رواية أسير عينيها الفصل التاسع 9 والعاشر 10 الجزء الرابع بقلم دينا جمال


رواية أسير عينيها

الفصل التاسع 9 والعاشر 10 الجزء الرابع

بقلم دينا جمال


تهاوت على كرسيها تلتقط أنفاسها بصعوبة لا تصدق أن تلك العملية الجراحية مرت على خير، بالكاد استطاعت إنقاذ حياة المريض في آخر لحظات، استندت بمرفقيها على سطح المكتب تخفي وجهها بين كفيها تفكر في ابنتها وما حل بها طفلتها المسكينة التي تعاني الأمرين من صغرها، اجفلت على صوت دقات على باب غرفة مكتبها لتسمح للطارق بالدخول، دخل أحد الأطباء الكبار المسؤول عن تعيين الاطباء حديثي التخرج بعد موافقتها بالطبع...


تقدم الطبيب ناحية مكتبها يمسك في يده ملف طبي لأحد الاطباء ليقول مبتسما بهدوء:

- صباح الخير يا دكتور

ردت له الابتسامة تؤمي برأسها بهدوء:

- صباح النور يا دكتور هاني، ملف لدكتور جديد مش كدة

ضحك الطبيب بهدوء يحرك رأسه إيجابا ليمد يده لها بالملف الخاص بهذا الطبيب التقطته منه تقلب بين صفحاته وهاني يجلس أمامها يقول:.


- دكتور حسام مختار، دكتور أمراض نسا بعتلنا الملف بتاعه من حوالي شهر تقريبا، جمعت كل المعلومات وشهادته الطبية وحقيقي دكتور ممتاز ووجوده معانا مكسب لينا

حركت رأسها إيجابا تصدق على كلام هاني جميع الشهادات المرفقة بملفه تخبر بافتخار عن مدي براعة صاحبها وتفوقه، وصلت للورقة الخاصة بتعيينه لتلتقط قلمها الخاص خطت توقيعها المميز موافقة منها على انضمامه إليهم.


أبتسم هاني بهدوء يلتقط منها الملف لتهتف لينا بحبور:

- مبروك علينا يا دكتور...

قام هاني يلتقط منها الملف ليصافحه قبل أن يغادر قائلا:

- هبعته لحضرتك لأنه عايز يسلم على حضرتك

ابتسمت تحرك رأسها إيجابا.


في سيارة زيدان التقط هاتفه يطلب رقم محدد فتح مكبر الصوت يضع الهاتف على مقدمة السيارة امامه لحظات وسمع صوت الطرف الآخر يهمس بارتجاف:

-زززيدان باشا والله أنا شغال على الموضوع يا باشا، بس

قاطعه زيدان يهمس متوعدا:

- بس هي فيها بس

ارتجفت نبرة الرجل ذعرا يهمس بارتباك:

- أنا قصدي يعني أن خالد باشا لو عرف اني بدور على معلومات عن بنته...

قاطعه زيدان يزمجر غاضبا يصيح فيه بعنف تعتصر يداه مقود السيارة:.


- مالكش دعوة بخالد باشا، انت فاهم يا ساهر، تعرفلي مين الزفت اللي اسمه معاذ دا والأهم ليه علاقة بلينا بنت خالد باشا ولا لاء

هتف ساهر بتلهف سريعا:

- تمام يا باشا 48 ساعة بالكتير وادق التفاصيل تبقي عند سيادتك

تنهد زيدان يزفر بضجر ليتمتم بضجر:

- أما نشوف اخرتها..


انهي المكالمة ليغلق الخط عينيه مرتكزة على الطريق أمامه بداخله نيران تستعر نيران شك وغضب وخوف، خائف من أن يكون قلبها لغيره خائف عليها من أن لا يستطع أن يملك زمام غضبه، خائف من أن يؤديها.


أدار مقود سيارته ليأخذ طريقه إلى عمله، بينما اتجهت سيارة خالد إلى مستشفي الحياة وقف امام المستشفى لينزل من السيارة يلحقه حرسه اشار لهم أن ينتظروه خارجا ليأخذ طريقه متجها إلى غرفة لينا يسمع تهامس الفتيات من حوله فيما بينهم ليضحك بخفوت ساخرا لازالوا يتغزلون به كأنه شاب في الثلاثينات من عمره.


في داخل مكتب لينا يجلس حسام على الكرسي المقابل لها متأنقا بقميص أسود وبنطال من خامة الجينز الاسود، يتحدث مع لينا يعبر لها عن مدي سعادته بقبوله للعمل معهم في مستشفي الحياة

بسطت لينا راحة كفها الايسر أسفل خدها تنظر للجالس أمامها بتعمن لتهتف بتعجب:

- إنت عارف أنت شبهه بشكل غريب والله حاجة غريبة

قطب حسام ما بين حاجبيه يسألها:

- شبه مين.


فتحت فمها تود أن تخبره لينتفح باب الغرفة ويظهر خالد يبتسم لها، هب حسام واقفا ما أن رآه يصافحه بحرارة ما أن رآه:

- خالد باشا اهلا وسهلا يا باشا

مد يده يصافحه بهدوء ابتسم يحرك رأسه إيجابا ليتجه إلى المقعد الآخر يجلس عليه إشارت لينا لحسام تبتسم بهدوء قائلة:

- دكتور حسام هيشتغل معانا في المستشفى من النهاردة، في قسم النسا والتوليد

أبتسم خالد بهدوء ينظر لحسام قائلا:

- بالتوفيق ان شاء الله.


اتسعت ابتسامة حسام المتحمسة ليحمحم بحرج مقررا الانسحاب ليفسح لهم بعض الخصوصية:

- متشكر جدا يا افندم استأذن أنا بقي عشان اروح اشوف شغلي عن اذنكوا

استأذن بأدب ليتركهم ويغادر مغلقا الباب خلفه، لينظر خالد لها يسألها بقلق:

- عملتي ايه في العملية بتاعت الصبح

قامت من مكانها متجهه ناحيته لتجلس على الكرسي المقابل له تتنهد براحة:

- الحمد لله عدت على خير لحقنا المريض على آخر لحظة.


مد يده يمسك بكف يدها يقبله برفق تلاقت عينيه بعينيها ليبتسم يهمس بامتنان:

- ايديكي دي كنز يا أما انقذتي بيها حياة ناس، سامحيني إني في يوم منعتك عن شغلك

اتسعت ابتسامتها تنظر له بسعادة لا تجد ما تقوله من فرط سعادتها لتهمس اخيرا بعشق:

- بحبك، بحبك اكتر من حياتي انتي روحي اللي ما اقدرش اعيش من غيرها

ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه قرص وجنتها برفق يغمغم بمرح:

- وبتقولي أنا اللي بقول كلام حلو، ها خلصتي.


حركت رأسها إيجابا تغمغم بابتسامة صغيرة:

- آه انا كنت همشي اصلا

التقط كف يدها ليجذبها لتقف معه قائلا: - خلاص تعالي اوصلك وبعدين أبقي ارجع شغلي

لم تتحرك بقيت واقفة تنظر له بلعت لعابها تهمس بارتباك:

- لا يا خالد أنا لما ببقي معاك ما بترضاش تخلي السواق يسوق وهيبقي تعب عليك وأنت اصلا من زمان بتتعب من السواقة أنا هروح مع السواق بتاعي.


اعطاها نظرة باردة دون معني ليشد على كف يدها متجها معها إلى سيارته، اشار للسائق ليفهم اشارته متجها إلى سيارة الحرس، فتح لها باب السيارة لتجلس ليستقل المقعد جوارها ينطلق إلى وجهته..


صمتت للحظات تنظر له بطرف عينيها يبدو متجهما غاضبا امسكت الاقراص المدمجة الموجودة في السيارة تبحث بينهم عن تلك الاغنية تعرف أنها ستصالحه بها ابتسمت بخبث ما أن رأته لتضعها في المشغل الخاص به لحظات ودوي صوت الموسيقي يصدح في السيارة تليها كلمات الاغنية

شو واثق بحالو وشو قلبو قوي

وقلبي من جمالو دايب مستوي

كانت

صارت

كانت كانت

صارت

شو واثق بحالو وشو قلبو قوي

وقلبي من جمالو دايب مستوي.


وشو واثق في حالو وشو قلبو قوي

وقلبي من جمالو دايب مستوي

كانت قصة إعجاب

صارت حب وعذاب

تاري شيخ الشباب حبّو بيكوي كوي

صدحت ضحكاته العالية وهي تنظر له بحالمية ليمد يده يضعها خلف رأسها جذبها يقبل جبينها برفق يتمتم بحب:

- بحبك

مالت تضع رأسها على صدره وهو يقود تهمس بخجل:

- وأنا بعشقك

رفعت وجهها تنظر له تسبل عينيها تسأله بقلق:

- تفتكر هيجي يوم ولوليتا تحب زيدان زيي أنا وأنت كدة.


حرك رأسه نفيا نظر لها يبتسم بمكر هامسا في خبث:

- تؤ محدش هيعرف يحب زيينا أحنا الأساس والاصل والباقي تلاميذ في الفصل

صدحت ضحكاتها تملئ السيارة لتهتف من بين ضحكاتها:

- يخربيت دماغك مش هتتغير أبدا.


اوقف سيارته امام النادي، لينزل منها مصطحبا إياها للداخل، ليلمح على مدي بصره عثمان ابن على يجلس على أحدي الطاولات بصحبة أحدي الفتيات ليزفر بحنق ذلك الفتي سيطيح بسمعة عائلتهم، اتجه معها إلى أحد الطاولات، طلب لها عصيرها المفضل وكوب من القهوة له، التفت لها يقول بهدوء:

- في حاجة مهمة عايز أخد رأيك فيها

ابتسمت تحرك رأسه إيجابا ليتنهد بحيرة مكملا:.


- زيدان عرض عليا امبارح أنه يكتب كتابه على لينا عشان تبقاله مساحة حرية اكبر في التعامل مع لينا خصوصا برة البيت، أنا عارف ان هو بيصيع عليا وعايزها تبقي مراته، بس أنا لو عايز أطلقها منه مش هيقدر يقولي لاء، فأنتي ايه رأيك، خصوصا الصبح لينا اتعاملت مع زيدان عادي واقنعها تقعد تفطر فحسيت أنها خطوة كويسة.


ارتجفت حدقتيها بقلق حائرة لا تعرف صدقا لا تعرف كلام خالد منطقي وعقلاني جداا ولكن خوفها على ابنتها يمنعها من الموافقة، حركت رأسها نفيا تهمس بحيرة:

-مش عارفة يا خالد حقيقي مش عارفة كلامك منطقي جدا ودا المفروض يحصل بس لينا مش هتقتنع بيه

أمسك يدها برفق يشد عليها قائلا:

- دي بقي مهمتك حاولي تقنعيها انتي.


تنهدت تبتسم بتردد تحرك رأسها إيجابا قضيا بعض الوقت معا ليقررا الرحيل امسك يدها يقوم معاها من على الطاولة ليسمع صوت قادما من خلفه يهتف بنبرة هادئة تحمل قدر كبير من التهذيب:

- احم لو سمحت يا عمو

رفع حاجبه الايسر بدهشة وكلمة «عمو » تتردد داخل ذهنه، التفت خلفه ليجد شاب تقريبا في منتصف العشرينات طويل القامة ومع ذلك بدأ اقصر منه بمراحل نظر له خالد من اعلي يبتسم بتهكم:

- خير يا حبيبي.


اشار الفتي إلى الواقفة جواره يبتسم بحرج ليمد يده يصافح خالد لتتحول ابتسامته المتوترة لاخري واسعة يهتف بحماس:

- حضرتك أنا اسمي حيدر شاهين، 23 سنة خريج كلية تجارة وشغال مع والدي في شركته، أنا انتقلت النادي هنا جديد، وشوفت بنت حضرتك مرتين تلاتة مع حضرتك، وأنا بصراحة يعني معجب بيها، فكنت عايز من حضرتك ميعاد عشان اجي اتقدم أنا ووالدي.


شهقت لينا بعنف تنظر للفتي بحسرة، ليترك خالد يدها متجها ناحية ذلك الشاب يبتسم ابتسامة سوداء متوعدة، ليقبض على تلابيب ذلك الشاب بعنف يزمجر كليث غاضب:

- اسمع بقي يا روح قلب عمو، لو شوفتك في النادي دا تاني هعلقك على بابه، ولو عينيك جت على مراتي تاني هخلعهالك.


أصفر وجه الفتي فزعا زوجته تلك الصغيرة زوجة ذلك العجوز، حرك الفتي رأسه إيجابا سريعا ليلقيه خالد بعنف بعيدا عنهم، ما كاد يتحرك خطوتين حتى سمع ذلك الفتي يهتف بسخط:

- عجوز متصابي صحيح متجوز واحدة قد بنته

اتسعت ابتسامته الشرسة ليلتفت برأسه إلى الفتي ينظر لها بشراسة تلك النظرة الماكرة التي تكون في عيني الأسد قبل أن ينقض على فريسته، خلع سترة حلته يعطيها للينا تنهد يهمس باستمتاع:.


- هترجعوني لأيام الشقاوة تاني

اتجه ناحية الشاب يجعل منه كيس ملاكمة يفرغ غضبه فيه امسكه من تلابيب ملابسه بيده اليسري بينما ربط باليمني على وجهه بعنف يبتسم متوعدا بشر:

- لو شوفت خلقتك تاني في اي مكان هعلقك على بابه فاهمني يا زينة الشباب.


بلع الشاب لعابه بذعر يحرك رأسه إيجابا ليلفظه خالد بعنف بعيدا عنه ليسقط المسكين ارضا ينظر لاثر ذلك الرجل المفزع، بينما امسك خالد بيد لينا متجها بها إلى الخارج حيث توجد سيارته.


هاي يا عثمان، هتفت بها بدلال كأنه غير متعمد تلك الفتاة المدعوة ليلا لينظر لها عثمان بجانب عينيه ابتسم باصفراا يحيها بكلمات مقتبضبة باردة:

- هاي يا ليلي، لاء ليلا صح.


ابتسمت برقة تحرك المقعد المقابل له لتجلس أمامه ابتسم باقتضاب، داخله يزفر براحة من الجيد أن الحمقاء التي كان يجالسها رحلت قبل قليل، عاود النظر للجالسة امامه يحاول أن يبدو جادا في كلامه لتتوه عينيه للحظات في حسنها الخلاب شعرها الكستنائي الطويل عينيها السوداء الواسعة، نظراتها الناعسة الساحرة، شفتيها المكتنزة، بلع لعابه يحاول أن يركز، اخذ نفسا عميقا يزفره بحدة

نظر لها يبتسم ببرود قائلا:.


- خير يا آنسة ليلا في حاجة محتاجاها

فاجئته هو نسفه حينما اقتربت تمسك بكف يده بأصابعها نظر لها بدهشة لم يستطع إخفائها خاصة حين أكملت قائلة بتلهف:

- عثمان أنت ليه بتبعد عني

نزع يده من يدها ليعود للخلف إلى ظهر مقعده وضع قدما فوق اخري ينظر لها ببراءة ذئب ليغمغم بتهكم:

- أنا ببعد عنك، سوري يا ليلا بس أنا ما فيش بيني وبينك اي حاجة عشان تقوليلي انت بتبعد ولا بتقرب

ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة ليغمغم:.


- على حد ما افتكر مش أنا اللي بعدت ومشيت وكأني واقف مع هوا ولا يسوي

نظرت له بغيظ شديد لتنفجر صائحة بحدة:

- إنت عايز ايه يا عثمان هااا، أنا يا سيدي أنا حقيقي معجبة بعثمان الصياد وبكراش عليك من زمان، ارتحت كدة، بس ايه في الآخر هتتسلي شوية وترميني زي ما عملت مع نص بنات النادي، سوري يا عثمان أنا مش لعبة في ايدك زي اللي قبلي.


قالت جملتها الاخيرة لتجذب حقيبتها بعنف تغادر المكان بخطي سريعة غاضبة ليفر خلفها سريعا امسك كف يدها ودون أن يعطيها حتى فرصة للكلام جذبها خلفه إلى اسطبل الخيل المخصص للتدريبات والذي في الأغلب ما يكون فارغا لا يزدحم الا في وقت المسابقات.


ادخلها إلى حظيرة الخيل ليدفعها للحائط المجاور « للبلوك » الخاص بالحصان الخاص، نظرت له بشراسة تحاول دفعه بعيدا عنها أما هو فركز رماديته الساحرة على عينيها ينظر لها نظرة غريبة لم تستطع هي حتى فهمها فقط تاهت في سحر عينيه الخاص القاها في دوامة لم تستطع الخروج منها بإرداتها لن تريد أن تفعل، ليقول هو هامسا بشغف:

- تعرفي أنك اول واحدة اجيبها معايا المكان دا.


صدقا لو كان الحصان المجاور له حيوان ناطق لصرخهم فيهم بأنه كاذب مخادع، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تنظر له بتهكم لتقول:

- والكلام دا قولته لكام واحدة قبلي

انفرجت قسماته بمرح ليقطب جبينه كأنه يفكر ليقول بعبث:

- مش كتير يعني 15، 25، ما بعدش والله

ضيقت عينيها ترميه بنظرات غضب وغيط لتتحرك بعنف تود التحرر من بين ذراعيه تهتف حانقة:

- سيبني يا عثمان أنا غلطانة اصلا اني في يوم فكرت في واحد زيك..


سكتت عن الكلام وعن الحركة وتقريبا عن التنفس حينما اكمل هامسا بشغف:

- بس انتي اول واحدة هطلب ايدها للجواز، تتجوزيني يا ليلا

اتسعت حدقتيها على اتساعهما تسبل رموشها من الصدمة لتشير إلى نفسها تتمتم بذهول:

- إنت بتكلمني أنا؟!

ابتسم يجذبها بسحره الخاص ليحرك رأسه إيجابا مال جوار أحدي أذنيها يهمس بحب قائلا:.


- كنت مستنيكي من زمان، كنت مستني واحدة مش عايزة تبقي رقم من أرقام الصياد، كلهم كانوا بيبقوا عارفين انهم تسلية وبردوا بيكملوا انما انتي لاء يا ليلا، انتي مختلفة مميزة، سحرتيني من اول مرة شوفتك فيها، وافقي انتي بس وأنا هجيب اهلي ونيجي نتقدملك

حركت رأسها إيجابا سريعا ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها ليضمها بين ذراعيه بقوة اختفت ابتاسمته الحنونة لتحل أخري مكانها يهمس في نفسه متوعدا:.


- اهلا بيكي في شباك الصياد يا ليلا هانم

اما هي فكانت تبتسم بسعادة تتشبث بسترته بقوة لحظات وفتحت عينيها تنظر للفراغ بغيظ لتختفي ابتسامتها تهمس في نفسها بحقد:

- والله ووقعت في الفخ يا عثمان يا صياد.


في فيلا خالد السويسي، في غرفة لينا

تجلس خلف مكتبها تذاكر دروسها بشرود عقلها مشغول بما يحدث، لن تسمح لتلك الخطبة أن تستمر لن ترتبط به ابدا حتى لو ادي بها الأمر إلى الهروب، والأهم من ذلك معاذ تحاول الاتصال به منذ الصباح وهاتفه دائما مغلق، زفرت بحنق تلقي القلم من يدها لتشهق فزعة حين شعرت بأحدهم يضع يديها على عينيها وصوت مرح محبب تعرفه جيدا يقول مازحا:

- أنا مين.


ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيها لتقول بسماجة:

- جوجو الرخم، شيل ايدك ياض

ياض قالها باشمئزاز، ليرفع يديه من على عينيها التفتت له ليتركها متجها ناحية فراشها القي بجسده عليه ينظر لها يهتف ساخرا:

- الشكل من باريس، اللسان من بولاق، ياض يا بيئة

نظرت له بغيظ لتمسك دباسة الاوراق الخاصة بها تلقيها عليه بعنف ليتفادها بسهولة نظر لها يضحك بشر طفولي:

- ما جتش فيا يا فاشلة يا شريرة.


قامت من مكانها متجهه ناحيته اشهرت سبابتها أمام وجهه تصيح غاضبة:

- أنا شريرة يا بوجي مان أنت مش كفاية أنك ما جتش عيد ميلادي

قطب جبينه ينظر لذلك الخاتم الذي يحاوط إصبع يدها اليمني ليجذب يدها يجلسها جواره يسألها بترقب:

- سيبك من دا كله انتي اتخطبتي امتي ومن مين

تنهيدة حارة خرجت من بين طيات قلبها المثقل بالاحزان نظر له بألم لتهمس بحزن:

- هحكيلك كل حاجة.


بدأت تقص له كل ما حدث في حفلة الزفاف بالطبع دون أن تخبره الجزء الخاص بمعاذ

لترفع كف يدها تهمس بألم:

- بس الصبح بابا جه اداني الخاتم دا ولبسهولي فوق دبلة زيدان بيه كأنه بيقولي الدبلة ما تتقلعش بس أنا مستحيل ارتبط باللي اسمه زيدان دا

تنهد جاسر حزينا على حالها ليمد يده يربط على رأسها برفق هامسا:

- برغم كل اللي قولتيه بس أنا حقيقي نفسي تدي زيدان فرصة، حقيقي هو بيحبك بجد، فرصة واحدة مش هتخسري حاجة.


حركت رأسها نفيا بعنف، لتشعر به يحرك رأسها برفق ناحيته قطب جبينها يرمقها بنظرات ترقب حذرة ليهتف فجاءة:

- انتي في حد تاني في حياتك

للحظات شعرت أن قلبها توقف عن النبض اتسعت عينيها حتى كادت تخرج من مكانها لتحرك رأسها نفيا بعنف تهتف بانفعال:

- ايه اللي إنت بتقوله دا يا جاسر لاء طبعا ما فيش

كتف ذراعيه أمام صدره فقط يحدق فيها بشك دون ان ينطق بحرف لترفز بحنق تهتف بحدة:.


- إنت بتبصلي كدة ليه ما قولتلك ما فيش، خلينا فيك إنت، قولت لباباك على اللي انت عملته

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه تليها ضحكة طويلة مريرة متألمة هدأ ضحكاته قليلا ينظر لها بتهكم ليقول:

- اقوله ايه يا لينا.


سوري يا والدي أنا حققت حلمي اللي انت رافضه وفتحت مطعم السمك اللي كان نفسي فيه وبسافر اسكندرية اديره لاء ومش بس كدة أنا متجوز من وراك من واحدة عملت معاها علاقة زنا وطلعت عذراء فقررت أصلح غلطتي واتجوزها!

تنهدت لينا حزينة على حال أخيها لتربط على يده برفق تبتسم له تحاول تشجيعه فما كان منه الا أن أسند رأسه على كتفها يهمس متألما:.


- أنا تعبت يا لينا مش عارف اعمل إيه، كان هيحصل ايه يعني لو بابا وافق من الاول اني ادخل سياحة وفنادق أنا كان نفسي ابقي صاحب اكبر مطعم اكل بحري في مصر، لما قولتله كدة بعد ثانوية عامة فضل يتريق عليا ويقولي انا ابني يبقي طباخ وقدم ورقي في كلية هندسة الزراعة غصب عني

لم تعرف ما تقوله حالها ليس بأفضل حالا منه رفعت يدها تربط على رأسه برفق.


ايه دا جاسر إنت هنا، صدر ذلك الصوت من ناحية باب الغرفة ليرفع رأسه من على كتف لينا نظر ناحية الباب لتتسع ابتسامته تقدم ناحيتها يهتف بمرح:

- عمتي حبيبتي وحشتيني، مش اوي يعني بدل ما اتعلق هو عمي فين

صدحت ضحكات الفتاتين لتقترب لينا منه تقرص خده برفق:

- يا واد بطل لماضة عمك خالد في شغله وصلني ورجع.


عمتتتتتتييييي، صاح بها بشوق مضحك ليحتضنها بقوة رفعت يدها تضربه على كتفه برفق أشارت برأسها إلى أحد الاركان تبتسم بمكر:

- على فكرة احنا كدة يعتبر واقفين في الطرقة والكاميرا دي لقطتك يا حلو

اختفت ابتسامة ليصفر وجهه خوفا فك ذراعيه عنها ليعود للخلف ببطئ ينظر للكاميرا هاتفا بذعر:

- أنا ما حضنتهاش دا خيال مش أنا.


اتجه راكضا إلى غرفة لينا ناحية مكتبها تحديدا أمسك ورقة بيضاء وقلم يكتب عليهم سريعا جبينه يتفصد عرقا لتسأله « لينا » أخته بتعجب:

- بتكتب ايه يا ابني

رفع وجهه ينظر لها بذعر ليصيح بفزع:

- وصيتي يا أختي، ال25 جنية اللي في جيبي يتوزعوا بالعدل، بعد ما ابوكي يعمل مني شاورما

انفجرت لينا وابنتها في الضحك على منظر جاسر المضحك خاصة في حالة المفزوعة تلك لتتركهم لينا متجهه إلى أسفل:.


-أنا هروح أحضر العشا عشان خالد زمانه جاي

جلست جاسر ارضا يربع ساقيه يكاد يندب باكيا:

- طب أنا اروح احضر كفني، يا صغير على الموت يا جاسر، ياللي هتموت في عز شبابك يا جاسر، ابقوا وزوعوا على روحي كنافة بالمكسرات مش سادة بلاش بخل هتبخلوا عليا حتى وأنا ميت

ولينا تجلس على فراشها تكاد تبكي من فرط الضحك.


حل المساء سريعا، كانت لينا في الأسفل تساعد والدتها في إعداد طاولة العشاء وجاسر مستلقي كالقتيل نائما في غرفته، لحظات وسمعوا صوت المفتاح الخاص بخالد يفتح الباب لتسرع لينا ناحية الباب تستقبل والدها كالعادة.


تلك المرة استقبلها بابتسامة متعبة ليقبل جبينها يعطيها الحلوي التي تفضلها، ابتسمت بسعادة تقبل خده لحظات وظهر زيدان من خلفه وقفت جوار والدها تنظر له لأول مرة لم يعيرها انتباها لم ينظر حتى لها منظره مبعثر ازرار قميصه معظم مفتوحه يحمل سترة حلته بأحد ذراعيه ملقيا إياها على كتفه، لمحة خاطفة إلى وجهه وهو في طريقه لأعلي لتري ملامحه المتهجمة المجهدة، اجفلت على صوت والدتها تسأله بقلق:.


- زيدان مش هتاكل يا حبيبي

وجه رأسه ناحيتها يبتسم بشحوب ليحرك رأسه نفيا يهمس بانهاك:

- لا يا ماما مش جعان أنا بس محتاج أنام عن اذنكوا

قطبت لينا حاجبيها تنظر لها بقلق لتتجه ناحية زوجها تسأله:

في إيه يا خالد، زيدان ماله

تنهد بحزن ليمسح وجهه بكف يده يهمس:

- النهاردة ثانوية زيدان أبوه، أنا جبته بالعافية من قدام قبره، كان بيبكي زي الطفل مش عايز يمشي.


تجمعت الدموع في عيني « لينا جاسم » تنظر في اثره بشفقة لتهمس بحزن:

- يا حبيبي يا إبني، طب أنا هطلعله

ما كادت تتحرك خطوتين حتى شعرت بيد خالد تمسك بكف يدها نظرت له لتجده يحرك رأسه نفيا ليقول:

- سيبيه لوحده هو محتاج يبقي لوحده صدقيني

حركت رأسها إيجابا تنظر للسلم قلبها ينتفض خوفا على ولدها الصغير انسابت دموعها لتسمحهم سريعا بكفيها، نظرت لابنتها تحاول الابتسام:.


- لوليتا روحي يا حبيبتي صحي جاسر عشان نتعشا

حركت رأسها بالإيجاب لتأخذ طريقها لأعلي لا تعرف ولكنها حزينة تشعر بالحزن والشفقة عليه خاصة مع كلمات والدها.


زيدان يبكي! في حياتها كلها لم تره يذرف دمعه واحدة، تنهد بضيق تحاول الا تجعل الأمر يشغل بالها كثيرا، اقتربت من الممر الطويل الذي يعج بالغرف والدها جعل لكل فرد من العائلة غرفة خاصة به لا تعرف لما ولكنه كما يقول هو بات هو كبير العائلة ومن الطبيعي أن تتجمع العائلة كلها في بيته، اقتربت تتحرك شاردة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت بيد تجذبها ناحية أحدي الغرف بعنف لينغلق الباب خلفها! تبع 

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر


اقتربت من الممر الطويل الذي يعج بالغرف والدها جعل لكل فرد من العائلة غرفة خاصة به لا تعرف لما ولكنه كما يقول هو بات هو كبير العائلة ومن الطبيعي أن تتجمع العائلة كلها في بيته، اقتربت تتحرك شاردة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت بيد تجذبها ناحية أحدي الغرف بعنف لينغلق الباب خلفها بقوة، اتسعت عينيها هلعا دقات قلبها سريعة هادرة خائفة، بلعت لعابها تنظر له بذعر لا فرار جسدها محاصر بينه وبين الباب المغلق التي تستند عليه بجسدها، تبددت نظراتها الفزعة إلى أخري حزينة مشفقة تتطلع إلى قسمات وجهه المستنزفة، حزين كلمة قليلة عما تصرخ به عينيه كغريق يبحث عن طوق نجاة، اجفلت خوفا حين رفع يده ظنا منها أن يده ستمتد عليها كما فعل قديما، لكنها وجدت يشير لصدره يصدم موضع قلبه بقبضه يده يهمس بانهاك:.


- قلبي بيوجعني اوي يا لينا، سامحيني

قطبت جبينها متعجبة على ما تسامحه لتشهق فزعا حين جذبها إليه بقوة يلقي برأسه فوق كتفها الصغير يحاوطها بذراعيها تجمدت بين يديه تنظر أمامها فزعا لتسمعه يهمس في ألم:

- عارف أنك مش طيقاني واني بخون ثقة خالي

بس أنا بنهار يا لينا محتاج احس بيكي ارمي نفسي في حضنك.


نبرة صوته الذبيحة المتألمة ارجفت جسدها كان صاعقة ضربت جسدها بأكمله، أغمضت عينيها ليمر أمامها مشهد قديم كانت قد نسته او بمعني اصح تنساته حتى تكتمل حلقة كرهها له، تنصل عقلها من حلقة الكره التي لفته بالكامل لترفع يديها تربط على رأسه

شعرت بجسده يتصلب بين يديها لينفجر باكيا.


كأنه طفل صغير وجد حضن والدته بعد طول عذاب، كانت فقط لحظات قليلة اثلجت نيران قلبه المستعرة يشعر بيدها تربط على رأسه كأنه طفلها الصغير، ابتعد عنها قليلا انشات قليلة فصلت بينهما سلطت زرقائه على بندق عينيها، سعادة كلمة قليلة عن ذلك الشعور اللذيذ الذي يلف قلبه يحلق به فوق السحاب، ابتسم بعشق ليهمس لها بشغف:

- أنتي مش عارفة أنا حاسس بإيه دلوقتي، أنا بحبك، بحبك اوي يا لينا.


فكت حصار ذراعيه من حولها لتبتعد عنه ترمقه بنظرات باردة خاوية لا معني لها، ابتعدت عنه ناحية الباب فتحت الباب تمسك بمقبضه التفتت له قبل أن تخرج تتشدق ساخرة:

- أنا بقي لاء، اللي عملته دا كان من باب الشفقة مش أكتر، اصلك صعبت عليا

اشهرت سبابتها أمام وجهه تكمل بحدة:

- وإياك تفكر تلمسني تاني والا والله هقول لبابا وهو هيتصرف معاك.


نفضت شعرها ترفع رأسها بإيباء تحركت لتغادر ما كادت تخرج من الباب شعرت بيده تسحبها من جديد تلك المرة رأت الغضب يشتعل في عينيه، مال بجذعه يهمس لها بخبث:

- يلا نااادي على صوتك ونادي ولا انادي أنا، على الأقل لما يطلع ويشوفك في حضني، يا هيقلتنا أنا وانتي يا هيجوزنا في الحالتين هبقي كسبان، ها هتنادي ولا أنادي.


انتفخت اوداجها غضبا ذلك الوقح لتدفعه بعيدا عنها بغيظ خرجت من الغرفة تتحرك غاضبة حانقة، اتجهت ناحية غرفة جاسر تطرق بابها بعنف تفرغ غضبها في قبضة يدها على ذلك الباب المسكين، انفتح الباب فجاءة لتقابل وجه جاسر المفزوع ليصرخ فيها بذعر:

- ايه في ايه كبسة ولا إيه

ضحكت ساخرة عليه، لتجفل حين سمعت صوته العميق يأتي من خلفها:

- انزلي يا لينا وأنا هحصلك أنا وجاسر.


نظرت له بغيظ لتتركهم وتغادر إلى أسفل، نظر زيدان لجاسر عدة لحظات في صمت تنهد يطلب على مضض:

- ممكن اطلب منك خدمة

توسعت عيني جاسر بذهول ليشير إلى نفسه، حرك رأسه ايجابا يتلعثم قائلا:

- أنا!، آه طبعا أكيد

في الاسفل، في غرفة مكتب خالد.


جلست جواره منذ دقائق وهو يجلس على تلك الوضعية يخفي وجهه بين كفيه لا يتكلم لا يبكي، صمت يطغي على المكان تعرف انه حزين يتألم في صمت، اقتربت منه تأخذ رأسه بين ذراعيها تضمه لها ليلف ذراعيه حول جسدها تنهيدة حارة طويلة خرجت من بين شفتيه لتهمس له برفق:

- من امتي بتكون زعلان ولا مضايق وبتخبي زعلك عني، وما تجيش في حضني ترمي كل همومك

شبح ابتسامة صغيرة طفي على شفتيه تنهد بحرقة يهمس لها بألم:.


- زيدان صعبان عليا الواد دا مش عارف الدنيا جاية عليه كدة ليه، لو تشوفي شكله النهاردة وهو بيعيط قدام قبر أبوه، أنا كنت واقف بعيد عشان ما يعرفش اني شايفه، لو تشوفيه يا لينا قطع قلبي عليه، لو بس بنتك تعرف هو بيحبها قد ايه

تنهدت متألمة على حال ابنها الصغير بصعوبة منعت نفسها من البكاء، لتشد بيديها على قميص خالد تهمس له بألم:

- منها لله مامته هي السبب في اللي هو فيه دا.


ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد يهمس مع نفسه متهكما:

- اومال لو عرفتي اللي حصل فعلا منك لله يا لوجين انتي ومعتز

أبتعد عنها يبتسم في وجهها بهدوء ليمد يده يمسح على وجنتها برفق، تبدلت ابتسامته باخري ماكرة يلاعب حاجبيه بعبث هامسا في خبث:

- ما تجيبي حتة بسبوسة يا بسبوسة

دفعته بعنف بعيدا عنها لتقطب جبينها تتمتم في غيظ:.


- اوعي يا اخي يا اما نفسي اعرف امتي تبطل هتبطل قلة أدب، وأنت زعلان قليل الادب وأنت فرحان قليل الأدب، على رأي فيلم حبيبي نائما قولي على شعور إنساني واحد ما بتقلش ادبك فيه

ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة خبيثة ليقطب جبينه كأنه يفكر ببراءة لا تلائمه تماما ليشير إلى نفسه يغمغم في براءة:

- عشان تعرفي بس انك ظلماني، أنا ببقي محترم وأنا نايم.


ضيقت عينيها تنظر له شرزا بغيظ ليضحك ملئ شدقيه البلهاء لازالت تخجل منه وهو عامل وقاحته يتناسب طرديا مع كبر سنه فلما كبر في العمر زادت وقاحته

انتبه ينظر إليها حينما هتفت سريعا فجاءة:

- صحيح أنت شوفت الولد اللي اسمه حسام ما خدتش بالك أن فيه حاجة غريبة

ارتسمت ابتسامة ماكرة على جانب فمه وكل تركيزه موجه لتلك الشرائط الملتفه حول ذراعها هل هي جزء من الفتسان أم لاء.


مد يده يسمك طرف احد تلك الشرائط ليغمغم في خبث:

- هي الشرايط دي بتتفتح ولا ديكور، آه خدت بالي

رفعت حاجبيها متفاجئه لتسبل عينيها في تعجب تهمس له متسائلة في عجب:

- ولا بان عليك يعني

لم تتغير تعابير وجهه الماكرة جل ما يفعله. أنه يحاول أن يعرف هل تلك العقد الطويلة ااتي تضم قماش ذراع فستانها قابلة للحل أم لاء

جذب احدهم بقوة يغمغم في براءة:

- هو أنا لو شدتيهم كدة هيتفكوا، ايه دا دول طلعوا بيتفكوا...


رفع وجهه إليها يبتسم في مكر ليقرص وجنتها برفق:

- عايشة معايا بقالك سنين ولسه بتتكتشفي طباعي، حبيبتي أنا راجل بياخد باله كويس اوي من اي حركة بتحصل حواليه عشان أستخدمها في الوقت المناسب مش اتنح وابرق زيك انتي وحمزة

اتسعت عينيها بدهشة لتهتف في عجب:

- رادار بيلقط كل اللي بيحصل، بس فعلا غريب موضوع الشبه دا

رفع كتفيه لتنبسط ملامحه بلامبلاة لا يهمه الأمر برمته:

- يخلق من الشبه اربعين وخمسين وتمانين.


صمت للحظات لتعود ابتاسمته الماكرة تغطش شفتيه:

- ركزي بس معايا في موضوع الشرايط دا أحسن مجنن اهلي

سحبت ذراعها بقوة من بين يديه تنظر له بغيظ لتشهر سبابتها أمام وجهه تهمس من بين أسنانه بحذر:

- مش مرتحالك يا ابن السويسي أنت أكيد عارف حاجة ومخبي، او هتعرف عشان موضوع الشبه دا لو طلع صح ه...

قاطعهم صوت دقات خفيضة على باب الغرفة يليها صوت ابنتهم:

- بابا ممكن ادخل.


ابتسم لها بعبث ليرتفع بصوته قليلا يسمح لابنته بالدخول:

- خشي يا لوليتا.


لحظات وظهرت ابنتهم، ابتسمت لينا تلقائيا ما أن وقعت عينيها على طفلتها، مرت السنين بسرعة كبيرة وها هي صغيرتها كبرت كوردة صغيرة تفتحت فجاءة، قام خالد يجذب ابنته ليجلسها مكانه جوار والدتها، وقف امامهم يبتسم برفق حياته كلها امام عينيه ابنته وابنته فلينا قبل أن تكون زوجته فهي ابنته البكر التي كبرت بين ذراعيه، اشار إلى باب الغرفة ليهتف في مرح:

- أنا رايح اشوف الصيع اللي برة، ماما عيزاكي في كلمتين.


اتجه لخارج الغرفة التفت لزوجته يغمز لها بطرف عينه اليسري في الخفاء لتبتسم تحرك رأسها إيجابا خرج يغلق الباب خلفه، لتلتفت لينا لابنتها تبتسم لها بحنو، مدت يدها تزيح أحدي خصلات شعرها خلف اذنها تهمس لها بحنان:

- بقالنا كتير ما اتكلمناش دايما عندك محاضرات ومشغولة

ابتسمت الصغيرة بتوتر تحرك رأسها تفرك يديها بقوة لتقول بهدوء:

- المحاضرات كتير حضرتك عارفة الكلية صعبة قد ايه، هو حضرتك عيزاني في إيه.


غص قلبها ألما نبرة صوت ابنتها الجافية تحرق قلبها بعنف تعاتبها، رفعت وجهها قليلا تنظر لها تبتسم برفق:

- وانتي صغيرة زيدان كان اقرب ليكي منا أنا وباباكي، صحيح كنتي مطلعة عينه بشقواتك ومقالبك، فاكرة لما رميتي عليه اللاب توب فتحتي دماغه، خالد عاقبك أن ما يجلكيش غيره، زيدان باع بتاعه رغم أنه كان محتاجه وكمل من مصروفه واشترالك واحد جديد، ليه وصل بيكوا الحال لكدة.


ابتسمت حين مرت تلك الذكري البعيدة امام عينيها لتختفي ابتسامتها في لحظة تشنجت قسمات وجهها ألما تهمس بخفوت:

- هو السبب هو اللي اذاني، انتوا دايما بتدافعوا عنه، ومش مصدقني هو بيكذب صدقيني بيكذب

امسكت كف يد ابنتها تحتضنهما بين كفيها لتنظر لينا لها تهتف بهدوء مقنع:

- مع أن ابوكي بيحلف أن زيدان ما اذاكيش...


بس همشي معاكي أن هو اللي اذاكي، اللي بيخترع مرض عشان ياذي بيه هو الوحيد اللي بيبقي معاه علاجه، لو زيدان اذاكي زي ما بتقولي يبقي هو الوحيد اللي يقدر يعالج دا، اديلوا فرصة مش عايزة تعيشي حياة طبيعية تخرجي تتفسحي تسافري، تلفي الدنيا أنا وأنا قدك كنت لفيت بلاد كتير روحت امريكا وفرنسا وايطاليا وتركيا، خليه يعالجك زي ما اذاكي.


اضطربت حدقتيها حائرة مترددة قلقة كلمات قليلة لا تصف ما تشعر به، قبولها بكلام والدتها المنطقي كلمات اثارت حماسها لتعيش كغيرها ولكن إن قبلت أن تعطي فرصة لزيدان، معاذ ما موقعه من الجملة الآن تكاد تموت قلقا عليه لم تسمع صوته منذ يومين تقريبا معاذ مختفي تماما، تنهدت بحيرة تنظر لوالدتها باضطراب:

- مش عارفة يا ماما مش عارفة

احتضنت ابنتها تشد على جسدها برفق بين يديها تهمس له بحنان:.


- فكري يا حبيبتي، انتي تستاهلي وزيدان يستاهل...

لحظات سكنت بين أحضان والدتها تفكر عقلها يفكر في مدار واحد معاذ، قبولها لزيدان يعني خروج معاذ من حياتها وهذا لن تسمح به ابدااا

ابتعدت عن والدتها تبتسم لها بتردد لتقبل لينا جبينها بحنو، قامت تجذب يدها تغمغم بمرح:

- تعالي نشوف ابوكي بيعمل إيه، هتلاقيه عمل من جاسر شاورما.


ضحكت لينا بخفوت تتحرك خلف والدتها وصلا إلى طاولة الطعام لتجد زيدان يجلس على أحد المقاعد وخالد على المقعد المقابل كل منهما يمسك بقبضة الآخر وجاسر يقف على رأس الطاولة يهتف بحماس كأنه معلق رياضي:

- لقاء العمالقة خالد باشا السويسي على اليمين وزيدان باشا الحديدي على اليسار الجولة الأولي في لعبة الريست العالمية تبدأ الآن

ضحكت القتاتان بقوة لتتجه لينا ناحية زيدان جلست جواره تهتف ضاحكة:.


- أنا هشجع ابني حبيبي، يلا يا زيزو

رماها خالد بنظرة غاضبة مغتاظة لتتجه الصغيرة ناحية والدها تجلس جواره تهتف بحماس:

- وأنا هشجع بابا حبيبي، اوعي تخسر يا بابي

نظر خالد لها يبتسم بفخر ليهتف بسعادة:

- حبيبة قلب ابوها اللي طمرت فيها التربية مش زي ناس هتتعلق

بدأت اللعبة وكل منهما يقبض على يد الآخر بقوة عروق يد كل منهما تنفر بعنف لينا الكبيرة تصيح بحماس تشجع زيدان.


بينما الصغيرة تشجع والدها بالطبع، إلى الآن المبارة متعادلة كل منهما يحاول اطاحة يد الآخر، قررت لينا بمكر مساعدة والدها فنظرت ناحية زيدان تبتسم برفق حركت خصلة شعرها برفق خلف أذنيها ليشرد زيدان فيها يتوه في سحرها الجذاب خارج حدود المكان والزمان هو لا يري سواه ليشعر بألم قوي جراء اصطدام يده بعنف في سطح الطاولة ليصرخ جاسر بحماس:

- وها قد تفوق الأستاذ على التلميذ كالعادة ويفوز الأسد ويخسر الشبل.


نظر لها بغيظ ليجدها تبتسم بمكر انثي ورثت دماء والدها، استحقت بجدارة لقب ماكرة عائلة السويسي، تحتضن ذراع والدها

لينتهي اليوم عند ذلك الحد.


في منزل عمر

دخل ليلا يصفر بلامبلاة، يبتسم بسعادة، تلك المدعوة ناردين تعيده لذكريات شبابه حين كان طالبا في الجامعة تشعره بأنه شابا وهو معها القي بجسده على أحد المقاعد يتذكر ما حدث

صباحا في شركته، حين كانت تجلس امامه تضحك بصوتها الناعم العذب على طرفة سخيفة القاها على مسامعها تهمس بنعومة من بين ضحكاتها:

- مش ممكن يا عمر أنت دمك خفيف اوووي.


ابتسم ساخرا حين تذكر جملة تالا حين القاها على مسامعها نفس الطرفة قبلا

« مش ممكن يا عمر ايه السخافة دي »

عاود النظر للجالسة امامه لا ينكر شعوره بتأنيب الضمير صحيح أن علاقتهم إلي الآن لم تتجاوز الصداقة ولكنه يشعر برابط غريب يجذبه لتلك الفتاة، وخاصة أن رابط علاقته بتالا بات شبه ممزق بالي لا ينفع في شئ، اجفل على يدها تلوح أمام وجهه يتبعها جملتها:.


- إنت عارف أنا كنت مضايقة اوي إني هكون المسؤولة عن شراكة شركتنا بشركتوا لما عرفت أن صاحب الشركة صعب اوي في المعاملة بس طلعت عكس كدة تماما حقيقي يا عمر أنا سعيدة جدا اني اتعرفت عليك

ابتسم ليقم من مكانه التف حول مكتبه ليجلس على المقعد المقابل لها يهتف في مرح:

- خالد اخويا هو اللي صاحب الشركة مش أنا، هو آه صعب جدا في المعاملة..

اختفت الإبتسامة من على شفتي ناردين تهتف في نفسها بحقد:.


- نعم يعني أنا كل دا بلف على اخوه مش هو صاحب الشركة

انتبهت له حين اكمل في فخر:

- بس أنا المسؤول عن كل حاجة في الشركة خالد بس بيمضي على الورق المهم

اتسعت ابتسامتها تهتف في نفسها بسعادة:

- حلو اوي طلع هو المسؤول عن كل حاجة

قامت من مكانها تجلس على المقعد المجاور له تنظر لعينيه مباشرة تسبل عينيها بنعومة لتهمس له بشغف:

- تعرف أنك رغم ابتسامتك الرائعة دي في حزن كبير في عينيك صح ولا أنا غلطانة.


ابتسم ساخرا حين ترآت صورة تالا امام عينيه في الاطار الصغير على سطح مكتبه، شكرا يا زوجتي جعلتيني مثير للشفقة في أعين الجميع، تسارعت دقات قلبه حتى كادت تنفجر حين شعر باصابعها الناعمة تلامس لحيته النامية بلع لعابه متوترا حين سمعها تهمس باغواء:

- تعرف ان الدقن عليك حلوة اوي يا مسيو عمر

اجفل من ذاكراه على صوت ضعيف يهمس باستجداء:

- بابا.


انتفض ينظر لمصدر الصوت ليجد ابنته سارة تقف جوار مقعده تنظر له كطفلة صغيرة تنشد الحنان، بلع لعابه متوترا من الموقف علاقته بابنتيه لم تكن عميقة ابداا، مد يده يربط على رأسها برفق يهمس لها بحنو:

- احم مساء الخير يا سارة إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي يا حبيبتي.


نظرت له بضغف وألم للحظات طويلة تشعر بأنها على حافة الانهيار، لتلقي بنفسها بين ذراعي والدها تبكي في صمت اجفل عمر بعد حركة ابنته تلك ليلف ذراعيه حولها يهمس لها برفق:

- مالك يا سارة ايه اللي مزعلك يا حبيبتي.


حركت رأسها نفيا تدفن رأسها بعنف في صدره تحاول الاحتماء به من ذلك الكابوس البشع التي رأته قبل لحظات، كيف تخبره أنها رأت نفسها في كابوس مرعب شبه عارية مقيدة ومجموعة من الذئاب تحوم حولها تزمجر بشراسة، لفت ذراعيه حول عنقه تهمس بخوف:

- أنا شوفت كابوس وحش

ربط على رأسها برفق يحاول تهدئتها لتبتعد بعد دقائق تخفض رأسها ارضا تهمس بخفوت:

- أنا آسفة لو ازعجت حضرتك، تصبح على خير يا بابا.


ابتسم بألم ينظر لابنته الصغيرة بغصة تعتصر صدره ربط على وجنتها برفق يهمس لها:

- وأنتي من اهله يا حبيبتي

التفتت تعود لغرفتها، ما إن جلست على فراشها سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة التقطته تفتح تلك الرسالة لتشخص عينيها ذعرا القت الهاتف من يدها تضع يديها على فمها تكبح صرختها الفزعة عما رأت ليصلها رسالته التالية

« مساء الفل يا سرسورة نتفق ولا نبعت الصور لبابا ».


في صباح اليوم التالي قام سريعا يرتدي ملابسه حين وصل له اتصال من ساهر يخبره بأنه احضر جميع المعلومات الخاصة بذلك الفتي، خرج يركض من البيت قبل أن يستيقظ احد تقريبا استقل سيارته متجها إلى بيته يدعو طوال الطريق أن يكون شكه غير صائب أنها لا تعرفه انها بريئة وهو فقط يظلمها.


وصل إلى منزله ليدخل إليه مرت فقط دقائق قليلة ولكنها مضت كساعات والقلق ينهش فيه بلا رحمة، امسك هاتفه يطلب ذلك الرقم يصيح في المتصل

أنت فين يا زفت، صاح بها زيدان بغيظ وهو يقبض على هاتفه بعنف ليسمع الطرف الآخر يهمس بتوتر:

- عشر دقايق يا باشا وهبقي قدام سيادتك

اغلق الخط دون أن يسمع كلمة اخري يجوب في صالة منزله الواسعة كالليث الحبيس، ينتظر فرصته للأخذ بثأره.


دقائق مرت كالساعات إلى ان جاء ذلك الشخص يلهث بعنف بلع لعابه ينظر لحاله زيدان الهاجئة يهمس بتوتر: زيدان باشا

انطق على طول، زمجر بها بعنف وهو يوليه ظهره

اخرج ساهر بعض الاوراق يقرأ منها سريعا: اسمه معاذ كمال الحسيني

قاطعه زيدان بحدة قبل أن ينطق حرفا آخر: أنا مش عايز اعرف تاريخ حياته

انا عايز اعرف ان كان ليه علاقة بلينا بنت خالد السويسي ولا لاء.


هز ساهر رأسه إيجابا سريعا بلع لعابه ذعرا فما سيقوله كانفجار بركان حاد فتح الاوراق يهتف بتوتر

: اللي انا عرفته يا باشا أن لينا هانم ما لهاش صدقات خالص في الجامعة، غير واحدة اسمها سهيلة، وأنها ما كنتش بتدخل المشرحة خالص في اول مرة دخلت فيه المشرحة مع الدفعة بتاعتها اغمي عليها لما شافت الجثث، الدكتور بتاعهم كان معاه طالب بيساعده، إلى هو معاذ.


معاذ دا بقي هو اللي شال لينا هانم وفوقها بعد ما اغمي عليها، ومن ساعتها وهو في بينهم حاجة بيروحلها المحاضرات، بيقعدوا كتير مع بعض في الكافتريا بتاعت الجامعة اللي جوا اللي حرس خالد باشا ما ينفعش يدخلها، بيدخل معاها المشرحة مش عشان يساعد الدكتور عشان يفضل ماسك ايديها عشان ما تخافش من الجثث، يوم ما كان رايح حفلة عيد ميلادها كان رايح عشان يخطبها من أبوها...


كل كلمة كانت تخرج من فم ساهر تشعل نيران غضبه وغيرته وحقده عليها وعلى ذلك الفتي انفجرت دماء الانتقام في اوردته لينظر لساهر يشير بيده إلى الباب ليرحل ساهر دون أن ينطق بحرف، التقط سترته متجها إلى سيارته يقودها بعنف يتذكر كم مرة سمع منها كلمة أكرهك لا أريدك، أرحل، اتمني موتك، وهو كالاحمق غارق في حبها، وتلك الخبيثة تخدعهم بوجهها الناعس البرئ وصل اخيرا ليقفز من سيارته تكاد الارض تحترق تحت قدميه من شدة غضبه.


هرع سريعا إلى تلك الغرفة بالأسفل يعرف جيدا كيف سيفرغ غضبه.


في مكتب خالد السويسي، يجلس خالد خلف مكتبه ويوسف يقف امامه ينتظر توقيعه على تلك الأوراق امامه، خط خالد بإمضاءه الخاص ليمد الورق إلى يوسف يتمتم باستفهام: اومال الواد زيدان فين

تناول يوسف منه الورق يهتف سريعا بقلق: اسكت، دا جاي من برة بيدخن نزل على صالة التدريبات، شكله كدة هيبوظ المعدات ودول عهدة

نظر خالد للفراغ امامه يحرك رأسه إيجابا يتمتم بشرود: طب روح شوف شغلك انت.


رحل يوسف فقام هو من على مكتبه وهو يردد في نفسه: يا تري في ايه

خرج من غرفة مكتبه متجها إلى صالة التدريبات فتح الباب ليجد زيدان يقف أمام جوال الملاكمة يلف الضمادات البيضاء حول يده يصارع الجوال بعنف جسده بأكمله يتصبب عرقا بغزارة، اقترب منه إلى ان صار قريبا منه ليعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:

- قالولي أنك بتدخن، بس شكلك بتشيط مش بتدخن بس، مالك.


حرك زيدان وجهه ناحية خالد يتوقف عما يفعل يلهث يعنف، التقط زجاجة مياه يفرغ نصفها في فمه والنصف الآخر القاه على وجهه ليهدا من حرارة غضبه قليلا: ما فيش أنا بس مخنوق شوية

جلس خالد على أحد المقاعد يضع قدما فوق أخري ينظر لكتلة الغضب الواقفة امامه على وشك الانفجار بتمتم ساخرا: مخنوق!، عليا يا ابن زيدان، ما تنطق يلا في ايه.


قبض على تلك الزجاجة بعنف لتتهشم بين أصابعه القي ما تبقي منها ارضا بقوة ليقترب منه وكأنه بركان وحان وقت انفجاره: لينا هانم بنت سيادتك تعرف واحد وبتقابله من وراك

هب خالد واقفا اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على عنق زيدان يصرخ فيه كليث غاضب:

- إنت اتجننت يا زيدان دا أنا اقتلك قبل ما تجيب سيرة بنتي على لسانك بالقذارة دي

احتدت عيني زيدان كأن نيران مستعرة تلتهم حدقتيه ليصيح فيه:.


- أنا مش كذاب ورحمة ابويا ما بكذب أنا مش قذر عشان اتبلي على بنتك بحاجة زي دي

دي بنت خالي اللي رباني قبل اي حاجة.


صدمة كانت كلمة حقا قليلة عما شعر به خالد في تلك اللحظة، كأن قلبه قد كسر كرامته اندهست، ابنته البريئة زهرته النقية التي من المستحيل ان يتصور في اسوء كوابيسه انها تخون ثقة تكسر ظهره بتلك الطريقة شعر بالأرض تميد من تحته ارتجف جسده من شدة الغضب ليندفع إلى خارج الإدارة بعنف كسهم من نار ضرم في الهشيم، يفكر فقط في الانتقام لشرفه! 


   الفصل الحادي عشر والثاني عشر من هنا 

لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا

تعليقات