قصة عشقت امرأة خطرة
البارت الرابع عشر 14
بقلم ياسمينا احمد
"يقلون مات بالقريه ساحرا فإرتاحوا من أذاه،خلف الساحر إبنا فاق فى السحر أباه "
"زيد"
بعثرة الجلسه "صبا" وتركتهم صعدت إلى غرفتها بعدما قذفت قنبلة عنقوديه ودمرت الكل .
ولج من بوابه القصر وكعادته يقصد غرفته لكنه لاحظ الجمع الحاضر من أسرته
أمامه "فايز" بجواره "ونيسه" ،بثينه ،عماد" كذالك بلال ويحيى اخويه الكل كان
فى أنتظاره فى ساحه المنزل الجميع كان وجه مكفر يفصح عن كارثه لأول مره يرى عين
"جده" تستغيث به وكأنه يغرق ، من دون أى حديث جلس بينهم وهو يسأل بحذر :
_ فى إيه مالكم قاعدين كدا ليه ؟
كان الجواب الاول من "ونيسه" التى هتفت بإنفعال :
ـ مصيبه قولتلك البت دى مصيبه بعد ما طرت بلال م البيت لافت عليك عماله تخرب وتخرب
قولتلكم هتجيب عليها وطيها ماحدش صدقنى
تشاركت معها الانفعال"بثينه " لحرقت قلبها برفض إبنها :
ـ وهى هتجيبه من برا دى بنت "بشرى "دى يتقطع رقبتها ع اللى عملته
رمق "بلال" زيد" بسخريه لقد إشطات هو الاخر من فوز "زيد" كل معركه وكل مقارنه
حتى بدأ رؤيته تشعره بالأقليه، ليهدر هو الاخر ساخرا :
ـ مش هى بس كل واحد غلط لازم ياخد الجزاء اللى يستحقه
كل هذا ولم يفهم "زيد" شيئا مما قيل كل ما إستشفه إن هذا الانقلاب على "صبا" لكن لا يعرف سببه
رمى "يحيى " كلمه اخيره قالها بإستحقار:
ـ حربايه بصحيح
إتجه نظر "زيد" نحو جده وإنتظر إجابه واضحه منه هو لكنه كان يسند طرف ذقنه على يده المتشابكه
والمتكئه على عصاه الابنوسيه بصمت ،بعدما بدأت الاصوات تداخل وتلقى إهانات لاخر لها ل"صبا"
"فايز" لكم الارض بعصاه رفع وجه ليخرس كل الاصوات بنظرات محذره جعلت الصمت يعم
إلا من سؤال "زيد" العميق والحذر :
ـ فى إي يا جدى ؟
اجاب "فايز" دون إنتظار لكن بنبره شديده الغضب :
ـ صـــــبا مــــش عــــايـــزه تتـــجــــوز غـــــيرك
فرغ فمه وإتسعت عينه رغما عنه واختفى الكلام من رأسه
صرت "بثينه" على اسنانها لتهدر بغيظ :
ـ تغور فى داهيه دا انا إبنى اصلا هو اللى مش عايزها وابوه اللى غصبوا، آه يا انى لو حد يحكمنى
عليها لكنت أكلتها بسنانى .
ربتت "ونيسه" على ظهرها لتهدئها قائله :
ـ إهدى ياحبيبتى ،وهى هتنقى دى تحمد ربنا على كدا
سأل "زيد" بدهشه لم تغادره بعد :
ـ هى اللى قالت كدا ؟
ردت "بثينه" :
ـ ايوا شفت البجاحه قالت قدمنا كلنا مش هتجوز حد غيرك
جمله غير متوقعه كقائلها غريبه بشده على مسامعه تدهشه يوما بعد يوم بجرأتها وبخطورتها .
هتف "بلال " وهو يخرج من جيبه هاتفه ليفجر القنبله الثانيه مشيرا بحنق تجاه "زيد" :
ـ وليه لاء ؟ ما هو مافيش حد هيستر عليها غيروا بعد ما كانت بتغفلنا كلنا وتروح تبات فى أوضته
رفع هاتفه ليريهم المقطع المسجل لعرض "صبا" من باب غرفته نحو غرفتها بسرعه إختطفت "ونيسه "
الهاتف من يده لتصرخ به بإنهيار :
ـ إخرس إنت إتجننت تقول على أخوك كدا
نهض "زيد" من مكانه ووقف بوجه "بلال " وتحفز للعراك معه ليسأله بغضب عارم :
ـ إنت عارف إنت بتقول إي ؟ إنت إتخبلت فى مخك ولا ايه ؟
وقف "بلال" بوجه متمنيه أن يتشاجر معه كى يتثنى له لكمه بقسوة تطفئ نار قلبه تجاه
هتف ليستفزه بعناد :
ـ ايوا إعمل نفسك برئ وإنت مغفلنا كلنا
وقفت "ونيسه " بينهم لكن يد "زيد" إمتدت وامسك بتلابيه وهو يهتف محتدا :
ـ لم لسانك بدل ما أقطعهولك إنت مش عارف إنت بتقول إيه وعلى مين ؟
تماسك فى آخر لحظه ودفعه بقسوة حتى لا يستسلم لفكرة ضربه ، صرخت "ونيسه" لتوقفهم :
ـ بتمد إيدك على اخوك يا زيد
وقف "عماد" بصف "بلال" ومعه" يحيى" ليصرخ به وهو يرد دفعته لابنه بأخرى فى صدر "زيد"
قائلا بإهتياج :
ـ إنت هتغطى على و******* بالصوت العالى والبلطجه يالاااا
هدر "يحيى " مستندا إلى كتف أخيه :
ـ يظهر عايزنا نطرمخ ع الموضوع
تدخلت "بثينه " تكذب كل هذا وتصتف فى صف "زيد" :
ـ زيد اكيد ما عملش حاجه زيد بقالوا سنين من غير جواز ما حدش طرف عينوا اكيد بنت الحربيايه
دى اللى عايزه توقعه فى مصيبه
تدخل صوت "فايز " الذى تركهم يخرجوا كل ما بداخلهم حتى يتثنى له التفكير ووضع العقاب المناسب لكل
من يستحق :
ـ اســــــــــكـــــــــتـــــــواا
إختطف الهاتف من يد "بلال " وإندفع نحو مكتبه وهو يهتف بحده :
ـ زيد تعال ورايا
خرج صوت "عماد" ينهاه بجديه :
ـ لاء ااا ما عدتش فى حاجه تدارى الحساب ييقى قدمنا كلنا
إستدار "فايز" له ونظراته تقدح بالشر متعجبا من جرأته فى إتخاذ قرار أو حتى معارضته
فهتف بأستنكار :
ـ حساب ......إنت بتسألنى أنا عن حساب يا عماد ؟
إندفع نحوه ليمسك بتلابيه بغته أرعبته ، وبقسوة شديده صاح به:
ـ لو هحاسب حد هتكون إنت أولهم وإنت فاهم أنا اقصد إيه بلاش افضحك قصاد ولادك
دفعه بعيدا عنه ليزدرء ريقه لقد أرعبه وافلته بقوة غير مناسبه لكبر سنه
بقيت نظراته المحدته يقذفها بلا رحمه على الجميع حتى إرتخت أنظارهم عنه فرفع اصبعه
ليهتف محذرا :
ـ كل واحد إتهم حفيدى ظلم وقال عليها كلمه باطله هحاسبه حساب شديد
زعق عاليا فى "بثينه" وقد إتضح جم غضبه منها :
ـ وإنتى خلى حد يوصلك بيتك ما عندناش بنات للجواز
تخضبت وجنتيها بحمرة الضيق ولم يكن السبب رفض الزيجه بل مدافعته عن "صبا" ترى
والدها ينحاز إلى صف من لا يستحق دوما إنطلقت من أمامه دون إجابه وتبعها "عماد" الذى كان بحاجه
للهرب من وجه والده الغاضب.
وأشار هو لـ"زيد" أن يتبعه لتطلم "ونيسه " صدرها بقلق بعد كل ما حدث امسكت بكتف "بلال"
لتسأله بانفعال :
ـ إيه اللى إنت هببته دا ؟
أجابها "بلال" بضيق :
ـ اللى انا عملته ولا اللى إبنك عمله
هدرت منفعله وهى توشك على الانهيار :
ـ شيطان مين صورلك إن اخوك ممكن يعمل حاجه زى دى
يعميه غضبه لدرجه انه ينسى من هو "زيد" صاح بها وهو يزيح يدها عن كتفه :
ـ إنتى اللى مش عايزه تصدقى حاجه على ابنك الملاك
وضعت يدها على وجهها لتهدر متاثره من كل هذه الشحناء:
ـما سألتنيش لى ما جتنيش أنا الاول لى ؟
هتف مستهزا :
ـ إنتى كنتى هتقوليلوا كخ وتدارى عليه كمان لكن كان لازم اعمل كدا عشان هو لازم يحاسب
"فى مكتب فايز "
كرر الفيديو الذى امامه اكثر من مره يشاهده بتركيز وصمت جعل "زيد" يستفز ويهدر بضيق:
ـ يا جدى إنت مصدق الكلام دا، مافيش بينا أى حاجه
رفع "فايز" بصره تجاه فجأه ليسكته مسح وجهه ليزيل غضبه لكن دون فائده الامر تضخم فجأه حتى
خرج عن السيطره وزفر انفاسه بتأفف ،أخير ترك جده الهاتف على سطح المكتب وتجدث إليه بنبرة إتهام :
ـ كانت بتعمل إيه فى اوضتك يا زيد ؟
لغة الاتهام هى ما صدمت "زيد" نظر له بصدمه غير متوقع منه أن يسأله هذا السؤال ،لم يهتم "جده" بصدمته
وكرر سؤاله مشددا :
ـ رد يا زيد
أجفل قليلا وكأنه يبتلع تلك الاهانه ليستطيع التنفس دقائق معدوده استغرقها فى تقبل وضع الاتهام
وهتف مع إنطلاق انفاسه:
ـ كانت نايمه مع مريم وما عرفتش أصحيها
مال "فايز" برأسه وثبت نظراته عليه و مع استمرار التحديق به ، أردف دون أن يزحزح عينه عنه :
ـ ما خرجتش من البلكونه
زمجر "فايز" من بين اسنانه بشراسه :
ـ زيـــــــــــــد
ثم وثب من مقعده ليتنحى عنه وهو يقول :
ـ إنت إزاى تغلط غلطه زى دى ؟
لم يجد "زيد" إجابه واضحه لهذا السؤال لم يجرأ على قول انه أراد معاقبتها على عبثها بصوره
عض على طرف شفاه وإستمر فى الصمت حتى وقف "فايز" بوجه ليعامد عصاه على قلبه قائلا :
ـ إنت اللى هتحكم على نفسك يا زيد
لكمه فى صدره وأردف :
ـ عشان دى غلطتك إنت وبسبب غلطتك دى بوظت سمعة بنت عمك
سكت "زيد" وقلبه وجفا مما قاله ،انزل عصاه عن صدره وفك اشتباك اسنانه الغاضب لم يكن يتمنى
لزيد هذا المصير لقد رسم له طريقا آخر استدار عنه وهو يوضح كيف نشأ إسم عائلة الواصل :
ـ أحب أفكرك عشان تحط فى إعتبارك ، مافيش حد ليه ملك ولا ذرة تراب بإسمه الاملاك كلها
بإسمى ومن بعدى هتبقى بإسمك لانك إنت اللى اختارتك تكون الكبير من بعدى وعشان تعرف تمسك
العيله لازم يكون مالهم تحت إيدك زى ما مالك ومال غيرك تحت إيدى ،لو فكرت إنك ترفض أو تتهاون
فى الغلط اللى عملته هتطلع من باب القصر دال امال ولا عيال ولا ليك أهل زيك زى اللى سبقك
فكر فى عقابك على مهلك إوعى تتسرع يا عــاقــل.
قاسى "فايز" فى التعامل لربما هذا الشئ الذى ميزه ليقود عائله كبيره وتخنع له رؤس بلده كامله ، ما سبق
يعرفه "زيد" جيدا هو تربى بينهم ويعرف أن الخطأ الواحد يعتبر الخطأ الاخير وإن لم يسرع بإصلاحه
فقط ضاع للابد .
"بالخارج "
القلق كان كلمه بسيطه على ما تعانيه "ونيسه" الآن إبنها الكبير فى ورطه لن يتوان "جده" عن معاقبته
إن قرر إدانته سيطرده لا محاله وسيمنع من الاقتراب من القصر ولن تراه مجددا ،ظلت تدور حول نفسها
وكأن رأسها لا يهدى ، ليس أمامها سوى "بلال " لتفرغ به غضبها لذا هتفت بحده :
ـ إزاى قلبك يجيلك تعمل كدا جدك مش هيسكت على العمله دى مافيش فى رأسك ذرة عقل
امسكت تلابيبه وصاحت به متسعت العينان :
ـ والله فى سماه يا بلال لو كان ابوك اللى وراء العمله دى ل هخلى عيشتك سواد و...
قاطعها بأن سحب يدها من على قميصه ليرد بعنف :
ـ هو إنتى حتى بعد ما شوفتى بعينك عمايل ابنك برضوا مش عايزه تصدقى
استمرت على نفس ضيقها وهى تصرخ به :
ـ لا مش هصدق أخوك عمره ما يعمل حاجه زى دى" زيد" راجل، عارف يعنى ايه راجل؟
لكمت صدره بقوة وهى تسترسل :
ـ مش زيك، إنت تعملها هو لاء ،ولو كنت عملتها وهو عرف كان داره عليك
وقبل أن يرد "بلال" مهاجمتها بهجوم مماثل خرج "فايز" كالعاصفه يزعق بحنق :
ـ عماد .. عماد
ردت "ونيسه" وهى تهرول نحوه بفزع :
ـ راح يوصل "بثينه " يا حاج
خرج "زيد " من ورائه وجهه محتقن ويبدو عليه الانزعاج لاول مره تراه فى هذه الحاله بعد مدة طويله
من وفاة زوجته ،أسرعت إليه تحدق بعيناه فى عينه وتمسك بكتفه تسأل دون حديث وهى توشك ع البكاء
لم يجبها سوى بنفض رأسه بيأس ولم يتثنى لها المعرفه اكثر من هذا بسبب غضب "فايز" العارم
الذى صبه دفعه واحده على "بلال" ممسكا بعنقه وجذبها إلى صدره :
ـ إنت بقى أعمل إيه معاك بتصور بنت عمك إنت ما بتحرمش ؟
هتف "بلال" الذى كان يرتعش أسفل يده :
ـ يعنى لو كنت قولت كنتوا هتصدقونى ؟
صاح به "فايز" بغضب عارم :
ـ يعنى إنت كمان مصدق إن اخوك بينه وبينها حاجه
هرول "زيد" للاعلى دون إنتظار الباقى لم يدافع ولم يتدخل أكثر ما ألمه هو اليد التى صفعته
لم يتوقع من أخيه هذا فكم كان له دراعا من جده وكثيرا ما غطى عليه حتى لايعاقب ،اليوم
طعنه بقسوة والضربه القريبه دائما موجعه.
ركض ليختفى فى غرفته ليفكر بهدوء فى مخرج من كل هذا، إتجه صوب الباب وادار المقبض
ليدخل فجأه ويرى بوجه "صبا" تجلس أعلى فراشه وإلى جوارها "مريم " تغفو فى ثبات عميق ،وما إن
رأها حتى إذدا إنفعالا وإشتعالا أغلق الباب من خلفه ونظراته توحى بكارثه قادمه،ما إن رأته فهمت نواياه
فانتفضت من فراشها تركض وتحاول تفاديه بينما هو كان مصراً على الإمساك بها وهو
يصيح بغضب عارم:
ـ وكمان قاعده فى أوضتى ...انتى بتستهبلى حضرتك ؟
لوحت له لتوقفه عن مطاردتها فى الغرفه وهى تقول :
ـ اسمع بس هفهمك
استمر بمحاولة الامساك بها وهويصيح مغتاظا منها :
ـ تفهمينى ايه ؟ دا انا هخلع راسك دى واركبها على نعجه بصحيح
كررت محاولتها فى تهدئته هتفت متوسله :
ـ زيد افهم اسمعنى بس
كاد أن يمسك بها حتى صعت اعلى الفراش لتحتمى ب"مريم" النائمه وتشير نحوها هامسه :
ـ هتصحى مفزوعه إعقل وهفهمك
صر على أسنانه وهو يهتف بصوت حاد رغم خفوته :
ـ افهم ايه جبتى منين جراتك دى رايحه تخطبينى من جدك يا بنت بشرى ؟!
لوحت بيدها وهى تشرح وجهة نظرنها بهدوء:
ـ اسمع بس ماكانش قدامى غير كدا ،جدو فايز مُصر اتجوز اللى اسمه عامر دا وانا ماحدش راضى
يسمع رأيى حتى وعمالين يبيبعوا ويشتروا فيا
ماكانش فى غيرك قدامى قولت انك كدا كدا مش عايز تتجوز وانت اكتر حد بتقدر عليهم فقولتلهم
انى مش هتجوز غير ابن عمى زيد وإنت هترفض ونبقى إحنا الاتنين فى السليم .
فتح ذراعيه بطريقه مسرحيه مجاهدا أن لا يعلو صوته :
ـ ياسلام بالبساطة دى انتى مش عارفه إن الموضوع دا بيظنوا عليه بقالهم سنين وانتى جبتهالهم
على طبق من ذهب .
هتفت "صبا" لتقنعه بسلاسه لاتوجد إلا فى خيالها :
ـ ما انت تقدر ترفض انا ماحدش بياخد رأيي يا زيد اقف جانبى احمينى منهم انا ما قولتش
اسمك غير وانا واثقه انك الوحيد اللى هتحمينى منهم ..مش إنت وعدتنى إنك هتحمينى طول عمرك ؟
أولها ظهره وعض على طرف شفاه تسجدى منه الحمايه وهو الآن حشر معها فى مأزق لا تدركه
صر على اسنانه وكور يده وهو يجيب بحنق :
ـ ما فيش حمايه ولا غيروا جدك عرف إنك كنتى بايته فى أوضتى
أتسعت عينها وهى تطالع ظهره بدهشه وكأنها ترى إنفعاله وما يدريه عنها سألت متردده :
ـ بلال أكيد بلال عملها
لوى عنقه يسألها بضيق :
ـ عرفتى منين ؟
أجابت وهى تكاد تسقط ارضا من فرط القلق :
ـ هو هددنى يا اتجوز عامر يا يفضحنى وورانى الفيديو
إذداد "زيد" ضيقا وغضب ظل يعتصر يده حتى برزت عروقه ،سكت تماما فسألته بقلق :
ـ زيد هتعمل إيه ؟
إستدار لها وقد ظهر على وجه الاستمتاع وهو يخبرها بتسليه تامه :
ـ جتينى فى ملعبى
حدقت به مليا وهى تسأل بدهشه :
ـ يعنى ايه؟
حك طرف ذقنه وهو يقول مبتسما بمكر :
ـ يعنى جتيلى من السماء يا صبا مش إنتى عايزه حمايه ؟ أنا هحميكى وهربيكى
تسارع نبضها وهى تخشي معاندته ،لوحت بإصبعها لتردعه بفزع :
ـ اوعى توافق يا زيد ارفض
حرك رأسه برفض قاطع وهو يقول بجديه :
ـ اسيبك,,,, دا على جثتى مش عاملة جريئه وطالبتى ايدى ألف ألف مبروك والله فرحتلك
ركلت الارض من تحتها وصاحت به بضيق :
ـ زيد ما تعندش فى دى كمان انا اصلا مش بطيقك انا اقصد انك مترهبن وحالى هيقف
على ما يقنعوك ماهو مش هرفض عامر واتجوز واحد جلف زيك
ضيق عينه وهو يستمع لاهانتها وقدر قرر أنها بالفعل تستحق ما ينويه
فصر على اسنانه ليكبح جماح غضبه :
ـ انا قولتلك من الاول انك عايزه تتربى وأهى جات الفرصة أربيكى واللى يحضر عفريت يصرفوا
لم تتحمل كم الضغط الذى يثقل كاهلها لاوالد يساندها ولا من إدعى حمايتها دارت الارض من أسفلها
فما عادت تريد العيش ولا حتى انتظار الامن والحمايه استسلمت لدوار الذى إنتابها و سقطت مغشيا عليها فورا
لم يبدى أى تأثير عندما تكومت على فراشه ،ووقف يطلعها ببرود دون أن يهتز له رمش دفع وجها ليتأكد
انها لا تتصنع هذا لكنها بالفعل كانت مغشيا عليها زفر وهو يتمتم بضيق بعدما ورطته فى مشكله اخرى :
ـ إتحدفتى عليا من أى داهيه يا بت انتى.
خرج تماما من الغرفه وإتجه إلى جده على الفور هرول عبر الدرج لينقذ التى سقطت فى غرفته لم يجرأ حتى
على لمسها بات "صبا" لغم لن يقربها أحد دون أن تأذيه، بعدما إنتهى جده من توبيخ "بلال " وعاد من جديد
إلى مكتبه دلف إليه بعد ان طرق باباه وسمح له بالدخول
وقف من جديد أمامه لكن جده كان يأبى النظر إليه سأله بجديه :
ـ خير يا إبن نادر !
أجاب بإقتضاب وكأنه يقتصر المده التى يتواجد فيها معه لاول مره يقسوه عليه لهذه الدرجه :
ـ صبا مغمى عليها فى أوضتى
إلتفت إليه ورمقه بحده وأعينه تلمع كصقر رأى لتو صيد ثمين وسأله بغضب :
ـ صبا كانت بتعمل إى فى أوضتك؟
أمسك "زيد" طرف أذنه وكأنه يلهى نفسه عن الحرج الذى وقع عليه :
ـ كانت بتنيم "مريم"
وثب من كرسيه وإتجه صوبه وهو يسأل متسرعا وكأنه يتهمه بشئ :
ـ وإيه اللى خلها يغمى عليها إنت عملتلها إيه ؟
وضعته "صبا" لمرة أخرى فى موقف حرج فهتف مجيبا وهو ينظر فى عينه دون خوف :
ـ عشان قولتلها إنى موافق ع الجواز
وصل "فايز "إليه لكن نظراته الشرسه لم تختفى وقف بوجه وهتف من بين اسنانه :
ـ كدا كدا كنت هـــتــجوزها غصب عنك ، سواء حكمت على نفسك أو لاء دا حكمك إنت بس حكمى أنا
إنــــك هــــتـــجـــوز "نـــهــى "كـــمـــان
ذكره قائلا :
ـ قولــتــلك قبل كدا أنت هتجوز أتنين
إنت هتبقى الكبير مرات الكبير ما ينفعش تبقى كتيرة الغلط وإحنا جربنا "غاليه" الله يرحمها وكانت
ست الستات أكيد أختها هتكون زيها وهتفهم طبعنا وتقدر مكانة جوزها .
انهى كلامه بأن دفعه من وجه تاركا إياه مذهولا، ليلة واحده قلبت حياته رأسا
على عقب ،خرج من الغرفه تماما لم يجد "زيد" قولا واحدا اصبح مقيد مجبر على وضع
لم يريده يوما ولم يرتاح معه مهما طالت الايام زواجه من "صبا" حتمى وليس من أجل إختيارها
بل من فعل أهوج لها توثيقه بالادلة ،وزواجه من "نهى " حتمى ايضا لاجل بقاء "مريم"
بين احضانه مع كل هذا الضغط الذى يوضع به وصدمات أخرى تلقاها بسب ولائه لهذه العائله
الحفاظ على إبنته يحتاج تضحيه والخطأ الذى إرتكبه مع "صبا" يدفع ثمنه كل هذا سيجعله نيزك
سيعود لشخصيه قديمه كرها شخصيه كانت تعجبهم لكنها لازالت تؤأرق ضميره .
"في منزل بثينه"
صاح "حكيم" مذهولا مما سمعه من زوجته :
ـ إيه اللى بتقوليه دا ؟ إنتى رايحه تتفقى على الفرح ولا تخربى الجوازه يا بثينه
صاحت هى الاخرى بضيق:
ـ نعم إنت ما خدتش بالك من كل اللى قولته ولا إيه البت رفضت بصريح العبارة نتحايل عليها إحنا
انتفض"حكيم " من جلسته وهدر غاضبا:
ـ أيوا نتحايل عليها البت ومش نتحايل وبس دا إحنا نبوس رأسها كمان
نهضت "بثينه" هى الاخرى لتقول مستنكره :
ـ ليه يعنى ؟ تكونش السفيره عزيزه ؟
إشطات "حكيم " وهو يوضح لها بانزاعج من سطحية تفكيرها :
ـ لاء مش السفيره عزيزه دى الوحيده في عيلة الواصل اللى مكتوب ملك بإسمها يا أغبى رأس في الكون
البت دى كانت هتبقى ورثك
صدمت "بثينه" من حديثه الذى لم تحسبها بهذه الطريقه التى تضمن لها إرث من وراء والدها ،بعدما يرث "زيد"
كل الثروة التى يترأس بها العائله، لكنها كانت مصرة على رفضها لغيرتها الشديده عليه وردت بانفعال :
ـ ورث ولا مش ورث انا كدا كدا ابويا مش مخلينى عايزه حاجه ؟
لطم "حكيم" يده ببعض وهتف من بين اسنانه :
ـ خلاص روحى قوليلوا يا ابا انا عايزاك تكتبلى ارض البوابه ولا بلاش البوابه هى بقت بتاعة صبا
قوليلوا عايزه حتة ارض صغيره من عندك
تعرف "بثينه" القوانين التى لا يتجرأ أحد على تعديها ليس لأى شخص ملك بإسمه لم يتميز أحد سوى "صبا"
بهذا الانفراد والتميز حتى "زيد" لن يحصل على شبر واحد إلا بوفاة جده سيستلم من بعده كافة الاملاك ليديرها
ويسيطر على الجميع بها ،تقطع صوتها وهى تجيبه :
ـ هو,,, ااا,,, يعنى ,,, مستحيل يرضى
صاح بها "حكيم" وقد زاد إنفعاله:
ـ شوفتى إنك بغبائك دا ضيعتى على ابنك فرصة كبيرة قد إيه ؟
صمت قليلا وهتف مضيقا عينه :
ـ ولسه ولسه يا عيلة الواصل "صبا" دى هتوصل اللى ما حدش وصلوا من قبل "صبا" هتبقى حوت كبير
هيبلعكم بلع .
"فى منزل مها "
تحدثت مع زوجها "حسين " عبر الهاتف تسأل بحيره بعدما أخبرها بخطبه إبنته إلى إبن عمها عوضا عن
إبن عمتها وكتب الكتاب سيكون قريبا :
ـ إزاى يعنى إنت مش عارف إيه حصل يعنى ؟
أجاب بتوتر من هذه المفاجأه :
ـ لاء مش عارف حاجه أبويا بعد ما قالى هجوزها "عامر" إتصل بيا من شويه وقالى إنه خطبها لإبن عمها زيد
وإنه شايف دوا الانسب
صمت لدقيقه لتسمح لعقلها بالتفكير ثم تسالت قائله :
ـ وإنت شايف إيه ؟
أجاب "حسين" عبر الهاتف:
ـ اللى يشوفه اكيد يعنى مش هيسلمها لأى حد وبعدين أبويا لسه بعقله وعقله يوزن بلد
حكت طرف ذقنها لايجاد حجه مناسبه لاقناعه لكن الوضع كله غامض وليس من الذكاء طرح أى
أسئله هتفت دون تردد :
ـ طيب تحب أسافر اشوف إيه الوضع وأبلغك
أسعده جدا محاولتها لإسعاد إبنته والإطمئنان على وضعها وقال :
ـ الله عليكى يا مها مش عارف أرد جمايلك دى إزاى ؟
تردد قائلا :
ـ لأحسن اكون بتعبك معايا
هتفت هى بترحاب :
ـ لأ إزاى مافيش تعب ولا حاجه انا إن شاء الله هسافر وهاخد معايا "رشدى" عشان الطريق وكدا
وممكن أستناك هناك لحد ما تيجى
رد عليها فرحا بمساعدتها :
ـ ربنا يخليكى ليا يا حبيتى انا عمرى ما هنسى جميلك دا وبكرا اعوضك عن كل حاجه ونعيش أنا وإنتى وليد
متهنين العمر كله
"فى الصباح "
صرخه مدويه كانت من جانب"ونيسه" أطلقتها بجنون عندما سمعت بخبر زواج "زيد" من صبا
ـ يااااالــــــهـــــــــــووووتــــــى
أسكتها "فايز" بعصبيه :
ـ ونيسه إخرسي والله فى سماء لو فتحتى بوقك لأكسر دماغك
اشاح "زيد" وجه عنها يعرف انها لن تقبل بسهوله ومهمه اقناعها بأمر كهذا شبه مستحيله
هرول "عماد" على صوتها وصراخها العالى يسأل بفزع :
ـ فى ايه ؟ حصل إيه ؟
أجابت "ونيسه " وهى تمسك برأسها وتولول ببكاء :
ـ تعال شوف إبنى البكرى هيتجوز بنت بشرى على اخر الزمن
نظر "عماد" صوب أبيه وكأنه يلومه على ما وصل إليه الحال فهتف بضيق:
ـ بقى كدا ياحاج ترفض "بلال" وترضى "بزيد " إنت هتفضل طول عمرك مش شايف غيروا
زعق به "فايز":
ـ إنت يوم ما تفهم القيامه هتقوم
رد عليه "عماد" غير مقتنع بقراره المتعسف :
ـ انا مابقتش فاهمك هو زيد دا فيه إيه زياده عشان تتغاضى عن اخطاءه وتعلق المشنقه لغيروا
وهو انت ....
قاطعه "فايز" مشددا :
ـ عماد ..كلمه كمان والله فى سماء ما هتقعد فيها انا مش ناقصك
سحب "عماد" ملابسه بضيق ليبتعد من وجه قائلا :
ـ خلاص خلاص انا ماشس لوحدى .
قال كلماته وانطلق نحو بوابه المنزل غير مهتم بما قد يحدث جديد ،بقيت ونيسه تحاول
جاهده تغير القرار الذى إتخذه فايز وزيد:
ـ انا مش هقبل بيها مرات إبنى لو عملتوا فيا إيه انا مش هرضى بيها
تحدث "فايز" بنفاذ صبر وقد اوشك على الجنون من تصرفاتهم المتخبطه :
ـ إنتى عايزه نعمل ايه بعد ما إبنك صورها خارجه من اوضته وعمتها شافت الفيديو
وابنك التانى بايتها فى أوضته ....
ردت "ونيسه " مدافعه وهى تلوح بشراسه ودموعها الحاره تسقط على جنتيها :
ـ لاء أنا عارفه ومتاكده إن إبنى ما عملهاش حاجه زيد ما اصدقش عليه الكلام دا،هى السبب هى
أس البلاء تلاقيها ....
قاطعها "فايز" بشراسه وهو يكلم بعصاه الارض:
ـ هس إسكتى إنتى نسيتى إنك بتكلمى عن حفيدتى
كادت تزداد إنفعالا وهى تسأله متاثره :
ـ وانا مافكرتوش فيا
اجابته كانت أشبه بحكم نهائي ليرمي كلماته بسخط ولوم :
ـ ولادك اللى جــــابوه
كففت دموعها لكن رغما عنها كانت تولد غيرها وإلتفت إلى إبنها "زيد" لتمسك بتلابيه وهى تهتف متوسله:
ـ زيد إسمع كلامى أنا البت دى مش هيجى من وراها إلا الخراب وانت اللى هتمسك العيلة من بعد جدك
يعنى دى بالذات ما تنفعكش دى بذات هتخرب العيله
رغما عنه يحن لوالدته ويتألم لدموعها الساقطه هو الذى أقسم ان لا تنزل لها دمعه واحده طوال حياته
إحتضن وجنته بيده ومسح بأطراف اصابعه وجنتيها ليزيح حبات الدموع عنها وهتف مطمئنا :
ـ ما تخافيش أوى كدا يا أمى مش إنتى كنتى عايزانى أتجوز أدينى أهو هفرحك
صاحت متشنجه :
ـ ايوا نفسي تجوز بس إلا دى
كان متأثرا برفضها أبت الكلمات أن تجرى على لسانه لكنه كان مجبرلقولها :
ـ هتبقى عـــدد انا كدا كدا هتجوز "نهى "
إتسعت عيناها وهى تسأل بدهشه من هول المفاجأه :
ـ إنت هتجوز الاتنين
إكفى بالايماء، وعندها تجمدت تماما سلسلة جديده من الظلم يتعرض لها إبنها كما تعرضت لها من قبل
وغصبت على الزواج من "عماد" وعاشت سنوات من الجحيم الابدى تحت سقف هذا المنزل، ليدخل إبنها دائرة
جديده ويظلم من نفس العائلة التى ظلمتها....