
رواية أسير عينيها
الفصل السابع 7 والثامن 8 الجزء الرابع
بقلم دينا جمال
تقف في شرفة غرفتها الضخمة تطل مباشرة على الحديقة المضيئة ليلا بفعل تلك الأضواء التي تراقصت بتناغم لتعطي جو هادئ خلاب.
زفرت بضيق تبحث بعينيها عنه هنا وهناك، لتتسع بؤبؤ عينيها بسعادة ترتسم ابتسامة حالمة خلابة على شفتيها حينما رأته يدخل إلى الحفلة بطوله الفارع، جسده الرياضي الرشيق المتناسق، خصلات شعره السوداء الكثيفة، حلته السوداء لأول مرة تراه يرتدي ملابس كلاسيك رسمية، خرجت منها تنهيدة حالمة تنظر لقسمات وجهه عينيه السوداء، ملامحه الوسيمة الحادة قليلة، فاقت من شرودها على صوت مايا فهي الاخري تعرف بأمر معاذ ولكن على عكس سهيلة تراها قصة حب حالمة، صدح صوت مايا تشير إلى احد الشباب:.
- لينا مش دا معاذ اللي ورتيلي صورته.
اشارت اليه وكأن تلك الحالمة لم تراه وهل كانت تهيم بغيره، اتجهت ناحية غرفتها تنظر لانعاكسها في المراءة بابتسامة صغيرة خجولة لتتجه بخطي سريعة مهرولة إلى الحديقة وقفت للحظات تبحث عنه بلهفة ليهدر قلبها بعنف ما أن وقعت عينيها عليه يقف بعيدا في أحد الأركان البعيدة ممسكا بكأس عصير يستند بمرفقه على الطاولة جواره، اتجهت ناحيته تتحرك بخطي سريعة متلهفة، تنظر حولها بحذر تتمني الا يراها احد ما، من الجيد أن الجميع منشغل في الحفل، الجميع عداه هو، كان يبحث عنها بين الحضور إلى أن وقعت عينيه عليها تتحرك خطوات تحاول جعلها طبيعية حتى لا يشك أحد في امرها...
ضيق عينيه يرمقها بنظرات شك غاضبة خاصة حينما رأي نظراتها المصوبة تجاه ذلك الشاب انسحب بهدوء من وسط الجمع الصغير يمشي ناحيتها
وقفت لينا أمام معاذ تنظر له بسعادة تتراقص في مقلتيها ابتسامة واسعة لم تستطع إخفائها عن شفتيها حركت يديها تهتف بابتسامة واسعة:
-معاذ مبسوطة أنك جيت كنت فكراك مش هتيجي لما اتأخرت اوي كدة.
ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة على شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية:
- ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه
اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها على وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه، بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم، لا ينوي خيرا ابداا.
يقف في نهاية الحديقة جوار احدي الطاولات يستند بساعده الايسر على سطح الطاولة يحمل في يده كأس من العصير يرتشف منه على مضض نظر له باستخفاف ليغمفم ساخرا مع نفسه:
- اخرتها واقف زي الاهبل بشرب عصير...
تنهد يزفر بضجر يتذكر تحذيرات والده بأن أي شكوي ولو بسيطة أتت له عنه سيسحب منه سيارته وبطاقته البنكية وعضوية النادي، لذلك قرر أن يظل واقفا مكانه إلى أن ينتهي ذلك الحفل السخيف، يراقب الحضور بتهكم واضح من نظراته الساخرة الخاوية، قلب عينيه حينما رآها قادمة نحوه تفحصها بعينيه قصيرة قليلا تصل لقرب كتفه بذلك الكعب البسيط فستانها الأنيق، عقد جبينه يفكر لون فستانها أحمر كما يراه هو أم لون غريب من تلك الدرجات التي سمعها من قبل، أخبرته أحد الفتيات أنه « عنابي »، واخبرته اخري أنه احمر « عقيقي»، واخبرته ثالثه تتفاخر بفستانها الذي بالكاد يسترها أنه أحمر « فيروزي » وهو حقا لم يفهم ما علاقة الأحمر بمشروب الفيروز الذي يحبه، مال برأسه لليمين قليلا يتفصحها عن كثب جميلة عيناها، اللامعة بشرتها البيضاء كبشرة الاطفال، اتجه ببصره ناحية شفتيها ليجفل يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه:.
- إيه اللي إنت بتهببه دا يا زفت دي عيلة صغيرة في ثانوي
التفت إليها حينما سمعها تحادثه برقة فطرية ليست مصطنعة كما تعود دائما:
- إزيك يا عثمان
اجبر شفتيه على الابتسام التفت بجسده لها يمد يده يصافحها ببرود ظاهر:
- اهلا إزيك يا سارين، اخبار مذاكرتك ايه، شدي حيلك عايزيك تبقي اللي انتي عيزاه
ابتسمت خجلة تعيد خصلة ثائرة تمرد من شعرها خلف اذنيها من جديد لتسحب يدها من يده ببطئ تتمتم بخفوت:
- شكرا يا عثمان.
حمحمت بحرج لا تعرف ما تقول بينما هو لازال يرتشف من كأسه ينظر إلى جميع أنحاء الحفلة عداها هي، شعرت بالحرج من وقفتها هكذا لتقرر الرحيل، لتجده يمسك بيدها سريعا شخصت عينيها بذهول، خاصة سمعته يتحدث بمرح لم تعهده منه ابدا:
- ايه، ايه رايحة فين خليكي قاعدة معايا
اشار بيده إلى أحد الخدم الذين يتحركون هنا وهناك يحملون كأوس العصير، قام من مكانه يزيح لها أحد المقاعد يبتسم لها بجذابية سحرتها:
- اتفضلي اقعدي.
حركت رأسها إيجابا دون تفكير، لتجلس على المقعد برفق حرك بها المقعد للأمام، تناول من النادل كأس عصير فراولة يضعه امامه يغمغم بابتسامته الساحرة:
- الفراولة يا فراولة.
اتسعت عينيها بذهول لا تصدق أن عثمان يجلس أمامها يقول لها ذلك الكلام يعاملها بتلك الطريقة، عثمان التي طالما تمنت ولو نظرة واحدة منه يعاملها برقة، يجلس أمامها يتحدث يضحك، من الجيد أن والدتها منشغلة مع السيدات والا كانت أقامت الدنيا فوق رأسها، انفجرت دقاتها خجلا حينما مد يده يمسك بخصلة شعرها الثائرة يعديها خلف اذنيها يغمغم ضاحكا بمرح:
- انتي شعرك ناعم اوي كل شوية بيقع.
تجلس امامه كالبلهاء فقط تبتسم بخجل تستمع له لا تعلم، إن الصياد يعقد شباكه حول أخري وفقط يستخدمها كوسيلة، هي حقا لا تعني له شيئا، ولكن عند رحليها لمح تلك الفتاة ( ليلا ) تدخل إلي الحفل بصحبة والدها، بالطبع يجب أن يكون هنا، أرادها أن تعلم شباك الصياد لا تخلو من الفرائس، ابتسم بانتصار يضحك بصوت عالي يمزاح سارين حين رأي نظرات ليلا المشتعلة الموجهة إليهم، سيريها كيف تتحدي الصياد.
على صعيد أخر يمشي في أرجاء المكان استأذن منهم ليستكشف الحفل، لا ينكر أن المكان بالفعل نال إعجابه فخم، رائع، لمحت عينيه شابة صغيرة تقف عند المسبح بعيدا عن زحام الحضور، اقترب منها ليجدها تمسك بهاتفها تصيح فيه بضيق:
- ما تردي يا سارين، ماما بتدور عليكي بقالها ساعة، اووف
اجفلت تشهق بفزع حينما سمعت صوت عابث يهمس من خلفها:
- اهدي بس مين اللي عصب القمر.
التفتت له لتجد شاب طويل القامة بشكل سخيف بالنسبة لها، وسيم ذكرها ببطل مسلسل تركي كانت تشاهده مع أختها بالأمس، حاولت استعادة ثباتها لتحرك رأسها نفيا تعقد جبينها بحدة قائلة:
- وأنت مالك أنت، أنت مين اصلا
اشار إلى نفسه ببراءة ينظر لها بمرح، مط شفتيه يغمغم بزهو:
- أنا، حسام، صاحب العريس، قصدي صاحب زيدان، والقمر
ضيقيت عينيها تنظر له يغيظ وضعت يدها على خصرها تنظر له بغرور تهتف بزهو:.
- سارة السويسي، بنت أخو صاحب الحفلة
بلع حسام لعابه بتوتر ارتبك قليلا ليمد يده يغوص بها في خصلات شعره الكثيف ابتسم يحاول مدارة ارتباكه ليمد يده يود مصافحتها:
- يا ستي تشرفنا، أنا حسام مختار دكتور نسا
عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له بحنق ابتسم باصفرار تتمتم بامتعاض:
- سوري ما بتعرفش على حد غريب عن إذنك
مرت جواره ليخترق أنفه دون سابق إنذار، رائحة عطرها الهادئ، ابتسم بعبث مقررا مشاكستها:.
- انتي حاطة ريحة صابون سايل
شهقت بعنف تشتعل عينيها غضبا امسكت بأطراف فستانها تلتفت إليه جزت على أسنانها مغتاظة منه:
- صابون سايل يا بيئة دا tender..
نظرت له بتهكم لتكمل ساخرة:
- ابقي روح شوفلك دكتور لمناخيرك يا دكتور، عن إذنك
رحلت سريعا تمشي بخطوات سريعة غاضبة ليدس يديه في جيبي سروال حلته يبتسم باتساع:
- وماله.
يا بنتي اصحي، جوررري يا جورري..
هتف بها خالد يحاول إيقاظ تلك الصغيرة التي نامت على ذراعه ما أن حملها لينظر لأخته وزوجها هاتفا في تعجب:
- جري إيه يا ياسمين، ايه يا فارس انتوا ما بتنيموش البت دي ولا إيه
ضحكت ياسمين بخفوت لتقترب من أخيها تحاول ايقاظ طفلتها الصغيرة جوري البالغة من العمر عشرة أعوام، :.
- جوري، جوجو اصحي يا حبيبة ماما، ولا حياة لمن تنادي، أنا مش عارفة البت دي طالعة بتحب النوم كتير كدة لمين
نظر خالد لها باستجهان يرفع حاجبه الايسر بتهكم:
- اقول أنا لمين، ولا يلا ربنا حليم ستار، قوليلي الواد غيث هينزل امتي
تنهدت ياسمين بشوق تنظر لاخيها بابتسامة صغيرة:
- السنة دي آخر سنة كلها كام شهر ويخلص جمعته وينزل يقعد على طول معانا، وحشني اوي يا خالد
ضحك فارس بمرح ليقترب منها يطوق كتفيها بذراعه:.
- أهي كل يوم على الاسطوانة دي، غيث واحشني يا فارس، ما كانش لازم تسيبه يكمل تعليمه برة، أنت قلبك بقي حجر، وحاجة منتهي اني بقيت مصطفي أبو حجر جدا يعني
ضحك خالد بمرح يشارك أخته وزوجها في الحديث، لحظات ودخل محمد ومعه زوجته وابنهم فراس، ليشير خالد ناحيتهم يتمتم بابتسامة:
- محمد جه أهو ومعاه رانيا وفراس
اتسعت عينيه بذهول حينما هبت تلك الصغيرة النائمة بين ذراعيه، في لحظات وجدها تصحو تتحرك حولها تهتف بلهفة:.
- فراس فين فراس
اتسعت عينيها بسعادة لتتملص من بين يدي خالد تركض ناحية فراس تلوح له بسعادة:
- فراس هاي يا فراس
أصفر وجه فارس بذهول من الصدمة بينما ضحكت ياسمين بخفوت مما حدث، بصعوبة كبح خالد ضحكاته، اقترب خطوتين من فارس يربط على كتفه يهمس له:
- أنا من رأيي أنك تروح تطلب أيد فراس.
قالها لينفجر في الضحك، ضحكات عالية صاخبة لم يوفقها سوي صرخات لينا ابنته وصوت زيدان وهو يصيح في أحدهم، احتدت عينيه قلقا على ابنته ليركض اتجاه الصوت يبحث عنها بلهفة وفزع.
ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة على شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية:
- ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه.
اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها على وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه، بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم، لا ينوي خيرا ابداا هو صحيح لم يستطع سماع ما يقولون، ولكن رؤيتها وهي تقف تنظر لذلك الشاب بتلك السعادة أجتت نيران غيرته، تنظر له بعشق يعرفه جيدا، فهو دائما ما ينظر لها بتلك النظرات وهي حقا لا تهتم، اندفع ناحيتهم دون أن ينطق بكلمة كانت قبضته تعرف طريقها لفك معاذ الذي ترنح للخلف يمسك بفكه المتورم، صرخت لينا بفزع من هول الصدمة، بينما قبض زيدان على تلابيب ملابس زيدان يجذبه بعنف يصرخ فيه:.
- إنت مين وبتعمل إيه هنا، و ازاي تسمح لنفسك تمسك ايدها بالشكل دا
زيدااان، صدح صوت خالد كالرعد من خلفه ليرمي ذلك الفتي بنظرة حادة مشتعلة نفضه بعيدا عنه بعنف...
اقترب من الجمع ينظر للثلاثة ابنته التي ترتجف بعنف، زيدان يقف ينظر لذلك الشاب يكاد يحرقه بنظراته، ذلك الشاب رآه من قبل
التفت لزيدان يسأله بحدة:
- ايه اللي بيحصل هنا، في ايه يا زيدان.
اقترب معاذ منه يمد يده يصافحه باحترام: - دكتور معاذ يا أفندم أتمني حضرتك تكون فاكرني
Flash back
وقفت لينا جوار سهيلة مع دفعة جامعتها أمام مبني كبير لها لافتة صغيرة كُتب عليها المشرحة
اقتربت سهيلة من لينا تهمس بارتجاف:
- لينا ما تكلمي باباكي، خليه يكلم الدكتور زي ما بيعمل كل مرة، وما ندخلش المشرحة
شدت لينا على يد سهيلة تنظر لباب الغرفة المغلق تكاد تبكي من الخوف لتقترب من سهيلة تهمس بفزع:.
- بابا مسافر عنده اجتماع في الغردقة كلمته وموبايله مقفول، سهيلة أنا مش هقدر ادخل المكان دا
اجفلا معا على صوت المحاضر حين صدح صوته يهتف بحزم:
- إحنا دلوقتي هندخل على مشرحة الطلبة اللي ورايا دي ومش عايز اي اعتذارات يا دكاترة انتوا مش صغيرين، المفروض تكونوا اتعودتوا
أشار إلى الشاب الواقف جانبه يربط على كتف بهدوء:
- دكتور معاذ زميلكوا في سنة الامتياز هيساعدني النهاردة.
تقدم المحاضر برفقة معاذ إلى داخل غرفة المشرحة وخلفهم الطلاب
ما أن كشف الطبيب عن أحدي الجثث الراقدة على سرير حديدي سقطت لينا دون سابق إنذار فاقدة للوعي
اتسعت عيني المحاضر بفزع يكاد يلطم خديه من الخوف ليصيح بذعر:
- يا نهار مش فايت دي بنت خالد باشا السويسي لو حصلها حاجة أبوها هيطربقها على دماغنا كلنا
نظر إلى الواقف جانبه يصيح فيه بخوف:
- معاذ بسرعة اتصرف فوقها.
اندفع معاذ ناحيتها يحاول إفاقتها لم يجد بدأ سوي أنه حملها بين ذراعيه متجها بها إلى الخارج، إلى احد المدرجات الفارغة احضرت له سهيلة مقعد ليجلسها عليه بصعوبة إستطاع إعادتها لوعيها:
- يا آنسة، يا آنسة اا
نظر لسهيلة يسألها:
- هي اسمها ايه
نظرت له سهيلة بريبة لتنطق على مضض:
- لينا.
حرك رأسه ايجابا يعاود النظر إليها ليتنهد براحة حين رآها تحاول أن تفتح عينيها، حركت رأسها تأن بألم، ما إن فتحت عينيها وجدت ذلك الشاب الذي لا تعرفه يجثو على ركبتيه أمامها اتسعت عينيها ذعرا ما ان رأتها لتلتصق بالكرسي تنظر له بفزع:
- أنت مين، وعايز مني ايه، ابعد عني ابعد عني
اتسعت عيني معاذ بذهول من تصرفها ليرفع كفيه باستسلام، يهتف سريعا يحاول طمأنتها:
- اهدي، اهدي يا آنسة، مالك.
ربطت سهيلة على كتف لينا، لتمسك بيدها تحاول طمأنتها تهتف برفق:
- اهدي يا لينا، ما تخافيش، دا دكتور معاذ هو اللي فوقك لما اغمي عليكي
نظرت لمعاذ تعتذر له بابتسامة صفراء مجاملة:
- معلش يا دكتور أصل لينا ما بتحبش تتكلم مع حد غريب
التفت معاذ للينا يبتسم بجاذبية مد يده يسمك كف يدها يصافحها بحرارة يهتف في مرح:.
- خلاص يا ستي اعتبريني مش غريب ونتعرف انا معاذ، وانتي لينا، انا في سنة الامتياز وانتي أصغر بسنة، أنا شاب حليوة وانتي بنوتة زي القمر
اتسعت عينيها في ذهول من كلام ذلك الغريب، رغما عنها وجدت نفسها تضحك خجلة من كلامه، لم تشعر بالخوف منه مع أنها حقا لا تعرفه، نظرت له بذهول حينما بدأ يغني بصوت نشاذ مزعج:
- ضحكت يعني قلبها مال وخلاص افرق بينا اتشال.
اتسعت ابتسامتها تشعر باحمرار غريب يغزو وجنتيها، لتجده يمد كف يده يهتف بحنو ّ
- هاتي ايدك اساعدك تقومي، انتي محتاجة تروحي تستريحي
بتردد ظاهر وضعت يدها داخل كف يده ليقبض على كفها برفق يجذبها لتقف تستند على كف يده إلى الخارج، لتنظر له سهيلة بغيظ اقترب تمسك بيد لينا الاخري ابتسمت لمعاذ باصفرار، ما إن خرجا اشارت لينا لعدة سيارات احتلت ساحة الجامعة تنظر لمعاذ بتشفي:
- لينا مش دول حرس باباكي.
اتسعت عيني لينا بذهول تفكر بدهشة كيف جاء والدها بتلك الدهشة وقفت سيارة والدها ليخرج منها سريعا متجها ناحيتها نزعها من بين يديي معاذ وسهيلة يحتضن وجهها بيت كفيه يسألها بقلق:
- مالك يا حبيبتي الدكتوى بتاعك اتصل بيا وقالي أنك تعبتي، انتي كويسة
قطبت جبينها تنظر له بتعجب لتسأله بدهشة:
- بابا مش حضرتك كنت مسافر
ابتسم يربط على وجهها برفق:
- جيت النهاردة الصبح من الغردقة، المهم انتي كويسة ايه اللي حصل.
احتدت عينيه ينظر لحرسه المسؤولين عن حراستها بحدة:
- والبهايم اللي أنا رزاعهم هنا واقفين يتفرجوا، حسابكوا معايا بعدين
امسكت لينا بيديه تبتسم بهدوء:
- ما فيش يا بابي أنا بس خوفت من الجثث فاغمي عليا
اشارت لذلك الشاب الواقف بالقرب منهم تهمس في خجل:
- دكتور معاذ ساعدني هو اللي فوقني
توجه خالد بنظره إلى معاذ يتفحصه بنظراته، لم يعجبه ذلك الشاب يبدو من هيئته أنه شاب لعوب يعرف كيف يغوي البنات.
اقترب منه يمد يده ليصافحه قائلا في هدوء:
- خالد السويسي، انا متشكر جدا يا دكتور معاذ على مساعدتك لبنتي
ابتسم معاذ بحرج ليمد يده سريعا يصافحه يقول سريعا بأدب: العفو يا افندم دا واجبي
حرك خالد رأسه إيجابا يبتسم باقتضاب ليعود إلى ابنته حاوط كتفه بذراعه يحثها على التحرك ليمسك بيده الأخري يد سهيلة متجها بهم إلي السيارة:
- يلا يا بنات عشان اروحكوا.
اتجهت مع والدها إلى السيارة تنظر له خلسة تبتسم بخجل سعيدة دقات غريبة تقتحم قلبها دون سابق إنذار وتلك كانت فقط شرارة البداية
Back
حرك خالد رأسه إيجابا حين تذكر ذلك الشاب، ليمد يده يصافحه:
- آه افتكرتك مش أنت الدكتور اللي ساعد لينا لما اغمي عليها
حرك معاذ رأسه إيجابا يشجع نفسه ليكمل اخذ نفسا عميقا، يقول بهدوء:.
- بالظبط يا افندم الدكتورة حبت تشكرني فعزمتني على حفلة عيد ميلادها، لما دخلت جت الدكتورة تسلم عليا لقيت الاستاذ دا جاي يضربني
احتفظ خالد بكف معاذ في يده لينظر لزيدان يسأله بحزم:
- ليه؟
نظر زيدان لمعاذ بحدة يود لو يختلي به لينزع قلبه من مكانه صاح بحدة غاضبا:
- البيه كان بيتسهتن وبيبوس ايدها.
نظر خالد لمعاذ يبتسم ابتسامة صفراء متوعدة لتنكمش ملامح معاذ بألم يشعر بأصابعه تكاد تسحق في قبضة ذلك الرجل بينما هتف خالد بهدوء تام:
- دكتور معاذ مساعدتك لبنتي في موقف ما تدكش الحق أن تبوس ايدها ماشي يا دكتور
جز معاذ على أسنانه بعنف يمنه آهاته المتألمة من الخروج، ليحرك رأسه إيجابا سريعا ترك خالد يد معاذ ليحرك الأخير أصابع يده برفق يتأكد أنها لم تُكسر، نظر لخالد يبتسم متالما ليهتف سريعا:.
- خالد باشا أنا كنت عايز افاتح حضرتك في موضوع مهم
وجه خالد له نظرة سريعة ليتجه ناحية ابنته أمسك بكف يدها، يده الاخري امسك بيد زيدان التفت لمعاذ برأسه يبتسم باقتضاب:
- بعد الحفلة يا دكتور
اتجه بصحبه ابنته وزيدان إلى بقعة فارغة في منتصف الحفلة، ليحضر له العامل الميكروفون الاسود الصغير، حمحم بصوته الخشن ليسود الصمت يلتفت له الجميع
ليبدأ كلامه قائلا:.
- مساء الخير يا جماعة، أحب اشكركوا على وجودكوا معانا النهاردة تشركونا فرحتنا زي كل سنة، بس السنة دي الفرحة مضاعفة، مش بس بنتي كبرت سنة وخلاص قربت تتخرج وتبقي أحلي دكتورة في الدنيا، زيدان طلب مني ايد لينا، وطبعا بعد ما خدت رأيها، قررت اعملهالها مفاجأة وأعمل خطوبتها في نفس يوم عيد ميلادها.
كانت سعيدة في البداية من كلام والدها ابتسامتها البريئة تزداد اتساعا مع كلامه قلبها يرقص فرحا، إلي أن وصل إلي الجزء الخاص بزيدان تجمدت ابتسامتها على شفتيها لتشخص عينيها في ذعر كل ما تفكر فيه أن والدها يمزح بالطبع يمزح تعرف والدها يحب ان يشاكسها
طرقع خالد بأصبعيه فوقعت الستار السوداء عن تلك المنطقة المغلقة ليظهر خلفها مجلس العروسين او ما يعرف «بالكوشة » ذات تصميم رائع يخطف الأنفاس.
شهقت ذعرا حينما سمعت جملة ابيها التي وجهها إلى زيدان:
- يلا يا عريس خد عروستك واقعد في الكوشة
ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا بتلهف اقترب منها خطوة واحدة لتعود هي للخلف تنظر لهم بصدمة تحرك رأسها نفيا لتبدأ بالصراخ دون سابق إنذار:
- لا، لا، لا
اندفعت لينا ناحية ابنتها لترتمي الأخيرة بين ذراعيها تجهش في البكاء، ضمتها بين ذراعيها متجهه بها إلي الداخل تحت أنظار الجميع المتعجبة، المصدومة مما حدث.
وقف قاسم متجها إلى خالد ينظر له بحدة نظرات تقول « قولت لك من البداية »
اتجه خالد إلى داخل المنزل
اتجهت لينا مع صغيرتها إلى غرفة الأخيرة، اجلستها برفق على الفراش لتتعلق الصغيرة بأحضانها ترتجف بعنف تشهق في بكاء عنيف، لينا تحاول تهدئتها ولو قليلا لتسمع صوت ابنتها تهمس بارتجاف:
- بابا زيدان، بابا، لا لا لا.
بات جسدها يرتعش بشدة محاولات لينا لتهدئتها لم تفلح بالمرة، ابعدتها عنها سريعا تلتقط علبة المهدئ الخاص بالصغيرة، اعطته قرصا لتأخذه الفتاة سريعا بلهفة تود في تلك اللحظة فقط ان تهرب من واقعها إلى النوم اخفت جسدها داخل احضان والدتها تتشبث بها إلى بدأت تشعر بخمول حاد يسري في أوردتها لم تقاوم فقط استسلمت، لم تعد تشعر بشئ.
نظرت لينا لها بألم لتمدد جسدها برفق على الفراش نظرت لها بحنو تمسد على شعرها برفق لن تسمح بأن يحدث لابنتها ما جري لها، اجفلت على صوت الباب وهو يفتح دخل خالد إلى الغرفة غاضبا يصيح بحدة:
- عاجبك اللي بنتك عملته تحت دا
وقفت لينا تنظر له بحدة تصيح بشراسة أم خائفة:
-بنتي ما غلطتش، هي مش عيزاها وأنت اللي مصر تجبرها على أكتر بتكرهه وبتخاف منه، لا يا خالد أنا مش هسمحلك تضيع بنتي زئ ما ضيعت اللي قلبها.
نطقتها دون وعي من شده خوفها وذعرها على ابنتها، أدركت بعد فوات الأوان انها نطقت بما لا يجب، حين رأت نظرة انكسار وحرقة ألم احتلت مقلتيه، تغضنت ملامحه ألما ليخرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة واحدة
وضعت يدها على فمها تضغط على شفتيها بعنف تنهر نفسها بقوة:
- ايه اللي أنا قولته دا بس، غبية يا لينا.
نظرت لابنتها بحزن لتربط على رأسها برفق قبلت جبينها تدثرها بالغطاء جيدا لتخرج من الغرفة تلحق به تحاول أن تصحح ما أفسدت
في الأسفل
اعتذر للجميع عما حدث قبل قليل ليبدء الحضور بالمغادرة واحدا تلوو الاخر إلى أن رحلوا جميعا، ليتجه هو إلى الداخل وقف أمام السلم يتنهد بحزن مقررا الصعود إليها.
ليطمئن عليها، اتجه إلى غرفتها رفع يده يدق الباب بخفة مرة اثنتين ثلاثة لا مجيب حرك مقبض ودخل ليجدها نائمة بهدوء ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه ينظر لقسمات وجهها البريئة تقدم ناحيتها ببطئ إلى ان وصل إلى فراشها جلس على ركبتيه بجانبها ممسكا كف يدها يقبله برفق كأنه قطعه زجاج رقيقة، ابتسم بحب يتنهد بشوق فالوقت الوحيد الذي يستطيع أن يشبع عينيه منها حينما تكون نائمة ظل ينظر لها بحب ممتزج بحزن يتساءل داخل نفسه لما تكرهه كل ذلك الكره لما لا تبادله عشقه لها، لما لا يمكنه أن يحصل على السعادة منذ أن كان طفلا لما الحياة تكرهه لذلك الحد، هو على استعداد ان يفعل أي شيء مهما كان لأجل سعادتها ولكنها حتى لا تطيق النظر في وجهه مد يده يمسد على شعرها برفق.
ليسمعها تتمتم بنعومة وهي نائمة: معاذ، معاذ، معاذ ما تسبينش يا معاذ، معاذ
شخصت عينيه في صدمة، تحولت لغضب احمرت عينيه من شدة غضبه علت أنفاسه بحدة اقترب بوجهه منها حتى لفحت أنفاسه الحارة وجهها مد يده يمسد على وجهها برفق يهمس بشر متوعدا:
- صدقيني أنا لحد دلوقتي بحاول أقنع نفسي أن ما فيش حاجة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا، بس سهلة أنا كلفت واحد يجبلي قرار البيه، بكرة ولا بعده بالكتير وهعرف الحقيقة كاملة.
مد يده في جيبه ينزع من العلبة خاتم خطبتهما ليمسك كف يدها يلبسه إياها برفق، قبل كف يدها ليضعه جوارها بهدوء تركها متجها إلى أسفل، القي بجسده على أحد المقاعد يخفي
يمسح وجهه بعنف بكف يده، لتقع عينيه على ورقة صغيرة ملقاة بشكل ملفت جذب انتباهه، ليقم من مكانه التقط الورقة يفتحها لتشخص عينيه بفزع حينما رأي ما كتب
« باتت الصغيرة الآن بين ايدينا، عيد ميلاد سعيد للصغيرة ».
صرخ باسمها بفزع ليأخذ طريقه راكضا إلى أعلى. تبع
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن
اتجهت إلي غرفتهم تكاد تعض اناملها من الندم كيف ضغطت على وتره الحساس بتلك القسوة، تعرف أن جرحه على ما مضي لن ولم يندمل ابدا تنهدت تنهر نفسها بعنف مدت يدها تمسك مقبض الباب، فتحته ودخلت تبحث عنه بعينيها في كل مكان لتلمح طيفه يقف في شرفة غرفتهم، تقدمت ناحيته لتقف عند باب الشرفة لتراه يقف هناك قريبا منها بعيدا بذلك الحاجز الذي بنته هي بكلماتها الغبية، ينظر للحديقة بخواء نظرات فارغة لا روح فيها ظاهريا، تري دموعه التي يحاول سجنها بالقوة تقدمت إلى أن وقفت جواره نظرت للحظات للحديقة لتشاهد الناس يرحلون انتهت الليلة باسوء ما يكون، التفتت له تضع يدها على ذراعه لتهمس بخفوت:.
- خالد أنا آسفة، أنا حقيقي مش عارفة قولت كدة ازاي
لم يبدي اي رد فعل على ما قالت سوي انه اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر، اقترب منه لتزيحه قليلا اندثت بين احضانه وضعت رأسها على صدره تطوق ظهره بذراعيها تتوسله باكية:
- عشان خاطري سامحني أنا آسفة، أنا بجد مش عارفة أنا قولت كدة ازاي، أنت مالكش ذنب في اللي حصل زمان، أنا، أنا بس خايفة على لوليتا، فمش مجمعة ومش عارفة اركز في حاجة.
ظل على حالته صامت جامد لم يرفع حتى يده ليضمها كما يفعل دائما لترفع وجهها قليلا تنظر له لتشخص عينيها ذعرا حينما رأت فقط دمعات بسيطة تتساقط من جفنيه المغلقين، انتفض قلبها فزعا لترفع يديها سريعا تحاوط وجهه بكفيها تهتف بتلهف قلقة:
- خالد، خالد عشان خاطري أنا آسفة والله آسفة، طب اعمل اي حاجة بس ما تفضلش ساكت كدا، طب اضربني حتى أنا...
بترت جملتها تشهق بعنف حينما جذبها بقوة يعتصرها بين ذراعيه، انسابت دموعه ألما مما حدث ويحدث لابنتيه...
أطلق آها ذبيحة من بين طيات قلبه المعذب من الألم، بينما هي تقبض على ملابسه بقوة تتشبث بعناقه تهمس من بين شهقاتها:
- أنا آسفة والله آسفة
ابعدها عنه برفق حاوط وجهها بكفيها يمسح دموعها بإبهاميه، لتمد كفيها بأكملها تمسح بها وجهه تزيح دمعاته، ابتسم في مرح زائف يحاول أن يهدئ من التوتر السائد ليهتف:.
- انتي بتليفيني يا بنتي، ايديكي كلها في وشي
انخفضت برأسها لأسفل تضحك بخفوت لتشعر بيده تنبسط أسفل ذقنها برفق يرفع وجهها بتروي، التقت زرقتيها مع حبتي البندق اللامعة في عينيه، ابتسمت مطمأنة ما ان نظرت له لتسمعه يقول هامسا بخفوت:
- ما تقوليش كلمة اضربني دي تاني، مش لازم تفكريني يعني أن كنت إنسان معدوم الإنسانية.
حركت رأسها إيجابا دون كلام عينيها شاردة تفكر في ابنتها خائفة قلقة حائرة، لم تعرف ما تفعل فالقت نفسها في صدره تنهدت قلقة تهمس:
- لوليتا يا خالد، عشان خاطري بلاش زيدان لو بتحبها وبتحبني بلاش تفرضه عليها
رفع يديه يحاوطها بيده اليمني واليسري تربط على رأسها بحنو ليقول بهدوء حازم:.
- انتي عارفة ومتأكدة انكوا اغلي حاجة عندي في الدنيا، أنا ما اقدرش آمن عليها مع أي حد الوحيد إلى هبقي مطمن عليها وهي معاه هو زيدان، انتي عارفة لو كان جالها واحد أنا أثق أنه بيحبها عشان ذاتها وهي بتحبه ما كنتش اترددت لحظة إني اجوزهولها كل اللي بيجوا بيبقوا يا أما طمعانين في فلوسي، يا أما عايزين يناسبوا خالد باشا عشان يهسلهم شغلهم، انما زيدان لاء زيدان بيحب لينا عشان نفسها، أنا واثق أنه الوحيد اللي هيقدر يساعدها في علاجها.
رفعت وجهها عن صدره تبلع لعابها قلقا تهمس بتوتر ؛
- بس لينا ما بتحبوش يا خالد
ابتسم بهدوء يهتف برفق يحاول طمئنتها:
- يا حبيبتي الحكاية كلها في ايد زيدان هو إلى يقدر يخلي لوليتا تحبه وما تخافش منه بس هي تديله فرصة، والله الواد عايز فرصة بس، ايه يا لوليتا مستخسرة في الواد فرصة دا انتي اللي مرباياه.
اضطربت حدقتيها بقلق حائرة لا تعرف أتوافق ام لاء، كلمة خالد الأخيرة اثرت وبشدة على وتر احساسها بالامومة خاصة تجاه زيدان، تنهدت تزفر بحيرة تهز رأسها إيجابا:
- طيب ماشي اما نشوف
ابتسم بعبث يلاعب حاجبيه بمكر ليحاوط جسدها بذراعيه تشدق يهمس باستمتاع:
- بقولك ايه، فاكرة طريقة عمل البسبوسة ولا افكرك.
انهي كلامه بغمزة وقحة من طرف عينه اليسري، شخصت عينيها بذهول تقسم أنها ستصاب بالجنون من ذلك الرجل لم تكد تفتح فمها حتى تجده يسارع قائلا بمكر:
- افكرك، هفكرك.
اقترب منها لم تسنح له الفرصة لأن يقدم على أي فعل سمع صوت زيدان يصيح باسم لينا يبدو من صوته أنه خائفا فزعا، لينفض لينا من بين ذراعيه يركض لخارج الغرفة ليجد زيدان يهرول إلى غرقة ابنته، ركض خلفه وخلفهم لينا، دفع زيدان باب الغرفة بعنف عينيه متسعين بفزع تقدم للداخل بلهفة ليتجمد مكانه تنهد براحة ليقطب جبينه متعجبا، لينا أمامه تنام بهدوء كأنها طفلة صغيرة، إذا لما تلك الرسالة الغربية وما الهدف مما كُتب فيها، كيف أصبحت لينا بين أيديهم وها هي أمامه، اجفل على يد خالد تجذبه من ذراعه ليلتفت له صاح خالد في وجهه:.
- في ايه، ايه الفزع اللي إنت عملته دا
نظر ناحية لينا نظرة خاطفة ليعاود النظر لخاله، مد يده له بالورقة التي يقبض عليها...
ليأخذها خالد منه فتحها يقرأ ما كُتب عليها لتشتعل عينيه غضبا كور قبضة يده يشد عليها بعنف، اجفل على صوت أخيه يأتي من خلفه:
- في اي يا خالد
التفت ليجد حمزة وادهم ومايا الجميع يقف أمام الغرفة من الخارج ينظرون لما يحدث بقلق، اتجه إلى أخيه يربط على ذراعه:
- تعالا معايا يا حمزة.
التفت إلى لينا يحادثها:
- خليكي جنب لينا
لينظر حمزة إلى أدهم ومايا يحادثهم بحزم:
- خشوا ناموا يلا عندنا طيارة كمان كام ساعة
حرك أدهم رأسه إيجابا بصمت ليمسك بيد مايا يأخذها بعيدا عن الجمع، نزل حمزة اولا ليتبعه خالد وزيدان. كاد زيدان أن يتحرك لأسفل ليجد خالد يقبض على تلابيب ملابسه من الامام يهمس له بحدة غاضبة مشتعلة:.
- الدبلة اللي في ايد لينا طبعا أنت اللي لبستهالها، لو دخلت اوضة البنت تاني قبل ما تبقي على ذمتك انسي أنك تتجوزها يا زيدان، أنا مش اريل في البيت
قبض زيدان على يده بعنف يشد على قبضته بعنف يحاول أن يهدئ، ليحرك رأسه إيجابا، لفظه خالد بعنف حدجه بنظرة نارية ليتركه متجها إلى أسفل وزيدان يمشي خلفه يجز على أسنانه بقوة يقبض على يده بغل يهمس لنفسه:
- اهدي يا زيدان دا خالك اللي رباك.
اتجه ثلاثتهم إلى غرفة المراقبة المسؤولة عن الكاميرات المزروعة في أرجاء الفيلا، ليتولي حمزة عمله كمهندس في الإليكترونيات بارع في مجاله.
في الأعلي دخل إلى غرفته ليلقي بجسده على الفراش يعقد ذراعيه خلف رأسه وابتسامة صغيرة تزين شفتيه، يتذكر ما حدث قبل ساعات قليلة في الحفلة.
Flash back
كان يجلس على أحد الطاولات يشاهد ما يحدث بهدوء، عينيه تبحثان عنها هنا وهناك لتشخص عينيه بصدمة حينما رأي ما ترتدي او بمعني اصح ما لا ترتدي، طالعها بصمت للحظات عينيه تخترزانها ببطئ، تلك الصغيرة كبرت بشكل مؤلم لاعصابه، كور قبضته يشد عليها ليتجه ناحيتها يجذبها من بين الجمع الصغير التي تقف تضحك فيه بسعادة، متجها بها إلى ركب بعيد هادئ في الحديقة، نزعت يدها من يدها تنظر له بحنق لتهتف غاضبة:.
- في ايه يا أدهم حد يشد حد كدة، احرجتني وسط الناس
اشار بيده طوليا إلى فستانها للتوه عينيه للحظات مع جمالها الخلاب الذي يرسمه ذلك الفستان ببراعة بلع لعابه بتوتر ليحرك رأسه نفيا بحدة يحمحم بضيق يعنفها:
- ايه القرف اللي أنتي لابساه دا، دا مفتح من كل حتة، اتفضلي اطلعي غيريه حالا
عقدت ذراعيها امام صدرها تنظر له بتحدي ابتسمت باصفرار تهتف بحدة:.
- مش هغيره يا أدهم، الفستان دا جايباه من باريس مخصوص عشان البسه النهاردة، مش بالبساطة دي تقولي غيريه فروح مغيراه
ارتسمت ابتسامة شيطانية لا تمت للبراءة بصلة على شفتيه، لينزع سترة حلته يلبسها إياها رغما عنها، صحيح انها غطتها بالكامل حتى ركبتيها ولكن تبقي مشكلة قدميها العارية، صاحت بحدة تحاول خلع سترته ليلتفت لها يهتف متوعدا بشر:.
- قسما بالله يا مايا لو قلعتي الجاكت لهرميكي في البسين وابقي خلي الفستان ينفعك
أحمر وجهها بالكامل من الغضب ليمسك يدها يجذبها لأحد الطاولات اجلسها بالداخل ليجلس جوارها يغطيها بجسده العريض حتى لا تظهر ساقيها، اشار للحفل امامه ليعاود النظر اليها يبتسم بسماجة:
- لحد ما الحفلة تخلص والناس تمشي لا أنا ولا انتي هنتحرك من هنا، عشان تبقي تلبسي فستان عريان تاني.
جزت على اسنانها بغيظ تود لو تشوه وجهه الوسيم بأظافرها ليلتقط من أحد الخدم كأس عصير وقطعة كعكة يضعهم أمامها يبتسم لها بعشق لم تراه:
- كلي يا حبيبتي
قلبت عينيها تنظر له بغيظ لتغرز الشوكة بعنف في قطعة الكعك تتمني لو كانت رقبته مكان الكعكة
Back.
فاق من شروده يتنهد بحرارة مبتسما يتمتم مع نفسه بتلذذ:
- حبيبتي، حبيبة أدهم وقلبه وروحه
اختفت ابتسامته يتنهد بحسرة يهمس بلوعة:
- وأختي، يا ريتك ما اتبنتني ما كنتش اتعذبت العذاب دا كله، بعشق قدام الناس محرم
تنهد يحاول النوم ليهرب من عذاب قلبه وعقله ليسمع صوت دقات خافتة على باب الغرفة، قطب جبينه من الطارق في تلك الساعة قام يفتح الباب لتتسع عينيه قليلا بتعجب متسائلا بقلق:
- مايا في اي مالك انتي كويسة.
رفعت وجهها تنظر له بعبوس تحرك رأسها نفيا تهمس بارتباك:
- أدهم أنا عارفة أنك مضايق من حكاية بس أنا مش عارفة أنام هنا، وبابا تحت مع عمو خالد ممكن أنام جنبك
اتسعت عينيه في ذهول ليتنفض كمن لدغه عقرب يهتف سريعا بحدة:
- تنامي جنب مين، لاء طبعا انتي عبيطة مستحيل طبعا
نظرت له بحزن لترقرق الدموع في عينيها تهمس بنبرة باكية:
- ليه يا أدهم هو إحنا مش أخوات، أنت ليه بتبعدني عنك كدة.
كاد أن يصرخ فيها بأنهم ليس أخوه وبأنها الفتاة الوحيدة التي يعشقها قلبه، ولكنه لم يقدر ظل صامتا ينظر لها بألم وهي تقف أمامه تبكي بصمت، لتخرج لينا من غرفة ابنتها على صوت صياحه الغاضب. اقتربت منهم تسألهم بقلق:
- في ايه يا ولاد بتتخانقوا ليه، مايا انتي بتعيطي يا حبيبتي
اقتربت منها تأخذها بين ذراعيها لتتشبث مايا بها تبكي بحرقة، لتنظر لينا لأدهم بحدة تعاتبه:
- إنت زعقت لأختك يا أدهم صح.
أخفض رأسه يشد على يده بعنف يود لو يصيح فيهم جميعا بأنها ليست أخت له، تنهد بألم ليجد لينا تأخذ معايا معها إلى غرفة مايا تهمس لها بحنو:
- تعالي يا حبيبتي، ما تزعليش أدهم بيهزر معاكي، أنا هفضل معاكي لحد ما تنامي
دخل إلى غرفته يصدك قبضته بالباب بعنف يهمس بصوت خفيض غاضب:
- مش أختي، مش اختي.
جلست على فراشها في غرفتهم وحيدة، فهو عند قدومهم من الخارح أخذ ملابسه متجها إلى أحدي غرف الضيوف، ادمعت عينيها ألما وشوقا لتضم ركبتيها لصدرها تحاوطهم بذراعيها، وكلمات لينا تدوي في اذنيها، اجتمعا داخل الفيلا تشكو لها من معاملة عمر معاها ليكون ردها.
« يا تالا انتي وعمر غلطانين، عمر غلط لما رمي عليكي حمل تربية البنات لوحدك وانشغل مع شغله، وانتي غلطتي فإنك وافقتي تشيلي الحمل لوحدك ما شاركتيهوش معاكي، خلتيه في آخر اهتماتك يا تالا، كل اللي بقي قدامك البنات والبيت وبس، وبعدين انتي حتى مش مصاحبة البنات علاقتكوا رسمية لأبعد حد، ودا غلط المفروض تكوني أول صديقة ليهم، بس أنا شايفة العكس تماما، ما تغلطيش غلطتي يا تالا، أنا ولوليتا ما كناش أم وبنتها ابدا كنا اكتر من أصحاب، كانت بتحكيلي أي وكل حاجة، وللأسف لما سافرت وحصلتها الحادثة دي بعدت عني جامد كأنها بتعاقبني على بُعدي عنها، حاولت كتير أصلح اللي فات بس هي ما قبلتش دا، بس لما بعدت كان خالد موجود قرب منها، انما عمر بعيد عن البنات، ما تضطريش بناتك أنهم يدوروا على الأمان برة، صلحي علاقتك مع عمر وصلحوا انتوا الاتنين علاقتكوا مع البنات قبل ما تخسروهم يا تالا، ».
فاقت من شرودها لتحرك رأسها إيجابا قامت سريعا تبدل ملابسها لفستان بيتي رقيق تضع بعضا من عطرها الجذاب متجهه إلى غرفة نوم عمر تود مصالحته، فتحت الباب برفق لتجده يقف عند الشرفة يدخن احدي سجائره ويده الاخري تمسك بالهاتف يتحدث مع إحداهن يبدو سعيدا للغاية، سمعته يهمس بتلهف:
- الو، ايوة اهلا يا مدام ناردين
بكرة، آه آه ما فيش مانع
آه عارفه الساعة 3، تمام جدا
مع السلامة، مع الف سلامة.
أغلق الخط ينظر للهاتف بابتسامة صغيرة سعيدة، لتختفي ابتسامته حينما سمعها تهتف من خلفه بتهكم ساخرة:
- واضح أن مدام ناردين دي مهمة جداا عشان تكلمك في الوقت دا وانت ترد عليها باللهفة دي
التفت لها ينظر لها ببرود ليبتسم متهكما تجول عينيه على فستانها:
- حلو الفستان، وآه مدام ناردين عملية مهمة للشركة، واتفضلي بقي روحي نامي عشان أنا ماليش مزاج اتخانق بليل.
قالها ليتجه ناحية الفراش يلقي بجسده عليه يغلق اضاءة المصباح جواره لتجز على أسنانها بغيظ تنظر له بحنق خرجت متجهه إلى غرفتها تصفع بابها عليها توصده جيدا بالمفتاح
في غرفة سارة وسارين
اطمئنت سارة أن شقيقتها استغرقت في النوم، لتخرج هاتفه تتصل بذلك الرقم لحظات وسمعت صوته الدافئ التي بات يلازمها ليل نهار، بجملته المعهودة.
« احكي أنا سامعك »، لتبدأ دون أدني تردد تسرد له ما دار خلال يومها بالكامل حتى ما حدث بالحفل واصطدامها مع حسام
لتسمعه يهتف بنبرة حدة غاضبة:
- عارفة أنا لو كنت موجود معاكي كنت عرفت اللي اسمه حسام دا مقامه عشان يعرف يضايقك ازاي، بني آدم وقح قليل الادب
ابتسمت ابتسامة خفيفة صغيرة لتهمس له بامتنان:.
- حقيقي يا تامر أنا مش عارفة أشكرك ازاي كفاية أنك بتسمعني وبتحاول تخفف عني من غير ما تكون عايز مني اي حاجة
صمت للحظات لتسمعه يكمل بمرح أحبته:
- يا بنتي خلاص احنا بقينا أصحاب وما فيش شكر بين الأصحاب، صحيح شوفتي صورة البروفايل بتاعتي الجديدة.
ابتسمت تحرك رأسها إيجابا كأنه يراها تتذكر ملامحه الوسمية، طوله الفارع، عينيه الرمادية لحيته الخفيفة شعره الكثيف تلك الحلة الكلاسيكية السوداء التي كان يرتديها زادته وسامة تخطف الأنفاس، اجفلت على صوته يهمس بعبث:
- ايه يا سرسورة انتي نمتي ولا ايه ولا مكسوفة تقولي اني مز وقمر وحلو اوي واجنن قولي قولي ما تتكسفيش
ضحكت بخفوت خجلة من كلامه لتسمعه يكمل بتردد:.
- بصي أنا والله مش قصدي حاجة وحشة من اللي هطلبه لو مش عايزة خلاص، انا بس يعني عايز اشوف شكلك لو ينفع تبعتيلي صورة واحذفيها على طول أنا بس عايز اشوفك مش أكتر
بلعت لعابها بتوتر قلبها وعقلها يرفضان ما يقول لتسمعه يكمل بنبرته الهادئة المطمئنة:
- سارة أنا مش بضغط عليكي ولا بجبرك لو مش عايزة بلاش طبعا، أنا بس كنت فاكرك بتثقي فيا اكتر من كدة
حركت رأسها إيجابا سريعا تهمس بتلهف:
- أنا بثق فيك طبعا يا تامر...
لتهمس بارتباك:
- طب بص أنا هبعتلك صورة بس تحلف انك تمسحها على طول
هتف سريعا يطمئنها:
- والله همسحها او احذفيها انتي حتى من على الواتس وهي تتحذف من عندي
تنهدت تأخذ نفسا عميقا تسكت به صوت عقلها الثائر ودقات قلبها الخائفة:
- حاضر هقفل وابعتهالك واتس.
ودعها يوصيها بالعناية بنفسها جيدا، لتغلق معه الخط، بحثت بين صورها لتجد صورة لها تظهر فيها بوجهها فقط سمعت صوت حركة بجانبها لتظن ان سارين ستسيقظ ويفضح امرها لترتبك خائفة بدلا من ان ترسل تلك الصورة ارسلت صورة اخري ليها التقطتها سارين لها من قبل بملابس صيفية خفيفة، اتسعت عينيها بفزع تحذف الصورة سريعا
ليصلها رسالة منه:
- أنا ما لحقتش اشوفها حتى يا سارة.
تنهدت براحة تحمد الله في نفسها نظرت ناحية سارين لتجدها نائمة بعمق فقط عدلت نومتها العجيبة التي تنامها، امسكت هاتفها مرة أخري لترسل له الصورة المختارة، دقيقة واحدة وحذفتها
لتجده يرسل:
- بسم الله ما شاء الله عليكي انتي جميلة بجد، كويس انك حذفتيها انتي تتحسدي يا بنتي
ضحكت بصوت خفيض خجول لتستمر المحادثة بينهما إلى قبل طلوع الفجر بقليل.
في فيلا خالد السويسي
كاميرات المراقبة توقفت عن العمل فجاءة عدة دقائق ومن ثم عادت تعمل فلم تظهر من القي الورقة، كور خالد قبضة يده يصدم بها الحائط جواره بعنف يصيح غاضبا:
- يعني ايه الكاميرات وقفت، وقفت لوحدها يعني ما حدش يقدر الأوضة دي لأن ليها بصمة وبتشتغل ببصمة ايدي أنا بس
التفت حمزة لها يهتف بعملية:.
- ومين قالك أن حد دخل الأوضة، نظام المراقبة بتاع الفيلا اتهكر من هاكر محترف، وقف الكاميرات ورجع شغلها تاني، واللي أنا عملته دلوقتي اني آمنت نظام مراقبة الكاميرات ضد اي اختراق، بس مش هقدر اعرف مين دخل لأن الكاميرات اتقفلت خالص
مش سجلت حتى واتحذفت كنت اقدر ارجع التسجيل، دي اتقفلت خالص.
تهاوي خالد على المقعد أمام حمزة يخفي وجهه بين كفيه يكاد يجن ليعرف من يرسل تلك الرسائل، من أغلق كاميرات المراقبة، من يحاول اختطاف ابنته، من يسعي لقتله مئات الاسئلة تدور في عقله، رفع وجهه ينظر لزيدان قائلا في حزم:
- اطلع أنت أوضتك دلوقتي والصبح نشوف هنعمل ايه
حرك رأسه ايجابا مستسلما لما يجري ليخرج من الغرفة، قام حمزة من مكانه ليجذب مقعده يجلس جوار خالد يربط على كتفه برفق:.
- هون على نفسك يا خالد، الحمد لله البنت كويسة ما حصلهاش حاجة
وجه خالد نظرة للفراغ ينظر امامه بشرود لترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة متألمة:
- وأنت فاكر أنها فعلا كويسة، بنتي بتتعذب بتترعب من كل حاجة تقريبا بس اللي حصلها وأنا مش قادر اعملها حاجة، بس قسما بربي احط ايدي عليهم وهدفعهم التمن غالي اوي
التفتت بكرسيه ليصبح مواجها لأخيه يسأله:
- خلينا فيك إنت، أنت مش ناوي تتجوز بقي.
ضحك حمزة ساخرا يمرر يده في خصلات شعره البيضاء يهتف بتهكم:
- اتجوز ايه بشعري الابيض دا، خلاص يا خالد، بعد مايا مش ناوي اتجوز
تنهد بحرقة يهمس بألم:
- يا ريتها كانت سمعت كلامي أنا قولتلها مش عايز أطفال، اهي عاندت وماتت حتى من غير ما تشوف بنتها، يا ريتها كانت سمعت كلامي، مش كان زمانها عايشة
انهي كلامه ليسند رأسه على كتف اخيه يزفر متنهدا بألم ليربط خالد على رأسه يهمس بهدوء:.
- دي أعمار يا حمزة، لكل أجل كتاب وقت محدد، ودا عمرها وخلص لحد هنا..
ظل خالد مع اخيه حتى ودعه صباح اليوم التالي ليغادر حمزة عائدا إلى دبي، ليصعد إلى جسده يتهاوي على الفراش يريد فقط النوم ضم زوجته النائمة بين ذراعيه برفق ليستسلم لبئر النوم
لا يعرف كم مر من الوقت لكنه استيقظ غاضبا على صوت دقات هاتف، ليس هاتفه بالتأكيد فتح عينيه بصعوبة حينما شعر بحركة لينا بين ذراعيه ليجدها تمد يدها تلتقط هاتفها وضعته على اذنها تهمس ناعسة:
- ايوة يا مني، في إيه على الصبح.
اتسعت عينيها بفزع لتهتف سريعا بتلعثم:
- ايييه، طططب اقفلي أنا جاية حالا
انتفضت تهرول خارج الفراش متجهه سريعا إلى المرحاض، ليستقيم هو جالسا التقط هاتفها ينظر لذلك الرقم الذي اقلقها ليجد المكالمة الأخيرة واردة من المستشفى، لحظات وخرجت لينا تهرول في ارجاء الغرفة ترتدي ملابسها، حجابها تبحث عن حقيبتها ليرفع حاجبه الايسر بدهشة يسألها بتعجب:
- في ايه يا لينا بتلفي حوالين نفسك ليه كدة.
اتجهت لمراه الزينة تحاول لف حجابها بسرعة تهتف بارتباك:
- المستشفى لسه مكلمني، في حالة زايدة خطيرة، الزايدة ملتهبة والحالة خطيرة وعصام في مؤتمر طبي في لبنان، يعني لازم اجري حالا
التقطت حقيبتها تهرول لخارج الغرفة ليعترض طريقها هاتفا:
- طب استني هغير هدومي واوصلك
ابتسم بارتباك لتقبل خده تهتف سريعا:
- حبيبي معايا العربية والسواق والحرس وهاخد بالي من نفسي وهخلص على طول واجي، ما تقلقش انت، يلا سلام.
قالتها لتهرول لأسفل لتجد زيدان يجلس على أحد المقاعد يحتسي كوب من القهوة ليقطب جبينه متعجبا ما أن رآها يسألها:
- في ايه يا ماما انتي كويسة
هرولت للخارج تهتف على عجل:
- عندي عملية مهمة، افطر ما تقضيهاش قهوة، وهدومك الشغالين حطينها في الدولاب مغسولة ومكوية..
نطقت جملتها الأخيرة وهي تجلس في مكانها ليضحك زيدان برفق تود ان تفعل كل شئ في نفس اللحظة ودعها يوصيها بالانتباه لحالها.
ليدخل إلى المنزل من جديد يعاود احتساء قهوته
بدأت تلك الحسناء الصغيرة تتحرك بصعوبة في نومها تتأوه بألم تحاول فتح عينيها تشعر بألم شديد يكاد يفتك برأسها
فتحت عينيها بصعوبة لتصدم باضاءة الغرفة العالية، فاغلقتها سريعا بدأت برفق تحاول فتح جفنيها إلى نجحت في ذلك انتصفت جالسة لتتأوه بألم:
- آه يا دماغي
مدت يدها تمسد جبينها برفق لتقع
لوليتا بصوت متعب: بابي، بابي.
عينيها على ذلك القيد الذي التف بإحكام حول اصبعها شخصت عينيها بذعر، كيف وصل هذا لأصابعها، لا من المستحيل ان تربط حياتها به ابدا
اجفلت على صوت باب الغرفة يُفتح ليدخل والدها الذي ابتسم باتساع ما أن رآها اقترب منها يهتف برفق:
- حبيبة بابا صحيت اخيرا، ما رضتش اصحيكي قولت اسيبك تصحي براحتك
نقلت أنظارها بين والدها وذلك الخاتم في أصبعها تنظر للفراغ بفزع أقلق خالد لوح بيده امام عينيها يسألها بقلق:.
- مالك يا لينا انتي كويسة يا حبيبتي
وجهت عينيها له تنظر له بضياع لتنكمش ملامحها بألم تهمس باكية:
- إنت بتكرهني ليه، أنت عارف اني بكرهه مش بطيقه ليه مصر تفرضه على حياتي، ليه يا بابا ليه مصر تأذيني
نظر لها يبتسم بهدوء ليربط على وجنتها برفق قائلا برفق:
- بكرة هتعرفي إني ما بأذكيش ولا حاجة، هخلي فتحية تطلعلك بالفطار كلي كويس، عشان انتي امبارح نمتي من غير عشا.
مد يده في جيب سرواله ليخرج خاتم الماس رقيق البسه إياها فوق خاتم خطبتها من زيدان ليميل مقبلا رأسها:
- دا هدية عيد ميلادك كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي
تركها وخرج من الغرفة ليجد زيدان يدخل من باب الفيلا يحمل بين يديه تلك الدمية على شكل الدب ليضحك خالد ساخرا يهتف بتهكم:
- سوما العاشق يا ناس
ابتسم زيدان يآسا يتنهد بتعب يصيح بسأم:.
- يا سيدي أنا مستعد ابقي اكتر إنسان حساس في الكون بس بنتك تحبني بقي دا أنا قربت اعملها عمل عشان تحبني
ضحك خالد عاليا بصخب، ليقترب زيدان منه يهتف بتروي وهدوء:
- بص هما خمس دقايق هطلع اديها الدبدوب وانزل
كتف خالد ذراعيه أمام صدره ينظر له بتهكم:
- هتديها الدبدوب في خمس دقايق كتير
تجهم وجه زيدان بغيظ ليبتسم لخالد باصفرار يهتف بسماجة:
- حاضر هقف عند باب الأوضة ارموهولها في وشها واجري.
اتسعت ابتسامة زيدان حينما رأي الخادمة تحمل صينية الطعام متجهه لأعلي لينظر لخالد يبتسم ببراءة:
- هاخد فتحية معايا محرم، يلا يا فتحية
صعدت فتحية وخلفها زيدان ليسمع صوت خالد يصدح من خلفه بحدة:
- هما دقيقتين يا حيوان وهطلع اجيبك من قفاك
صعدت فتحية و زيدان إلى ان وصلوا الى غرفة لينا ليهمس زيدان لها بصوت خفيض:
- حطي الاكل واخرجي على طول.
دقت فتحية باب الغرفة دلفت تضع الطعام على الطاولة وخرجت دون ان تغلق الباب ليدخل زيدان بهدوء إلى الغرفة رآها تقف جوار شرفة غرفتها تتحدث مع أحدهم على الهاتف تبدو قلقة خائفة عن من تتحدث عنه:
- ايوة يعني انتي متأكدة أنه كويس وبخير، بجد يا سهيلة كويس، اوف حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا.
هو مين دا اللي كويس، هتف بها زيدان فجاءة ليصفر وجه لينا خوفا لتبتر جملتها التفتت خلفها سريعا لتجد زيدان يقف خلفها وتلك الدمية موضوعة على طاولة الطعام
بلعت لعابها بارتباك لتهمس سريعا بتلجلج:
- دا دا دا عمو عز الدين بابا سهيلة، اصله كان تعبان اوي إمبارح، فأنا كنت بسأل سهيلة عليه
لم يقنعه ردها تكذب بشكل واضح جدا ابتسم ساخرا يحرك رأسه ايجابا كأنه اقتنع بما تقول ليكمل بتهكم:.
- وكنتي بتحسبني على مين، على عمو عز الدين بردوا
ارتبكت تتصارع دقات قلبها خوفا لتبتسم بتوتر تهمس بارتباك:
- عععلي، الدكتور أصله هيعمل امتحان الاسبوع بكرة
ضحك زيدان ساخرا يردد ما قالت بتهكم:
- الاسبوع بكرة، ما فيش حاجة في الدنيا اسمها كدة بس ماشي
اقترب منها خطوتين لتعود هي للخلف تنظر له بذعر تكاد تبكي تهمس بفزع:.
- أنت لو قربت مني عشان تعمل فيا اللي كنت عايز تعمله قبل كدة أنا هصرخ وانادي على بابا وهو هيجي يقتلك
اقترب منها خطوة واحدة منع نفسه بصعوبة من اعتصارها بين ذراعيه فقط مد يده يزيح خصلاتها الثائرة التي اخفت صفحة وجهها يبتسم بألم حينما رآها تغمض عينيها ذعرا منه:.
- أنا عمري ما اذيتك يا بندقتي ولا عمري هأذيكي، انتي غنيمتي من الدنيا، أنا بس بتمني حاجة واحدة، إن ما يكنش في اي علاقة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا
ما إن نطق إسمه فتحت عينيها سريعا على اتساعهما تنظر له بذعر ليكمل هو متوعدا بشر:
- أنا ما اقدرش اذيكي، بس هقتله هو
وضعت يدها على فمها تكبح شهقتها المرتعبة، ليتجه ناحيو طاولة الطعام حملها بما عليها من طعام يضعها قريبا منها، ليزيح لها الكرسي يبتسم برفق:.
- اقعدي كلي
الخمس دقايق قلبوا ساعة ونص، زمجر بها خالد بحدة وهو يدخل إلى الغرفة ليجد ابنته تجلس على كرسيها تأكل بهدوء وزيدان يقف قريبا منها يشاهدها يبتسم بعشق، نظر لابنته يبتسم برفق موجها كلامه لزيدان:
- كويس انك خلتها تاكل
ابتسم زيدان بثقة يعدل من تلابيب ملابسه بزهو هاتفا في مرح:
- يا باشا ثق فيا
ابتسم خالد ساخرا يهتف بمرح:
- واثق يا اخويا واثق يلا احنا ننزل ونسيبها تفطر براحتها.
التفت لابنته يبتسم بهدوء يسألها باهتمام:
- لوليتا انتي كويسة يا حبيبتي، محتاجة حاجة
حركت رأسها نفيا دون كلام تحاول الا تصدم بنظراتها مع زيدان تكره نظراته الثاقبة تشعر بها تخترق روحها يكتشف حقيقتها دون أدني مجهود
خرج وزيدان وخالد متجهين إلى أسفل ليتلفت خالد له يسأله باهتمام:
- عملت ايه
تنهد زيدان بتعب يفرك جبينه يبتسم بسآم:
- ولا حاجة اقنعتها تقعد تاكل بالعافية.
حرك خالد رأسه إيجابا لينظر زيدان له يتحدث بحذر متروي:
- فكرت في اللي اقترحت على حضرتكوا، أنا عايزك بس قبل ما تاخد أي قرار لازم تبقي عارف أن مصلحتها هي رقم واحد عندي
حرك خالد رأسه ناحية زيدان يبتسم متهكما لعبة قديمة لعبها هو قبلا والاحمق يظن أنه سيقدر على خداعه بسهولة ادعي البراءة ببراعة يهمش بحيرة:
- عارف يا زيدان عارف.
تنهد بضيق كأنه لا يعرف ما العمل، لينظر للواقف امامه شاردا هو الآخر في الفراغ، اختطف نظرة سريعة لساعة يده مغمغا يغير مجري الحديث:
-احنا هنفضل هنا طول النهار يلا على الشغل
تثأب الآخر بكسل ليلقي بجسده على الأريكة خلفه مغمغا بنعاس:
- لا والله مكسل خليني انا وروح أنت
نظر له بتهكم يرفع حاجبه الأيسر باستهجان هاتفا بحنق:
- قوم يا حيوان، عايزني اسيبك مع البنت لوحدكوا.
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي زيدان يصور له خياله الكثير من المشاهد الحالمة ليتنهد في نفسه بحرارة هامسا بشرود:
- على فكرة بقي احنا مش لوحدنا، معانا الشيطان
احمرت عيني خالد غضبا ليقترب منه قابضا على تلابيب ملابسه جذبه بعنف ليقف أمامه زمجر بحدة ليث غاضب:
- بتقول ايه يا زفت...
دفعه امامه بعنف صائحا: قدامي يا حيوان.
اتجه زيدان ناحية الباب يتمتم بغيظ حانقا من موقف خالد التعسفي تجاهه وصل لباب القصر يفتحه قبل أن يغادر التفت لخالد يهتف بضيق
:
- الحق عليا كنت هخليك جدو
قالها ليفر هاربا بعدما لاحظ توحش قسمات وجه خالد بغضب وصوته يصدح خلفه كالرعد:
زيدان، خد هنا ياض
فر زيدان يستقل سيارته فارا بها من بطش خالد
ليخرج خالد خلفه متجها إلى سيارته هو الآخر، هتف في السائق بهدوء:
- اطلع على مستشفي الحياة.
في غرفة صغيرة في شقة رايقة في حي راقي نوعا ما يجلس أمام الحاسوب المحمول الخاص به يعمل بدقة وسرعة على تلك الصورة أمامه، فالحمقاء ظنت أنه لم يري حقا الصورة الأولي ولا الثانية لا تعلم أنه احتفظ بالاثنين، لا تعلم أيضا أنه من امهر مصممي الصور المركبة « الفوتوشوب»
نظر لكم الصور امامه بالإضافة إلى مقطعين من مقاطع الفيديو صنعهم فقط من صورتين، تنهد ينظر لشاشه حاسوبه متمتا بمكر:.
- دا أنا هكسب من وراكي دهب يا سرسورة
اود ان تعرفي ما مقدار حبي لكي لماذا لاتريدين معرفه حقيقتي ياليتني اضمگ بين ذراعي هاتين واشكو لكي ما قد فعلت بي الحياه، انتِ الشمس التي اتكأت عليها بعد الظلام. لماذا لا تحبيني كمقدار عشقي لكي بل ادماني لگي اريدك ان تكوني عوضي.
لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا