رواية أسير عينيها الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23 والرابع والعشرون 24 بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23 والرابع والعشرون 24

بقلم دينا جمال


صرخت باسمه بفزع عندما وجدت تلك الدماء تتساقط من بين شفتيه

لينا بفزع: خاااااالد خااااااالد مالك يا خالد

كان الألم يعصف بامعائه قطرات الدماء تتساقط من فمه تحامل على نفسه متجها الي المرحاض ليجدها تهرول ناحيته تحاول إسناده

اتجهت معه ناحية الخوض فتحت الصنبور بيديها اليمني ويدها اليسري تلتف حول بطنه تحاول جاهدة إسناده.


فتحت صنبور المياه فاندفعت المياه الباردة عبره اخذت القليل في كف يدها وبدأت تمسح فمه برفق

كانت منشغلة بما تفعل لم تلاحظ نظراته المثبتة عليها يرمقها بهيام عشقع يفيض من بين نظراته الولهة، لم يكن متعبا كما تظن اعتاد على تلك القرحة وما تفعله عندما يسرف في المشروب ألم حاد بضع دقائق ربما وربما ساعات، القليل من الدماء حدث ذلك مرارا

ولكنه الآن شعور لذيذ ليس الألم بالطبع.


بل شعوره بلهفتها دقات قلبها المتسارعة قلقا عليه يديها الصغيرة التي تظن بالفعل انها تسند جسده الضحم، كف يدها وهو يوضع على لحيته النامية ينظفها من قطرات الدماء

كل ذلك جعله في عاصفة مشاعر رائعة

فاق من شروده عندما سمعها تهتف بقلق: بص خليك واقف دقيقة واحدة هجبلك فوطة واجي

هز رأسه إيجابا بهدوء ليراها تهرول خارج المرحاض اتجهت ناحية دولابه تبحث بين أعراضه بلهفة وقع فجاءة ذلك الشئ امامها ارضا.


انحنت قليلا لتاخذه تلك الورقة البيضاء المستطيلة ولكنها اكتشفت عندما امسكتها أنها لم تكن ورقة، صورة وقعت على وجهها فظهر الجزء الفارغ صدقا لم يكن فارغا خطت عليه بعض الكلمات ادارت تلك الصورة تري ما فيها لتجحظ عينيها بصدمة، دقائق شلت فيهم الصدمة حواسها تنظر لتلك الصورة بصدمة ودهشة

فاقت على صوته قريبا منه: بتعملي ايه يا لينا

اخفت الصورة في جيب سترتها التقطت اول منشفة وقعت عليها يدها لتعد إليه سريعا.


ممسكة بتلك المنشفة وجدته جالسا على الفراش

وضعت المنشفة بجانبه هاتفه سريعا: أنا هروح اجبلك الدوا

خرجت من غرفته بخطوات واسعة ذهبت لغرفتها لتحضر له علبة الدوا لتجد نفسها تجلس على الفراش مدت يدها في جيب سترتها تخرج تلك الصورة تنظر لها بحسرة

يبدو سعيدا ابتسامة واسعة تشق وجهه

يقف بجانب شجرة كبيرة يده اليسري في جيب بنطاله بينما يده اليمني تحاوط كتف تلك الفتاة.


تلك الفتاة بها شئ غريب قطبت حاجبيها بدهشة تلك الفتاة رفعت نظرها الي مرآه غرفتها تتطلع لصورتها بدهشة تلك الفتاة تشبهها!

الشبه بينهما واضح جدا صحيح ليستا متطبقتين يمكن تميز كل منهمن ولكن هناك شبه كبير خاصة لون عينيها النمش البني الصغير الذي يحيط بانفها قلبت الصورة للناحية الاخري لتجد مكتوبا عليها

خالد ورحاب

خالد ولوليتا2.


تلك الفتاة اذا هي رحاب التي كان يهذي باسمها وهو نائم ولكن لما اسمها مكتوب اسفل اسم رحاب وما سر رقم اثنين هذا

هزت رأسها نفيا بدهشة تعرف انه كان متجوزا باثتين لم ترد أن تسأله عنهما كرامتها لم تسمح لها بذلك شئ بداخلها يحترق كلما تذكرت ذلك فحاولت تناسيه حاولت أن تقنع نفسها بأنها الاولي في حياته لذلك لم ولن تفكر بسؤاله عنهما ابدا

ولكن ما تلك الصورة وذلك الكلام الغريب.


افاقت من شرودها سريعا التقطت علبة الدواء من حقيبة يدها ومن بعدها نزلت الي المطبخ صنعت له مشروب دافئ ومن ثم عادت لغرفته

دقت الباب فلم تجد ردا مرة ادارت المقبض لتدخل وجدته نائما ذهبت ناحيته برفق وبدأت توقظه

لينا بصوت منخفض: خالد خالد اصحي

فتح عينيه بارهاق واضح يطالعها باستفهام لتكمل هي برفق: الدوا

ناولته قرص الدواء وكوب من الماء وضعت ذلك المشروب على الطاولة الصغيرة جواره

لينا: لسه حاسس بوجع.


هز رأسه نفيا بهدوء لتتنهد براحة: اوووف الحمد لله دا انت وقعت قلبي، هقوم أنا بقي

ما كادت أن تتحرك حتي وجدته يقبض على رسغ يدها برفق هاتفا بعبث: خوفتي عليا

نزعت يدها من بده ببرود: لاء ابدا ممكن تسميها شفقة او تأنيب ضمير اصل انا السبب الي في حصلك ولا ايه.


تلك الكلمات التي نطقتها كانت كالسم يحرق أوردته بقسوة اشتعل جسده غضبا عينيه كانت كالجمر صرخ فيها بحدة: اطلعي برة والا قسما بالله هدفعك تمن الكلام دا غالي أوي

فرت هاربة من غرفته لا تعرف لما قالت تلك الكلمات ربما تلك الصورة هي السبب شعورها بالغيرة والغضب منه لما اعطي لنفسه الحق بأن يحب ويتزوج وهي لاء

تلك الفتاة التي يهذي باسمها ليلا ما زال يحتفظ بصورتها بين ملابسه كالمراهقين بالتأكيد هو يحبها.


عادت الي غرفتها تتجول فيها بشرود تتغير ملامحها ما بين ضيق وغضب وغيرة وندم

لينا بضيق: يووووه بقي ما كنش لازم اقوله كدة، اروح اعتذرله لالا بلاش أحسن

أيوة بس هو تعبان وكمان لما كنت زعلانة بقي بيعمل اي حاجة عشان يضحكني أنا هروح اعتذله والي يحصل يحصل

اما هو ظل يجوب غرفته بخطوات غاضبة مشتعلة لو ترك العنان لغضبه لذهب وقطع لسانها الابلة ذلك.


ذهب ناحية دولاب ملابسه فتح باب صغير موجود في آخره ليخرج منه زجاجه مشروب

فتحها بعنف بدأ يشرب بنهم كاد ينهيها عندما سمع صوت شهقة فزعة قادمة من ناحية باب غرفته

اتجه بنظره ناحية الصوت ليجدها تضع يدها على فمها عينيها متسعتين بصدمة

نقلت نظراتها بينه وبين تلك الزجاجة في يده

هزت رأسها نفيا عدة مرات بعنف

خالد بحدة: ايه الي جابك هنا أنا مش قولتلك اطلعي برة.


اتجهت ناحيته ببطئ تنظر له بألم ترجوه أن ينفي ما رأته عيناها

نطق لسانها كلمة واحدة خرجت بصعوبة من بين شفتيها: ليه

كانت بمثابة اشتعال فتيلة غضب عشق جنون هوس صرخ بجنون وهو يضرب بقبضة يده على موضع قلبه: عشان داااااا، عشان داااا ما يفضلش متعذب ليل ونهار عشان اعرف اعيش من غيرك عشان اقدر انساكي.


قبض على ذراعيها بعنف نظرت له بفزع لتجد عينيه متسعين بجنون ارعبها: انتي لسه مش حاسة بيا انا مش بحبك ومش بعشقك أنت عديت المراحل دي من زمان أنا بقيت مجنون بيكي بقيتي النفس الي من غيره أموت

لكن لاء ملعون العشق الي يقل من كرامتي

انتي ملكي سواء رضيتي او لاء

انسابت الدموع من عينيها خوفا من حالته تلك

صرخت فيه وهي تبكي: الي يشوفك كدة يقول قفلت على قلبك مش حبيت واتجوزت بدل المرة اتنين.


ابتسم بجنون كانت ابتسامته مفزعة: انتي عارفة اني عمري ما حبيت واحدة غيرك

هز رأسها نفيا بقوة هتفت بقهر من بين دموعها: سبني بقي سبني

لفظها من بين ذراعيه بقسوة لترتد للخلف بعنف

صرخ في وجهها بقوة: اطلعي برة قسما بالله لو دخلتي الاوضة دي تاني ما هتخرجي منها زي ما دخلتي.


لا تعرف كيف نجت من براثنه بعد كلماته القاتلة تلك لم تشعر بقدميها سوي وهي تركض تفر من حجيمه اختبئت في غرفتها اوصدت باباها بالمفتاح جيدا عله يحميها منه

ظلت في غرفتها طوال النهار تحتمي بها منه الي أن حل الليل وسمعت صوت سيارة والده تدخل الي الفيلا.


اخذت نفسا عميقا تسيطر به على خوفها فتحت باب غرفتها نظرت الي الممر بحذر قبل أن تنزل الي أسفل، تريد الذهاب لعملها ستأخذ إذن والده لسببين أولهما والده يعاملها جيدا ولن يرفض والثاني هو الوحيد الذي يستطيع أن يقف لذلك المجنون المسمي خطاء زوجها

ذلك ما كنت تفكر فيه وهي في طريقها لأسفل

ازدرقت ريقها بفزع عندما وجدته جالسا على الأريكة جوار والده يحتسي فنجانا من القهوة ببرود

حمحمت لتجلي صوتها: احم السلام عليكم.


محمود مبتسما: وعليكم السلام تعالي يا بنتي

تقدمت بتوتر تجلس على الاريكة بجانب والده من الاتجاه الآخر تفرك يديها بتوتر من نظراته تشعر أنه يخترق عقلها بنظراته تلك

لينا مبتسمة بارتباك: عمي محمود أنا كنت عايزة اطلب من حضرتك طلب

محمود مبتسما: طبعا يا بنتي اؤمري

لينا مبتسمة بارتباك: أنا كنت عايزة انزل شغلي

سمعته يهتف بحدة: والهانم مالهاش جوز تستأذن منه ولا أنا شفاف

محمود بحدة: خالد ما تزعقلهاش هي ما غلطتش.


التفت اليها قائلا بابتسامة حنونة: طبعا يا بنتي تقدري تنزلي شغلك وخالد هيبقي يوديكي ويجيبك مبسوطة كدة يا ستي

لينا في نفسها: دا أنا مبسوطة خالص حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا خالد يا ابن أم خالد

هزت رأسها إيجابا بتوتر: عن إذن حضرتك هطلع انام

محمود: مش هتتعشي يا بنتي

هزت رأسها نفيا: شبعانة تصبح على خير يا عمي

محمود: وانتي من اهله يا بنتي

راقبه بعينيه وهي تصعد سلم المنزل متجهه الي غرفتها

محمود: انتوا متخانقين.


خالد بلامبلاة: ما تشغلش بالك أنت يا حج يلا تصبح على خير

محمود: وانت من اهله

قام متجها الي غرفته وقف امام باب غرفتها ينظر له دقائق بشرود ليرحل بهدوء الي غرفته.


في صباح اليوم التالي

استيقظت بضيق على صوت طرقات متتالية على باب غرفتها قامت تجر قدميها بنعاس ناحية باب الغرفة فتحته لتجد الخادمة

عنايات مبتسمة: صباح الخير يا بنتي خالد باشا بيستعجلك عشان وراه وكدة هيتأخر

لينا سريعا: حاضر يا دادة مش هتأخر.


سريعا هرولت الي مرحاض غرفتها تغتسل وتفرشي أسنانها خرجت سريعا تبحث عن ما سترتدي فوقع اختيارها على جيبة ببضاء تصل لبعد ركبتيها بقليل وقميص وردي اللون وسترة ابيض نزلت الي اسفل فوجدته جالس على طاولة الطعام بصحبة والدته يخفي وجهه خلف تلك الجريدة

لينا: صباح الخير

زينب بود: صباح النور يا لولو يلا يا حبيبتي اقعدي كلي

لينا بابتسامة صغيرة: شكرا يا ماما مش جعانة

هتف بحدة من خلف تلك الجريدة: مفيش خروج من غير اكل.


جلست على الطاولة رغما عنها تأكل بضع اللقيمات

لينا سريعا: الحمد لله شبعت يلا عشان ما نتاخرش

قام من على الطاولة فلاحظ تلك الجيبة التي تريديها

خالد غاضبا: الزفتة دي تتغير

لينا بضيق: نعم

خالد بحدة: ايه ما سمعتيش الزفتة الي انتي لابساها دي تتغير.


لينا بعند: لاء مش هغيرها عجباني

خالد بهدوء: يبقي ما فيش شغل

تركها متجها الي الباب لتهتف سريعا

لينا: خلاص خلاص هغيرها

خالد ببرود: خمس دقايق وهمشي

صعدت الي غرفتها سريعا وبدلت ملابسها عندما نزلت وجدته جالسا على احد المقاعد واضعا قدما فوق اخري ينظر امامه بشرود نظرة عينيه تبعث شعور سئ ازدرقت ريقها بخوف لتتحدث بتوتر

لينا بتوتر: انا خلصت.


طفقها بنظرات ساخرة ساخطة ليقم من مكانه متجها الي سيارته وهي تهرول خلفه تحاول اللحاق به

استقلا سيارته ظل صامتا طوال الطريق لم ينطق الا عندما وصل الي المستشفي قال جملة واحدة

خالد: ما تمشيش قبل ما اجي

هزت رأسها إيجابا نزلت من سيارته الي داخل المستشفئ

اما هو اطمئن انها دخلت وانطلق الي عمله

دخل مكتبه فلاحظ حالة التوتر والقلق البادية على زميليه

خالد بشك: صباح الخير يا رجالة، مالكوا في ايه.


يوسف توتر: ها لا ما فيش

صرخ بحدة غاضبا: في ايه ما تنطقوا

محمد: شاكر هرب

اتسعت عينيه بدهشة: هرب ازاي يعني هرب

محمد: ما اعرفش ما اعرفش النهاردة كانت ميعاد جلسته لما العساكر راحوا ياخدوه من الزنزانة مالقهوش اختفي فص ملح وداب والدوريات من ساعتها قالبة الدنيا عليه

صفع سطح مكتبه بعنف صارخا: يعني ايه هرب احنا بنلعب

وضع محمد ورقة صغيرة على المكتب امامه

محمد بتوتر: لقوا دي في الزنزانة.


رفع الورقة امام عينيها ليجد فيها

الي شجيع السيما فضلت ورايا لحد ما قبضت عليا حقيقي برافو تستاهل جايزة اغبي رجل في العالم عشان الي انت عملتوا دا هدفعك تمنه غالي اوي وأنت طبعا ما عندكش اغلي من لوليتا حبيبة القلب الحق اشبع بيها عشان مش هتشوفها تاني

قبض على يده بشدة حتي برزت عروقه ليزمجر بغضب: وحيات امي لهقتله الكلب بيهددني بلينا

محمد: ما تخرجش لينا الفترة دي خالص وشدد الحراسة علس الفيلا.


اتسعت عينيه بفزع: يا نهار مش فايت دي لينا في المستشفي

بعد ثانية كان يركض من الغرفة سريعا قفز في سيارته منطلقا بجنون الي المستشفي

ضغط على دواسة البنزين بعنف وهو يصيح في نفسه بغضب: غبي انا غبي يا رتني ما ودتها المستشفي استرها يا رب

وصل الي المستشفى فدخل يركض الي مكتبها فتح الباب سريعا توقف قلبه عندما وجد المكتب فارغا ظل يسأل عنها كل من يقابله.


الي ان علم انها في غرفة العمليات ذهب اليها سريعا فوجد ان الغرفة مضائة باللون احمر

فظل يجوب الممر امام غرفة العمليات يأكله الخوف والقلق الي ان خرجت فأسرع يخفيها بين ذراعيه

خالد بلهفة: انتي كويسة حصلك حاجة

ابتعدت عنه بضيق: أنا كويسة في ايه

قبض على رسغ يدها برفق

خالد سريعا: يلا احنا لازم نمشي من هنا دلوقتي

قطبت حاجبيها بغضب صارخة بحدة: ايييه لا طبعا ما ينفعش انا لسه ما كملتش ساعة.


هتف بضيق من بين اسنانه: يلا يا لينا

لينا: لاء يعني لاء

قاطعه عصام: ما ينفعش كدةحضرتك الدكتورة لسه عندها عمليات كتير

لينا: قوله يا عصام

خالد غاضبا: مالكش دعوة يا بتاع انت يلا يا لينا

لينا بعند: لاء يا خالد مش هاجي معاك

هتف بتوعد: طيييييب

صرخت بفزع عندما وجدت نفسها فجاءة معلقة في الهواء بين ذراعيه

لينا صارخة: خالد انت اتجننت نزلني يا خالد يا بني آدم نزلني.


تجاهلها الي أن الي سيارته فالقاها فيها قصرا لياخذ مكانه خلف المقود منطلقا الي المنزل

لينا صارخة: أنت مش طبيعي والله العظيم أنت مجنون أنت يا بني آدم أنت في حد يعمل كدة اتفضل رجعني المستشفي حالا

خالد صارخا: قسما بالله ما اتكتمتي لديكي قلم يخرسك

رمقته بأسي نظراتها كانت ذليلة منكسرة هو المتحكم في كل شئ ستفعل كل ما يقول إن لم يكن برضاها سيكون رغما عنها انسابت دموع عينيها قهرا

لينا باكية: أنا عايزة ماما.


تقوس فمه بابتسامة ساخرة: يا نونا عايزة ماما

لينا باكية؛ انت...

قاطعها ببرود: هشششش لو طولتي لسانك عليا تاني هقطعهولك

ظلت تبكي بصمت طوال الطريق وصل الي المنزل فاوقف السيارة هاتفا فيها ببرود: انزلي

هتفت من بين دموعها: مش هنزل أنا مش عايزة اعيش معاك

زفر بضيق لينزل من السيارة فتح الباب من ناحيتها جذبها من السيارة بعنف وهي تصرخ تغرز قدميها في الارض حتي لا تتحرك معها

ليفعل مثلما فعل سابقا حملها بين ذراعيه.


دخل الي الفيلا تصرخ بين ذراعيها صعق محمود وزينب من منظرهم

محمود غاضبا: خالد انت اتجننت نزل البنت

خالد بهدوء: هطلعها اوضتها ونازلك

صعد الي غرفتها ليلقيها على الفراش

خالد بحدة: مفيش شغل بعد كدة ومفيش خروج من البيت اصلا حتي الجنينة ما تعتبيهاش

تهاوت على ركبتيها ارضا يكفي ما يفعله بها لو كانت حيوانا لكان أحس ولو بالشفقة عليها

رفعت نظراتها اليه كانت تنظر له بانكسار، ذل قهر

هتفت بقهر: أنت ليه بتعمل فيا كدة.


لم يرد تركها وخرج من الغرفة اوصد الباب خلفه بالمفتاح متجها الي أسفل

محمود: ممكن افهم ايه الي بيحصل

خالد: حاضر خدي يا امي المفتاح اطلعي شوفيها عشان بتعيط

شهقت زينب بدهشة: انت حابس مراتك

خالد بضيق: اطلعي يا امي ونتفاهم بعدين

خطفت منه زينب المفتاح تهرول لاعلي سريعا

محمود بحدة: ما تنطق

قص عليه خالد ما حدث: الكلب بيهددني بيها كنت عايزني اعمل ايه.


محمود: بس براحة عليها يا ابني كدة انت هتخوفها منك ما تكررش مأساءة شهد تاني يا خالد

خالد غاضبا: تخاف مني احسن مية مرة من انها تضيع مني

تركه متجها الي اعلي قابل والدته في طريقه

خالد: لينا عاملة ايه

زينب بلوم: فضلت تعيط لحد ما نامت ليه كدة يا ابني

خالد: بابا هيفهمك كل حاجة، فين المفتاح

زينب: انا ما قفلتش الباب انا مش هحبس بنتي

خالد: انا بقي هحبس مراتي هاتي المفتاح يا ماما والا والله هاخدها وامشي من هنا.


اعطته زينب المفتاح على مضض فاخذه متجها الي غرفتها فتح الباب فوجدها نائمة بقايا الدموع عالقة على اهدابها وجنتيها وانفها اصطبغا باللون الاحمر من شدة بكائها ذهب ناحيتها دني برأسه مقبلا جبينها همس بجانب اذنها بندم

خالد: أنا آسف

خرج من غرفتها الي غرفته واغتسل وبدل ملابسه جلس على كرسي مكتبه يجري العديد من الاتصالات شركات الحراسة وصديقه الدوريات التي تتولي البحث عن شاكر مضت عدة ساعات.


فتحت عينيها بصعوبة وظ تشعر بآلام حادة تغزو جسدها كله اعتدلت في جلستها تحاول تقنع نفسها ان ما مرت به كان حلما ليس الا ولكنها وجدت نفسها ترتدي الثياب الخاصة

بالمستشفى ليس حلما اذن انسابت دموعها بصمت لم تعتد أعصابها تستطيع التحمل فانهارت مرة اخري بدأت تصرخ بجنون وتكسر كل ما يقابلها.


هب فزعا عندما سمع صوت صراخها ركض ناحية غرفتها وجد معظمها قد تكسر ووجدها جالسة في احد اركان الغرفة تضم ركبتيها الي صدرها تخفي وجهها بين ركبتيها يرتجف جسدها ببكاء عنيف ناحيتها وجثي على ركبتيه

لترفع وجهها اليه رأي في عينيها نظرة كره وغضب وألم وبدون سابق انذار انقضت عليه تضربه بيديها الصغيرتين على صدره وتخدش رقبته ووجهه باظافرها.


تركها تفرغ شحنة غضبها بين ذراعيه ضم جسدها الصغير الي صدره بقوة فبدأ بكائها يعلو بدأ جسدها يهتز بعنف فجاءه وبدون سابق إنذار استكان جسدها وفقدت الوعي.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والعشرون


ضحك ذلك الرجل بخبث عاليا ينظر للجالس أمامه بمكر

، : مش قولتلك هخرجك

شاكر ضاحكا بخبث: معلم هتلاقي ابن السويسي بيلف حوالين نفسه دلوقتي بس ايه الدماغ دي باشا كنت عارف إن الزفت الي اسمه صالح هيعترف عليا

، ضاحكا بخبث: خد الكبيرة بقي أنا الي قايل لصالح يعترف عليك

اتسعت عيني شاكر بصدمة: ايه الكلام الي بتقولوا أنت الي مسلمني للحكومة.


، بخبث: يا حمار افهم دي خطة ابن السويسي اتلهي معاك الفترة الي فاتت لما قبض عليك ولما اتضرب بالرصاص و بعدها كان مشغول مع حبيبة القلب طبعا المدة دي أنا دخلت فيها اكبر شحنة مخدرات في تاريخي كله

شاكر بإعجاب: أستاذ

، بغل: اومال فاكرني خايب زيك ابن السويسي طاره معايا بقي شخصي ورحمه أمي لدفعه التمن غالي

شاكر: هتعمل ايه يا باشا

، ضاحكا: المحروس طلع عنده بنت وهو ما يعرفش

شاكر بدهشة: بنت ودي جابها امتي.


، غاضبا: روح اسأله أنت بتستظرف يا شاكر

شاكر: ما أنا مش فاهم بردوا هنعمل ايه بالبت دي

، بخبث: افهمك، ...

اتسعت عيني شاكر بذعر بعد ذلك الكلام: بتهزر صح أنت عارف خالد لو عرف هيعمل فيناى

احتقنت عيني ذلك الرجل بغل: أنا عايزه اعرف عشان اكسر مناخيره الي رافعها في السما على طول دي

شاكر: مين هينفذ

، ضاحكا: آخر واحد تتوقعه.


يقف أمام غرفته يلتهمه القلق فقدت الوعي بين ذراعيه لم يستطع وضعها في فراشها فقد جعلته رأسا على عقب حملها بين ذراعيه متجها الي غرفته وضعها في فراشه نظر لها للحظات بعجز توقف عقله عن التفكير، استعاد رباطة جأشه سريعا ليتلقط هاتفا يطلب الطبيب

ما يقرب من خمسة عشر دقيقة يقف في الخارج منذ أن جاء الطبيب دخلت والدته معها

ووقف هو ينتظرهم.


انتبهت حواسه فجاءه عندما سمع باب غرفته وهو يفتح اتجهت أنظاره الي الطبيب ليجده يرمقه بتجهم وضيق

خالد بحذر: هي كويسة مش كدة

ابتسم ذلك الطبيب ساخرا: والله دا يتوقف على مفهومك لكلمة كويسة

برزت عروق رقبته غضبا صرخ بحدة: أنت بتستظرف أنت مش عارف أنا ممكن أعمل فيك ايه

لم تفارق تلك البسمة الساخرة شفتي الطبيب: أوعي تكون فاكر ان أنا خايف منك.


تدخل والده في ذلك الوقت متحدثا برزانة: يا دكتور مافيش داعي للكلام دا ممكن نعرف حالتها ايه

الطبيب بجد: عندها انهيار عصبي حاد أنا اديتها حقنة مهدئة حالتها النفسية مش مستقرة دا غير أن عندها ضعف عام أنا هكتبلها على فيتامينات يا ريت تاخدهم باستمرار

التفت ناحية خالد يهتف بجمود: أنت خالد مش كدة

هز رأسه إيجابا بضيق ليكمل ذلك الطبيب: اتقي ربنا فيها أنت وصلتها لمرحلة أنها بتعيط وهي نايمة، عن اذنكوا.


خالد بحدة: الراجل دا مجنون

سمع صوت والدته تهتف من خلفه: لاء يا ابني مش مجنون لينا طول ما هي نايمة عاملة تعيط وتقول حرام عليك يا خالد

صدم رأسه في الحائط بغضب من نفسه لم يكن يقصد يؤذيها كان خائفا وهو عندما يشعر بالخوف يغضب ولا يستطيع التحكم في غضبه

بعدها بدأت دوامة عنيفة من الغضب واللوم من والديه لا يتذكر منها شئ لم يكن معهما من الأساس كان يفكر يعيد ترتيب حسباته من جديد بتلك الطريقة سيقتلها.


ترك والديه ما زالا يصرخان فيه واتجه الي غرفته الي فراشه التي احتوها مرة أخري فاقدة للوعي بسببه

جثي على ركبته بجانب فراشها مد يده المرتجفة بحزن يمسح دمعاتها الهاربة من بين جفنيها المغلقين، شعر بشئ دافئ يجري على وجهه، دموعه يبكي لم يفعلها منذ سنوات لم يذرف دمعه واحدة على أيا كان غلف قلبه

بغلاف من القسوة

قسوة أقر أنها ستنال الجميع الا هي ولكنه اكتشفت أنها أول من تأذي منها.


خالد باكيا: هتغير أوعدك مش هزعلك تاني ابدا.


في صباح اليوم التالي

كان حريصا ان يستيقظ قبلها قام واغتسل وبدل ملابسه واتصل باحد محلات الاثاث واشتري غرفة نوم كاملة

وبالفعل لم يمر ساعة حتي جاء العمال ارشدهم الي غرفة لينا فبدلوا اثاث الغرفة ورحلوا

اتجه الي غرفته ودخلها وجدها تتململ في نومتها تفتح عينيها بصعوبة

لينا بألم: اه انا فين ايه الي حصل

خالد ضاحكا: نفسي مرة تصحي من النوم مش فاقدة الذاكرة

يضحك بعد كل ما فعله بها يضحك رمقته بلوم.


بدأت الدموع تتدفق في عينيها بألم

خالد سريعا: ارجوكي ما تعيطيش وانا هفهمك كل حاجة

مسحت دموعها براحة يدها بعنف

خالد: طبعا انتي عايزة تعرفي انا ايه الي خلاني غيرت رائي في موضوع شغلك

هزت رأسها إيجابا لتكمل بألم: أنا ما عملتلكش حاجة عشان تعمل فيا كدة كل دا عشان مش عيزاك تشرب

خالد بهدوء: امبارح لما وديتك المستشفى ورحت على شغلي عرفت ان شاكر هرب

قطبت حاجبيها باستفهام: شاكر مين.


كور قبضته بغضب: دا واحد شيطان إبليس يتعلم منه تاجر مخدرات وسلاح واعضاء واثار

فاكرة اليوم الي جيت عندكوا المستشفى مصاب

هزت رأسها إيجابا

خالد: كنا بنهاجم مقره وقدرنا نقبض عليه بس ابن ال، هرب قبل ما يتنفذ فيه حكم الاعدام وسبلي ورقة بيهددني فيها انه هيقتلك عشان كدة جتلك بسرعة كان كل الي في دماغي اني ابعدك عن اي خطر وبسرعة

لينا: ليه ما قولتليش ليه بتتعامل معايا على اني عيلة صغيرة ليه يا خالد.


خالد: صدقيني أنا ما كنش قصدي كدة خالص كل الحكاية اني كنت متوتر وملبوخ و خايف كل الي بفكر فيه اني ابعدك عن اي حاجة ممكن تأذيكي، أنا آسف

لينا بجد: أنا مستعدة اسامحك بس بشرط

خالد سريعا: اؤمري

لينا: ما تخبيش عليا حاجة تاني ما تتعاملش معايا على إني عيلة صغيرة على فكرة أنت أكبر مني بخمس سنين بس يعني أنا مش عيلة أنا عندي 25 سنة

خالد: حاضر يا ست ممكن معلش تاخدي إجازة من شغلك على ما لاقي حل للموضوع دا.


لينا: حاضر

خالد مبتسما بعبث: أحبك وانت مطيع

دق الباب فذهب وفتحه واخذ من الخادمة صينية مملوءة بالطعام ووضعها امامها

خالد بحزم: الدكتور قال ان جسمك ضعيف جدا ومحتاج تغذية عايزة عمي جاسم لما يرجع يقولي كنت مجوع البت

ضحكت ضحكة صغيرة رغما عنها لتبدأ في الاكل بصمت، رفعت نظرها تتطلع اليه برجاء

خالد: عايزة تقولي ايه

لينا بحذر: تبطل شرب

ابتسم لها ابتسامة صغيرة: هبطل شرب

لينا بحماس: أوعدني

خالد بحنان: وحياة لينا.


توهجت وجنتيها خجلا من كلامه

خالد مبتسما بخبث: لو تعرفي انا بفكر في ايه دلوقتي

اتسعت عينيها فزعا: اااانت قليل الأدب على فكرة

خالد ضاحكا: انتي الي دماغك شمال أنا بفكر في الشغل على فكرة

نفخت خديها بغيظ من تصرفاته: أنا عايزة اروح اوضتي

خالد: من عنيا

همت لتنزل من على الفراش لتجده يقف امامها

خالد: رايحة فين

لينا بضيق: هروح اوضتي

شهقت فجاءه عندما انحني بجذعه وحملها بين ذراعيه.


خالد مبتسما بعبث: ودي تيجي بردوا تمشي وانا موجود صحيح انتي جبتيلي الغضروف بس فداكي يا ستي

دخل الي غرفتها ليضعها برفق على الفراش

نظرت الي محتويات الغرفة الجديدة هاتفه باحراج

لينا: طبعا انا بهدلتلكوا الدنيا خالص وكسرت الاوضة

خالد مبتسما: فداكي يا ستي مليون اوضة

ليقطب حاجبيه باستفهام فجاءه، خدي هنا يا بت انتي فاكرة انك كسرتي الاوضة ازاي

لينا بلامبلاة: وفيها ايه يعني.


خالد: عمي قالي انك بتنسي الي كل الي بيحصل بعد الانهيار الي بيجيلك دا

ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة حزينة: ما هو كمان فاكر ان انا بنسي إنما انا في الحقيقة ببقي فاكرة كل حاجة

لاحظ ابتسامتها الحزينة ليردف بحذر

خالد: طب ليه بتعملي كدة

لينا بألم: عشان ما اشوفش نظرة شفقة في عنين حد

قرر المزاح ليخرجها من حالة الحزن تلك

خالد مازحا: يعني انتي فاكرة انك حضنتيني.


اتسعت عينيها بدهشة رفرفت باهدابها عدة مرات بصدمة لتكمل ضاحكة

لينا: اهي الحتة دي بالذات مش فاكراها

قهقه عاليا لتشاركه هي الاخري الضحك

خالد ضاحكا: ماشي ماشي هعديها بمزاجي هسيبك تستريحي بقي

تمددت على الفراش فدثرها بالغطاء وقبل جبينها وطفئ نور الغرفة

لينا سريعا: لاء ما تطفيش النور انا ما بحبش انام في الضلمة

اعاد اضاء المصباح مرة اخري.


خالد بجد: قصدك بتخافي تنامي في الضلمة والموضوع دا لازم نعالجه عشان أنا ما بحبش أنام في النور

تركها ونزل الي اسفل لتقابله زينب تسأله بلهفة

زينب بلهفة: لينا عاملة ايه

خالد: ما تقلقيش يا امي هي كويسة

مر اسبوع على هذا الحال خالد يعتني بشدة بالأدوية الخاصة بلينا وطعامها حتي انه رفض ان تخرج من غرفتها الي ان تتعافي على اكمل وجه الي ان مر الاسبوع وجاء الطبيب مساءا

صعد الي غرفتها بصحبة خالد الذي غرفتها.


ساهر ضاحكا: ايه يا موري مش هتروح مش خايف king Kong اخوك دا

عمر ضاحكا بثقة: تؤ خالد اصلا مش فاضيلي أنت مش شايف بقالي أسبوع بسهر وبروح وهو ولا هنا

ساهر: هو في مأمورية ولا ايه

عمر: لاء بالعكس دا واخد اجازة بس ايه بقي مراته باباها مسافر فجت تقعد عندنا، خالد ما بيتحركش من جنبها

ساهر بولة: بصراحة معذور دي حتة مزة تحل من على حبل المشنقة

نهره عمر بحدة: أنت يا ظريف دي مرات أخويا.


ساهر: مش قصدي يا عم، صحيح عملت ايه مع البت تالا

عمر بغيظ: بنت الذين تقولي انت بني آدم تافه وحقير ومالكش لازمة

ساهر ضاحكا: ما أنا قولتلك شكلها بت محترمة مش هتعرف تظبها المهم سيبك من الهري دا كله عندي ليك سهرة صباحي

عمر بسعادة: ايوة بقي Let s go يا برنس.


انهي الطبيب الفحص وخرج الي خالد الذي يقف ينتظره خارجا

خالد: حالتها ايه دلوقتي

الطبيب ساخرا: تفرق معاك بجد

خالد مبتسما باصفرار: وحياة امي لو ما اتكلمت عدل لامسح بيك بلاط الفيلا

الطبيب بتجهم: احم على العموم هي بقت كويسة وتقدروا توقفوا الادوية، عن إذنك

خالد مبتسما باصفرار: في ستين داهية.


حاسب الطبيب واوصله الي باب المنزل ليصفع الباب في وجهه بحدة ليعود مسرعا الي غرفتها ما أن دخب حتي انسحبت والدته وخرجت بهدوء

لينا بقلق: الدكتور قالك ايه

خالد مبتسما بعبث: قال انك زي القمر

احمرت وجنتها خجلا اردفت بضيق لتداري خجلها: يوه بقي يا خالد بجد قالك ايه

خالد: قال انك كويسة جدا ونقدر نوقف الدوا

صفقت بسعادة: بجد يعني اخيرا هتسبني اخرج من الاوضة، بقالك اسبوع حبسني فيها.


خالد مبتسما: وهنخرج كمان يلا قومي البسي

لينا بفرحة: بجد

ولكن سعادتها لم تكتمل عندما رن هاتفه اخرج هاتفه من جيب بنطاله قطب حاجبيه باستفهام عندما وجد اسمه على الشاشة فتح الخط كاد أن يرد عندما وجد صديقه يصرخ سريعا

مراد: خالد تعالا دلوقتي حالا

خالد بدهشة: في ايه يا مراد ايه الي حصل

مراد: مش وقته يا خالد لازم تيجي دلوقتي قبل ما تحصل كارثة خد العنوان...

خالد سريعا: طيب خلاص أنا جاي حالا.


والتفت اليها عندما سمعها تقول: في أيه يا خالد

خالد: مش عارف بس واضح أن في مشكلة وأنا لازم اروح دلوقتي معلش يا حبيبتي هنخلي الخروج وقت تاني ما تزعليش ماشي

لينا مبتسمة: خلاص مش زعلانة تروح وترجع بالسلامة

خرج من غرفتها سريعا الي غرفته وبدل ملابسه لينطلق الي وجههته

لتنزل هي الي اسفل وجدت زينب تجلس امام التلفاز فذهبت تجلس معها تشاهدان التلفاز وتتسامران مرت حوالي ساعتين.


توجهت انظاهم فجاءة ناحية الباب عندما سمعوا باب المنزل يُفتح بعنف ليسقط عمر ارضا بدفعة قوية من يد خالد

صفع الباب خلفه بعنف اتجه ناحية عمر ببطئ مشمرا عن ساعديه

خالد صارخا بغضب: قوووم أقف

هب عمر واقفا ترتجف قدميه ذعرا من مشهد اخيه الغاضب

زينب بقلق: في ايه يا ابني

خالد صارخا بحدة: مش عايز اسمع صوت حد، اطلعي على فوق يا امي

زينب سريعا: لاء مش هطلع قبل ما افهم في ايه اخوك عمل ايه.


التفت الي اخيه بعينين يعصف الغضب بهما: عمله أسود ومهبب فاكر يا عمر أنا قولتلك ايه

لو وقعت تحت ايدي يا عمر الله في سماه ما حد هيعرف ينجدك مني صح ولا أنا غلطان

عمر بذعر: أنا آسف يا ابيه

خالد ضاحكا بسخرية: آ، ايه والله ضحكتني

اقترب منه ببطئ الي أن وقف امامه مباشرة ليسقط عمر أرضا بلكمة قوية جعلت الدماء تخرج من فمه

زينب صارخة: خالد أنت اتجننت سيب اخوك.


خالد: اطلعي يا أمي احسن صدقيني الي هتشوفيه مش هيعجبك وخدي لينا معاكي

علقة موت هو ما حدث كان يضرب ويصفع ويلكم ويركل وعمر حتي غير قادر على الدفاع عن نفسه سقطت زينب ارضا تبكي

لينا حاولت ابعاده عن اخيه عدة مرات آخر ما حدث سقوطها أرضا على وجهها بدفعة قوية منه

قامت سريعا من على الارض متجهه ناحية عمر الساقط ارضا على ركبتيه لا يستطيع الوقوف من شدة ألمه ووقفت امامه

خالد غاضبا: ابعدي يا لينا.


لينا صارخة بقوة: لاء مش هبعد انت اكيد مريض في حد يعمل كدة في اخوة

جذبها من ذراعها بقوة لتدفعه بقوة ذاهبة ناحية عمر جلست بجانبه تحاوطه بذراعيها تحاول حمايته من ذلك الاعصار

لينا: عايزة تضربه اضربني أنا الاول

خالد غاضبا: ابعدي يا لينا احسنلك

لينا بحدة: لاء مش هبعد أنت مش طبيعي أنت مجنون

اتسعت عينيها بدهشة عندما سمعته يهدف بصوت صغيف

عمر بصوت ضعيف: ابعدي يا لينا انا غلطت واستهال عقاب خالد.


لينا بحدة: مهما تكون غلطت ما تستاهلش ان الحيوان دا يجلدك

عمر: حتي لو...

لم يكمل عمر كلامه عندما وضع خالد كف يده على فمه واشار له بنظرة تحذيرية الا ينطق امسك ذراعي لينا بيعدهما عن عمر ليتجه الي اخيه ساندا جسد اخيه المنهك على جسده صاعدا به الي اعلي من خلفه لينا التي تسند زينب التي تمزق قلبها من البكاء

اتجه الي غرفة عمر فتح بابها اسنده على الفراش

والتفت للينا يهتف بجد.


خالد: هو مش حضرتك دكتورة وقدامك مريض اتفضلي علجيه

اتسعت عينيها بدهشة: لا دا انت مجنون رسمي تقتل القتيل وتمشي في جنازته

خالد بحدة: اخلصي و حساب طوا لسانك دا معايا بعدين

لينا: طب انا عايزة شنطتي

خالد: ماشي

ذهب ناحية غرفتها واحضر حقيبتها الطبية واعطاها لها

خالد: الشنطة

ضمدت جروح عمر واستطاعت ان توقف الدماء التي تنزل بغزارة من جروحه بصعوبة اعطته مسكن قوي وكتبت بعض الادوية على روشتة واعطتها لخالد.


لينا بضيق: يا ريت تجبله الدوا دا بسرعة

خالد بتوعد: ماشي

نزل الي اسفل سريعا

في الغرفة ظلت زينب تبكي وهي تمسد على شعر عمر

زينب باكية: عمر حبيبي انت كويس ايه بس الي خلي خالد يعمل كدة

عمر بألم: انا غلطت جامد يا امي

زينب: مهما تكون عملت يا عمر

عمر باكيا: لا يا امي أنا غلطت، غلطت جامد اوى والله ما كنتش في وعيي

زينب بقلق: عملت ايه يا عمر.


هز رأسه نفيا بألم: ما اقدرش اقولك ما اقدرش هتكرهيني لو قولتلك ما اقدرش بس والله يا امي ما كنت في وعيي

زينب بحدة: عملت ايه يا عمر

خالد: بعدين يا أمي سيبي عمر يرتاح

هتف بها بحزم وهو يدخل الي الغرفة سريعا

الدوا يا دكتورة

نظرت له بعجرفة هاتفه بضيق

لينا: زي ما آذيته تعالجه الدوا الي في ايدك دا كل تمن ساعات

تركته وذهبت الي غرفتها صفعت الباب في وجهه بغضب

زينب: اخوك عمل ايه يا خالد عشان تعمل فيه كدة.


خالد ببرود: غلط والي غلط لازم يتعاقب

اعطي الدواء لوالدته وذهب الي غرفته وهو يتوعد لهذه الصغيرة

ظلت تجوب غرفتها بغضب كم تمنت ان يكون لها اخا وهو يجلد اخاه

واخيرا بعد طول تفكير وارهاق مما حدث نامت

اسيقظت فجاءه عندما وجدت الباب يفتح بعنف

دخل الي الغرفة وعينيه لا تبشر بخير ابدا

ازدرقت ريقها بخوف: خالد انت بتعمل ايه هنا

اغلق باب الغرفة بالمفتاح ووضعه بجيبه

لينا بخوف: في ايه يا خالد.


خالد بخبث: انا واحد مريض ومجنون وجاي اطلع جناني عليكي

ظلت تبعتد وهو يقترب بخطوات ثابتة بطيئة حتي أثارت في نفسها الذعر

خالد بتوعد: غلطتي وكل غلطة وليها عقابها

واحد وقفتي زعقتي في وشي وقولتي عليا مريض اتنين حضتني اخويا ودي مصيبة وقولتي عليا حيوان، تلاتة قولتي عليا مجنون اربعة رزعتي الباب في وشي وانا واقف كون ان انا بحبك دا مش معناه انك تطولي لسانك عليا، انا زعلي وحش اوي.


فكرت بذكاء اسلم حل في تلك اللحظة ان

لينا سريعا بخوف: انا انا انا أسفة أنا آسفة مش هعمل كدة تاني

ارضي اعتذارها غروروه فابتسم بهدور

خالد: ماشي وانا قبلت اعتذارك بس اعملي حسابك دي اخر مرة هسمحلك تتطاولي فيها ماشي يا حبيبتي

هزت رأسها إيجابا سريعا

فأخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب خرج

تنفست الصعداء ما ان خرج جلست على حافة فراشها تضع كف يدها على موضع قلبها الذي يصرخ فزعا.


الي ان هدأت بعض الشئ قامت سريعا اغلقت الباب بالمفتاح جيدا

لينا بضيق: ابقي وريني بقي هتدخل

جائها صوته من خلفها

خالد: انا لو عايز ادخل هدخل

شخصت عينيها بفزع التفت اليه سريعا هاتفه بدهشة

لينا: انت دخلت هنا ازاي

خالد ببراءة: من البلكونة طبعا انتي ناسية ان اوضتك جمب اوضتي

لينا بتوتر: مش انا اعتذرلتلك يا خالد وانت قولت انك مسماحني عايز ايه تاني

امسك يدها وذهب بها الي المرأه التي في غرفتها

خالد: غمضي عنيكي.


لينا: ها

زم شفتيه بضيق: يا بنتي غمضي انتي لسه هتنحي

اغمضت عينيها بخوف بينما تتسارع دقات قلبها بفزع مرت ثواني قليلة شعرت فيهم بشئ بارد يحيط جيدها

خالد: فتحي

فتحت عينيها ببطئ خوفا مما فعل لتتسع عينيها سريعا بفرحة: الله دي جميلة اوي

خالد مبتسما: عجبتك

لينا بسعادة: اوي اوي

خالد بحزم: مهما حصل السلسة دي ما تتقعلش من رقبتك ابداااا.


هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تنظر الي تلك القلادة الجميلة التي تأخذ شكل فراشة ارجوانية اللون مرصعة بفصوص ألماس صغيرة.


اليوم التالي

استيقظ واغتسل وبدل ملابسه لينزل الي عمله، بعد ان ضاعف الحراسة على الفيلا

اتتهي وقرر أن ينزل وما ان نزل حتي سمع ضجة بالأسفل

نزل الي اسفل فوجد ياسمين اخته قد عادت من اسبوع العسل القصير وجاءت لتزور والدتها عناق وقبلات وزغرايط كل هذا لا يهمه فهو يشعر ان هناك شئ ليس على ما يرام فياسمين تبدو شاحبة حتي وان حاولت ان تخفي هذا تحت طبقات المكياج وبريق الحياة انطفئ من عينيها.


احتضنت لينا ياسمين فاغمضت الاخيرة عينيها بألم، فبدأ شكه يزيد

ذهب اليها وضمها بين ذراعيه فحدث ما توقعه اصدرت انينا خافتا دليل على تألمها ابعدها عنه برفق ورسم ابتسامة مرحة على شفتيه

ياسمين: وحشتيني اوي يا خالد

خالد: انتي اكتر يا سيما

ثم ضربها بخفة على ذراعها، ايوة يا ستي سي انور واخدك مننا

وحدث ما توقعه تماما اغمضت ياسمين عينيها بألم

خالد: مالك يا ياسمين انتي كويسة

ياسمين بارتباك: ايوة أيوة يا خالد كويسة.


خالد: متأكدة انك مش عايزة تقوليلي حاجة

ياسمين سريعا: ها لا يا خالد أبدا أصل أنا وانور هنتطلق

قطبت حاجبيه بدهشة: هتطلقوا ليه

ظلت صامتة عينيها تجمد فيهم الدموع قبض على ذراعيها بيديه صارخا بحدة: ما تنطقي

صرخت بألم عندما امسك ذراعيها

خالد صارخا: في ايه يا ياسمين انطقي الزفت دا عمل فيكي ايه

ياسمين باكية: أنت السبب أنت السبب خد حق اخته مني الي عملته في اخته عمله فيا

خالد صارخا: أخت مين وعملت فيها ايه.


ياسمين باكية: شهد

اتسعت عينيه بفزع: شهد أنور يبقي أخو شهد لالا مستحيل مش ممكن لاء هو عمل فيكي ايه

نظرت له بانكسار: نفس الي أنت عملته في أخته

صرخ فيها بحدة: وليه ما قولتيش من الأول

ياسمين صارخة: عشان لسه بحبه زي ما شهد لسه بتحبك

ابعدها عنه يلتقط هاتفه وجدته يجري الاتصال باحد رجالة

خالد بحدة: في خلال ربع ساعة يبقي الكلب دا قدامي

ياسمين باكية: أنت هتعمل فيه ايه.


خالد صارخا بحدة: انتي لسه باقية عليه أنا عايزك تنسيه تماما انسي انك في يوم كنتي تعرفي واحد اسمه أنور انتي فاهمة

ياسمين باكية: بس دا جوزي

خالد بقسوة: كان قدامه حل من الاتنين لتبقي طليقته لتبقي ارملته وأنا برجح الحل التاني

ياسمين باكية: أنا ما بحبوش والله الي عمله فيا بقبت بكرهه بس وحياتي عندك ما تقتلوش بلاش وحياتي وحياة لينا عندك.


ضم رأسه لصدره يمسد على حجابها برفق: بسسس هششش اهدي والي انتي عايزاه كله انا هعمله

غرزت اظافراها في قميصه تنتحب بقوة

ياسمين باكية: أنت السبب

خالد بدموع: أنا آسف وحياتك عندي لهجبلك حقك من الكلب دا

حملها بين ذراعيه وضعها في غرفتها بقيت زينب ولينا بجانبها بينما اتجه هو لأسفل ينتظر ذلك الوغد توعد له بجرعة مكثفة من العذاب.


دقات عنيفة على باب المنزل جعلته يتجه سريعا ناحية الباب فتحته ليجد اخر شخص توقع ان يراه لباقي عمره

خالد بدهشة: رحاب.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والعشرون


المصائب لا تأتي فردا كالجواسيس، بل سرايا كالجيوش...

وليم شكسبير

يقف مذهولا عقدت الصدمة لسانه لم يفق بعد من تلك الكارثة التي اصابت اخته بسببه ليجدها تقف امامه بكل تلك الأعوام تبكي وتنتحب ومن خلفها يقف والدها يبكي هو الآخر يبدو أن كارثة قد حلت بهم

نفرت عروق رقبته تصرخ بغضب عندما مر ذلك المشهد أمام عينيه

هدر بغضب: يا بجاحتك صحيح الاحساس نعمة أنا مش قولتلك لو شفت وشك تاني هدفنك صاحية.


جثت على أرضا ركبتيها امسكت كف يده بتوسل لتهتف بنحيب: اقتلني موتني أعمل فيا الي إنت عايزة بس ابوس ايدك ابوس رجلك الحق بنتك

نفض يده بعنف بعيدا عنها يصرخ في وجهها بحدة: بنت مين يا مجنونة انتي تعملي العملة وجاية تلبسهالي

رحاب باكية: بنتك والله العظيم بنتك

ضحك بتهكم عاليا طفقها بنظرات ازدارء ليكمل بتهكم: على اساس أن الهانم كانت شريفة اوي

روحي يا حبيبتي روحي لبسي عاملتك دي لحد تاني.


تحدث والدها بنحيب هو الآخر: لاء يا ابني والله العظيم دي بنتك

خالد ضاحكا: دا انتوا مطبخينها بقي عيب على سنك يا عم الحج

سيد باكيا ؛ والله العظيم بنتك حتي شوف صورتها اهي

اقترب سيد سريعا من خالد يمد كف يده المرتجف بصورة فوتغرافيه صغيرة

ازدرق ريقه بتوتر مد كف يده ليأخذ منه الصورة.


لحظات يتأمل تلك الصغيرة ذات العينين البنتين مثله وجهها المستدير أنفها الشامخة كأنفه غمزاتها الواحدة هو ايضا عندما يضحك يظهر له غمازه واحدة على وجنته اليسري

تلقائيا وجد دقات قلبه تتسارع بطريقة غريبة ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة دون وعي منه

فاق على صوت سيد وهو يهتف بنحيب: والله العظيم يا ابني دي بنتك

احس الصدق في نظره عينيه ونبره صوته الباكية فانقبض قلبه بخوف

خالد بحذر: مالها.


رحاب باكية: اتأخرت وهي راجعة من المدرسة روحت اشوفها لقيت المدرسة فاضية والعيال كلهم روحوا

هتف سيد بغضب من بين دموعه؛ يا اما قولتلك بنتك لسه صغيرة وديها انتي وهاتيها لكن ايه منك لله يا رحاب

صرخ بغضب: يعني بنتي ضاعت بسببك قسما بالله يا رحاب لو البنت حصلها ما هيكفيني فيكي عمرك كله

العريس يا باشا

قالها احد رجاله وهو يدفع أنور المقيد ليسقط أرضا تحت قدميه.


صرخ فيهم وهو يركض لسيارته: ارموه في اي داهية على ما ارجع

كنت تقفل اعلي السلم ودت النزول عندما سمعت يصرخ في أحدهم ما كادت تخطو أول خطوة لأسفل سمعت ذلك الصوت الأنثوي يصرخ ( بنتك والله العظيم بنتك )

تصنمت في مكانها شعرت ان الارض تميد من تحتها

لينا في نفسها بدهشة: انا مش فاهمة حاجة مين شهد وايه علاقة ياسمين بشهد وخالد عمل ايه لشهد انا سمعت عمي محمود مرة بيقوله مش هسمحلك تعيد مأساة شهد.


ومين رحاب دي كمان وازاي خالد عنده بنت ويا تري بقي كان متجوزها ولا مقضيها معاها اخرتها معاك ايه يا ابن السويسي

سريعا كان في احدي المديريات وبسبب رتبته ومركزه قامت المديرية بأكملها على قدم وساق تبحث عن الطفلة المفقودة طبعوا العديد من الصور لها ووضع خالد مكافاءة مليون جنية لمن يدليه ولو بمعلومة عنها

جاءه محمد ويوسف بعدما عرفوا ما حدث

محمد بدهشة: انت خلفت امتي وازاي بنتك ضاعت.


خالد غاضبا: مش وقته يا محمد اهم حاجة اني القيها

محمد بهدوء: ما تقلقش احنا بلغنا اكبر عدد من اقسام وهما بيدوروا عليها

صرخ في وجهه بحدة

خالد غاضبا: مش كفاية انا لازم ادور عليها بنفسي

محمد بضيق: خالد ما تجننش هتمشي في الشوارع تسأل على عيلة تايهه

خالد غاضبا: لو الي ضاعت دي كانت لوجين كنت عملت اكتر من كدة.


يوسف: يا جماعة أهدوا خالد عنده حق احنا لازم ندور حتي في الشوارع يمكن تاهت ولا حاجة هات صورة ليها يا خالد

اعطاه خالد احدي الصور

يوسف: ان شاء الله هنلقيها

محمد: ما تزعلش مني يا خالد انا اسف يا صاحبي وعلي فكرة بنتك في غلاوة بنتي بالظبط وانت كمان هلف مع يوسف وان شاء الله هنلقيها وترجع لحضنك

خالد برجاء: يا رب.


، : عملت ايه

شاكر ضاحكا: كله تمام

، : الرجالة خلصوا

شاكر بثقة: ما تقلقش كل حاجة تمت على ماية بيضا

نائد بغل: عشان يبقي يبقي سبع الرجال تاني لولا اني سافرت عز برة كان مات الدكاترة قاله أن جاله نزيف في المخ من كتر الضرب يا إما نفسي أشوفه وهو مذلول ومكسور بعد الي هيحصله

النهاردة الفجر تنفذ الي قولتلك عليه

شاكر بثقة: ما تقلقش، ما تقلقش خالص.


منذ ساعات وهو يبحث بجنون لم يترك احد الا وسأله الدوريات لا تكف عن البحث أعلن أنه سيتنازل عن ثروته بأكملها لمن يجدها

سقط ارضا لم تعد قدميه تستيطعان حمله أسرع صديقه ناحيته ليمسك يده برجاء

خالد برجاء: بنتي يا محمد عشان خاطري يا صاحبي هاتلي بنتي، بنتي لو حصلها حاجة أنا هموت

محمد سريعا: ما تقولش هنلاقيها والله العظيم

هنلاقيها بس إنت لازم تستريح شوية كدة هيحصلك حاجة.


جلست على الفراش تضم ركبتيها لصدرها تحطيهما بذراعيها تنساب الدموع من عينيها بلا توقف، اغمضت عينيها بألم تضغط عليهما عندما ازدادت دموعها عندما مر ذلك المشهد أمام عينيها

Flash back ليوم زفاف انور وياسمين

دخل انور وياسمين الي منزلهم الصغير

انور مبتسما بخبث: مبروك يا حبيبتي

توردت وجنتيها خجلا لتهتف بخجل وبصوت خفيض: الله يبارك فيك يا حبيبي تعرف انا اسعد واحدة في الدنيا.


انور مبتسما: وانا كمان اسعد واحد في الدنيا اخيرا هحقق الي انا عايزة

ياسمين بخجل: بس بقي على فكرة إنت بتكسفني

ضحك انور عاليا بخبث: اخيرا هحقق انتقامي

ياسمين مبتسمة: انتقام ايه يا حبيبي انور بطل هزار

تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة: هزار!

هو انتي فكراني بهزر ولا فكراني بحبك فعلا انا عملت كل دا عشان احقق انتقامي من اخوكي

اتسعت عينيها بفزع من كلامه الغريب ذاك تلقائيا بدأت تبتعد عنه.


ياسمين: انت بتهزر يا انور صح قولي انك بتهزر صح اخويا مين الي عايز تنتقم منه وليه

هتف بغل من بين اسنانه: خالد اخوكي عايزة تعرفي ليه يا حبيبتي عشان الي عمله في اختي فأنا قررت ارده لأخته

ياسمين بصدمة: اختك اختك مين

انور: شهد فاكراها يا ياسمين

ياسمين بفزع: شهد انت اخو شهد طب ازاي.


أنور ضاحكا بسخرية: اه ما انتي اكيد ما تعرفيش ما هو البيه اخوكي خطب التلات واتجوز الخميس فاكره اخوكي عمل ايه في شهد انا بقي هعمله فيكي

صرخت ياسمين بفزع: لا لا يا انور انا ياسمين حبيبتك

ضحك عاليا بخبث لم يستمع الي توسلاتها اعماه شيطان غضبه على أن يتسمع لصرخات تلك المسكينة وهي تتوسل له أن يرحمها اراد ان يطفئ نيران ثأره فلم يجد امامه سوء تلك المسكينة لتكون قربانا لنيران ثأثره المندلعة.


انور ضاحكا بجنون: وحياة شهد لهدفعك تمن كل صرخة طلعت منها بسبب اخوكي

ياسمين باكية: لاء يا أنور لاء يا أنور عشان خاطري ارحمني

انور غاضبا: واخوكي مارحمش اختي ليه لازم احرق قلبه عليكي زي ما حرق قلبي على اختي

Back

اغمضت عينيها تجهش في بكاء مرير دفعت ثمن خطأ لم ترتكبه من الأساس رأت من حبيبها الأول ألوان مختلفة من الذل والإهانة فقط ليأخذ بثأره منها هي البريئة الجانية في نظره المجني عليها منه.


ذهبت الي غرفة والدته بعدما اتخذت قرارها بأن تعلم كل شئ

دقت على باب حجرتها فسمعت صوتها تأذن لها بالدخول ادارت المقبض لتدخل

لينا بهدوء: مساء الخير يا ماما

زينب بابتسامة صغيرة: مساء النور يا حبيبتي

لينا بتوتر: ماما أنا كنت عايزة اسألك عن حاجة

زينب بهدوء: رحاب وشهد مش كدة

اتسعت عينيها بدهشة لتهز رأسها إيجابا سريعا

فاشارت زينب لها لتجلس بجانبها.


ذهبت سريعا وجلست بجانبها على حافة الفراش لتبدأ زينب تقص عليها كل شئ.


اقتنع بعد محاولات كثيرة من صديقه ان يذهب ليرتاح قليلا

جلس على كرسي مكتبه يخفي وجهه بين كفيه بارهاق

محمد: اهدي يا خالد وما تشلش هم هنلاقيها هقلب الدنيا عليها

رفع وجهه ينظر لصديقه بتوسل: هاتها لحضني وخد الي إنت عايزه لو عايز فلوسي كلها هتنازلك عنها

هز محمد رأسه نفيا بيأس من تلك الحالة التي وصل إليها صديقه

خرج من المكتب ليغلق الباب خلفه

ليجد هاتفه يرن فتح الخط سريعا.


محمد: ايوة ايوة فين اتسعت عينيه فزعا اييييه طب طب أنا جاي حالا

ركض سريعا الي سيارته ذاهبا بها الي ذلك العنوان

أوقف سيارته ليترجل منها ذلك وجد حشد غفير من المارة ورجال الشرطة اندفع يشق ذلك الحشد

صقع شعر وكأن كهرباء شلت جسده كله شخصت عينيه بفزع لا يصدق أن الملقاة أمامه ارضا هي!

بعد ساعات نهش القلق قلبه بلا رحمة أنهي أكثر من ثلاث علب من السجائر.


وجد صديقه يدخل الي المكتب هب من مكانه مسرعا إليه تعثر عدة مرات فأسرع صديقه يسنده

خالد بلهفة: سما، سما يا محمد بنتي لقيتها مش كدة إنت وعدتني أنك هتلاقيها، لقيتها صح

رفع عينيه بأسي ينظر الي ملامح اللهفة والشوق التي تصرخ من وجه صديقه ليهز رأسه إيجابا

خالد مبتسما باتساع: بجد لقيتها الحمد لله يا رب، الحمد لله يا رب إني عارف إني غلطت كتير بس هتغير وهتتوب ومش هعمل حاجة تغضبك تاني.


نظر الي صديقه يهتف بلوعة: انت واقف ليه يلا وديني لبنتي سندني يا صاحبي رجليا مش شيلاني

اسنده صديقه الي السيارة منطلقين الي احدي المستشفيات

نظر الي تلك اللوحة الكبيرة التي خط عليها اسم تلك المستشفى ليعاود النظر الي صديقه مرة أخرى هاتفا بقلق

خالد بقلق: هي سما تعبانة ولا ايه

صدقا لا يجد ما يرد به عليه ففضل الصمت نزل من السيارة التف ليساعده على النزول فابعد يده بحدة: أنا كويس وديني لبنتي.


هز رأسه إيجابا ليدخل الي تلك المستشفى ظل يمشي في طرقاتها الي أن وصل الي ذلك الباب الكبير يعلوه لوحة صغيرة

نظر خالد الي اللوحة بحذر ليعاود النظر الي صديقه الواقف أمامه يهتف بقلق: إنت وقفت هنا ليه

رفع محمد كف يده يربط به على كتف صديقه بحزم

محمد بأسي: خالد أنا عارف إن الي هتشوفه مش سهل على اي حد بس عشان خاطر اغلي حاجة عندك خليك قوي إنت راجل مؤمن وعارف أن الموت ما بيفرقش ما بين كبير وصغير.


ازدادت عينيه اتساعا مع كل كلمة ينطق بها صديقه ليصرخ في وجهه غاضبا: ايه الجنان الي إنت بتقوله أنا عايز بنتي فين بنتي

ادمعت عيني صديقه حزنا: تعالا معايا

فتح محمد باب المشرحة ودخلها وخلفه خالد يجر قدميه جرا وجد صديقه يقف امام فراش حديدي صغير مغطي بملاءة بيضاء تخفي ما يوجد أسفلها

رفع محمد الملاءة من على الفراش فجاءة.


شخصت عينيه بفزع شعر ببرودة تعصف بكيانه كله هز رأسه نفيا بعنف بالتأكيد يحلم وسيستيقظ الان حلم حلم حلم هو حلم لالالا تلك ليست ابنته بالتأكيد ليست هي

اتجه برأسه ناحية صديقه الذي هتف بأسي شد حيلك يا خالد

هز رأسه نفيا بعنف سريعا كاد أن يصرخ عندما قاطعه احد الاطباء يصرخ غاضبا: انتوا مين وازاي تدخلوا المشرحة

محمد غاضبا: العقيد خالد السويسي والرائد محمد محفوظ احنا لينا الحق ندخل المكان الي احنا عايزينه.


اصوات متداخلة من حولة اصوات صراخ غضب كل هذا لا يهم فشعوره لا يمكن لقلم ان يوصفه ابدا صدقوني حاولت قدر المستطاع

صرخ بقوة هزت جدران المستشفى فزعا: بررررررررررررة اطلعوا بررررررررررررررة.


انتفض الطبيب فزعا من صوت صراخه الغاضب ليجذب محمد يده سريعا الي خارج الغرفة

اقترب من سرير ابنته الي أن وقف بجانبها مد يده المرتجفة يضعها على خصلات شعرها ببطئ مسد على شعرها بحنان

ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يوقظها

خالد مبتسما: سما، سما قومي يا حبيبتي قومي يا حبيبتي انا بابا، قومي يا سما وانا اجيبلك لعب كتير قومي يا سما عشان خاطري يا بنتي قومي

انسابت الدموع من عينيه بغزارة على وجنتيه.


احتضن جثة ابنته جثي على ركبتيه ارضا

وبدا يضربها على وجنتها برفق

خالد باكيا: سما قومي يا سما بدأ يصرخ دموعه شلالات لا تتوقف

قووومي يا سما لاء يا سما مش هتموتي ما تموتيش عشان خاطري مش معقول اول مرة اشوفك فيها تكوني جثة يا بنتي

قومي يا سما قومي يا بنتي.


يااااارب يااااااارب انا عارف ان انا غلطت كتير بس بلاش العقاب دا يااارب بلاش بنتي قومي يا سما قومي وبابا هيعملك كل الي انتي عيزاه بس اسمع منك كلمة بابا ولو مرة واحدة ااااااه يااا رب ليه بنتي يا رب

دخل محمد الي المشرحة مسرعا عندما سمع صوت صراخه

محمد باكيا: كفاية يا خالد كفاية يا صاحبي

خالد باكيا: ليه يا محمد ليه ما الحقش اسمع صوتها ولا اشوف ضحكتها ليه مالحقش اسمعها وهي بتقولي يا بابا.


محمد باكيا: وحد الله يا خالد سما ماتت خلاص اجمد عشان تجبلها حقها

خالد: حقها؟

اعطي محمد لخالد ورقة بها تقرير الطب الشرعي فتحها بأصابع مرتجفة مجرد ان قرأ ما فيها صرخ صرخة عالية وفقد الوعي

...

الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون والسابع والعشرون من هنا 


 لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا




تعليقات