قصة عشقت امرأة خطرة
البارت الثالث والاربعون 43
بقلم ياسمينا احمد
أتي "حسين"مذعورا تاركا عمله وكل شئ يهمه فصبا هى كل همه الآن وعلى الفور توجه إلى والده يسأل بجنون عن إبنته وحقيقة ما سمعه لكن الامر كان إنتهى وقضية رشدى ورياض انتقلت لتحقيق النيابه، وبقي حكمه النهائي على "مها" بعد كل ما أخبره به .
وقفت أمامه تبكي بدموع التماسيح وتنفي كل ما قاله
زيد وصبا وفايز
- معقول هتصدقهم يا حسين دى كانت عيله ومش فاهمه حاجه انا ماليش ذنب
نظرت لها "صبا"ببرود لم تنتظر من والدها أى شىء فقد إعتادته مخيبا للآمال فلن تري منه سندا .
وانتظر كلا من "فايز" و"زيد" حكمه النهائي بعد استعطافها له .
أما حسين فقد كان مذهولا مما سمع لا يصدق انه تم خداعه طيلة السنوات الماضية وانه كان ظالما لإبنته
ويخشي أن يظلمها الآن .
تحدث مشحونا بالغضب :
-انا كل غلطتى انى صدقتك وازاى اصدقك بعد ما سمحتى لاخوكى يطاول على بنتى اللى سبتها فى امانتك وفوق كل دا تبعتيلوا صور ليها من على تليفونها ازاى جاتلك الجرئه انك تشتركى معاه فى خطفها
لم تصدق "صبا"صحوة ضميره ويقظة ذكائه فى كشف كذبها وبقيت تنتظر شيئا واقعيا يثبت أنها لا تحلم .
استمر "حسين"بجلدها بالحديث:
- يجيلك قلب تاكلي فى خيري وتمدي ايدك على بنتى
وفوق كل دا تتبلي عليها انتى غلطه عمري.
تفأجأت"مها" من ردة فعله وفشله هذه المرة بإقناعه فقالت
غير مصدقه:
-مش مصدقنى يا حسين كل العمر دا وتتهمنى انا مالى باللى قالوا رشدي وما يمكن هما الاتنين مطبخنها سوا عشان يخربوا حياتنا
اسكتها بلطمه قوية على وجهها أردتها ارضا فلم يتحمل ان توجه اتهام شائك كهذا يمس كرامته وشرفه ،وهذه اللطمه كانت الاكثر تأثيرا على صبا والتى اثبت لها أنها لازالت فى الواقع ولا تحلم ،انتقم لها من سنوات عاشتها فى خوف وقلق من تلك السيدة التى لم ترحمها ابدا صفعه كانت كالماء البارد على قلبها المحموم من سنين .
مال ليرفعها عن الارض وهو يصيح بها بعنف:
- اوعك تتكلمى عن بنتى كدا تانى انتى غير امينه
على عيال ابنى انا هاخده منك وانتى هرجعك الشارع اللى اخدتك منه ونضفتك للاسف فكرتك إنك هتنضفي لكن انتى حبيتى تفضلي قذره وتعملى بنى ادمه على اسيادك .
شدة الاهانه وخاصتا امام صبا وزيد كادت أن تجنها فهدرت بحرقه :
- انا قذرة اومال انتوا ايه ؟دا نتوا عيلة مقرفه اختك بتعمل سحر عشان تقتل مراتك وبنتك .....
نظر "فايز"نظره الى "زيد" فعرف ما يريد فمال ليسحبها من أمامه قبل ان يستوعب"حسين" ما قالته.
و صاح بها"زيد" بانفعال:
- اخرسي بقي
لم تهدأ وحاولت الافتلات من يد "زيد " وهى تردد بجنون:
- انا غلطت انى استحملت واحد زيك وبنتوا المدلعه ربنا ياخدكم كلكم انا هاخد ابنى غصب عنك وبنتك ال****"** خليهالك
لم يتحمل "زيد "هذه الكلمه على صبا وصفعها بقوة فجن جنونها لتقذفهم كالمجنونه بالفاظ نابيه فختمها
حسين بنبرة صارمه:
- إنـتـي طـالــق،طـالــق، طـالــق
كانت الخاتمه الأروع التى انتظرتها "صبا " صعقت "مها"
عندما نهي ما بينهم ،ابتسمت "صبا" عندما أخذت شيئا ضئيلا من حقها .
اشعلت نيرنها بتلك الابتسامه التى اعتبرتها شماته وحاولت مها الوصول لها لضربها لكن زيد منعها من حتى المساس بطرفها عندها اذدات فخر بحمايتها التى كانت تتمنها لسنوات طويلة.
هتفت "مها"خصيصا لصبا:
-انتي واحده ******
اختفت ابتسامته صبا وكشرت عن انيابها عندما سبتها وبمنتهي القوة بصقت بوجهها
فتدخل فايز زاعقا :
-زيد خرج الست دى برا بلاش قلة حياء
سحبها زيد بالقوة بعدما اخرستها صبا ببصقه وهذا كان قدرها الذي تستحقه.
هدأ الجو بعدما خرجت "مها"وبقي فايز وحسين وصبا
سأل حسين بتعصب:
-الكلب اخوها فين دلوقت ؟
اجابه فايز وهو يستند على عصاه :
-فى السجن متهم بخطف وحريق المخزن بتاعنا ،ورياض انت عارف مصايبه كفيلة تجيبلة مؤبد
زفر مرتاحا ثم نظر باتجاه إبنته نظرة جديدة مختلفه مفعمه بالحب والقلق ،فتح ذراعيه واقترب منها ليضمها فى احضانه مسح على رأسها بحنان وهو يسأل :
- انتى كويسه؟!
لم تسمع منه تلك الجملة من سنوات كثيره اشتاقت اليها وكثيرا ما تمنت ان يحتضنها ما كان منها إلا أن بكت بكاء كانت تحبسه سنوات،مهما غضبت منه يبقي حضن أبيها هو كل الأمان اعطته أعذار كثيرة فقط لتنعم بهذا الحضن وتستلذ بهذا الشعور الذي حرمت منه من سنوات.
ربت على ظهرها ليهدأها وهو يقول بنبرة لطيفه:
-انا عارف إن أسفي مالوش معنى قصاد اللى شوفتيه
وانا غلطان غلط كسفنى قدام نفسي ازاى ما حاولتش مرة واحده أصدقك واكون واثق فيكي انا اتعلمت بس متأخر
متأخر أوي اتعلمت انى عمر مرات الاب ما هتبقى زى الام أو حتى الاب وإن الاب لو اتجبر يتجوز فلازم يراقب ويدخل ويشك بس مش فى بنته حبيبته .
اغرقت ملابسه بدموعها وظل يضمها ويقبل رأسها وفايز ينظر اليهما برضاء هذا اعظم انتصار له من مده أن يخلق الحب بين افراد عائلته وهذا اول نجاح فالعيش فى جو هادئ
امر يستحق التخلص من كل الشخصيات السامه.
الصراع بين الحما وزوجة الابن صراع أزالى ،لم تكن ونيسة لتقبل بصبا خاصتا مع تطورها السريع فى تلك الفترة القصيرة التي قضتها بالقصر وبعد مرور وقت طويل
من حديث" فايز "وانهياره عادت العداوه من جديد وبزغت
غيرة من نوع آخر بعدما أصبح لصبا زوار مخصوصين يأتون لزيارتها بالقصر وأيضا سيدات لهن مطالب يرجوا تحقيقها وقد بدأت بالفعل فى تنفيذ مشروعاتها التى خططت لها بمساعدة زيد ورجال الأعمال الخيرين الذين ساهموا في تلك المشروعات سواء بمالهم أو بأرضيهم لتصبح صبا سيدة الأعمال الأولي فى قصر الواصل والوحيدة المتفردة فى البلده التى عملت مشروعات نافعه بإسمها وكانت رحمه لمدينه صغيره جائتها طفلة مرغمه لتصبح أشهر إمرأة فيها وأخطرهم.
"صبا"
وقفت على أعتاب المطبخ تنظم وتحث كل الطباخات التى أتت بهم على الإسراع وهي تهيم بهم قائله:
-إنجزوا شويه الناس زمانها جايه عايزه كل حاجه تطلع مظبوطه مش عايزه عطله عشان يومنا طويل
رددوا البنات مجبين بابتسامه فالعمل معها أصبح حلم كل فتاه :
-ان شاء الله كل حاجه هنخلص فى المعاد
ابتسمت صبا هى الأخري واستمرت بالوقوف لتباشر عملهم
وهامت التعليقات الجانبيه بين السيدات والبنات وهم ينظروا لها بإعجاب:
-شايفه لبسها وريحته المسك اللى فايحه منها
لترد الاخري بصوت منخفض:
- زي ما تكون رحمه بعتها ربنا لينا
ضحكت الاخري خلسه لتضيف وهى تضع ما بيدها داخل الاناء:
-ولا لزيد الواصل سمعت إنه بيعشقها وما يشلش عينه من عنيها
عادت المرأة تقول :
- ليه حق يحبها مش شايفه وقفتها وجمالها زى الملكه
صرحت الاخري بإعجاب:
- جميلة زى اميرات الحكايات
التفت "صبا"عندما سمعت صوت "ونيسة" الساخط يأتي من خلفها :
-جايه تشرفي على الطباخين وانتى عمرك ما دخلتى المطبخ طيب هتعرفي منين لو حد غلط
نظرت لها واطبقت شفاها حتى لا تريها الابتسامه التى تقاوم الظهور على ثغرها من ثم وضعت يدها لتهتف ببرود:
-ماهو مافيش حد يعرف المعلومة دى غيرك يا ونيسه
زجرتها ونيسه بنظرة حاده وتحدثت بنبرة غاضبه رغم خفوتها:
-ونيسه لما تطلع على جتدتك ونيسه كدا حاف يا قليلة الحياء
لم تكترث صبا برده فعلها وهتفت بلا مبلاه:
-انتى حيرتينى معاكى اقولك ياماما مش بيعجبك اقولك يا طنط بتقولى طنط تنطتك اقولك ونيسة تقوليلى تطلع على جتتك اعملك إي انا بقى
اردفت بجديه:
-اقولك يا مزه
تشنجت "ونيسه"من ردها الحاضر وقالت بإستياء:
-اللسان عايز حشه والفم عايز قفلوا
انزوا فم "صبا" وهمت بالمغادرة ونبهتها قائله:
- خلى بالك بقى منهم ووصيهم يعملوا الحلو وانا هشوف شغلى لاحسن وقفتنا جنب بعض فيها خطر على المطبخ
غادرتها قبل حتى أن تبدي رفضها أو قبولها وسمعت قرع نعالها يبتعد بخطى سريعه للخارج.
بالخارج
اصتدمت صبا بوالدها يأتي من الخارج فتأوهت :
-ااه
لاحظت كيف فزع وهو يمسك بيدها رفع راسها ليتفحصها بقلق وهو يقول:
-حصلك حاجه
ابتسمت له وأجابت ممتنه :
-لاء الحمدلله
عاد يسألها وهو ينظر خلفها :
-اومال بتجري لي فى حد ضايقك؟
مالت لتهمس له بصوت منخفض:
-لاء..بس بهرب من ونيسه لاحسن تتعصب
ضم حاجبيه واتضح عليه الانزعاج وهو يعود لسؤالها:
-هي لسه بضايقك ؟
نفضت رأسها بخفه واخبرته :
- مش اوى انا عارفه انها عمرها ما هتغير عشان كدا انا بحاول امشي اموري
مسح على رأسها وهو يبتسم لها ابتسامه ممتلئه بالاعجاب:
- ربنا يكملك بعقلك يا صبا تعرفي ان فيكى من امك كتير
عبس وجهه وهو يهتف مشددا:
- بس لازم تعرفي انك فى حمايتى لو فى يوم حسيتى انها زودتها وانتى مش قادره تستحملي او حسيتى ان كرامتك بتداس انا موجود قوليلى وتأكدى إني عمري ماهسمح بحد يأذيكى أو يزعلك تانى
عقب بندم شديد:
- كفايا اللى فات
رفعت يدها لتربت على كتفه مطمئنه :
-ما تقلقش يا بابا انا كدا كدا مش هبقي موجوده عشان يحصل مشاكل زيد هيسافر عشان الافتتاح بتاع المعرض الجديد وهكون معاه والصراحه الشغل مضيع وقتى فبقيت بشوفها قليل خلى بالك انت من وليد ومن صحتك
ربت هو الآخر على كتفها برحابه وهتف :
-وانتى كمان خلى بالك على نفسك وخلي بالك انى فخور بيكى
ابتسمت له وبادلها الابتسام كان بينهم فجوة كبيرة صعبة الإلتئام لكنها تلتئم ببعض الاهتمام لقد بدأ "حسين "هذا واصبح يمارس دوره الذي تقاعس عنه منذو سنوات وبات همه الشاغل هو اولاده سواء صبا أو وليد وكرث حياته لهم
وبناء لبنه جديده فى علاقتهم المهدومه .
"فى مكتب فايز"
استقبل "فايز"حسين" الذي استمر بأسئلة كثيره يرفض ابيه إجابتها حتى لا يقطع حبال الود بينه وبين أخوته
لكنه استمر بالمجادلة حتى وصل الى هذا الحد :
-يا حاج سألتك الف مرة لي اختى ما بتجيش هنا لاهى راضيه تقول ولا انت راضي تقول كمان عماد هو فين كمان انا من حقي إنى افهم .
رد فايز معلنا ضيقه من تكرار الاسئلة :
- يووو هنعيدوا يا حسين
لم يتوقف "حسين "كعادته عندما يرأي ضيقه وينسحب دون سماع الاجابه هذه المرة لن يمشي إلا باجابه واضحه:
-يا حاج طالما عايزنى اقعد معاكم هنا يبقى تعرفنى كل حاجه ،مش هقعد زى الاطرش فى الزفه انا .
زفر "فايز"بتعب فكرة فضح مخطط بثينه امامه فكرة ستقطع كل الحبال بينهم خاصتا بعدما شاهد تحسن علاقته بإبنته ولا يريد مشاحنات جديده فى ساحة قصرة
وضع يده على فمهه وهو يتحدث بتعب:
-بثينه ،غلطت وخدت جزائها تريحك الاجابة دي
اثار فضول" حسين "اكثر ليسأل:
-عملت اي يعنى ؟!
صاح "فايز" وهو ينتفض :
- خلاااص بقى يا حسين خلصنا
استسلم "حسين" لتلك الاجابة لكن عاد يسأل:
-طيب ،غلطه مش هتغفر ..دى تعبانه وحالتها بتسؤء
يوم عن يوم اسمحلها تيجى البيت تاني .
هنا هب واقفا "فايز "ليرفض بشكل قاطع دون تعصب:
-لا دخول بيتى تانى مش هيحصل
لاحظ "حسين"من رفضه القاطع ان بثينه اخطئت خطأ فادح غير قابل للغفران، اغلق فاه عن السؤال وبدأ بالسؤال عن عماد:
-طيب وعماد عمل اي هو كمان؟
اجابه بغضب فالالم من جانبين :
- بربيه من اول وجديد عندك اعتراض .
التف لينظر له بحده وكأنه فهم قصده وهدر محتدا:
-ولا يكون عايزك توسطله
رأها فى عينه دون إجابه وهذا ما جعله يتعصب ويظهر البركان فى عيناه
حاول "حسين"تهدئته ونهض ليعلل تصرفه الذي زاد غضبه:
-براحه يا والداى ،وفي إيه لما يكلمنى يطلب منك تسامحه،عماد كبير فى السن على البهدلة دى ماعهوش فلوس خالص وللاسف اصحابه اتخلوا عنه وبقي مالوش مكان حتى يبات فيه .
زعق "فايز" وانفجر كالبركان الخامد وصاح بضيق شديد:
- هو انا كنت باعده عن هنا عشان ابهدلوا ولا عشان يروح لنفس الناس اللى كان بيروحلهم قبل كدا انا باعدته عشان يعتمد على نفسه يغير من نفسه وهو لسه زى ماهو ما اتغيرش وصدقت فيه الايه
(( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَابِأَنْفُسِهِمْ ))صدق الله العظيم
ضم حاجبيه واسترسل مستنكرا:
-ابعده عن البيت بسبب ماشيه البطال يروح يترمى فى حضن الرقصات هو مفكر إن قيمته بالفلوس زى من غير فلوس .
خالف "عماد"توقعه وهدم إيمانه فى تغيره ورح لنفس البيئه التى أفسدته بقدماه متجاهلا أن ولده أبعده ليصلحه لا ليعذبه
-خليه يعرف ازاى يسيب ابوه فى العنايه وهو بيتسرمح
معاهم
قد ادرك أنه ثمرة عاطبه منتهاها السقوط وأن لم تسقط ستفسد كل ما حولها لذا كان عليه بترها لينقذ الباقيه ، وخزه قلبه وهويقول :
-مافيش منه فايده ربنا يعوض عليا ويخلفنى خيرا منه.
كشر عن انيابه وأردف بغضب:
-قلوا ابوك قفل باب الغفران أنت مــطــرود مش عايز اشوفه لآخر يوم فى عمري ولا يرجع بيتى ابدا .
صُدم "حسين"من قسوة والده وهتف يناشده الهدوء:
- يا حاج إهدى وصلى على رسول الله
أغمض "فايز"عينه وقلبه ينبض بدقات متواليه تشبه الطعنات شعور الخذلان مؤلم والاجبار على الفراق شئ مرهق لكن احيانا لا يبقى للقرب معنى خاصتا إذا سقطت الاقنعه .
خيبه الامل فى قطعه من لحمك ودمك كالسقوط فى بحر هائج غير مسموح فيه بالموت أو الحياة.
اتخذ "فايز"قراره لقد سئم برود دمائه واعلنها صريحه:
- اللى قولته مش هيتغير انا ماليش ابن إسمه عماد ولا ليه حاجه عندي .
انتهى أمر "عماد" لقد استطاع "فايز"أن يجتثه من أعماق قلبه وانتصر على عاطفته بحكمته فلن يفسد عائلته لاجل فرد مستهتر .
اتصل "حسين"بأخيه ليخبره بهذا القرار الذي تحير كثيرا كيف يخبره إياه لكن كان حتما عليه أن يخبره وفور سماعه
انفعل "عماد"وقفز من مجلسه فى تلك الشقه الخاصه بأحد معارفه :
-ايه بتقول ايه ؟ابويا اتبري منى؟
واذداد جنونا وهو يصرخ:
-يعنى ايه بسهولة كدا اتخلى عني ،يأخد تعبى وشقايا يديهم لزيد ...
قاطعه" حسين" محاولا تهدئته:
- يا عماد اهدي هو زيد لوحده اللى هنا انت نسيت ان ليك ولدين هنا
اعترض بصوت مرتفع وجن جنونه:
- وحياة امي ما هخلى عيالي تحت رحمة الكلب زيد حتى لو فيها موتي إن ما رجعته زى ما كان كلب فى المزرعه ما ابقاش انا .
انفعل "حسين" من تهديداته وعلى صوته هو الآخر قائلا:
- براحه يا اخى مش كدا انا مقدر الموقف بس كلامك دا هيورطك اكتر ومش هيحل حاجه انا مش هسيبك وهساعدك من وراها .
لم يرضي "عماد" بهذا بعدما كان تحت يده المال والسلطة واقترب من الترشح فى المجلس هدم الحلم تماما
لاحظ تلك المرأة التى تنظر بتفحص والتى يبدوا سمعت كل شئ انهى محادثته حتى يحفظ الباقى من هيبته امامها قائلا :
-هكلمك بعدين يا حسين سلام
اغلق هاتفه ووضعه جواره ،اذدراء ريقه وساد صمت بينهم لكن نظرات الاذدراء التى بعين الفتاه كانت تحدث ضجيج داخل نفس عماد جعلته يندفع وهو يسألها :
-فى ايه بتبـصيلى كـدا لـيـه؟
لم يعجب الفتاة نبرة صوته العاليه وهتفت هى الأخري محتده :
-لا بقولك ايه انا مش فاتحها جمعيه خيريه انت تشوفلك حته تانيه انا مش ناقصه قرف
هب من مجلسه وصاح بانفعال :
-يعنى اي قرف؟ انتى هتغلطى فى اسيادك ولا ايه
امسك بذراعها ينوي لويها لكنها دفعته بقوة عنها وهدرت بوقاحه وهى تشهق :
-اسياد مين يا ابو اسياد دا انا بصرف عليك بقالك شهرين مرمى عندى واكل شارب نايم ببلاش
جائته صدمة اخري من تجرأها عليه بالحديث تلك التي كانت تخشي أن يتغير مزاجه من قبل ،زعق بها ليردعها:
- ما انا يا ما دفعت ....
قاطعته بمنتهى الجرئه:
- خدت بفلوسك وانا مش هصرف عليك
زادته غضب فوق غضبه فهم بضربها وهو يصيح:
- تصرفي على مين يا بنت××××××× انا عماد الواصل اوزنك فلوس يا بنت×××××
صرخت الفتاه وتملصت من يده وخلعت عنها نعلها وقفزت عليه لتضربه بقوة على رأسه ووجهه وهى تنهمر عليه بسيل من الألفاظ النابيه وتوبخه :
-بتضربنى انا يا ×××الرجالة يا ××××× لو رجعت ولاقيتك هنا هعرفك اصلك كويس يا ابن ×××××××
ابتعدت عنه وقد تركت له ندبه طوليه على جبهته بأثر حذائها .
كاد يجن واذداد انفعال دار حول نفسه فى حيره ماذا يفعل لقد تجرد من كل شئ عائلته ،كرامته،احترامه الذي كان سابقا يتعامل به الآن وبعد سخط والده عليه يضرب بالنعال ومن من إمراة ساقطه فى السابق كانت تلعق حذائه.
ضاع كل شئ فما بقي له شئ يستند عليه كالساقط من طائره فى الهواء حتما سيقع وسيموووت بل لن تجد له أشلاء .
"عماد"
جلس على اقرب كرسي وجده يلتقط انفاسه بسرعه ويلتفت حوله لا يعرف ماذا يفعل واين يتجه بعدما
نبذه الكل كالوباء أيركع لأبيه ويخضع لسلطة زيد ،
زيد اللعنه التى حلت على حياته ومن قبله أبيه "نادر"
لن يتركه أبدا هانئ كما كان سبباً فى طرده من جنته
والسعى المستمر لخراب حياته،رفع هاتفه من امامه وضغط زر الاتصال ثم رفعه على اذنه منتظرا إجابته اخر شخص من الممكن ان يلجأ إليه الشخص الوحيد الذي يمكن يساعده فى العودة الذى يعرف انه لا يرد طلب ل "زيد "
سمع صوته الاجش والخالى من العواطف يسأل ببرود:
- ايوا
تحدث "عماد " بعصبيه :
-اسمع يا زيد دى آخر فرصه ليك انك تعيش لو ما اقنعتش
جدك يرجعنى القصر تانى يا إما يدينى نصيبى اعيش بيه
هخلى حياتك جحيم ومش هتتهنى ساعه وانا على وش الدنيا هكون كابوسك لآخر يوم في عمرك .
على الجانب الآخر كان يستمع زيد ببرود ودون تأثر ما عاد يعنيه أن يعيش أو يموت فقد يأس من تلك التهديدات التى عاشها بالفعل فليس هناك أبشع مما فعله .
استمر "عماد"بالحديث بانفعال :
-هسود عيشتك انا ومن بعدى الطوفان وإن كان.....
قاطعه بحده و تصاعدت نبرته بالتدريج :
-عـمـي اسمع اسمع أعلى ما فى خيلك اركبوا انا مش بتهدد وانت عارف قد ايه انا ميت والموت والحياة عندى سواسيه اعمل اللى تعمله بس رجوع تانى لحياتى وانت على نفس حالك دا على جثتى ولو ما اتغيرتش اعتبر نفسك حكايه وخلصت خلاص.
اغلق هاتفه وترك ناره تأكله زاغ بصره وهو يصر على أسنانه وبدي كالمجنون يكسر فى المكان ويصرخ بجنون
صارخا بإسمه من بين أسنانه مغطاظا :
- زيــــــد زيـــــــد
ضل الطريق واستمر فى ضلاله لقد اعطاه الله وأبيه أكثر من فرصه للتوبه والعدول عن طريق الضلال والعوده الى طريق الحق لكن كانت نفسه كفيلة لتهلكه،الكبرياء كان أول خطأ إبليس وظل الناس حتى الآن تتبعه وكان هو احد أتباعه تكبر على سيادة اخيه فقتله ثم إبن أخيه وشرع فى قتله مرتان احدهما أصابت زوجته .
تحدث لنفسه بأعين لامعه وهو يسحق كلماته أسفل أسنانه:
- بقى كدا يا زيد هقتلك والله لاقتلك
توقف قليلا وقد لمعت برأسه فكرة شيطانيه أخري جعلته يرتخى ويهدأ من نفسه ثم عاد يسترسل بدهاء:
- لاء انا هرجعك تانى لحالتك القديمه واكسر نفسك وأخليك لا طايل الحياة ولا الموت .
"فى القصر "
سأل فايز "زيد" الذى لتو دخل القصر
- اتصل بيك ؟!
حرك رأسه بالايجاب وهو يجيب:
- ايوا
اشمئز وجه فايز وسأله من جديد:
- قالك ايه ؟
اليأس كان عنوان إجابته قبل أن ينطق بها:
- بيهددنى يا إما اقنعك ترجعه يا تديلوا نصيبه يا إما هيسوى الهوايل
وكز" فايز "الارض بعصاه بعصبيه، وهتف:
- كنت عارف انك اول حد هيجري عليه بس حتى بعد ماهددته ما فيش منه رجاا
رفع رأسه دون اكتراث وهتف امرا :
-خلى بالك على نفسك وزود الحراسه على الباب والمعرض
ابتسم "زيد "معجبا وسأله:
- خايف عليا ؟
سكت" فايز "قليلا ثم حرك رأسه بتعب وهو يجيب :
-خايف العاطب يفسد الصالح وإن ما كنتش اخاف علي عيلتى هخاف على مين اديك شايف خسرنا لحد دلوقتي قد ايه..مش عايز أخسر أكتر.
اقترب منه "زيد"وامسك بيده وقبلها بعمق الفترة التى مر بها جده لم تكن سهله والمشاعر التى مر بها كانت صعبه على شيخ عاش عمرا يبنى فى عائلته فرد فرد لكن فى النهاية إكتشف أنه ليس هناك اساس من الأصل.
هتف ليطمئنه:
-ما تقلقش يا جدو ،اصلا ما عهوش تمن المواصلات اللى تجيبه هنا .
نظر فى ساعة يده ثم قال بتعجل:
-انا هطلع بقى لاحسن زمان صبا على نار عشان مقابلة الضيوف
سمح له جده وتركه يصعد اليها كل شئ يحتمل التأجيل حتى تتم صبا اعمال الخير التى أضافت لإسم العائلة سيط و هيبه .
"بغرفة صبا "
كانت تقف امام المرآه وهى تعدل من حجابها وتضع بعض المساحيق التجملية على وجهها وتهتف بتذمر :
- يا زيد انت فين اتاخر اوى
-اهو زيد حضر أومري يا ستي
لقد تربص لها يتابعها من بعيد وعندما نادت بإسمه لم يستطع التجاهل .
التفت فور سماع صوته واتجهت صوبه تحادثه بتلهف وسرعه:
- اتاخرت كدا لى انا قولت انك نسيتنى .
تلقفها بين ذراعيه وابتسامته تملئ وجه ثم طبع قبلة على احدى وجنتيها بعمق وتبعها بـ:
-ما أقدرش أنساكي أبدا يا شمسي
أطفأ نار غضبها بكلمه وأنساها لما كانت بالاصل غاضبه بات تريد أن تقف كل الساعات وتسرق الزمن بأكمله لحسابها .
حدثته بلين وهى تقف بين يديه وتعبث بأزرار قميصه:
- يعني أنا هفضل شمسك ومش هيجي يوم كدا ولا كدا تقلب عليا وتنساني
كان مستمتعا بالنظر إليها وهى تحدثه بهذه الرقه التى تخفي خلفها غيره متأججه من فكره نسيانها اجاب وابتسامته تملي فمه :
- بتعرفي إنك حلوة بس غبيه
تحولت ملامحها للعبوس وتصلبت نظرتها إليه،فهدئها مضيفا:
-غبيه فاكره نفسك بسهولة تتنسي أنا أنسي روحي أنسى نفسي أنسي إسمي ولا أنساكي إنتى الخطيرة ما تنسيش.
عادت إبتسامتها فرحا بما قال ولكنها عنفته قائله:
-بس ما تقولش غبيه
هتف ساخرا :
-عمال أقولك إنتي حبيبتى وشمسي ويارتنى عرفتك من زمان تيجى انتى عشان شوية تاخير صغيرين تقولى أنساكى .
نظرت له بتحدى وحركت رأسها لتناطحه بالقول :
- انا عارفه بس لازم بين كل فتره والتانيه اختبر مشاعرك
عشان ما تصديش .
رفع احد حاجبيه متعجباً وهتف :
- يا شيخه قولتيلى ،اي الجمدان دا والله ما كنت أعرف
امسك بطرف ذقنها وحدق مليا بوجهها ثم أردف بطريقه ملتويه :
-طيب ما تيجى أختبر مشاعرك إنتى كمان وتقوليلي أنا أتنسي بعد قد إيه؟
إحمرت وجنتيها واختفت كل شقاوتها هى مهما كانت خطيرة فهو الأخطر اخفضت عينها عنه بخجل وتمتمت
بصوت منخفض للغاية:
- انت عايز عمرين على عمرى ...
مال براسه مستمعا وقال:
-اي بتقولى ايه ؟
ابتعدت عنه وعادت للمرآه وهى تقول بارتباك:
-هنتاخر يا زيد الناس زمانها جايه مش حلو نخليهم يستنونا اخاف يضايقوا .
تبعها ليقف خلفها دقق النظر اليها عبر المرآه وهتف بإبتسامة:
-ما تخافيش طول ما أنا فى ضهرك أنا هفضل سندك وضلك والكتف اللى عمروا ما هيميل
حاوط خصرها بيده واردف :
- ليكى وللى جاي
استدارت برأسها لتنظر اليه قائلة بأعين يملأها الإمتنان:
-ربنا يخليك لينا يا عمري ونفضل سواء لآخر يوم فى عمرنا .
وضع قبلة رقيقه على جبينها الحقيقة أنه كان يختار بعنايه كل قبلة يضعها فى مكانها المناسب وبعد اى جملة لقد كان همه الأوحد أن يتفنن فى إسعادها بشتى الطرق.
نزلا عبر الدرج يمسك بيدها ارتدت هى فستان مطرز من اعلى لأسفل باللون الاخضر الداكن وتركت التطريز يضيي ويظهر الفخامة والتميز حجابها كان يطابق اللون لكن بدرجه خفيفه وضعت على وجهها ما يجعلها مضيئه ويخفى شحوب السهر فى الأيام الخاليه ،والى جوارها زيد
يرتدى بدلة سوداء اسفلها قميص أبيض مفتوح قليلا من منطقة الصدر شعره مصفف بعنايه ورائحه العطر الذكيه تفوح منه كالنجوم كانت طالتهم على الحضور كالسحر الكل كان ينظر لهم في تأمل والاعجاب ينزلق من اعينهم دون أن يتفوه به ساد الصمت بعدما كانت اصوات الثرثره تملئ المكان وفجأة أصبح وكأنهما وضع عليهم بقعه من الضوء .
مال زيد الى جانبه وهتف بصوت منخفض متعمدا أن لا يلفت نظر الحضور الناظرين اليهم اكثر من هذا:
-قال وانا اللى بقول إنتى اللى غبيه والله إني أنا اللى غبي
"صبا"كان يملكها ارتباك شديد تنظر اليهم برهبه لأول مرة تجتمع بحشد كهذا وتكون قائد لكل هذه النساء التى تود المشاركه فى الأعمال الخيرية ،ردت على مضض:
-لي بتقول على نفسك كدا؟
اجاب بعصبيه طفيفه من بين اسنانه:
- ازاى أخليكى تنزلي وانتى بالحلاوة دى
ضمت شفاها لتمتع نفسها من الضحك وهتفت لتناشده معاونتها على تخطي الموقف برمته:
-زيد بالله عليك ما تحرجنى انا اصلا هموت من التوتر
تشبث بيدها وهتف بنبره قويه رغم خفوتها:
-شدي ضهرك أوعك تميلي وأنا فى ضهرك.
حديثه كان بمثابة مسمار قوى ثبتها بالارض نزلت وهى تنفض كل خوف وارتباك وبدأت تسلم على الجميع برحابه
تمتلي بالثقه وتفيض بالهيبه وحسن الحضور .
وجدت من السيدات الفضليات كل الود والترحيب رغم انها أصغر منهم الكل شجع فكرتها وهم بمساعدتها فى اعمال الخير التى تسعي إليها .
بدأ الحديث فى حضور زيد قبل تناول الطعام من احد السيدات:
- احنا مبسوطين كتير انك فكرتي فينا عشان نشارك معاكي الثواب
ابتسمت صبا لها وهتفت برضاء:
- اكيد لما يكون فى عمل خيري لازم نشارك كلنا وحتى ان مافيش فا دي فرصة حلوة انى اتعرف على حضراتكم قد اي مبسوطه بشوفتكم
عاينتها احدهم بإعجاب وهتفت موجه الحديث لزيد :
-والله عرفت تنقي ماشاء الله ادب وذوق وجمال وكمان ذكاء
أومئ زيد برأسه وابتسم لها فهى ذكرت شي ضئيل مما يدعوه لعشق هذه المرأة.
دعتهم "صبا" نحو طاولة الطعام قائله :
-اتفضلوا يا جماعه
تحركت النساء صوب الطاوله وهم زيد بالخروج وهو يقول لصبا:
-اسيبك انا بقى عشان اشوف ورايا ايه ؟
امسكت بذراعه وسألته بقلق:
-انت هتسيبنى تانى
اجاب مستنكرا قلقها المستمر :
- فى اي ياصبا مالك ؟الناس بتحبك والمجال مفتوح قدامك مافيش حاجه تخوف كلميهم عن مشاريعك اللى بدأتيها واللى ناويه تعمليها والميزانية اللى محتاجاها
والحاجات اللى مصدعنا بيها .
خايفه من ايه ؟
امتعض وجهها وهتفت متشنجه:
-وانت فاكرنى خايفه اتكلم انا خايفه من أمك يا زيد ،دلوقتى تخرج وتحرجنى
حاول زيد التخفيف عنها مرددا :
-امك ،لدرجادى خدتى عليا.
هتفت مزمجره بخفوت:
-زيد
تحدث مسرعا حتى ينهى وقوفهم الذي طال ويوقف نظراتهم المصوبه عليهم بفضول شديد:
- ما تقلقيش جدو فى البيت ،انا عندى شغل متلتل ما تنسيش ان معرض القاهره كمان يومين .
ضغط على يدها بقوة ثم تركها ورحل استدارت هى ورسمت ابتسامه واسعه على فاها وتحركت نحوهم لتتناول معهم الطعام.
اتت "ونيسه"تتطلع بوجه الحضور تعرفهم كلهم فهى تربت وعاشت معهم سلم الحضور عليها بحراره وبدأت فى محاولة اسقاط "صبا"من عرشها
عندما هتفت احداهم قائله:
-مرات ابنك جميلة يا ونيسه ربنا يبارك فيها ويقومها بالسلامة وتملي عليك البيت احفاد .
ردت" ونيسه " باشمئزاز:
- كفايا عليا منها نسخه واحده .
حاولت "صبا" الحفاظ على ابتسامتها وردت بضحكه على تلك المرأة السائلة والتى اندهشت من رد ونيسة:
- ما تقوليش كدا حماتى بتغير عليا ومش عايزه غيرى
نظرت لونيسه نظره ثاقبه وأردفت :
-انما من زيد اعتقد مش هتقول لأ دا زيد الغالي .
سكت" ونيسه "لكن نظراتها تحمل الكثير من الالغاز المحيره للحضور ،عرفت صبا كيف تضع لها حد قبل ان تبدأ بتوبيخها ومهما بلغت من الحقد لتهدم هذا المجلس لن تغلب دهاء "صبا "فى التماسك والاجابه الدبلوماسية على كل ما تقول .
عادت" ونيسه "تسأل وهى تتناول الطعام معهم :
-يعنى خلاص هتحطوا اديكم فى ايد صبا وهتحطوا فلوسكم معاها عشان تعمل اعمال خيرية
فردت احد السيدات :
- طبعا صبا اهل لثقه وكفايا انها فى ضمان الحاج فايز
نظرت صبا الى ونيسه حتى لا تزيد حرفا على ما تقول،لكن ونيسه لم تردع بهذا وردت :
- والله الحاج فايز من غير ما يضمن، صبا بتعرف تأثر على اي حد
غطت" صبا "على حديثها بضحكه اخري وربت على كتفها لتقول :
- البركه فيكى طبعا طول ما انتى فى ضهري الحياة هتبقى احسن
كلما حاولت احراجها احرجتها كلما زرعت شكوك فى نفوس الحاضرين حول صبا إقتلاعتها ،فاض بها وهى ترمي جملة بضيق:
- عموما صبا مسافره مع زيد عشان حفلة الافتتاح بتاعة
المعرض ادعو ما تعجبهاش العيشه هناك وما ترجعش هنا تاني....
قطعت حديثها صبا وهى تقول بدهشة:
-معقول يا ماما هو انا اقدر ابعد عنك دا انا بحبك
هممت السيدات وتحدثنا بإعجاب:
-بنت اصول والله
-يا ماشاء الله
-ارزقنى يارب بمرات ابن زيها
-ربنا يحرسهم
كادت ونيسه أن تموت قهرا من حديثهم ،نظرة صبا تجاهها شعرت وكأنها ستقطع النفس من تصرفاتها ودت لو تهرب بعيدا عنهم لكن تحملت وجلست رغما عنها فلن تظهر امام النساء بعد هذا العمر انها حماة سيئه .
عادت صبا تنظر امامه وأشارت للنساء مضيفه بابتسامه:
- ما تاكلوا يا جماعه .
تناول الجميع الطعام بانصياع لرغبتها لازلت لا تعرف حدودها اين كلما وضعت فى موقف خرجت منه رابحه
بدأت الآن تدرك حجم خطورتها التى يخشاه الجميع.......