رواية أسير عينيها الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27 بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27

بقلم دينا جمال


صرخة ذبيحة خرجت من اعماق قلبه الممزق حزنا على صغيرته فقد بعدها الوعي عله فقط يكن حلما ما حدث ليس بأمر هين

اخر ما سمعه هو صراخ صديقه باسمه بفزع وبعدها لم يشعر بشئ سوي الظلام، ذلك الظلام الذي أصبح جزء من روحه بعدما حدث أقسم على الانتقام مهما كلفه الثمن.


أوشكت الشمس على السطوع والي الآن لم يعد عرفت كل شئ شعرت بالشفقة عليه وبالغضب منه ضحية وجاني ظالم ومظلوم

تقف في شرفة غرفتها تتطلع الي الحديقة بترقب تنتظر وصوله على احر من الجمر

اجفلت عندما سمعت رنين هاتفها بلهفة التقطته لتجد رقم غريب غير مدون عندها

فتحت الخط لتسمع صوت باكي: ليينا

انقبض قلبها بقلق من ولماذا يبكي يبكي هل يعقل أن حدث له شئ

هتفت سريعا: انت مين

محمد باكيا: أنا محمد يا لينا.


اتسعت عينيها بفزع صديقه المقرب ويبكي لابد أن سوءا قد أصابه

لينا بلهفة: محمد هو خالد كويس

محمد باكيا: خالد محتاجلك أوي يا لينا

ادمعت عينيها فزعا: هو فين وأنا اجيله

اخبرها محمد بالعنوان لتبدأ سريعا بتبديل ثيابها

كانت تركض بجنون حاول الحارس منعها

الحارس: ممنوع يا هانم

دون تردد رفعت يدها تصفعه

صرخت بشراسة في وجهه: افتح الزفتة والا قسما بالله هيبقي آخر يوم ليك على وش الدنيا.


صغيرة قصيرة ضئيلة أمام ذلك الحارس الضحم ولكن شراستها الغريبة تلك جعلت الحارس يسرع بفتح البوابة الحديدة

اوقفت أول سيارة اجري قابلتها دقات قلبها تصم اذنيها برودة تعصف بكيانها رسمت مخيلتها الكثير من المشاهد المفزعة التي من الممكن أن تكون حدثت له هربت الدماء من عروقها من الخوف.


اخيراااا بعد أن شعرت أن الطريق يعاندها ولا يريد أن ينتهي وصلت الي تلك المستشفي دست يدها في حقيبتها واخرجت العديد من العملات النقدية لتعطيهم للسائق

دخلت راكضة الي المستشفى تسأل كل من يقابلها تركض في أرجاء المستشفى هنا وهناك الي وقعت عينيه عليه واقفا امام احدي الغرف يبكي

وقف امامه وهي تلهث دقات قلبها على وشك تحطيم قفصها الصدري

لينا بلهفة: محمد خالد ماله هو فين وأنت بتعيط ليه.


هز رأسه نفيا تنفجر من عينيه سيول من الدموع

محمد باكيا: خالد اتكسر يا لينا، سما ماتت

شخصت عينيها بفزع وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها من الخروج هزت رأسها نفيا بعنف

ابتسمت ابتسامة متوترة بفزع: انت بتهزر صح قولي أنك بتهزر

محمد باكيا: يا رتني بهزر

لو أن رصاصة اخترقت قلبها الآن ربما لكانت أخف ألما من ذلك الألم الذي احتل قلبها وهو يخبرها بانهياره بذلك الشكل

لينا ببكاء: هو فين.


محمد باكيا: جاله انهيار عصبي والدكاترة نقلوه الاوضة دي

لينا: طب هو تقرير الطب الشرعي قال ايه خلي خالد وصل للحالة دي

محمد باكيا: اغتصاب

شخصت عينيها فزعا من تلك الكلمة: اغتصاب

ازاي اغتصاب دي طفلة

محمد ضاحكا بمرارة: ما بقاش فيه فرق يا لينا البني آدمين بقوا العن من الشياطين اغتصبوا طفلة وبعد كدة استئصلوا أعضائها الداخلية كلها.


هوي قلبها فزعا سمعت صرخة قوية تأتي من خلفها التفت خلفها لتجد رحاب يبدو أنها استمعت لجملة محمد الاخيرة وجدها ارضا فاقدة للوعي وذلك الرجل الطاعن في السن ينوح كالطفل وهو يحاول إيقاظها.


أسرع الممرضات واحد الاطباء بنقلها الي احدي الغرف نظرت لها بأسي بالتأكيد قلبها ممزق مما حدث لابنتها وجدت قدميها تتحرك دون وعي منها الي أن دخلت الي تلك الغرفة ساكن لم تعتد عليه بهذا السكون قميصه ملطخ بالدماء ملامح وجهه منهكة جعل الحزن ملامحه تبدو أكبر سنا انهمرت دموعها بحزن على حالته جلست على حافة فراشه تمسد على خصلات شعره برفق عندما لاحظت تشنج عضلات وجهه بفزع يبدو أنه يصارع كابوس بشع.


ليبدأ في الصراخ وهو نائم: ابعدوا عنها سما سما ما تخافيش يا سما أبعدوا عنها سماااااا

لينا باكية: خالد اهدا يا حبيبي دا كابوس اهدا يا خالد دا كابوس

فتح عينيه مرة واحدة انتفض فزعا من على فراشه ينظر حوله بضياع

خالد صارخا: سمااا

لينا باكية: اهدا يا خالد عشان خاطري.


كانت حالته لا يرثي لها شعره اشعث وكذلك لحيته عينيه حمراء ملتهبة من شدة بكائه ملامح وجهه خائفة فزعة عينيها شاردة تنظر في جميع الانحاء يبحث عن شئ ما

خالد صارخا بفزع: سما، سما يا لينا بنتي فين

هزت رأسها نفيا بألم: وحد الله يا خالد قدر الله وما شاء فعل

اتسعت عينيه بفزع للحظات ظل ساكنا جامدا دون حراك وعلي حين غرة القي برأسه بين ذراعيها ينتحب كالطفل الصغير

صرخت ذبيحة تخرج من بين ثنايا روحه المحطمة.


خالد بنحيب: اااااااااااااه

سما ماتت يا لينا بنتي ماتت بنتي ماتت دبحوها يا لينا

لفت ذراعيها حول رأسه تضمه لها بقوة

لينا باكية: وحد الله يا خالد انت طول عمرك قوي ما ينفعش تضعف دلوقتي لازم تجيب حق بنتك والا هتسيب حقها يضيع.


انتفض من بين ذراعيها يهز رأسه نفيا بعنف عينيه متسعتين تلك المرة رأت اعصار غضب يعصف في عينيه: لا طبعا ورحمة بنتي لهدفعهم تمن الي عملوه دا غالي اوي هخليهم يتمنوا الموت الف مرة في الدقيقة اندهيلي محمد

هزت رأسها إيجابا لتهرول لخارج الغرفة لتعود بعد دقائق ومحمد خلفها

محمد بحزن: حمد على سلامتك يا خالد.


صرخ في وجهه بغضب: إنت واقف عندك بتعمل ايه المنطقة الي لقيتوا فيها سما تمشطوها حتة حتة تقلبوا الدنيا بقي تتشقلبوا المهم في خلال 24 ساعة يكون الي عمل كدا قدامي تجيبهملي على العزبة القديمة

محمد سريعا: حاضر يا خالد

ازدرق ريقه بتوتر يهتف بحذر: أنا طلعت تصريح الدفن

صرخ قلبه جعزا سيدفن ابنته الصغيرة التي لم تكمل ثمان أعوام ليته يستطيع أن يتنازل لها عن عمره كله يذهب هو وتبقي هي.


صرخ في وجه صديقه بحدة: انا مش هدفن بنتي غير لما اخد حقها

محمد سريعا: حاضر يا خالد اوعدك اقل من 24 ساعة وهيبقوا تحت رجلك

رحل محمد لينظر لها هاتفا بجمود: يلا عشان اوصلك

لينا بقلق: إنت هتخرج يا خالد إنت لسه تعبان

خالد صارخا بحدة: أنا مش هقعد دقيقة واحدة والكلاب الي نهشوا لحم بنتي عايشين على وش الدنيا، يلاااااا

هزت رأسها إيجابا سريعا: حاضر حاضر.


خرجت معه الي خارج المستشفى اوقف سيارة اجرة ليركبا على الأريكة الخلفية

وجه نظرة الي النافدة يتطلع الي الشوارع المارة بجانبه بخواء بينما سلطت هي نظراتها عليه تشعر بعذابه هي جزء منه تشعر بما يشعر بداخلها شئ يتألم يصرخ يبكي به ليتها تستطع أن تفعل له شئ لتهون عنه

رأته وهو يحارب دموعه ليمنعها من الهطول لاول مرة تشعر بالضعف والخوف فقبضت على كف يده.


التف لها لتري في عينيه اسوء نظرة يمكن أن تكون رأتها تقسم أن نظراته الغاضبة أهون عليها من نظرة الذل التي استحوذت على مقلتيه

وصلت السيارة الي باب الفيلا

خالد: يلا انزلي

امسكت كف يده برجاء: عشان خاطري خليني معاك

هو بالفعل كان يحتاج الي وجودها بجانبه ليهز رأسه إيجابا دون تردد

نظر الي السائق يهتف بجمود: اطلع على...

السائق: ايوة يا باشا بس المكان دا بعيد أوي ة.


اخرج الكثير من الاوراق النقدية القاهم على الكرسي بجانبه

خالد بخواء: كدة كفاية ولا عايز تاني

سال لعاب السائق طمعا من ذلك المبلغ بجانبه

السائق سريعا: دا كدة كفاية اوي إنت تؤمر يا باشا لو عايز تروح آخر الدنيا اوديك

انطلقت السيارة الي وجههتها الجديدة نظر إليها هاتفا ببرود عكس ذلك الألم الصارخ في عينيه: نامي شوية لسه الطريق طويل أوي.


يقف في ذلك الشارع الذي وجدوا فيه جثمان الصغيرة

احد العساكر: محمد باشا دا الراجل الي اتصل بالبوليس لما شاف الجثة

توجه محمد بسؤاله الي ذلك الرجل: إنت شوفت ايه بالظبط

الرجل: والله العظيم يا ابني أنا كنت نازل أصلي الفجر لفت انتباهي حاجة متمددة كدة تحت عمود النور قربت اشوف ايه دي لقيتها جثة العيلة الصغيرة دي بسرعة اتصلت بالنجدة وبلغتهم

محمد: ما كنش في حد في الشارع غيرك؟


الرجل: ما حدش يا ابني بقي بينزل يصلي الفجر ما كنش في حد في الشارع خالص

محمد: ماشي يا حج هناخد اقوالك وتمشي

وقف في منتصف الشارع يكاد يصرخ لا دليل لم يراهم احد كيف سيجدهم رفع رأسه الي السماء يدعو يااااااااااارب

توجهت انظاره الي المحل المقابل له لتتسع عينيه ركض الي المحل يهتف بحدة: فين صاحب المحل دا

خرج رجل في منتصف الاربعين اليه: إنت مين

محمد: أنا الرائد محمد محفوظ

صاحب المحل: خير يا باشا.


محمد: الكاميرا الي قدام المحل عندك دي شغالة مش كدة

صاحب: ايوة يا باشا المحل بيفضل شغال لحد الساعة 12 بليل ولما بنروح بنسيب الكاميرات شغالة عشان لو لقدر الله المحل اتسرق يبقي معانا دليل على الي سرقه.


بدأ محمد يشاهد مقاطع الفيديو التي التقطتها الكاميرا أحداث عادية أناس تمشي هنا وهناك الي ان بدأ الشارع يخلو من المارة بدأ يسرع مقطع الفيديو ليوقفه فجاءة ينظر الي ما يحدث سيارة ملاكي سوداء دون أرقامها سريعا

وقفت في ذلك الشارع خرج منها رجل يحمل جثة سما ليقيها ارضا تحت عمود الإنارة ومن ثم يفر هاربا

اخذ محمد مقطع الفيديو وبدأ يوزع نشرة على جميع أجهزة المرور بمواصفات السيارة.


محمد صارخا في الهاتف: ايوة يا يوسف عربية ملاكي سودا نمرها (، ) بسرعة تعرفلي خط سيرها اتصرف يا يوسف

بعد ساعات من البحث استطاعوا أن يصلوا الي آخر مكان مرت به تلك السيارة

يوسف: دا آخر مكان العربية عدت عليه كاميرات اشارة المرور قدرت تلقطتها، في حاجة ممكن تساعدنا يا محمد

محمد بلهفة: ايه قول.


يوسف: كاميرا المراقبة كانت بالجنب فكانت كاشفة جنب العربية اليمين بص على الصورة كويس شباك العربية من ناحية اليمين كان مفتوح

واضح أن الي بيسوق ما كنش عارف الطريق كويس عشان كدة كان بيستخدم GPS الكاميرا لقطة الموقع الي المفروف العربية تقف عنده المشكلة أن الصورة مش باينة أوي

محمد: احنا لو عرفنا المكان دا فين يبقي الموضوع كدة انتهي بسرعة ودي الصورة دي لخبير يمكن يعرف يوضحها.


يوسف سريعا: تمام اقل من ساعة وهبلغك بالنتيجة.


وصلت السيارة الي تلك العزبة البعيدة شبه المهجورة لا يوجد بها اي شكل من أشكال الحياة

فاقت فجاءة عندما توقف السيارة تهتف بخوف: خالد

سمعته يتكلم من جانبها: ما تخافيش أنا هنا قومي يلا عشان وصلنا

هزت رأسها إيجابا لتخرج من السيارة وهو من بعدها وجدت احد الرجال يقف على باب تلك العزبة من الخارج

هتف الرجل سريعا ما أن رآه: العريس جوة يا باشا

هز رأسه إيجابا باقتضاب لياخذها ويدخلا الي ذلك المنزل العتيق.


لينا: بيت مين دا يا خالد

تجاهل سؤالها ليصطحبها إلي احد المقاعد هاتفا باقتضاب: اقعدي هنا ومهما حصل ما تتخركيش من مكانك

تشبثت في ذراعه بقوة: إنت رايح فين

نزع ذراعه من يدها ببرود هاتفا بجملة واحدة: ما تتحركيش من مكانك

تحرك هو ليختفي في نقطة بعيدة في الظلام

نزل على ذلك السلم المتهالك الي أن وصل الي تلك الحجرة الصغيرة فتح بابها ليدخل ناظرا للملقي امامه ارضا بسخرية

خالد: صباح الخير.


أنور بخبث: صباح النور اخبارك ايه يا باشا أنا سمعت خير اللهم اجعله خير طراطيش كلام كدة من الكلاب بتوعك أن بنتك ماتت دي اعمار انت عارف بس حقيقي حقيقي أنا فرحان جدااااااا فيك وأنا شايفك بمنظرك دا مكسور

لكمة بقوة ليتراجع الاخير الي الخلف يسيل الدماء من فمه

أنور ضاحكا: اضرب اضرب كمان، أعمل نفس الي أنا عملته في اختك أنا بقي ضربتها واغتصبتها كان نفسي تسمعها وهي بتصرخ.


قلد صوت ياسمين ساخرا، بابا الحقني يا بابا خالد يا خالد ارحمني يا أنور

هو من أشغل بركان غضبه هو من ايقظ المارد بداخله هو الجاني ليتحمل إذا كان إعصار ضرب تلك الغرفة افرغ شحنه غضبه وحزنه والمه عليه

وقف بجانب الملقي ارضا يلتقط انفاسه بصعوبة: طلقها

أنور ضاحكا: اطلقها تؤتؤتؤ أنا هستني لما أعرف أنها حامل واخليها تنزل الي في بطنها غضب عنها شوفت عدل ربنا يا باشا

مر امام عينيه ذلك المشهد.


( الي في بطنك دا لازم ينزل وأنا أضمن منين اني ابني

لتصرخ تلك الفتاة في وجهه باكية والله العظيم ابنك أنا مراتك حرام عليك والي في بطني ابنك )

فاق على صوت أنور يضحك عاليا: افتكرت مش كدة، صحيح يا خالد أنا عرفت من سيما حبيبتي ان اسمها ايه اااه لينا عشق طفولتك بصراحة البت تستاهل حاجة كدة صاروخ اروبي ما تسلفهالي.


نادي على حرسه تلك المرة ما هذا الرجل الا يشعر لقد استنفذ طاقته في ضربه دخل الحرس مسرعين الي الغرفة

خالد بحدة: روقوه لحد ما يقول حقي برقابتي ويطلق.


الله يخربيت شورتك المهببة كان لازم يعني ننقل المكان اديني كنت ماشي زي التاية ولولا ال جي بي اس ما كنتش عرفت أوصل

، بحزم: ما خلاص بقي انتهينا أوامر شاكر نعمل ايه يعني المهم رميت البت فين

دسوقي: في شارع كدة كان فاضي

، : ما حدش شافك

دسوقي بثقة: لاء ما تقلقش

، : اتأكدت إن الشارع ما فيهوش كاميرات مراقبة

دسوقي بتوتر: بيتهيألي ما فيهوش.


صاح فيه بحدة: بيتهيئلك الله يخربيتك هتودينا في ستين داهية قوم بسرعة نغور من هنا منك لله يا زفت

علي فين والله ما انتوا قايمين: هتف بها محمد وهو يدخل من باب تلك الغرفة المهترئة بهدوء شديد موجها مسدسه الي رأس احد الرجلين

ليدخل بعده يوسف هاتفا بتهكم: ينفع تمشوا من غير ما نشرب الشاي دا حتي عيب في حقنا

نظر الي احد الرجلين هاتفا بصدمة: الله يخربيتك هو إنت دا إنت ليلتك أسود من سواد الليل، قدامي يا حيلتها.


حاول دسوقي الهرب فكان نصيبه رصاصة خرجت من مسدس محمد لتستقر في قدمه اليسري

محمد: لو اتحركت تاني هتبقي في دماغك، قدامي يا حيلتها إنت وهو.


جالسا على أحد المقاعد لا تعرف هل هو نائم أم لاء ملامحه تنقبض بين الحين والآخر

فتح عينيه فجاءة ينظر لها بضياع

خالد بألم: تفتكري لو سما كانت اتربت في حضني كان هيحصلها كدة، أنا حاسس ان قلبي بيتحرق تفتكري رحاب عاملة ايه دلوقتي دا الي اسمي ما شوفتهاش ولا مرة هاين عليا اصرخ من الوجع تفتكري هي عاملة ايه

اتجهت ناحيته جاثية على ركبتيها أمام كرسيه ربطت على يده بحنان؛ ربنا يصبرك ويصبرها.


هوي ارضا بجابنعا يلقي برأسه على كتفها ينتحب: أنا تعبان اوي يا لينا تعبان اوي، انتي عارفة أنا بقول أنا ليه حاسس بالوجع أنا ما شوفتهاش ولا مرة غير في الصور يوم ما اتخطفت بس عارفة وأنا بدور عليها كان جوايا فرحة كبيرة اوي أن أنا عندي بنت احساس جميل اوي كنت مستعد ادفع فلوسي كلها بس هي ترجعلي ودلوقتي مستعد أدفع عمري كله بس اشوفها دقيقة واحدة

مسدت على خصلات شعره برفق تشاركه حزنه ببكاء صامت.


لينا باكية: ربنا يصبرك ويريح قلبك

رن هاتفه برقم محمد التقطه سريعا ليجده يقول: لقيناهم وشاكر الي ورا الحكاية

خالد: هاتهوملي على العزبة

محمد بأسي: للأسف مش هينفع

خالد صارخا: قسما بالله يا محمد لو...

محمد مقاطعا بحدة: مش هينفع اجيبهملك عشان هما ماتوا اصلا

Flash back

اقتحم العساكر المكان وألقوا القبض على الرجلين

يوسف: بقولك ايه ما تحطهمش في البوكس خليهم معانا في العربية مش مطمن لهدوئهم دا.


هز محمد رأسه إيجابا باقتناع ادخلهوما الي السيارة بعد أن قيدا ايديهم واقدامهم حتي لايكون أمامهم سبيل للهروب

وانطلقوا بالسيارة

يوسف: هتقول لخالد

نظر محمد من مرآه السيارة الاماميه للجالس يهتف بتوعد: تفتكر خالد هيعمل فيك بعد الي عملته في بنته

اتسعت عيني ذلك الرجل بفزع: خالد باشا يا ليلة طين هي دي بنته والله العظيم يا باشا ما اعرف

أنها بنته

محمد ضاحكا بسخرية: ابقي قوله بقي الكلمتين دول.


يوسف بضيق: يا ادي الارف العجلة نامت

ركن يوسف السيارة على جانب الطريق لينزل منها

يوسف بضيق: إنت يا عم محمد أنزل ساعدني هو يوم باين من أوله

نزل محمد من السيارة مغلقا إياها من الخارج بالريموت كنترول

بدأ يساعد صديقه الي أن سمعا صوت زامورررر عاللللي يأتي من خلفهم شاحنة كبيرة منحرفة عن الطريق يحاول سائقها السيطرة عليها جذب محمد يوسف سريعا بعيدا عن الشاحنة ليحدث

باااااك.


محمد: العربية النص نقل هرست العربية الي كنا راكبين فيها وتقريبا كانت محملة بنزين ولا جاز العربيتين ولعوا في أقل من ثانية

خالد ضاحكا بمرارة: انت بتهزر مش كدة

محمد بذهول: والله العظيم دا الي حصل أنا لحد دلوقتي مش مصدق أنا حاسس اني كنت في فيلم

خالد: مين الراجل التاني

محمد: صالح الواد الي إنت مسكته واعترف على شاكر

خالد ضاحكا بسخرية: دول كانوا مطبخينها بقي وأنا الي طلعت حمار صح.


محمد بحدة: خالد ما فيش أبشع من الموتة الي هما ماتوها إنت مش متخيل منظر العربية كان عامل ازاي ولما ولعت كنت سامعهم بيصرخوا من جوة حق بنتك اتاخد تالت ومتلت يا ريت ترضي بدا

انسابت دموعه ألما: أنا جاي جهز كل حاجة

جاءه احد حراسه يهتف: طلق

خالد: ارموه قدام اي مستشفي

اخذها وعاد مرة أخري في سيارة حرسه كانت تود سؤاله عما حدث ولكن حالته لم تسمح بذلك

بعد ساعات وصلوا الي المستشفى

دخلا اليها فوجد محمد ينتظره.


خالد بجمود: عملت ايه

محمد بأسي: احم أنا أجرت في الاوضة في المستشفي وغسلوها فيه

كم كان وقع تلك الكلمة صعب على اذنه

خالد بألم: رحاب عاملة ايه

محمد: ومن ساعتها وهي فاقدة الوعي بس والدها

تم تكفين الصغيرة ووضعها في سيارة تكريم الانسان وذهبوا بها الي مقابر عائلة السويسي

ظل بجانب نعشها يقرأ لها القرآن بثبات وجمود

الي ان وصلوا الي المدافن حمل خالد كفن ابنته.


ذراعيه وفتح له التربي باب القبر نزل بخطي مترددة الي داخل القبر ساعده التربي على وضعها في اتجاه القبلة، فك التربي الكفن من على وجه سما، فراي ابتسامة صغيرة مرسمة على شفتيها الصغيرة، شعر ان الدموه ستنفجر من عينيه فخرج من القبر سريعا وراقب التربي وهو يخرج ويغلق باب القبر على ابنته لتبقي وحدها في هذا المكان المخيف الذي يرتعد منه الكبار قبل الصغار

محمد بحزن: شد حيلك يا خالد

هز رأسه إيجابا بشرود.


محمد: يلا عشان تروح

خالد بضياع: روح انت

محمد بحدة: مش هينفع اسيبك لوحدك

لينا: خلاص يا محمد سيبه

تنهد بحزن ليهز رأسه إيجابا أعطاها مفتاح سيارة خالد: دي مفاتيح عربية خالد يوسف جابها برة

هزت رأسها إيجابا ليرحل محمد

وقفت لينا بجانبه تنظر الي عينيه الحزينة الشاردة

لينا: عيط يا خالد ما فيش انسان اقوي من الحزن عيط

وكأن كلامها هو اشارة بدأ انهياره جثى على ركبتيه امام قبر ابنته يبكي ويجهش في بكاء مرير.


جثت بجانبه تحتضنت رأسه بين ذراعيها

خالد باكيا: انا تعبت اوي انا مش وحش اوي كدة عشان كل دا يحصلي اخويا واختي يتأذوا بسببي وبنتي تموت بسببي انا بأذي كل الي حواليا انا الي مفروض اموت مش هي

لينا باكية: وحد الله يا خالد دا عمرها وكل حاجة مكتوب انها تحصل ما تحملش نفسك فوق طاقتها

ربط احدهم على كتف خالد

( وحد الله يا ابني )

رفع خالد نظره اليه فوجده شيخ عجوز

خالد باستفهام: انت مين.


الرجل: عبد من عباد الله يا ابني وحد الله يا ابني

خالد: لا إله الا الله

وقف ذلك الشيخ العجوز يدعو امام قبر سما وخالد يأمن خلفه الي ان انتهي

خالد: متشكر يا شيخنا

لينا: يلا يا خالد كفاية كدة

خالد: لاء انا مش هسيب بنتي هي اكيد خايفة دلوقتي.


الرجل: ما تقلقش يا ابني بنت معاها الي ارحم منك ومن مامتها معاها ربنا يا ابني ربنا ارحم على عباده من رحمة الام على ابنها استهدي بالله يا ابني وقوم روح قعدتها هنا مش هتفديها

قام معها وركب سيارته وعاد إلى المنزل دخلا الي المنزل وبدون ان ينطق كلمة

واحدة صعد الي غرفته واوصد بابه بالمفتاح

زينب بحزن: هو عامل يا بنتي

لينا: ربنا يعينه ويقويه يا ماما.


زينب: يا عيني يا ابني اكيد قلبه مفطور عليها من ساعة ما كلمتيني وقولتيلي وأنا قلبي بيتقطع عليه مع اني عمري ما شوفتها بس زعلت اوي لما عرفت انها ماتت ربنا يصبره ويصبر قلب مامتها

لينا: يا رب يا ماما ياسمين عامله ايه دلوقتي

تنهدت زينب بحزن: الحمد لله يا بنتي حالتها احسن بس لسه حابسة نفسها في اوضتها ومش عايزة تخرج منها ابدا

لينا: ربنا يصبرها عمي محمود هيرجع امتي من السفر.


زينب: لسه يا بنتي عنده شغل كتير ومش عارف هيرجع امتي

لينا: يرجع بالسلامة معلش يا ماما خلي عنايات تحضر لخالد العشا بقالوا يومين تقريبا ما كلش لقمة واحدة

زينب: يا عيني يا ابني دقايق يا بنتي والاكل يكون جاهز

صعدت لينا الي غرفتها وبدلت ملابسها

ونزلت الي اسفل واخذت صينية الطعام وصعدت هي وزينب الي غرفته دقت الباب عدة مرات ولم يجب

لينا: خالد افتح يا خالد

سمعت صوته من خلف الباب

خالد بحدة: سبوني لوحدي.


لينا: طب افتح خد الاكل

خالد بحدة: مش عايز حاجة امشوا من هنا

لينا: ماشي يا خالد تعالي ورايا يا ماما

دخلت لينا غرفتها خلفها زينب ذهبت لينا تجاه الشرفة وفتحتها

زينب بدهشة: هتعملي ايه يا لينا

لينا: بلكونة اوضة خالد جمب بلكونتي وهو قبل كدة دخل اوضتي منها

زينب: مش هتعرفي يا لينا ممكن تقعي يا بنتي

لينا: ما هو انا مش هسيبه من غير اكل

ذهبت ناحية الشرفة وصعدت عليها.


لينا بفزع: هموت شهيدتك يا خالد، مش فاهمة عملها ازاي دي

لم يكن الفارق بسن الشرفتين كبير مالت بجسدها لتمسك بحافة الشرفة الاخري ولكن ما أن امسكتها حتي انزلقت قدمها من على حافة شرفتها لتصبح معلقة على شرفة غرفته وزينب تصرخ بفزع.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والعشرون


تمسكت بقوة بحافة تلك النافذة هي الآن قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح فتاتا أن سقطت من تلك الشرفة ومن خلفها تقوم حماتها بموثرات صوتية رائعة في النواح.


كان في مرحاضه يغرق وجهه تحت صنبور المياة الباردة علها تتطفئ ولو قليلا من نيرانه المستعرة، فتح عينيه سريعا عندما سمع صوت صراخ والدته خرج يركض من المرحاض يبحث يحرك رأسه في كل الاتجاهات يحاول تحديد من أين يأتي ذلك الصراخ الي أن وقعت عينيه على تلك اليدين المتشبثة بحافة شرفته في أقل من ثانية كان يقف في الشرفة لتشخص عينيه بفزع عندما وجدها معلقة بذلك الشكل

خالد صارخا بحدة: أنتي مجنونة انتي ازاي تعملي كدة.


ابتسمت ببلاهة لتهتف بفزع: ممكن تطلعني

مال بجسده ناحية جسدها المتدلي لينزع يديها من على الشرفة يجذبها لاعلي الي أن ارتفع جسدها قليلا فامسك ذراعيها يطوق رقبته بهما

خالد بحدة: امسكي في رقبتي جامد

هزت رأسها إيجابا سريعا لتزيد تشبثها به، لف ذراعيه حول خصرها وبدأ يجذبها لداخل الشرفة

لا تعرف ماذا حدث في لحظات وجدت نفسها بين ذراعيها تلف يديها حول رقبته بشدة.


لتأن بألم عندما اصطدم ظهرها بفراشه بقوة بعدما القاها على فراشه بعنف

صاح في وجهها بغضب: إنت مجنونة مش كدة ايه الي كنتي هببتيه دا

صدم رأسها بسبابته بعنف صارخا: دا مش مخ دا فردة جزمة الي يخليكي تعملي العملة المهببة دي افرضي كنتي وقعتي

دقات متتالية على باب الغرفة جعلتها تتحرك من على الفراش بهدوء شديد متجهه ناحية باب غرفته فتحت الباب لتجد حماتها تقف تحمل صينية الطعام، ما أن رأتها هتفت بلهفة.


زينب: انتي كويسة يا بنتي

هزت رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة لتتنهد زينب براحة: دا انتي وقعتي قلبي الحمد لله أن خالد لحقك

اخذت منها صينية الطعام بابتسامة صغيرة ووعد بأن تجعله يتناولها بأكملها حملت الصينية بين يديها لداخل الغرفة اغلقت الباب بقدمها متجه الي طاولة صغيرة وضعت الطعام عليها

ابتسمت ابتسامة صغيرة: الاكل

خالد بحدة؛ مش عايز حاجة اطلعي برة

اتجهت ناحية فراشه جلست عليه تربع ساقيها.


لينا بعند: مش هخرج من هنا قبل ما تاكل حتي لو هتضربني

امسك يدها وبدأ يجذبها بعنف ليخرجها من الغرفة فصرخت بعند تتمسك في احد جوانب فراشه بقوة

لينا صارخة بعند: مش هخرج غير لما تاكل

ترك يدها تكسي عينيه نظرة انكسار موجعة

خالد بألم: سبيني يا لينا.


أمسكت ذراعيه بكفي يدها تنظر له بجد هاتفه بحزم: أنا عارفة أنا زعلان وموجوع ما اقدر الومك وما اقدرش اقولك ما تزعلش دا حقك بس ما تسبش الزعل يسيطر عليك بالشكل دا إنت اقوي من كدة، اوعي تكون فاكر اني مش حاسة بيك فاكر لما كنا صغيرين وكنت بتقولي أنا بحس بيكي لما بتكوني تعبانة ما كنتش بصدق إنما دلوقتي بجد مصدقة أنا حاسة بالنار الي في قلبك جوا قلبي ما تضعفش يا خالد أنت قوتي.


لم ينتظر المزيد كلماتها كانت كنسيم هواء منعش انعش حواسه وأسكن نيرانه المستعرة

نظر لها كالطفل الصغير يود اللجوء الي حضن والدته بعد يوم شاق كانت ملامحه متعبة منكهة

لينا بابتسامة مرحة: على فكرة المفروض دلوقتي تاخدني في حضنك

اندفع يخبئ جسدها الصغير داخل صدره يشدد شعر بيديها تقبض على قميصه تلك القبضة جعلت قوة خفية تسري في أوردته أبعد رأسها عن صدره يلثمها بقبلة حانية.


خالد: ربنا يخليكي ليا وما يحرمنيش منك أبدا

لينا مبتسمة: ممكن اطلب منك طلب

ابتسم ابتسامة صغيرة حزينة: اؤمري

لينا: عشان خاطري كل

تنهد باستسلام: حاضر

ابتسمت بسعادة تجذب يده الي طاولة الطعام

وضعت كرسيها بجانب كرسيه

شاردا حزينا لا يرغب في الدنيا وما فيها آخر امل يجعله متمسك بها هي تلك الصغيرة العنيدة التي تجلس بجانبه

فاق على صوتها تهتف بمرح وهي تقرب معلقة الطعام من فمه

لينا بمرح: هم يا جمل.


ارتسمت على شفتيه ابتسامة حزينة رغما عنه أكل ما في المعلقة على مضض شعر أن الطعام يسري في معدته كالنيران

خالد بألم: كفاية يا لينا

لينا: هو احنا لحقنا دا انت ما كلتش غير معلقة واحدة انت لازم تتغذي كويس

لتهتف بمرح يرضيك العضلات دي كلها تروح لا يا سيدي انا عايزة جوزي بعضلات كدة زي هريثيك روشان ( ممثل هندي)

عادت تطعمه مرة اخري وهي تمزح معه تحاول التهوين عنه قدر المستطاع.


خالد بتعب: كفاية يا لينا أنا تعبان وعايز انام

لينا: مش عايزني افضل جنبك لحد ما تنام على الأقل

قطب حاجبيه بغضب هاتفا بحدة: أنا مش عيل صغير يا لينا

لينا سريعا: أنا آسفة والله مش قصدي حاجة

خلاص أنا همشي بس ممكن ما تقفلش على نفسك بالمفتاح

هز رأسه إيجابا باقتضاب ليتجه ناحية الفراش تمدد عليه يغمض عينيه بتصنع النوم.


ذهبت ناحية تدثره بغطاء جيدا مسدت على شعره برفق لتجده يفتح عينيه المليئة بالدموع هاتفا بنبرة باكية: ما تسبنيش

هزت رأسها إيجابا جلست بجانبه على حافة الفراش تمسد على خصلات شعره بحنان حتي شعرت بانتظام انفاسه تأكدت أنه تعمق في النوم، لتنسحب من غرفته برفق.


اتجهت الى غرفتها تدور حول نفسها بحيرة تفكر لا تنكر اشتعال قلبها غيرة كلما ذكر اسم تلك الفتاة طليقته ولكن صدقا لن تعاتبه الآن هو ليس في حالة تسمح له بالعتاب انسابت دموع عينيها رغما عنها عندما مر أمامه مشهده وهو يبكي يجعل قلبها ينفطر ألما.


اتجهت ناحية فراشها تسطحت عليه تتطلع الي سقف غرفتها بشرود مر ببالها الكثير من الاشياء والديها لم يسألا عليها ولا مرة واحدة ألتك الدرجة لا تفرق معهما، عملها التي لم تعد تذهب إليه كيف يسير، حياتها وهي في الخارج إياد مجرد مرور اسمه في بالها جعلت قشعريرة فزعة ترجف باوصالها.


زفرت بضيق تتقلب على فراشها كالجمر لم تستطع النوم قلبها وعقلها معه انتصفت جالسة على الفراش سمعته يصرخ لتهب راكضة الي غرفته قابلت عمر وياسمين وزينب الذين تجمعوا على صوت صراخه تركتهم متجهه الي غرفته وجدته ممدا على الفراش جسده ينتضف عضلات وجهه منقبضه بدأ يصرخ وهو نائم

خالد صارخا: ابعدوا عنها سيبوها سما ما تخافيش يا حبيبتي ما تخافيش يا بنتي.


مسدت على وجهه وشعره ويديه بحنان تهتف برفق: اهدي يا خالد اهدي يا حبيبي اهدي دا كابوس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

مرت مدة طويلة تمسد فيها على شعره برفق تقرأ ما تحفظ من القرآن حتي لانت ملامحة وعادت إلى السكون

سمعت شهقات باكية من خلفها لتجد زينب وعمر ويوسف اشتركوا في وصلة بكاء جماعي

اقترب عمر من فراشه جاثيا على ركبتيه بجانبه امسك كف يده يقبله.


عمر باكيا: اول مرة اشوفك في الحالة دي يا خالد أنا عارف اني غلطت وعارف أنك بتحبني و خايف عليا أنا آسف يا أخويا اوعدك مش هعمل حاجة تزعلك تاني أبدا

ياسمين باكية: أنا مش زعلانة أنا عارفة أن الي حصل دا هو مالوش ذنب فيه أنا مسمحاه يا رب ريح قلبه وصبره على الي هو فيه

لينا بحزن: معلش سيبوه يرتاح شوية

اخذتهم زينب وخرجت من الغرفة لتبقي هي بجانبه الي ان صعدت الجوناء الي السماء.


فعادت الي غرفتها لتنال قسطا ولو قصيرا من الراحة.


في مستشفي الحياة

كانت منهكة في عملها عندما وجدت باب مكتبها يدق بانتظام أصبحت تعرف دقاته جيدا

هتفت سريعا: ادخل يا دكتور عصام

دخل على شفتيه ابتسامة واسعة: وعرفتي ازاي بقي أن أنا دكتور عصام

اتسعت عينيها بارتباك هتفت بتلعثم وحرج: اااا، اانا، خمنت مش اكتر

عصام مبتسما: ممكن اطلب منك طلب.


كالعادة سيطلب منها أن يستمع الي مأساة حبه مع غيرها هزت رأسها إيجابا بقلب حزين لتتسع عينيها بدهشة عندما وجدته يقول: ممكن تشرفيني وتقبلي انك تتغدي معايا

تدلي فمها بصدمة عينيها كادت تأكل وجهها من شدة اتساعها هتفت بدهشة: أنا وأنت نتغدي بتتكلم بجد

عصام بحزن مصطنع: شكلك كدة مش فاضية عن اذنك

سمية سريعا: هي مين دي الي مش فاضية أنا جاية حالا.


ضحك عاليا بمرح ليصطحبها متجهين الي الخارج لتبدأ علاقة جديدة كان لابد أن ينبهه احد إليها.


مر شهر على هذا الحال يسجن نفسه داخل أسوار غرفته لا يخرج منها أبدا لا يتحدث مع احد.


لينا تجاهد معه حتي تطعمه بعض اللقيمات اصبحت الحياة كئيبة في منزل السويسي هو سجين غرفته وياسمين كذلك لا تخرج من غرفتها ولا تكلم احد حتي عمر اصبح صامتا معظم الوقت كان جالسا كعادته يلوم نفسه انه السبب في موت ابنته عندما دق هاتفه، كالعادة تجاهله فهو واثق انه محمد او يوسف فهما يتصلان مائة مرة في الساعة الواحدة، نظر نحو الهاتف فوجده محمد

فتح الخط يهتف بخواء: ايوة يا محمد

محمد سريعا: خالد عامل ايه صاحبي.


خالد: ما تفرقش إنت عايز ايه

محمد بحزن: أنا عندي ليك خبر مش كويس

تقوس فمه بابتسامة ساخرة: صدقني مش فارقة

محمد: رحاب دخلت مصحة نفسية

اغلق الخط في وجهه يكفي مصائب لقد انهك الا يمكنه أن يعيش دون هم ولو بضع دقائق

الا يستحق ذلك

قام من مكانه واغتسل لينزل الي أسفل ما ان فتح باب الغرفة حتي وجدها امامه وعلي شفتيها ابتسامة واسعة

لينا مبتسمة: صباح الخير اخيرا خرجت من اوضتك

خالد باقتضاب: صباح النور عن اذنك.


قطبت حاجبيها باستفتام: رايح فين

لم يرد عليها واكمل طريقه الي اسفل

زينب مبتسمة: صباح الفل يا حبيبي تعالا افطر

خالد باقتضاب: شكرا مش عايز

اكمل طريقه الي غرفة التدريبات يجلد نفسه عله يخرج بعض من عذابه

في الداخل

دخلت لينا غرفة ياسمين تهتف بابتسامة واسعة

لينا مبتسمة: صباح الفل يا سيما

ياسمين مبتسمة بحزن: صباح الخير يا لينا

جلست أمامها على الفراش تعقد ساقيها تهتف برفق.


لينا: بصي يا سيما انا ممكن ما اكنش متدينة ولا اعرف كتير في الدين بس متأكدة من حاجة واحدة ان كل حاجة بتحصلنا مكتوبة علينا مش هنعرف نغير المكتوب وربنا رحيم جدا بعبادة صدقيني هيعوضك وهيفرح قلبك

يلا بقي اضحكي ما تبقيش رخمة زي اخوكي

ياسمين مبتسمة: بس ليجي يعلقك

لينا بثقة: مين دا يا ماما الي يلعقني دا اخوكي بيخاف مني

نظرت ياسمين خلف لينا لتتسع عينيها بفزع: سامع يا خالد.


التفت لينا سريعا وهي تقول: والله يا خالد ما...

بترت جملتها عندما نظرت خلفها ولم تجد احدا

لينا بغيظ: بتضحكي عليا يا ياسمين والله لوريكي

امسكت احدي وسائد الفراش وبدأت تضربها بها وهي تصيح ضاحة اندمجت ياسمين معها وامسكت وسادة اخري وبدأت الفتاتين يلعبان تندمج ضحكاتهما معا دخل عمر عندما سمع صوت ضحكاتهم

عمر ضاحكا: ايه يا مجانين الي بتعملوه دا.


انقضت لينا وياسمين على عمر يضربانه بالوسائد فامسك عمر وسادة وبدأ يلعب معهم

دخلت زينب تتحدث بضيق: ايه الهبل الي بتعملوه دا حتي انتي يا لولو وانا كنت بقول عليكي عاقلة، فينك يا خالد

عمر بضيق: ليه بس كدة يا زوزو يرضيكي عم هولاكو يجي يعلقنا

لينا بثقة: اتكلم عن نفسك يا اخويا انا جوزي حبيبي مش هيعملي حاجة.


عمر بمرح: اتوكسي دا انتي اول واحدة هتتعلقي فينا انتي ما تعرفيش هولاكو الي انتي متجوزاه دا بيتفاهم بدراعه بس

نظر عمر اليهم فوجدهما ينظران خلفه بفزع

عمر بدهشة: في ايه مالكوا بتبصوا على ايه

اتسعت عينيه بفزع لا لا مش حقيقي

التقت خلفه ببطئ فوجد خالد يقف امامه يعقد ذراعيه امام صدره

خالد بحدة: على اوضتك

فر عمر هاربا من الغرفة.


خالد غاضبا: ممكن افهم ايه الي انتوا عاملينه دا المفروض انكوا انسات كبار مش عيال عشان تفضلوا تضربوا بعض اتفضلوا لموا الكركبة دي حالا

لينا بصوت منخفض: هولاكو صحيح

رمقها بضيق: بتقولي ايه

اتسعت ابتسامتها البلهاء: ها بقول هنضف الكركبة حالا

خرج من الغرفة الي غرفته

لينا بغيظ: اخوكي دا رخم اوي بيقلب في ثانية ثم قالت مقلدة اياه انتوا انسات كبار مش عيال عشان تضربوا بعض انتي يا زفتة مش بكلمك.


نظرت لينا الي ياسمين فوجدتها تنظر خلفها بذعر

اتسعت عينيها بدهشة: لا لا مش حقيقي مش واقف ورايا واقف متأكدة بصي كويس يمكن واحد شبهه

التفت خلفها ببطئ تتلو الشهادتين في سرها لتضيق عينيها بغيظ

لينا بغيظ: بتضخكي عليا يا ياسمين ماشي والله لوريكي

جرت لينا خلف ياسمين حتي تضربها فتحت ياسمين باب الغرفة وركضت الي الخارج وهي تضحك ولينا خلفها تصرخ بغيظ

لينا بغيظ: خدي هنا يا ياسمين هضربك يعني هضربك.


نزلت ياسمين تهرول الي اسفل ولينا خلفها تعثرت قدمها وهي تركض كادت أن تسقط لولا ذراع عمر التي التفت سريعا حول خصرها تجذبها ناحيته

عمر: حاسبي يا لينا

خرجمن غرفته ليري ذلك المشهد الرومانسي لينا في حضن عمر والاخير يلف ذراعه حول خصرها

طوي الطريق في خطوتين يكاد ينفجر غضبا انتزع لينا من بين ذراعي عمر رفع يذه لتهوي بقوة على وجه عمر

خالد غاضبا: دي مرات اخوك يا كلب خلاص ال، بقت بتجري في دمك.


اتسعت عينيها بدهشة صرخت سريعا

لينا: يا خالد انت فاهم غلط

قطب حاجبيه بدهشة صائحا

خالد غاضبا: فاهم غلط خرجت لقيت مراتي في حضن اخويا وتقولي فاهم غلط

صرخت غاضبة: ايوة فاهم غلط المفروض تسمع قبل ما تحكم وتضرب انا كنت بجري ورا ياسمين وكنت هقع من على السلم لولا عمر لحقني بسرعة

خالد غاضبا: انت ازاي تعلي صوتك عليا.


صرخت بشراسة يكفي الا يمل ذلك الرجل من غروروه ابدا: دا بس الي يفرق معاك ان صوتي مايعلاش على صوتك اهم حاجة انك ترضي غرور خالد السويسي مش كدة

بخطي سريعة مهرولة اتجهت الي غرفتها أخرجت حقيبة ملابسها من دولابها رمتها على الفراش لتبدأ في رمي ملابسها بداخلها بعشوائية

دخلت زينب عليها تسألها بدهشة: بتعملي ايه يا حبيبتي

لينا بحدة: بلم حاجتي، وهرجع بيتي

سمعت صوته الغاضب من خلفها: دا بيتك وما فيش خروج من هنا.


لم تعره انتباها واكملت جمع اشيائها حقيبتها نزلت الي اسفل

ياسمين بحزن: كدة يا لوليتا عايزة تسبيني وتمشي

ابتسمت ابتسامة صغيرة حاولت بها كبح دموعها: معلش يا سيما بس انا لازم امشي

خالد غاضبا: قولتلك دا بيتك وما فيش خروج من هنا

لينا غاضبة: لاء دا مش بيتي دا بيت خالد باشا الي بيشك فيا اني بخونه ومع مين مع اخوه الصغير

امسك خالد رسغ يدها: يلا معايا

بدأت تجذب يدها من يده بعنف صارخة.


لينا غاضبة: لاء انا همشي يعني همشي سييب ايدي

توجهت انظارهم جميعا ناحية الباب عندما سمعوا

( ممكن افهم ايه الي بيحصل هنا ).تبع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والعشرون


( ممكن افهم ايه الي بيحصل هنا )

هتف بها محمود بحدة استغلت تشتته برأيه والده لتنزع يدها من يده بعنف تهرول ناحية

ابيه

لينا: ، عمي محمود لو سمحت أنا عايزة امشي

محمود: ليه يا حبيبتي ايه الي حصل

بدأت دموع عينيها تنساب ألما أخذها محمود بين ذراعيه يربط على رأسها برفق: بس يا حبيبتي.


هل تشمون رائحة حريق تلك رائحة دمائه التي تشتاط غضبا من افعال تلك الصغيرة عليها أن تختبئ داخل صدره هو حتي لو كانت غاضبة منه بخطي سريعة اتجه ناحيتها بنتزعها من حضن والده يضمها لصدره

هاتفا يغيظ حاول إخفاءه: عيطي في حضن جوزك يا حبيبتي.


هز محمود رأسه نفيا بيأس من افعال ابنه الصبيانية منذ أن كان طفلا كان يغضب أن حملها أحد غيره كان يراقب تصرفاته منذ أن كان طفلا عندما تكون موجودة ينسي البقية كأنها هي محور كونه يسير خلفها كالمغيب كأنها نداهة جذبته بسحرها منذ أن كان طفلا

محمود بحدة: في ايه أنت عملتلها ايه

هتف بهدوء: ما فيش دا مجرد سوء تفاهم

جاء عمر يسلم على والده: حمد لله على سلامتك يا بابا عمي جاسم عامل ايه.


نظر له كلاهما شرزا من ذلة لسانه الغبية لتبتعد هي عنه تنظر لعمر بدهشة: بابا هو عمو محمود كان عند بابا

عالج محمود الموقف سريعا: لاء يا حبيبتي عمر اصله كان عايز باباكي يجبله حاجة وهو جاي فبيسئلني يعني قولتله ولا لاء

هزت رأسها إيجابا بعدم اقتناع لتكمل سريعا: طب انا عايزة امشي

تجاهل كلامها ليوجه حديثه لاخيه: طلع شنطة لينا اوضتها وما تزعلش مني أنا نفسيا تعبان اليومين دول.


عمر بهدوء: ربنا يصبرك وأن كان عليا أنا مش زعلان أنت أخويا وأنا ما بزعلش منك

لأول مرة يشعر بالفخر من كلام عمر فدائما هو الشاب الفاسد الذي سيصيبه بنوبة قلبية في يوما

اخذ عمر الحقيبة وصعد الي غرفتها ليضعها فيها

خالد: ياسمين خدي لينا واطلعي فوق

لينا بضيق: لاء انا...

خالد مقاطعا: اطلعي دلوقتي وهنتكلم بعدين خديها يا ياسمين

ياسمين: حاضر يا خالد يلا يا لينا

احذت لتصعد الفتاتين الي اعلي.


محمود بحزن: البقية في حياتك يا ابني

خالد: حياتك البقية يا حج عمي جاسم عامل ايه

جلس محمود على الأريكة متنهدا بتعب: الحمد لله العملية نجحت بس لسه في فترة نقاهة مش هيقدر يرجع دلوقتي

خالد بشك: شكلك زعلان

محمود بحزن: جاسم صعبان عليا اوي إنت عارف قبل ما يدخل العمليات كان بيعيط زي الطفل وعمال يوصيني اني أقول للينا تسامحه لو لقدر الله ما كنش قام منها

Flash back.


تجهز لدخوله لغرفة العمليات وجد صديقه يقف بجانبه مبتسما باطمئنان

محمود مبتسما: مش عايزك تقلق خالص الدكتور قال أن نجاح العملية مضمون بإذن الله

امسك جاسم كف يده هاتفا بتوسل انسابت الدموع على وجنتيه انهارا: صدقني يا محمود أنا مش خايف من العملية ولا خايف من الموت

لينا يا محمود وصيتك بنتي لو حصلي حاجة ما تخليش ابنك يقسي عليها ولا يزعلها خلي بالك منها وخليها تسامحني.


تجمعت الدموع في عيني محمود حزنا على صديقه شد على يد جاسم بقوة: ما تقولش كدة يا جاسم أنت هتقوم بالسلامة بإذن الله

جاسم باكيا: اوعدني يا محمود انك هتخلي بالك من بنتي أنا مش هتحرك من مكاني ولا هدخل العمليات الا ما توعدني

محمود باكيا: اوعدك بنتك أمانة في رقبتي ليوم الدين

Back

تنهد محمود براحة: الحمد لله أنه قام بالسلامة، أمك قالتلي على الي حصل لياسمين

غامت عينيه بمرارة الحزن: أنا آسف.


ربط محمود على كتفه: دا مكتوب يا ابني ما تحملش نفسك الذنب كفاية الي انت فيع

تنهد بحزن: عن إذنك يا حج

محمود: خالد صالح مراتك

هز رأسه إيجابا بابها صغيرة ليأخذ طريقه الي غرفتها ما أن وصل حتي بدأ يدق الباب

ليجد اخته تفتح له الباب

عقدت ياسمين ذراعيها أمام صدرها بضيق: ينفع الي إنت عملته دا

خالد: هي لسة زعلانة

ياسمين بضيق: ايوة طبعا اتفضل بقي صالحها

ازاحها عن الباب برفق

خالد: طب وسعي دخليني.


دخل الي الغرفة ليجدها جالسة على فراشها تشيح بوجهها بعيدا في اتجاه النافذة، تقدم يجلس على طرف فراشها نظر لاخته غامزا

خالد: روحي يا ياسمين قولي لعنيات تحضر الفطار وحاولي تتاخري

ياسمين بضيق؛ بتوزعني يعني ماشي يا خالد

خرجت ياسمين من الغرفة مغلقة الباب خلفها.


التفت إليها ينظر لها بندم على ما فعل مد يده جاذبا كف يدها برفق يخبئه بين راحتيه لتنزع يدها بحدة تعقد ذراعيها أمام صدرها ضحك ضحكة خافتة على ملامحها الطفولية الغاضبة لتنظر له بطرف عينيها شرزًا

لينا بضيق: وكمان بتضحك

كبت ضحكته بصعوبة ليكمل بجد مصطنع: اعملك ايه يعني ما انتي الي بيبقي شكلك يضحك وانتي زعلانة، لوليتا أنا آسف

زمت شفتيها بضيق ولم ترد فاكمل بندم.


خلاص بقي يا لوليتا انتي ما تعرفيش انا حسيت بايه لما شوفت عمر حاضنك نار قادت فيا ما تزعليش خلاص بقي أنا آسف لينا بضيق: لاء بردوا الموضوع مش سهل يا خالد زي ما انت متصور انت اتهمتني إني بخونك لاء ومع أخوك الي أنا اصلا بعتبره أخويا الصغير

خالد بندم: أنا آسف آدي رأسك ابوسها

مال برأسه مقبلا جبينها هاتفا برجاء: حقك عليا يا ستي، ايدك ابوسها.


قبل كف يدها هاتفا برجاء حقك عليا بقي ليكمل غامزا بوقاحة ما تجيبي واحدة مشبك

صرخت بفزززززع لتحمل الوسادة تضعها على وجهها تصرخ من خلفها: يا قليل الأدب يا سافل يا منحرف

خالد ضاحكا: الله مش زعلانة وبصحالك

لينا سريعا: لا لا خلاص مش زعلانة انا اقدر انا ازعل منك بردوا

خالد ضاحكا: طب شيلي البتاعة دي من على وشك

لينا هاتفة بتحذير: بس تقعد بأدب

خالد ضاحكا: ماشي يا ستي هقعد بأدب شيلي البتاعة دي بقي.


أزاحت الوسادة من على وجهها ببطئ تهتف بحذر

لينا: عايزني اصالحك

خالد: اكيد

لينا: خرجنا البيت كله محتاج يغير جو

البيت بقي كئيب اوي

حك ذقنه بأطراف أصابعه يصطنع التفكير

خالد: انتي بتستغلي الفرصة يعني ماشي يا أنا موافق تحبي تروحي فين

صرخت بسعادة: الملاااااااااااهي

دخلت ياسمين و عمر مع صوت صراخها العالي

لينا بسعادة: سيما خالد وافق يخرجنا

عمر بحماس: ايوة بقي انا هعزم اصحابي كلهم.


رفع سبابته بتحذير شديد اللهجة هتف في اخيه: بس تعرفهم كويس لو حد فيهم بص للينا او ياسمين بطرف عينيه هخلعله عينيه الاتنين

عمر: حاضر ما تقلقش

مر اليوم سريعا وجاء اليوم التالي استيقظوا جميعا مبكرا

انتهي خالد وياسمين وعمر من ارتداء ملابسهم ونزلوا ينتظرون لينا

بعد مدة ليست قصيرة بالمرة نزلت لينا ترتدي ( سلوبته ) جينز زرقاء تحتها قميص ابيض بنصف كم كتب عليه بلون ازرق كبير

(l am crazy )وكوتشي ابيض.


لينا بابتسامة مرحة: صباح الخير

ياسمين بضيق: صباح النور اتاخرتي كدة ليه يا لينا كدة اليوم هيضيع انتي ناسية ان لسه فيه طوابير على اللعب

لينا: خلاص انا جاهزة اهو يلا بينا

استقلوا سريعا سيارة خالد لينا وياسمين على الاريكة الخلفية وعمر على الكرسي بجانب خالد

سرعان ما انضمت لهم سيارة محمد ورانيا وسيارة يوسف ومعه ساندرا

وسيارة على لينطلق الجميع الي الملاهي.


صفوا سيارتهم امام المدخل ليترجلوا منها جميعا كانت الدهشة حليفتهم عندما وجدوا المكان فاااااارغ تماما

توجهت انظارهم ناحيته سريعا عندما سمعوه يهتف بصوت عالي

خالد صائحا: صباح الخير يا جماعة طبعا زي ما انتوا شايفين المكان فاضي عشان ما تقفوش ساعة في طوابير اللعب يا ياسمين المكان دا محجوز لعيلة السويسي لمدة خمس ساعات انبسطوا على ما قد ما تقدروا ولو احتجتوا حاجة انا في الكافيتريا.


تفرق كل الي وجهته استعداد للمرح لتقف هي تنظر إليهم بحزن فكل منهم مع زوجته أو خطيبته حتي عمر مع اصدقائه وهي تقف وحيدة تركها وذهب الي ذلك المطعم الصغير يحتسي فنجان من القهوة تركتهم ذاهبة إليه

جلست على الكرسي امامه بضيق

رفع عينيه ينظر لها بهدوء

خالد: ما بتلعبيش معاهم ليه

نفخت خديها بضيق: عشان كل واحد بيلعب مع مراته او خطيبته حتي ياسمين بتلعب مع على وأنا واقفة لوحدي

خالد بهدوء: أنا ما بلعبش.


لينا برجاء: عشان خاطري يا خالد

خالد بحزم: لاء

التمعت في رأسها فكرة ماكرة اتسعت ابتسامتها الخبيثة لتخفيها سريعا هاتفه ببراءة مصطنعة

لينا ببراءة وهي تنهض: طييييب أنا هروح مع عمر هو واصحابه

تحركت خطوتين لتسمعه ينادي عليها بحدة ابتسمت بخبث سرعان ما تحولت ابتسامتها لغيظ عندما سمعته يقول: خدي هنا يا ازوعة انتي راحة فين.


التفت له تقطب حاجبيها بغيظ: ما تقولش اوزعة وبعدين مش إنت قولت مش عايز تلعب هروح العب مع عمر

هتف بضيق من بين أسنانه: لاء هلعب

صرخت بسعادة: هيييييه اتجهت ناحيته.


تجذب يده خلفها بحماس ذهبا الي الالعاب استطاعت بمرحها وطفولتها ان تنسيه آلمه ولو لبعض الوقت لساعات يلعبون الكثير من الوقت أصرت تلك الصغيرة على ركوب تلك الألعاب المائية رغم اعتراضه الشديد ولكنه اضطر أن في النهاية أن يوافق أمام إلحاحها الطفولي الذي يضعف مقاومته.


انتهي الساعات سريعا ليتوجهوا جميعا الي احدي المطاعم يتناولون الغداء في جو مزاح وضحك من الجميع الا هي فقد بدأت تشعر برعشة تسري في جسدها واضطراب

علي بتوتر: احم بقولك ايه يا لينا هي مش خالتك اسمها لبني بردوا

هزت رأسها إيجابا تحاول التحكم في رعشة جسدها القوية

علي مكملا: اومال هي فين أصل أنا سألت عليها في الجرنان قالولي أنها واخدة أجازة طويلة

ابتسمت بحزن: لبني مسافرة مع بابا وماما لندن بتعمل شوبينج.


هز رأسه إيجابا بشرود ذهب بتفكيره الي تلك الجنية الوقحة ذات اللسان السليط

علي جانب آخر بدأ يتلقي كلمات الشكر والمدح من الجميع على ذلك الوقت الممتع ولكنه لم يكن يعرهم انتباها هو متاكد انها ليست بخير يشعر بذلك دقات قلبه سريعة غير منتظمة يري رعشة جسدها التي تحاول السيطرة عليها انتبه عندما نظرت اخته إليها قائلة بابتسامة

ياسمين: ما بتكليش ليه يا لينا.


كانت تشعر بالتعب الشديد جسدها يرتجف بقوة تلك البرودة التي تغزو كيانها تجعل أسنانها تصطك ببعضها رغما عنها بصعوبة رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها: ها ما انا باكل اهو

وبدون سابق انذار ارتجف جسدها ببرودة عندما بسط راحة يده فوق جبينها

خالد بحزم: جسمك دافئ قومي يلا عشان نمشي

هزت رأسها نفيا سريعا: لا لا انا كويسة

خالد بحدة: انا ما بخدش رأيك انا بقولك يلا قومي

قامت من على مقعدها لتفعل ياسمين المثل.


خالد بهدوء: معلش يا جماعة احنا لازم نمشي دلوقتي

محمد: ولا يهمك يا خالد المهم هي تبقي كويسة

على بمرح: سلامتك يا لوليتا

خالد غاضبا: اسمها مدام خالد السويسي يا علي

علي مبتسما بحرج: خلاص يا عم انت هتاكلني

تقدم منها لينثني بجذعه قليلا يحملها بين ذراعيه وخرج بها الي سيارته وضعها على الأريكة الخلفية لتجلس ياسمين بجانبها وهو خلف المقود

ياسمين: خالد انت هتروح على مستشفي ولا هتطلع على البيت.


خالد: لاء على البيت والدكتور هيحصلنا

لينا بتعب: انا اسفة يا جماعة عشان ضيعتلكوا اليوم

ياسمين برفق: ايه الي انتي بتقوليه دا يا حبيبتي المهم تبقي كويسة

صاح بحدة غاضبا: ما هو لو سيدتك كنتي سمعتي كلامي وما ركبتيش الشلالات ما كنتيش تعبتي

ياسمين بضيق: براحة عليها يا خالد

خالد غاضبا: هو انتي فاكرة انه سهل عليا اني اشوفها تعبانة

ياسمين: ما تتطلع على مستشفي الحياة ما هي قريبة من هنا

خالد: لاء

ياسمين: ليه بس.


خالد: اصل المستشفى كلها ما فيهاش غير الظريف عصام

ياسمين: مين عصام دا

خالد بحدة: ما تسكتي بقي يا ياسمين

امسك هاتفه وطلب رقم

خالد: عشر دقايق وتحصلني على الفيلا

القي هاتفه على المقعد بجانبه ليضعط على دواسة البنزين يزيد سرعة السيارة الي ان وصلوا.


اوقف السيارة نزل منها متجها الي بابها الخلفي فتحه ليمد ذراعيها يخرجها برفق من السيارة صاعدا بها الي غرفتها وضعها على فراشها برفق ليجد صوت والدته يأتي من خلفه تسأل بقلق

زينب بلهفة: مالها لينا يا ابني

خالد: تعبانة شوية

تحسست زينب جبينها لتتسع عينيها فزعا: يا حبيبتي يا بنتي دي سخنة اوي وأنت كلم الدكتور بسرعة

خالد: الدكتور جاي في السكة.


اغربت عينيها ذلك الدوار يعصف بها تشعر أن ذلك الفراش يلتف بها سريعا بدأت الصورة تصبح ضبابية مشوهة لا يتضح منها سوي نظرة عينيه القلقة ابتسمت بشحوب لتسدل بعدها جفنيها فاقدة للوعي

ظل ينظر إليها وهي تغيب عن دنياه امام عينيه وهو يقف عاجزا لا يعرف ماذا يفعل لحظات توقف عقله فيها عن العمل ليفيق على صوت ذكوري يستأذن للدخول

خالد غاضبا: اتأخرت كدة ليه

الطبيب: معلش يا ابني والله الطريق زحمة.


خالد غاضبا: انت لسه هترغي ادخل بسرعة

تقدم الطبيب الذي تجاوز عمره الخمسين عاما بخطي سريعة من فراشها وبدأ في فحصها بدقة بضع دقائق مرت الي ان انتهي وبدأ يجمع ادواته الطبية

خالد بقلق: خير

الطبيب: عندها حمي بسيطة ما تقلقش يا ريت بس تحطوها شوية تحت الدش وتجييولها العلاج دا

اوصل خالد الطبيب وحاسبه ذهب ليحضر الدواء ثم عاد سريعا دخل غرفته فوجد امه واخته يحاولان حملها

خالد: بتعملوا ايه.


ياسمين: مش الدكتور قال نحطها تحت الدش

خالد بضيق: وهي جوزها ميت وانا معرفش اوعوا لو سمحتوا

اقترب من فراشه يحملها برفق متجها بها الي المرحاض فتح مرش الماء ليهبط الماء البارد يغرق كليهما شعر بيدها تقبض على قميصه ترتجف

لينا: برررد انة بررررد انة اوي

خالد: معلش يا حبيبتي استحملي خمس دقايق بس

بعد مدة قصيرة اطفئ صنبور المياه حملها عائدا بها الي الفراش وضعها عليه.


خالد: ماما معلش غيرليها هدومها على ما أروح اغير هدومي

ذهب الي غرفته وبدل ملابسه تعمد ان يتأخر بعض الوقت الي ان ينتهوا من تبديل ملابسها

( مسم محترم يا واد )

ذهب اليهم فوجدهم انتهوا من تبديل ملابسها وياسمين تعطيها الدواء وزينب تضع الكمادات على جبينها

خالد: روحي يا امي انتي ارتاحي وانا هعملها الكمادات

رفضت زينب رفض قاطع في بادئ الأمر ولكن بعد مناقشات وإقناع من خالد وياسمين وافقت وذهبت الي غرفتها.


زينب: امري لله بس خلوا بالكوا منها كويس

خالد/ ياسمين: حاضر

ذهبت زينب الي غرفتها ليجلس هو على الكرسي المجاور لفراشها يضع الكمادات على جبينها ولكن ما حدث أنها بدأت تهذي.


في غرفتها تأكدت من أن الجميع قد نام لتأخذ هاتفها تختبئ تحت فراشها الوثير طلبت رقمه التي تحفظه عن ظهر قلب سمعت صوت الرنين لتجده يهتف بصوت حنون ؛ اتوحشتك يا موهجة القلب

رفرفت فراشات السعادة تدغدغ قلبها برفق لتقول بابتسامة واسعة: وأنت كمان يا عزام اتوحشتك قوي قوي

عزام بضيق مصطنع: ما انتي الي ما عيزاش نتقابل يا موهجة القلب

فرح: هااانت يا عزام ما بقيش الا القليل وما هنبعدش عن بعض واصل.


تنهد بحرارة: ميتا بس يا موهجة القلب إني مشتقلك قوي قوي

فرح مبتسمة بخجل: وااااه بقي يا عزام عتكسفي اكدة

( وش كسوف اوي يا بت )

عزام بهيام: كان نفسي تبقي قدامي دلوقتي عشان اشوف اخدودك الي كيف التفاح الامريكاوي

فرح بخجل: بكفياك يا عزام اني هقفل تصبح على خير يا...

عزام بهيام: قوليها

هتفت سريعا بخجل: حبييي

لتغلق بعدها الهاتف تحتضنه بسعادة ترسم بخطوط وردية أيامها القادمة مع حبيبها ومالك قلبها.


عظمة على عظمة ايه ده يا عزام ولا أنور وجدي في زمانه

هتف بها أحد أصدقاء عزام الذي يجلس معهم فعندما رن هاتفه برقم فرح اشار لهم بالصمت ليفتح مكبر الصوت ويبدأ في تمثيل دور العاشق الولة

احد الاصدقاء: بس قولي يا عزام اشمعنا البت دي الي صابر عليها المدة دي كليتها.


عزام مبتسما بمكر: عقولك ابوي وأبوها داخلين الانتخابات قصاد بعض ولما الحلوة الصغيرة دي تسمع كلامي وتيجي نتجوز من ورا أبوها هتخلي سمعة أبوها على كل لسان ما هيقدرش يرفع وشه في وش حد واصل

احد اصدقائه ضاحكا بخبث: بسسس قول براحة بقي عشان ابليس يلحق يكتب وراك

تعالت ضحكاتهم الشيطانية على تلك البريئة التي على وشك الالتهام من ذلك الذئب البربري.


لينا: خالد خالد خالد

خالد بلهفة: ايوة يا حبيبتي

ياسمين: شكلها بتخترف يا خالد

لينا بغضب وهي نائمة: بقي عايز تبوسني يا سافل يا منحرف يا قليل الأدب

اتسعت عينيه بصدمة ليضع يده سريعا يكمم فمها

خالد سريعا: بس الله يخربيتك هتفضحينا

ياسمين روحي نامي

ياسمين ضاحكة: لا لا ما تخافش مش هقول لحد بس شيل ايدك من على بؤها عشان تعرف تتنفس

ابعد يده عن فمها ببطئ لتعاود الهذيان من جديد

لينا: خالد احضني احضني يا خالد.


خالد ضاحكا: معلش يا ياسمين انا مراتي هبلة

اظلمت عينيه باعصار غضب عندما سمعها تقول

لينا: تعرف يا فارس انك امور قوي ومش عصبي وخنيق زي خالد عارف لو كنت قابلتك قبله كنت اتجوزتك انت

ياسمين باستفهام: مين فارس دا؟

رد بتوعد من بين اسنانه: دا واحد اجله قرب قصدي ابن عمها

لينا: عندك حق يا فارس لازم ادي فرصة لقلبي وهو قالي انه بيحب خالد

ابتسم بسعادة ليقبل جبينها: وأنا بموت فيكي يا قلب خالد

في صباح اليوم التالي.


تملمت في نومتها فتحت عينيها بصعوبة تلك الألم الحادة تغزو جسدها كله رأت خالد نائما على الاريكة راسه على حافة الاريكة وقدميه على الطاولة امامه

اما ياسمين نائمة على الكرسي بجانب فراشها راسها على حافة الفراش وباقي جسدها على الكرسي

انتصفت في جلستها مدت يدها توقض ياسمين بهدوء

لينا: ياسمين ياسمين اصحي يا ياسمين

ياسمين بنعاس: بس بقي يا ماما عايزة انام

لينا: ياسمين انا لينا يا ياسمين اصحي.


فتحت عينيها اعتدلت في جلستها تدلك ظهرها بألم: اه يا ضهري انتي عاملة ايه دلوقتي

لينا: كويسة بس هو ايه الي حصل ايه الي نيمك كدة ومين الي لبسني البتاع دا اوعي تقولي خالد

ياسمين: لا يا ستي مش خالد ما تقلقيش انا وماما

لينا: طب ايه الي حصل انا اخر حاجه فكراها ان خالد شلني من العربية وحطني على السرير

بعد مدة مش فاكرة حاجة اوعي يكون اخوكي غرغر بيا

انفجرت ياسمين ضاحكة حتي ادمعت عينيها.


لينا سريعا: هش هش يخربيتك خالد هيصحي

بجد يا ياسمين ايه الي حصل

قصت عليها ياسمين ما حدث بالامس بالتفصيل

ياسمين: بس انتي قولتي امبارح شوية كلام مسخرة

اتسعت عينيها فزعا قولت ايه!

ياسمين ضاحكة: فضلتي تقولي احضني يا خالد، وانت ازاي تبوسني بصراحة فصلتينا ضحك

شهقت بفزع عينيها متسعتين باحراج بدأت تهز رأسها نفيا بعنف لتجده يتململ في نومته يدلك رقبته بألم

خالد بنعاس: صباح الخير.


ياسمين: صباح النور بقولكوا ايه انا هروح اخد شاور واخلي عنايات تحضرلنا الفطار

قامت ياسمين وخرجت من الغرفة فقام وجلس على طرف فراشها لتخفي وجهها بين راحتي يدها سريعا

خالد: صباح الخير

لينا: صباح النور

خالد: شيلي ايدك من على وشك

هزت رأسها نفيا بعنف: لاء اطلع برة

خالد بخبث: شيلي ايدك من على وشك لهغرغر بيكي زي ما كنتي بتقولي لياسمين

شخصت عينيها بفزع لتبعد يدها سريعا عن وجهها: إنت قليل الأدب.


خالد بضيق: وانتي مفترية

قطبت حاجبيها بغيظ: أنا مفترية

خالد مبتسما بوله: آه طبعا لما تبقي عايزة تحرميني من نور الشمس تبقي مفترية

( وانتوا عاملين ايه )

زحفت حمرة الخجل القانية تغزو وجنتيها

لينا بخجل: لو سمحت كدة عيب

خالد ضاحكا: على فكرة أنا جوزك مش شاقطك

انكمشت ملامحها تهتف بسخرية: نني ننيي ننيي جوزك

اتسعت عينيه بدهشة: آه يا اوزعة يا ام لسان طويلة

صرخت بغيظ: ما تقولش اوزعة.


اخرج لها طرف لسانه بغيظ: طب يا اوزعة يا اوزعة يا اوزعة يا اوزعة، دا عود المكرونة الاسبجاتي اطول منك

انتفضت من على فراشها تركض خلفه تصرخ فيه بغيظ: والله لعضك

انتهي ذلك اليوم بعد مزاح وضحك من الجميع بعد فترة عصيبة مرت

ليلا

استيقظت على صوت همس خفيض باسمها

فتحت عينيها ببطئ فوجدته يقف بجانب فراشها

خالد: البسي الفستان دا وحصليني على تحت

نظرت الي طرف فراشها فوجدت فستان سهرة ازرق.


اعتدلت في جلستها تفرك عينيها بنعاس هل كانت تحلم لاء بالطبع ذلك الفستان يؤكد أنه حقيقة

نزلت من على فراشها ذاهبة الي المرحاض

اغتسلت وارتدت الفستان

وجدت حذاء بجانب الفستان ارتدته

واطلقت لشعرها العنان نزلت الي اسفل فوجدت سهم يشير الي باب المنزل قطبت حاجبيها باستفهام لتذهب تجاه باب المنزل المفتوح تتبع السهم خرجت منه الي الحديقة التي جعلت عينيها تتسع بدهشة ما أن راتها..


الفصل الثامن والعشرون والتاسع والعشرون من هنا


  لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا

تعليقات