رواية أسير عينيها الفصل الخامس 5 والسادس 6 الجزء الرابع بقلم دينا جمال


رواية أسير عينيها

الفصل الخامس 5 والسادس 6 الجزء الرابع

بقلم دينا جمال

وقفت السيارة امام عيادة الطبيب النفسي ترجل كلا منهما متجهين إلى داخل العيادة، استقبلهم قاسم مرحبا بهم، جلس خالد على احد المقاعد بجواره زيدان، نظر لقاسم بحدة يهتف بغيظ من بين أسنانه:

- تعرف لولا إني مش عايز أقل منك كنت قمت مسحت بيك بلاط العيادة البت كان هتتسرع من الخوف

جلس قاسم بارتخاء على مقعده الخاص يسند ظهره إلى ظهر الكرسي يتمتم ساخرا:.


- وهتفضل كدة، طول ما أنت مش عايز تسمع كلامي، لينا لازم تبعد عنك، لازم تخرج برة دايرة حمايتك، افهم بقي يا أخي، أنت مش هتعيش ليها عمرها كله

تنفس بعمق يكور قبضته يشد عليها، أصعب قرار يمكن أن يتخذه هو إبعاد طفلته الصغيرة عنه، ليجد يد زيدان تمسك بكف يده يبتسم بهدوء:

- يا خالي أنا عارف أنه صعب، بس صدقني هي هتبقي معايا في امان، احميها بعمري، هحاول معاها خطوة بخطوة، مش هبعدها عنك ابدا.


كان يرسم الكثير والكثير من الأحلام الوردية فتتها جملة نطقها قاسم بحدة:

- إنت ما تنفعش يا زيدان، ما تنساش أنك اصلا جزء من عقدتها

التفت زيدان ناحية قاسم يطالعه بنظرات نارية مشتعلة على وشك إخراج النيران من عينيه، هب واقفا صدم بقبضتيه سطح مكتب قاسم بقوة يصيح بعنف:

- دا ليه بقي أن شاء الله شايفني اكتع قدامك، انا مش جزء من عقدتها أنا ما عملتش حاجة والله العظيم ما عملتلها حاجة.


هب قاسم واقفا امامه يصيح فيه هو الآخر:

- ما فيش طفلة صغيرة هتكدب، أنت حاولت تعتدي على لينا يا زيدان، كنت في وعيك بقي ما كنتش في وعيك، بس أنت حاولت تغتصب طفلة صغيرة.


ما حصلش يا قاسم، هتف بها خالد بحدة نظر لزيدان يزجره بنظراته ليعود الأخير إلى كرسيه يجلس صامتا، عاد قاسم إلى كرسيه يتنفس بعنف على الرغم من كونه طبيب نفسي خبير في ضبط انفعالاته ولكن حالة تلك الفتاة تثير شفقته، هناك حلقة مفقودة، هو متأكد أن لينا لا تكذب فقط اخبرته بالحقيقة تحت تأثير تنويم مغناطيسي خاص، وخالد ينفي دائما كلام ابنته بثقة وتأكيد كبير بأن زيدان لم يفعل لها شيئا، اخرجه من تفكيره صوت خالد يسأله بتعجب:.


- إنت عارف أنا إيه اللي محيرني فعلا، لينا بتخاف من كل الامكان العامة ما عدا الجامعة، بالعكس بتحب تروح كأنها رايحة تتفسح

بلع قاسم لعابه ببطئ يحاول إن يبدو جديا في كلامه:

- عادي يا خالد ممكن يكون تعود مش اكتر..

خلينا في المهم هتفضل تعاند لحد امتي

وقف خالد يعقد زر حلته مغمغا بهدوء:

- زيدان الوحيد اللي اقدر آمن على بنتي معاه، عيد ميلاد لينا بكرة مستنيك، يلا يا زيدان.


خرج خالد بهدوء خلفه زيدان الذي ظل يطالع قاسم بنظرات نارية حادة إلى أن خرج من الغرفة، ليتنهد قاسم بأسم يتمتم مع نفسه:

- مش تعود يا خالد، في حد خد مكانك هناك، اتمني ما يكونش اللي بفكر فيه حقيقي، خالد مش هيتفاهم ابدا لو عرف حاجة زي دي.


جلسا في السيارة أمام عيادة الطبيب أسند خالد مرفقيه على فخذيه يخفي وجهه بين كفيه يفكر حائر قلق، هو يثق في زيدان ثقة عمياء، ولكنها ابنته الوحيدة لن يقدر قلبه على رؤيتها حزينة بذلك الشكل، رفع وجهه ينظر لزيدان حينما همس الأخير بهدوء:.


- أنا بحبها والله بحبها وعمري في يوم ما افكر آذيها، أنا عارف أنك قلقان عليها ويا بختها حقيقي يعني، كان نفسي يكون عايش أشبع من حنانه يخاف عليا صحيح مش هيبين أنه خايف، بس أنا ابقي عارف أنه خايف

ادمعت عينيه ابتسم ابتسامة واسعة بها مزيج ما بين الحزن والالم مكملا:

- أنا عارف إن كلكوا فخورين بوالدي مات شهيد بيحمي بلده، بس ذنب إبن الشهيد إيه يعيش طول عمره محروم من حماية ضهر وقع وهو بيحمي غيره.


أمسك خالد ذراعيه بقبضتيه يهتف فيه بحدة:

- لو مستني اني هحضنك واطبطب عليك تبقي بتحلم، امسح ياض دموعك دي على الله تنزل...

ترك ذراعيه يحاوط وجهه بكفيه يغمغم برفق:

- صحيح أنا عمري ما قولتهالك، بس أنا دايما بعتبرك ابني، سندي في الدنيا، أنت في كل حتة معايا يا اهبل من وأنت صغير، مستني اتعكز عليك لما أكبر، لما أكبر بقي أنا لسه في عز شبابي، وبعدين زيدان اللي مربي لزمايله في الإدارة كلهم الرعب بيعيط..


والله عيب علينا، مش عارف أنا ليه حاسس أننا عاملين زي عبد الغفور وعبد الوهاب في اللحظة دي، انشف كدة لاصقف على وشك بإيديا

ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا، عاد زيدان يقود السيارة ليقف بعد كدة أمام مول كبير، نظر خالد للمول بتعجب ليعاود النظر لزيدان يسأله:

- وقف هنا ليه

التفت زيدان له يهتف سريعا بتلهف:

- فاكر من أسبوع لما كنت مع لينا هنا في المول وأنا كلمتك، عشان كان في اجتماع مهم في الإدارة.


حرك خالد رأسه إيجابا يعقد جبينه متعجبا ليكمل زيدان سريعا:

- وأنا بكلمك كنت سامع صوت لينا جنبك وهي بتقولك انها عايزة الدبدوب دا، وأنت قولتها بعدين عشان لازم نمشي دلوقتي، فاكر شكل الدبدوب دا

حرك رأسه إيجابا ينظر له بذهول ليفتح زيدان باب السيارة يهتف بامتعاض:

- أنا مش فاهم ازاي قدرت تبقي نفسها في حاجة وما تجيبهاش، يلا يلا نروح نجيب البتاع دا، ولا نشوف نوصي على غيره..


ضرب خالد كف فوق آخر ينظر للفراغ بذهول يتمتم بتعجب:

- يا ابن المجنونة، الواد اتهبل

اشتريا ذلك الدب الكبير ضخم الحجم ابتسم زيدان باتساع يتخيل سعادتها به لتندثر ابتسامته في لحظات هي لن تسعد به لن تقبله من الأساس تنهد يمني نفسه أنها ربما تلك المرة ستقبله، جلس جوار خالد في السيارة يتفقان على ما سيحدث غدا حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة.


اوصل زيدان خالد إلى منزله وقفا امام البوابة الداخلية ليتلفت خالد إلى زيدان قائلا:

- ادخل اتعشي معانا

ابتسم الأخير يحرك رأسه نفيا يعتذر بأدب: معلش يا خالي، بلاش تشوفني تاني النهاردة، وعلى فكرة ما كنش ليه زوم أنك تجبرها تعتذر أنا مقدر حالتها كويس، خد معاك بس الدبدوب دا أدهولها

ربط خالد على كتفه بحزم كأنه يشجعه التفت ليفتح باب السيارة قائلا قبل أن يغادر:.


ابقي ادهولها أنت بكرة في عيد ميلادها، سلام يا عريس

تفرقا أحدهم دخل إلى منزله والآخر اخذ طريقه إلى منفاه، دخل خالد المنزل ليجد لينا تجلس على أحد المقاعد تشاهد التلفاز، ابتسمت باتساع ما أن رأته لتهرول إليه ارتمت بين ذراعيه تمتم بمرح:

- الشوكولاتة النهاردة من نصيبي أنا اللي استنيتك

لف ذراعيه حول خصرها يرفعها قليلا لأعلي ليصبح وجهها مقابلا لوجهه بسطت كف يدها على وجنته تبتسم بعشق:

- ما تقلتش عليك.


ابتسم باتساع يحرك رأسه نفيا ببطئ يتمتم بهمس عاشق:

- إنت ِ عمرك ما تتقلي عليا، عشان قلبي اللي بيشيلك مش إيديا

لفت ذراعيها حول عنقه تعانقه بقوة ليبادلها العناق الكل بالجزء اكتمل ضلع راقد جوار قلبه يتردد فيه صدي نبضه، ليسمعها تهمس بشغف:

- أنا مش عارفة هعشقك ايه تاني اكتر من عشقي ليك، أنا مش بحبك بعشقك بموت فيك، نفسي لما اموت، اكون في حضنك.


زفر بغيظ يشد على اسنانه بقوة لينزلها ارضا امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف كالمجرمين يهتف فيها غاضبا:

- هو أنا مش قولتلك ميت ألف مرة يا اوزعة انتي، ما تجبيش سيرة الموت قدامي ولا تجبيها اصلا على لسانك، قدامي يلا على فوق

ابتسمت ببلاهة تحرك رأسها إيجابا سريعا لتفر من امامه متجهه إلى أعلي، ليعدل من تلابيب ملابسه ينظر للفراغ بغرور يتمتم بصوت خفيض مغتر:

- الحمشنة حلوة ما فيش كلام.


اتجه خلف زوجته إلى غرفتهم، مغلقا الباب خلفه، لتطل لينا برأسها من باب غرفتها تنهدت براحة تهمس لنفسها بحماس:

- بابا دخل اوضته اكيد هينام، الحق اكلم معاذ

دخلت إلى غرفتها سريعا اغلقت الباب دون ان توصده بالمفتاح، لتتجه إلى دولاب ملابسها أخرجت الهاتف الاسود الصغير من أسفل طيات ملابسها تطلب الرقم الوحيد المدون عندها، لحظات وسمعت صوته المميز لتنغمس معه في موجه من العشق الخائف.


في غرفة خالد ولينا

خلع سترة خلته ينظر للينا سريعا بقلق:

- هي لينا لسه نايمة من ساعتها

ابتسمت تطمأنه لتحرك رأسها نفيا تهتف بهدوء:

- لا يا حبيبي صحيت وكلت وقعدت معايا شوية ولسه نايمة من شوية

تنهد براحة ليتجه ناحية زوجته أمسك كفيها يضغط عليهما برفق بين راحتيه زفر نيران قلق تؤرق أنفاسه ليقول برفق:

- لينا أنتي عارفة أن أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي ولوليتا مش كدة.


قطبت حاجبيها تنظر له متعجبة بالطبع تعلم ذلك ولكن لما يسألها ذلك السؤال الآن شعرت بالقلق بتسرب إليها لتبلع لعابها بتوتر تحرك رأسها إيجابا، ابتسم يهتف فجاءة:

- لوليتا جالها عريس وأنا موافق عليه

اتسعت عينيها بفرح لتنزع يديها من كفيه تصفق تهتف بتلعثم من شدة سعادتها:

- لوليتا جالها عريس بجد، لوليتا موافقة عليه طيب، اسمه إيه وبيتشغل ايه، وأهم حاجة لوليتا لازم تخلص كليتها الأول.


توقفت نوبة سعادتها حينما نطق خالد اسم العريس المنتظر:

- العريس يبقي زيدان يا لينا

توقفت عن الحركة تنظر له ترمش بعينيها سريعا تحاول إستيعاب ما قال:

- زيدان مين، أخوها!

كتف خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:

- وهو زيدان أخوها؟!

اتسعت عينيها بصدمة خالد لا يمزح كانت تظنه فقط يمزح، لتقترب منه تهتف بذهول:

- ايوة يا خالد بس دول متربيين مع بعض، أنا دايما كنت بقولهم انتوا أخوات.


ابتسم بهدوء يربط على وجنتها برفق قائلا:

- طب ما أنا وأنتي متربيين مع بعض، ومع ذلك مش أخوات، زيدان عمره ما أعتبر لينا أخته عشان كدة كان لازم أبعده عن البيت، أنا بثق في زيدان لأبعد حد بس بردوا ما كنش ينفع أسيب النار جنب البنزين

تحركت للخلف تحرك رأسها نفيا بعنف رفعت يديها تحركهم في الهواء تنفي ما يقول لتهتف بحدة:.


- لالالا اللي إنت بتقوله دا مستحيل، ولو انا وافقتك عليه لينا مش هتوافق، أنت عارف هي بتكره زيدان قد إيه، أنا مش هوافق على تعاسة بنتي لاء

تنهد خالد بضيق مقررا استخدام كارته الاخيرة ليهتف بهدوء:

- على فكرة دا مش كلامي دا كلام قاسم، هو شايف إن لينا لازم تخرج من دايرتي وكونها ما بتطقش زيدان دا هيخليها تحاول تعتمد على نفسها ما تعتمدش عليه، لو مش مصدقاني وما بتثقيش بكلامي إسألي قاسم

ليكمل مع نفسه:.


- حلو الكلام دا والله أنفع دكتور نفسي

شبكت كفيها في شعرها تشد عليه تنظر للفراغ بذهول تحرك رأسها نفيا فقط اقترب منها يمسك بذراعيها برفق يحاول طمئنتها:

- لينا اهدي يا حبيبتي سيبيها عليا أنا عارف أنا بعمل إيه، وبعدين الموضوع مش اكتر من خطوبة، لو لقينا موضوع العلاج ماشي معاها وقدرت تتقبل زيدان وأنا واثق أن زيدان قد المهمة دي نكمل فيها، ما اتقبلتوش أنا مش هجوز بنتي غصب عنها.


نظرت له بقلق دقات قلبها تقرع بعنف ليقابها بابتسامة هادئة مطمئنة حركت رأسها إيجابا دون إقتناع بما يحدث ليميل يقبل جبينها، ربط على وجنتها برفق يبتسم بمكر:

- أنا هروح اشوف البت لوليتا، أجي الاقي العشا الجاهز...

غمز لها بطرف عينيه يبتسم بخبث:

- واوعي تنامي

ضحكت بيأس تحرك رأسها إيجابا تقسم أنها ستجن من ذلك الرجل.


خرج خالد من غرفته متجها إلى غرفة ابنته لتتسع عيني لينا بفزع صوت خطوات والدها تقترب من غرفتها هبت سريعا تغلق الخط دست الهاتف تحت ثيابها لتدث نفسها تحت الفراش بعشوائية تمثل ببراعة ورثتها منه انها تغط في نوم عميق

دق خالد باب غرفة ابنته بهدوء عدة مرات لا مجيب، حرك مقبض الباب ليدخل طفلته تغط في نوم عميق، ابتسم برفق ليقترب من فراشها دني يقبل جبينها يتمتم بصوت خفيض:

- تصبحي على خير يا لوليتا.


وقف يعدل من وضعية مفرش الفراش عليها يدثرها جيدا، استدار ليغادر ليتوقف عن الحركة قطب جبينه يلتفت ناحية دولاب ابنته، صوت رنين هاتف قادم من دولابها...

اتجه ناحية دولاب غرفتها لتتفجر دقات قلبها خوفا نسيت أن تغلق هاتفها بعد محادثتها مع معاذ ويبدو انه يتصل الآن ووالدها يقترب من الدولاب، لم يكد يقترب خطوتين حتى صدح صوت لينا تنادي على خالد بصوت عالي:

- خااااالد يا خااااالد، تعالا بسرعة حمزة على التليفون.


ابتسم بشوق، ليترك غرفة ابنته متجها إلى أسفل بخطي سريعة متلهفة، لتفتح لينا عينيها سريعا تتنهد براحة كاد أن يفضح أمرها في ثانية هبت من مكانها تحمل المنبة الخاص بها تحرك عقاربه على ساعة معينة لتتجه إلى الدولاب فتحته سريعا تخرج الهاتف لتضع المنبة مكانه، أغلقت الدولاب جيدا، لتنزع بطارية الشحن الخاصة بالهاتف تضعه في رف ملابسها الشتوية، لتعود سريعا إلى الفراش.


تكمل تمثيلتها النائمة تحمد الله في نفسها أن الأمر مر دون أن تُكشف

في الأسفل، امسك خالد سماعة الهاتف الارضي يهتف في المتصل ضاحكا:

- ما اتصلتش على الموبايل ليه يا عم القديم

صمت للحظات يستمع لأخيه ليهتف ضاحكا بمرح:

- على أساس أنك شغال في الخليج يعني، ما تنساش تجيبلنا مروحة معاك وأنت جاي والتليفزيون الملون

ابتسم يستمع إلى ضحكات الطرف الآخر، ليهتف سريعا بحزم:.


- ولااا اوعي تكوت متصل عشان تعتزر أنك مش هتيجي بكرة دا أنا اعلقك، مش بتاعتي يا حبيبي تتشقلب، تحجز طيارة خاصة المهم بكرة تكون قدامي، انت بتيجي من السنة للسنة يا حمزة ما تستهبلش، أنا قولت اللي عندي يا ابن أمي وأبويا، تجيب مايا وادهم وتجيوا.


على صعيد آخر وصل زيدان إلى منزله، الفارغ المهجور، دخل إلى المنزل فصعد إلى غرفته سريعا ملقيا بثقله على الفراش ابتسم بحماس يلتقط هاتفه يطلب ذلك الرقم لحظات وسمع صوت ناعس يهمس بخمول:

- أيوة يا زيدان

ضحك ساخرا يسأله بتهكم:

- أنت نايم من دلوقتي

تثآب حسام بخمول يهمس ناعسا:.


- يا ابني انا بصحي الساعة 7 الصبح ورديتي في المستشفي الحكومي، وبعدين اطلع على ورديتي في المستشفي الخاصة بتسحل كل يوم، الله يسهله إلى وراث من أبوه فلوس اد كدة وخاله كان مشغلهمله يعني على قلبه ملايين قد كدة

اعتدل زيدان يستند على مرفق يده اليمني يهتف بغيظ:

- قل أعوذ برب الفلق، الله أكبر اهو قرك دا اللي جايبني الأرض

ضحك حسام بقوة يهتف من بين ضحكاته:.


- عيب يا زيزو أنا مش بقر أنا بحسد بس، اخلص عايزني في ايه عايز أرجع نام

هتجوز، نطقها زيدان بوله ليتنهد بحرارة

ليعتدل حسام جالسا عقد جبينه يسأله باهتمام:

- هتتجوز، هتتجوز مين

رد زيدان ضاحكا بسخرية:

- هيكون مين يعني يا حمار انت

هتف حسام سريعا بدهشة:

- البومة قصدي لينا، طب وهي وافقت بسهولة كدة

ارتمي زيدان بجسده على الفراش يضغط على عينيه بإصبعيه السبابة والابهام يتمتم بسأم:

- لاء طبعا، هقولك.


بدأ يقص له ما حدث عند مقابلتهم للطبيب، ليقابل الصمت من جهه صديقه من أن انتهي لم يعلق ولو بكلمة واحدة ليسأله بتعجب:

- أنا افتكرتك هتفرحلي

رد حسام بهدوء، إجابة صادمة:

- لا يا زيدان مش هفرحلك، عشان أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح، يا بتحبك يا تسيبها، أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي

انتفض زيدان جالسا يقبض على الهاتف بعنف يصيح بحدة:.


- إنت اللي بتقول كدة، أنت عارف كويس أن عقلي وقلبي وروحي بيعشقوها، ما كنتش متوقع أن دي تكون إجابتك يا حسام، على العموم أنا كنت متصل عشان اعزمك على الخطوبة عايز تيجي أنت حر مش عايز أنت بردوا حر

ودون أن يعطيه فرصة للرد اغلق الخط في وجهه، ليتنهد حسام بيأس ينظر لاسم صديقه على شاشة هاتفه بألم، ابتسم حينما وجد هاتفه يضئ برقمه من جديد، فتح الخط ليجده يهتف بغيظ:.


- إنت يا دكتور على ما تفرج أنت، أنا هعدي عليك الساعة سبعة، وهتيجي غصب عنك ومن غير سلام

ومن ثم اغلق الخط ليضحك حسام يأسا من أفعال صديقه.


في فيلا خالد انهي محادثته مع اخيه ليجد لينا تربط على كتفه تبتسم بنعومة:

- العشا جاهز

حرك رأسه إيجابا ليوجه نظره للدور العلوي، تحرط متجها إلى اعلي يهتف للينا:

- هعمل حاجة دقيقة وجاي

اتجه إلى غرفة ابنته سريعا، فتح بابها بهدوء متجها إلى دولاب الملابس الذي صدر منه الصوت فتحه بهدوء حتى لا يزعجها يبحث عن مصدر ذلك الصوت ليتلقط المنبه الصغير نظر لابنتع يبتسم بيأس يتمتم بصوت خفيض:.


حاطة المنبة في الدولاب، طبعا عشان ما يصحهاش بنت ابوكي صحيح

حرك رأسه نفيا ينهر نفسه بعنف يتمتم لنفسه بغيظ:

- شوفت، المنبة بطل افكارك المهببة دي، دي لوليتا بنتك، ما فيش برائتها، مش عايز هبل، لينا عمرها ما تعمل حاجة غلط.


في صباح اليوم التالي

استيقظت لينا بنشاط سعادة فرح ستذهب إلى الجامعة ستراه اخيرا بعد شوق يومين، بدلت ملابسها بلهفة لتنزل تركض على سلم البيت الضخم ابتسمت باتساع تقترب من طاولة الطعام لتجد والديها يتناولان إفطارهما، اتجهت ناحية والدها تقبله على وجنته وبالمثل مع والدتها، لتتسمر مكانها مع جملة والدها:

- لو مش عايزة تروحي النهاردة بلاش عشان لسه حفلة بليل

التفت له تحرك يديها نفسا سريعا تبتسم بتوتر:.


- لالالا، أنا كويسة جدا

رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لها بتشكك:

- ايه اللهفة دي كلها دا انتي كنتي من سنتين بتروحي بالعياط

أصفر وجهها بلعت لعابها تحاول أن تبتسم حتى لا يشك في امرها لتهتف سريعا:

- هااا، اصل سهيلة وحشتني وعايزة اشوفها واعزمها على عيد ميلادي

حرك رأسه ايجابا يرتشف القليل من فنجان الشاي الخاص به:

- ماشي يا حبيبتي بس ما تتاخريش.


حركت رأسها إيجابا تركض للخارج متجهه إلى أحدي سيارات والدها المخصصة لها ليفتح لها الحارس الباب انطلقت السيارة وخلفها سيارة حراسة خاصة

لوليتا: حاضر يا بابي

ثم خرجت سريعا لتركب احدي سيارات والدها وينطلق خلفها سيارة الحرس الخاص بها

«في الجامعة.


وصلت لينا بسيارة والدها الفخمة اسرع الحارس يفتح لها الباب نزلت بهدوء تنظر حولها تبحث عن صديقتها لتجدها تلوح لها من بعيد لتبتسم باتساع تقدمت ناحيتها تعانقها تهتف بابتسامة واسعة: سوسو وحشتيني اوي

لكزتها سهيلة في كتفها برفق تبتسم بخبث: أنا بردوا إلى وحشتك اوي، يا ست جوليت

قرصتها لينا بغيظ لتأن سهية بألم: آه يا مفترية

، صحيح عملتي ايه مع المز امبارح.


اختفت ابتسامتها، اندثر بريق عينيها لتهمس بحزن: هحكيلك في المدرج، لسه شوية على بداية المحاضرة

ذهبت الفتاتان إلى قاعة المحاضرات جلستا متجاورتين لتهتف سهية بفضول:

- ها يا ستي احكي بسرعة وبالتفصيل المملل

تنهدت بألم لتحكي لصديقتها ما حدث.


رغما عنها انسابت دموعها من عينيها حينما تذكرت وحشيته في التعامل التي رأتها وهو يضرب زميله، تحكي وتحكي تخبرها بمدي كرهها له، لتشعر فجاءة بيد تربط على كتفها برفق نظرت خلفها بذعر تحول لابتسامة حالمة حينما رأته همست بخجل:

- معاذ!

ابتسم في وجهها بحنان مد يده يمسح دموعها برفق:

- ما فيش حاجة في الدنيا تستاهل ان دموعك الحلوة دي تنزل عليها، وإن كان على اللي اسمه زيدان دا انا هخاصك منه.


عقدت جبينها باستفهام تنظر له بقلق تهمس بنبرة خائفة مرتجفة:

- بلاش يا معاذ انت ما تعرفوش دا مش بني آدم، أنت ما شوفتش عمل إيه في زميله امبارخ، طب، طب انت هتعمل ايه

همس بحنان فقط كلمة واحدة اذابت قلبها: هتجوزك طبعا!، النهاردة في حفلة عيد ميلادك، هطلب إيدك من باباكي قدام الكل، هحط حد للي اسمه زيدان دا

وضعت يدها على فمها تبتسم بفرح قلبها على وشك أن يفر راكضا من مكانه.


وقف زيدان في محل لبيع المجوهرات، حرص أن يبتاع أفخم اطقم الحلي هادئ مميز يليق بها هي فقط، رفع خاتم الخطبة بين أصابعه ينظر له يبتسم باتساع يتمتم بفرح:

- النهاردة، هطلب إيدك قدام الكل، هتبقي ملكي وملكيتي، ما فيش حاجة اي كانت هتقدر تبعدك عني.


أغارُ عليها من نسماتٍ تداعبها، أعشقُ حروفها حين تنطقُ أسمى، هى ملكتى وملكيتى، هى غنيمة حربى، وانتصار عشقى، اعشقها؛وكيف لا وهى للقلب نبضٌ، اتنفسها؛وكيف لا وهى لجسدى هواءٌ...

اعشق من تكرهنى، اذوب حبا واشتعالا من نظرة عيناها، اود احتضانها حتى تندمج مع اضلعى ونصبح روحين بجسد واحد.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس


تعلن شركة مصر للطيران عن قدوم الرحلة 507 القادمة من مطار دبي الدولي، صدح ذلك الصوت في أرجاء مطار القاهرة الدولي، هبطت الطيارة بسلاسة على أرض المحروسة، أحضر العمال السلم الضخم، ليفتح السلم وتودع المضيفة الزوار للخارج، تقدم ناحية باب الطيارة لينحني بجسده قليلا، خرج من باب الطيارة ينظر حوله لترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة، نزع نظارته السوداء لتظهر عينيه الخضراء كغابات الزيتون، عقد زر سترة حلته السوداء ليتقدم متجها إلى أسفل، لحق به شاب يافع الطول جسد عريض متناسق عينان سوداء قاتمة ملامح حادة نظرات ثابتة، تمشي بجواره فتاة في أوائل العشرينات جميلة شعرها أشقر قصير يطل لمنتصف رقبتها عينيها خضراء كعيني والدها، تبتسم بمرح تتحرك بسرعة تنظر هنا وهناك كأنها طفلة صغيرة ليزجرها ذلك الفتي قائلا برفق:.


- مايا وبعدين معاكي أنتي مش عيلة صغيرة

عبست بضيق تمط شفتيها للأمام كأنها طفلة صغيرة اقتربت من والدها تتعلق بذراعه تهمس بغيظ:

- بابي أدهم عامل يزعقلي

ضحك بخفوت يبعثر شعرها برفق ليوجه نظره للفتي قائلا بصرامة:

- ما تزعقش لأختك يا أدهم

حرك أدهم رأسه إيجابا دون كلام، ينظر لها بضيق لتنظر لأسفل بحزن يبدو أنه بات غاضبا منها، أخذ أدهم جوازات السفر منهم متمتا باقتضاب:

- أنا هخلص الإجراءات، مش هتأخر.


حرك حمزة رأسه إيجابا يربط على ذراعه ليتركهم أدهم متجها ناحية المكتب المسؤول عن إجراءات وصول الركاب، بينما جلس حمزة جوار مايا متجاورين في الاستراحة...

هبت مايا واقفة تنظر لحمزة تهمس بخفوت:

- بابي هروح الحمام

حرك رأسه ايجابا، لتتركه تسأل عن مكان المرحاض ظل يتابعها بعينيه إلى أن اختفت من أمامه تماما، ليخرج تنهيدة حزينة بائسة من بين خلجات قلبه الحزين يغمغم مع نفسه بحزن:

- الله يرحمك يا مايا!


انهي إجراءات الوصول ليتسلم جوازات السفر من الموظف المسؤول، وضعهم في جيبه ليتجه ناحيتهم اتسعت عينيه بقلق يبحث عنها حين وجد أبيه يجلس وحيدا على طاولتهم، اقترب منه سريعا يسأله بقلق:

- هي مايا فين

رفع حمزة وجهه يبتسم في لابنه بهدوء مغمغا:

- في الحمام، خلصت

حرك رأسه ايجابا، عينيه لا تتوقفان البحث عنها في كل مكان:

- ايوة والشنط راحت على العربية، هي فين.


تنهد يزفر براحة حينما رآها قادمة تمشي نحوهم بسرعة، ابتسمت في وجهه بمرح لتسرع تتعلق بذراعه تتمتم بوداعة:

- دومي أنت زعلان مني

نزع ذراعه من بين يديها بضيق يرمقها بنظرات حانقة، ليتقدم أمامهم متجها إلى السيارة وقف حمزة جوار ابنته يلف ذراعه حول كتفها يحثها على التقدم لتنظر له تمتم بعبوس:

- بابي دومي كل شوية يزعل مني

ضحك حمزة برفق يتقدم معها إلى السيارة يغمغم بمرح:

- هشدلك ودانه دومي اللي بيزعل دا.


ضغط أدهم على زامور السيارة عدة مرات لينظر حمزة لابنته بذعر مصطنع:

- اركبي قبل ما اخوكي ينزل يأكلنا

« أدهم حمزة محمود السويسي، او بمعني اصح ادهم وحيد سليمان، ابن حمزة بالتبني، جميع الأوراق الرسمية تقول أنه أدهم حمزة السويسي، يبلغ من العمر 28 عاما، ذراع حمزة الأيمن، فتي طويل القامة ذكي سريع البديهة، به الكثير من المميزات لشاب في سنة، ولكن للأسف لديه عقدة واحدة فقط وهي، ».


في فيلا خالد السويسي يقف في منتصف الحديقة يشرف على العمال تارة وعلى طاقم الحرس تارة، ولينا في الداخل تشرف على تحضيرات الطعام...

توجه إلى رئيس العمال يشير إلى جزء كبير في الحديقة:

- بعد ما تخلصوا هناء، اقفلوا الجزء دا بستارة سودا تغظيه خالص

حرك الرجل رأسه إيجابا يهتف سريعا:

- حاضر يا باشا

اشرقت ملامحه بفرح حينما سمع ذلك الصوت يأتي من خلفه:

- لاء شغل عالي، عالي مش عايز مساعدة.


التفت في لحظة خلفه لتتسع ابتسامته تشق شفتيه، ينظر لتؤامه نصف روحه الآخر حتى لو اختلافا في الشكل تترابط أرواحهم برابطة خاصة لا يعلم عنها أحد شيئا، في لحظة تلاحما بعناق اخوي حاد، ليتمتم حمزة بصوت خفيض:

- هفضل اقولهالك كل مرة بشوفك فيها، مسماحني يا اخويا

ضربه خالد بخفة على رأسه يبتسم برفق:

- وأنا هفضل اقولك مسامحك يا ابن أمي وأبويا

ابتعد حمزة عن خالد لتندفع مايا تلقي بنفسها بين ذراعي خالد تصيح بمرح:.


- عمو خالد، شوهالحلاوة يا عمو، مز المزز يا عمو

ضحك خالد عاليا بصخب، بينما نظر لها أدهم بحدة على طريقتها في الحديث، قرص خالد وجنتها برفق يغمغم من بين ضحكاته:

- يا بت بطلي نصب طالعة لابوكي وعمك، اجري يلا على جوايا طنط لينا مستنياكي وعملالك الكيكة اللي بتحبيها

لمعت عينيها بسعادة تصفق بحماس لتنطلق راكضة ناحية باب الفيلا تصيح بسعادة:

- كيكتي حبيبتي، قصدي انطتي حبيبتي.


« مايا حمزة السويسي، في العشرين من العمر، مرحة طفولية بعض الشئ، مدللة ابيها، فبعد موت والدتها، باتت اهتمام حمزة الأول وشغله الشاغل فقط تعويضها وإسعادها بأي شكل كان »

اقترب أدهم من خالد يصافحه باحترام:

- إزاي حضرتك يا عمي

ضحك خالد بمرح ينظر للشاب أمامه:

- عمي ايه بقي دا أنا بقيت اطول مني، ايه يا دومي

أبتسم أدهم بهدوء، لينظر حمزة لخالد يسأله:

- اومال البت لوليتا فين...


نظر خالد لساعته يغمغم بهدوء:

- في الجامعة محضرتها هتخلص كمان 10 دقايق

تطوع أدهم يشاركهم الحديث:

- تحب حضرتك اروح أجيبها

أبتسم خالد في وجهه بامتنان يحرك رأسه نفيا:

- معاها العربية والحرس، اطلع أوضتك ارتاح انتوا جايين من السفر..


استآذنهم بآدب متجها إلى داخل المنزل، ما إن خطي للداخل سمع صوت ضحكات مايا العالية قادمة من ناحية المطبخ، لتتحرك قدميه ناحية المطبخ وجد مايا تقف جوار كعكعة كبيرة تملئ فمها على آخره ولينا تهتف فيها بفزع:

- براحة يا بنتي مش هتعرفي تبلعي

نظرت مايا لها بخديها المنتفخين من كثرة ما في فمها من طعام لتضحك لينا عليها بخفوت تعطيها كوب عصير ترتشف منه عله يساعدها قليلا على بلع ما في فمها.


تنهد بحرارة يبتسم بألم، ليترك المكان متجها إلى أعلي إلى غرفته، جاهزة نظيفة مرتبة في انتظاره، دخل اليها صافعا الباب خلفه كور قبضته يصدم بها الحائط جواره بعنف يزجر نفسه بعنف:

- غلط، غلط اللي إنت بتفكر فيه دا غلط

نظر للفراغ بغضب صدره يعلو ويهبط بجنون ليجفل على صوت دقات على باب الغرفة نظر للباب ليهتف بحدة من بين أسنانه:

- ميين

سمع صوتها الرقيق من خلف الباب المغلق:

- أنا مايا يا أدهم ممكن ادخل.


اتجه ناحية الباب يوصده جيدا بالمفتاح، قبل أن يفتحه هو يصيح فيها بحدة:

- لاء مش ممكن، واتفضلي امشي أنا عايز أنام

تلك المرة سمع نبرتها الحزينة تمتم بخفوت:

- حاضر يا أدهم، أنا كنت عايزة اقولك أنا آسفة لو كنت زعلتك في المطار

وقف خلف الباب المغلق يكور قبضته بعنف يشد عليها يمنع نفسه بصعوبة من فتح الباب المغلق، أنفاسه تغلي كلهيب نار.


في الجامعة

ابتعدت سهيلة عنهم تجلس في مقعد آخر ترمق معاذ شرزا، تنظر للينا بغيظ فذلك الأحمق كما تلقبه يقدر فقط بكلمتين على استيلاب عقلها وهي تمشي خلفه في كل ما يقول كالمغيبة

بينما استمر همس معاذ العاشق لها يحكي لها عن تفاصيل حياتهم معا حينما يصبحا زوجين ولينا تستمع له بسعادة كبيرة تبتسم بعشق فقط تحرك رأسها إيجابا، صمتت الأصوات فجاءة حينما دخل الاستاذ المحاضر، نظرت لينا لمعاذ تهمس له سريعا:.


- معاذ الدكتور جه قوم امشي بسرعة

حرك رأسه نفيا يبتسم بحب جارف رفع يدها يقبلها خفية غمز لها بطرف عينيه يهمس بعبث:

- تؤ هحضر مع خطيبتي حبيبتي المحاضرة بتاعتها

اضطربت أنفاسها بعنف وخاصة وهو يحتضن يدها بتلك الطريقة طوال المحاضرة لم يترك يدها ولو لثانية يخفي كفها الصغير داخل كف يده يهمس لها كل حين وحين خفية بكلامته المعسولة التي تزيد دقاتها انفجارا.


اخيرا انتهت المحاضرة في خارج المدرج كان ينتظرها حرس والدها لذلك تتصرف خارج المدرج كأنها لا تعرفه، وجهت له نظرة سريعة تبتسم بسعادة، لتعاود النظر لسهيلة سريعا تهتف بفرح:

- سهيلة ما تتأخريش

حركت سهيلة رأسها إيجابا تنظر لمعاذ الذي يقف بعيدا يعبث في هاتفه باندماج، لتوجهه نظرها للينا:

- هجيب فستاني واحصلك

اتجهت لينا مع حرس والدها إلى سيارتها متجهه إلى منزلها تاركة خلفها نظرات تشتعل حقدا وغضبا.


في منزل عمر، منذ ايام منذ آخر مشادة بينهما وهي تتجنب الحديث معه وهو لم يحاول حتى مصالحتها لم يكن يهمه الأمر كثيرا، ولكن اليوم يجب أن يذهبوا جميعا إلى منزل أخيه، تنهد يمسح وجهه بعنف عقله لا يتوقف عن التفكير في تلك السيدة التي خطفت مشاعره من لقاء واحد فقط، حرك رأسه نفيا يستعيذ بالله من الشيطان، حينما اقتحمت تلك السيدة خياله، في صورة هو نفسه لم يقبلها، هب سريعا متجها لخارج الغرفة ليجد تالا تقف في صالة المنزل، جميلة هي دائما جميلة، بفستانها الاسود الهادئ وحجابها البسيط الذي يلتف حول وجهها برفق، تصيح في البنات بسرعة:.


- يا بنات، يا سارة يا سارين اللي خلصت لبس تجيلي بسرعة

اقترب منها برفق بهدوء يحتضنها من الخلف برفق، ليتصلب جسدها بين يديه لتسمعه يهمس بشغف:

- طب ما ينفعش عمر

تلوت بين يديه تحاول الابتعاد عنه وضعت يديها فوق يديه تحاول إزاحة يديه تهمس بضيق:

- لو سمحت يا عمر ابعد اللي بتعمله دا ما يصحش...

وضع يديه فوق يديها يحتضنها بشوق مغمغا بلهفة:.


- هو ايه اللي ما يصحش، وحشتيني يا تالا حاسس أننا بقينا أغراب من كتر ما احنا بعاد عن بعض، أنا ما وحشتكيش

منعت نفسها بصعوبة من التأثر بكلماته الحانية التي داعبت برفق أوتار أنوثتها، لتتذكر جفاءه بعده طريقته القاسية التي باتت تلازمه مؤخرا، انتزعت نفسها من بين يديه بعنف تنظر له بشراسه تهمس بغيظ:

- لا يا عمر ما وحشتنيش، عشان أنت مش عمر اللي حبيته واتجوزته، إنت واحد تاني أناني ما بيفكرش غير في نفسه وبس.


اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على رسغ يديها يصيح بحدة:

- أنا أناني يا هانم، واللي انتي بتعمليه دا مش قمة الأنانية، مخلياني على هامش حياتك من ساعة ما خلفتي وأنا حاسس أن وجودي في البيت من عدمه ما يفرقش معاكي غير عشان الفلوس، فلوس النادي، فلوس الدروس، فلوس المدارس، أنا فين من كل دا.

نزعت يدها من يده بعنف تصرخ في وجهه بقهر:.


- والفلوس دي أنا باخدها احطها في البنك باسمي، بديها لأهلي ولا بصرفها على البيت وعلى البنات، أنا ما اهملتكش يا عمر، بس أنا بني آدمه، عندي طاقة وبتخلص مش بعد تعب ومرمطة طول النهار، هبقي عروس بيروت بليل، إنت اللي أناني ما يفرقش معاك غير نفسك ومزاجك وبس

رمقها بنظرات استخفاف ساخرة دس يديه في جيبي بنطاله يتشدق متهكما:.


- نفسي ومزاجي، تعرفي لولا اننا خارجين كنت دفعت تمن الكلمتين دول، اخلصي يا هانم عشان ما اتأخرش على اخويا

تركها متجها إلى غرفته يكمل ارتداء ملابسه، لتنهار هي على أحد المقاعد رغما عنها انسابت دموعها لتخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء مرير تشعرب بالقهر، رفعت وجهها تنظر لابنتيها حينما سمعت سارة تهمس لسارين:

- تعرفي كان نفسي عمو خالد وطنط لينا هما اللي يبقوا بابا وماما على الأقل مش بيتخانقوا خالص.


في منزل على ولبني

وقفت لبني أمام مرآتها تضع احمر الشفاه الخاص به ابتسمت ساخرة تنظر لعلي من خلال مرآه الزينة تمتم بتهكم:

- أنا مش فاهمة، خالد دا بيفكر ازاي، كل سنة يعمل حفلة كبيرة تكلفه قد كدة عشان يقول لبنته كل سنة وانتي طيبة

زفر على بحنق ليلتقط سترة حلته يرتديها يغلق ازرارها:

- يا ستي وانتي مالك هو بياخد الفلوس دي من جيبك هو حر، ماله يعمل فيه اللي هو عايزه.


اقتربت لبني منه تمشي بغنج ثقة دلال، اقتربت منه تلتقط رابطة عنقه السوداء

طوقت عنقه بها تعقدها ببطئ تبتسم في وجهه بدلال:

- خلاص يا علوة ولا تزعل نفسك...

ربطت على رابطة عنقه برفق تهمس بنعومة:

- مز يا اخواتي ما بتكبرش ابدااا يا علوة

ابتسم بهدوء يربط على وجنتها، ليبتعد عنها متجها إلى المرآه يعدل من وضع رابطة عنقه نظر لها يغمغم بهدوء:

- المحروس ابنك جهز ولا لسه.


زفرت بضيق هي حقا لا تود الشجار معه وخاصة حينما يتعلق الأمر بطفلها المدلل الوحيد، ابتسمت باصفرار تحرك رأسها إيجابا:

- اه يا حبيبي جهز ومستنينا تحت في العربية، عشان تعرف بس إن عثمان مطيع وبيسمع الكلام

انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يتشدق بتهكم:

- آه ما أنا عارف طبعا انتي هتقوليلي.


في فيلا زيدان الحديدي

وقف امام مرآته يعدل من وضع رابطة عنقه يضع عطره المفضل بغزارة يمشط شعره بطريقة جذابة منقمة

نظر إلى نفسه في المرآه ليبتسم بزهو وسيم وهو يعرف ذلك، لكنها دائما ما تشعره بأنها أبشع رجال العالم من شدة نفورها منه

تنهد يشجع نفسه اليوم ستتحقق غايته بعد انتظار طال كثيرا، اخذ علبة المجوهرات ملتقطا، هاتفه ومفاتيح سيارته خرج متجها إلى منزل صديقه.


في منزل حسام

وقف أمام مرآته يمشط شعره الاسود الكثيف القي نظرة أخيرة على حلته الزرقاء ذات اللون القاتم ويعدل من وضعيه قميصه الأبيض ورابطة عنقه الزرقاء حين دخلت والدته التي ابتسمت باتساع ما أن رأته:

- بسم الله ما شاء الله، احلي قمر يا حبيبي، مش ناوي انت كمان تفرح قلبي بقي وتتجوز

التفت حسام لوالدته يضحك بمرح ليقترب منها يقبل كف يدها مغمغما بمرح:.


- اتجوز، واجبلك ضرة تضايقك يا عسل انتي، لاء انا كدة حلو أوي

قرصت والدته خده برفق تضحك بسعادة:

- يا سيدي مالكش دعوة أنا عاوزة ضرة، بس أنت أتجوز

ربط حسام على رأس والدته برفق يتنهد بهدوء مغمغما برفق:

- كل شئ باوانه يا أمي، ايه رأيك تيجي معايا، أهو تغيري جو، أنت ما خرجتيش من البيت خالص من ساعة ما بابا الله يرحمه مات

ابتسمت والدته لتخبو لمعة عينيها حزنا ربطت على يده تقول بحنان:.


- بلاش انا يا حبيبي معلش ما تضغطش عليا روح إنت واتبسط وابقي باركلي للواد زيدان لما تشوفه

تنهد يعرف والدته يعرف والدته لا تعود في كلمتها حرك رأسه ايجابا ليميل مقبلا جبينها ودعها متجها إلى سيارة صديقه التي تنتظره أسفل المنزل، ابتسم باتساع ما أن رآه يكاد يحرقه بنظراته الغاضبة، فتح باب السيارة الامامي يجلس جواره

التفت زيدان له يهتف من بين أسنانه بغيظ:.


- سواق البيه انا عشان افضل مستني سيداتك على ما تنزل، دا انا العريس

ضحك حسام ينظر له بعبث يلاعب حاجبيه بسخرية:

- طب يلا يا عتريس عشان ما نتأخرش على فؤاده

نظر زيدان له بغيظ ليشد مكابح السيارة بعنف لتنطلق بقوة تشق غبار الرصيف، ليضحك حسام عاليا يقلد صوت انثوي مائع:

- يا مجنون بعشق جنونك.


في فيلا خالد السويسي

قامت التحضيرات على قدم وساق إلى ان أصبحت الحديقة في غاية الجمال بعد الإشراف الكامل على العمال وكل كبيرة وصغيرة بمساعدة حمزة، صعد كل منهما إلى غرفته ليبدل ملابسه استعدادا لاستقبال الضيوف

ارتدي خالد حلة سوداء بقميص رمادي فاتم اللون، وارتدي حمزة المثل

على مقربة منهم في غرفة لينا ابنه خالد حيث تجمع الفتيات في غرفتها يتضاحكن ويمزحن.


ارتدت لينا الابنه فستان وردي باكمام طويلة ينزل باتساع من أسفل

أما الزوجة فارتدت فستان من اللون السماوي يليق مع لون عينيه وحجاب يتماشي معه

سهلية ارتدت فستان ازرق قاتم باكمام ضيق من الاعلي ويبدأ في الاتساع من عند الخصر

مايا المدللة ارتدت فستان احمر قاني، تغطي اكمامه ربع كتفها فقط يصل لما بعد ركبتيها بقليل.


وقفت الفتيات يتنافسن من منهن أجمل بينما لينا تقف خلفهم تنظر لهم تبتسم بسعادة وداخلها شعور يتضاخم قلقة مما سيحدث اليوم، تنظر لابنتها بقلق، ولمايا بحزن فالصغيرة لم تتمتع بحنان والدتها ولو ليوم واحد ماتت مايا بعد ولادتها مباشرة

اجفلت من شرودها على صوت دقات خالد يستأذن الدخول:

- يا بنات ادخل

اتجهت لينا ناحية الباب تفتحه له تنظر له تبتسم بعشق:

- ادخل يا حبيبي.


دخل خالد إلى الغرفة يبتسم لهم لتسرع ابنته إليه التفت حول نفسها بالفستان تصيح بسعادة:

- بابا أنا احلي ولا سهلية ولا مايا

قرص خالد وجنتها برفق يغمغم بمرح:

- انتوا التلاتة احلي من بعض، هنوقف رجالة العيلة النهاردة بالسلاح يحرسكوا

نظر ناحية زوجته ما ان وقعت عينيه عليها غامت بسحابة من العشق طال النظر لها ليتحرك لسانه بعشق:

- بس لينا احلي من القمر نفسه.


اتسعت عينيها تنفجر وجنتيها خجلا لتخرج من الغرفة تهرول لأسفل، لتتسع ابتسامته يود فقط لو يعرف متي ستتوقف عن الخجل منه

نظر للفتيات يبتسم برفق:

- قمرات يا اخواتي هيخطفوكوا مننا، يلا خلصوا لبس وانزلوا

اتجه ناحية ابنته قبل أن يغادر ليميل مقبلا جبينها تنهد يهتف بهدوء:

- لوليتا عايزك تعرفي ان أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي وبس أنا ما عنديش اغلي منك في الدنيا ماشي يا حبيبتي.


قطبت حاجبيها تنظر له بحذر صحيح لم تفهم لما يقول ذلك الكلام لكنها ايدته فحركت رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة ليربط على وجهها برفق ومن ثم تركهم متجها إلى أسفل ونزل لأسفل يبحث عن زوجته هنا وهناك إلى ان وجدها في المطبخ تشرف على تحضريات الطعام، دون كلمة واحدة أمسك يدها امسك يدها يجذبها خلفه من المطبخ إلى حجرة المكتب، بينما هي تصيح فيه بذهول:

- يا خالد، إنت يا ابني، واخدني فين طيب، يا عم حمدي الوزير أنت.


ادخلها إلى المكتب نظر حوله ليغلق الباب عليهم، لتتسع عينيها بذهول تتمتم:

- إنت بتعمل ايه يا استاذ أنت

اقترب منها يبتسم بمكر تلك الابتسامة التي تحتل شفتي الفهد قبل ان ينقض على فريسته، خطوة له لامام تقابها خطوة منها إلى الخلف إلى ان وقعت في فخ الصياد باتت بين المطرقة والسندان هو امامها وباب المكتب خلفها نظرت له بدهشة لتري ابتسامته الخبيثة تزداد اتساعا يتمتم بمكر:.


- فاكرة لما كنا واقفين هنا في عيد ميلاد لوليتا والحفلة كلها شافتنا واحنا...

وضعت يدها على فمها اتسعت عينيها بصدمة لتهتف سريعا تقاطعه:

- فاكرة والله فاكرة

صدحت ضحكاته المجلجلة ليغمز لها بطرف عينيه يغمغم بمكر: -

شوفتي بقي يا ستي اديني غيرت الإزاز عشان خاطر عيونك وعملته عازل، احنا نشوف إلى برة لكن إلى برة ما يشوفناش

نظرت له بغيظ تحاول دفعه قليلا بعيدا عنها تهمس بحنق:.


- يا ابني هو لو بقيت محترم هيقولوا اللي ما قلش ادبه أهو، ممكن تسيبني أروح اتأكد أن كل حاجة تمام قبل ما الحفلة تبدأ

انقبض قلبها بقلق رفعت وجهها تنظر له بقلق تغمغم:

- أنا خايفة أوي يا خالد، قلبي مقبوض

ابتسم برفق يحاول طمأنتها صحيح أن قلبه ينبض بعنف هو ليس فقط قلق هو خائف ولكنه أبدا لن يظهر خوفه:

- ما تقلقيش بإذن الله خير

في الخارج.


وقفت سيارة عمر في الجراش الخاص بالفيلا لينزل عمر منها دون كلام صمت مطبق من جميع الاطراف، نزلت تالا وسارة وسارين متجهين معا إلى داخل المنزل، استقبلهم حمزة نيابة عن خالد بترحاب حار، يعانق الصغيرات بشوق، وقف يربط على كتف أخيه يبتسم بسعادة:

- وحشتني ياض

ابتسم عمر يعانق اخيه بشوق مغمغا في مرح:

- وأنت كمان يا ابو أدهم، ما هو أنا ما ينفعش اقولك يا ابيه وأنت شكلك أصغر مني أساسا.


جاء خالد اليهم يشاركهم في الحديث...

على صعيد آخر وصل زيدان بصحبة حسام إلى منزل خالد، اطلق حسام صفيرا طويلا بإعجاب، ينظر حوله بانبهار مغمغا:

- إيه يا عم الفخامة دي، ناس عايشة في العز وناس بتزغط وز

ضحك زيدان ينظر لصديقه بيأس ليصدمه على رأسه بعنف يتمتم بغيظ:

- يخربيت عينيك اللي تفلق الحجر، تعالا يالا اعرفك على خالي

اتجه بصحبته إلى حيث يقف الاخوة الثلاثة ليقترب خالد منه ينظر له بحدة:

- ما بدري يا بيه.


اشار لحسام سريعا يهتف مبررا يدافع عن نفسه:

- والله حسام اللي اخرني

حدقه حسام بنظرات نارية مغتاظة يهمس له بشر:

- تبيع صاحبك يا ابو نسمة

نظر لخالد يبتسم باتساع ليرمقه خالد بنظرة حازمة شاملة، نظر لزيدان يتمتم ساخرا:

- هو دا بقي حسام، اللي قرفتني بيه

حرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم باتساع، ليتوجه خالد ناحية حسام مد يده ليصافحه:

- خالد السويسي.


اتسعت عيني حسام بانبهار نبرة صوت الرجل بمفردها لها حضور طاغي مخيف، ابتسم بتوتر يمد يده سريعا يصافحه بحرارة:

- غني عن التعريف يا افندم طبعا، حسام مختار دكتور نسا

رد خالد قائلا بهدوء:

- شرفت يا حسام، اعتبر البيت بيتك

لكز زيدان حسام في كتفه يغمز له مغمغما بمرح:

- ايوة يا عم، وصلت للبوص الكبير بنفسه وبيرحب بيك

في تلك اللحظة جاءت لينا إليهم بابتسامتها الصافية المعهودة، اتجه زيدان ناحيتها سريعا يقبل كف يدها:.


- مساء الورد على احلي وردة في المكان كله

امسكه خالد مم تلابيب ملابسه من الخلف كالمجرمين ينظر له بحدة:

- إنت بتعمل ايه يا حبيب أبوك

عدل زيدان تلابيب حلته من الأمام يجمع بقايا كرامته رفع رأسه بكبرياء تبعثر يغمغم بحسرة:

- ربنا على الظالم والمفتري

ترك خالد تلابيب ملابسه يربط على وجهه بعنف يبتسم متوعدا بشر:

- مين دا يا حبيبي اللي ظالم ومفتري

اشار زيدان سريعا ناحية حسام سريعا يبتسم باتساع:.


- قصدي حسام طبعا، اصل الكشف بتاعه غالي مفتري اوي ما بيعريش الناس الغلابة

هتفت لينا ضاحكة تقاطع مشاجرتهم المضحكة

: - بس بطلوا خناق انتوا الاتنين، فضحوتنا قدام الأجانب

ضحك زيدان قائلا:

- لاء دا مش أجانب دا حسام

نظرت لينا لحسام تبتسم بود:

- اهلا ازيك يا حسام

ابتسم حسام بأدب يمد يده يود مصافحتها، ليسرع زيدان يصافحه بقوة يهمس بذعر:

- حبيب قلبي يا حس أبوس ما تمدش ايدك أنت دكتور ومحتاجها في الكشف...


وجهت لينا انظارها لحسام تنظر له بتمعن ذلك الفتي ملامحه مآلوفه، ملامح تعرفها ولكن أين، أين رأته من قبل، يشبه أحدهم، شخص تعرفه رأته لا تعلم ولكن ذلك الفتي بالفعل تعرفه، اجفلت على صوت خالد يسألها بقلق:

- انتي كويسة يا حبيبتي

ابتسمت تحرك رأسها إيجابا، تنظر لحسام بقلق التقت عينيها مصادفة مع عيني حمزة لتجده هو الآخر ينظر لحسام بتعجب....


          الفصل السابع والثامن من هنا 

لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا

تعليقات