قصة عشقت امرأة خطرة البارت السابع والعشرون 27 بقلم ياسمينا احمد

     

قصة عشقت امرأة خطرة

البارت السابع والعشرون 27

بقلم ياسمينا احمد


وصل  كلا من زيد وفايز الى القصر ،وتولت "صبا"مهمه غرف الطعام  تنظيم السفره لهم بما أنها الوحيدة التى بقيت فى القصر 


كان "زيد" يجلس ويداعب "مريم" بحب ومرح وتتحدث اليه بشان قطتها بثرثرة وحماس:

-قطة صبا قطتى حلوة القطه تقول كدا نيو نيو وتجري 

كدا

دارت حول نفسها وهى تقلد قتطها ضحكتها الرنانه غطت على صمت البيت الموحش بعد فراغ أهله ،استرسلت 

و"صبا" تغدوا وتروح من  المطبخ الى السفره:

-قطتى تاكل هم ونعمل عيد ميلاد ليها 

برغم ابتسامات "زيد"المتكرره لها إلا انه لم يكن فى مزاج جيد لهذا الصخب والضجيج الذي تحدثه "مريم"أشار بإتجاه المطبخ قائلا:

-يلا إجري خلى صبا تأكل قطتك 

-‏سمعتهم "صبا"وصاحت معترضه:

-‏ لاااا انا تعبت رايح جاي   تعال إنت شيل معايا الاطباق


-‏ ‏نهض من جلسته  وهو يقول :

‏-لو ع الشيل أشيل بس أترحم من الصداع اللى عملتهولى مريم 

تبعته مريم ولازالت على نفس حالتها الجائعه الكلام:

- أكل قطتى قطتتى جعانه  

إبتسمت " صبا" وهى  وتمد يدها لتأخذها معها نحو المطبخ والى جوارها زيد كان الامر ممتع مشاركته معها فى تحضير الطعام ،طلبت منه بتهذيب:

-‏ممكن تجبلى الاطباق من الدولاب اللى فوق 

-‏وقف أمام الطاوله المتوسطه المطبخ وسألها واحد حاجبيه مرفوع:

-‏وإنتى ما تجبيهوش ليه ؟

رفعت كتفها وأجابته دون تعقيد:

- مش هطول 

هتف مستمرا فى عناده :

-أقفى على حاجه وهاتى لنفسك 

وضعت يدها فى جانبيها وتحدثت بعناد مماثل:

-واقف لى على حاجه ما انا عندى واحد كول بعرض اهو ما أستفتدش انا منه مثلا 

دوما تدفعه للتهور وتنبش فى ثنايا تعقله لتخرج جنونه ،تحرك صوبها وهو يقول بهدوء خطر:

- لأ إزاى لازم أفيدك ،أنا كدا كدا جاى عشان أشيل فهشيلك

تراجعت ولوحت بالمعلقة الكبيرة الممخصصه لغرف الشوربه محذره إياه من التنفيذ:

- إياك 


وعندما لاحظت تجاهله تحذيرها قررت تفاديه والهرب من امامه وهى تهتف :

- زيد بلاش جنان 

أخيراً قبض على خصرها ليفرعها عن الأرض وهو يقول بإنتصار :

-بذمتك هو الجنان يتقلوا لاء

كان يكفيه منه ضحكه واحده لتلتهم حزنه معها هى ينسي كل شئ برغم ان كل ما يسكنه من سنوات طويله لكن هى كانت مختلفه هى من إمتلكت قلبه وجعلته ينبض دون إعتبار لأي ذكري سالفه ،دفعته لمحاولة الفكاك منه مزمجره بطفوله:

-نزلنى ،جدوا لو شافك هيبهدلنا 


نفض رأسه وهو يحدق بعينها بعناد قائلا :

-ما يهمنيش 


تعندت هى الأخري وصاحت شامته :

-كدا طيييب ،،يا جــــــــــدو.......

قطع ندائها بأن وضع يده أعلى فمها ،والتف حوله بقلق 

- بس بس إنتى هتفضحينا 


اسندت مرفقيها على كتفه وقربت وجهها من وجهه وأمرته بإبتسامة إنتصار:

- نزلنى 

عاين تفاصيلها بتدقيق مستمتعا بهذا القرب ومناوشتها الطفولية ،ثم تحدث بنبره هائمه:

-عنيا أنزلك حاضر بس إنتى تطلعتى كل دا وعايزه تنزلى ببلاش 

ضيقت عينها وحاولت فهم ما قاله لكنها عجزت فسألته بتكهن:

- ببلاش إزاى يعنى ؟هو النزول بفلوس 


أومأ وهو لا يزال محدقا إليها مضيفا بمزاح:

-أه شخلل عشان تعدى 


عاينته لتفهم مزاحه لكنها لازالت لا تفهمه فسألت :

- يعنى إيه؟


لم يستحى فى إخبارها لكنه كان متوقع رفضها القاطع ،لذا تحدث سريعا كى يحصل على فرصة إقناعها :

- بوسه 

تراجعت للخلف ووجنتها تشتعل خجلا لقد كانت تشعر أنها كالريشه فى يده وبرغم خفتها لم تستطع الإفلات  

-ااه لاء نزلنى لأحسن ما هنادى جدو واشوف هيتصرف إزاى مع كبير العيلة اللى  بيدنس أرض المطبخ

لم يكترث بما قالت وتحدث بتلقائية شديدة وهو يرفع وجهه لها بإستمتاع:

- ودى تيجى إيه قصاد تدنيس المكتب بتاعه 

أنهى جملته بغمزه زادتها من الحرج وأسقطت قلبها خجلا 

-صبا حلوه 

قاطعهم صوت "مريم" المتحدث للقطه والذي لفت إنتباه "زيد"لوجود مريم معهم وجعله يتقدم حاملا "صبا"نحو الرخام أسفل خزانة المطبخ وهو يرد بحنق طفولى  واضح:

-لأ صبا وحشه 


كتمت ضحكاتها وظل امامها يرفع يده ليجلب لها الأطباق التى تحتاجاها  وضعها بين يديها وهى تجلس أسفله ،ثم اغلب الباب وأسند يده له ومال برأسه نحوها وهو يقول بلوم هادئ:

-خليكى إنتى ضيعى الوقت المهم 

ضحكت بخفوت وأخفت فمها براحة يدها ،لكنها لم تخفى عينها التى تضيق مع إبتسامتها وتزيدها سحرا ولذاذه جعلت عينه تتسع ليستوعب كل هذا الحلي الذي يوشك على فقد وعيه أشاح بوجهه عنها، وعلي صوت جدهما 

صائحا:

- فين الأكـــل ؟!


ابتعد عنها "زيد"فورا ونزلت هى عن الرخامه وأسرعت بفزع لغرف الطعام وتقديم ما تبقي ناولته بسرعه الطبق

وأسرعت فى الاستكمال ،حاول "زيد"الانضباط يعرف جده سيستشف سبب التأخير بسهوله ومن أول نظرة ،إنتهت صبا وخرجا معا  وقد إتضح على كليهما الارتباك ،عاينهم" فايز" بدقه وأخفي شبح  إبتسامته أحرج "زيد"على الفور 

وأخفض رأسه مخفيا وجهه منه ،جلسوا ثلاثيتهم وقدمت 

"صبا" الطعام أمام جدها وامام زيد وكذالك مريم التى بدأت تميل بنعاس على الطاولة ،كان الجو هادئ حتى هتف "فايز" وهو يستلذ بالطعام:

- الله الله 

رفعت أحد حاجبيها وإبتسمت بمكر لترد بسعاده:

- انا اللى عاملة المكرونه بإديا 


ترك "زيد"معلقته فأصدرت صوت عال وهب واقفا ليحمل "مريم"على كتفه ودفع الكرسي بضيق وهم بالمغادره ،سأل "فايز" متعجبا:

-رايح فين مش هتغدا ؟!


أجاب قبل أن يغادر تماما:

- ماليش نفس 

لم تفهم "صبا"سبب تغير مزاجه ،ظلت تنظر الى ظله الذي يبتعد عن ناظريها بحيره عادت ببصرها لجدها بإحباط لازالت عين جدها ترصدها بدقه لمعرفة السبب ،سألته وهى تنفض رأسها:

- فى إيه؟!


أجابها بدهاء :

-وأنا أعرف منين هو انا اللى كنت معاه فى المطبخ ؟!


اخفضت بصرها عنه وأخفضت رأسها لتخفى تعبيرها الخجله من نظرته الثاقبه ،إستمعت جيدا لصوته وهو يقول :

-يا بت دا إنتى زيد رفعك من سابع أرض لسابع سماء 

اول حاجه عملها على التطربيزه دى 


نقر بيده على الطاولة ليجذب إنتباها وهو يستأنف:

-خد حقك وقال دى تخصنى كرامتها من كرامتى 


رفعت وجهها فور نقره وضمت حاجبيها متشدده :

- وأناعملت إيه ؟ 

أوقفها بيده مؤشرا بجديه:

-ما تعمليش إنتى بالذات ما تعمليش الله يباركلك مش عايزين عقلك قلبك كفايا ،إحتويه 


فهمته جيدا إنه يرمى إلى والدتها التى يشتكى الكل من دهائها ،سألته ببساطه وهى تضع يدها أسفل ذقنها:

- إزاى ؟قولى يا جدو إزاى ؟!


يعرف أنها تحاول إستنزافه وتسحبه فى حديث بدهاء 

إبتسم نصف إبتسامه فهو يفهمها ولن ينجرف معها وأخبرها دون ان ينبث فمه بنصف كلمه تراجعت عن هذا وشعرت بالحرج من الاستذكاء عليه ،والآن كل شئ على المكشوف فتحدث بجديه:

- إطلعيلواوشوفى إيه مزعلوا ،زيد مش هيقفل كدا إلا بسبب 


ضغطت على الطاولة براحة يدها ونهضت فأشار للطعام ليقول:

-خديلوا أكل من عمايل إديكى 


نظرت الى الطعام وفهمت سبب غضبه  لانها نسبت شئ لا يخصها لنفسها ،زمت شفاها ورفعت حاجبيها والتفت لتصعد  خلفه  مسرعه.

زفر "فايز"بتعب وأرخى رأسه للخلف ،يهمه ويشغله حفيده 

وهذه الخطيرة التى أسرته يتمنى أن يهنأ رغم شعوره القوى أن" صبا " لن يأتى من ورائها راحه إن ظلت تُحارب 

‏من كل الجهات.


فى غرفة "زيد"


وجدته ممد على فراشه يغمض عيناه والغرفة بالكامل مظلمة  اغلقت الباب بهدوء ووقفت قباله تحدق به،سمعت صوته :

-سامعك 

إذدريت ريقها من مباغته ووضعها فى موضع شُبه جعلتها فى حاجه للتبرير لكنها لم تيأس ،تحدثت بمرح وهى تتحرك صوبه:

- إيه يا زيد جوا الشموع السوداء دا 


تحدث دون أن يفرج عن عيناه :

- كويس ،حاسس إنى أحسن


جلست الى جواره ودفعته بخفه وهى تهتف بمزاح:

-ما تكبر دماغك دى صنية مكرونه ومش حلوة اوى يعنى 

رفعت يدها للسماء ودعت :

-إلهى كانت إتحرقت فى دماغ صحابها 


فتح عينه على فجأة ودحجها بحده أرعبتها لتتراجع للخلف متسائله :

-إيه فى إيه إنت هتحول ولا إيه؟


نهض من مكانه ويغادر الفراش تماما تحرك فى الغرفة وهو يقول بارتباك:

‏- لاء مافيش ،دا صوت التلفزيون ،مريم نامت، اه ملاحظ إنها مبسوطه بالقطه .

لاحظت انه يضع سماعات الرأس بداخل أذنه وهاتفه


بجوار الفراش ضمت حاجبيها بإنزعاج وتمتمت :


- بيكلم مين دا ؟


إستمعت له وهو يستأنف حديثه:

- انتى عاملة إيه ؟

شهقت بصوت مسموع فورا وتبعته :


- بتخوني فى الصباحيه اومال هتعمل إيه فى شهر العسل


التف ليزجرها بنظرة مترفعه إستدر حيث جهته واستمر بالحديث متجاهلا إياها ،فأمسكت هاتفه لتضيئ شاشته حتى تعرف هوية المتحدث وعندما أنار بإسم "نهي"

إختلف لون وجهها وصرت على أسنانها بغيظ وضغطت زر الإنهاء ،إلتف بكامل جسده وحدق بها وأحد حاجبيه مرفوع لم تترك له مساحه لنهرها وإختارت أقصر وسائل الدفاع وهى الهجوم فإندفعت كالسهم قائلة :

- إنت بتخونى فى الصباحيه يا زيد 


إشتدت عضلة فكه وإحتدت نظرته وهو يرد عليها بإنفعال يحاول كظمه:

- اللهم طولك يا روح ،أخونك إيه يا هبلة دى نهي 


وثبت على ركبتيها وهى جالسة فوق الفراش ويدها على جنبيها وهدرت محتده:


- نعم وهى" نهى" دى صلى الله عليها وسلم ما أهي ست 


تحركت عيناه بدهشة من أسلوبها العدائي وتحولها من حال الى حال واستمرت فى إبهاره عندنا إسترسلت :

-جري إيه إحنا لسة ما دخلناش فى شهر العسل بتخوني


خطوة واحدة إتخذها تجاهها جعلتها تتراجع وتجلس مكانها ،تحدث من بين أسنانه بغضب:

-بت إنتى إعقلي وإثبتى مكانك وإوعي  تعلى صوتك وتكلمى معايا بالاسلوب دا 

مع كل كلمه كان يقترب وهى تنكمش تلقائيا مسترسلا بحده:

- خيانه ايه اللى بتكلمى عنها أنا عمري ما كنت خاين ولا أحب حد يوصفنى باللفظ البشع دا إنتى عارفه إنها هتبقى 

‏على ذمتى زيها زيك ودا كان إتفاقنا وانتى رضيتى عليه

أنهى كلامه بأن أشهر سبابته بالقرب من وجهها فى هذا التوقيت كانت "صبا" إختفت كليا وتكورت على نفسها 


لاحظ هو حالتها الفزعه ورعبها المتجلي  في عيناها فتح كف يده ليتلمس وجنتها ويهدئها لكنها أرجعت رأسها للخلف بفزع مضاعف فتوقف ليرفع يده بإستسلام هزمته بقلقه عليها وأطفأت غضبه وإشتعل جانب آخر من خوفه عليها فهتف بهدوء :

-ما تخافيش 

تنتظر هذه الكلمه حتى لو كانت كذب ،رجفة قلبها إختفت وآمنت به إستسلمت ليده التى وضعها على جبهتها وسألته بطفولة مرحه:

-إيه يا زيد فى ايه يا بابا مشيوا خلاص


مط شفاه بإبتسامه خفيفه مهتما بتهدأتها تماما  وسألها بفضول:

-هما مين؟

وضع يده على وجنتها وربت برفق حتى إستكانت وأجابته: 

- اللى حضروا عليك 


اذدات ابتسامته وهو يميل إليها فإستغلت هذه الفرصة لتستأنف عتابها لكن هذه المره برويه وهدوء:

- لي بس كدا يا زيد ؟انت زعلت قوى كدا ليه عشان قولت لجدوا انى عملت المكرونه انا بهزر 


رغم عودتها لحنقه وذكر إستغلالها لنهي وشعوره بالظلم تجاهها لأن قلبه يميل تجاهها دون غيرها ويسقط بثقله 

كله فى حبها ،إختار الهدوء ليوضح لها بروية:

- ما تهزريش بحاجة تجرح يا صبا وما تستغليش وجودى وتغلطى فى حد أو تعملى حركات كيد قصادى لأن كلها فاهمها وبتقلى منى أوى وانا مش حابب أخد حق حد منك قدامه ما تحطنيش فى الموقف دا 

ردت وهى تتنصل ببرائه:

-إي دا يا زيد إنت مفكر إني بكيد هو بعرف الحاجات دى 


جاوبها بثقه عاليه قائلا بثبات أمام حركاتها المتلويه:

-على بابا الكلام دا اعمليه على غيري يا حلوة انا الاستاذ هنا 


إبتسمت بمراوغه لتشاكسه بالقول:

-أستاذي وملاذي 


قلب عينيه بملل أصبح لا يعرف هل  كل مرة تغرقه فى عشقها أكثر أم هو من يغرق من تلقاء نفسه،أسقطها وسقط معها هى المؤثره على عقله و الخطيره على قلبه ،عشقها ولم يجد مفر من هذا أصبحت بكل نساء العالم مُهلكته،مفضلته ،وأعلنها قولا وفعلا عشقت إمرأة خَطرة،.....


        البارت الثامن والعشرون من هنا 

لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات