قصة مزيج العشق
البارت الرابع 4 والخامس 5 والسادس 6
بقلم نورهان محسن
البارت الرابع
.. عندما تشيخ مشاعرنا ..
.. نقف على عتبات الماضي ..
.. نستحضر ذاكرتنا الهشه ..
.. و يفيض سيل من الذكريات الجميله ..
.. نشيح النظر ، و نهز الرمش لتتساقط صورهم ..
.. و تملىء المكان بشظايا من الخذلان والألام ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور اسبوع في ايطاليا
حيث فيلا واسعة بتصميم حديث
استيقظ مراد من نومه ، واستدار إلى الجانب الآخر وفتح عينيه الناعسه ، فوجد فتاة عارية نائمة لم يكن جسدها مغطى بشيء.
يكره ان يفتح عينيه ، ويرى بجانبه عاهرة
، فهو يأخذ متعته منهم ، ثم يدعس عليهم بقدميه و يلقي بهم خارجا.
ظل ينظر إليها لبضع لحظات قبل أن يدفعها بقدميه لتسقط على الأرض بعنف ، متذكرًا ليلته العاصفة معها.
شهقت الفتاة من الألم من معاملته القاسية لها.
لم يتوقف عن ذكر اسم فتاة أخرى ، وهو يعانقها بقسوة ووحشية ، لكن ما تفعله ذلك عملها وهي معتادة على هذا النوع من الرجال.
_ damn what is this?
_ اللعنه ما هذا ؟
_ Take the money off the table and get out of my face
_
خذي المال من علي الطاولة و اغربي عن وجهي
نطق بهذه الحروف ببرود شديد
جمعت أغراضها من الأرض و هربت بسرعة من براثن هذا الوحش الشرس.
نفخ بعصبية وهو يشعل سيجارة ، يفكر فيها.
كم يرغب في العودة إلى مصر سريعاً لرؤيتها بعد الأخبار التي وردت عنها و أنها أصبحت حرة.
من وجهة نظره ، هي تختلف عن أي فتاة آخرى و يريد امتلاكها ، و إنه يتوق كثيرًا للوقت الذي ستكون له.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
رن هاتف المنزل فأجابت مريم : الو !!
ليلي ببحه في صوتها : ايوه يا مريم .. عاملة ايه ؟
مريم : الحمدلله بخير حبيبتي .. طمنيني عنك ؟
ليلي : اهو الحمدلله على كل حال .. اخبار صحة كارمن ايه دلوقتي ؟
تنهدت مريم : تمام .. اتحسنت كتير عن الاول .. كنا فين و بقينا فين يا ليلي.
ليلي : طب الحمدلله .. بصي يا مريم المحامي حدد ميعاد انهاردة بليل ، عشان يفتح وصية عمر الله يرحمه ، و لازم كارمن تكون موجودة
مريم : حاضر يا ليلي هبلغها.
ليلي : و انتي و ملك تعالو معها.
مريم بأسف : سامحيني يا حبيبتي مش هقدر .. بس اكيد كارمن هتاخد ملك تشوفيها.
ليلي : ماشي يا قلبي تسلميلي .. سلام
مريم : مع السلامه
أغلقت "مريم" الهاتف و هي تشرد قليلاً
لا تعرف لماذا تشعر بتوجس من هذه الوصية ،
و لكنها استغفرت و نهضت تحضر الغداء لإبنتها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفه كارمن
دلفت مريم تقول بحنان : حبيبتي الغدا شوية و يكون جاهز
كارمن بصوت ناعم : يا ماما متتعبيش نفسك ام فتحي هتعمل كل حاجة ارتاحي انتي...
مريم برفض : ابدا انتي عارفه الطبخ دا تخصصي و بحبه قد ايه؟
ابتسمت كارمن وقالت بإستسلام : علي راحتك يا ست الكل
مريم بتذكر : بقولك يا قلبي ليلي اتصلت بيا .. بتأكد عليكي تكوني موجودة بالقصر المحامي هيفتح الوصية بليل
نظرت اليها كارمن بحزن ، ففهمت امها نظرتها ، لتجلس بجانبها تعانقها بحنان قائلة : حاسه بيكي يا قلب امك بس لازم تعرفي ان دا ابتلاء من ربنا و في الابتلاء لازم نصبر و نقول الحمدلله
همست كارمن بصوت خافت : الحمدلله علي كل حال يا ماما تسلميلي و ميحرمنيش منك ابدا يارب
مريم بحب : و لا منك يا عيوني .. هروح بقا اشوف ام فتحي بتعمل ايه لوحدها؟
خرجت مريم ، و اتجهت كارمن تجلس أمام المرايا تمشط شعرها في شرود وحزن.
تتذكر كيف التقت بزوجها لأول مرة ، وكم شعرت بالراحة معه؟
★•••••★•••••★
Flash Back
سنه 2013
كانت في عامها الأخير بالكلية ، ولأنها متفوقة ولديها موهبة رائعة ، تم اختيارها مع بعض مجموعة من دفعتها للتدرب في أكبر شركة أزياء في مصر ، "البارون ديزاين".
لا تستطيع وصف شعورها بالفخر فقط بسبب هذا الحدث المذهل ، استعدت ليومها الأول ، وأخذت الأوراق المطلوبة وبعض أعمالها ، وغادرت غرفتها بقلب يرفرف بفرح.
كانت تلبس هكذا
كارمن بمرح : صباح العسل علي عيونك يا مامتي
هتفت بصوتها الناعم و ابتسامة مشرقه جميلة
مريم بإبتسامة : صباح الورد يا حبيبتي .. يلا عشان تفطري قبل ما تنزلي
كارمن برفض : مش قادرة اكل يا ماما قلقانه و انتي عارفاني معرفش اكل و انا متوترة كدا
مريم بإصرار حنون : مفيش نزول الا لو اكلتي حاجة بسيطة حتي وبعدين قولتلك كتير العادة دي غلط عليكي يا قلبي و انتي بقى خايفه ليه ماشاء الله متفوقه علي دفعتك .. جمدي قلبك كدا
كارمن : التدريب دا مهم جدا ليا يا ماما وهيفرق معايا كتير بالمجال اللي بعشقه، و دي فرصة كل 100 سنه و حصلت في كليتي لازم اقلق غصب عني
مريم بقلة حيلة : طب حتي سندويتش صغير خديه في ايدك كليه قبل ماتركبي العربية و خدي بالك من سواقتك بلاش سرعه
أومأت كارمن بالموافقة قائلة : حاضر يا مريومه يا قمر حافظة كل الكلام و هتصل بيكي اول ما اوصل و بعد ما اخلص شوفتي انا شاطرة ازاي
ابتسمت اليها و هي تقبل خديها و تغادر سريعا
و امها كانت سعيدة بإبنتها تشعر بالفخر و تتمني من الله ان يوفقها.
★•••••★•••••★
ركبت سيارتها الصغيرة لم تكون حديثة ، و لكنها تحبها بشدة.
وصلت أمام الشركة ، وكانت مفتونة بهذا العالم الجديد الذي ستدخله لأول مرة.
نزلت من السيارة بعد أن وصفته و وقفت قلقة ، فأخذت تقرأ بعض السور القرآنية القصيرة و أغمضت عينيها ، تتكلم مع ربها كما كانت تفعل و هي صغيرة ، ونسيت أنها تقف في وسط الشارع.
فتحت عيناها خوفاً و هي تلفتت إلى صوت السيارة التي كانت على وشك الاصطدام بها ، توقف قلبها عند التفكير في ذلك ،
وازداد ارتباكها بعد خروج شاب طويل القامة من السيارة.
صاح فيها بقلق و لوم علي فعلتها الحمقاء : ازاي واقفة كدا في نص الطريق .. افرضي مالحقتش افرمل .. كان زمانك تحت عجل العربية.
تمالكت نفسها و نظرت اليه لتجيب بصوتها الناعم و هي تعتذر فهو محق : متأسفه .. انا كنت بقرأ قرأن في سري و مخدتش بالي انا واقفه فين .. بعتذر لحضرتك
سرح بهاتين العيون الزرقاء التي نسي بها كل هذا الموقف قائلا بإبتسامة : مفيش داعي للاعتذار .. المهم ان ربنا ستر بلاش تكرريها تاني
كارمن بسرعة : تمام شكرا لذوقك .. بعد اذنك.
تركته و ذهبت سريعا اما هو فرجع لسيارته ، ليصفها بالجراج الخاص بالشركة شاردا يفكر بهذه الملاك.
★•••••★•••••★
_ اتأخرتي كدا ليه يا "كارمن" ؟
_ انتو بدأتو !!
_المقابلة لسه شوية عليها ، بس استغربت دايما مواعيدك مظبوطة.
_ معلش حصلي موقف برا كدا عطلني شوية.
_ تمام يا حبيبتي
تحدثت هي و صديقتها بالكلية تدعي "ليلي" ، و بدأت تخرج من توترها شيئا فشيئا.
★•••••★•••••★•••••★
بالناحية الاخري
يجلس ادهم في مكتبه بالشركة
، ثم دلف عمر كالصاروخ بدون ان يطرق الباب
عمر بمرح : صباح لي بتغني علي عيونك يا دومه
أجاب ادهم بحنق : دومه في عينك يا زفت مش هتبطل تدخل عليا كدا من غير ما تخبط
عمر بغيظ : هو انا داخل عليك الحمام فيها ايه لما ادخل علي اخويا الوحيد بالشكل للي يعجبني
قطب أدهم حاجبيه وقال بإنزعاج : خلاص بطل دوشة علي الصبح انا مصدع
عمر بتسأل : فين "مالك" المقابلة بتاعت الطلاب اللي تحت التمرين هتبدأ و لازم يكون موجود معايا
دلف مالك من خلفه : بتجيب في سيرتي ليه علي الصبح ياض؟
عمر بمزح : ياريتني افتكرت مليون جنيه احسن
مالك : انا اهم من المليون جنيه و لا ايه
هتف بهم ادهم بجدية : بس انتو هتفضلو ترغو .. مالك يلا روح معه قابلو الطلاب و اشرحلهم المطلوب منهم مش عايز اخطاء
كلاهما في نفس واحد : تمام
★•••••★•••••★
دلف كلا من عمر و مالك الي قاعة الاجتماعات حيث يتجمع بها الطلاب
تحدث مالك بجدية : اهلا بيكم في الشركة .. من الاول لازم يكون في التزام بالمواعيد و جدية في الشغل تدريبكم هيتم
تحت اشرافنا اتمني من الكل النشاط و التركيز
اكمل عمر بجدية تليق به : مش محتاج افكركم اللي هيثبت نفسه بالشغل المطلوب منه هيتعين هنا بعد التخرج .. بالتوفيق.
لفت نظر كارمن انه نفس الشخص الذي كان سيرتطم بها خارج الشركة.
وقفت بدهشة تفكر انها كانت تتحدث مع صاحب الشركة ، و احست بالاحراج لهذا الموقف السخيف التي وقعت به.
التقت العيون في هذه اللحظة ، و لكن كارمن اخفضت عيناها سريعاً كي تتفادي نظراته اليها.
لم يصدق ان القدر جمعه بها مرتين في نفس اليوم
، و انه سيراها لفترة طويلة في الشركة ، و كان سعيد بشدة.
لا يعرف السبب ، ليقول بداخله بهيام : البت جابتك ارضا يا عمر و لا ايه و شكلك حبيت يالهوي على جمال عينيها
مرت الأيام ، وكانت كارمن سعيدة بالعمل ، وأثبتت مهارتها في التصميم والفن ، ادهشت عمر كثيراً ، وبدأ في جذب انتباها والتحدث معها بحجة العمل ، و هي لا تنكر أنها أحببت أسلوبه المضحك ولطف قلبه وبدأت تفكر فيه كثيرًا.
Back
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
خرجت من ذكرياتها علي رنين هاتفها
_الو
اجابت بصوت ناعم مبحوح
يسر : عاملة ايه دلوقتي يا روما؟
كارمن : الحمدلله حبيبتي احسن انتي اخبارك ايه
يسر : الحمدلله تمام الواد ياسين مصدعني بالبلاي ستيشن بتاعه
كارمن : هو بقا كويس دلوقتي
يسر : اه الحمدلله و الادوية نزلت حرارته و بطل الشيبسي بمعجزة و نايم دلوقتي ، قولت انتهز الفرصة و اكلمك، عشان هعدي عليكي انا و مالك بليل نروح القصر
كارمن : ايوه تمام حبيبتي هستناكم
يسر : مع السلامه يا قلبوشتي
كارمن : مع السلامه حبيبتي
اغلقت الهاتف ، و هي تفكر في هذه الوصية
التي علمت بأمرها من المحامي ، و وقفت متجهة الي باب الغرفه لتخرج تري ابنتها و تستعد للقاء المساء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت الخامس
ان تغيير حياتنا او تغيير انفسنا ، ليس سهلا و مزخرفا بالورود ..
لابد من التعب و الاذئ و الكفاح لأجل ذلك ..
لا تتراجع مع اول الم او خذلان او جرح ..
يستنزف كل امنياتك و احلامك و كل شئ تؤمن به ..
تأكد كل شئ قابل للتغيير للأحسن او للأسوء بإرادتنا ..
الا القبور فأنها لا تتغير الا بعدد محبيك ..!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصر البارون
عاد في المساء متعباً من العمل ، لكن كان عليه أن يستعد لاستقبال المحامي.
صعد إلى جناحه كي يأخذ حمامًا دافئًا لإنعاش عضلاته المتوترة.
ذهب إلى الحمام ، وهو يخلع ملابسه ويغطس في حوض الاستحمام ويغلق عينيه ويريح عضلاته.
يتذكر كيف التقى بزوجته المحفوظة منذ 4 سنوات؟
أصبحت شركة الأزياء مشهورة في وقت قياسي ، ويرغب الكثيرون في التعامل معها وكان والد نادين عميلا مميزا ، و من هنا تعرف على نادين انجذب إلى لطفها و أناقتها المطلقة ولباقتها في الحديث ، كانت من عائلة مرموقة ولأنه أراد أن يرتبط بمستوى يليق به وبعمله ، فرأها تناسبه كما كان يعتقد ، وتزوجها والمعاملة بينهما كانت جيدة ، ولديهما فيلا خاصة بعيدًا عن والدته وأخيه ، وكان هذا من شروط نادين الاستقلال في حياتهم.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
Flash Back
دخل الي فيلته الساعه العاشرة مساءا
و نادي علي زوجته
الخادمة بتهذيب : مدام نادين خرجت يا فندم
ادهم بتساءل : خرجت امتي يا عزه؟
أجابت عزه : من العصر تقريبا حضرتك
ادهم ببرود : طيب روحي نامي انتي
عزه بإستفهام : مش هحضر العشا لحضرتك ؟
ادهم برفض : لا ماليش نفس
انصرفت عزة في احترام ..
نفخ خديه من تصرف زوجته هذا ، فكيف تتأخر دون علمه؟ وجلس على الأريكة ينتظرها.
دخلت البيت في الساعه 11:46
كانت ترتدي هذا الفستان الذي لا يليق بالمتزوجة إطلاقا ، رأته أمامها ينظر إليها من اسفل قدميها إلى شعرها ، في عينيه اشمئزاز واضح.
ادهم بصوت كجليد : كنتي فين لساعة دي يا مدام ؟
اقتربت تلف ذراعيها حول رقبته : حبيبي انت وحشتني اوي
شم رائحة كريهة من فمها ، مع العلم أنها كانت في حالة سكر : انتي سكرانه ! بسألك كنتي فين و ايه لي عامله في نفسك دا؟
لكنها لم تكن واعية للرد ، فحملها بين ذراعيه القويتين متجهًا نحو الحمام ، ليضعها تحت الدش ويفتح الماء على رأسها.
شهقت بحدة من صدمة الماء ،
و عندما انتهي اغلق الماء ، و تركها تجفف نفسها و غادر الحمام.
خرجت من الحمام تجفف شعرها بمنشفه صغيرة ، و هي ترتدي رداء الحمام.
هتف بهدوء : فوقتي دلوقتي و تقدري تردي يلا سمعيني
ردت بلا مبالاة : كنت في بارتي لناس صحابي يا حبيبي
صاح بتجهم : اخدتي اذن مين عشان تخرجي .. هي وكالة من غير بواب و راجعه سكرانه .. انتي اجننتي
نظرت اليه ببرود : اهدا بس يا بيبي انا متعودة علي السهر .. بابا عمره ما سألني و بيثق فيا
عقد حاجبيه بصرامه : انا مش بابا انا جوزك لازم تحترمي نفسك و تنسي السهر و الشرب و القرف لي كنتي عايشة فيه قبل ما نتجوز
قالت بعدم اهتمام : انت مكبر الموضوع اوي علي فكرة
صاح بحدة : سمعتيني كويس مش هعيد تاني
تركها و غادر الغرفه
اتضح له حقيقتها ، المتهورة ، الأنانية ، اللامبالية ، ما عدا بنفسها ، هذا مجرد موقف من كثيرين بعد ذلك ، وعلم أن ما رآه في البداية كان فخ وقع فيه خاصة عندما اصبحت طلباتها تفوق حد البزخ لكنه لم يطلقها لأن الطلاق في عائلته لا يليق بهم ، فقرر جعلها تعيش في القصر مع والدته ، خاصة بعد زواج اخيه.
Back
خرج من الحمام و اتجه الي غرفه الملابس و ارتدي هكذا
و نزل يري والدته
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
كارمن : حبيبة مامتها المؤدبة مش بتتعبني ابدا
قبلت ابنتها علي خديها المكتزة بحب بعد ان البستها ملابس وردية جميلة.
تحدثت كارمن بحنان لإبنتها : خليكي هنا بقا لحد ما انا اجهز و ارجعلك يموكة
اعطتها بعض من العابها تلعب بها.
دلفت الحمام تتوضئ ، و خرجت لبست اسدالها
و ادت صلاتها و دعت لزوجها بالرحمه و المغفرة
و ان يصبرها علي الالم و يكتب لها الخير ، و ان يقدرها علي رعاية صغيرتها.
اتجهت ناحية الخزانه تخرج ملابس الخروج باللون الاسود ، و هي تفكر انها لم تجتمع مع ادهم في مكان واحد الا مرات قليلة طوال سنوات زواجها من عمر و هذا كان يريحها ، لأنها دائما تشعر بالقلق في حضوره منذ اول لقاء لهم.
★•••••★•••••★
انتهت كارمن من ارتداء ملابسها ، و اخذت ابنتها
و نزلت السلالم بهدوء.
في هذه اللحظة وصلو يسر و مالك و ياسين
، فرحبت بهم.
قبلت يسر كارمن قائلة بمودة : وحشتيني حبيبتي
هتفت كارمن بصوت ناعم : انتي اكتر يا ياسو
مالك بلطف : عاملة ايه دلوقتي يا كارمن؟
تجمعت الدموع بعينيها لتقول بخفوت : بتحسن الحمدلله علي كل حال بحاول اتعود علي غيابه .. بس صعب اوي بجد
عانقت يسر صديقتها ، لعلها تخفف عنها هذا حزنها
همست كارمن بإمتنان : شكرا علي وقفتكم معايا الفترة اللي فاتت .. ربنا مايحرمنيش منكم
يسر بمحبة : كلنا معاكي يا كارمن مش هنسيبك ابدا يا حبيبتي
ابتسمت بحزن و تحركو جميعا الي الصالون ليجلسوا
جاء ياسين الي كارمن يرفع يديه يود ان يحمل ملك
ياسين : هاتي ملك عروستي العب بها يا راما
ضحكت كارمن بصوت خفيض علي كلام هذا الصغير
هتف مالك بدهشة : تلعب بمين يا واد انت ؟
نظر ياسين لأبيه وصاح ببراءة : ملك يا بابي عروستي الحلوة
قالت كارمن و هي تحاول تداري حزنها فهي تعشق الاطفال : بتعاكس بنتي قدامي يا شقي .. طب خليها من ورايا يبقالي عذري
ثم ضحكو جميعا.
يسر بيأس : مفقود فيه الامل الواد دا مش هيسكت
دخلت مريم و هي تحمل صنية عليها شاي و كعك
مريم بود : اتفضلو يا حبايبي كلو حاجة قبل ما تتحركو
مالك بتهذيب : تسلم ايدك يا طنط ماكنش في داعي تتعبي نفسك
مريم بلطف : ماتقولش كدا يا حبيبي مفيش اغلي منكم
يسر برفض : سامحيني يا طنط الريجيم حرمني من كل حاجة
ابتسمت مريم قائلة : يا حبيبتي تقدري تاكلي كل حاجة بتحبيها بس تاخدي بالك في كميات الاكل و السرعات الحرارية و النشويات تكون قليلة اوي و عمر وزنك ما هيزيد
يسر صفرت بإعجاب وقالت : اوبا دا انتي خبرة بقا يا طنط
مريم بضحك : الانترنت عرفني حاجات كتير ،هبقا ابعتلك كام وصفه تمشي عليهم .. و كلي براحتك الدور و الباقي علي "كارمن" مش بتاكل خالص
نظرت لها كارمن بلوم : بأكل يا ماما علي قد نفسي
مالك : طب يلا عشان مانتأخرش عليهم
نهض مالك حاملاً ياسين وغادروا جميعًا في سيارة مالك.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★••
نعود الي قصر البارون
كان أدهم يجلس مع المحامي في غرفة الصالون الفسيحة ومعهما ليلى ونادين ، بينما الصمت هو سيد الموقف.
سمعوا طرقا على الباب ، ثم دخل ياسين يركض إلى أدهم ، وفإلتقطه بين ذراعيه ويمسكه ويقبله على خديه ، وهذه عادة ياسين مع أدهم الذي يحبه كثيرا وأدهم يعشقه.
ثم دخل الباقون ، فاستقبلتهم ليلي بترحيب ، قبلت كارمن و يسر ، وأخذت كارمن بين ذراعيها ، وعانقتها بمحبة وهي تحمل ملك وتقبّلها بحب و حنان ، ولم تزعج نادين نفسها بالترحيب بهم.
التقت عينا كارمن بأدهم ، ورأته كالعادة ينظر إليها بشكل غامض لم تستطع قراءة ما يدور في ذهنه ، ولا يستطع أحد أن يتنبأ بهذا ، ثم التفتت عيناها إلى نادين متسائلة بداخلها ما الذي صنعت منه هذه المرأة الجليدية؟
عادت كارمن من أفكارها على صوت ياسين يتشاجر مع أدهم ، و هو يرآه يعانق ملك بحب ويقبلها في فمها ، فشعرت كارمن بمشاعر لم تستطيع تفسيرها.
ياسين بصرخ : مش تبوسها يا ادهم انا بغير دي ليا انا بس
ضحك ادهم بشدة من كلام هذا العفريت الصغير : الواد دا عنده كام سنه بالظبط !!
هتف ياسين يعد علي اصابعه : خمسه
ادهم بسخرية : و بتغير عليها يا اوزعه .. انا عمها ابوسها براحتي
ياسين بعناد : لا محدش يبوسها غيري انا و بس
نظر له ادهم بطرف عينه وقال : مفيش الكلام دا
ضحك مالك وقال بمرح : انا ليه ماعيشتش طفولتي زي الواد دا .. اي كلام في باله بيقولو مابيهموش حد
نهض يحمله و يجلس به ثم قال بتحذير : اهدي ما تودناش في داهية مع ادهم يا بني الله يهديك .. خديه يا يسر و العبو في الجنينه كدا مش هنعرف نتكلم منه..
تحدث الي زوجته و هو يعطيها ياسين
نظر ياسين الي ملك ببراءة وقال : هاخد عروستي تلعب معايا
ابتسمت كارمن بصمت ، وهي تقف بعد ان اعطي ادهم ملك الي يسر ، و نزلت كارمن الي مستوي ياسين تقبله بعمق في خده ، فهذا الصغير فقط من يخرج ابتسامتها بسهولة مثل ابنتها.
خرجت يسر بالطفلين الي الجنينه ، و عاد المكان الي سكونه.
ضحك مالك بإحراج من ابنه ، ليتحمحم بعد ذلك في جدية ، و هو يري ادهم يشير للمحامي أن يبدأ.
•••••••••
كان "مدحت" متوترا ، بعد لحظات ،
ستتغيرت موازين الأقدار لكل من يجلس أمامه الأن
أخذ بعض الأوراق من حقيبته وفتحها
وبدأ يقرأ بصوت عال :
«بسم الله الرحمن الرحيم»
اوصي انا "عمر محمود البارون"
و انا بكامل القوة الذهنية والحرية الكاملة.
كالأتي :
اولا : بصفتي نائبًا لمجلس إدارة شركات "البارون للمقاولات" ، قررت نقل منصبي إلى مدير الشركات "مالك صلاح البارون"
ثانيا : تنتقل ملكية فيلتي الخاصة لزوجتي "كارمن محمد الشناوي"
ثالثا : منصبي كنائب لمجلس ادارة شركة "البارون ديزاين" سينتقل الى "كارمن محمد الشناوي" ، وتشرف على تنفيذ مشاريع التصميم الخاصة بالشركة
رابعا : ستنتقل وصاية ابنتي إلى أخي "أدهم محمود البارون" فور زواجه من "كارمن محمد الشناوي" ، ويتم تسليم الورث الشرعي لملك فور إتمامها 21 سنة.
في حال رفض أي منهم تنفيذ هذا البند ، يلغى كل ما سبق باستثناء منصب "مالك صلاح البارون" ، وتنقل وصاية "ملك" إلى أخي "أدهم محمود البارون" ، ولا يحق لكارمن الاعتراض ، فإن ابنتي سيربيها فقط أخي.
خامسا : اما نصيبي في باقي العقارات والمصنع ومحلات الملابس تقسم وفقاً للشريعة والقانون.
و هذه الوصية و تنفذ بعد إتمام ستة أشهر من تاريخ وفاتي.
.........
اتسعت عيون كل من في المكان
، و هم يتوجهون بنظراتهم نحو كارمن التي لا تستطيع وصف ما تشعر به في هذه اللحظة
عدم فهم ، ذهول ، صدمة ، غضب ، حزن
لا يقل عنها حال ادهم بل واكثر ، فهو لم يتوقع ابدا هذا الطلب من اخيه ، ولا احد يمكنه التصديق ان هذا قد يحدث بالفعل ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت السادس
اياك ان تكون ميتا و انت حي
فالحياة طريقها متسع طويلا
عليك ان تمشيه كله بخيره و شره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتسعت عيون كل من في المكان ، و اول من تجرأ و تحدث !!
كانت نادين التي غضبت كثيرا من هذه الوصية التي سوف تكشف كل شئ فعلته.
نادين بصراخ : ايه الجنان اللي بيتقال دا .. اكيد عمر اتجنن عشان يكتب حاجة زي دي !
ادهم بتحذير : ماسمعش صوتك يا نادين
نادين بغضب : يعني ايه يا ادهم انت موافق علي الهبل اللي مكتوب دا !!
هتفت ليلي بإنفعال شديد : اخرسي انا ابني الله يرحمه عقله يوزن بلد و ماتدخليش في اللي بيحصل دا .. فاهمة
اما هي فلم تستطيع مشاركة هذا الحديث الصاخب ،
ماذا تقول لا تصدق ان عمر وضعها في هذا الموقف ؟
تتزوج من اخوه كيف؟
_ انا مش هنفذ الوصية دي
كانت هذه كلمات كارمن و نظرتها مصوبة في الفراغ
صاحت نادين فيها بإحتقار وتعالي : مين قال اصلا ان الكلام دا هيحصل يا حبيبتي .. انتي ناسية نفسك و لا ايه .. مش كفاية انك ضحكتي علي الصغير وخليته يتجوزك وانتي مش من مستواه .. هتكوشي علي الراجل اللي فاضل كمان
تجمعت الدموع بعيون كارمن وهربت منها الكلمات ، فلم تستطيع الرد.
وصل غضب ادهم الي اقصي حد ، وهو يلاحظ دموعها من كلمات زوجته المسمومه ، ذهب إليها وصفعها بقلم على وجهها.
ادهم بصوت جهوري : الزمي حدود يا نادين مش هصبر عليكي اكتر من كدا .. يلا اطلعي علي اوضتك حالا .. مش عايز اشوف وشك قدامي
صرخ فيها عالياً فاخذت المتبقي من كرامتها ، وغادرت تتوعد بداخلها ان هذه الزيجه لن تمر علي خير.
نهضت ليلي من مكانها جالسة بجانب كارمن ، وهي تعانقها بتعاطف في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه.
مدحت بجدية : اهدو يا جماعه فاضل اقل من خمس شهور علي مهلة الوصية لازم توصلو لقرار قبل الميعاد دا و تبلغوني به
انصرف المحامي ليعم الصمت المكان للحظة
هتف ادهم بملامح صارمة : وصية عمر هتتنفذ يا كارمن
نظرت كارمن اليه بدهشه وقالت بإصرار : بس انا مش موافقه و مش هتجوزك
رفع أدهم حاجبيه قائلا ببرود : لو سمحتم الكل يخرج عاوز اكلمها لوحدها
ضاقت عيناها وهى ترأهم جميعًا يغادرون في صمت لتبقي معه وحدها ، لذلك لم تنظر إليه.
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
موجودة بالواتباد كاملة فضلا متابعة للحساب واتفاعلو علي الفصول بتصويت وكومنت
ادهم بصرامة : مفيش اختيارات كتير قدامك .. الوصية خلاص اتفتحت و اللي جواها لازم يتنفذ .. و الا وصاية ملك هتكون من حقي لوحدي
نطق اخر جملة بنبرة تهديد و حزم
هبت كارمن واقفه تنظر له بغضب وقالت بصراخ : انت اتجننت .. عايز تاخد بنتي مني
هتف ادهم بغضب ايضا : اتكلمي كويس .. قولتلك معندكيش اختيارات .. يا تقبلي كل حاجة يا تخسري كل حاجة
كارمن بضعف : انا مش عايزة فلوس و لا شركة و أي حاجة غير بنتي وبس
أخفى أدهم شعوره بالأسى عليها ، ليقول من بين أسنانه : الكلام واضح قدامك خمس شهور تفكري فيهم .. لحد معاد تنفيذ الوصية
هتف بهذه الكلمات و غادر المكان بأكمله.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
منزل مالك البارون
في غرفة مالك و يسر
دلفت يسر لتجد مالك يجلس علي الفراش شارد بتفكيره ، ولم ينتبه لدخولها.
قالت يسر برقه : ايه اللي واخد عقلك يا قلبي؟
خرج من شروده ينظر إليها ، ويبتسم عندما وجد تلك الجميلة بشعرها الأشقر واقفة أمامه.
كانت ترتدي فستانها الأسود القصير خطفت أنفاسه بإطلالتها الساحرة.
مرت عينيه من رأسها إلى اسفل قدميها كالعادة أبهرته بأدنى حركة منها.
مالك بحب : هو حد يقدر ياخد عقلي وقلبي غيرك يا ام العفريت
ضحكت بخجل وهي تجلس الي جواره : بلاش تجيب سيرة العفريت .. هتلاقيه جاي ينط فوق بطنك زي كل يوم
ضحك معها وقال : عندك حق الواد دا متسلط علينا
يسر بإبتسامة : ماتقلقش لعب كتير مع ملك انهاردة .. اول ما حطيته في سريره راح في ساااابعه نومه
ابتسم مالك بخبث و هو يصقف بيديه ، ليقول بحماس : يعني الملعب فضيلنا اخيرا
ضحكت بدلال علي حركاته ، وسألت بنعومة : قولي بس الاول ايه اللي حصل معاكم و انا في الجنينه
مالك بإنزعاج : لا كدا الليلة هنقضيها في الحكاوي و هتتحسب عليا اونطه .. و حكاية الوصية دي هيطول شرحها انا عايزك في حكاية مستعجلة دلوقتي
نظرت له بطرف عينيها وتمتمت : حكاية ايه دي بقا ؟!
لم يرد مرة أخرى فقط حاصرها داخل ضلوعه ، هامسًا بجانب اذنيها بكلمات الحب و الغزل التي خدرتها قبل أن يبتعد عنها و يلف خديها بيديه الكبيرتين بينما ينظر بلطف في عينيها وهمس : بعشقك
خديها يحترقان بهذا الاحمرار اللطيف لقلبه ، فبغض النظر عن عدد السنين التي مرت عليهم فإنها ستظل تخجل من كلماته الحب منه ، لتغمغم بإبتسامة : و انا بموت فيك
تسارع أنفاسه يقترب أكثر فأكثر ، و أنفاسها الحارة تلهب جلده بالإغراء ، أغمض عينيه وهو يلتهم شفتيها بين شفتيه بقبلة عاطفية تتعمق معه ، وهو يستمتع برحيقها ليذهبو معا في عالمهم الخاص.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
هتفت مريم بصدمة : مش معقولة اللي بتقوليه دا يا بنتي ؟
ردت كارمن ببكاء : هو دا اللي حصل يا ماما
عانقتها امها وقالت بحزن : ازاي عمر يعمل كدا ؟
خرجت من حضنها ، و صاحت بدموع : معرفش يا ماما .. قوليلي اعمل ايه لو ماتجوزتش ادهم الوصاية هتروح له وهياخد مني ملك .. انا مقدرش اعيش من غيرها
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
موجودة بالواتباد كاملة فضلا متابعة للحساب واتفاعلو علي الفصول بتصويت وكومنت
مريم بقلة حيلة : اقبلي يا كارمن .. اكيد عمر ماعملش كدا عشان يأذيكي لاني متأكده قد ايه كان بيحبك
كارمن بتعجب : بيحبني !! و يحطني في وضع اجباري زي دا عشان اتجوز اخوه يا ماما .. ازاي يفكر كدا ؟
مريم بهدوء : الله اعلم يا بنتي .. محدش عارف الخير فين ؟
كارمن بعدم اقتناع : بس انا مقدرش اتخيل نفسي مع ادهم ابدا .. ازاي اصلا و انا مرات اخوه
مريم بتصحيح : كنتي مرات اخوه يا كارمن عمر مات و مش هيرجع تاني .. لازم تتقبلي الوضع لو عايزة تفضل بنتك معاكي
و انتي مش اول وحدة تجوز اخو جوزها
هتفت تذكرها بالواقع الذي لا تستطيع ان تتقبله
نظرت لأمها بحزن و لم تستطيع انكار ما تقوله لكنها قالت : انا هطلع اوضتي استريح .. تصبحي علي خير
مريم بحنان : و انتي من اهله يا حبيبتي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نعود الي قصر البارون
عاد أدهم من الخارج بعد أن خرج ماشياً بسيارته في الشوارع بلا هدف ، غير مدرك ما كان يفكر فيه شقيقه !!
لماذا أجبره على هذه الوصية ؟
بدون ادراك من اخيه فتح الجراح التي حاول إخفاءها خلف قناع البرودة منذ أن علم أن شقيقه يحبها وينوي الزواج منها.
جلس أدهم في مكتبه يفكر فيما حدث بعقله الشارد.
سمع طرقة خافته على الباب ، فسمح له بالدخول
تمتمت ليلي بصوت هامس ، و هي تغلق الباب ورائها : ممكن اتكلم معاك يا ادهم ؟
رد ادهم على الفور : اكيد اتفضلي يا امي
ليلي بعتاب : كنت قاسي علي كارمن يا حبيبي كنت سامعه كلامك ليها من برا .. براحة عليها ماتنساش هي خارجه من صدمة قوية من فترة بسيطة
قال ادهم دون أن ينظر إليها : كدا احسن لازم تتقبل الواقع بسرعه .. انا مش عايز احرمها من بنتها .. اكيد انا مش هعمل كدا حتي لو اضطريت اني اضغط عليها و اتجوزها بالعافية
ختم حديثه بإنفعال لتقول ليلي بصوت هادئ : وحدة وحدة عليها يا ادهم البنت يتيمه و بقت ارمله كمان في سن صغير اوي مش هتتقبل كل دا بسهوله
رد أدهم بغموض : ماتقلقيش يا امي خير ان شاء الله
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفة كارمن
جلست غاضبة على سريرها ، غير قادرة على النوم .
تفكر في كل ما حدث اليوم ، لا تفهم كيف ستتزوجه بعد خمسة أشهر ؟
تتذكر جيدًا ما حدث في لقائهما الأول ، لم تكن تعلم عنه شيئًا عندما عملت في الشركة لأول مرة ، كانت كل معرفتها به هي كلمات عمر البسيطة عنه فقط.
★•••••★•••••★
Flash Back
تقتربت كثيرا من عمر ، وأحست انها تحبه كثيرا ، فقد لامس قلبها بلطفه و أسلوبه الراقي المهذب ، وبعد أربعة أشهر من العمل في الشركة كانت على وشك التخرج من الجامعة ، و كانت متحمسة لعملها المستقر في الشركة ، فقد أذهلتهم بأفكارها الجديدة و الراقية.
في ذلك الوقت ، قرر عمر أن يطلب منها الزواج ، وبالفعل ذهب إلى أخيه ، وأخبره بما يشعر به لم يرفض أدهم طلب عمر ، و قال له إنه ليس لديه مشكلة فهذه حياته و عليه الاختيار لنفسه.
كان عمر سعيدًا جدًا بحديث أخيه و زادت ثقته فى نفسه ، و طلب منه إحضار كارمن إلى هنا يتعرف عليها ، و بعد تخرجها سيأتي معه ليتقدم الي خطبتها ، ووافق أدهم علي ذلك.
و باليوم المتفق عليه ...
كانت تمشي في الطابق الأخير من الشركة بمفردها بعد أن تركها عمر لأمر مهم من العمل ، وطلب منها الانتظار في غرفة سكرتيرة شقيقه حتى يعود.
لكنها لا تعرف الطريق الذي عليها أن تسلكه ، هناك ممران ، لذلك بدأت تمشي ، وأنذهلت بفخامة هذا الطابق الذي تراه لأول مرة.
لفت انتباهها لوحة فستان جميلة جدًا معلقة على الحائط.
توقفت كارمن في منتصف الممر ناظرة إليها بإعجاب شديد ، وفجأة شعرت بهزة قوية دفعتها في كتفها ، فشهقت بشدة وسقطت على الأرض لأنها لم تستطع التوازن وذراعها اصبح يؤلمها كثيراً.
اغمضت لبرهة عينيها من الألم ونظرت لأعلى ، لتجد أمامها جدارًا بشريًا كان ينظر إليها ببرودة شديدة.
صرخت كارمن بإندفاع ، محاولة النهوض من الأرض بغضب ، و هي تدلك ذراعها برفق : انت اعمي مش شايف حد واقف و انت ماشي زي الصاورخ كدا
اقترب منها يقف امامها مباشرة ،
ونظر الي عينيها و هو يقسم بداخله انها صافيه اكثر من السماء.
هتف ببرود و عجرفه : انتي للي غلطانه .. واقفة في نص الممر براحتك كأنك في بيتكم مش في شركة
صاحت كارمن بنبرة غضب و كبرياء : لو سمحت حضرتك الزم حدودك انا كنت واقفه ببص علي اللوحة و انت خبطت فيا و وقعتني و دلوقتي بتغلط فيا .. ايه قلة الذوق دي
تغيرت ملامحه إلى غضب ، فلم يجرؤ أحد على النظر إليه من هذه ، لتأتى تلك الضئيلة وترفع صوتها عليه و تغلط به ايضا بكل وقاحة.
صرخ في وجهها بحدة : انتي هتحكيلي قصة حياتك .. صوتك مايعلاش هنا و الا هقطعلك لسانك الطويل دا .. و يلا اتأسفي حالا
حاولت كارمن التنفس بهدوء للسيطرة على انفعالها ، لكنها ارتجفت بشكل لا إرادي خوفا من هذا المهيب ، و شعر أنه يحب ذلك البريق المذعور الذي ظهر في عينيها الزرقاوتين ، فابتسم بداخله بشكل خبيث ، و قرر اللعب بأعصابها عقابا لتحديها له قائلا بسخرية لاذعة : القطة اكلت لسانك دلوقتي .. و لٱ بتفهمي متأخر .. قولت اتأسفي عن الكلام للي قولتيه و صوتك العالي
اشتعلت غيظًا ، فهذا المتغطرس عدم الاحساس يسخر منها و يهينها بكلماته ايضا رغم ان الخطأ منه.
وضعت يديها على خصرها في تحدي وقالت بعناد : لما تعتذر انت الاول و تتكلم بإحترام .. وقتها انا هكلمك بإحترام
رفع حاجبيه بشموخ يليق به ونطق بكبرياء : غصبن عنك تتكلمي معايا بإحترام
هتفت كارمن بملل و إستنكار من غروره : و بعدين بقا في اليوم دا .. لو سمحت عديني عشان في ناس مستنياني
حاولت أن تمر من جانبه ، لكنه أمسك بخصرها ودفعها على الحائط.
شهقت بتفاجئ من فعلته ، و رفعت عينيها له في غضب و نظرت مباشرة إلى عينيه ، فشعرت بارتباك من قربه الخطير منها ، و نظرة عينيه القاتمه التي جعلتها حقا تريد الهرب منه الأن.
اما هو فأصبح مثل الشخص الضائع في امواج هذه العيون ، لا يعرف كم من الوقت بقي في هذا الوضع.
همست كارمن بتوتر : مايصحش كدا .. لو سمحت ابعد عني
لكنه لم يسمع ما تقوله ، بل اقترب منها اكثر ، فأغمضت عينيها بشدة ، ليشعر بتوترها يزداد تزامنًا مع تسارع أنفاسها ، لكنه استيقظ من هذا السحر فجأة ، وفي غمضة عين لم يكن موجودًا في المكان.
فتحت عينيها ببطئ بعد ان شعرت انها تقف وحدها بالمكان ، لدرجة أنها لا تعرف إذا كان ما حدث هذا حقيقيًا أم أنها كانت تتخيل ، لكن الألم الذي مازالت تشعر به في ذراعها جعلها تدرك ان ذلك حدث بالفعل.
_ كارمن
كان هذا صوت عمر الذي أنهى عمله ، وذهب للبحث عنها في مكتب السكرتيرة ، ولكنه لم يجدها ولم يكن شقيقه وصل إلى مكتبه ، فذهب للبحث عنها.
نظرت اليه في شرود فهي لم تتخطي الصدمة بعد ، تعجب من امرها ليقول بتساءل : مالك يا بنتي سرحانه في ايه .. و واقفه هنا ليه ؟
همست بإرتباك : توهت معرفتش اروح المكتب !!
عمر بإبتسامة هادئة : و لا يهمك ادهم لسه موصلش .. تعالي نستناه في مكتب مها
ذهبت معه و هي تحاول ان تستعيد تركيزها ، و تنسي هذا الموقف المحرج لها.
Back
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★••
نظرت كارمن الي صورة عمر الموضوعه علي المنضدة بجانبها ، ثم مدت يديها تمسكها و هي تتحدث لها بدموع : ليه تحكم عليا الحكم دا .. مش عارفه اعمل ايه دلوقتي ازعل منك و لا ازعل عليك يا عمر!!!
وضعت الصورة في مكانها ، و اغمضت جفونها لعل سلطان النوم يأتيها لتهرب من افكارها....