رواية أسير عينيها الفصل الثالث عشر 13 الجزء الرابع بقلم دينا جمال


رواية أسير عينيها

الفصل الثالث عشر 13 الجزء الرابع

بقلم دينا جمال

لاء الله يخيلك يا تامر ابوس ايدك بلاش بيتك، همست بها بذعر دموعها وشهقاتها سريعة عنيفة كأنها تغرق تقاوم الموت...

صمتت للحظات لتدعو في نفسها أن يوافق لتجده يكمل في مكر:

- ماشي يا سرسورة عشان خاطرك أنت ِ بس قابليني في مطعم (، ) الساعة 3 بالدقيقة الاقيكي قدامي

حركت رأسها سريعا بتلهف تقبض على الهاتف بعنف لتهمس بقهر:

- حاضر حاضر مش هتاخر حاضر.


اغلق الخط دون كلمة اخري لتضم قبضتها الصغيرة إلى صدرها تبكي في صمت تنظر لشقيقتها النائمة بقهر تتمني لو توقظها وترمي عليها تلك الحمول التي تجثم على قلبها ولكن حتى سارين بها من الهموم ما يكفيها عشقها لعثمان من طرف واحد، مشاكل بيتهم التي لا تنتهي مؤخرا عرفت أن اختها تلجئ لأحد أنواع المنوم في الليل حتى تغيب عن تلك الشجرات التي لا تحدث سوي ليلا.


على صعيد قريب من غرفتها، فتح عمر باب منزله بمفتاحه الخاص يصفر لحن باستمتاع، زفر بحنق ليتجهم وجهه حين رأي تالا تجلس على أحد المقاعد في انتظاره، اقترب منها يعقد ذراعيه أمام صدره ابتسم ساخرا ليقول متهكما:

- ايه اللي مصحي جنابك لحد دلوقتي مش عوايدك يعني

وقفت تنظر له شرزا نظرات نارية حادة غاضبة لتشير إلى الساعة القابعة على الحائط خلفه تصيح غاضبة:.


- الساعة عدت نص الليل يا عمر، بقيت ترجع كل يوم في انصاص الليالي كأنك لا متجوز ولا عندك أطفال ما بيشوفوش وشك خالص

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه طفقها بعينيه من أسفل لاعلي يتمتم بتهكم:

- سوري يا ماما تالا اني طلعت ولد نوتي واتأخرت، بقي انتي بقي قاعدة مستنياني عشان الكلمتين التافهين زيك دول.


قالها ليلتفت يود المغادرة، اشتعل قلبها قهرا من سخريته اللاذعة لتقبض على ذراعه قبل أن يتحرك وقفت امام تنظر له بقهر للحظات تلتها انسياب دموعها لتصيح بحرقة:

- كلامي تافة يا عمر عشان بقولك وحشتنا، وحشت البنات ما بقوش بيشوفوك خالص، بقيت اسوء مما كنت اصلا، هو أنا مش عارفة أنت متغير ولا لاء.


خرجت ضحكاته العالية الصاخبة تهز احباله الصوتية بقوة مد يده يزيح يدها من على ذراعه ليربط على وجنتها بجفاء يتمتم ساخرا:

- أنتي مش عارفة اي حاجة في اي حاجة، تصبحي على خير يا بيبي

قالها ليستدير مغادرا إلى غرفته يصفر ببرود تجمد مكانه يقبض على يده بعنف حينما سمعها تصيح بحرقة من خلفه:

- قسما بالله يا عمر لو فضلت على حالك دا أنا هشتكيك لاخوك.


غضب عنيف دق في عقله هل تظنه طفل تهدده التفتت لها حرق الأرض تحت خطواته اقترب منها يقبض على مرفق ذراعها الأيسر بعنف يزمجر غاضبا:

- بتهدديني يا تالا هشتكيك لاخوك فكراني عيل صغير هخاف، روحي اشتكيله أعلي ما في خيلك اركبيه، أنا غلطان اني مستحمل العيشة دي اصلا بلا قرف

لفظها من يده بعنف ليتجه ناحية باب منزلهم خرج ليصفع الباب خلفه بقوة.


بينما سقطت تالا على ركبيتها تنظر للباب الموصد بقهر، تعزم في نفسها أن تعيد زوجها إليها مهما كلفها الأمر، وبينما وكالعادة سارة تقف هنا تنظر لهم تبكي تقهرا لما يجب أن تكون حياتها تعيسة لتلك الدرجة.


على طاولة الطعام جلست بدور جوار لينا ابنه خالد، وكل عاد لمكانه خالد يحمل الطفل الصغير على احد ساقيه ولينا تضع الصغيرة في حضنها، مدت بدور يدها تربط على ذراع لينا تهمس له بهدوء:

- وحشاني يا لوليتا عاملة ايه يا حبيبتي

ابتسمت بارهاق تحرك رأسها إيجابا كأنها تخبرها أنها بخير، وضع خالد معلقة الطعام في فم الصغير الجالس بحضنه ابتسم له يحادث بدور:

- سيبيها يا بدور هي تعبانة شوية.


ابتسمت بدور بهدوء تحرك رأسها إيجابا، تنظر لوالدها الروحي، أبيها حتى لو لم يكن بالدم فيكفي حمايته مساعدته حنانه الذي يغدقها بها دوما، يقف سند ومدافع لها في اصعب الاوقات بعد سفر أخيها بصحبة زوجته إلى أحد دول الخليج وتوفي والدها بات هو سندها الوحيد الذي تتكأ عليه في احلك الاوقات، ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها وهي تراه يلاعب صغيرها يقذفه لأعلي ويسرع لالتقاطه بين ذراعيه ليضحك الصغير عاليا، قطعت جلستهم الضاحكة تقول لصغيرها:.


- خالد وبعدين معاك بطل دلع انزل يلا عشان ما تتعبش جدو

زم الصغير شفتيه بغيظ يتعلق بعنف جده يغمغم ببراءة:

- تدو بيبي

ضحك خالد بصخب يعانق الصغير بقوة مقبلا جبينه:

- دا أنت اللي حبيبي مش أختك الهبلة اللي بتخاف تجيلي دي

نظرت لينا لزوجها تخرج له طرف لسانها تغيطه تضم الصغيرة بين ذراعيها:

- سيلا حبيبة تيتا بس.


كانت جلسة سعيدة الجميع فيها يضحك الا هي تحرك طعامها في طبقها شاردة، بدور وزوجها تتذكر جيدا أن والدها عارض وبشدة تلك الزيجة يخبرها أن ذلك الاسامة سئ الطباع والخلق وهي أبدا لم تستمع، هل يمكن أن تكون وجهه نظره في زيدان صحيحة ايضا هل هو الوحيد حقا القادر على اسعادها، تنهدت حائرة قلقة اختفاء معاذ المفاجئ يقلقها عليه وعلى قلبها الحائر خائفة من أن تنجرف خلف تلك المشاعر الغريبة التي تملكت قلبها فجاءت تجاه زيدان؟!


زيدان كابوسها المرعب كيف تعشق من تكره

خرجت من شردوها على صوت محبب يصيح بمرح من ناحية باب الغرفة:

- وحشتوني وحشتوني وحشتوني

نظرت لجاسر تضحك بخفوت ليتقدم هو لداخل الغرفة يفتح ذراعيه على اتساعهما يهتف بدراما مبالغ فيها:

- عمي حبيبي وحشني يا غالي

تجهم وجه خالد ليكسي البرود ملامحه نظر له بحدة يتمتم متهكما:

- الساعة في ايدك كام يا بيه، كنت صايع فين لحد دلوقتي.


ابتلع جاسر لعابه متوترا حمحم يحاول إيجاد كذبة مناسبة حتى لا يفضح أمره:

- ابدا يا عمي أنا كنت في الأرض وخلصنا متأخر وخرجت قعدت مع صحابي شوية والوقت خدنا

رماه خالد بنظرة خاوية باردة ليعاود إطعام الصغير، نظرت لينا لجاسر تهمس لها بحنانها الفائض:

- اقعد يا حبيبي كل

جذب المقعد المجاور لعمته يجلس عليه نظر لبدور يشاكسها كعادتها غمز لها بطرف عينيه يغمغم بمكر:.


- جاسر رشيد راشد الشريف 25 سنة اعذب وعايز اغير حالتي الإجتماعية

ضحكت بدور بخفة على أفعال جاسر التي لا تتغير ابدا، بينما اشار خالد لزوجته لتعود للخلف قليلا ليدوي بعدها صوت صفعة قاسية من يد خالد على رقبة جاسر من الخلف، امتعضت ملامح الاخير ألما ليسمع خالد يضحك ساخرا يزجره بحدة:

- اتلم يا صايع

اتجه جاسر برأسه ناحيه خالد يشهر سبابته أمام وجهه يدافع عن قضيته التافهة بحماس:.


- لاء سوري، سوري، ما تلغبطش في القاب العيلة، عثمان هو الصايع، لينا برنسسية العيلة، زيدان براد بيت العيلة دا احلي من حياتي بعينيه الزرقا وشعره البني مش فاهم ازاي ظابط بالحلاوة دي

رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لجاسر في شك ليهتف فجاءة منفعلا:

- ولا مالك يالا متنشف كدة الجو اصلا ملبش اليومين دول

انتفض جاسر في جلسته ليعتدل بجسده ناحية خالد يصيح بانفعال كوميدي:.


- لااااا أنا ميمي آه بس راجل اوي، الحكاية كلها إن هو احلي من حياتي فعلا...

صمت للحظات ليكمل متفاخرا بحاله:

- العبد لله بقي الجينيس بتاعت العيلة أنا اللي مشرفكوا في كل حتة

بسط خالد كف يده يشير لجاسر أن يتقدم ناحيته ليقف الأخير بزهو يمشي متفاخرا، هبط برأسه قليلا ناحية مقعد خالد ليتفاجي بصفعة أخري تماثل سابقتها ليصيح متألما:

- لا ضرب لا أنا ابن ناس على المرمطة دي سعادتك.


قام خالد ليعطي الصغير لخالد يحذره بحدة:

- خلي بالك من خالد الصغير

ابتسم في خبث يضم الصغير بين ذراعيه مال ناحية لينا يهمس بمكر:

- بحس بانتصار أوي وأنا بشتم الواد دا

وضعت لينا يدها على فمها تكبت ضحكاتها، اتجه خالد ناحية بدور امسك يدها يجذبها خلفه ناحية باب الغرفة نظر لجاسر يتمتم متوعدا:

- دا أنا هحسسك بالانتصار لما ارجعلك يا حيوان

رسم ابتسامة هادئة على شفتيه ينظر للينا يحادثها برفق:.


- لوليتا هتعبك يا بسبوسة كوباية قهوة على المكتب

احمرت وجنتيها خجلا تحرك رأسها إيجابا ليخرج خالد بصحبة بدور لتعطي لينا الصغيرة لابنتها متجهه ناحية المطبخ التفتت جاسر ناحية اخته يهمس بهيام:

- هيييح بسبوسة، لما اتجوز هقول لمراتي يا قلقاسة انا بحب القلقاس جدا

ضحكت لينا تدفعه فئ كتفه امامها تهتف من بين ضحكاتها:

- يلا نطلع الأوضة بتاعت اللعب بتاعتنا واحنا صغيرين نلاعب سيلا وخالد.


جلس في سيارته أسفل منزله شارد يفكر يشعر بالاختناق يغزو خلاياه حل ازرار قميصه العليا يختنق يود لو ينفجر صائحا وجد يده تلقائيا دون وعي منه تطلب رقمها هي، لحظات تمني أنها لا تجيب سمع صوتها الناعم تهمس له بدلال:

- لحقت اوحشك احنا طول النهار مع بعض

زفر بحنق لا يعرف حتى ما الذي يفعله ليجد لها يهمس لها باختناق:

- أنا محنوق وتعبان يا ناردين ممكن تنزلي تقابليني محتاج اتكلم معاكي أوي.


سمع شهقتها الناعمة التي ارجفت اوصاله ليأتيه صوتها القلق بعد ذلك:

- مالك يا عمر، مخنوق من ايه يا حبيبي

زفر بحرارة ليهمس لها باختناق:

- هحكيلك لما اقابلك هنتقابل فين وأنا اجيلك

لحظات صمت من جهتها ليسمع بعدها صوتها الرقيق تهمس له بآسف:

- سوري يا عمر، بس أنا حقيقي مش هقدر انزل دلوقتي، رجلي وجعاني أوي

زفر في غيظ ليخلل أصابعه في شعره بقوة حين سمعها تهمس في تردد:

- طب ما تجيلي أنت البيت.


بلع لعابه لتتزايد دقات قلبه تعرق جبينه يهمس لها متوترا:

- اجيلك البيت ازاي يعني

صمتت كأنها تفكر فيما تقول لتعاتبه بدلال:

- هقولك العنوان وتعالا، أنا مش هقدر انزل ومش هقدر اسيبك كدة، وبعدين يا عمر إحنا كبار وناضجين مش أطفال

صراع حاد خاضه عقله وقلبه، قلبه ينساق خلف سحرها وعقله يرفض ذلك الفخ الظاهر، حرك رأسه إيجابا يقطع ذلك الصراع قائلا:

- ابعتيلي العنوان.


اغلق منها الخط ليجد بعدها بلحظات صوت رسالة منها بها عنوان المنزل دون أن يفكر مرتين ادار محرك السيارة متجها إليها، إلى فوهه بركان سيحرقه هو اولا.


جلس في غرفة مكتبه على المقعد المقابل لبدور ينتظرها أن تبوح بكل ما يجيش في قلبها تنهيدة حارة متألمة خرجت من بين شفتيها لتهمس قائلة بألم:

- كان عندك حق يا بابا طباعه عمرها ما هتتغير

حضرتك أنا بصحي الساعة سبعة الصبح احضرلوا الحمام والفطارد.


وبعدين اصحيه يفطر وينزل وبعدين اصحي خالد واحميه وافطره وواديه الحضانة واجيب طلبات السوق وأنا شيلة سيلا على دراعي وبعدين أرجع بسرعة انضف الشقة وأحضر الغدا وألم الغسيل واحطه في الغسالة وبعدين انزل اجيب خالد من الحضانة يكون هو جه احط الاكل واشيله وشاي ومواعين وعلى كدة كل يوم لما الليل بيجي ببقي مش قادرة أقف على رجليا هو بقي بيتلكك، انتي بتسبيني وتنامي انتي بقيتي مهملة في نفسك، انتي ما بقتيش تحبيني، بصي منظرك بقي عامل ازاي.


حسنا حسنا يا هذا سأريك عقاب تلك الدموع التي تزرفها ابنتي وكنت إنت السبب فيها أخطأت قبض علئ يده يشد علييها يحاول الا ينفعل ليعطي لها الفرصة لتكمل كل ما حدث لذلك سألها برفق:

- طب ايه إلى خلاه يضربك

انفجرت باكية ما أن نطقت تلك الجملة تذكرت معاملته القاسية معها خاصة ما حدث اليوم لتهمس من بين شهقاتها العنيفة:.


- يا بابا أنا تعبت من طلباته إلى ما بتخلصش وانا بني آدمه عندي طاقة احتمال النهاردة رجع من شغله بعد ما حطلته الأكل، عمال يتريق عليا، انتي مش شايفة انتي لابسه ايه

الأكل طعمه يقرف، أمي جاية بكرة نضفي البيت، العيال شكلهم مش مستحمي واعلمي أكل ليه طعم عشان امي

ما اقدرتش استحمل والله ما قدرت صرخت في وشه حرام عليك بقي يا اخي ارحمني، انت مش شاري شغالة دا انا مراتك، نزل ضرب فيا وساب البيت ومشي.


قام يجلس جوارها وضع رأسها على كتفه يربط على شعرها بحنو قبل قمة رأسها يهمس لها:

- خلاص انتي قولتيلي وأنا هتصرف، قسمي بربي هخليهولك يزحف على ودانه، يلا يا حبيبتي اطلعي نامي وما تشليش هم طول ما أنا جنبك

نظرت له بامتنان تحرك رأسها إيجابا قبلت جبينه لتتحرك لخارج الغرفة.


أخذ طريقه عبر ذلك السلم الشقة السادسة الدور الرابع، وقف أمامها مد يده ناحية جرس الباب ليتراجع في اللحظة الأخيرة بلع لعابه متوترا ليعود للخلف خطوة يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه بقوة يصيح عقله ثائرا:

- لا يا عمر إنت ما تعملش كدة

كاد أن يلتفت تجمد مكانه حين سمع صوتها الناعم يأتي من خلفه مباشرة:

- رايح فين يا عمر.


التفت لها برأسه لتتجمد عينيه ازدرد ريقه بصعوبة ينظر لكتلة الاثارة المشتعلة أمام عينيه بذلك القميص الاسود القصير، تحرك ناحيتها تلقائيا لتمسك بكف يده تجذبه للداخل، دخل خلفها كالمغيب لتجذب يده إلى اقرب اريكة القي جسده عليها يتنهد بحرارة لاهبة تعصف، ليجدها تجلس جواره تمسك بكاس نبيذ تمد يدها به اليه ليحرك رأسه نفيا يقول متوترا:

- أنا بطلت شرب من زمان.


جلست على ركبيته جواره تكاد تلتصق به تقرب الكأس ناحية فمه تسبل عينيها في دلال:

- وعشان خاطري

وقبل أن يبدي اي ردة فعل رفعت الكأس ليفتح فمه تلقائيا يتساقط المشروب في فمه وتلك كانت فقط البداية كأس يليه الآخر حتى غاب او غيب نفسه واعي يمثل دور المغيب، اقترب منها يطوقها بذراعيه يهمس بحرارة:

- انتي عارفة أن أنا هندم اوي على اللي هعمله دا، بس مش قادر ابعد عنك، انتي بقيتي بتجري في دمي يا ناردين.


ابتسمت في خبث سعيدة بما يحدث لتشهق بنعومة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه اشارت لاحدي الغرف تهمس له بنعومة:

- الأوضة أهي

حرك رأسه إيجابا يبتسم بثمالة ليتحرك بها ناحية الغرفة يسطر صفحة أخري من دفتر ندمه الذي سيدفع ثمن غاليا.


في غرفة الألعاب

جلس جاسر يلاعب لينا الصغيرة ويقبل وجنتيها الصغيرتين الممتلئتين ليصيح الصغير غاضبا:

- تيب تيلا اوتي

ابتسم جاسر في حنو حين تذكر أن والدته دائما ما كان يقول جملة مشابهه حين يقترب أحد من لينا، اطلق العنان لضحكاته يغيظ الصغير:

- بس ياض

ركله الصغير في ساقه بقوته الضعيفة يصيح فيه مغتاظا:

- اوتي يا رتم

انفجر جاسر ضاحكا يقرص وجنة الصغير برفق:.


- أنا اول مرة اشوف واحد الدغ في الخ وبيقولها ت، لوليتا، يا لوليتا، لوليتا

فاقت من شرودها على صوته لتنبه قائلة: هااا في ايه يا جاسر

ابتسم في مكر يلاعب حاجبيه بعبث: دا انتي في اللاللاند خالص، اللي واخد عقلك يا ست لوليتا

تنهدت تزفر بحنق لتهمس له بحدة:

- بس ياض بطل زن

نظر لها باشمئزاز يهتف متهكما:.


- ياض بيئة اقسم بالله أنا مش عارف انتي مش طالعة لعمتي ليه ست كمل شبه عارضات الازياء ممثلات السيمنا، سكر محلي محطوط عليه كريمة

ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتي لينا لتغني بصوتها العذب تقول في مرح:

- بهوايا جاسر هيتحط على الشوايا وهيتعمل بوفتيك

قطب جبينه ينظر لها مستفهما لتشير برأسها للواقف تكمل بنفس لحن النغمة:

- بابا واقف ورااااااك.


شحب وجه جاسر بات كالاموات لينتفض سريعا يختبئ خلف لينا التي وقفت في المنتصف بينه وبين والدها تحمي جاسر منه صاح جاسر فزعا يحاول الاحتماء بلينا:

- حوشي ابوكي عني يا لينا

زمجر خالد غاضبا يحاول الوصول إليه دون أن يؤذي ابنته:

- سكر محلي هااا، دا أنا هخليهم يوزعوا سكر على قبرك يا حيوان

تعالت ضحكات لينا تحاول الفصل بين جاسر ووالدها الغاضب لتقول من بين ضحكاتها:

- خلاص يا بابا دي عمته والله.


وقف للحظات ينظر لجاسر محتدا بغيظ ليصيح بحدة افزعتهم:

- عمته، عمي في عينيه، أنا هبعته لابوه جثة ابن رشيد هخليه ما يعرفش يخيط فيه غرزة

قبض جاسر على ذراعي لينا ليهمس لها برجاء متوسلا:

- يا رب بابكي يبقي ظابط ما تتحركي من هنا ابوكي لو مسكني هيعمل مني كرسسين

اكمل خالد متوعدا وهو يشمر عن ذراعيه:

- وطرابيزة كرسيين وطرابيزة اوعي يا لينا.


خالد خلاص بقي، جاء صوتها من ناحية باب الغرفة التفت برأسه ناحيتها ليجدها تقف عند باب الغرفة بصحبة بدور، كشر جبينه غاضبا لتنظر له بنعومة لم يقاومها خاصة وهي تسبل عينيها بتلك البراءة ليتنهد بغيظ يحرك رأسه إيجابا، نظر لجاسر شرزا يحرك كف يده على رقبته كأنها سكين ليهتف متوعدا قبل أن يخرج - دا أنا هعمل منك ورقة لحمة، اصبر عليا يا ابن رشيد.


خرج من غرفة ابنته غاضبا لتضحك لينا بخفة على افعال زوجها الغيور الذي لم ولن يتغير ابدا، اخذت بدور طفليها تذهب إلى غرفتها لتلتفت لينا إلى جاسر تخبره بايجاز:

- صحيح يا جاسر حمام اوضتك الماية فيه مش شغالة نام في أوضة زيدان النهاردة

ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا:

- حاضر يا عمتي

ودعتهم متجهه إلى ذلك الغاضب تعرف جيدا كيف ستراضيه، ليجلس جاسر جوار اخته أرضا وضع يده على قلبه يتنهد براحة:

- الحمد لله أنا لسه عايش.


جلست لينا جواره تربع ساقيها تضحك ساخرة عليه لينظر لها بغيظ يقبض على خديها بقبضته يهمس لها حانقا:

- اضحكي يا اختي، عسل زي ابوكي

صرخت ملامحها ألما لتضم شفتيها تحاول كبت صرخاتها تهمس له في وجع:

- جاسر شيل ايدك وشي بيوجعني

قطب جبينه قلقا لم يكن يقصد أن يؤذيها ابعد يده سريعا ينظر لها بقلق اتسعت عيني حين رأي في اثر كف يده على وجهها علامات زرقاء غامقة اللون لتتسع عينيه فزعا عليها:.


- هار ابيض وشك عامل كدة ليه دا من ايدي

اخفضت رأسها ارضا تحركها نفيا ليقترب منها جلس أمامها مباشرة يرفع وجهها برفق بسط يده على وجنتها ينظر لها بحسرة يهمس لها قلقا:

- مالك يا لوليتا وشك عامل كدة ليه، ايه حصل الفترة اللي فاتت احكيلي يا حبيبتي.


انسابت دمعتين من عينيها لتميل ناحيته تعانقه تبكي على صدره لحظات صمت تشعر به يشد من ازرها، لتبدأ تحكي له كل ما حدث لها في الفترة الماضية، ظل صامتا رغم شعوره بالضيق يعتلي قلبه منذ متي وهي تخفي عليه شيئا لما لم تخبره بعلاقتها بذلك الفتي، ظب صامتا إلى أن انتهت ليبعدها عن صدره برفق يمسح دموعها مترفقا ليعاتبها:.


- طب خوفتي تقولي لباباكي عشان خايفة ليغصبك على زيدان مع أن دا مستحيل يحصل، ليه ما قولتيش ليا يا لينا من امتي وحد فينا بيخبي حاجة على التاني

حركت رأسها نفيا تتفادي النظر لمقلتيه المعاتبة تهمس بخزي:

- كنت خايفة اي حد يعرف ما اعرفش ليه كنت خايفة على معاذ ليتأذي من بابا ولا زيدان لو اي حد عرف

امسك كتفيها برفق لتنظر له تلقائيا في ارتباك بينما اكمل هو في حزم:.


- حب وخوف في جملة واحدة ما ينفعش يا لينا، فين حب اللي اسمه معاذ دا ليكي، مختفي فين، رغم كرهك لزيدان اللي أنه بيحارب عشان وقف قدام ابوكي يحميكي منه، المهم مش هنعاتب دلوقتي بلغتي معاذ دا اللي بابكي موافق

حركت رأسها نفيا لترفع مقلتيها الدامعة تنظر له قهرا تهمس بألم:

- مش عارفه اوصله بقاله أسبوع مختفي موبايله يا مقفول يا ما بيردش حتى من قبل ما بابا يعرف وهو مختفي، أنا قلقانة عليه وعليا.


قطب جبينه مستنكرا كلمتها الاخيرة ليجدها تفرك يدها بارتبام تهمس متوترة:

- أنا مش عارفة مالي من ساعة ما بابا قالي أن زيدان قرر ينسحب من حياتي وأنا حاسة ان في حاجة نقصاني مش عارفة ايه هي

ابتسم بسعادة ليحاوط وجنتيها بكفيه يهمس لها بمكر:

- قلبك رافض حكم عقلك

تنهدت ضجرة من كلام جاسر يرفضه عقلها وبشدة تلك الحلقة الغريبة التي تحاول باستماتة تطويق لتهب واقفة عقدت ذراعيها أمام صدرها تصيح معترضة:.


- لا طبعا أنا ممكن بس اكون اتعودت عليه، أنا هتصل بمعاذ تاني هو اكيد مشغول هو في سنة الامتياز واكيد الشغل واخد وقته كله، تصبح على خير يا جاسر

قالتها لتفر هاربة من الغرفة ليبتسم يآسا من أفعالها التي لا تتغير ابدا تنهد يهمس مع نفسه:

- كل ما تتزنق في الرد تهرب مجنونة والله. أنا هقوم أنام.


في صباح اليوم التالي في فيلا خالد السويسي

تحديدا في غرفته

حرك رأسه بضيق من صوت البكاء المتواصل القادم يأتي من جانبه مباشرة قطب جبينه يهمس بانزعاج بصوت ناعس اجش:

- لينا مين اللي بيعيط، يا لينا عايز انام اقفلي الزفت دا.


لا رد منها والصوت مستمر ويزيد زفر بغيظ ليفتح عينيه بكسل ليقع نظره على تلك الصغيرة التي ترقد بجانبه تبكي باستمرار تركل بقدميها في الهواء، انتصف في جلسته تلوح على شفتيه ابتسامة حنونة حمل الصغيرة بين يديه يهدهدها لتتوقف عن البكاء تنظر له بابتسامة بريئة تضحك بصوتها الطفولي البرئ ليضحك على ضحكاتها:

- حبيبة جدو والله، قوليلي مين بقي اللي عمل المقلب دا وحطك جنبي وهرب.


نظرت له بدهشة لا تعي ما يقول فقط تمص أصابع يدها ليكمل ضاحكا:

- تعالي وأنا هشدلك ودانهم

حملها على ذراعه نزل من الفراش يرتدي خفه المنزلي اتجه إلى أسفل ليسمع صوت ضحكات زوجته قادمة من المطبخ اتجه ناحية المطبخ ليجد لينا وبدور يعدان طعام الإفطار، حمحم ما ان دخل يبتسم برزانة:

- صباح الفل

التفتتا اليه لتبتسم بدور في سعادة ما أن رأته اقترب منه تقبل وجنته تتمتم في مرح:

- صباح النور يا بابا.


ابتسمت لينا خجلة كعادتها تهمس له برفق: -صباح النور يا حبيبي

رفع حاجبه الايسر يناظرها بنظرات خبيثة ماكرة ليتمتم في خبث:

- حاف كدة.

تعالت ضحكات بدور الرنانة تنظر لخالد بمكر ومن ثم نظرت للينا تهمس في مكر:

- صحيح يا انطي حاف كدة

اقتربت منها تبتسم ماكرة لتدفعها برفق ناحية خالد تغمز له في مكر، بينما شبت لينا على أطراف اصابعها تقبل خد سيلا الصغيرة لتسمع خالد يهمس بعبث:

- هعديها عشان بدور واقفة.


كتفت بدور ذراعيها امام صدرها تبتسم ببراءة خبيثة تهمس لهم بمكر:

- أنا ممكن اخرج عادي

حدجها بنظرات غاضبة مغتاظة يتمتم ساخرا: - تعالي يا بدور خدي ودنك عشان نسيتها في بوئي

ضحكت الفتاتين على مزاحه ليشير هو للصغيرة الساكنة على ذراعه تمد كفها الصغير تمسك بخده تجذبه إليها:

- صحيح مين إلى حط العسل دي جنبي وأنا نايم

ابتسمت بدور حرجا لتحمحم بتوتر:.


- بصراحة أنا كنت عايزة انزل اساعد ابلة لينا في المطبخ وخفت لتصحي وتفضل تعيط وماحدش يسمعها

بحث عن الصغير الآخر في محيط المطبخ بعينيه ليهمس متسالا:

- طب وخالد الصغير فين

ابتسمت لينا بمكر حين تذكرت ما فعلت قبل قليل لتضحك ساخرة:

- نايم عند جاسر.


في غرفة زيدان، حيث كان جاسر يغط في نوم عميق، شعر بصفعة قوية على وجنته فتح عينيه غاضبا ليجد ذلك الصغير نائم بجانبه ويضع يده على وجهه، فابعد يده بغضب يهتف بغيظ: ايه إلى جاب الواد دا جنبي.


اولاه ظهره وعاد للنوم مرة اخري، لم يلبث أن غط في النوم، حتى شعر بشئ على رقبته يمنعه من التنفس، فتح عينيه فوجد ذلك الصغير يضع قدميه على رقبته قذف قدميه بعيدا بحنق يهتف مغتاظا: لاء بقي الواد دا مستقصدني، انت ايه إلى جابك هنا يااض

فتح الصغير عينيه يبتسم بمكر طفل لم يتعدي الخامسة ليغمغم ببراءة:

- تيتا لينا قالتلي روت نام تنب عمو تاسر

ضيف عينيه غيظا من ذلك الصغير يهمس ساخرا:.


- في الاخر بقي اسمي تاسر، قوم ياض من جنبي

جلس الصغير على الفراش يكتف ذراعيه القصيرين يصيح فيه مغتاظا:

- أنت رتم وتمار وتروف

جلس جاسر على الفراش مد يده يحك فروة رأسه يفكر بعمق:

- لو قولنا انه بينطق الجيم والح والخ، ت

تبقي انت رخم وحمار وخروف..

اتسعت عينيه من الصدمة ليتنفض يصرخ بغيظ:

- خد هنا ياض.


قفز الصغير سريعا من على الفراش يركض لاسفل وجاسر خلفه، امسكه من ملابسه من الخلف كالارنب اكمل طريقه لأسفل وهو يمسكه بتلك الطريقة سمع اصواتهم من المطبخ فذهب لهم

رفع يده التي يحمل بها الصغير يردق بغيظ: مين جاب الواد دا جنبي

رفس الصغير بيديه وقدميه يصيح بغضب: اوعي يا تمار اوعي

هزه جاسر بعنف يصيح فيه:

- ياض بطل شتيمة

نظر الصغير لجده بتلك العيون الواسعة البريئة يهمس ببراءة:

- تدو تليه يسبني.


تعالت ضحكات خالد ينظر للصغير بعطف ليشير لجاسر:

- سيبه يا جاسر

على مضض أنزله جاسر ارضا ليفاجئه الصغير حين قطم باسنانه الصغيرة ركبته بعنف ليفر هاربا يختبي خلف خالد يمسك بساقه يحتمي به ليصيح جاسر متألما:

- اااه يا فار يا عضاض.


صباح الخير يا جماعة، هتف بها زيدان في هدوء لتبتسم لينا بسعادة ما أن رأت طفلها الصغير حتى وإن صار اطول منها بمراحل عديدة سيظل طفلها الصغير، اقترب منه كم ودت أن تضمه بين ذراعيها ولكن خالد يمنع ذلك وبشدة، لذلك امسكت كفيه بين يديها تسأله بتلهف:

- زيدان يا حبيبي مالك وشك مرهق ليه كدة أنت ما بتنامش

ابتسم لها برفق ليرفع كفي يدها يقبلهما بامتنان:

- أنا زي الفل يا ست الكل ما تشغليش بالك.


صاح جاسر معترضا يمسك بركبته متألما:

- اضربه زي ما ضربتني اشمعني بقي، آه ركبتي دي دبابيس مش سنان

تحرك إلى اعلي يعرج قليلا في مشيته ليسأله زيدان ساخرا:

- مالك يا جاسوره

غمغم جاسر ساحظا وهو يعلو بخطواته ببطئ إلي أعلي:

- اصابة حرب يا أخويا، أنا اقعد اطبل له وفي الآخر يجي على دماغي ادي آخرة الكذب.


ضحك زيدان بخفة لتختفي أنفاسه فجاءة حين رآها تتهادي برفق تنزل بخفة كمهرة جامحة فتية شعرها البني الطويل يتطاير خلفها يطيح بثباته الزائف من الأساس لمعت زرقاء عينيه بشغف ينظر لها بسعادة لم يستطع إخفائها تدارك نفسه سريعا متذكرا كلام خاله حمحم يستعيد أنفاسه المسلوبة ليشيح بوجهه بعيدا عنها، اقتربت منهم تبتسم باشراق لتشعر بدقات قلبها تتسارع ما أن رأته، لتحمحم بنعومة تهمس برقة:

- صباح الخير.


رد الجميع التحية حتى هو ردها بهدوء تام ليتجهوا جميعا إلى غرفة الطعام، جلسوا جميعا على الطاولة ليكن هو أمامها زفرت بغيظ منه ومن نفسها، لا هدايا لا حلوي لا ورود لما تشعر بالضيق إذا اليست هي من رفضت جميع هداياه الم تلقي الورود في وجهه مرارا وتكرارا الم تلقي علبة الحلوي في القمامة أمام عينيه لما تغضب إذا لعدم جلبه ايا منها، نظرت لوالدها تهتف فجاءة بانفعال:

- بابا أنا عايزة الشوكولاتة اللي بحبها.


نظر لها خالد مستنكرا ليست طفلة لتصيح فجاءة بتلك الطريقة ابتسم ساخرا يغمغم مستنكرا:

- محسساني أنك في تانية ابتدائي هبقي اجبلك وأنا جاي

صمت للحظات لينظر لزيدان في مكر يسأله ببراءة:

- ما جبتش شوكولاتة يا زيدان

مضع ما في فمه ببطء ليحرك رأسه نفيا وجه أنظاره لخاله يقول بهدوء:

- لا يا خالي، لينا آخر مرة قالت انها ما بقتش تحب الشوكولاتة دي فما جبتش.


شدت على أسنانها تقبض على المعلقة في يدها بعنف، لتبتسم في نفسها بخبث نظرت لوالدها تهتف ببراءة:

- صحيح يا بابا حضرتك فاضي امتي عشان معاذ يجي يقابل حضرتك

نظرت له بطرف عينيها متوقعة أن تجده يشتعل غضبا ولكنها هي من اشتعلت غضبا حين رأته يشمر كمي قميصه يمسك بأحد ارغفة الخبز يأكل باستمتاع وكأن الامر بأكمله لا يعينه، لتجفل على جملة والدها، :

- خليه يجي في اي وقت اما نشوف آخرتها.


قاطع جلستهم دخول الخادمة تهتف باحترام:

- خالد باشا أستاذ اسامة مستني حضرتك في الصالون

احتدت عينيه غضبا ليقم من مكانه يشير لزيدان فقط بعينيه ليقف هو الآخر ليخرج كلاهما من باب الغرفة، ما أن خرجا من الغرفة همس خالد لزيدان بمكر:

- النهاردة بليل تنفذ

اتسعت ابتسامة زيدان يحرك رأسه إيجابا بحماس اللعبة ستبدأ وستنتهي الآن وهو الفائز.


حرارة الشمس اللاهبة احرقت وجهه فتح تململ بضيق يهمس تلقائيا:

- تالا اقفلي الشباك عايز أنام.


شعر بجسد يتحرك جواره ليستفيق عقله من حاله الخدر تلك فتح عينيه بكسل ينظر امامه ناعسا لحظات فقط استوعب عقله أنه ليس في غرفته ذلك ليس فراشه ابداا انتفض جالسا ينظر حوله بذهول لتقع عينيه على تلك النائمة جواره، لحظات وبدأ عقله يسترجع كل ما حدث بالأمس ليصل لنتيجة فاصلة أنه بات خائنا، سلم عقله وقلبه قبل جسده لاحضان اخري تالا من تسببت بذلك تهدده لا تتوقف عن انتقاده انساق وراء نذوة شيطانية عاش في لذة محرمة احبها، نظر جواره حين شعر بتلك النائمة تتململ بنعومة جواره فتحت عينيها لتبتسم بدلال ما أن رأته لتشد الغطاء تداري ما يظهر جلست جواره تقبل جبينه بنعومة لتزيح خصلاتها الحمراء الغجرية خلف أذنيها تهمس ناعسة:.


- صباح الخير يا موري

ابتسمت شفتيه بلا حياة يبحث عن ثيابه بين الملابس لتجدها تطوق عنقه بذراعيها تهمس متدللة بنعومة:

- أنا هروح احضر الفطار على ما أنت تاخد شاور، ولا اقولك أنا هروح اخد شاور والبس وننزل نفطر ونقضي باقي اليوم برة

بلع لعابه يشعر بغصة قاسية تعتصر احشائه حرك رأسه إيجابا دون أن ينظر لها ليشعر به تبسط كفها على وجنته تدير وجهه ناحيتها ابتسمت برقة ما أن نظر لها تهمس به برفق:.


- أنا بحبك اوي يا عمر، صدقني هحاول أعوضك عن كل اللي شوفته مع اللي اسمها تالا دي، أنا مش عايزة غير انت وبس حتى لو من غير جواز، أهم حاجة اكون جنبك.


ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يسخر من حاله وجد فتاة احلامه في فوهه الجحيم، الذي سيبلعهم سويا، حرك رأسه إيجابا لتقبل وجنته لتتجه إلى خارج الغرفة، جلس مكانه ينظر للساعة تجاوزت الواحدة والنصف لم يفعلها قبلا، منذ أيام وهو لا يذهب إلى الشركة، وقعت عينيه على دبلته الفضية التي عاود ارتداءها من جديد فقط بالأمس، تلك المرة خلعها يمسكها بين اصبعيه السبابة والابهام ينظر لاسم تالا المنقوش على إطارها الداخلي لتمر امام عينيه ضحكتها السعيدة حين البسها خاتم زوجهم قبل سنوات، ابتسم ساخرا يلقي الدبلة بعنف لتضيع بين اثاث الغرفة...


دخل خالد بصحبة زيدان إلى داخل غرفة الصالون ليقف ذلك الشاب تقريبا في منتصف الثلاثينات نحيف قليلا ملامحه لا لافت فيها مميزة شرقية أصيلة، دخل خالد إلى الغرفة جلس على أحد المقاعد ليجلس زيدان على المقعد المجاور له، جلس أسامة أمامها لينظر خالد له بتهكم يهتف بحدة:

- هو أنا قولتلك اقعد فز اقف

بلع الأخير لعابه خوفا ليتنفض واقفا يقبض على يده بعنف ظل واقفا لدقائق طويلة الئ أن سمع صوت خالد يهتف ساخرا:.


- اترمي اقعد

جلس مكانه مرة اخري يزفر بحنق يحاول تمالك أعصابه ظل هكذا للحظات دون أن ينطق بحرف ليجلس خالد باسترخاء يضع ساق فوق اخري حرك سبابته وابهامه اسفل ذقنه يتمتم ساخرا:

- أنت جاي تصورني، ما تتكلم

بلع أسامة لعابه متوترا يهمس بارتباك:

- هقول ايه بس

ضحك خالد ساخرا يردف بتهكم لاذع:

- عرفني بنفسك مين أسامة بإيجاز

اختفت ضحكاته فجاءة ليزمجر:

- إنت جاي تستظرف يا ظريف مديت ايدك على البنت ليه.


انتفض أسامة في جلسته يكره ذلك الرجل يرتعد منه ذعرا بدور الغبية لاول مرة تشتكي منه بعد الزواج، اقسم سيرسها على ما فعلت حرك رأسه إيجابا سريعا يهمس بتلجلج:

- يا افندم، بدور بقت مهملة جدا في نفسها كل يوم ارجع من شغلي القيها بعباية البيت المبقعة بتاعت الطبيخ، لا بقت بتهتم بنفسها ولا بشكلها ولا بأي حاجة خالص، أهم حاجة البيت والعيال وأنا في آخر اهتمامتها

دا غير انها بقت عصبية على طول بتزعق.


على طول تعبانة ونايمة، دي ما بقتش عيشة أنا زهقت

هتف بحدة يدافع عن ابنته:

- وهي بتعمل كدة عند يعني، مش بتتعب طول النهار في الشقة، مش من حقها تستريح هي مش بني آدمه وعندها طاقة زيها زيك

هب أسامة واقفا ينظر لخالد بخنق ليصيح مغتاظا:

- أنا بتعب اكتر منها أنا طول النهار في الشغل ومن حقي لما ارجع الاقي مراتي تريحني مش هي كمان تعبانة

تنهد خالد يزفر بملل نظر لزيدان يبتسم ساخرا:.


- ايدي بتاكلني عايز اضرب حد وشكلي كدة هبدا بيه، تترزع تقعد ولو صوتك على تاني هخليه يوحشك...

نظر لأسامة بعد أن جلس الأخير سريعا ليتمتم في رزانة:

- هنمسك العصاية من النص قبل ما افتح بيها دماغك، هبعتلكوا شغالة مضمونة تاخد بالها من شغل البيت وتساعد بدور رعاية الأولاد

ابتسم أسامة باتساع يحرك رأسه إيجابا ليهتف سريعا بتلهف:

- خلاص يبقي كدة المشكلة اتحلت، وبدور تقدر ترجع معايا.


رفع خالد سبابته يحركها نفيا كبندول الساعة يكمل ساخرا:

- تؤتؤتؤ مشكلة ايه اللي اتحلت أنت مديت ايدك على بنتي، أنت عارف يعني ايه تمد ايدك على بنت خالد السويسي

نفخ أسامة حانقا من ذلك الرجل المتسلط ليصيح فيه محتدا:

- على فكرة هي مش بنتك على اللي أنت عمال تقوله دا

اشتعلت عيني خالد غضبا رآه زيدان جيدا فهب يمسك بتلابيب ثياب ذلك الاسامة يجذبه من كرسيه يربت على وجهه بعنف:.


- لما تتكلم مع خالد باشا السويسي تتكلم بأدب، لهقطعلك لسانك واعيشك اخرس طول عمرك أنت فاهم

لفظه من يده بعنف ناحية باب الصالون يهتف بحدة:

- يلا يالا برة يلا لما تتربي وتعرف قيمة مراتك وتيجي تبوس القدم وتبدي الندم تبقي نفكر نرجعهالك

خرج أسامة من باب الصالون يصيح غاضبا:

-خليهالكوا اشبعوا بيها...

قالها ليخرج سريعا من البيت خوفا من ان يلحقه أحدهم.


تحججت لوالدتها أنها ذاهبة إلى أحد الدروس الهامة لتأخذ طريقها إلى ذلك المطعم، الخوف خوف مطلق يعصف بكيانها كله تفكر ما سيفعله بها ماذا سيطلب منها وقفت أمام المطعم من الخارج تنظر لداخله بقلق، دفعت الباب برفق ودخلت تبحث عنه بين الحضور لتجده يلوح لها، اقتربت منها تمشي ببطئ تتمني الا ينتهي الطريق الفاصل بينهما، وقفت أمام طاولته لتري ابتسامته البشعة تعلو شفتيه:

- اقعدي يا سرسورة واقفة ليه.


نظرت له بقهر لتجذب مقعدها جلست عليه تنظر له بذعر تتوسله بنظراتها، ليبدأ هو في الحديث

وقفت سيارة عمر أمام أحد المطاعم لتشير ناردين إلى ذلك المطعم تهتف في حماس:

- ايه رأيك في المطعم دا، بيقولوا اكله حلو جدا

ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا لينزلا سويا من السيارة متجهين إلى المطعم فتحت ناردين الباب، اشارت بيدها إلى لوحة جرانتية مرسومة على أحد الجدران تهمس له برقة:

- بص دي اسمها لوحة العشاق شايف جميلة ازاي.


ظلت عينيه معلقتين بتلك اللوحة يتأمل أدق تفاصيلها لم يكن يوما من محبي الفن ولكن تلك اللوحة بها شئ ساحر يشعر بيد ناردين تجذبه معها بينما هو عينيه معلقتين بتلك اللوحة ينظر لاشعة الغروب، صفحة الماء النقية يدا العشاق المتعانقة، جلس على أحد الطاولات عينيه لم تفرق تلكة اللوحة الا على صوت ناردين:

- بيبي أنا هروح الحمام اطلبلنا انت آكل.


حرك رأسه إيجابا يمسك قائمة الطعام جاء النادل فأملاه ما يريد، جلس باسترخاء يستند بظهره إلي ظهر الكرسي ليتناهي إلى اسماعه ذلك الحديث الجاري على تلك الطاولة البعيدة عنه قليلا

- ما هو اسمعي بقي يا حلوة هتسمعي اللي هقولك عليه ولا هفضحك في كل حتة

- ابوس ايدك لا يا تامر مش هقدر اعمل كدة

- خلاص انتي حرة بس ما ترجعيش تعيطئ بقي لما انشر صورك العريانة وفيديوهاتك الجميلة فكل حتة

- لا يا تامر ابوس إيدك.


قطب جبينه يشعر بقلبه يعتصر ألما على صوت توسل تلك الفتاة ولكن ما يقلقه حقا ذلك الصوت ليس بغريب على أذنيه التفت برأسه لتلك الطاولة لتشخص عينيه فزعا توقف كل شئ امام عينيه حين رأي ابنته هي تلك الفتاة الباكية التي تتوسل لذلك الشاب صدمة صعقته لم يشعر بنفسه سوي وهو يصرخ باسمها باعلي صوته:

- سااااااااااااااااارة....


             الفصل الرابع عشر من هنا 

لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا

تعليقات