرير ، فغضب بشدة وكاد أن ينهرها، لكنه تمكن من كبت غضبه ، وهمس بداخله يوبخ نفسه : عاوزها تعمل ايه يا غبي بعد كلامك السم اللي قولته اتخمد بقي و اسكت.

بعد فترة كان لا يزال مستيقظًا ، لم يستطع النوم وهو يفكر بها ، لذلك نهض من السرير و سار نحوها بهدوء ، ولاحظ تنفسها المنتظم ، فعرف أنها قد نامت.

رفعها برفق شديد واتجه إلى السرير ، ووضعها بهدوء عليه ، واستلقى بجوارها متأملاً بإبتسامة صغيرة ملامحها البريئة ، وخدودها الناعمة المحمرة وأنفها الصغير.

حرك عينيه بلهفة على شفتيها التي زمتهم ، بينما كانت نائمة بعفوية جعلته يتوق إلى أن يلمسها بشفتيه ، لكنه لم يرغب في إيقاظها.

بقي على هذا الوضع لبضع دقائق حتى غفى بجانبها.

استيقظ مبكراً مقرراً الذهاب للعمل هرباً من شعوره بالشوق الذي كان يسيطر عليه في قربها منه.

لكن هذا زاد من شغفه بها ، فلم يستطيع التركيز جيدا في عمله، وهي ايضا لم تقصر في تشتيت انتباهه بمن حوله ، حينما تقترب منه أثناء اجتماعهم مع العائلة ، ولا ينكر سعادته بهذه الأفعال منها ،

لكن هذا يجعل السيطرة على نفسه معها أكثر صعوبة.

Back

تنهد بحرارة من كم المشاعر الجياشة التي تفرض سيطرتها عليه رغماً عنه ، و أخذ يحادث نفسه بحيرة : ناوية تعملي فيا ايه تاني يا بنت الشناوي ؟



البارت التاسع عشر والعشرون والواحد والعشرون من هنا 

   لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات