رواية أسير عينيها
الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12 الجزء الرابع
بقلم دينا جمال
نيران فقط نيران من حجيم مستعر تشتغل بين خلجات قلبه يده تقبض على المقود بعنف عقله ينفي تلك الفكرة تماما، ابنته زهرته البريئة تخون ثقته تطعنه بظهره، شعور بالألم الخاص ينهش قلبه، غضب أعمي يحب بصيرته، والانتقام فقط هو ما يفكر فيه الانتقام لشرفه، ثقته التي دهستها كيف تفعل ذلك كيف.
دهس مكابح سيارته بعنف تكاد العجلات تشتعل من عنف احتكاكها بالرصيف، كان فقط يود ان يكون كذبا حين جذب الأوراق من يد زيدان ليعرف اسم ذلك الفتي، معاذ نظرته لم تخيب اذا فتي لعوب يعرف جيدا كيف يغوي الفتيات فاختار ابنته هو، اقسم على أن يذيقه الويلات لأنه فقط تجرأ واقترب من
ابنته
خلفه على مقربه منه يحاول زيدان اللحاق به كأنها مطاردة بوليسية في احدي الأفلام الأكشن، ضغط هو الاخر على المقود بعنف يعنف نفسه:.
- غبي، حيوان كان لازم اقوله يعني، استر يا رب أنا السبب لازم الحقها مش هسمحله يأذيها.
على حين انفجر أحد الاطارات في سيارة زيدان لتنحرف السيارة بعنف على جانب الطريق كادت ان تنقلب لولا أنه احكم قبضته على المقود في اللحظات الأخيرة الفاصلة توقف بالسيارة على جانب الطريق، نزل منها سريعا تجمع الناس حوله كعادتهم يطمئنون أن السائق بخير لم يصبه مكروه، ليتركهم ويركض أغلق السيارة يركض في الشارع يبحث عن سيارة أجري، وقف في منتصف الشارع يوقف سيارة توقف السائق ينظر له بحدة غاضبا كاد أن يذقه اقذع السباب على ما فعل ليركب زيدان سريعا يصرخ فيه بحدة:.
- أنا المقدم زيدان الحديدي بسرعة أطلع على العنوان دا
ارتجف السائق خوفا من ذلك الرجل المفزع ليحرك رأسه إيجابا سريعا التف بمقود السيارة ليذهب به إلى حيث يريد
اخرج زيدان هاتفه يطلب رقم حسام لحظات يكاد القلق ينهش قلبه خوفا عليه يصرخ في السائق بين لحظة والأخري بأن يسرع، سمع صوت حسام من الطرف الآخر يهتف في مرح كعادته:
- حبيبي واخويا وعم العيال وح...
قاطعه زيدان يصرخ فيه قلقا:.
- حسام مش وقت هزار، إنت معاك مفتاح العربية بتاعتي أنا سيباها مفتوحة في، ، خد معاك ميكانيكي وغير الكوتش
استبد القلق بنبرة صوت حسام ليساله بتلهف ؛
- في ايه يا زيدان أنا بتنهج كدة ليه وليه في الفزع اللي في صوتك دا
ارتجفت نبرة زيدان خوفا أغمض عينيها يشد عليهما بعنف كور قبضته اليسري يصدم بها ساقه بعنف:
- لينا ضاعت مني يا حسام
قال تلك الجملة ليغلق الخط...
في منزل خالد السويسي...
استيقظت صباحا اول ما فعلته انها ركضت إلى هاتفها تحاول الاتصال بمعاذ وكالعادة لا مجيب هاتفه مغلق، وسهيلة في رحلة مع والدها لا تذهب إلى الجامعة هذه الأيام والا كانت طمئنتها عليه، ماذا حل به يكاد قلبها ينفجر قلقا عليه ارتمت على فراشها تحدق في سقف حجرتها عقلها يدور يفكر كلام والدتها حرك مشاعر قديمة كانت قد نسيتها ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها بها من الحنين نا بها حين تذكرت ذلك الاسم الغريب التي كانت تطلقه عليه وهي صغيرة.
( زمزوم ) وهو بدوره يصرخ فيها غاضبا ( يا بت ما بحبش الاسم دا، قولي زيدان او زيزو زي ماما )
خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها طفولتها كانت سعيدة تملك ما يحلم به أي طفل في مثل عمرها حتى انقلب الحال رأسا على عقب بين يوم وليلة، اضطربت دقاتها حين مر أمام عينيها ما كاد يفعله بها، اطلق عليها الرصاص.
حاول اغتصابها ولا يصدقها أحد هي الكاذبة وهو الصادق الجاني، زفرت بقوة لتمسد جبينها بقوة براحة يدها قامت تلتقط أحد كتبها لتنزل إلى أسفل، وجدت والدتها تجلس امام التلفاز اقتربت منها لترتمي على الأريكة جوارها تهمس بملل:
- ماما أنا مش فاهمة حاجة في الفصل الثالث ممكن تشرحهولي.
ابتسمت لينا بحنو تحرك رأسها إيجابا لتغلق التلفاز ربعت ساقيها لتفعل الصغيرة المثل تنتبه لما تقول والدتها بإنصات للحظات فقط قبل أن تنجرف في دوامة تفكيرها معاذ وزيدان كفتي ميزان كفه معاذ بها قلبها العاشق له وكفه زيدان بها شعور غريب تكرهه تنفر قربه ولكن بعد ما حدث أمس استنكانته كطفل صغير بين ذراعيها ينشد الأمان كونت رابط خفي تشعر به لا تفهم سببه ولكنها حقا لا ترغب في أن يتضاخم ذلك الشعور الغريب الغير مفهوم بالنسبة لها.
قاطعها صوت والدتها ينتشلها من بحر افكارها العاتية راحت بعينيها تنظر لوالدتها لتجدها تبتسم بحنانها المعتاد لتهمس لها بهدوء:
- عقلك خدك وراح فين
تنهدت بحيرة لتستند برأسها على كتف والدتها لحظات صمت تنظر للفراغ شاردة لتهمس أخيرا باضطراب:
- مش عارفة يا ماما، مش عارفة اديله فرصة
مدت لينا يدها تمسد على شعر ابنتها برفق تهمس لها:
- الموضوع مش صعب كدة الا...
صمتت للحظات تركز انظارها على وجه ابنتها لتهتف فجاءة:.
- الا لو كان في حد تاني في حياتك سقط قلب الصغيرة يكاد يلامس كعبي قدميها بصعوبة سيطرت على تعابير وجهها حتى لا تشك والدتها في امرها، لتحرك رأسها نفيا بعنف وبنبرة حاولت أن تكون متوازنة قالت:
- لا ما فيش، أنا ما اعرفش حد، أنا بس مش
عايزة زيدان وخلاص
ابتسمت لينا برفق تربط على رأس ابنتها برفق تطمئنها:
- خلاص يا حبيبتي طالما مش قادرة تتقبليه خلاص ما حدش ابدا هيغصبك عليه، إنت عارفه أنا وبابا بنحبك قد إيه.
ارتسمت ابتسامة واسعة سعيدة على شفتي لينا تحاول تجاهل تلك الغصة التي ظهرت من العدم لتعانق والدتها بقوة تهمس بسعادة:
- ميرسي يا ماما
ابتسمت لينا فرحة من قرب ابنتها منها لتلك الدرجة سعدت لسعادتها التي انارت بندق عينيها.
قاطع تلك اللحظة الحميمة السعيدة دقات عنيفة قاسية تكاد تحطم الباب من قوتها هرعت أحدي الخادمات تفتح الباب سريعا، ليدخل خالد كالسهم سريع غاضب منطلق دون توقف، صاحت الصغيرة بسعادة ما أن رأت والدها هرولت ناحيته دون معانقته كما تفعل دائما ليدوي صوت صفعة قاسية انتفضت لها حوائط البيت ذعرا، شهقت لينا بفزع هرولت تجثي جوار ابنتها الملقاه ارضا من عنف صفعة والدها، بينما تلك الملقاة ارضا عيناها على وشك الخروج من مكانه ألم بشع يحرق وجنتها والدها صفعها لأنها ارادت معانقته، تسمع صوت والدتها تصرخ بحرقة فيه:.
- إنت اتجننت يا خالد بتضرب البنت
بينما هو يقف عينيه حمراء كالدم كل ذرة فيه ترتجف من شدة غضبه انفاسه تغلي فوق صفيح ساخن كلما زيدان تدوي كالرصاص أصاب قلبه مباشرة، لم يشعر بنفسه سوي وهو ينحني يقبض على شعر ابنته بعنف لتقف امامها صرخت الصغيرة من الالم تشهق في بكاء عنيف تهمس له تستنجد به منه:
- شعري يا بابا، ايدك بتوجعني
كلمتها ضربت فجاءة أمام عينيه عدت ذكريات قديمة متتالية.
تذكر حين كان يمشط شعرها وهي طفلة تلعب باحدي العابها حين سقطت منها بكت، فانتفض هو كالمفزوع يصرخ خوفا:
- ايه في ايه بتعيط ليه المشط شد على شعرها وجعتها
هو على أن يتم استعداد أن يحرق جسده حي وإلا تشعر فقط بالألم، اجفل على حركة لينا تحاول نزع ابنتها بعنف من يده تصرخ تبكي تنظر لابنتها بفزع جسد معاناتها القديمة:
- سيبها يا خالد حرام عليك أنت بتعمل كدة ليه، سيب البنت يا خااالد سيب بنتي.
كانت تحاول دفعه بعنف بعيدا عن ابنتهم تخليص يده من شعر ابنتها، الفتاة ترتجف في يديه كعصفور خائف مرتجف، القي ابنته على أحد المقاعد بعنف ليجذب يد لينا التي تحاول مقاومته بقوة تصرخ باسم ابنتها:
- لينا، لينا سيبني يا خالد، إنت بتعمل ايه أنت اتجننت، افتح الباب
صرخت بها بعنف تدق بيديها على باب مكتبه المغلق الذي القاها فيه ليغلق الباب عليها من الخارج...
اتجه ناحية ابنته لتنكمش كقط خائف في مقعدها تنظر له بذعر لأول مرة تشعر بذلك الفزع من والدها انحني ناحيتها قليلا ليصرخ فيها بغضب افزعها:
- اعمل فيكي ايه، قوليلي بنتي حبيبتي اللي مديها ثقتي، اللي عمري ما تخيلت حتى في ابشع الاحوال أنها تكسر ضهري كدة كدة اعمل فيكي ايييييييه.
انتفض جسدها فزعا ترتجف دموعها تنهمر بعنف تحفر طريقها عبر وجنتيها لتحرك رأسها نفيا بقوة تحاول إيجاد صوتها الخائف لتهمس بصوت خفيض اشبه بموء قط خائف:
- أنا ما عملتش حاجة
صرخت حين قبض على شعرها بقوة ليقربها لوجهه يصرخ فيها:
- يا بريئة تصدقي فعلا انتي بريئة وأنا ظالمك انطقي يا بت ايه علاقتك باللي اسمه معاذ دا.
شخصت عينيها ذعرا وعقلها يربط الخيوط ببعضها اختفاء معاذ معرفة والدها بعلاقتهم، والدها اذي معاذ مستحيل انتفض فؤادها ذعرا لتصرخ فيه خوفا عليه:
- إنت عملت فيه ايه، أنا بحبه ايوة بحبه، اوعي تكون اذيته يا بابا، اااااه
صرخت ليصطدم رأسها بحافة الكرسي بقوة حين تلقت صفعة اخري من يد والدها ليقبض على شعرها، كلماتها اشعلت نيرانه لتستعر بعنف جذب شعرها لتقف أمامه يزمجر كليث غاضب:.
- مقرطساني يا روح أمك، يا بجاحتك خايفة على حبيب القلب، ابقي قابليني لو طلعت عليه شمس بكرة
ختم كلامه بصفعة قاسية كادت ان تسقط ارضا لو يده التي تقبض على شعرها يهمس متوعدا:
- أما انتي ورحمة ابويا لهربيكي من اول وجديد.
فجاءة دون سابق إنذار شعر بها تنتزع من بين يديه بعنف ليجد زيدان يخبئها خلف ظهره يقف هو أمامه يتحداه بنظراته ليصيح فيه حاول ان يأتي بأسرع ما يمكنه ولكنه للأسف تأخر كثيرا افزع قلبه منظرها وهي بين يدي خاله وجهها تكاد لا تظهر ملامحه من عنف صفعاته اندفع يخلصها من بين يديها يخفيها خلف ظهره يصرخ فيه تنصل عقله وقلبه عن دائرة الاحترام التي تلتف حول اسم خاله ليخرج صوته هادرا كالرعد:.
- إنت بتضربها ليييه هي مش حيوانة عشان تضربها، طول عمرك امانها وحمايتها ما تخليهاش تكرهك وتخاف منك زي ما بتكرهني
ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيه ارتجفت نبرته ليخرج صوته متألما يرتجف كطير ذبيح يلتقط أنفاسه الأخيرة:.
- أنا عارف إنت حاسس بإيه مكسور مجروح حاسس أن في سيخ مولع في قلبك، كأن حد طنعك في ضهرك، بس هي ما غلطتش هي حبت يا خالي، والحب عمره ما كان غلط، لو حبها للي اسمه معاذ دا غلط يبقي حبي ليها غلط، أنا قدامك أهو أعمل فيا اللي أنت عايزه أنا السبب في اللي حصل بس ما تضربهاش.
لم تهدئ أنفاسه ظلت كمرجل متشعل من نار يكاد يحرق تلك التي تختبئ خلف زيدان من عنف نظراته الغاضبة، لينا تصرخ تدق على باب المكتب بعنف تتوسله أن يفتح لها الباب، أراد وزيدان إن يتحرك ليفتح لها الباب ليشعر بلينا تقبض على ذراعه بعنف تهمس له بذعر:
- ما تسبنيش.
ابتسم، ابتسامته كانت جريحة متالمة ليمسك بكف يدها يتجه بها ناحية مكتب خالد فتح الباب للينا لتندفع للخارج اخفت ابنتها بين ذراعيها تشد عليها كأنها تحميها نظرت لخالد تصرخ وهي تبكي:
- إنت مجنون وعمرك ما هتتغير...
عادت تشد على جسد ابنتها بين ذراعيها لتشعر بجسدها يرتخي، كادت أن تسقط بها ارضا تصرخ باسمها فزعة ليلتقطها زيدان بين يديه.
وقف هو يراقب فقط مجنون ربما لو كانت تلك الشخصية المريضة لازالت تسيطر عليه لما سمح لها بأن تتجرئ وتفعل لن تشعر ابدا بذلك الألم الذي يحرق اوصاله يكويه بنيران الخذلان
انتفض حين رآها تتهاوي بتلك الطريقة ليهرول لها أخذها من بين ذراعي زيدان جلس ارضا وهي بين يديه ولينا جواره تحاول افاقتها ليصرخ في زيدان بفزع:
- اطلب الدكتور بسرعة، لينا، لينا، فوقي يا ماما فوقي يا حبيبتي، أنتي بتعملي كدة ليه.
اخفاها بين احضانه يشعر بجسدها يرتجف بعنف كأن كهرباء أصابته ليشدد على احتضانها يمسد على شعرها برفق يهمس لها بفزع:
- خلاص يا لينا اهدي يا حبيبتي، انتي بتترعشي كدة ليه، ما فيش خروج ما فيش جامعة ما فيش جواز مش هخرجك من حضني تاني، طب هعملك كل اللي عايزاه بس يا حبيبتي، ما تعمليش في بابا كدة.
دوامة من الذعر والخوف عليها عصفت به لم يفق منها الا وهو يقف خارج غرفة ابنته وزيدان يقف أمامه يتطلع كل منهما إلى باب الحجرة المغلق والقلق كمرض خبيث ينهش خلياهم...
في داخل الغرفة جلست لينا جوار ابنتها تبكي في صمت تمسد على شعرها بحنان، وحسام يغرز برفق ابرة مهدئة في وريد ذراع ابنتها، سحب الابرة برفق من يدها، ليتطلع إلى وجهها المكدوم بشفقة صحيح أنه لم يحب تلك الفتاة يوما ولكن حالتها المذرية ارجفت قلبه تنهد بحسرة لينظر للينا يحاول أن يطمئنها:
- ما تقلقيش يا دكتورة هي كويسة، ترتاح شوية وهتبقي زي الفل.
حركت رأسها إيجابا دون أن تزيح عينيها عن صغيرتها الراقدة بلا حراك، لملم اغراضه يضعها داخل حقيبته وقف يلقي نظرة اخيرة على تلك الفتاة غصة عنيفة تعتصر قلبه، تنهد بألم ما ان فتح الباب هرول زيدان يسأله بلهفة:
- خير يا حسام هي كويسة
حرك رأسه إيجابا وجه نظره لزيدان يهتف فيه بحدة غاضبا:
- اللي حاصل جوا دا قمة الهمجية البنت ملامح وشها مش باينة لولا أنك صاحبي كنت بلغت البوليس.
مد يده بورقة طبية خط عليها أسماء الأدوية لحالتها يهتف بامتعاض:
- اتفضل الروشتة ومفاتيح عربيتك وما تطلبنيش تاني، أنا دكتور نسا
تحرك حسام خطوة واحدة ليشعر بيد تقبض على كتفه التفت ليجد خالد ينظر له بهدوء مخيف بلع لعابه متوترا حين همس خالد متوعدا:
- لو تاني مرة صوتك على في بيتي هخرسك خالص
وقف حسام ثابتا ينظر له دون ان يرف له جفن ليمد يده يزيح يد خالد من فوق كتفه يبتسم له ببرود اجاده:.
- ما اعتقدش إن هيبقي في مرة تانية يا خالد باشا عشان أنا مش هدخل بيتك دا تاني، أنا جيت بس عشان زيدان وصدقني بنتك ما تستاهلش حب زيدان ليها عن اذنك يا باشا
قالها ليغادر بثبات، ليزفر خالد غيظا ما به الجيل الجديد بات وقحا لتلك الدرجة، اتجه ناحية زيدان يهتف فيه بحدة:
- إنت واقف عندك بتعمل ايه، أنا عايز اللي اسمه معاذ دا من تحت الارض ما ترجعش من غيره.
اؤما برأسه إيجابا ليتركه ويغادر صحيح أنه من المستحيل عليه أن ياذي محبوبته بأي حال من الأحوال ولكنه يقسم أنه سيفرغ غضبه بأكمله في ذلك الفتي
بينما اتجه خالد إلى غرفة ابنته ما كاد يخطو فقط خطوتين داخلها ليجد لينا تقف أمامه تمنعه من التقدم تنظر له بشراسة لتشير بسابتها إلى باب الغرفة تهمس له بحدة خوفا من إزعاج ابنتها:.
- أطلع برة يا خالد مالكش دعوة لا بيا ولا ببنتي تاني، أنت تقدر تخلف غيرها لكن أنا ما اقدرش دي بنتي الوحيدة ومش هسمحلك تأذيها تاني إنت إيه يا أخي، شيطان عمرك ما هتتغير، عملتلك ايه البنت عشان تعمل فيها كدة.
نظر لابنته الراقدة على الفراش القابع خلف لينا ليبتسم ساخرا تعتقد بجسدها الصغير انها تقف عائقا بينه وبين ابنته، أطال النظر لوجه ابنته اثار صفعاته القاسية انطبعت بعنف على وجنتيها المكدوم تظهر من تلك الكدمات الزرقاء المائلة للون الغامق، لم يشعر بدموعه التي أغرقت وجهه يهمس باختناق:.
- أنا اذيت بنتي، ضربتها وأنا عمري ما مديت ايدي عليها، غضبي على اللي عملته كأن اقوي من اني اسيطر عليه، بنتك تعرف واحد من ورانا وبتحبه
اتسعت عينيها في صدمة مما قال أكدت لينا لها صباحا انها لا تعرف احد، لا تحب لا احد يسكن حياتها، لم يدعها في صدمتها طويلا بل انهار يخرج كل ما يجيش في صدره انفعل يصيح بحرقة:.
- اتصدمت دي كلمة قليلة على اللي حسيت بيه، أنا عمري ما حسيت اني مكسور وعاجز زي دلوقتي، ما تقوليش ما غلطتش، غلطت لما خانت ثقتي، أنا خايف، خايف يكون ضحك عليها وسلملته شرفي أنا ممكن اموت فيها، مش هستحمل الكسرة دي يا لينا، أنا ما اعرفش علاقتهم وصلت لحد فين، لأول مرة أنا ما اعرفش ومش بس كدة أنا خايف اعرف.
ازاحها برفق ليقترب من فراش ابنته جلس يحرك يده على خصلات شعرها برفق يبتسم متألما، طال الوقت وهو يجلس مكانه دون أن ينطق بحرف، يحرك يده بحرص شديد على وجهها كأنه يحاول مداوتها مما جنته يداه
اجفلا معا على صوت دقات على باب الغرفة قام هو ليجد زيدان يقف أمامه همس له بهدوء يحمل خلفه الكثير:
- البيه مرمي تحت.
خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه ليتحرك بخطئ سريعة غاضبة نزل لأسفل ليجد ذلك الفتي ملقي ارضا في وضع اشبه بالمخطوفين ساقيه ويديه مقيدتان شفتيه مكممة، اقترب خالد منه لينزل إلى مستواه ينزع تلك القماشة من على فمه ابتسم في شر يهمس له متوعدا:
- اهلا بدكتور معاذ شرفتنا، ونعم الضيف حقيقي، ولكل ضيف ليه كرم ضيافة ولا إيه يا زيدان
بلع معاذ لعابه ذعرا ينظر للواقفين امامه بفزع صرخ في حدقتيه ليهمس بتلجلج:.
- خالد باشا أنا حقيقي مش فاهم في إيه
تعالت ضحكات خالد الساخرة نظر لزيدان يقول في تهكم:
- لذيذ معاذ وهو عامل عبيط
توقفت ضحكاته فجاءة حين عاد ينظر لمعاذ ليكسي الوجوم قسماته الحادة ربط على وجه معاذ بعنف يتشدق متهكما:
- كان في مثل قديم بيقولك ايه اللي يلعب بالنار تحرقه وأنت بقي مش لعبت بيها دا أنت رميت نفسها جواها...
مد يده يقبض على فك معاذ بعنف شد على اسنانه بقوة ليزمجر غاضبا:.
- بتلف على بنتي دا أنا هندمك على اليوم اللي اتولدت فيه، اوعي تكون لمستها
اتسعت عيني معاذ فزعا ليحرك رأسه نفيا يهمس متالما من قبضة خالد:
- لا والله ابدا أنا بحب لينا وعمري ما افكر اضحك عليها، أنا حتى طلبت منها اكتر من مرة تصارح حضرتك بعلاقتنا بس هي اللي رفضت
اشتعلت عيني خالد من كلمات ذلك الفتي ليقبض على تلابيب ملابسه بعنف يهتف ساخرا:
- يعني بنتي هي اللي غلطانة وأنت مالكش ذنب.
حرك معاذ رأسه نفيا ينظر له بذعر ليهمس بتلجلج:
- مش قصدي اااا
وسكت يبدو أنها كان يحاول العثور على كذبة ما ولكنه لم ينجح، بعنف انتزع خالد الحبال التي تقيده جذبه خالد يلقيه على احد المقاعد وقف امامه يبتسم متوعدا:
- بص يا موزو إنت قدامك حلين مالهمش تالت، تسمع الكلام وتنفذ اللي هقولك عليه مش هنبقي حبابيب بس هتنجني نفسك، هت
قاطعه معاذ يصيح سريعا بقلق:
- هعمل اللي حضرتك عايزه.
ابتسم خالد ساخرا ينظر له باستنكار:
- كان نفسي لينا تبقي موجودة عشان تشوف حبيب القلب متمسك بيها قد ايه..
في غرفة مكتبه الظلام يكسي المكان فقط اضاءة خافتة تأتي من ذلك المصباح المجاور للمكتب، على مقعده الوثير القي جسده بإهمال، يشعر بالألم ينخر قلبه، رفع كف يديه أمام يحركها أمام عينيه، ليغمض عينيه يضغط عليهما بعنف يتذكر كيف صفعتها يداه ابنته الصغيرة، لترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه شعر بالقليل من الراحة حين هشم عظام وجه ذلك الفتي وتركه لزيدان ليكمل ما خططا، تنهد يشعر بالألم يشعل جسده ليتجه لخارج الغرفة مباشرة إلى غرفة ابنته، فتح الباب في هدوء ليجد ابنته على حالها نائمة مستسلمة، وجوار فراشها ارضا تجلس زوجته تمسك بيد ابنتها رأسها ملقي على حافة الفراش نائمة هي الأخري، اتجه ناحية زوجته ليحملها برفق بين ذراعيها، فتحت عينيها سريعا تهتف بهلع:.
- لينا فين لينا، إنت بتعمل ايه نزلني يا خالد
لم يجبها بل أخذ طريقه إلى غرفتهم همس بلامبلاة اجاد تمثيلها:
- إنت ِ نايمة ولينا كمان نايمة مالهاش لزوم نومك على الأرض
وضعها على الفراش بتروي ليجذب الغطاء عليها دني برأسه يلثم جبينها بقبلة صغيرة. يهمس لها بخفوت:
- تصبحي على خير.
التفت مغادرا أغلق الباب خلفه لتعتدل في جلستها تنظر للباب المغلق شاردة غاضبة منه ومشفقة عليه، قلبها يتفتت بينه وبين صغيرتها، نفضت عنها الغطاء لتتجه إلى غرفة ابنتها يعجز قلبها عن النوم بعيدا عنها خاصة في حالتها تلك
جوار فراش ابنته جلس على ركبتيه بعدما ذهب بلينا إلى غرفتهم عاد لابنته يجلس جوار فراشها ممسكا أمسك بكف يدها الصغير يخفيه داخل راحة يده ليهمس بصوت ذبيح منكسر:.
- سامحيني يا بنتي، أنا عمري ما مديت ومش عارف ازاي قلبي طاوعني أعمل فيكِ كدة، بس انتي كسرتيني يا لينا، شعور وحش اوي بنتي حبيبتي تطلع بتضحك عليا مستغفلاني، لما وقعتي قدامي على الأرض قلبي وقف من الخوف ما تحرقيش قلبي عليكِ زي ما اتحرق على أختك زمان، المرة دي بجد مش هستحمل.
لم يُغلق باب الغرفة كاملا فقط شق صغير رأته خلسة من خلاله وضعت يدها على فمها تمنع صوت بكائها وهي تراه ينهار لتلك الدرجة تعرف خالد جيدا يأخذ كل شئ على محمل الجد، خاصة حين يتعلق الأمر بابنتهم خوفه من فقدانها كما فقد شقيقتها من قبل يجعله حريصا لأبعد حد في الحفاظ عليها، وقفت تراقبه في صمت حتى لا يشعر به تعرفه يكره إظهار ضعفه أمام اي من كان، عادت لغرفتها بهدوء حزينة ولكنها مطمئنة خالد جوار ابنتهم.
على صعيد آخر في سيارة على...
يستقل عثمان مقعد القيادة يجاوره أبيه ولبني تجلس على الأريكة الخلفية، صمت يطغي على الأجواء قاطعه عثمان حين غمغم بسخط يحاول حل رابطة عنقه:
- اوووف بقي البتاعة دي خنيقة اوي هو اي حد بيروح يخطب يشنق نفسه كدة
ابتسم على ساخرا التفت برأسه ناحيه ولده يحذره بحدة:.
- أنا سمعت كلامك لما قولتلي أنا اتغيرت وعايز استقر وتعالا نخطب، انما تطلع يا عثمان بتلعب وعامل الخطوبة حجة عشان تتسلي بالبت أبوها مش هيرحمك دا مختار الزهاوي مش لعب عيال هو
بلع عثمان لعابه مرتبكا، لا يعرف ما يقول لتنقذه والدته سريعا كما تفعل دائما تهتف بحدة تدافع عن طفلها:
- جري ايه يا على هتنكد على الولد وهو رايح يخطب كمان ما قالك خلاص عايز يستقر وهيخطب وبعدين أنا ابني مش صغير عشان تقوله لعب عيال.
التفت بجسده قليلا ناحية زوجته ليرد متهكما على ما تقول:
- ماشي يا لبني، خلينا وراه الماية تكذب عثمان، صحيح
عاد لابنه يتابع يحذره:
- لما نروح هناك هتقعد بأدب ومش عايز استظراف وتنسي حكاية أنك فارس ولا خيال ولا اي كان اسمه، أنت مهندس كومبيوتر في شركة السويسي للمقاولات، مفهوم يا عثمان.
حرك رأسه إيجابا دون أن ينطق بحرف كل ما يشغله الآن أن يقتنعوا بأنه تغير ويثبت حسن نيته حتى إذا اكتفي من تلك الفتاة وتركها لن يشكوا فيه
وقفت السيارة امام قصر فخم ليفتح لهم الحرس الباب، توقفت في حديقة القصر نزل عثمان اولا يتطلع حوله حديقة واسعة فخمة بشكل مبالغ فيه، قصر كبير ارتفع برأسه لعنان السماء ليصل إلى نهايته اطلق صفيرا طويلا يهمس بذهول:
- دا واكلها والعة ايه كل دا.
لكزه على بمرفقه في ذراعه ينظر له بحدة يحذره من التمادي، اتجهوا إلى باب القصر لتفتح لهم أحدي الخادمات الباب تصطحبهم إلى غرفة الصالون جلس عثمان على أحد المقاعد ليجلس على جوار لبني على الاريكة المجاورة له، لحظات ونزل من السلم الضخم امامهم رجل طويل القامة يرتدي حلة فاخرة شعره رمادي مصفف بعناية الثراء الفاحش يظهر على مظهره من الطلة الأولي، يمسك سيجار كوبي بين أصابع يده اليسري، نظر له عثمان مستهجنا لم يستطع ان يلجم لسانه ليتمتم ساخرا:.
- هو عامل فيها يوسف وهبي ليه كدا
داس على بحذائه على قدم ذلك الاحمق ينظر له غاضبا من الجيد أنه كان فقط يهمس والا كان سمعهم ذلك الرجل، قام على يرحب به يبتسم برزانة ليرحب به الآخر بكلمات قليلة مقتضبة، بينما ظل عثمان مكانه دون حراك فقط ابتسم باتساع يقول بسماجة:
- مساء الخير يا عمي.
تجهم وجه مختار ينظر لذلك الفتي الوقح يكفي سمعته السيئة التي تسبقه بأميال، دخلت أحدي الخادمات تضع المشروبات، ابتسم على في هدوء ليبدء كلامه:
- بص يا مختار بيه احنا جايين النهاردة عشان نطلب ايد ليلا بنت حضرتك لعثمان ابني ويكون لينا عظيم الشرف اننا ننسابكوا
صمت مختار للحظات يخترز ذلك الفتي بنظراته الساخرة ليعاود النظر لعلي حمحم يردف في استهجان:.
- بس يا على بيه سمعة إبن حضرتك سبقاه شاب لعبي فاسد فاشل ما فيش وراه غير الجري ورا البنات
ما تصدقش يا عمي دي إشاعات مغرضة: صاح بها عثمان فجاءة ليحدقه على بنظرات حادة غاضبة ليحمحم بحرج يعود لصمته من جديد بينما تولي ابيه مهمة الدفاع عنه حتى وإن كان لا يرضي عن تصرفاته جميعا فيبقي ابنه هو فقط من له الحق أن ينعته بالفاشل الفاسق:.
- مختار باشا، عثمان ابني لا فاشل ولا صايع عثمان خريج كلية هندسة تكنولوجيا بتقدير امتياز مشروع التخرج بتاعه لو كمل فيه هيبقي براءة اختراع باسمه، وهو حاليا بيتشغل فيه، اما حكاية صايع فاعتقد أن كلنا صعنا في شبابنا ولما قررنا نستقر ونبطل صياعة اخترنا صح وابني اختار صح، عشان عايز يستقر.
انهي على كلامه ويحل الصمت وعثمان ينظر لابيه مندهشا والده يدافع عنه والده لم ينعته بالفاشل الفاسق كما يفعل دائما، قاطع تلك اللحظات دخول ليلا إلى الغرفة، بثوب قصير بالكاد يصل لنهاية ركبتيها فقط ربع كم يغطي ذراعيها، نظر على لها متضايقا من شكلها أهذه الفتاة هي من ستكون زوجة ابنته أم احفاده...
خطت ليلا للداخل مبتسمة برقة لتبتهج لبني من منظر العروس الرائعة، قامت تود معانقتها تهتف في سعادة:.
- اهلا يا عروسة
اختفت ابتسامتها حين ابتعدت تلك الفتاة عنها تمد لها اطراف اصابعها تصافحها بغرور تبتسم باصفرار متمتة:
- هاي يا انطي
ضيقيت لبني عينيها تنظر لها بغيظ، تلك الوقحة لن تكون زوجة ابنها ابدا، بينما اتجهت ليلا ناحية والدها تجلس جواره بعد ما صافحت على وخجلت كثيرا! من أن تمد يدها تصافح عثمان
قاطع على الصمت يتمتم برزانة:
- ها يا مختار باشا محتاجين وقت تفكروا ولا نتكل على الله نقرأ الفاتحة.
نظر مختار لابنته نظرة محددة لها مغزي هي فقط من فهمته لتحرك رأسها إيجابا كأنها تأكد له أنها تعرف ما تفعل، تنهد مختار حانقا من تصرفات ابنته الطائش ليرسم ابتسامة لبقة على شفتيه نظر لعلي مردفا:
- نقرا الفاتحة
رفع الجميع ايديهم يقرأون الفاتحة اختلس عثمان النظرات لليلا لتبادله بنظرات خجلة تخفض رأسها سريعا...
انتهت قراءة الفاتحة لينهض على فقام مختار بدوره صافحه على يتمتم في مرح باهت:.
- احنا الكبار دورنا خلص لحد هنا هما بعد يظبطوا مع نفسهم ميعاد الخطوبة، اتشرفت بمعرفتك يا مختار بيه
ابتسم مختار بدبلوماسية يصافحه بهدوء متمتا:
- الشرف ليا أنا يا على بيه بإذن الله يكون لينا لقاءات تانية عشان نتعرف على باقي العائلة
حرك على رأسه إيجابا يرد بفتور:
- اكيد، اكيد، نستأذن احنا بقي.
اصطحب زوجته وابنه إلى الخارج كان عثمان آخر الراحلين، نظر للينا يلوح لها يبتسم بسهتنة لتنظر له بهيام خجلة منه، ما إن رحل تبدلت ابتسامته باخري خبيثة ماكرة بينما اختفت نظراتها الناعسة ليشعل الحقد عينيها كل منهما يسعي لايقاع الآخر في شباك انتقامه تري من منها سينجح اولا.
حل صباح يوم جديد في منزل حمزة في دبي في أحدي ناطحات السحاب الفخمة يجلس حمزة وادهم على طاولة الافطار والخادمة الفلبينية تضع لهما الطعام بينما مايا المدللة لا تزال ترتدي ثيابها او بمعني تصرخ في دولاب ثيابها المكتظ بأنها لا تملك اي ملابس...
ضحك حمزة بخفوت حين وصل له صراخ ابنته الساخط نظر لأدهم يتمتم ضاحكا:
- أختك المجنونة
ابتسم أدهم ساخرا يحرك رأسه نفيا ببطئ يتنهد بيآس من افعال تلك المدللة:.
- 46 الف طقم وكل اليوم الصبح تصوت ما عنديش هدوم خالص، دي حاطة باقي هدومها في دولابي
ابتسم حمزة في هدوء ليربط على كتف ادهم يغمغم برفق:
- أختك وبتدلع عليك
اختفت إبتسامة أدهم وتلك الحقيقة التي فرضوها عليه تعصر قلبه ألما شقيقته هي لن ولم تكن شقيقته يوما كيف يقنع قلبه الثائر بأن تلك الفتاة لا تراه سوي شقيقها الأكبر، كيف يتخلص من لعنة عشق محرم بتلك الأوراق الرسمية.
اجفل على صوت مايا تصيح بمرح كعادتها ما أن حضرت إلى الطاولة وهي لا تتوقف عن الثرثرة المزعجة ولكن صدقا ذلك النابض يعشق ثرثتها المزعجة تنهد يبتسم بيآس:
- حلو الطقم والله حلو
ابتسمت في دلال تصفق بحماس لتتجه ناحية والدها تجذبه من ذراعه تصيح فيه:
- يلا يا بابي عشان توصلني هتأخر على المحاضرة
أمسك حمزة بيدها يضحك بصخب قرص مقدمة انفها برفق يغمغم في مرح:.
- يا بطلي اهمدي تعبتيني، ادهم اخوكي هيوصلك أنا مش رايح الشركة النهاردة
تنهدت بضجر لتقترب من أدهم تجذبه من ذراعه بعنف إلى الخارج تصيح بغيظ:
- قوووم، قوووم يا أدهم انت تقيل أوي
ضحك حمزة يراقبهم بسعادة ليتحرك أدهم خلف مايا ما كاد يخرج من الباب سمع صوت والده يصدح خلفه:
- خلي بالك من اختك يا أدهم.
زفر بحنق ليحرك رأسه إيجابا جذب الباب خلفه يغلقه، استقلا معا المصعد لتقف مايا أمام المرآه تنظر لملابسها تتأكد من أناقة مظهرها ادهم يقف بعيدا يتصطنع اللامبلاة بينما عينيه لا تنزحان عن مرآه المصعد يتطلع إلى قسمات وجهها يلتهم بشغف ملامحها البريئة كور قبضته يشد عليها، يتنفس بحدة وقف المصعد فئ الطابق الخامس عشر لتحتد عيني أدهم غضبا حين رأي واصل جارهم ذلك الشاب صاحب النظرات الناعسة، يتمني دائمآ أن يغلق له عينيه تلك حتى لا ينظر لها ابدا.
التفتت مايا لواصل تبتسم له كعادتها:
- هاي واصل
رمقها ذلك الواصل بنظرة حالمة ناعسة يهمس له بسهتنة:
- هاي مايا أنتي كتير بتعقدي اليوم
اشتعلت أنفاس أدهم غضبا خاصة مع ضحكات مايا الرقيقة اقترب المصعد من الطابق العاشر لينظر أدهم إلى ذلك الواصل نظرات متوعدة شرسة، ابتسم في خبث ليقترب من مايا يغمغم ببراءة:
- مايا شوفتي ال
في طريقه اليها مر جوار واصل ليهمس له بصوت خفيض يتوعد له:
-انزل احسنلك بدل ما ارميك برة.
ليكمل طريقه إلى مايا يبتسم في براءة:
- الساعة بتاعتي لونها لايق مع القميص
بلع واصل لعابه ذعرا دائما ما كان يخشي من ذلك الادهم الضخم ضغط بتوتر على زر الطابق العاشر لينتفتح الباب فر واصل خارج المصعد ينظر لادهم في خوف يبلع لعابه ليلوح له أدهم خلسه يبتسم ساخرا، اكمل المصعد طريقه ليأخذ مايا إلى سيارته متجها بها إلى جامعتها.
ما إن استقلت مايا السيارة بدأت تبحث في حقيبتها بتوتر وسرعة لتبتسم براحة ما أن وجدت ضالتها أخرجته من الحقيبة، ما كادت تفتحه سمعت صوت ادهم يسألها بتعجب:
- ايه يا مايا اللي في ايدك
امسكت مرآه السيارة الامامية تحرك لتنعكس صورتها فيها فتحت ذلك القلم تغمغم بملل:
- روچ يا أدهم نسيت احط قبل ما انزل
قبل أن تقرب ذلك الشئ من فمها هتف أدهم سريعا ببراءة:
- وريهولي كدا عايز اشوف حاجة عليه.
تنهدت بضجر لتغلقه تعطيه اياه فما كان من أدهم الا أنه القاه من نافذة السيارة المجاورة له دون أن ينظر له حتى، صرخت مايا بغيظ من مفاجأة ما حدث:
- إنت اتجننت يا أدهم
حرك رأسه إيجابا يبتسم باستفزاز ليهتف بسماجة:
- ايوة اتجننت وما فيش اي زفت هيتحط على وشك برة البيت واتفضلي يلا انزلي وصلنا.
نفخت بغيظ لتنزل من السيارة تصفع الباب خلفها بعنف تعرف أن أدهم يحب سيارته كثيرا لذلك تعمدت أن تصفع بابها بحدة لتسمع صوته يصيح مغتاظا مما فعلت:
- براحة على الباب
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها لتقرر الانتقام منه لم يكن تحرك بعد عادت اليه فتحت باب السيارة الخاص نظرت لمقعدها للحظات كأنها تبحث عن شئ لتتمتم ببراءة:
- لاء في الشنطة.
صفعت الباب بعنف اكبر من سابقه، لتشتعل عينيه غضبا، عادت تفتح الباب نظرت له تبتسم ساخرة:
- إنت ناديت يا أدهم
ابتسمت متشفية منه أمام نظراته الحادة الغاضبة لتمط شفتيها تغمغم في براءة طفلة:
- لاء شكل كان بيتهيئلي..
لتعاود صفع الباب بعنف تلك المرة سمعته يزمجر باسمها لتهرول ناحية الجامعة تضحك متشفية عليه
نزل سريعا من سيارته ليفتح بابها الثاني تنهد براحة يربط على باب السيارة برفق:.
- المجنونة كانت هتضيع الباب، عربيتي حبيبتي دا أنا اروح فيها
خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيه مايا لا تترك ثأرها ابداا، صوت رنين هاتفه صدح ليلتقطه من جيب سروال حلته كان يظن أنه والده ليقطب جبينه في تعجب، الرقم ليس رقم والده وليس من داخل دبي، رقم من مصر وغريب غير مدون لديه ليس رقم اي فرد من العائلة
فتح الخط يضع الهاتف على اذنه يهتف في ثقة:
- ايوة أنا أدهم السويسي مين معايا.
لحظات يستمع إلى الطرف الآخر ويديه تشتد على هاتفه حتى كاد ينكسر بين يديه ليصدح صوته قويا عاصفا:
- بقولك ايه يا راجل يا مجنون إنت، لو اتصلت هنا تاني هنزل بنفسي امحيك من على وش الأرض مالكش دعوة بمايا ودا اعتبره تهديد، إنت ما تعرفش أنا اقدر اعمل ايه.
اغلق الخط ليقبض على هاتفه يكاد يسحقه، صدره يعلو ويهبط بعنف ينظر لباب الجامعة التي دخلتها مايا للتو لن يسمح لهم بإبعادها عنه ابدا، انطلق بسيارته يشق الطريق إلى منزله عليه أن يخبر والده.
في فيلا خالد السويسي.
على وضعه ذاك من ليلة امس جسده يجلس على الأرض ورأسه مسطحة على الفراش يغط في النوم يد ابنته تخفيها كف يده، على الرغم من أن خالد من الصعب أن يستيقظ بسهولة ولكن خوفه وقلقه على ابنته جعله ينتفض ما أن شعر بحركة أصابعها داخل كفه بلع لعابها متوترا ينظر لها وهي تحرك رأسها تأن من الألم تحاول فتح عينيها، ترك كفها برفق ليخرج من الغرفة بخطي سريعة شبه مهرولة اتجه إلى غرفته ليجد لينا تغط في النوم جلس جوارها يوقظها بتلهف:.
- لينا، لينا اصحي يا لينا
انتفضت جالسة تنظر له بذعر تتلعثم بتوتر عقلها يعجز عن تكوين جملة مفيدة:
- في ايه، ايه في ايه
تعرق جبينه كور قبضته يشد عليها يحاول أن يبدو غير متأثرا ولكن رغم ذلك ارتجفت نبرته:
- لينا فاقت او بتفوق وشكلها تعبانة قومي شوفيها
هزت رأسها إيجابا سريعا نفضت الغطاء لتهب من فراشها متجهه إلى الخارج حين استوقفها جملته التي حاول أن يجعلها باردة قدر الامكان:.
- ابقي خليها تاكل دي نايمة من امبارح
تنهدت بأسي على حاله تعرف أنه يتألم فقط لالمها ولكنه يكابر تحركت سريعا إلى غرفة ابنتها لتجدها تجلس في منتصف الفراش تضم ركبتيها لصدرها تبكي في صمت، ابتلعت تلك الغصة التي تعصف بقلبها، اقتربت من ابنتها تعانقها بقوة لتنفجر كلتاهما في البكاء شدت لينا على جسد ابنتها تربط على ظهرها برفق تهمس لها بحنو:.
- بس يا حبيبتي اهدي، يا لوليتا مش أنا سألتك أن كان في حد في حياتك ولا لاء ليه كذبتي عليا
ابتعدت عن حضن والدتها الدموع تغرق وجهها المكدوم تهمس باختناق من عنف شهقاتها:
- انتي سيبتيني وسافرتي بعدتي عني في الوقت اللي كنت محتاجة فيه بس حضنك..
ما قدرتش احكيلك، ما قدرتش
صدمة اخرست لينا بعد عتاب طفلتها انهمرت دموعها بعنف لتحاوط وجه صغيرتها بحذر خوفا من أن تؤذيها تشهق في بكاء عنيف:.
- والله يا بنتي ما كنت اعرف أن كل دا هيحصل أنا عمري ما اسيبك ابدا، يا رتني ما سافرت، سامحيني
ابتعدت عن والدتها تحرك رأسها نفيا بعنف لتشرد عينيها في اللاشئ تتمتم بخواء:
- أنا ما غلطتش لما حبيت الحب مش غلط، أنا ما غلطتش عشان يحصل فيا كدة
التفتت لوالدتها حين شعرت بها تمسك ذراعيها برفق بين كفي يدها تتمتم بأسي:.
- أنا ما غلطتيش لما حبيتي بس غلطتي لما خبيتي، ما قدرتش تحكيلي كنت احكي لبابا اعتقد انه اقرب ليكي مني، خالد متمسك بزيدان عشان شايف إن ما فيش حد في حياتك
انما لو كنتي قولتيله من الأول عمره ابدا ما كان هيرفض، ولا هيفرض عليكِ زيدان
اتسعت عيني الصغيرة بصدمة شلت تفكيرها بأكمله لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم في ذهول:
- يعني ايه ما كنش هيرفض، لا كان هيرفض صح، يعني بابا كان هيوافق على معاذ عادي.
حركت لينا رأسها إيجابا تؤكد ما تقول لتكلم بحزم:
- ايوة كان هيوافق لو كان شحات بس عارف أنك بتحبيه كان هيوافق، قالها قدامي هي تقولي بس أنها بتحب دا وأنا اجوزهولها الصبح، انما اللي انتي عملتيه كسرتيه، أنا أول في حياتي اشوف خالد منهار كدة.
قاطع كلامهم حين انفتح الباب دخل خالد بصعوبة سيطر على انفعالته حتى لا يركض اليها يخفيها بين ذراعيه خاصة حين رآها تبكي بتلك الطريقة، تتحرك ببرود اقترب منهم ليمد كف يده أمام وجهها قائلا:
- اقلعي دبلة زيدان خلاص هو نفسه مش عايز يكمل
وكلمي اللي اسمه معاذ دا خليه يجي يقابلني.تبع
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر
صدمة كلمة قليلة عن ذلك الشعور الذي عصف بكيانها دوامة من المشاعر الغريبة عصفت بخلجات والدها لم يكن سيعارض، بتلك البساطة يوافق، وزيدان تنازل عنها حتى وإن كانت لم تكن له المشاعر كما تعتقد، فمن الرائع شعور أن أحدهم يحبك يرغب في قربك.
نظرت لوالدها بجزع، تنساب دموعها كان سيوافق وهي خدعته ودمرت ثقته بها بهذه البساطة، اقترب منها أمسك كف يدها الأيمن لينزع خاتم خطبة زيدان برفق من يدها شعرت في لحظة بأن تلك الحلقة الغريبة التي طوقت قلبها انكسرت، استدار ليغادر لتهب سريعا امسكت بذراعه تستجديه باكية:
- بابا أنا آسفة أنا...
صمتت حين استدار لها يبسط كفه أمام وجهها، لينزع ذراعه من يدها يتمتم بخواء:.
- ولا كلمة مش عايز اسمع منك حاجة، اتصلي بيه وخليه يجي يقابلني بس
قالها ليستدير خرج من الغرفة بأكملها لتنهار على فراشها تبكي ندما تعنف نفسها ليتها استمعت إلى نصيحة صديقتها « سهيلة» وأخبرت والدها منذ البداية، والآن هي كبلهاء خسرت ثقة والدها، وزيدان تشعر بقلبها يتنفض بعنف تنظر لأصبعها الخاوي، حتى زيدان زهدها لم يعد يرغب فيها.
ارتمت بين أحضان والدتها تشهق في بكاء عنيف تهمس بحرقة من بين شهقاتها:
- أنا غبية، وآسفة والله آسفة قولي لبابا يسامحني عشان خاطري يا ماما
انفطر قلب لينا ألما على بكاء طفلتها تحاول تهدئتها قدر الإمكان لتهتف سريعا:
- يا حبيبتي انتي عارفة بابا بيحبك قد ايه هو زعلان منك شوية وهيرجع يصالحك، كفاية عياط يا حبيبتي هتتعبي.
ابعدتها عنها تمسح دموعها برفق لتجذب صينية الطعام تضعها امامها ربتت على رأسها برفق تهمس بحنو:
- يلا يا حبيبتي كلي من امبارح ما كلتيش.
حركت رأسها نفيا تتجه بعينها ناحية نافذة الغرفة تنظر للخارج لقطات سريعة متتالية من طفولتها تمر أمام عينيها لتبتسم وتتساقط دموعها تذكرت حين كانت فقط طفلة في الثامنة مزقت أوراق مشروع هام تذكرت نظرة والدها المفزوعة حين رأي الورق فتات امام عينيه لأنها كانت فقط تلعب جل ما فعله أنه جلس أمامها على ركبتيها يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح باهت:
- فداكي يا شقية، يلا أجري العبي في الجنينة.
ليتها أخبرته من البداية انسابت دموعها بغزارة، اجفلت على صوت دقات على باب الغرفة ظنت انه والدها لتنظر للباب سريعا، فتحت والدتها الباب تبتسم في وجه الواقف:
- تعالا يا زيدان.
توسعت عينيها بذهول، لتجده يدخل إلى الغرفة يحمل علبة الحلوي اللي تفضلها، استشفت من ملامحه المجهدة انه لم يذق النوم طعما، دخل إلى الغرفة يبتسم في هدوء وقف امام برأسها ليضع علبة الحلوي عليه لاحظات أنه يتفادى النظر اليها عينيه لم تقابل عينيه ولو للحظات منذ أن دخل إلى الغرفة حمحم يردف بجد:
- أنا كنت جاي اطمن عليكي أنت ِ بنتي خالي أولا وآخرا وزي أختي ما احنا متربين مع بعض
حمد لله على سلامتك، عن اذنكوا.
قالها ليستدير يريد الرحيل حينما سمعها تهمس باسمه أغمض عينيه يشد عليها بعنف ذلك النابض في يسار صدره انتفض يدق بعنف اخذ نفسا عميقا يهدئ به نفسه ليلتفت لها يحاول الا ينظر إليها يهمس ببرود:
- نعم يا بنت خالي.
ممكن تخلي بابا يسامحني، همست بها برجاء تبكي بحرقة، لم يقاوم قلبه الثائر اكثر رفع وجهه ينظر إلى وجهها المكدوم ليشد على كفه بعنف يرغب وبشدة في تحطيم يد والدها التي فعلت بها ذلك بلع لعابها متوترا يحرك رأسه إيجابا، ليجدها تبتسم له ممتنة، لينا تبتسم له حدث تاريخي لم يحدث من قبل، فر سريعا من الغرفة قبل أن تنهار مشاعره أمامها.
نزل إلى اسفل ليجد خالد يجلس على أحد المقاعد المقابل للسلم، انتفض ما أن رآه يسأله بتلهف:
- هي عاملة ايه
ابتسم بحالمية يتذكر نبرة صوتها وهي تنطق اسمه ابتسامتها التي وجهتها له، له هو فقط تنهد يهمس بحرارة:
- مش كويسة!
رفع خالد حاجبه الايسر باستجهان ليرمي زيدان بنظرة حادة يزمجر غاضبا:
- وأنت مالك مبسوط كدة ليه أنها مش كويسة
تدارك زيدان نفسه سريعا دوامة مشاعره طغت على إجابته ليقول سريعا مصححا:.
- والله مش قصدي، بس هي تعبانة اوي يا خالي إنت عمرك ما قسيت عليها سامحها المرة دي
عاد يجلس على مقعده مرة اخري يحرك رأسه نفيا بعنف تهدجت أنفاسه ليهتف بانفعال:
- عمري ما قسيت عليها وادي النتيجة، المهم عملت اللي قولتلك عليه
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي زيدان يشعر بالانتشاء يغزو خلاياه بعدما هشم عظام ذلك الفتي حرك رأسه إيجابا يغمغم في مكر:
- تمام كله تحت السيطرة.
إنت قولتله على ايه، جاء صوت لينا المتعجب من خلف زيدان ليبتسم الأخير بارتباك حمحم يهتف متلعثما:
- هاا ابدا يا ماما، دي قضية في الشغل ولا ايه يا خالي
تبادل هو وخالد النظرات ليبتسم الأخير ساخرا يحرك رأسه إيجابا التفت للينا ينظر لها بهدوء يحادث زيدان:
- روح إنت واستني مني تليفون
حرك رأسه إيجابا ليغادر دون أن ينطق بحرف بينما اقتربت لينا منه أمسكت كف يده تترجاه:.
- خالد عشان خاطري لينا مش عايزة تاكل اي حاجة أطلع حتى خليها تاكل عشان خاطري يا خالد
نزع كفه من يدها وقف يوليها ظهره قلبه ثآر خائف على طفلته وعقله ثآر يكابر يصرخ فيه بأن تلك الطفلة هي من دهست ثقته زمجر بحدة دون ان يستدير:
- عنها ما كلت هي غلطانة وكمان بتتدلع، خلاص ما عدتش هدلع تاني، تاكل ما تاكلش تخبط دماغها في الحيطة ما بقتش تفرق معايا.
لا فائدة من المحاولة تعرف خالد حين يكون غاضبا لن يطاوع قلبه بتلك السهولة استدارت لترحل لتسمعه يهمس باسمها بخفوت، التفتت له سريعا ليشيح بوجهه ناحيه اليسار بلع لعابه يحاول أن يظهر البرود في نبرة صوته ولكن رغم عنه ظهر القلق جليا حين همس لها:
- حاولي معاها تاني معلش دي من امبارح ما كلتش ولا لقمة واحنا داخلين على الليل اهو..
ابتسمت يآسه لتقترب منه تعانقه بقوة وضع رأسه على كتفها يشد على عناقها يشعر بيدها تربط على رأسه حين سمعها تهمس بحذر:
- لوليتا ما غلطتش يا خالد، أنت عارف بنتك أكتر من اي حد، هي ممكن تكون خافت لترفض معاذ وتصمم على زيدان فخبت عليك، إنما اكيد مش قصدها تخبي عليك
رفع وجهه عن كتفها لتقابل زرقتيها غيوم عينيها الكدرة من الألم سمعته يهمس بصوت متألم مهموم:.
- وكانت هتفضل مخبية عليا لحد امتي، لحد ما تتجوزه من ورايا
شهقت واتسعت عينيها تحرك رأسها نفيا سريعا حاوطت وجهه بكفيها تهمس بتلهف:
- لاء طبعا يا خالد، لينا عمرها ما تعمل كدة وبعدين هي قالتلي أنه جاي يتقدملك يوم عيد ميلادها لما أعلنت خطوبتها على زيدان يعني...
قاطعها يتابع بخمول:
- خلاص يا لينا مالوش لازمة الكلام دا، اطلعي وانا شوية وهطلع اشوفها.
ابتسمت مطمئنة تعرف أن خالد لن يترك ابنته حزينة حركت رأسها إيجابا تربط على وجنته بحنو لتتركه متجهه إلى غرفة ابنتها تحاول اقناعها أن تاكل ولو قليلا.
ها إيه رأيك، هتف بها عمر بحماس بعدما خرج من غرفة القياس في أحد محلات الملابس الشهيرة لتلمع عيني ناردين بإعجاب تصفق بشغف:
- القميص تحفة عليك يا عمر، مش قولتلك فكك من البدل، شكلك بالكتير يدي 20 سنة
ابتسم بسعادة تلمع عينيها بحماس وشغف كان قد نسي كيف يكون إحساس أن تعش تلك المشاعر من جديد ربما كانت تلك الفتاة هي النجدة التي بُعثت له لتحي رماد قلبه من جديد.
يتصرف معها كأنه شاب طائش لا حساب على أفعاله يخرج يضحك يركض، تالا بحساسيتها الزائدة كانت ترفض كل ذلك، نظر لانعكاس صورته على سطح المرآه امامه عاد عمر الدنجوان بفضل تلك الفتاة
اشتريا كمية كبيرة من الملابس لها وله ليجلسا في أحد المطاعم قبل الغروب بقليل ابتسم يغمغم في سعادة:
- تعرفي أن أنا بقالي مدة كبيرة ما ضحكتش وحسيت بالانطلاق زي النهاردة
رفعت حاجبيها لتسأله ببراءة تحمل سم الافعي:.
- معقولة ليه ما كنتش بتروح مع مراتك وهي بتشتري هدومها، حقيقي إنت ذوقك هايل يا عمر
اختفت ابتسامته ليحل مكانها اخري ساخرة خبي بريق عينيه يهمس في تهكم:
- تالا ما كنتش بترضي، كنت ببقي عايز حتى اشتري لبس البنات كمان تقولي وأنت إيش فهمك في اللبس البناتي، طلبت منها مرة واتنين وبعد كدة بقت هي لما بتطلب مني انزل معاهم بقيت برفض وارد عليها بنفس جملتها.
مدت كف يدها الايسر تشبك أصابعها بيسراه رفع رأسه ينظر لها ليجد تبتسم بنعومة لتمتم بدلال:
- هي الخسرانة صدقني مين يكون معاها راجل زيك وتتبر على النعمة دي، صدقيني يا عمر إنت احسن راجل وأب في الدنيا كلها.
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يشبك يده في يدها بقوة لتقع عينيه في تلك اللحظة على الدبلة الفضية طوق زواجه تنهد لينزع يده من يدها، قطبت جبينها مستنكرة ما فعل لتتسع ابتسامتها حين رأته يخلع تلك الدبلة من يدها يدسها في جيب بنطاله لتلمع عينيها في حماس خطتها تسير بأفضل حال.
وقفت أمام فراش ابنتها تنظر لها بحزم لما يجب أن تكون تلك الصغيرة صلبة الرأس تماما كوالدها منذ ساعات وهي تحاول أن تقنعها بأن تأكل وهي لا تعطي اي رد فعل سوي الصمت
والرفض، فاض بها الكيل وقفت أمامها تشهر سبابتها أمام وجهها تصيح بحزم:
- ما هو بصي بقي يا لينا يا هتاكلي يا هعلقك جلوكوز ودا آخر اللي عندي أنا مش هفضل اتفرج عليكي وانتي بتموتي نفسك.
نظرت لوالدتها بخواء للحظات لتعاود النظر تجاه الشرفة بلا حياة لا ترغب في فعل اي شئ حتى معاذ لم تفكر في الاتصال به كل ما يشغل بالها حاليا كيف تنال سماح والدها، اجفلت على صوت دقات تحفظها جيدا، اتجهت والدتها تفتح الباب، ابتهجت تبتسم بأمل حين سمعته يحادث والدتها قائلا:
- انزلي يا لينا حضري العشا أنا هجيب لوليتا واحصلك.
لحظات وخرجت والدتها ليدخل خالد إلى الغرفة اغلق الباب خلفه تقدم يجلس على حافة فراشها دقائق من الصمت ينظر لها دون كلام بينما هي تبتسم تنساب دموعها، وقفت على ركبتيها تلقي بنفسها بين ذراعيه تخبئ وجهها في صدره تنتحب تشهق في بكاء عنيف:
- سامحني يا بابا أنا آسفة.
انهارت جميع حصون عناده العتيدة ليلف ذراعيه حول ابنتها يخبئها داخل قلبه قبل صدره خرجت منه تنهيدة حارة طويلة مثقلة بالهموم يضم الصغيرة لصدره كأنها لا تزال طفلة رضيعة، ساعات ربما في دقائق هي لا تتوقف عن البكاء تطلب منه السماح وهو صامت تماما، ابعدها عنه اخيرا يمسح دموع وجهها بيديه، جلس امامها يربع ساقيه لتفعل المثل بالكاد أخفي ابتسامته حين قلدت جلسته.
غص قلبه ألما من تلك العلامات التي تشوه وجهها من فعل يديه ليمد يده يمسد عليها برفق يهمس قلقا:
- هو مش الدكتور كان كاتبلك مرهم للكدمات دي، ماما دهنتلك منه
حركت رأسها إيجابا دون كلام لتخفض رأسها لأسفل تعاتبه بخفوت:
- حضرتك عمرك ما ضربتني، أول مرة أحس أن أنا خايفة منك اوي كدة
رفع وجهها برفق ينظر لها ابتسم في حزن ليتمتم بألم:.
- وأنا اول مرة أحس اني مكسور منك اوي كدة، أنتي عارفة احساس أنك بتبني بيت كبير جميل عالي كل شوية تقف قدامه البيت تفتخر بيه البيت دا أنا اللي بنتيه وفجاءة البيت يقع وتكتشفت أن اساسته ما اتبنتش أنا عمري ما خوفتك مني ليه خبيتي عليا
اغمضت عينيها لتنساب دمعتين منهما بلعت لعابها متألمة تهمس في خزي:
- كنت خايفة مش من حضرتك، خايفة لحضرتك ترفضه وتصمم تجوزني زيدان غصب عني وأنا ما بحبوش.
صمت للحظات يترفس تعابير وجهها ليربع ذراعيه أمام صدره يسألها فجاءة بحذر:
- وايه بقي اللي شدك في اللي اسمه معاذ دا، حبيته ليه يعني
شعرت بالخجل نظرت لوالدها نظرة سريعة خاطفة تفرك يديها متوترة تهمس بارتباك:
- مم، يعني معاذ طيب وحنين بيحبني وبيخاف عليا، على طول جنبي في الكلية، كلامه يعني مش عارفة اقولها حضرتك ازاي بس بيحسسسني بإحساس غريب حلو
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يكمل مستهجنا:.
- اقولك أنا كلامه بيحسسك انك طايرة كل كلمة غزل بتخرج منه قلبك بيدق بسرعة بتحسي، على طول بيقولك أنه بيحبك وأنك احلي بنت في الدنيا وأنه مستعد يعمل اي حاجة عشان تبقي معاه دايما
توسعت عينيها في ذهول رفعت رأسها تنظر لوالدها في دهشة تفغر فاهها كيف علم بكل ذلك، ليبتسم خالد ساخرا يهمس في نفسه بغيظ:
- كنت عارف أنه عيل، بتاع كلام
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يربط على رأسها برفق ليكمل يحذرها بحدة:.
- ماشي يا لينا، بس بردوا كان لازم تقوليلي
دي أول وآخر تخبي عني حاجة اي كانت المرة الجاية رد فعلي هيبقي وحش أوي مفهوم
بلعت لعابها خوفا تحرك رأسها إيجابا لتهمس في حذر:
- طب ومعاذ
قالتها سريعا بتلعثم ليزفر بغيظ فقط من ذكر اسم ذلك الفتي ارغم شفتيه على الابتسام يقول لها في مرح باهت:
- قومي غيري هدومك وتعالي ننزل نتعشي وبعدها نكلمه، خلاص زيدان نفسه انسحب الطريق بقي مفتوح لمعاذ.
ربت على وجهها ليدني مقبلا جبينها تركها وغادر يغلق الباب خلفه لتتنهد تبتسم براحة اخيرا نالت سماح والدها وفوق ذلك ايضا موافقته على معاذ، قامت سريعا تلتقط هاتفها الاسود الصغير تحاول الاتصال به كالعادة هاتفه أما مغلق او جرس متواصل بلا رد، زفرت بحنق تلقي الهاتف على الفراش بعنف:
- إنت فين بس يا معاذ ما بتردش عليا بقالك أسبوع.
في الأسفل اخذ طريقه إلى أسفل يفكر شارد يقنع نفسه بأن ما يفعله هو الصالح لابنته ستشكره قريبا على ما فعل دخل إلى غرفة الطعام ليجد زوجته تتحرك هنا وهناك بخفة تضع أطباق الطعام على الطاولة ليبتسم في خبث اقترب منها بخفة يمشي على أطراف أصابعه إلى أن صار خلفها ليلف ذراعيه حول خصرها انتفضت تشهق بخوف التفتت له تنظر له بغيظ:
- حرام عليك خضتني مش هتبطل حراتك دي بقي.
حرك رأسه نفيا ببطئ يبتسم باستمتاع يلاعب حاجبيه عبثا لتضحك بخفة تسأله سريعا:
- صالحت لوليتا؟
حرك رأسه إيجابا دون كلام لتعانقه بقوة تهمس بامتنان:
- حبيبي يا خالد كنت عارفة أن لوليتا مش هتهون عليك أبدا
ابتعد عن صدره تود إكمال ما تفعل لتشهق بقوة حين شعرت به يجذبها من جديد يطوقها بين ذراعيه يبتسم متلذذا:
- طب وأم لوليتا
احمرت وجنتيها خجلا لتهمس بصوت خفيض تتحاشي النظر لعينيه:
- مالها.
مال بوجهه ناحيتها ليداعب انفها بأنفه يبتسم في خبث غمز لها بطرف عينه اليسري يهمس باستمتاع:
مش عيزاني اصالحها
كادت وجنتيها تنفجر خجلا من عبثه الذي لا ينتهي ابدا ليجفلا معا على صوت ابنتهم تهتف في مكر:
- بتعمل ايه يا بابي
انتفضت لينا من بين ذراعيه سريعا ترتب طاولة الطعام بارتباك ليحمر وجه خالد غيظا يشتم الصغيرة في نفسه التفت لها يغمغم ساخرا:
- بحط لماما قطرة، عيلة فصيلة زي أمها.
ضحكت الصغيرة تغيظ والدها اتجهت إلى الطاولة تجلس على جانبه الأيسر ولينا على الايمن بينما هو يترأس الطاولة نظر لابنتع ليعقد جبينه متعجبا مما رأي مد يده يمسك وجهها برفق بين يديه يهتف في ذهول:
- انتي وشك خف بسرعة كدة إزاي
ضحكت ابنته بصخب لتشاركها والدتها في الضحك توقفت الصغيرة عن الضحك تهتف من بين ضحكاتها المتقطعة الخافتة:
- دا الميكب آب يا بابا.
اتسعت عيني خالد في ذهول ينظر لها بدهشة ليعقد جبينه في غضب زائف اجاد تمثيله يغمغم بحدة:
- حطيتي مكياج يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه
ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده على رقبتها من الخلف لتعقد جبينها غيظا تنفخ خديها تنظر له بحنق ليضحك هو ولينا عاليا على منظرها
لتهتف لينا من بين ضحكاتها:
- ابوكي بيهزر هزار بوابين يا حبيبتي معلش.
التفت بوجهه لها يرفع حاجبه الايسر يبتسم في توعد مغمغما:
- بتقولي حاجة يا حبيبتي
أشارت إلى نفسها تسبل عينيها ببراءة تحرك رأسها نفيا ليضحك عاليا يقبل جبينها، بينما هي تنظر لوالديها تبتسم والديها رمز العشق الخالد الذي لم ولن يموت ابدها
رن جرس الفيلا الخارجي في تلك اللحظة تحديدا لينظر خالد إلى ساعته يقطب جبينه متعجبا:
- مين هيجيلنا دلوقتي احنا داخلين على نص الليل
هتفت لينا زوجته بحيرة:
- يمكن زيدان.
ذهبت أحدي الخادمات لتفتح الباب لتطل من خلف الباب المغلق فتاة في أوائل الثلاثينات ترتدي تنورة سوداء واسعة وقميص اسود باكمام وحجاب رأسها من نفس اللون الاسود
تجري الدموع على خديها لتلوث وجنتيها البيضاء الممتلئة
تحمل طفلة صغيرة على ذراعها الايمن وحقيبة صغيرة فوق كتفها الايسر تمسك بكف يدها الايسر يد طفل صغير في الخامسة تقريبا
ابتسمت الخادمة ترحب بها بسعادة:
- اهلا اهلا يا ست بدور اتفضلي.
دخلت بدور إلى الداخل نظرت للخادمة تسألها بصوت خفيض بح من البكاء:
-هو بابا فين
اشارت الخادمة إلى غرفة الطعام المغلقة:
- بيتعشي يا هانم
حركت بدور رأسها إيجابا لتتحرك بخطي سريعة ناحية غرفة الطعام فتحت بابها، لتحل الصدمة فوق الجميع على رأسهم خالد الذي هب سريعا متجها إليها يسألها بقلق:
- بدور مالك يا بنتي فيكي ايه
لحظة وانفجرت تبكي بعنف تشهق في بكاء حاد مرير، اندفعت تعانقه بقوة تصيح بحرقة من بين دموعها:.
- أسامة ضربني يا بابا
اشتعلت عينيه غضبا ذلك الوغد سمح لنفسه أن يرفع يده على ابنته أقسم سيذقيه العذاب ألوان، هتف في حدة يتوعده:
- ليلة إلى خلفوه مالهاش ملامح، أنا قايلك من زمان أنه عيل صايع وانتي ما سمعتيش كلامي
ازدادت بكائها بعنف ليتنهد بضجر يربط على رأسها برفق يهمس بهدوء:
- خلاص بطلي عياط ما يستاهلش تعيطي بسببه، انتي لو تسبيني أشد عليه هيمشي على العجين ما يلغبطوش.
قبضت بيدها على سترته تهمس بحرقة من بين شهقاتها:
- أنا بحبه يا بابا
زفر بغيظ لما حظه سئ لتلك الدرجة ابنتيه واختيارهما السئ في الرجال ربط على ظهرها بهدوء يهتف في سخط:
- خلاص يا بدور بتعيطي دلوقتي أنا قايلك من ساعة الخطوبة لما نكد عليكي يومها وقولتلك سيبيه قعدتي تقولي بيحبني يا بابا وهيتغير بعد الجواز، قولتلك ما فيش رجالة بتتغير بعد الجواز بردوا ما سمعتيش كلامي.
زاد نشيجها الحارق لتهب لينا سريعا متجهه اليهم تنظر له بحدة لتقول بعتاب:
- خلاص يا خالد دا وقت تقطيم أنت مش شايف حالتها
حرك رأسه إيجابا يبعدها عنه يحاول أن يبتسم ليهدئها قائلا في فرق:
- خلاص يا حبيبتي اهدي، هاتي حبابيب جدو دول واطلعي يلا اوضتك غيري هدومك وتعالي نتكلم
حركت رأسها إيجابا تمسح دموعها بعنف لتأخذ لينا منها الطفلة الصغيرة بينما ركض الصغير إلى جده يحتضن ساقه يصيح فرحا:
- تدوو.
ضحك خالد في سعادة أن كان يحب بدور فهو يعشق هؤلاء الصغار كقطعة من قلبه مال يلتقط الصغير بين يديه يداعبه بوجهه ليضحك الصغير بسعادة، حملت بدور حقيبتها متجهه إلى اعلي، التفتت لينا له تسأله في قلق:
- يا تري ايه إلى حصل
انتفخت اوداجه غضبا ليشد على كف يده يهمس بهسيس نار مستعر:
- مهما كان إلى حصل فأنا هخلي ليلة اللي خلفوه سودا بيضرب البنت لاء وكمان بيسيبها تخرج في نص الليل لوحدها.
اعطي الصغير للينا ليخرج من الغرفة التقط هاتفه من جيب سرواله يطلب الرقم المدون عنده ( الحيوان أسامة) ضحك ساخرا ليضع الهاتف على إذنه لحظات من الرنين المتواصل ليسمع الطرف الآخر يهمس بارتعاش:
- مساء الخير يا باشا
زمجر هو غاضبا يصيح فيه:
- مساء الزفت على دماغك أنت ازاي يا حيوان تمد ايدك على البنت وسايبها تنزل بليل في نص الليل لوحدها بالعيال
هي خرجت من غير أذني ليلتها سودا، صاح بها أسامة بغيظ.
لتنتفض عروق خالد تصرخ غضبا قبض على هاتفه يصرخ فيه:
- دا أنت إلى ليلتك سودا بتمد ايدك على البنت وعايزها تقعد في بيتك كمان يا بجاحتك
ابتلع اسامة لعابه خوفا ليهمس بصوت مرتجف:
- خالد باشا ارجوك افهمني أنا مستعد اجي وافهم حضرتك اللي حصل
دوي صدي ضحكات خالد الغاضبة ليزمجر فيه كليث غاضب:
- دا غصب عنك مش بمزاجك مش اوبشن هو، من النجمة القيك مرمي على الباب برة ومن غير سلام.
اغلق الخط في وجهه دون أن ينطق بحرف آخر ليجد بدور تقف عند نهاية السلم تنظر لع بأعين حمراء باكية ليشير لها أن تقترب منه مشت ناحيته ليجذب يدها يشدها خلفه برفق إلى غرفة الطعام يغمغم برفق:
- مش هنتكلم ولا كلمة قبل ما تاكلي كلي وأنا معاكي للصبح.
تجلس على فراشها ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها ذعرا تضع يديها على فمها تكبح صوت بكائها منذ أسبوع وهي تحاول التواصل معه بعد أن بعث لها بتلك الصور المخلة لها ومقطع فيديو بشع لم تستطع النظر اليه اكثر من ثانية، سبعة ليالي قضتهم في عذاب تركها تتقلب على النار تفكر في ابشع الاحتمالات اغلق هاتفه يري رسائلها ولا يرد، انتفض فؤادها خوفا حين رأت هاتفها يضئ برقمه لتلقتطه سريعا تفتح الخط لتسمعه يهتف في خبث:.
- مساء الفل يا سرسورة ايه رأيك في الصور عجبتك
خرجت شهقاتها الباكية رغما عنها ينتفض فؤادها ذعرا تهمس بارتعاش:
- ليه يا تامر دا أنا وثقت فيك، أنا اذيتك في ايه
سمعت صوت ضحكاته القذرة يعلو اكثر ليغمغم باستمتاع:
- انتي غبية يا سارة صح، هو في حد بيعمل حاجة لوجه الله، كنتي أسهل مما أتخيل كل االي محتاجاه حد يسمع وأنا سمعت هفضل أسمع كتير كدة من غير مقابل
وضعت يدها على فمها يرتجف جسدها بعنف تهمس بذعر:.
- إنت عايز مني ايه
صمت للحظات يتلاعب بأعصابها التالفة ليهمس اخيرا بتلذذ:
- تجيلي البيت
شهقت بعنف ما أن نطق تلك الجملة تهمس سريعا بذعر:
- لالالا لا طبعا مستحيل
انتفضت حين سمعته يصرخ فيها بحدة:.
- ما هو اسمعي بقي يا حلوة يا هتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف لهبعت صورك العريانة وفيديوهاتك لابوكي وعمك وانتي عارفة عيلة السويسي مش بعيد يدفنوكي حيه، خليكي شطرة كدة يا سرسورة هبعتلك عنوان البيت في رسالة بكرة تكوني عندي.....